إعـــــــلان

تقليص

للاشتراك في (قناة العلم والإيمان): واتساب - يوتيوب

شاهد أكثر
شاهد أقل

حقيقة السر المستودع

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • حقيقة السر المستودع

    حقيقة السر المستودع لسيدتي ومولاتي فاطمة الزهراء
    كتمان الأسرار :
    أكد القرآن الكريمفي كثير من آياته المباركة على إطلاع الباري عزّ وجل على خائنة العين وما تخفيالصدور ، ويعني هذا أن الله يعلم السر وما أخفى ، وهو ما أضمره الإنسان وأسرّه ثمّنسيه( والله يعلم ما تسرون وما تعلنون )(1)، وايضاًجاء قوله تعالى (وأسروا قولكم أو اجهروا به ، أنه عليم بذاتالصدور )(2). ليؤكد هذه الحقيقة ، حقيقةالسر الذي يكتمه الإنسان على غيرهولكن لا يخفى على الله تعالى أي سرٌ لأنّ الله تعالى خالق الإنسان في هذا العالموإلى ذلك أشار القرآن( قل أنزله الذي يعلم السر في السمواتوالأرض ، إنه كان غفوراً رحيما )(3)، فيعلم الله تعال حقيقة أسرار الناسوما يكتمون ، إلاّ أنّه هناك أسرار مودعة من قبل الله تعالى عند كثير من الأولياءوخصوصاً الأنبياء والمرسلين وعباد الله الصالحين حيث أمرهم بحفظها ولا يظهروها إلالمن هو أهل لها ، ولنعم ما قيل في الشعر المنسوب إلى مولى الموحدين أمير المؤمنينعلي بن أبي طالب عليه السلام حيث قال :
    لا تَفْشِسِرَّا ما استطعت الى امرىءٍ * يُفشِي اليك سَرَ سَرَائر يُستودَعُ
    فكمـاتـراه بِسِرّ غيـرك صانعـاً * فكذا بِسِرّكَ لا محالـة يصنـع
    وإلىذلك أشار الفرزدق :
    لا يكْتُم السّرَّ إلا من له شَرفُ * والسِّرُّ عند كرام الناس مكتُومُ
    السِّرُّ عندي في بيت له غلقٌ * ضلتمفاتيحه والباب مَردُومُ
    إذن الأسرار المودعة من قبل الله تعالىعند الأنبياء والمرسلين وعباد الله الصالحين هي أمانات وكما ورد في المثل الذي يقول « السر أمانة فانظر عند من تضع أمانتك ».
    وقال الله تعالى : ( أن الله يأمركم أن تؤدوا الأمانات إلى أهلها )(1).
    وأسرار الله تعالى كلها أماناته في أرضه وقلوب أوليائه ولا إجازة لهتكهاوكشف قناعها إلا بين يدي صاحبها الذي هو أهلٌ لها وهذا أمرٌ أمر الله تعالى بهعباده المخلصين من الأنبياء والأولياء ـ عليهم السلام ـ وبالغ معهم ، وأمرهم أيضاأن يأمروا بذلك المؤمنين ويبالغوا فيه ، حتى قالوا « إفشاء سر الربوبية كفر وهتكاستار الألوهية زندقة » وقالوا « لا تضعوا الحكمة عند غير أهلها ، فتظلموها ، ولاتمنعوها من أهلها فتظلموهم كونوا كالطبيب الشفيق يضع الدواء موضع الداء ».
    وقالوا في الشعر المنسوب الفارسي « فمن منع الجهال علماً أضاعه ومن منعالمستوجبين فقد ظلم » ، وأقوالهم الشاهدة بذلك وإشاراتهم الدالة عليه أشهر وأظهر منأن تخفى على أحد ، ومع ذلك نحن نذكر بعض ذلك استظهاراً لك ولغيرك لئلا يهمله أحدويوقع نفسه في الهلاك الأبدي والشقاء السرمدي ، حيث جاء قوله تعالى تعليماً لعبادهوتأكيداً لهم في أداء الأمانة التي هي أسراره إلى أهلها( أناعرضنا الأمانة على السموات والأرض والجبال فأبين أن يحملنها ، وحملها الإنسان أنهكان ظلوماً جهولاً )(2). والمراد انه يقول : الذي هم الملائكة والجنوالحيوانات والوحوش الطيور وغير ذلك ـ أو على استعداد كل واحد من السماوات والأرضوالجبال بنفسها ، لأنها عند الأكثرين شاعرة بذاتها ـ لأجل إيداع أمانتنا التي هيأسرارنا فما وجدنا أهلاً لها ومستعدين لحملها لعدم قابليتهم وضعف استعدادهم لأن حملالشيء وقبوله موقوف على قابليه ذلك الشيء واسعداده ووجدنا الإنسان أهلاً لهاومستعداً لحملها فأمرناه بحملها وأشرنا إليه بقبولها لأنّه كان « ظلوما جهولاً » أيبسبب أنه كان مستعداً لها ومستحقاً لحملها « بظلوميته وجهوليته فكأنه يقول : أنالسبب الأعظم والمُمَد الأعلى في أهليته لهذه الأمانة المعروضة على السماوات والأرضوالجبال وما فيها من المخلوقات كان « ظلوميته وجهوليته » لأنه لو لم يكن مستحقالحملها ومستعداً لقبولها لكان كغيره من الموجودات لعدم هاتين الصفتين فيه ، وعلىهذا التقدير تكون صفتا « الظلومية والجهولية » مدحاً له « يعني للإنسان » لا مذمةكما ذهب إليه أكثر المفسرين(1) ، ولا شك انه كذلك واللام في « لانه » لام التعليللا غير ، ليعرف به هذا المعنى والمراد بالإنسان نوعه وبالحمل استعداده للحملوقابليته له. وهذا هو المعنى المطابق للامانة والعرض والحمل والقبول والإباءإجمالا لاغير ، وإلاّ الأمانة ما كانت شيئاً محسوساً معروضاً على كل واحد منالموجوادات حساً وشهادة ولا كان آباؤهم عنها قولاً وفعلاً ، كما يرسخ في أذهانالمحجوبين عنها . إذن بما أنه تعالى مع عظمة شأنه وجلاله قدره لم يضع ويدع الأمانةإلا عند أهلها ، ولم يأذن بها إلا إلى صاحبها فلا ينبغي أن يفعل غيره بخلاف ذلكوألا يكون مخالفاً لأمره سالكاً غيره طريقه وأيضا لو لم تكن رعاية الأمانة عندهعظيمة ما مدح بنفسه للراغبين أمانته ، وما سلكهم في سلك المصلين الصلاة الحقيقية ،وما جعلهم من الوارثين( قد افلح المؤمنون الذي هم في صلاتهمخاشعون ، والذين هم عن اللغو معرضون ، والذين هم للزكاة فاعلون )إلى قولهتعالى( أولئك هم الوارثون الذي هم يرثون الفردوس هم فيهاخالدون )فحيث مدحهم على ذلك وسلكهم في سلك هؤلاء المعظمين بل قدمهم عليهموجعلهم من الوارثين « الذين يرثون الفردوس » فعرفنا أن رعايتها « يعني رعايةالأمانة » معتبرة وقدرها جليل وشأنها عظيم وبالجملة الخيانة في هذه الأمانة هيأيداعها عند غير أهلها ، وإمساكها عن أهلها ، وكلاهما غير جائز وإليه أشار جل ذكرهفي قوله( يا أيها الذين آمنوا لا تخونوا الله والرسول وتخونواأماناتكم وانتم تعلمون )أي « لا تخونوا الله والرسول » بأيداع أسرارهم عندغير أهلها « وأنتم تعلمون » عاقبة الخائن وصعوبة عذابه وشدة عقوبته : ( ذلكم وصاكم به لعلكم تتقون )اي ذلك القول « وصاكم به لعلكمتتقون » عنها أي تحتزرون عن الخيانة بعد ذلك وتعظمون مكانتها . جعلنا الله منالحاملين أمانته والراعين عهده ، الموفين به الوارثين جنته ، بمحمد وآله أجمعين.
    وإذ فرغنا من كلام الله تعالى ، فلنشرع في كلام الأنبياء عليهم السلام ومنهاقول النبي صلى الله عليه وآله وسلم « من وضع الحكمة في غير أهلها جهل ، ومن منع عنأهلها ظلم » « أن للحكمة حقاً ، وان لها أهلاً : فأعط كل ذي حق حقه » وقوله صلىالله عليه وآله وسلم « أن من العلم كهيئة المكنون ، لا يعلمه غلا أهل المعرفة بالله، فإذا نطقوا به لم يجهله إلا أهل الاغترار بالله » وغير ذلك من الأقوال المعلومةلأهلها.
    ****يتبع

