إعـــــــلان

تقليص

للاشتراك في (قناة العلم والإيمان): واتساب - يوتيوب

شاهد أكثر
شاهد أقل

لمحة فقهية تمهيدية عن مشروع دستور الجمهورية الإسلامية في إيران

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • لمحة فقهية تمهيدية عن مشروع دستور الجمهورية الإسلامية في إيران



    لمحة فقهية تمهيدية عن مشروع دستور الجمهورية الإسلامية في إيران
    يحتوي هذا الكراس على جواب الرسالة التي وجهها جماعة من علماء المسلمين في لبنان إلى سماحة آية الله العظمى السيد محمد باقر الصدر (قده) ستوضحون فيها فقهياً عن مشروع دستور الجمهورية الإسلامية في إيران الذي طرحه إمام المجاهدين وزعيم المسلمين سماحة آية الله العظمى الإمام الخميني (قدس سره الشريف).

    بسم الله الرحمن الرحيم
    والصلاة والسلام على قائد البشرية محمد وعلى الهداة الميامين من آله الطاهرين والخيرة من أصحابه الصالحين.

    وبعد، فإنا إذ نثمّن اهتمامكم المسؤول بالأطروحة المباركة التي رفع سماحة آية الله العظمى الإمام الخميني رايتها فأنعشت قلوب المسلمين جميعاً، وأنارت نفوسهم، نحاول فيما يلي أن نتحدث إليكم ببضع كلمات قد تلقي ضوءاً في هذا المجال وتساعد على طرح أفكار بمستوى مفاهيم الإسلام وافتراضات قابلة للتطبيق إسلامياً، مع التأكيد على أن هذا الإمام المجاهد الذي رفع هذه الراية واستطاع أن يحقق لها النصر، هو صاحب الكلمات العليا وسيد الموقف الفصل بشأنها، وكلنا ثقة أن نجاحه العظيم في تجسيدها وتطبيقها، لن يقل روعة عن جهاده العظيم في نسف الطاغوت واخراج إيران من ظلمات الطغيان.

    إن الدولة ظاهرة اجتماعية أصيلة في حياة الإنسان. وقد نشأت هذه الظاهرة على يد الأنبياء ورسالات السماء، واتخذت صيغتها السوية، ومارست دورها السليم في قيادة المجتمع الإنساني وتوجيهه من خلال ما حققه الأنبياء في هذا المجال من تنظيم اجتماعي قائم على أساس الحق والعدل يستهدف الحفاظ على وحدة البشرية وتطوير نموها في مسارها الصحيح.

    قال الله تعالى: {كان الناس أمة واحدة فبعث الله النبيين مبشرين ومنذرين وأنزل معهم الكتاب بالحق ليحكم بين الناس فيما اختلفوا فيه وما اختلف فيه إلا الذين أوتوه من بعد ما جاءتهم البينات بغياً بينهم فهدى الله الذين آمنوا لما اختلفوا فيه من الحق بإذنه والله يهدي من يشاء إلى صراط مستقيم} [البقرة: 213].

    ونلاحظ من خلال هذا النص أن الناس كانوا أمة واحدة في مرحلة تسودها الفطرة، وتوحد بينها تصورات بدائية للحياة وهموم محددة وحاجات بسيطة. ثم نمت ـ من خلال الممارسة الاجتماعية للحياة ـ المواهب والقابليات وبرزت الامكانات المتفاوتة واتسعت آفاق النظر وتنوعت التطلعات وتعقدت الحاجات، فنشأ الاختلاف وبدأ التناقض بين القوي والضعيف، وأصبحت الحياة الاجتماعية بحاجة إلى موازين تحدد الحق وتجسد العدل وتضمن استمرار وحدة الناس في إطار سليم، وتصب كل تلك القابليات والامكانات التي نمتها التجربة الاجتماعية في محور ايجابي يعود على الجميع بالخير والرخاء والاستقرار بدلاً عن أن يكون مصدراً للتناقض وأساساً للصراع والاستغلال. وفي المرحلة ظهرت فكرة الدولة على يد الأنبياء وقام الأنبياء بدورهم في بناء الدولة السليمة، ووضع الله تعالى للدولة أسسها وقواعدها كما لاحظنا في الآية الكريمة المتقدمة الذكر.

    وظل الأنبياء يواصلون بشكل وآخر دورهم العظيم في بناء الدولة الصالحة، وقد تولى عدد كبير منهم الاشراف المباشر على الدولة كداوود وسليمان وغيرهما، وقضى بعض الأنبياء كل حياته وهو يسعى في هذا السبيل كما في حالة موسى (ع)، واستطاع خاتم الأنبياء (ص) أن يتوّج جهود سلفه الطاهر بإقامة أنظف وأطهر دولة في التاريخ شكلت بحق منعطفاً عظيماً في تاريخ الإنسان وجسدت مبادئ الدولة الصالحة تجسيداً كاملاً ورائعاً.

    وعلى الرغم من أن هذه الدولة قد تولاّها في كثير من الأحيان بعد وفاة الرسول الأعظم قادة لا يعيشون أهدافها الحقيقة ورسالتهم العظيمة، فإن الإمامة التي كانت امتداداً روحياً وعقائدياً للنبوة ووريثاً لرسالة السماء مارست باستمرار دورها في محاولة تصحيح مسار هذه الدولة واعادتها إلى طريقها النبوي الصحيح، وقدم الأئمة عليهم السلام في هذا السبيل زخماً هائلاً من التضحيات التي توّجها استشهاد أبي الأحرار وسيد الشهداء أبي عبد الله الحسين مع الصفوة من أهل بيته وأصحابه في يوم عاشوراء.

    وقد امتدت الإمامة بعد عصر الغيبة في المرجعية، كما كانت الإمامة امتداداً بدورها للنبوة، وتحملت المرجعية أعباء هذه الرسالة العظيمة، وقامت على مر التاريخ بأشكال مختلفة من العمل في هذا السبيل أو التمهيد له بطريقة وأخرى.

