هناك عوامل عدة تساهم في مرور الرجل بمرحلة المراهقة الثانية منهاما يتعلق بالرجل ونفسيته، ومنها ما يتعلق بالمرأة " الزوجة" شخصيتها، تعاملها معزوجها، اهتمامها بعش الزوجية، ومنها ما يخلفه المجتمع باختلاف نظرته لكل من الرجلوالمرأة وهما في سن الأربعين.
الرجل:
عندما يشعر الرجل أنه اقترب من سنالأربعين يريد أن يثبت لنفسه ولكل من حوله أنه مازال قوياً وجذاباً ومؤثراً، وربماهذا ما يفسر بحثه عن الفتاة صغيرة السن، لا من تساويه عمراً.. ليقول علناً أنظروامازلت شاباً ومرغوباً.
وفي أحيان أخرى تحدث مراهقة الأب كرد فعل على مراهقةالابن، حين يراه مفعماً بالشباب، فيوقظ فيه شبابا وذكريات، فيتمرد بطريقته الخاصةعلى شعره الأبيض وشكله الجديد، بكل الطرق من صبغ الشعر إلى ارتداء الملابسالشبابية.
يصاب الرجل بما يسمى بالمراهقة الثانية عندما يشعر بأن الأحلام قدتلاشت والمشاريع التي فكر وأمل بتحقيقها قد انتهت أو لم يعد هناك وقت أو فائدةلنتفيذها وأن الباقي من العمر أقل من الذي راح ..
وإن أكثر الأمور التي تصيبالرجل باليأس والإحباط أن يشعر بأن لا جديد يعمله أو يتعلمه، أو ليس من أحد بحاجةإلى رأيه أو رعايته.
وعموماً يرغب رجل الأربعين أن ينفي تهمة الكبر عنه ويثبتلنفسه أولاً ولكل المحيطين به أنه لازال ينبض بالحيوية والشباب .
المرأة:
معظم النساء يعتبرن أنهن تعدين مرحلة الخصوبة والشباب عندما يكبرأولادهن، مما يغضب أزواجهن الذين يرفضون الاعتراف بمظاهر الشيخوخة، ويرون فيزوجاتهم ما يذكرهم بما لا يريدون تذكره، مما يثير المشاكل الزوجية بينهم، حيث تتهمالزوجة زوجها بالتصابي، بينما يراها هو امرأة استسلمت لبوادر الشيخوخة.. فيبدأبالبحث عن أخرى.
يقول الكاتب " يحيى حمدي " في كتابه " ترويض الرجل":تحدثاستثناءات قليلة جداً هي تلك التي تستطيع المرأة أن تحتفظ بمشاعر رجلها ناحيتها حتىآخر العمر.
أما القاعدة هي أن الزوج في الأغلب الأعموبعدما يتوارى جمال امرأتهوشبابها وتدخل مكرهة نحو سنواتها العجاف يشعر بأن من حقه أن يسعى نحو ما يجدد لهبعض شبابه.سواء على المستوى العاطفي أو على المستوى الحسي، فيلجأ إلى أن يتزوج أويحب أو يميل أو حتى يكبت إذا لم يجد أياً مما سبق متاحاً.
وبالطبع فإن ذبول تلكالفتنة وأفول شمس ذلك الشباب سوف يفرض واقعاً جديداً تفتقد المرأة فيه لأدواتالنقاش المقنع.
كما أن عدم توفر الزوجة الصديقة التي تشارك الزوج أحلامهوهواياته وتوفر له الأمان والاستقرار والمشاركة الفعلية من الأسباب الأخرى التيتؤدي إلى وقوع الزوج في فخ 'المراهقة الثانية'.
كذلك إصابة بعض الزوجاتبالاكتئاب بعد خروج الأولاد من البيت، وانشغالهم كل في حياته الخاصة، تجعل الزوجيلجأ إلى الهروب من البيت والزوجة ليعيش فترة مراهقة أخرى.
المجتمع:
عامل آخرذكره الكاتب " يحيى حمدي" يتعلق بالمجتمع يقول: إن المجتمع العربي بخاصة قد درج علىأن التعامل مع سن الأربعين عند المرأة على أنه سن يأس وسن بداية النهاية المريرة،ومع سن الأربعين عند الرجل على أنه سن النضوج وسن نهاية البداية المريرةأيضاً.