  • #2
    ****يتبع
    والغرض انه صلى الله عليه وآلهوسلم أمر بذلك وفعل بنفسه ، لأنه إذا أراد إيداع مثل هذه الأسرار في قلوب أصحابهوخواصه كان يخلو بهم ويقول في آذانهم ، كما فعل بأمير المؤمنين علي عليه السلاموأخبر عنه أمير المؤمنين بقوله « تعلمت من رسول الله ألف باب من العلم ، وفتح اللهتعالى لي بكل باب ألف باب » وإلى كتمانه واخفائه بنفسه عن الأغيار أشار أيضاً بقوله « اندمجت على مكنون علم ، لو أبحث به لا ضطربتم اضطراب الارشية في الطوى البعيدة ». والى ثمرة أظهاره ـ أعني من الفساد ـ أشار أيضاً وقال « والله لو شئت أن أخبربكلرجل منكم بمخرجه ومولجه وجميع شأنه لفعلت ولكني أخاف أن يكفروا برسول الله » وهذاأمر منه بإخفاء أسرار الله وكتمانها وكناية عن أخفائها ولهذا لما قال له الخصم « أنت تتكلم بالغيب » قال ويحك ! أن هذا ليس بغيب ، ولكنّه علم تعلمتُ من ذي علم » أراد به النبي صلى الله عليه وآله وسلم.
    وكما فعل بسلمان أيضا ، أي جعله صاحبسّر وقال فيه : « سلمان منّا أهل البيت » أي من أهل بيت التوحيد والعلم والمعرفةوالحكمة لا من أهل بيت النسوان والصبيان والأهل والأولاد ، وقال تأكيداً لهذاالمعنى « لو علم أبو ذر ما فيبطن سلمان من الحكمة لكفره ! » وروي « لقتله! » وكلاهما صحيح فأنظر إلى عظمة السر المودع عند سلمان ، وعلى المبالغة في كتمان أسرارالله تعالى حيث عرفت أنّ كبار الصحابة كانوا يخفون بعضهم عن بعض حتى النبي صلى اللهعليه وآله وسلم ولعظمة أن سلمان وقربه إلى حضرة الرحمان قال عليه السلام « الجنةأشوق إلى سلمان من سلمان إلى الجنة » وكذلك لجلالة قدر أويس القرني رحمه الله لاطلاعه على أسرار الله تعالى كشفا وذوقا ، قال صلى الله عليه وآله وسلم في حقه حيثكان يستنشق من طرف اليمن روائح أنفاسه الشريفة من حيث الباطن أو الظاهر : « أنيلأستنشق روح الرحمن من طرف اليمن » وورد « من ناحية اليمن » و « من قبل اليمن » وقدسأله سلمان عن هذا الشخص فقال له عليه السلام : « أن باليمن لشخصاً يقال له : « أويس القرني يحشر يوم القيامة أمة وحده يدخل في شفاعته مثل ربيعة ومضر ، ألا من رآهمنكم فليقرأه عني السلام ، ليأمره أن يدعو لي ».
    وإلى غلبة هذه الأسرار بالنسبةإليه في بعض الأوقات قال :
    « لي مع الله وقت لا يسعني فيه مقرب ولا نبي مرسل » والمراد أنّ لي مع الله حالات وأوقات لا يمكن أن يطلع عليها أحد ، لا ملك مقرب ولانبي مرسل ولا غيرهم من المخلوقات ، وكأنه يشير إلى أنه ما تنكشف عليه هذه الأسرارولا تتجلى له هذه الأنوار إلاّ عنده تجرده عن جميع التعلقات الروحانية والجسمانية ـحتى النبوة والرسالة ـ وعن جبرائيل وإبلاغه أيضاً لقوله عليه السلام : « لو دنوتأنملة لا حترقت » وبالحقيقة المعراج عبارة عن هذا المقام ، إن اُريد به العراجالمعنوي ، وإن اُريد به المعراج الصوري فهو ظاهر وقد عبر عليه السلام عن شدة تعلقهبالنبوة والرسالة ومنعهما من الوصول إلى حضرة الحق جل جلاله وقال حين خلاصه عنهملحظة « لا يسعني فيه ملك مقرب أي جبرائيل وإبلاغه « ولا نبي مرسل » أي النبوةورسالتهما لأن الرسالة إبلاغ ما حصل عن النبوة وإلى هذا المقام أشار ـ جل ذكره ـ « ولن أجد من دونه ملحداً إلاّ بلاغاً من الله ورسالاته » وأمثال ذلك كثيرة. والغرضمنه أنّ إخفاء أسرار الله تعالى ـ خصوصاً الأسرار المتعلقة بهم ـ واجب من غير أهلهالأنها لا زالت كذلك أي مخفية عن غير أهلها ، مودعة عند أهلها ، وإذا عرفت هذافلنرجع إلى قول الأولياء عليهم السلام أعني اكتفينا منهم بأعظمهم وأكملهم الذي هونبينا صلى الله عليه وآله وسلم ومنها قول أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليهالسلام وأقواله في هذا الباب كثيرة نذكر منها أحسنها وألطفها ، وهو ما جرى بينهوبين كميل بن زياد النخعي رحمه الله الذي كان من أخص تلامذته وأعظم أصحابه وإليهتنسب خرقة الموحدين وطريقة المتحققين حين سأله عن « الحقيقة » بقوله « ما الحقيقة ! » فقال له عليه السلام : « مالك والحقيقة ؟ » يعني من أنت
    والسؤال عن الحقيقةولست بأهلها ! فقال كميل : « أولست بصاحب سرك ؟ » قال : « بلى ولكن يرشح عليك مايطفح منّي » يعني أنت صاحب سري ومن أخص تلامذتي ولكن لست بأهل لمثل هذا السروالإطلاع عليه لأنه « يرشح عليك ما يطفح من » و « إلاّ كان الأمر » يضرك ويضرني لأنظرفك لا يحتمل فوق قدرك ، وأنا مأمور بوضع الشيء في موضعه ، فقال كميل : « أومثلكيخيب سائلاً ؟ » أي مثلك في العلوم والحقائق والإطلاع على استعداد كل سائل « يخيبسائلاً » أي يمنعه عن حقه ويجعله محروماً عن مراده ، خائباً عن مقصوده ، ساكتاً عنجوابه ؟ لا والله بل يجب عليك وعلى مثلك جواب كل واحد منهم بقدر استعداده وفهمهوإدراكه مطاوعة لقوله تعالى : ( أما السائل فلا تنهر وأمابنعمة ربك فحدّث ) وأسوة نبيك صلى الله عليه وآله وسلم لقوله « كلموا الناسعلى قدر عقولهم » فشرع الإمام عليه السلام بعد ذلك في بيانه وقال : الحقيقة كشفسبحات الجلال من غير إشارة ، فقال كميل : زدني فيه بياناً ، قال الإمام عليه السلام : صحو الموهوم مع محو الملعوم.
    قال كميل : زدني فيه بياناً ، قال الإمام عليهالسلام : هتك السر لغلبة الستر. قال كميل : زدني فيه بياناً. قال الإمام عليهالسلام : نور يشرق من صبح الأزل ، فيلوج على هياكل التوحيد آثاره . قال كميل : زدنيفيه بياناً ، قال الإمام عليه السلام : أطف السراج ، فقد طلع الصبح.