    وقد عاش العالم المسلم الشيعي دائماً مع كل الصالحين وكل المستضعفين من أبناء هذه الأمة الخيرة عيشة الرفض لكل ألوان الباطل والاصرار على التعلق بدولة الأنبياء والأئمة، بدولة الحق والعدل التي ناضل وجاهد من أجلها كل أبرار البشرية وأخيارها الصالحين.

    وقد استطاع الشعب الإيراني المسلم أن يشكل القاعدة الكبرى لهذا الرفض البطولي والثبات الصامد على طريق دولة الأنبياء والأئمة والصديقين باعتباره الجزء الأكثر التحاماً مع المرجعية الدينية وأسسها الدينية والمذهبية، وقد بلغت هذه القاعدة الرشيدة بفضل القيادة الحكيمة للمرجعية الصالحة التي جسّدها الإمام الخميني دام ظله، قمة وعيها الرسالي والسياسي الرشيد من خلال صراعها المرير مع طواغيت الكفر ومقاومتها الشجاعة لفرعون إيران الحديث حتى استطاعت أن تلحق به وبكل ما يمثله من قوى الاستعمار الكافر أكبر هزيمة يمنى بها المستعمر الكافر في عالمنا الإسلامي العظيم.

    وكان من الطبيعي أن يزداد الشعب الإيراني المسلم إيماناً برسالته التاريخية العظيمة وشعوراً بأن الإسلام هو قدره العظيم، لأنه بالإسلام وبزخم المرجعية التي بناها الإسلام وبالخميني القائد استطاع أن يكسر أثقل القيود ويحطم عن معصميه تلك السلاسل الهائلة، فلم يعد الإسلام هو الرسالة فحسب، بل هو أيضاً المنقذ والقوة الوحيدة في الميدان التي استطاعت أن تكتب النصر لهذا الشعب العظيم.

    ومن هنا كان طرح المرجعية الرشيدة للجمهورية الإسلامية شعاراً وهدفاً وحقيقة وتعبيراً حياً عن ضمير الأمة وتتويجاً لنضالها بالنتيجة الطبيعية وضماناً لاستمرار هذا الشعب في طريق النصر الذي شقّه له الإسلام.

    والشعب الإيراني العظيم، بحمله لهذا المنار وممارسته مسؤوليته في تجسيد هذه الفكرة وبناء الجمهورية الإسلامية، يطرح نفسه لا كشعب يحاول بناء نفسه فحسب، بل كقاعدة للاشعاع على العالم الإسلامي وعلى العالم كله في لحظات عصيبة من تاريخ هذه الإنسانية، يتلفت فيها كل شعوب العالم الإسلامي إلى المنقذ من هيمنة الإنسان الأوربي والغربي وحضارته المستغلة، ويتحسس فيها كل شعوب العالم بالحاجة إلى رسالة تضع حداً لاستغلال الإنسان للإنسان.

    وعلى هذا الأساس يقوم الشعب الإيراني المسلم في هذه اللحظات الزاخرة بالتاريخ والغنية بمعاني البطولة والجهاد والمفعمة بمشاعر النصر وارادة التغيير، يقوم هذا الشعب بدوره التاريخي؛ فيصنع لأول مرة في تاريخ الإسلام الحديث دستور الجمهورية الإسلامية ويصمم على أن يجسد هذا الدستور في تجربة رائعة ورائدة، وكما هز هذا الشعب العظيم ضمير العالم وزعزع مقاييسه المادية بقيمه التي جسدها في مرحلة المبارزة، كذلك سيهز ضمير الإنسانية المضللة وودجدان الملايين المعذبين ويغمر العالم بنور جديد هو نور الإسلام، الذي حجبه الإنسان الغربي وعملاؤه المثقفون وبذلوا كل وسائلهم من الاحتلال العسكري إلى التشويه الثقافي والتحريف العقائدي في سبيل إبعاد العالم الإسلامي عن هذا النور لكي يضمنوا لأنفسهم السيطرة عليه ويفرضوا عليه التبعية.

    إن الإسلام الذي حجزه الاستعمار عسكرياً وسياسياً في قمقم ليصبغ العالم الإسلامي بما يشاء من ألوان، قد انطلق من قمقمه في إيران فكان زلزالاً على الظالمين، ومثلاً أعلى في بناء الشعب المجاهد والمضحي وسيفاً مصلتاً على الطغاة ومصالح الاستعمار وقاعدة لبناء الأمة من جديد. ولم يبرهن الإمام الخميني بإطلاقه للإسلام من القمقم على قدرته الفائقة وبطولة الشعب الإيراني فحسب، بل برهن أيضاً على ضخامة الجناية التي يمارسها كل من يساهم في حجز الإسلام في القمقم وتجميد طاقاته الهائلة البناءة وإبعادها عن مجال البناء الحضاري لهذه الأمة.

    وهذا النور الجديد الذي قدر للشعب الإيراني أن يحمله إلى العالم، سوف يعري أيضاً تلك الأنظمة التي حملت اسم الإسلام زوراً، بالدرجة نفسها التي يدين بها الأنظمة التي رفضت الإسلام.

    وفيما يلي نستعرض عدداً من الأفكار الأساسية في مجال التمهيد لمشروع دستور للجمهورية الإسلامية في إيران مستنبطين الحالة المعنوية للشعب الإيراني على ضوء تعاليم الإسلام.

    يؤمن الشعب الإيراني العظيم إيماناً مطلقاً بالإسلام بوصفه الشريعة التي يجب أن تقام على أساسها الحياة، وبالمرجعية المجاهدة بوصفها الزعامة الرشيدة التي قادت هذا الشعب في أحلك ظروف المبارزة حتى حطّم الطاغوت وحقق النصر، وبالإنسان الإيراني وكرامته وحقه في الحرية والمساواة والمساهمة في بناء المجتمع.