ومع شيب المرأة على أنه شيخوخة كبر قبح فوق قبح، ومع شيب الرجل على أنهوقار وهيبة وجمال فوق جمال.
ومع الرجل الذي يود الزواج من امرأة مسنة على أنهمريض نفسياً بداء الحرمان من حنان الأم في الطفولة، ومع الفتاة التي تريد الزواج منرجل مسن بأنها متفتحة محبة لرجولة أبيها تعرف الفارق بين الشباب عديم الخبرةوالرجولة الناضجة الحقة!!.
لكل هذه الأسباب وغيرها يعايش الرجل بعد الأربعينوهماً.. اسمه عدم كفاية امرأته له ووهماً آخر اسمه " حقه الطبيعي في أن يستمتعبشبابه .. ووهماً ثالثاً اسمه " إعجاب صغيرات السن بنضجه".
مشاكل في الحياةالزوجية:
أحياناً تتسبب المشاكل الزوجية و وجود فجوة بين الزوج و زوجته في رغبةالرجل بالارتباط بزوجة أخرى، إذ أنه يرى أنه اضطر ولسنوات طويلة أن يتحمل زوجته مناجل تربية الأولاد، وبطبيعة الحال فإن هذه الفجوة تتسع أكثر فأكثر عقب خروج الأولادمن البيت، ولذلك يبدأ الزوج في البحث عن أسلوب جديد للحياة بعد ذلك.
وأحياناًيكون اقتحام الروتين والملل للحياة الزوجية خاصة بعد الانتهاء من مشاكل تربيةالأولاد وخروجهم من منزل الأسرة سواء بالزواج أو للعمل في الخارج سبباً في تفكيرالزوج بنفسه.. بحثاً عن التجديد وأملاً في أن يجد ما يشغله.
ماذا تفعل المرأةلئلا يحدث ذلك؟
نصيحة مقدمة من رجل أفشى سر بني جنسه:
لاشك أن الوقاية هيأفضل وأسلم الطرق، إذ على الزوجة الاستعداد لتفادي وقوع زوجها في فخ المراهقةالثانية، قبل سنوات طويلة من وقوعها.
وقد يكون هذا الاستعداد منذ السنين الأولىمن الزواج، وأهم نقاط هذه الخطة المستقبلية الارتباط بصداقة قوية مع الزوج، وعدمنسيانه أثناء رحلة تربية الأولاد، وأيضا مشاركة الزوج في بعض هواياته حتى لو كانتلا توافق اهتمامات الزوجة.
ويجب أن تتحاور الزوجة مع زوجها في العديد من القضاياالاجتماعية والثقافية بل وحتى السياسية، وان تخصص له ولو ساعة يوميا للاقتراب منهوالتقرب إليه حتى لا تحدث الفجوة بينهما وتتسع دون أن تدري
يقال بأن الاعتناءبالزوج مثل الاعتناء بالزرع تماما، إذا أهمل جف ومات وإذا اعتنيت به نما وترعرعوطرح.. إنها معادلة بسيطة يمكن لكل زوجة إتباعها.
يقول الدكتور يحيى حمدي : منتلك المرأة التي يمكنها أن تمثل الاستثناء من تلك القاعدة " الخائبة"، ومن هيالمرأة التي بمقدورها أن تحتفظ بمشاعر زوجها حيالها دون أن ينال منها التغيير الذيتفرضه – عليها وعليه- عوامل الزمن واليأس إنها ببساطة المرأة المجهولة.
فالرجلتجذبه في شخصية المرأة المناطق المجهولة فيها، ويستفز تعلقه بها كم " اللوغارتيمات" التي عليه أن يحلها فيها.. فهو لا يشجيه أن يجدها كتاباً مفتوحاً يمكن أن يقرأهبسهولة.. ولا يسعده أن يجدها خارطة سهلة يمكن أن يفك رموز تضاريسها بيسروسلاسة!.
فالغموض في شخصية المرأة، والعطاء المدروس والامتناع المحسوب يجعلالمرأة في عيني الرجل لغزاً ... يسعى دوماً في صحوة ومنامه إلى حل طلاسمه ليرضيغروره التاريخي والفطري.. ونزعته إلى الإحساس بالامتلاك الكامل الذي ينتقص منه أيقدر من الجهل بموضوع الامتلاك.