    وهذاالكلام يحتاج إلى شرح طويل وبسط عظيم ، ولكن معنى الكلام الأخير انه يقول : اسكتبعد ذلك أي بعد هذا البيان التام والإظهار الكامل والكشف الجلي ، عن السؤال من لسانالعقل ومقام القلب ومرتبة السلوك ، لأنه قد طلع تباشير شمس الحقيقة وظهر شعاعها فيالآفاق ، ولست أنت بعد ذلك ، محتاجاً إلى السؤال من لسان العقل الذي كالسراجبالنسبة للشمس.
    والمراد أن الشخص إذا وصل إلى مقام المشاهدة والكشف فلا ينبغيله أن يطلب المقصود من طريق المجادلة والمباحثة لأنّ الكشفيات والذوقيات غير قابلةللعبارة والإشارة والسؤال والجواب كما أشار إليه أولا : « كشف سبحات الجلال من غيرإشارة » فكأنه أمره بالسكوت والصمت والتوجه إلى حضرته تعالى حتى يدرك مقصوده بالذوقالذي هو أعلى مراتب الوصول إلى الله تعالى ، وعن هذا المقام قال العارف : « من عرفالله كلَّ لسانه » أي « من عرف الله » على سبيل المشاهدة والذوق « كلَّ لسانه » عنالعبارة والإشارة والغرض من هذا كله أن الإمام عليه السلام إذا كان بإفشاء الأسراراللهية من أعظم خواصه وأكبر تلامذته بهذه المثابة ، فلا يجوز لغيره إفشاؤها مع كلأحد من العوام والجهال ، فإذن عليك بكلتمانها وإخفائها عن غير أهلها إتباعا للهتعالى ولرسوله ولإمام المسلمين كافة.
    ويروى عن كميل رضي الله عنه مثل ذلك أيضاًوأبلغ في كتمان الأسرار وإخفائها ، كما هو مذكور في نهج البلاغة ، وهو أنه قال رضيالله عنه : « أخذ بيدي أمير المؤمنين علي عليه السلام فأخرجني إلى الجبّابة فلمّاأصحر ، تنفس الصعداء ، ثم قال لي : يا كميل بن زياد! « إنّ هذه القلوب أوعية فخيرهاأوعاها فأحفظ عنّي ما أقول لك : الناس ثلاثة : فعالم رباني ومتعلم على سبيل نجاة ،وهمج رعاع أتباع كل ناعق يميلون مع كل ريح لم يستضيؤا بنور العلم ، ولم يلجأ وإلىركن وثيق.
    يا كميل : العلم خير من المال ، العلم يحرسك وأنت تحرس المال ،والمال تنقصه النفقة ، والعلم يزكو على الإنفاق وصنيع المال يزول بزواله ، يا كميل ! معرفة العلم دين يدان به ، به يكسب الإنسان الطاعة في حياته وجميل الأحدوثة بعدوفاته ، العلم حاكم والمال محكوم عليه ، يا كميل بن زياد : هلك خزان الأموال وهمأحياء والعلماء باقون ما بقي الدهر ، أعيانهم مفقودة وأمثالهم في القلوب موجودة ؟إنّ ههنا لعلّماً جماً ـ وأشار بيده إلى صدره ـ لو أصبت له حملة ! بلى ! أصبت لقناًغير مأمون عليه ، مستعملاً آلة الدين للدنيا ، ومستظهراً بنعم الله تعالى على عباده، وبحججه على أوليائه ، أو منقاداً لحملة الحقّ لا بصيرة له في أحنائه ، ينقدح الشكفي قلبه لأول عارض من شبهة : ألا ! لاذا ولاذاك ، أو منهوماً باللذة ـ سلس القيادةللشهوة ، أو مغرماً بالجمع والادخار ليس من رعاة الدين في شيء أقرب شيء شبهاً بهماالانعام السائمة ، كذلك يموت العلم بموت حامليه ، اللهم بلى : لا تخلو الأرض منقائم الله بحججه ، إمّا ظاهراً مشهوراً أو خائفاً مغموراً ، لئلا تبطل حجج اللهوبيّناته ، ولم ذا ؟ وأين أولائك ـ لا والله ـ الاقلون عدداً . والاعظمون عند اللهقدراً ، يهم يحفظ الله تعالى حججه وبيناته ، حتى يودعوها نظراءهم ، ويزرعوها فيقلوب أشباهههم ، هجم بهم العلم على حقيقة البصيرة ، باشروا ردح اليقين ، واستلانواما استوعره المترفون ، وانسوا بما استوحش منه الجاهلون ، وصحبوا الدنيا بأدبانٍأرواحها معلقة بالمحل الأعلى أولائك خلفاء الله في أرضه ، والدعاة إلى دينه ، آه ،آه ! شوقاً إلى رؤيتهم ».
    وإذ فرغنا من كلامه في كتمان الأسرار والمبالغة فيهبقدر هذا المقام ، فلنشرع فيه من كلام الأئمة المعصومين من أولاده عليهم السلامومبالغة في هذه المقدمة ، وان قيل : يكفي في هذه المقدمة ما قدمتم من آية أو آيتين، وخبر أو خبرين لأنّ المقصود يحصل منهما ، فلا فائدة في التطويل وزيادة في الكلام؟ أجيب عنه بأن المراد ليس نفس الاخفاء ولا الكتمان ، بل هناك غرض آخر يفهم منالبحث الاتي في آخر هذه العجالة وهو معرفة حقيقة السر المستودع في فاطمة وهل هوظاهر أم مستور ستره الله عن جميع البشر إلا الأولياء الخلص ، وبقية الأغراض سوفتظهر من بعد ذلك.
    ومنها قول الأئمة المعصومين من أهل بيت النبي ـ صلوات اللهعليهم أجمعين ـ وهو أنّه مرويٌّ برواية صحيحة عن احدهم عليهم السلام قال : « أنأمرنا صعب مستعصب ، لا يحتمله إلاّ ملك مقرب ، أو نبي مرسل ، أو مؤمن امتحن اللهقلبه للإيمان » ، وقال : « خالطوا الناس بما يعرفون ودعوهم بما ينكرون ،ولا تحملواعلى أنفسكم وعلينا ، أنّ أمرنا صعب مستعصب ، لا يحتمله إلا ملك مقرب أو نبي مرسل ،أو مؤمن امتحن الله قلبه للإيمان »(1).
    وروى محمد بن عبدالجبار عن الحسين بنالحسين اللؤلؤي عن محمد بن الهيثم ، عن ابيه ، عن أبي حمزة الثمالي ، قال : « سمعتأبا جعفر « يعني الإمام الباقر » ـ يقول : أمرنا صعب مستصعب لا يحتمله إلا ملك مقرب، أو نبي مرسل ، أو مؤمن امتحنه الله قلبه للإيمان. ثم قال : يا أبا حمزة ! ألستتعلم أنّ من الملائكة مقرباً وغير مقرب ؟ ومن النبيين مرسلاً ، وغير مرسل ؟ وفيالمؤمنين ممتحناً وغير ممتحن ؟ قال : قلب بلى ؟ ألا ترى صعوبة أمرنا ؟ أن اللهتعالى أختار له من الملائكة المقرب ومن النبيين المرسل ومن المؤمنين الممتحن ».
    @يتبع