    وعلى أساس هذا الإيمان يقرر الأمور التالية:
    1
    ـ إن الله سبحانه وتعالى هو مصدر السلطات جميعاً.

    وهذه الحقيقة الكبرى تعتبر أعظم ثورة شنّها الأنبياء ومارسوها في معركتهم من أجل تحرير الإنسان من عبودية الإنسان.

    وتعني هذه الحقيقة أن الإنسان حر، ولا سيادة لإنسان آخر أو لطبقة أو لأي مجموعة بشرية عليه، وإنما السيادة لله وحده. وبهذا يوضع حد نهائي لكل ألوان التحكم وأشكال الاستغلال وسيطرة الإنسان على الإنسان.

    وهذه السيادة لله تعالى التي دعا إليها الأنبياء تحت شعار (لا إله إلا الله)، تختلف اختلافاً أساساً عن الحق الإلهي الذي استغله الطغاة والملوك والجبابرة قروناً من الزمن للتحكم والسيطرة على الآخرين، فإن هؤلاء وضعوا السيادة اسمياً لله لكي يحتكروها واقعياً وينصبوا من أنفسهم خلفاء لله على الأرض.

    وأما الأنبياء والسائرون في موكب التحرير الذي قاده هؤلاء الأنبياء والأمناء من خلفائهم وقواعدهم، فقد آمنوا بهذه السيادة وحرروا بها أنفسهم والإنسانية من ألوهية الإنسان بكل أشكالها المزورة على مر التاريخ، لأنهم أعطوا لهذه الحقيقة مدلولها الموضوعي المحدد المتمثل في الشريعة النازلة بالوحي من السماء، فلم يعد بالإمكان أن تستغل لتكريس سلطة فرد أو عائلة أو طبقة بوصفها سلطة إلهية.

    ومادام الله تعالى هو مصدر السلطات وكانت الشريعة هي التعبير الموضوعي المحدد عن الله تعالى، فمن الطبيعي أن تحدد الطريقة التي تمارس بها هذه السلطات عن طريق الشريعة الإسلامية.
    2
    ـ إن الشريعة الإسلامية هي مصدر التشريع، بمعنى أنها هي المصدر الذي يستمد منه الدستور وتشرع على ضوئه القوانين في الجمهورية الإسلامية، وذلك على النحو التالي:

    أولاً ـ إن أحكام الشريعة الثابتة بوضوح فقهي مطلق تعتبر بقدر صلتها بالحياة الاجتماعية جزءاً ثابتاً في الدستور سواء نص عليه صريحاً في وثيقة الدستور أو لا.

    ثانياً: إن أي موقف للشريعة يحتوي على أكثر من اجتهاد، يعتبر نطاق البدائل المتعددة من الاجتهاد المشروع دستورياً، ويظل اختيار البديل المعين من هذه البدائل موكولاً إلى السلطة التشريعية التي تمارسها الأمة على ضوء المصلحة العامة.

    ثالثاً ـ في حالات عدم وجود موقف حاسم للشريعة من تحريم أو ايجاب، يكون للسلطة التشريعية التي تمثل الأمة أن تسن من القوانين ما تراه صالحاً، على أن لا يتعارض مع الدستور، وتسمى مجالات هذه القوانين بمنطقة الفراغ، وتشمل هذه المنطقة كل الحالات التي تركت الشريعة فيها للمكلف اختيار اتخاذ الموقف، فإن من حق السلطة التشريعية أن تفرض عليه موقفاً معيناً وفقاً لما تقدره من المصالح العامة، على أن لا يتعارض مع الدستور.
    3
    ـ ان السلطة التشريعية والسلطة التنفيذية قد أسندت ممارساتها إلى الأمة، فالأمة هي صاحبة الحق في ممارسة هاتين السلطتين بالطريقة التي يعينها الدستور، وهذا الحق حق استخلاف ورعاية مستمد من مصدر السلطات الحقيقي وهو الله تعالى. وبهذا ترتفع الأمة وهي تمارس السلطة إلى قمة شعورها بالمسؤولية لأنها تدرك بأنها تتصرف بوصفها خليفة لله في الأرض فحتى الأمة ليست هي صاحبة السلطان، وإنما هي المسؤولة أمام الله سبحانه وتعالى عن حمل الأمانة وأدائها {إنا عرضنا الامانة على السماوات والأرض والجبال فأبين أن يحملنها وأشفقن منها وحملها الإنسان}.

    والأمة تحقق هذه الرعاية بالطرق التالية:

    أولاً: يعود إلى الأمة انتخاب رئيس السلطة التنفيذية بعد أن يتم ترشيحه من المرجعية كما يأتي في الأمر الرابع، ويتولى الرئيس المنتخب بعد ذلك بنفسه تكوين أعضاء حكومته.

    ثانياً: ينبثق عن الأمة بالانتخاب المباشرة، مجلس وهو مجلس أهل الحل والعقد. ويقوم هذا المجلس بالوظائف التالية:

    أولاً ـ إقرار أعضاء الحكومة التي يشكلها رئيس السلطة التنفيذية لمساعدته في ممارسة السطلة.

    ثانياً ـ تحديد أحد البدائل من الاجتهادات المشروعة.

    ثالثاً ـ ملء منطقة الفراغ بتشريع قوانين مناسبة.

    رابعاً ـ الاشراف على سير تطبيق الدستور والقوانين ومراقبة السلطة التنفيذية ومناقشتها.
    4
    ـ إن المرجعية الرشيدة هي المعبر الشرعي عن الإسلام، والمرجع هو النائب العام عن الإمام من الناحية الشرعية، وعلى هذا الأساس يتولى ما يلي:

    أولاً ـ ان المرجع هو المثل الأعلى للدولة والقائد الأعلى للجيش.

