إعـــــــلان

تقليص

للاشتراك في (قناة العلم والإيمان): واتساب - يوتيوب

شاهد أكثر
شاهد أقل

ثقافة اللعن في الاسلام _من وجهة نظر شيعية_

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • ثقافة اللعن في الاسلام _من وجهة نظر شيعية_

    بسم الله الرحمن الرحيم

    لعن الله ظالميكم يا أهل البيت ..

    محاضرة مفيدة تبين مفهوم اللعن للشيخ حسين السندي..

    ادخل الرابط التالي:-

    http://www.al-mahdi.org/waves_detail_listen_1728.html

    يرجى من المعارضين تسجيل اعترضاتهم في موضوع مستقل ...

    أما غير ذلك فأرجو تسجيل الملاحظات لتعم الفائدة للجميع..

    ودمتم في رعاية الله يا شيعة علي والزهراء ..

  • #2
    بسم الله الرحمن الرحيم

    بعد المحاولات الفاشلة من البعض لثنينا عن لعن ظالمي أهل البيت..رأيت من الواجب علي أن أطرح هذا البحث..

    وهي رسالة لكل من يحاول أن يبعدنا عن خط أل البيت.. ولكل من شك ولوفي لحظة أن اللعن ليس له ضرورة..

    بسمه تعالى أبدأ:-

    رأي أية الله العظمى السيد علي السيستاني دام ظله(بحث رائع أدعو الموالين للاطلاع عليه) :

    لمن يحب الاطلاع على هذا الرابط:
    http://www.sistani.org/istifta_/view...age=1&lang=ara

    لم يجد صعوبه في فتح الرابط أرجو اخباري لانزال فتوى السيد السيستاني

    دمتم برعاية الله يا شيعة وأنصار أل البيت ..

    تعليق


    • #3
      الـســؤال: الأئمة المعصومين (عليهم السلام) ينهوننا عن اللعن وقد ورد في زيارة عاشوراء (اللهم العن آل امية وآل مروان ...) فهل الامام يلعن بهذه الطريقة؟