    تعليق


    • #3
      @يتبع
      وروى محمد بن الحسين ، عن محمدبن سنان ، عن عمار بن مروان ، عن جابر عن أبي عبدالله يعني الإمام جعفر الصادق عليهالسلام ـ أنه قال : « أمرنا سرٌّ مستور في سّر ، وسرّ مستسّر ، وسرّ لا يفيده إلاسرّ وسرّ على سرّ ، مقنّع بسّر » وروي ايضاً أنّه قال : « أمرنا سرّ مستور في سرّ ،مقنع بالميثاق : من هتكه أذله الله »(1). وروى ابن محبوب ، عن مرازم ، قال « قال ليأبو عبدالله عليه السلام : « أمرنا هو الحق وحقّ الحقّ ، وهو الظاهر ، وباطن الباطن، وهو السرّ ، وسرّ السرّ ، والسر المستتر ، وسرّ مقنع بسّر ». وإلى كتمان هذا السر، أشار بقوله عليه السلام : « التقية ديني ودين آبائي ، فمن لا تقية له ، لا دين له »(2) يعني : الإتقاء والإحتراز من إفشاء الأسرار الإلهية ، « ديني ودين آبائي » منالأنبياء والأولياء عليهم السلام « فمن لا تقية له » في إخفائها « لا دين له » وإلىهذا أشار علماؤنا في كتبهم وقالوا : التقية واجبة لا يجوز رفعها إلى أن يخرج الإمامالقائم الذي يظهر الدين كله ويكون من المشرق إلى المغرب على ملّة واحدة كما كانالشأن في زمان آدم عليه السلام ، فمن تركها « يعني التقية » قبل خروجه فقد خرجمندين الإمامية ، وخالف الله تعالى ورسوله والأئمة عليهم السلام وهذا الكلام منقولمن « اعتقادات ابن بابويه رحمه الله ».
      وروى عمران بن موسى عن محمد بن عليوغيره ، عن هارون بن مسلم عن مسعدة بن صدقة عن جعفر عن أبيه عليهما السلام قال : « ذكر عليّ عليه السلام التقية في يوم عيد ».
      قال والله لو علم أبو ذر ماذا فيقلب سلمان ، لقتله ! » ، ولقد آخي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بينهما ، فماظنك بسائر الخلق ؟ « أن علم العلماء صعب مستصعب ، لا يحتمله إلا ملك مقرب أو نبيمرسل ، أو عبد مؤمن ، امتحن الله قلبه للإيمان . قال : « وإنما صار سلمان منالعلماء ، لأنه أمرؤ منّا أهل البيت ». فلذلك نسبته الينا(3). وإلى هذا كله أشارالإمام المعصوم زين العابدين عليه السلام في أبيات منسوبة إليه ، وهو قوله :
      إني لأكتم مـن علمـي جـواهــره * كيلا يـرى الحـقَّ ذوجهـل فيفتتنا
      وقــد تقدمّنـا فيهـا أبــو حسـن * مع الحسين ووصّى بها قبلهاالحسنا
      يا رب جوهـر علم لو أبوح به * لقيل لي : أنت ممن يعبد الوثنا!
      ولا ستحل رجال مسلمون دمي * يرون أقبـح ما يأتونـهحسنـا
      وعلى هذا الأساس نجد أن الأئمة من آل محمد ـ صلى الله عليهوآله وسلم ـ كانوا يحملون الأسرار الربانية التي أفاضها الباري عليهم منذ أن خلقهمأنواراً وجعلهم بعرشه محدقين وإلى أن مَنَّ بهم علينا ، ولكن لا يظهرون هذه الأسرارإلا لمن وجدوه أهلاً لحمل الأمانة ، ومستودعاً لها ، وإلى هذا الأمر ـ أعني حملالأسرار ـ ورد في الزيارة الجامعة الكبيرة لأئمة المؤمنين عليهم السلام ما نصهُ : ( ... السلام على محال معرفة الله ومساكن بركة الله ومعادن حكمة الله وحفظه سر الله ... اصطفاكم بعلمه ، وارتضاكم لغيبه ، واختاركم لسره ... وأنصاراً لدينه ، وحفظةلسره ... ومستودعاً لحكمته ... ).
      وغير ذلك من الأقوال والزيارات الواردة والتيتصفهم عليهم السلام بأنهم المستودع لسّر الله ، وان هذه الأسرار لا يعطوها إلا إلىأهلها وإلى ذلك أشار الحديث المروي عن أبي بصير قال : « قال أبو عبدالله عليهالسلام : يا أبا محمد ، إن عندنا والله سراً منسّر الله وعلماً من علم الله ، واللهلا يحتمله ملك مقرب ولا نبي مرسل ولا مؤمن امتحن الله قلبه للإيمان ، والله ما كلفالله ذلك ، أحداً غيرنا ولا استعبد بذلك أحداً غيرنا ، وان عندنا سراً من سر الله ،وعلما من علم الله أمرنا بتبليغه فبلغنّا عن الله عزّ وجل ما أمرنا بتبليغه ، فلمنجد موضعاً ولا أهلاً ولا حمالة يحتملونه حتى خلق الله لذلك أقواماً ، خلقوا منطينة خلق منها محمد وآله وذريته عليهم السلام ، ومن نور خلق الله منه محمداً وذريتهوضعهم بفضل صنع رحمته التي صنع منها محمداً وذّريتَهُ ، فبلّغنا عن الله ما أمرنابتبليغه فقبلوه واحتملوا ذلك « فبلغهم ذلك عنا فقبلوه واحتملوه » وبلغهم ذكرنافمالت قلوبهم إلى معرفتنا ، وحديثنا فلولا أنهم من هذا لما كانوا كذلك ، لا واللهما احتملوه ، ثم قال : إنّ الله خلق أقواماً لجهنم والنار ، فأمرنا أن نبلغهم كمابلغناهم ، وأشمأزوا من ذلك ونفرت قلوبهم وردوه علينا ولم يحتملوه ، وكذبوا بهوقالوا ساحرٌ كذاب ، فطبع الله على قلوبهم وأنساهم ذلك ، ثم أطلق الله لسانهم ببعضالحق فهم ينطقون به وقلوبهم منكرة ، ليكون ذلك دفعاً عن أوليائه وأهل طاعته ، ولولا ذلك ما عُبدَ الله في أرضه ، فأمرنا بالكف عنهم والستر والكتمان ، فاكتموا عمّنأمر الله بالكف عنه واستروا عمن أمر الله بالستر والكتمان عنه ، قال : ثمّ رفع يدهوبكى وقال : اللهم إن هؤلاء لشر ذمة قليلون ، فاجعل محيانا محياهم ومماتنا مماتهمولا تسلط عليهم عدواً لك فتفجعنا بهم ، فأنك إن أفجعتنا بهم لم تعبد أبداً في أرضكوصلى الله على محمد وآله وسلم تسليماً(1) ».
      أقول : يظهر من هذا الحديث عدةأمور أهمها :
      إنّ أهل البيت عليهم السلام عندهم أسرار قد آمنهم عليها رب العزةلا يتحملها غيرهم ولا يخرجونها إلى أحد منهم مكلفون بها وبحملها والحفاظ عليها وهذاهو معنى « حفظة سرّ الله » الوارد في الزيارة الجامعة الكبيرة ، وأيضا قوله عليهالسلام أن عندنا ... وعلماً من علم الله يعني حكمة الله تعالى إنهم هم الودائع لهاوهذا معنى قوله في الزيارة ومستودعاً لحكمته ، وعلى هذا تكون هذه الأسرار خاصة بهملا يخرجونها إلى غيرهم فهم أولى بحملها من غيرهم لأنهم فقط الذين يحتملونها. وكذلكعندهم سّر من أسرار الله تعالى وعلماً من علم الله تعالى احتمله نبيٌ مرسل وملكمقرب وعبد امتحن الله قلبه للإيمان وقد عبر الرواية أن هذه الأسرار والعلوم لايحتملها إلا من هو مخلوق من طينتهم وهم الشيعة الحقيقيين ، الذي بشرهم هذا الحديثبالدعاء من قبل الإمام عليه السلام لهم بأن تكون حياتهم مثل حياة أهل البيت عليهمالسلام.
      إذن يظهر من هذا الحديث وأحاديث مأثورة عنهم عليهم السلام أنهم كانوايحملون أسرار الله تعالى قد أودعها البارى عز وجل فيهم وكما بينت ذلك الفقراتالواردة في الزيارة الجامعة ، وبما أنهم ذرية الصديقة الشهيدة فاطمة الزهراء صلواتالله وسلامه عليها والتي قد أُقر بفضلها ومحبتها جميع الأنبياء والبشر وإنها كانتمفروضة الطاعة وعلى معرفتها دارت القرون الأولى ، تكون عندئذ أيضا حاملة للأسرارالإلهية لأنه كيف تكون حجة الله على الأئمة وكما ورد ذلك في الحديث المأثور عنالإمام الحسن العسكري « نحن حجج الله على خلقه وجدتنا فاطمة حجة الله علينا » وهمحاملين للأسرار وهي تكون غير حاملة له ؟ ولكن السؤال الذي ينقدح في المقام هو كيفكانت مستودعاً للسر الإلهي وما هو حقيقة هذا السر المستودع ؟ كل هذه الأسئلة لابدمن إدراكها وعلى ما تحتمله لكي نعرف فاطمة ولو معشار عُشر المعرفة التي فُطمنا عنهاـ أي عن معرفة فاطمة عليها السلام.
      أقول : قبل أن ندخل في تفاصيل السر المستودعوحقيقة ماهيته لابد أن نرى كيف إقتضت ات الزهراء لحمل الأمانة الإلهية التي جعلهامستودعاً لها ، وهذا يظهر لنا من خلال مراجعة واستقراء الأحاديث المأثورة فيهاوالزيارات الواردة في علو مقامها وشأنها ونستنطقها الحال ونستقرئها الجواب لكي نفهمكيف اقتضت المشيئة الربانية ذلك ، وان أول ما يظهر من الجواب على ذلك من خلالالزيارة الواردة في شأنها في يوم الأحد والتي تقول الزيارة : « السلام عليك ياممتحنة إمتحنك الذي خلقك قبل أن يخلقك وكنت لما امتحنك صابرة ».
      @@يتبع