    ثانياً ـ المرجع هو الذي يرشح أو يمضي ترشيح الفرد أو الأفراد الذين يتقدمون للفوز بمنصب رئاسة السلطة التنفيذية. ويعتبر الترشيح من المرجع تأكيداً على انسجام تولي المرشح للرئاسة مع الدستور، وتوكيلاً له على تقدير فوزه في الانتخاب، لاسباغ مزيد من القدسية والشرعية عليه كحاكم.

    ثالثاً ـ على المرجعية تعيين الموقف الدستوري للشريعة الإسلامية.

    رابعاً ـ عليها البت في دستورية القوانين التي يعينها مجلس أهل الحل والعقد لملء منطقة الفراغ.

    خامساً ـ انشاء محكمة عليا للمحاسبة في كل مخالفة محتملة في المجالات السابقة.

    سادساً ـ إنشاء ديوان المظالم في كل البلاد لدراسة لوائح الشكاوى والمتظلمين وارجاء المناسب بشأنها.

    ويقوم المرجع بتأليف مجلس يضم مئة من المثقفين الروحانيين، ويشتمل على عدد من أفاضل العلماء في الحوزة، وعدد من أفاضل العلماء الوكاء، وعدد من أفاضل الخطباء والمؤلفين والمفكرين الإسلاميين على أن يضم المجلس ما لا يقل عن عشرة من المجتهدين، وتمارس المرجعية أعمالها من خلال هذا المجلس.

    والمرجعية حقيقة اجتماعية موضوعية في الأمة تقوم على أساس الموازين الشرعية العامة، وهي كتطبيق تتمثل فعلاً في المرجع القائد للانقلاب الذي قاد الشعب قرابة عشرين عاماً وسارت الأمة كلها خلفه حتى حقق النصر. وأما كمقولة عليا للدولة الإسلامية على الخط الطويل فيجب أن يتوفر في الشخص الذي يجسد هذه المقولة:

    أولاً ـ صفات المرجع الديني من الاجتهاد المطلق والعدالة.

    ثانياً ـ أن يكون خطه الفكري من خلال مؤلفاته وأبحاثه واضحاً في الإيمان بالدولة الإسلامية وضرورة حمايتها.

    ثالثاً ـ أن تكون مرجعيته بالفعل في الأمة بالطرق الطبيعية المتبعة تاريخياً.

    رابعاً ـ أن يرشحه أكثرية أعضاء مجلس المرجعية ويؤيد الترشيح من قبل عدد كبير من العاملين في الحقول الدينية ـ يحدد دستورياً ـ كعلماء وطلبة في الحوزة، وعلماء وكلاء وأئمة مساجد، وخطاء ومؤلفين ومفكرين إسلاميين.

    وفي حالة تعدد المرجعيات المتكافئة من ناحية هذه الشروط، يعود إلى الأمة أمر التعيين من خلال استفتاء شعبي عام.

    خامساً ـ إن الأمة كما تقدم هي صاحبة الحق في الرعاية وحمل الأمانة وافرادها جميعاً متساوون في هذا الحق أمام القانون، ولكل منهم التعبير من خلال ممارسة هذا الحق عن آرائه وافكاره، وممارسة العمل السياسي بمختلف أشكاله، كما أن لهم جميعاً حق ممارسة شعائرهم الدينية والمذهبية.

    وتتعهد الدولة بتوفير ذلك لغير المسلمين من مواطنيها، الذين يؤمنون بالانتماء السياسي إليها وإلى إطارها العقائدي، ولو كانوا ينتسبون دينياً إلى أديان أخرى.

    سادساً ـ للجمهورية الإسلامية الإيرانية أهداف تاريخية بحكم رسالتها ومسؤوليتها العظيمة، وهي أهداف تقوم على أساسها خطوطها السياسية ومناهجها في مختلف المجالات، ففي الداخل تستهدف:

    أولاً ـ تطبيق الإسلام في مختلف مجالات الحياة.

    ثانياً ـ تجسيد روح الإسلام باقامة مبادئ الضمان الاجتماعي والتوازن الاجتماعي، والقضاء على الفوارق بين الطبقات في المعيشة وتوفير حد أدنى كريم لكل مواطن، واعادة توزيع الثروة بالأساليب المشروعة وبالطريقة التي تحقق هذه المبادئ الإسلامية للعدالة الاجتماعية.

    ثالثاً ـ تثقيف المواطنين على الإسلام تثقيفاً واعياً، وبناء الشخصية الإسلامية العقائدية في كل مواطن، لتتكون القاعدة الفكرية الراسخة التي تمكن الأمة من مواصلة حمايتها للثورة.

    وفي الخارج تستهدف الدولة:

    أولاً ـ حمل نور الإسلام ومشعل هذه الرسالة العظيمة إلى العالم كله.

    ثانياً ـ الوقوف إلى جانب الحق والعدل في القضايا الدولية، وتقديم المثل الأعلى للإسلام من خلال ذلك.

    ثالثاً ـ مساعدة كل المستضعفين والمعذبين في الأرض ومقاومة الاستعمار والطغيان، وبخاصة في العالم الإسلامي الذي تعتبر إيران جزءاً لا يتجزأ منه.

    إن دولة القرآن العظيمة لا تستنفد أهدافها، لأن كلمات الله تعالى لا تنفد والسير نحوه لا ينطقع، والتحرك في اتجاه المطلق لا يتوقف.

    وهذا هو سر الطاقة الهائلة في هذه الدولة وقدرتها على التطور والابداع المستمر في مسيرة الإنسان نحو الله {قل لو كان البحر مداداً لكلمات ربي لنفد البحر قبل أن تنفد كلمات ربي ولو جئنا بمثله مدداً} [الكهف: 109].

