إعـــــــلان

تقليص

للاشتراك في (قناة العلم والإيمان): واتساب - يوتيوب

شاهد أكثر
شاهد أقل

ألما ً و لوعة ...

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • ألما ً و لوعة ...

    ألم شديد أصابني و لوعة مؤلمة أنهكت روحي تلك الليلة ...

    كنت في زيارة أحد أصحابي فجلسنا في الصالون لينضم إلينا فيما بعد رب الأسرة .
    جلسنا نتحدث في أخبار الكتاب و الأدباء ، فوالد صاحبي كاتب في إحدى الصحف ،
    و له الكثير من المقالات المشهورة التي أيقظت نفوس الناس على خفايا مستورة .
    كنا نتنقل من حديث إلى حديث ، لنصل إلى ذكر أحدى أبرز الشخصيات الدينية و السياسية ،
    التي كان لها دور هائل في نهضة أبناء جبل عامل و إخراجهم من التهميش الذي عاشوه
    لمآت السنين ، و الذي قاد بفكره و سعة أفقه شعبا ً برمته ليريه النور بعد أن مل الظلام .
    إنه الإمام موسى الصدر ... الغني عن التعريف ... حقا ً قد كان له مواقف جريئة ،
    فقد خاض غمار السياسة بكل صدق و إخلاص ، بعيدا ً عن ألاعيب السياسة المعهودة ،
    ليكون مضرب مثل لأجيال و أمم و شعوب ، إتخذت منه مثالا ً يكتسب منه و يحتذى به .
    تلك الليلة عرفت الكثير عن الخفايا التي دارت في تلك الحقبة من التاريخ ، فقد عايشها والد
    صاحبي في مرحلة شبابه ، أيام نشاطه الصحفي الإستطلاعي حيث كان لا يزال يدرس
    في كلية الإعلام ، و يعمل في نفس الوقت كصحفي مبتدىء في إحدى الصحف ، كانت
    مرحلة حرجة من تاريخ بلادي الأسود ، حرب أهلية في أوج أتونها لا يرى لها أحد نهاية .
    حدثنا كيف كان الناس يشعرون بالسأم من وضع كان يزداد يوما ً بعد يوم تدهورا ً .
    شعرت من حديثه كم هي كبيرة الآمال التي كان يضعها هو و أبناء جيله على سماحة الإمام ،
    إنطلاقا ً من مواقفه الجريئة الصادقة المخلصة لشعب مل الظلم و القهر و الحرمان .

    دمعة حزينة خطت طريقها نزولا ً على خده ، زادت حديثه ألما ً و لوعة حين حدثنا
    عن المصيبة التي ألمت به و بكل من عاشوا سنين يعلقون أمالهم بالإمام بعد أن ضاقوا
    ذرعا ً من وضع خرب وطنا ً كان مضرب مثل في إزدهاره و ثرائه و غناه .

    كانت لوعة إستنزفت قلبي حين إستمعت إليه يخبرنا كيف غُيب في أحلك مرحلة ضمن مؤامرة دولية
    أرادت لذاك النور الذي كان وطني يومها يستنير به و يعلق عليه الآمال أن ينطفئ .

    ألم أصاب روحي في تلك اللحظات و ما شفيت منه حتى الآن ، ألم فظيع ناتج عن شعوري
    بحدث مؤلم فظيع بينما أشعر أنه ليس لي قدرة أن أفعل شيء لأغيره فأتمنى بكل جوارحي
    لو أنني أستطيع أي شيء حياله . إنه كالشعور بالشلل و عدم القدرة على فعل شيء عزيز .

    أصابني هذا الألم مرة و ما شفيت منه لشهور ، حتى أنني أشعر أحيانا ًبعدم شفائي منه بعد ،
    كان ذلك عشية مجزرة قانا ، المجزرة التي تركت أثرا ً كبيرا ً في روحي و لا يزال .

    كم هو فظيع هذا الألم ، إنه كحمى قاتلة تصيب الروح ، مرض خطير ليس له دواء ...
المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
حفظ-تلقائي
x

رجاء ادخل الستة أرقام أو الحروف الظاهرة في الصورة.

صورة التسجيل تحديث الصورة

اقرأ في منتديات يا حسين

تقليص

لا توجد نتائج تلبي هذه المعايير.

يعمل...
X