      تعليق


      • #4
        @@يتبع
        والذي يظهر منهذه الزيارة المخصوصة للصديقة الشهيدة إنها أُمتحنت من قبل الباري عز وجل وقبلخلقها أي عندما كانت نوراً من الأنوار التي خلقها الله تعالى قبل الخلق بألف عاموالتي كانت بعرشه محدقة ، والامتحان كان لها لأجل أظهار مقامها السامي ومنزلتهاالحقيقية حيث كانت نتيجة الامتحان صابرة ، والمعروف عند العرف العقلائي أن الامتحانيمتحن فيه الشخص لُيعرف مدى استعداداته وقابلياته « عند الامتحان يكرم المء أو ... » ، لذا نجد من باب أن الباري عز وجل الذي هو سيد العقلاء بل هو خالق العقل أجرىالامتحان الرباني للزهراء حيث امتحنها ، ونحن نعرف أن الامتحان يكون للمرء إمالزيادة منزلة ومقام أو لأجل شيء آخر ، ولكن الزهراء عليها السلام امتحنها اللهتعالى لكي تكون حاملة للأسرار الإلهية وذلك ما إقتضته المشيئة الربانية فيها ، لذاكانت ناجحة في الامتحان الرباني قبل خلقها حيث استحقت لقب الصابرة ، أما ماهية هذاالامتحان وفي أي موضوع كان ، وكيف أجراه الله تعالى عليها ؟ فهذا ما أشارت إليه بعضالروايات والتي نستفيد من خلال التمعن فيها والتدقيق في مدلولاتها إنها امتحنت فيحمل الأمانة الربانية فوجدها الباري عز وجل صابرة على حمل العلم والأمانة الربانية، لذا استحقت حمل الأسرار الربانية ، ولكن ينقدح السؤال المهم في المقام ما هوحقيقة هذا السر المستودع في فاطمة ؟.
        أقول : قبل الإجابة على حقيقة هذا السر ،أود أن أشير إلى مسألة مهمة تظهر لنا من خلال عرض الروايات التي تقول أن الأسرارالتي أكن يحملها أهل البيت لا يتحملها إلا نبي مرسل أو ملك مقرب أو عبد أمتحن اللهقلبه للإيمان ، أي من خلال عرض هذه الروايات الواردة في حمل أسرار الأئمة وانه لايحملها إلا الممتحن ومطابقتها مع الزيارة الخاصة بالصديقة الطاهرة والتي تقول « السلام عليك يا ممتحنة » يظهر لنا من خلال هذه المطابقة أن العبد الممتحن هو الوحيدالذي يستطيع حمل الأسرار والعلوم الربانية فأفهم تغنم فان في الأمر إشارات لا يسعالمقام أن يُظهرها من خلال القلم أو الكتاب.
        أما حقيقة السر المستودع فيظهر لنامن خلال عدة احتمالات نحتملها في كونها هي مفاد السر المستودع ، ولا تقصد من أنظهور هذه الاحتمالات يكون بالقطع اليقيني ، كلا فان الأمر أعلى وأجل من أن يظهرهقلم أو يحظر على ذهن كاتب ، أو عالم ، وإنما الأمر يتجاوز المقام ، فان من الأسرارالتي يمتلكها أهل البيت عليهم السلام ما لم يخطر على بال بشر، وكيف لا وهم الذيناصطفاهم الله تعالى ليكونوا الدالين على مرضاته وهم الصراط الاقوم ، أما هذهالاحتمالات فلها شواهد ولها قرائن تدل عليها ولا يعني إنها هي السر المستودع فيفاطمة عليها السلام بل نترك ذلك للمؤمن لكي يتبحر في عرفان الصديقة الطاهرة سلامالله عليها عسى ولعل يصل إلى حقيقة الأمر ، أما هذه الاحتمالات مع بعض القرائنوالشواهد عليها :
        1ـ السر المستودع هو المهدي ( عج ) : قد يكون السر هو صاحبالزمان عج الذي سوف يُظهِر الله الدين كله على يديه في آخر الزمان ، لكون أنالزهراء عليها السلام جدّته ، وخصوصا نحن نعلم أن الأئمة من ولدها ، فعليه قد يكونالسر الذي سوف يُظهِرهُ الله في وقته هو الإمام الحجة ، ويدل على كون المهدي هو منولد فاطمة عليها السلام ، في الحديث المروي عن أبي أيوب الأنصاري والذي من جملتهكان الخطاب لفاطمة عليها السلام ... عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ... « ومنا سبطا هذه الأمة وسيّدا شباب أهل الجنة الحسن والحسين وهما أبناك ، والذي نفسيبيده منا مهديّ هذه الأمة وهو من ولدك »(1).
        وعن أُم سلمة ، قالت : سمعت رسولالله صلى الله عليه وآله وسلم يقول : « المهدي من عترتي من ولد فاطمة »(1).
        وقديرد على هذا الاحتمال بأنه إذا كان المهدي ( عج ) سراً من الأسرار المستودعة فيفاطمة في ذلك الزمان ولم يعرف ولم يُظهر لأ؛دنا فان هذا القول الآن يصبح منتفي لكونمسألة الإمام المهدي والوعد الإلهي فيه أصبحت من المتسالمات عند أكثر المسلمين ،هذا من جهة ، وكون الدعاء يقول أي أتوسل بفاطمة وأبيها وبعلها وبنيها ... ولفظةبنيها تشمل كل أبناء الزهراء المعصومين والدعاء في ختامه يقول والسر المستودع ،فانه لا معنى أن يتوسل المؤمن بالسر المستودع الذي يكون المهدي ( عج ) وفي نفسالوقت يتوسل ببنيها ، الذي هو منهم ومشترك معهم ، وربما يجاب أنّه من باب ذكر الخاصبعد العام ليفيد الحصر أو الاختصاص ؟!!!