    وتستطيعون أن تستخلصوا على ضوء ما تقدم: أن الصورة التي أعطيناها تقوم على المبادئ التشريعية التالية في الفقه الإسلامي:
    1
    ـ لا ولاية بالأصل إلا لله تعالى.
    2
    ـ النيابة العامة للمجتهد المطلق العادل الكفؤ عن الإمام، وفقاً لقول إمام العصر عليه السلام "وأما الحوادث الواقعة فارجعو فيها إلى رواة أحاديثنا فإنهم حجتي عليكم وأنا حجة الله"، فإن هذا النص يدل على أنهم المرجع في كل الحوادث الواقعية بالقدر الذي يتصل بضمان تطبيق الشريعة على الحياة، لأن الرجوع إليهم بما هو رواة أحاديثهم وحملة الشريعة يعطيهم الولاية بمعنى القيمومة على تطبيق الشريعة وحق الاشراف الكامل من هذه الزاوية.
    3
    ـ الخلافة العامة للأمة على أساس قاعدة الشورى التي تمنحها حق ممارسة أمورها بنفسها، ضمن إطار الاشراف والرقابة الدستورية من نائب الإمام.
    4
    ـ فكرة أهل الحل والعقد التي طبقت في الحياة الإسلامية والتي تؤدي بتطويرها على النحو الذي ينسجم مع قاعدة الشورى وقاعدة الاشراف الدستوري من نائب الإمام، إلى افتراض مجلس يمثل الأمة وينبثق عنها بالانتخاب.

    ويتاح لكم من خلال هذه الخطوط الموجزة أن تقارنوا في المجال الفقهي للقانون الدستوري بين المواقف الآنفة الذكر ومواقف المذاهب الاجتماعية الأخرى في أهم النقاط التي درسها القانون الدستوري الحديث.

    فمن ناحية تكون الدولة ونشوئها تاريخياً، نرفض إسلامياً نظرية القوة والتغلب ونظرية التفويض الإلهي الإجباري ونظرية العقد الاجتماعي ونظرية تطور الدولة على العائلة، ونؤمن بأن الدولة ظاهرة نبوية وهي تصعيد للعمل النبوي، بدأت في مرحلة معينة من حياة البشرية.

    ومن ناحية وظيفة الدولة: نرفض إسلامياً المذهب الفردي أو مذهب عدم التدخل المطلق (أصالة الفرد) والمذهب الاشتراكي أو أصالة المجتمع، ونؤمن بأن وظيفتها تطبيق شريعة السماء التي وازنت بين الفرد والمجتمع وحمت المجتمع، لا بوصفه وجوداً هيغليا [نسبة إلى الفيلسوف الديالكتيكي هيغل] مقابلاً للفرد، بل بقدر ما يعبر عن أفراد وما يضم من جماهير تتطلب الحماية والرعاية.

    ومن ناحية شكل الحكومة تعتبر الحكومة قانونية، أي تتقيد بالقانون على أروع وجه، لأن الشريعة تسيطر على الحاكم والمحكومين على السواء.

    كما أن النظرية الإسلامية ترفض الملكية، أي النظام الملكي، وترفض الحكومة الفردية بكل أشكالها، وترفض الحكومة الارستقراطية، وتطرح شكلاً للحكم يحتوي على كل النقاط الايجابية في النظام الديمقراطي مع فوارق تزيد الشكل موضوعية وضماناً لعدم الانحراف، فالأمة هي مصدر السيادة في النظام الديمقراطي، وهي محط الخلافة ومحط المسؤولية أمام الله تعالى في النظام الإسلامي، والدستور كله من صنع الإنسان في النظام الديمقراطي ويمثل على أفضل تقدير وفي لحظات مثالية تحكم الأكثرية في الأقلية، بينما تمثل الأجزاء الثابتة من الدستور شريعة الله تعالى وعدالته التي تضمن موضوعية الدستور وعدم تحيزه.

    فالشريعة الإسلامية التي وضعت مثلاً مبدأ الملكية العامة وملكية الدولة إلى جانب الملكية الخاصة، لم تعبر بذلك عن نتاج صراع طبقي أو تقديم مصالح هذا الجزء من المجتمع على ذلك الجزء، وإنما عبرت عن موازين العدل والحق، ولهذا سبقت بذلك تاريخياً كل المبررات المادية أو الطبقية لظهور هذا اللون من التشريع.

    ومن ناحية تحديد العلاقات بين السلطات تقترب الدولة الإسلامية من النظام الرئاسي، ولكن مع فوارق كبيرة عن الأنظمة الرئاسية في الدول الرأسمالية الديمقراطية التي تقوم على أساس الفصل بين السلطة التنفيذية والسلطات التشريعية.

    وكان التطبيق العملي للحياة الإسلامية دائماً يفترض الدولة ممثلة في رئيس يستمد شرعية تمثيله من الدستور ـ النص الشرعي ـ أو من الأمة مباشرة ـ الانتخاب المباشر ـ أو منهما معاً.

    ولا مجال في هذه العجالة للدخول في تفاصيل الفرق بين تنظيم السلطات وتحديد علاقاتها في الصورة الإسلامية المقترحة وتنظيمها وتحديد علاقاتها في النظريات والتطبيقات الأخرى.

    هذه فكرة فقهية موجزة، أيها العلماء الأعلام، قد تفي باختصار في الجواب على سؤالكم الكريم وتكون نظرة اجمالية عن فكرة الجمهورية الإسلامية التي طرحها الشعب الإيراني المسلم بقيادة الإمام الخميني (دام ظله). ونحن نقدمها بوصفها مجرد اقتراحات نظرية قابلة للدرس والتطبيق وتلقي ضوءاً إسلامياً على الموقف.