      الـجــواب: ينبغي الالتفات إلی أن اللعن يعني معنيين، أحدهما البراءة من ذلك الملعون ومن ثم عمله، والثاني: الدعاء والطلب من الله تعالی إبعاده عن رحمته ورضاه.
      ومقتضی الأول – وهوالبراءة من الملعون ومن عمله – يقتضي تشخيص تلك الجهة ومعرفتها والإشارة إلی ذلك العمل المتبرأ منه، كل ذلك يعني الدافع الذي حث عليه أهل البيت (عليهم السلام) إلی التأكيد علی لعن أعدائهم، وهذه قضية جديرة بالاهتمام والتمعّن.
      من هنا أمكننا تشخيص الجهة والأفراد الذين يشملهم اللعن ومقتضی ذلك أن يكون كل فرد قد سلك بسلوك أعدائهم أورضي بفعل أولئك الذين قتلوا وغصبوا وأسسوا أساس الجور والعدوان، لذا فإن إجابة الإمام الصادق (عليه السلام) عمن سأله عن سبب قتل الإمام الحجة (عليه السلام) لذرية أعداء أهل البيت (عليهم السلام) مع أنهم لم يشتركوا مع آبائهم، فأجابه الإمام الصادق (عليه السلام): أن هؤلاء الذرية قد رضوا بفعل آبائهم، أي أنه لو قدّر لهؤلاء أن يشتركوا في قتل الأئمة (عليهم السلام) وغصب حقوقهم لبادروا إلی ذلك.
      لذا فإننا نعني في اللعن لبني أمية قاطبة أي من تسبب في قتل أئمة آل البيت (عليهم السلام) ومن رضی بفعلهم، ألا تجد اليوم من يبرر فعل بني أمية ويلتزم فكرهم في غصب حقوق آل البيت (عليهم السلام) وقتلهم؟ أي أنه لا يزال يتربص لئن يفعل ما فعل آبائه من الظلم والعدوان.
      نعم إننا لا نقصد من كان علی خير وهدی منهم، أمثال سعد بن عبد الملك الأموي الذي كان ملازماً للإمام الباقر (عليه السلام) فكان يسميه سعد الخير لجلالته وعلوشأنه، مع أنه أحد بني أمية، مما يعني أننا يلعننا لهؤلاء لا نقصد من كان علی هدی وخير، وهذا واضح جلي.
      السب والشتم والكلام البذيء مرفوض في ديننا دون اللعن فانه حقيقة ثابتة في القرآن الكريم والسنة الصحيحة، ويكفيك مراجعة المعجم المفهرس لإلفاظ القرآن في مادة (لعن) لتقف بنفسك علی موارد اللعن في القرآن.
      لا يقال: هذا اللعن مختص بالله تعالی.
      لأن الآية (159) من سورة البقرة تقول: (أولئك يلعنهم الله ويلعنهم اللاعنون).
      وهنا حقيقة أخری علينا أن نبحثها بحثاً موضوعياً، وهي هل جميع الصحابة عدول؟
      إن قلنا: نعم فما هوالدليل؟
      هل الدليل لأنهم معصومون؟
      كلا، لم يقول أحد بعصمتهم.
      وهل الدليل الآيات القرآنية الواردة في مدح الصحابة؟
      أيضاً هذه الآيات لم تدل علی أن جميعهم عدول، ولا توجد ولا آية واحدة صريحة في عدالتهم جميعاً.
      هل الدليل الحديث المشهور: (أصحابي كالنجوم بأيهم اقتديتم اهتديتم)؟
      وأيضاً فهذا الحديث حكم بوضعه وضعفه وعدم قابليته للحجية أكثر علماء الجرح والتعديل من أهل السنة.
      فإذن الصحابة ليسوا جميعاً عدول، وعليه فحالهم حال غيرهم في إجراء قواعد الجرح والتعديل عليهم.
      إن معنی اللعن هو: الدعاء علی شخص أواشخاص أن يعبدهم الله تعالی ويطردهم عن رحمته.
      وهوجائز وثابت في الشريعة الإسلامية، والدليل علی جوازه من القرآن الكريم آيات كثيرة، منها:
      1) قوله تعالی: «ان الله لعن الكافرين وأعد لهم سعيراً» الاحزاب 64.
      2) قوله تعالی: «إن الذين يؤذون الله ورسوله لعنهم الله في الدنيا والآخرة وأعد لهم عذاباً مهيناً» الاحزاب 57.
      3) قوله تعالی: «ألا لعنة الله علی الظالمين» هود 18.
      4) قوله تعالی: «لعنة الله علی الكاذبين» آل عمران 61.
      5) قوله تعالی: «اولئك يلعنهم الله ويلعنهم اللاعنون» البقرة 159.
      ومن السنة الشريفة روايات كثيرة منها:
      1) قوله (صلی الله عليه وآله وسلم): «لعنة الله علی الراشي والمرتشي» مجمع الفائدة 12/49.
      2) قوله (صلی الله عليه وآله وسلم): «من أحدث في المدينة حدثاً أوآری محدثاً فعليه لعنة الله» كتاب الاربعين للقمي 583.
      3) قوله (صلی الله عليه وآله وسلم): «إذا ظهرت البدع في أمتي فليظهر العالم علمه، فمن لم يفعل فعلية لعنة الله» الفصول المهمة في أصول الأئمة 1/522.
      4) قوله تعالی (صلی الله عليه وآله وسلم): «جهزوا جيش أسامة، لعن الله من تخلف عنه» الملل والنحل 1/23.
      بالاضافة إلی هذا الدليل النقلي فقد قام الدليل علی العقلي علی جواز اللعن، فالعقل يحكم بصحة وجواز دعاء المظلوم علی الظالم – بإبعاده عن رحمة الله – والغاصب والخائن والقاتل والكاذب وغيرهم.
      خصوصاً لمن يظلم آل البيت (عليهم السلام) ويغصب حقهم ويقتل شيعتهم ويخون في أمانة رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم).
      نحن لا نعمل شيئا ولا نفعله إلا علی طبق ما ورد في القرآن الكريم أوالسنّة الشريفة.