        2ـ وقد يكون السر المستودع أشارةإلى أن ولاية الله تعالى سوف تكون في ولد فاطمة وان الأئمة المعصومين منها سلامالله عليها ، وقد وردت عدة شواهد روائية تدل على أن الأئمة من ولد فاطمة عليهاالسلام وان الولاية فيهم والإمامة منحصرة في وجودهم المبارك وهذا ما أثبته القرآنالكريم والسنة الشريفة ويكفي في إثبات ولايتهم ما جاء في كتاب الغدير للعلامةالاميني ، ولكن ننقل لك بعض الشواهد في هذا الأمر المهم والتي كان منها ما جاء عنأمير المؤمنين عليه السلام عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم في حديث طويل قال : « إن الله عز وجل نظر إلى الأرض ثالثة فاختار منها أحد عشر إماماً ... وأمّهم فاطمةابنتي(2).
        وفي حديث آخر عن جابر بن عبدالله الأنصاري قال : « أشهد بالله لقددخلت على فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لأهنئها بولدها الحسين ،فإذا بيدها لوح أخضر من زبرجدة خضراء فيه كتاب أنور من الشمس ... فقلت : ما هذا يابنت رسول الله ؟ فقالت : هذا لوح أهداه الله عز وجل إلى أبي ، فيه اسم أبي وأسمالأوصياء بعدي من ولدي ، فسألتها أن تدفعه إلي لأنسخه ففعلت ...(1) ».
        وهذاالاحتمال يرد عليه بكون الدعاء ، يقول بفاطمة ... وبنيها والسر المستودع فيكونتكرار للقسم بالأئمة الذين هم بنيها وكذلك بالسر المستودع الذي هو الأئمة.
        3ـالسر المستودع هو أمرهم كما في بصائر الدرجات عن الصادق عليه السلام : « إن أمرناسّر مستتر وسّر لا يفيده إلا سّر وسّر على سّر وسرّ مقنع بسر ».
        وعنه عليهالسلام أيضاً : « إن أمرنا هذا مستور مقنع بالميثاق من هتكه أذله الله ».
        وعنهعليه السلام : « أن أمرنا هو الحق وحق الحق وهو الظاهر وباطن الظاهر وباطن الباطنوهو السّر وسّر السّر وسّر مستسر وسّر مقنع بالسر ».
        فالزهراء بما أنها أمالأئمة وهي حجة الله عليهم وإنها مفروضة الطاعة على جميع البشر كما ورد ذلك فيالأحاديث المأثورة تكون الأسرار التي مودعة فيها معروفة عند الأئمة وهم يحافظونعليها وقائمون بمقتضاها ، أو تعلقاتها أو تبليغ دواعيها ومحافظين على هذه الأسرارولا يظهرونها لأحد إلا من كان محتملاً لعلمهم وأسرارهم ولذلك ظهر الشيء القليل منها، لسلمان وكميل وأبي ذر وغيرهم من المؤمنين الممتحنين ، فأمرهم هو سر الله تعالىالمودع في فاطمة عليها السلام والأئمة يحافظون على أسرار هذا الأمر وان كان تفسيرالأمر في الروايات المأثورة هو أمر الولاية ، « السلام على محال معرفة اله ومساكنبركة الله ومعادن حكمة الله وحفظة سر الله »(2).
        4ـ السر المستودع هو العلومالربانية المودعة في فاطمة عليها السلام ، وهذا ما نستطيع فهمه من خلال الأحاديثالمروية في شأنها سلام الله عليها حيث كانت المحدّثة من قبل الملائكة وكان لها مصحفيتوارثه الأئمة واحداص بعد واحد وفيه كل ما يحتاجونه من الذي يجري على البشر وفيهأسماء الحكام الذي يحكمون وحكموا من زمن آدم إلى آخر يوم من الدنيا ، وعليه نحتملأن يكون المصحف هو السر المودع في فاطمة وهذا فيه من الأمور التي لم يطلع عليها سوىأبناء الزهراء الأئمة المعصومين الذين يتوارثون هذا المصحف وينظرون فيه وهو منإملاء رسول الله وربما من إملاء الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام ، وهذا ماأشارت إليه جملة من الروايات الواردة في المقام ومنها :
        * « ما رواه الحسين بنأبي العلاء قال سمعت أبا عبدالله عليه السلام يقول عندي الجفر الأبيض قال قلنا وأيشيء فيه ، قال : فقال لي زبور داود ، وتورة موسى ، وانجيل عيسى ، وصحف إبراهيموالحلال والحرام ومصحف فاطمة ما أعم أن فيه قرآنا وفيه ما يحتاج الناس إلينا ولانحتاج إلى أحد حتى أنّ فيه الجلدة ونصف الجلدة وثلث الجلدة ... »(1).
        وأيضاً مارواه أبو بصير بالسند المتصل قال دخلت على أبي عبدالله عليه السلام فقلت له إنيأسئلك جعلت فداك عن مسئلة ليس هيهنا أحد يسمع كلامي فرفع أبو عبدالله عليه السلامستراً ... « وساق الحديث »... حتى أجابه الإمام قائلاً : « وان عندنا لمصحف فاطمةعليها السلام وما يدريهم ما مصحف فاطمة قال مصحف فيه مثل قرآنكم هذا ثلاث مراتوالله ما فيه من قرآنكم حرف واحد إنما هو شيء املاها الله وأوحى إليها قال قلت هذاوالله هو العلم انه لعلم وليس بذاك قال ثم سكت ساعة ثم قال : انّ عندنا لعلم ما كانوما هو كائن إلى أن تقوم الساعة قال قلت جعلت فداك هذا والله هو العلم قال انهالعلم وما هو بذاك ، قال قلت جعلت فداك ، فأي شيء هو العلم ، قال ما يحدث باللّيلوالنهار الأمر بعد الأمر والشيء بعد الشيء إلى يوم القيامة (2).
        @ يتبع