    نسأل المولى سبحانه أن يحفظكم ويوفقكم لخدمة الإسلام ورفع رايته، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

    النجف الأشرف/ 6 ربيع الأول 1399

  • #2
    اللهم صل على محمد و آل محمد و عجل فرجهم و العن اعدائهم..
    نظام ولاية الفقيه المطلقة يقوم على الانفرادية في الحكم و ليس على تعدد المرجعيات بل اخطر ما في الامر هو القضاء على اي مرجعية تعترض عليه و لو سلميا و خير مثال على ذلك ما جرى على شهيد الاسلام المرجع الكبير السيد كاظم الشريعتمداري اعلى الله مقامه..
    وفقاً لقول إمام العصر عليه السلام "وأما الحوادث الواقعة فارجعو فيها إلى رواة أحاديثنا فإنهم حجتي عليكم وأنا حجة الله"
    تدل على ان الولاية الشرعية لكل من يحمل هذه المواصفات وهم المجتهدون الجامعون لشرائط التقليد وبصورة جماعية وليست لواحد خاص منهم..

    يعتبر كتاب دراسات في ولاية الفقيه وفقه الدولة الإسلامية، الذي وضعه آية الله العظمى حسين علي المنتظري، وجمع فيه ثمرة تدريسه نظرية ولاية الفقيه الإسلامية الفقهية طوال ست سنوات في الحوزة العلمية في قم، وثمرة بحوثه الفقهية الاستدلالية حول هذا الموضوع، يعتبر أوسع دراسة فقهية شيعية منشورة على صعيد الحكومة الإسلامية.
    يمكن تلخيص أركان نظرية ولاية الفقيه الانتخابية المحدودة كالتالي:
    1_ توفر شروط الفقه في الحاكم الإسلامي.
    2_ استيفاء الحاكم الإسلامي شرط الانتخاب من الشعب.
    3_ تحديد صلاحيات الحاكم الإسلامي بالدستور.

    سئل اية الله العظمى المنتظري عن دليله لنفى الولاية المطلقة عن الفقيه ...
    فاجاب: نفى الولاية المطلقة للفقيه لا يستدعى دليلا اذ الاصل الاولى يقتضى عدم ولاية احد على احد، بل اثباتها يستدعى‏ ‏دليلا قاطعا، ولم اعثر على ذلك فى الكتاب والسنة ولا فى حكم العقل . و من ارادالتفصيل فليراجع المجلد الاول من كتابى :‏ ‏"دراسات فى ولاية الفقيه " المطبوع فى ايران و لبنان ، والجزوتين الموجودتين فى سايتى : "ولايت فقيه و قانون اساسى " و‏ ‏"حكومت مردمى و قانون اساسى ".
    ‏ ‏نعم اصل ضرورة الحكومة مما لاريب فيها، والعقل و الشرع يدلان على اعتبار شروط فى الحاكم الاسلامى و منها‏ ‏الفقاهة والعدالة و حسن التدبير.
    ‏ ‏من اراد الوقوف عليها فليراجع الباب الرابع من المجلد الاول من كتابى : "دراسات فى ولاية الفقيه ". ولكن تحقق‏ ‏الحاكمية و خارجيتها تكون بانتخاب الامة و بيعتهم فيجب عليهم انتخاب الواجد للشرائط; و حتى فعلية حاكمية‏ ‏رسول الله (ص ) و اميرالمومنين (ع ) ايضا قد حصلت ببيعة الناس لهما. و مدة حاكمية غيرالمعصوم و حدود اختياراته‏ ‏تابعتان لانتخاب الناس حدوثا و بقاء.
    ‏ ‏قال الله تعالى فى سورة الشورى - فى وصف المومنين -: "وامرهم شورى بينهم ". و خاطب رسوله - فى سورة‏ ‏آل عمران - مع كونه معصوما بقوله : "وشاورهم فى الامر" و كلمة "الامر" فى اصطلاح الكتاب والسنة كان يطلق على الامور‏ ‏الاجتماعية و السياسية العامة . و كان رسول الله (ص ) مع عصمته يشاور اصحابه فى الامور المهمة الاجتماعية و لم يكن‏ ‏يستبد بها.
    والولاية المطلقة خاصة بالله العظيم مالك كل شيى ء و خالقه . (ان الحكم الا لله ) (سورة يوسف ، آية 67) والباقون‏ ‏حتى الانبياء والائمة (ع ) موظفون باجراء احكام الله تعالى ، و لهم الولاية فى اطار احكام الله تعالى . قال الله تعالى فى سورة‏ ‏المائدة مخاطبا لرسوله : (و ان احكم بينهم بما انزل الله و لا تتبع اهوائهم واحذرهم ان يفتنوك عن بعض ما انزل الله‏ ‏اليك .)
    ‏ ‏والولاية المطلقة للفرد غيرالمعصوم ربما توجب استبداده فى اعماله و احكامه و يمكن ان يتدخل فيما ليس متخصصا‏ ‏فيه و يتعقبه اضرار كثيرة على الامة . و لم يكن فى الدستور الاول كلمة "المطلقة " و لكن اضافوها فى اعادة النظر فيه .





    ان انتخاب الولي الفقيه في ايران هو اقرب الى التعيين منه الى الانتخاب لان اعضاء مجلس الخبراء اللذين ينتخبون الولي الفقيه مفروضين اي ليس من حق اي مجتهد الترشح الا اذا كان مواليا لولاية الفقيه التعييينية المطلقة ...
    فالمرشحين لمجلس الخبراء يجب ان يوافق عليهم مجلس صيانة الدستور واللذي يتكون من اثني عشر عضواً و يختار الولي الفقيه ستة أعضاء و ستة أعضاء يرشحهم رئيس السلطة القضائية المعين بدوره من قبل الولي الفقيه ايضا.....
    فاذا بالنهاية ان اعضاء مجلس الخبراء هم كمن يعينهم الولي الفقيه و لكن بطريقة غير مباشرة ...
    ان دستور الجمهورية الإسلامية الإيرانية يقول في المادة 107، ان ترشيح اعضاء مجلس الخبراء يجب ان يخضع للشروط التي يتحقق منها ويبت بها مجلس صيانة الدستور...