      فنحن لا نلعن أحداً من الصحابة ألا من لعنه الله تبارك وتعالی في كتابه العزيز أولعنه الرسول العظيم (صلی الله عليه وآله وسلم) وأهل بيته الميامين (عليهم السلام) في السنّة الشريفة.
      فقد لعن الله سبحانه وتعالی المنافقين والمنافقات في كتابه الكريم بقوله: «ويعذّب المنافقين والمنافقات والمشركين والمشركات الظانّين بالله ظنّ السوء عليهم دائرة السوء وغضب الله عليهم ولعنهم وأعدّ لهم جهنّم سآءت مصيرا» الفتح 6.
      وعليه حقّ لنا أن نلعن كلّ من ثبت بالأدلة القطعيّة نفاقه وفسقه. كما لعن سبحانه وتعالی أيضاً الذين في قلبوهم مرض بقوله: «... رأيت الذين في قلوبهم مرض ... أولئك الذين لعنهم الله فأصمّهم وأعمی أبصارهم» محمّد 20 – 23.
      ولعن أيضاً الظالمين بقوله: «... ألا لعنة الله علی الظالمين» هود 18.
      فنحن أيضاً نلعن كلّ من ظلم رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) وأهل بيته (عليهم السلام) وبالأخص أبنته المظلومة المغصوب حقّها فاطمة الزهراء (عليها السلام).
      ولعن أيضاً كلّ من آذی رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) بقوله: «إنّ الذين يؤذون الله ورسوله لعنهم الله في الدنيا والآخرة وأعدّ لهم عذاباً مهينا» الأحزاب 57.
      ولا شك ولا ريب أنّ المتخلّف عن جيش أسامة متخلّف عن طاعة رسول الله، والتخلّف عن طاعة رسول الله أذی رسول الله ، وأذيّة رسول الله توجب اللعنة بصريح الآية.
      ومن المجمع والمسلّم عليه بين الكلّ أنّ بعض الصحابة قد تخلّف عن جيش أسامة فاستحقّ اللعنة.
      كما لا شك ولا ريب أنّ أذيّة فاطمة الزهراء (عليها السلام) توجب أذيّة رسول الله لقوله (صلی الله عليه وآله وسلم): (فاطمة بضعة منّي يؤذيني من آذاها ويغضبني من إغضبها) صحيح مسلم 2/376.
      وقد نقل ابن قتيبة في الإمامة والسياسة 1/14، والمنّاوي في الجامع الصغير 2/122، أن فاطمة ماتت وهي غضبى علی قوم فنحن نغضب لغضبها. هذا كلّه بالنسبة إلی من لعنهم المولی عزّ وجل في كتابه الكريم، وهناك أصناف أخر في كتابه فراجعوا.
      وأمّا بالنسبة للذين لعنهم رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) فقد لعن كلّ من تخلّف عن جيش أسامة، راجعوا الملل والنحل للشهرستاني 1/23، وشرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد 6/52، وكتاب السقيفة للجوهري.
      ولعن أيضاً معاوية وأياه وأخاه بقوله (صلی الله عليه وآله وسلم): (اللهم العن القائد والسائق والراكب) فالراكب هوأبوسفيان ومعاوية وأخوه أحدهما قائد والآخر سائق، راجعوا وقعة صفّين 217 طبع مصر، والنهاية في غريب الحديث والأثر 4/87. كما لعن أيضاً الحكم بن العاص وابنه مروان، راجعوا تاريخ ابن الأثير 3/199.
      ولعن (صلی الله عليه وآله وسلم) عمر وبن العاص بقوله: (اللهم إنّ عمر وبن العاص هجاني وهويعلم أنّي لست بشاعر، فاهجه والعنه عدد ما هجاني) كنزل العمّال 13/548. كما أنّه (صلی الله عليه وآله وسلم) لعن آخرين، ومن هنا جاز لنا أن نلعن من لعنه النبي الكريم (صلی الله عليه وآله وسلم).
      ثم علی فرض عدم جواز لعن بعض الصحابة، فلماذا بعض الصحابة والتابعين لعنوا بعض أكابر الصحابة؟ من قبيل معاوية أبن أبی سفيان، فإنّه لعن أمير المؤمنين علي (عليه السلام) مدّة أربعين سنة من علی المنابر، مع أن النبي (صلی الله عليه وآله وسلم) قال في علي (عليه السلام): (من سبّ علياً فقد سبّني) أخرجه الحاكم وصححه، مستدرك الحاكم 3/130 ح 4615 و4616.
      وقال (صلی الله عليه وآله وسلم) أيضاً: (من سبّ علياً فقد سبّني، ومن سبّني فقد سبّ الله، ومن سبّ الله أكبّه الله علی منخريه في النار) فرائد السمطين، للجويني الشافعي 1/301.
      وقال (صلی الله عليه وآله وسلم) أيضاً: (من أحب علياً فقد أحبّني، ومن أبغض علياً فقد أبغضني، ومن آذی علياً فقد آذاني فقد آذی الله) الاستيعاب 3/37 بهامش الإصابة / دار أحياء التراث.
      كما بالغ مروان بن الحكم في سبّ الإمام علي (عليه السلام) ولعنه، وإنتقاصه حتّی إمتنع الإمام الحسن (عليه السلام) عن الحضور في الجامع النبوي. (تطهير الجنان واللسان لإبي حجر الهيثمي 142).
      ويقول ابن حجر الهيثمي في كتابه الصواعق المحرقة ص 85: «أمّا الرافضة والشيعة ونحوهما إخوان الشياطين وأعداء الدين» الی أن يقول: «فعليهم لعنة الله وملائكته والناس أجمعين».
      ويفسّق الرافضي في ص 9 من الصواعق المحرقة: «إنّ الرافضي من يقدّم علياً علی أبي بكر وعمر».
      فإذاً يكون سلمان الفارسي وأبوذر والمقداد وبنوهاشم حتّی النبي (صلی الله عليه وآله وسلم) كلّهم من الرافضة، فهؤلاء يسبّونهم ويلعنونهم الی يومنا هذا، فحينئذ طعنهم علی الشيعة بأنّها تسبّ بعض الصحابة ليس إلا تضليلا إعلاميّاً ضدّهم، وللشيعة علی لعن بعض الصحابة برهان قاطع كما ذكرنا.