        تعليق


        • #5
          @ يتبع
          * وفي حديثٍ عنحمّاد بن عثمان قال سمعت أبا عبدالله عليه السلام يقول : « تظهر الزنادقة في سنةثمانية وعشرين ومائة وذلك لأني نظرت في مصحف فاطمة قال فقلت : وما مصحف فاطمة عليهاالسلام ؟ فقال : أن الله تبارك وتعالى لما قبض نبيه صلى الله عليه وآله وسلم دخلعلى فاطمة من وفاته من الحزن مالا يعلمه إلا الله عز وجل فأرسل إليها ملكا يسّليعنها غمها ويحدثها ، فشكت ذلك إلى أمير المؤمنين عليه السلام فقال لها إذا أحسستبذلك فسمعت الصوت فقولي لي فأعلمته فجعل يكتب كلما سمع حتى أثبت من ذلك مصحف قال : ثم قال أما انه ليس فيه من الحلال والحرام ولكن فيه علم ما يكون.
          أقول : يظهر من هذا الحديثوأحاديث أخرى مأثورة عن أهل بيت العصمة عليهم السلام أن مصحف فاطمة متوارث من قبلالأئمة وفيه علم ما كان ويكون إلى آخر الزمان ، وفيه الحكام الذين يحكمون والفرقالتي تظهر وتبتدع في كل زمان ، ويظهر من هذا المصحف انه من إملاء الإمام علي عليهالسلام حيث كانت الملائكة تحدث الصديقة الشهيدة عليها السلام بعد وفاة رسول اللهصلى الله عليه وآله وسلم وتملي على عليّ عليه السلام ويكتبه ، وعلى هذا الأساس يكونالمصحف متأخر رتبة في الوجود والظهور عن الأساس الذي أسسناه في كون السر المستودعفي فاطمة كان بعد امتحانها قبل الخلق وكما بيّناه في مقدمة البحث ، فعليه يكون هذاالاحتمال في كون المصحف هو السر المستودع في فاطمة عليها السلام بعيد وعلى ضوءالأساس الذي بيناه ، لذا تكون العلوم الربانية ليست هي السر المستودع وخصوصا نحننعلم أن ورد في الرواية الشريفة عن أبي عبدالله عليه السلام حيث يقول : ( إن عندناوالله سرّاً من سرّ الله ، وعلماً من علم الله ، والله ما يحتمله ملك مقرب ولا نبيمرسل ولا مؤمن امتحن الله قلبه للأيمان والله ما كلّف الله ذلك أحداً غيرنا ، ولااستعبد بذلك أحداً غيرنا ... )(1).
          فيتبين من هذه الرواية أن عند أهل البيت بمافيهم فاطمة عليها السلام عندهم سراً من سر الله تعالى وهذا غير العلم وإلا لكانالإمام يقول العلم نفسه السر بل انه فصّل بين السر والعلم فعليه العلم غير السرالمستودع فيهم عليهم السلام.
          5ـ قد يكون السر هو ما أشارت الرواية المروية فيشأن الحديث القدسي المروي عن لسان جابر بن عبدالله الاصناري عن رسول الله صلى اللهعليه وآله وسلم عن الله تبارك وتعالى أنّه قال : « يا أحمد لولاك لما خلقت الأفلاك، ولولا علي لما خلقتك ولولا فاطمة لما خلقتكما »(2).
          أي إنه العلة الغائيّةلخلقكما كما يظهر من الحديث القدسي هو وجود فاطمة عليها السلام ، أما كيف يكون هذاالأمر فهذا ما سيتبين لنا من خلال بحث هذا الحديث في موضوع مستقل إن شاء الله.
          6ـ السر المستودع هو اسم الله الأعظم.
          عندما نراجع الروايات الواردة في شأنأهل البيت عليهم السلام نجد أن مما حظي به الأئمة عليهم السلام ، دون غيرهم هو أنهميحملون اسم الله الأعظم وهذا ما صرحت به الأحاديث المأثورة عنهم ، حيث خصهم الباريعز وجل بهذا الكرامة العظيمة ، وكما تبين لنا من الرواية المتقدمة أن السر الذيبحوزة أهل البيت هو غير العلم والحكمة التي يتملكها أهل البيت عليهم السلام ، فقديكون السر الذي يملكونه هو نفسه الاسم الأعظم لله تعالى الذي إذا دعي به أجاب ،والذي يدل على أنهم عندهم اسم الله الأعظم جملة من الروايات الواردة في المقام منهاما ورد عن جابر عن أبي جعفر عليه السلام قال : « أن اسم الله الأعظم على ثلاثةوسبعين حرفاً وإنما كان عند آصف منها حرف واحد فتكلم به فُخسف بالأرض ما بينه وبينسرير بلقيس حتى تناول السير بيده ، ثم عادت الأرض كما كانت أسرع من طرفة عين ، ونحنعندنا من الاسم الأعظم اثنان وسبعون حرفاً ، وحرف واحد عند الله استأثر به في علمالغيب عنده ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم(1). وعن النوفلي ، عن أبي الحسنصاحب العسكري عليه السلام قال : سمعته يقول « اسم الله الاعظم ثلاثة وسبعون حرفاً ،كان عند آصف حرف فتكلم به فأنخرقت له الأرض فيما بينه وبين سبأ ـ أي مملكة سبأ أومدينة سبأ حيث كان عرش بلقيس ـ فتناول عرش بلقيس حتى صيره إلى سليمان ، ثم انبسطتالأرض في أقل من طرفه عين ، وعندنا منه اثنان وسبعون حرفاً ، وحرف عند الله مستأثربه في علم الغيب(2).
          أقول : وكثيرةٌ هي الأحاديث المأثور عنهم عليهم السلام فيهذا الباب حيث خصهم الله تبارك وتعالى بهذه الخصوصية والذي يظهر من هذه الأحاديثإنهم أفضل مقاماً ومنزلةً من الأنبياء السابقين ، بدلالة هذه الأحاديث ، وكل ما ثبتللأئمة عليهم السلام فهو ثابت للصديقة الشهيدة عليها السلام من حيث كونها أُمالأئمة الأطهار ومن كونها حجة الله على الأئمة وكما سيمر بنا ذلك في شرح هذا الحديث، وكذلك هناك عدة إشارات في الروايات إلى مسألة أسم الله الأعظم وكيف أن الإمام عليعليه السلام الذي هو كفؤ الزهراء عليها السلام كان يحمل اسم الله الأعظم الذي إذادعي به أجاب وهذا ما وجدناه في قضية رده الشمس التي غابت في أرض بابل حيث سأله أحدأصحابه يا أمير المؤمنين كيف رددت هذه الشمس ، فقال له سئلت الله تعالى باسمهالأعظم أن يردها عليها فردها ، وكما ورد في سورة الواقعة ( فسبح باسم ربك العظيم )(1). وعلى هذا الأساس فان كل ما أعطاه الله تبارك وتعالى وخص به أهل البيت عليهمالسلام فهو ثابت للزهراء عليها السلام ، فعليه تكون الصديقة الطاهرة حامل لاسم اللهالأعظم الذي خصه الله تبارك وتعالى بأهل بيت النبوة ومعدن الرسالة ، فيكون وعلى مااحتمله بل أرجحه على بقية الاحتمالات الأخرى إن السر المستودع في فاطمة هو اسم اللهالأعظم ، والذي يدل عليه على ما استفيده من الدعاء الذي بدأنا به البحث « اللهم إنيأسألك بحق فاطمة وأبيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها ... » حيث يظهر من هذاالدعاء أولاً التوسل بحق فاطمة... وكذلك التوسل إلى الله تعالى بالسر المستودع ،والتوسل لا يكون إلى الله تعالى إلا بالذي يكون له شأن عند الله عز وجل ، ونبتغيإليه الوسيلة ، فعليه نحتمل أن يكون السر هو اسم الله الأعظم المستودع عند فاطمةعليها السلام ، وأبناؤها وخصوصا هناك شواهد تدلل على أن هذا الاسم لا يخرجونه أهلالبيت عليهم السلام إلى أحد وكما ورد في الحديث المروي في شأن عمر بن حنظلة حيث قاللأبي جعفر عليه السلام : « إني أظنّ أنّ لي عندك منزلة ، قال : أجل ، قال : قلتفإنّ لي إليك حاجة قال وما هي ؟ قال : قلت تعلمني الاسم الأعظم قال وتطبيقه قلت نعمقال : فادخل البيت قال : فدخل البيت فوضع أبو جعفر عليه السلام يده على الأرض فأظلمالبيت فأرعدت فرايص عمر فقال : ما تقول أعلمك فقال لا قال : فرفع يده فرجع البيتكما كان »(2).
          @ يتبع