    يتكون مجلس صيانه الدستور من اثني عشر عضوا سته منهم من الفقهاء الذين يختارهم مرشد الجمهوريه الاسلاميه و يمكن ان يجدد اختيارهم لفتره ثانيه و سته من الحقوقيين ينتخبهم مجلس الشوري الاسلامي بعد ان يقترحهم رئيس السلطه القضائيه (اللذي يعينه مرشد الجمهوريه الاسلاميه) للمجلس . دوره مجلس صيانه الدستور ست سنوات ، يجدد فيها نصف اعضاء المجلس بعد مرور نصف المده اي ثلاث سنوات و يقوم المرشد باختيار ثلاثه يحلون محل الفقهاء الخارجين و ينتخب مجلس الشورى الاسلامي سته حقوقيين جدد في حين يمكن لمرشد الجمهوريه الاسلاميه ان يعيد اختيار نفس الفقهاء السابقين لعضويه المجلس .
    فالماده الثالثه و التسعون من الدستور تعتبر ان مجلس الشوري الاسلامي بدون وجود مجلس صيانه الدستور لا اعتبار قانوني له و ان القوانين التي يصادق عليها مجلس الشوري الاسلامي ترجع الي مجلس صيانه الدستور للنظر فيها و معرفه مدي تطابقها مع الاحكام الاسلاميه و الدستور الايراني . و اعتبر الدستور الايراني في الماده الثانيه و التسعين بان مجلس صيانه الدستور يتولي باغلبيه ثلاثه ارباع اعضاء المجلس المصادقه علي القرارات .
    الظلم دائما ينشا من الانفرادية في الحكم و اللون الواحد و عدم التعديية بحيث يصبح اصحاب القرار من المؤيدين لهذا الخط فقط و لا يؤخذ بعين الاعتبار كفائتهم للمراكز اللتي يتبوئونها و لا احد يحاسبهم كونهم من انصار الفكر الحاكم و لا يخضع هؤلاء للمحاسبة..
    الامام علي عليه السلام بالرغم من انه معين من قبل الله تعالى لم يتصدّ حتى للخوارج الذين كفّروه، وتركوا الصلاة خلفه، وتجمعوا وساروا في البلاد،وكان يقول: (لا نمنعهم الفيء ولا نحول بينهم وبين دخول مساجد الله، ولانهيجهم ما لم يسفكوا دماً وما لم ينالوا محرماً)(نهج السعادة، ج2، ص339). وهولم يقاتلهم إلا بعد مباشرتهم أعمال الفساد في الأرض، عندما تعرضوا لعبد اللهبن خباب بن الأرت ولزوجته، فقتلوهما بعد أن بقروا بطن المرأة وهي حامل.
    دخل الامام علي عليه السلام حتى مع الخوارج في نقاش حدّي باشره أكثرمن مرة بنفسه أو بواسطة عبد الله بن العباس، وحتى في الصلاة، ولم يفتروا ولميفتر في إلقاء الحجج. فقد قرأ مرة أحد الخوارج وهو خلف علي في المسجد في صلاةالصبح: (إِنِ الْحُكْمُ إِلاَ للهِ يَقُصُّ الْحَقَّ وَهُوَ خَيْرُالْفَاصِلِينَ)(سورة الأنعام: 57) فقرأ علي على الفور: (فَاصْبِرْ إِنَّوَعْدَ اللهِ حَقٌّ وَلاَ يَسْتَخِفَّنَّكَ الَّذِينَ لاَ يُوقِنُونَ)(سورةالروم: 60)
    إن ضمان الحريات في حكومة الإمام علي(ع) و اللتي استمرتخمس سنوات و كانت مثالا لدولة العدل الالاهي تعتبر من أهم الركائز التي بنيتعليها الدولة إذ أن المواطن يعيش في دولة تضمن للفرد الحرية التعبيريةوالنقدية للسلطة والحكومة وقد جاء أن أحد الخوارج سب أمير المؤمنين بقوله (قاتله الله ما أفقهه) وهمّ أصحابه بقتله فردع أصحابه عن ذلك وأكد لهمالقاعدة الشرعية التي تأمر بعقوبة متناسبة مع الجريمة حتى ولو كانت واقعة علىرئيس الدولة مع عدم نسيان الحث على العفو فقال: رويداً إنما هو سب بسب أو عفوعن ذنب(علي ومشكلة نظام الحكم) ..
    إن الاعتراف بالحقوق السياسية حديثٌ - نسبياً - إذ كان الناس في العصور السابقة يجبرون على اتّباع سياسةالملوك والسلاطين، إلى أن جاءت إعلانات الحقوق الحديثة ومن أهمها، في هذاالصدد، مقدمة الدستور الأميركي، في سنة 1791 الذي اعترف بحرية الفكر والتجمع. و(إعلان حقوق الإنسان والمواطن) الفرنسي لسنة 1789، الذي اعترف بحرية التعبيرعن الرأي، وأخيراً صدر عن الأمم المتحدة (الإعلان العالمي لحقوق الإنسان) فيسنة 1948. ولكن الإسلام سبق الجميع بحظره على الحاكم أن يتعرض للحرياتالسياسية، وهذا ما كرّسه علي بن أبي طالب في نهجه عند توليه الخلافة.
    ان الامام علي عليه السلام اول من اسس قانون الحقوق الساسية للناس وسبق العالم بقرون طويلة..
    سلام الله عليك يا سيدي يا امير الؤمنين وقائد الغر المحجلين ويعسوب الدين و على عظمة فكرك و نهجك .. ما خاب و الله من تمسك بكم و امن و الله من لجا اليكم...
    التعديل الأخير تم بواسطة ghareeb; الساعة 08-03-2006, 05:13 PM.