فلو أن المرأة جعلت من صمتها أحياناً ومن غموضهاأحياناً أخرى ومن تجديد " ما سبق له معرفته" أحياناً ثالثة.. ومن تقديم المشاعر " المعلومة" بطرق " غير معلومة" أحياناً رابعة. ومن مناورة فضوله بذكاء " واستغباء" أحياناً خامسة.
أقول لو أنها جعلت من كل ذلك أسلوباً لها وطريقة تخاطب فيهاغرائزه فطريته لوارته التراب بعد عمل طويل ولسان حاله يقول كما قال قيس بن الملوحمن قبله..
مازالت في النفس حاجات إليك كما هي!..
إن المرأة التي تعرف كيفتنفخ " قبلة الحياة" من روح حياتها مع رجلها بتحديد مشاعرها ناحيته كلما نالت منها "روتينية" الأمان وبلادة النسيان، وباستدعاء كبريائها تجاهه كلما اطمأن إلى استسلامالأنثى وسكون الحلال، وقدمت نفسها له في ثوب جديد وصورة جديدة كلما أصابه " نفور" اختلاط الطعم السابق باللاحق وزهد امتلاك المتاح.
إن المرأة التي تعرف كيف تفعلكل ذلك سوف تحتفظ بزوجها إلى الأبد ولو طاردته كل نساء العالم.
وإن حدث ذلك كيفتتصرف المرأة ؟
إذا ما شعرت بأن زوجك يقوم بتصرفات مراهقة، عليك بإتباع الخطواتالتالية:
- لا تضطربي، وحافظي على هدوئك إذ يجب أن تكون ردة فعلك رزينة وحكيمة،و لتعرفي كيف تتعاملين مع الموقف.
- لا تشعريه بأنك تراقبين تصرفاته أو أنكانتبهت إلى التغيير الذي طرأ عليه، ولا تنتقدي تصرفاته لئلا تثيري معه المشاكل قبلأن يتاح لك التصرف لتجاوز الأزمة.
- أبدي إعجابك بمظهره وأناقته وسرورك لاهتمامهبأناقته، واطلبي منه أن يشتري لك ثياباً جديدة وبذات الألوان التي يرتديها لتشكلامعاً ثنائياً منسجماً، مما يشعره بأنك أيضاً مهتمة بنفسك وأنه ليست في واد وهو فيواد آخر، وأنك مهتمة مثله بتزين نفسك، فينتبه انه ليس الجذاب الوحيد في البيت.
- لا تعترضي على أي نشاط يريد القيام به معللة بأنه أصبح كبيراً ويجب أن يرتاح، فإنذلك سيجعله أكثر إصرارا على البحث عن امرأة أخرى ترى فيه القوة والشباب وتشعرهبذلك، وأشعريه أنك دائماً معجبة به وبكل ما يقوم.
- حاولي التقرب منه أكثر منالسابق، وطهري بيتك من المشاكل، واجعليه يجد في البيت الراحة والسعادة
- أشعريهواشعري معه أن هناك الكثير من الأحلام التي لم تتحقق، وأنك معه تأملين بتحقيقها،وأن غداً جميلاً ومشرقاً ينتظركما معاً، فالهداف المشتركة دوماً سواء كان الزوجانفي سن صغيرة أو كبيرة هي من تزيد قرب الزوجين من بعضهما وتجعل الأمل في الغد يتجدددوماً.
- لا تسخري من مشاعر المراهقة التي يمر فيها، فليس منا من يريد أن يشعربأن دوره قد انتهى وأنه خلّف الشباب وراءه دون رجعة.. إن فهمك لمشاعره سيجعلكتحسنين التصرف معه بدل من السخرية منه أو انتقاد تصرفاته.
- كوني له الصديقةالتي تتفهم مشاعره من دون الدخول في التفاصيل المحرجة والزوجة التي تشعره بقوتهوجاذبيته وبأنه لازال مرغوباً كالسابق وأكثر.
- اهتمي بنفسك وبمظهرك وعززي ثقتكبنفسك وتمسكي بكبريائك، البسي ومارسي الرياضة، اهتمي بغذائك ، تجملي دعيه يرىالشباب معك لا بعيداً عنك، ولا تقولي أني كبرت وراحت علي، فإن شعرت بذلك سيشعر هوبه ويبحث عن أخرى
منقول
تعليق