          تعليق


          • #6
            @ يتبع
            ويوجد أيضاً شاهد آخر يدل على كون فاطمة عليها السلام تمتلكالاسم الأعظم وذلك عندما قادوا علياً عليه السلام في يوم سقيفة بني ساعدة للبيعةفخرجت نفسي لها الفداء تجر أذيالها خلف ابن عمها وهي تقول خلو ابن عمي أو لاكشفنرأسي للدعاء ، حيث يقول سلمان « فخرجت فاطمة عليها السلام فقالت : يا أبا بكر أتريدأن ترملني من زوجي ـ والله ـ لئن لم تكف عنه لأنشرن شعري ولأشقن جيبي ، ولآتين قبرأبي ، ولأصيحن إلى ربي : فأخذت بيد الحسن والحسين عليهما السلام ، وخرجت تريد قبرالنبي صلى الله عليه وآله وسلم ، فقال علي عليه السلام لسلمان : أدرك ابنة محمد صلىالله عليه وآله وسلم فإني أرى جنبتي المدينة تكفيان ، والله أن نشرت شعرها ، وشقتجيبها ، وأتت قبر أبيها ، وصاحت إلى ربها لا يناظر بالمدينة أن يخسف بها ( وبمنفيها ) ، فأدركها سلمان رضي الله عنه فقال ، يا بنت محمد ، أن الله بعث أباك رحمةفارجعي فقال : يا سلمان ، يريدون قتل علي ، ما على عليَّ صبر ، فدعني حتى آتي أبيفأنشر شعري ، وأشق جيبي ، وأصبح إلى ربي ، فقال سلمان أني أخاف أن تخسف بالمدينة ،وعلي عليه السلام بعثني إليك ويأمرك أن ترجعي إلى بيتك وتنصر في. فقالت : إذا أرجعوأصبر ، وأسمع له وأطيع »(1).
            ويظهر من هذه الرواية أن الصديقة الزهراء عليهاالسلام لو أنها دعت الله تعالى لاستجاب الله دعائها ، فان الإمام علي عليه السلامعندما قال : ( فاني أرى جنبتي المدينة تكفيان ) يعني إشارة إلى أنّها كانت عندهاالولاية التكوينية وكما سنقف مع هذا البحث إنشاء الله تعالى ، وعلى كل حال فانالصديقة كانت تحمل الاسم الأعظم ، ولا ضير في ذلك فهي أم أبيها وأم الأئمة الأطهارالذين يحملون الأصم الأعظم الذي إذا دعي به أجاب ، وهناك إشارة لطيفة في كون فاطمةالزهراء عليها السلام لها أسم مشتق من أسماء الله الحسنى حيث وَرَدَ ذلك في حديثالاشتقاق « هذه فاطمة وأنا فاطر السموات والأرض ، فاطم أعدائي من رحمتي يوم فصلقضائي ، وفاطم أوليائي عما يعيرهم ويشينهم ، فشققت لها أسماً من أسمي ».
            وقالرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : « أن الله شق لك يا فاطمة اسماً من أسمائه وهوالفاطر وأنت فاطمة » وعليه فان فاطمة وديعة المصطفى ، فاطمة الانسية ، الحوراء مطلعالأنوار العلوية ومشكاة الولاية وأم الأئمة وعيبة العلم ووعاء المعرفة . واختتم هذاالبحث في أمرٍ قد أستفدته واستنتجته من خلال بعض الروايات الواردة في كتب الحديثكأمثال الكافي والبصائر وغيرهما ، حيث يظهر من خلال الروايات أن أمر آل محمد صلىالله عليه وآله وسلم أمر جسيم مقنع بالميثاق لا يستطاع فهمه وإدراكه وذكره وهذاالأمر هو ( كما عبرتعنه الرواية ـ « أمرنا » سر في سر وسر مستتر في سر ولا يفيدهإلا سر وسر على سّر وسّر مقنع بسر وهو الحق وحق الحق وهو الظاهر وباطن الظاهر وباطنالباطن وهو السر وسر السر وكذلك ورد في الحديث الشريف انه لو قد قام قائمنا لتكلمبهذا الأمر وصدقه القرآن ، وكذلك وجدت أن هذا الأمر ـ وكما ورد في الرواية ـ هوالذي جعل الملائكة مقربين وغيرُ مقربين والأنبياء مرسلين وغير مرسلين والمؤمنينممتحنين وغير ممتحنين ، وعليه يكون الأمر هو السر، فما هو السر ؟؟؟...
            ( إنماأمره إذا أراد شيء أن يقول له كن فيكون فسبحان الذي بيده ملكوت كل شيء وإليه ترجعون ).
            نقل من كتاب الأسرار الفاطمية
            نسألكم الدعاء
            منقول

            تعليق


            • #7
              جزاك الله خيرا

              تعليق

              المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
              حفظ-تلقائي
              x

              رجاء ادخل الستة أرقام أو الحروف الظاهرة في الصورة.

              صورة التسجيل تحديث الصورة

              اقرأ في منتديات يا حسين

              تقليص

              المواضيع إحصائيات آخر مشاركة
              أنشئ بواسطة ibrahim aly awaly, يوم أمس, 09:44 PM
              استجابة 1
              10 مشاهدات
              0 معجبون
              آخر مشاركة ibrahim aly awaly
              بواسطة ibrahim aly awaly
               
              أنشئ بواسطة ibrahim aly awaly, يوم أمس, 07:21 AM
              ردود 2
              12 مشاهدات
              0 معجبون
              آخر مشاركة ibrahim aly awaly
              بواسطة ibrahim aly awaly
               
              يعمل...
              X