    تعليق


    • #3
      اللهم صل على محمد و آل محمد

      الكثير من مراجع الحوزة لا يتفقون مع ولاية الفقيه المطلقة

      أمثال العلامة الكبير البروجردي و السيد الخوئي رضوان الله عليهما و خلفه المرجع السيستاني دام ظله و جمع كبير كالمرجع السيد محمد الشيرازي رضوان الله عليه و أتباع مدارسهم.

      و ولي أمور المسلمين هو الإمام الحجة المهدي ( أرواحنا فداه ) و ليس السيد خامنئي أو غيره.

      و أنا شخصياً أعيش في دولة ما و مواطن فيها

      لماذا علي أن أوالي السيد علي الخامنئي و أوالي الأرض الإيرانية و كأنها أرض الملائكة و المعصومين ... صحيح الجمهورية الإسلامية الإيرانية خير من الكثير من الدول و يكفيها شرف بأن شعبها ذو غالبية شيعية مؤمنة أفضل من نواصب معادين لكن هناك الكثير من التعدي على مقام الإمام المفدى صاحب العصر و الزمان المهدي ( صلوات الله عليه و عجل فرجه الشريف ) بموضوع ولاية الفقيه من قبل النظام المتحكم في البلد.

      و الشيعة من التيار الخامنئي أجدهم دائما يمتدحون السيد خامنئي و يلقبونه بالسيد القائد و الولي الفقيه المفدى حتى إن هؤلاء الشيعة ليسوا إيرانيين لكنهم يوالونه و كأنه معصوم مفترض الطاعة !!!

      و محبتنا لمقلدنا و مرجعنا لا يستدعي بأن نغالي به و كأنه معصوم و ننسى إمام زماننا الحقيقي.

      و هناك صورة سأضعها لاحقاً و هي من تصميم التيار الخامنئي و فيها يصورون الإمام الحجة (عج) بتسليم رايته للسيد الخامنئي ( و العياذ بالله ) .... يعني السيد خامنئي وصل الى مرتبة بأن المعصوم يفوض أمره الى السيد خامنئي !!
      و هذا يناقض بأن الإمام المهدي إنقطعت سفارته في الغيبة الكبرى فضلاً عن إن الإمام المعصوم لا يفوض أمره الى أحد إلا للمعصوم.
      التعديل الأخير تم بواسطة التراكمي; الساعة 09-03-2006, 01:13 AM.

      تعليق


      • #4
        المشاركة الأصلية بواسطة التراكمي
        و هناك صورة سأضعها لاحقاً و هي من تصميم التيار الخامنئي و فيها يصورون الإمام الحجة (عج) بتسليم رايته للسيد الخامنئي ( و العياذ بالله ) .... يعني السيد خامنئي وصل الى مرتبة بأن المعصوم يفوض أمره الى السيد خامنئي !!
        بسم الله الرحمن الرحيم

        اللهم صلّ على محمد و آل محمد و عجّل فرجهم الشريف

        السلام على الإمام المهدي المنتظر , السلام على الخامنائي الوليّ , السلام على الأمين القائد نصر الله

        الأخ التراكمي هذه الصورة



        الواضح ان مصمم الصورة يقصد عكس ما ذكرتموه الا اذا كنت تعتقد ان الذي على اليسار هو الإمام الحجة عليه الصلاة و السلام


        خامنائيون حتى ظهور الحجة بن الحسن
        التعديل الأخير تم بواسطة جبريل الجنوب; الساعة 09-03-2006, 02:29 AM.

        تعليق


        • #5
          جهاد حزب الله

          ما هذا الغلو في شخص السيد الخامنئي و ما هو مقامه حتى يتسلم أو يسلم الراية للإمام الحجة المهدي ؟

          و أتمنى أن تذكرلي مؤلفات السيد الخامنئي الفقهية حتى تثبت مرجعيته فضلاً عن ولايته لأمور المسلمين !!

          تعليق


          • #6
            المشاركة الأصلية بواسطة التراكمي
            جهاد حزب الله

            ما هذا الغلو في شخص السيد الخامنئي و ما هو مقامه حتى يتسلم أو يسلم الراية للإمام الحجة المهدي ؟

            و أتمنى أن تذكرلي مؤلفات السيد الخامنئي الفقهية حتى تثبت مرجعيته فضلاً عن ولايته لأمور المسلمين !!
            بسم الله الرحمن الرحيم

            اللهم صلّ على محمد و آل محمد و عجّل فرجهم الشريف


            السلام على الإمام المهدي المنتظر , السلام على الخامنائي الوليّ , السلام على الأمين القائد نصر الله

            أخي العزيز لسنا بصدد مناقشة مرجعية الإمام الخامنائي فضلا عن ولايته العامّة بل جنابكم اخطأتم عمدا او سهوا و اردنا التوضيح. و أين الغلو بالموضوع ؟؟؟ يحق لأي شخص ان يتمنى ما يريده و لا يحقّ لك محاسبة النوايا .

            تحياتي.

            خامنائيون حتى ظهور الحجة بن الحسن.

            تعليق

            المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
            حفظ-تلقائي
            x

            رجاء ادخل الستة أرقام أو الحروف الظاهرة في الصورة.

            صورة التسجيل تحديث الصورة

            اقرأ في منتديات يا حسين

            تقليص

            المواضيع إحصائيات آخر مشاركة
            أنشئ بواسطة ibrahim aly awaly, يوم أمس, 09:44 PM
            استجابة 1
            10 مشاهدات
            0 معجبون
            آخر مشاركة ibrahim aly awaly
            بواسطة ibrahim aly awaly
             
            أنشئ بواسطة ibrahim aly awaly, يوم أمس, 07:21 AM
            ردود 2
            12 مشاهدات
            0 معجبون
            آخر مشاركة ibrahim aly awaly
            بواسطة ibrahim aly awaly
             
            يعمل...
            X