      الرقم : 2
      الـســؤال: هل يجوز لعن المخالفين للخط الالهي و لخط اهل البيت (ع) ؟


      الـجــواب: القرآن لعن الظالمين و غيرهم و نحن نلعن من لعنه القرآن .
      يمكنكم مراجعة المصادر التالية حول هذا الموضوع :
      1 – القرآن الكريم : سورة يونس 40 ، المؤمن 15 ، الاسراء 85 ، الشورى 52 ، الاعراف 157
      و غيرها
      2 – بحار الانوار 8 : 369 – 377 ، 27 : 224 – 225
      3 – الامالى للصدوق : 200 – 201 و 390
      4 – تفسير القمي : 288 و 605 – 606
      5 – ينابيع المودة 3 : 449 – 450
      6 – كنزالعمال 13 : 104 – 106
      7 – مناقب الترمذي تحت رقم 3789
      8 – تفسير فرات الكوفي : 207
      و هناك مصادر عديدة اخرى ، يمكنكم مراجعتها .


      الرقم : 3
      الـســؤال: هل يجوز لعنة المؤمن الفاسق؟


      الـجــواب: لا يجوز سب المؤمن أولعنه.

      تعليق


      • #4
        بسم الله الرحمن الرحيم

        للموااااااااااااااالين..

        عذرا لا نستقبل ردود المخالفين..

        يرجى قراءة الشروط قبل المداخلة..

        أرجو من الأخوة الموالين عدم الرد على أي من يحاول ابتزازكم لمصاااااااارعة الحق..

        كل من يحاول افساد الموضوع ليس له مكان في هذا الموضوع..

        تعليق


        • #5
          المشاركة الأصلية بواسطة بيعة الغدير
          بسم الله الرحمن الرحيم
          للموااااااااااااااالين..
          عذرا لا نستقبل ردود المخالفين..
          يرجى قراءة الشروط قبل المداخلة..
          أرجو من الأخوة الموالين عدم الرد على أي من يحاول ابتزازكم لمصاااااااارعة الحق..
          كل من يحاول افساد الموضوع ليس له مكان في هذا الموضوع..

          بس هذا الرّد ما جبته من عندي جبته من الرّابط اللّذي ادرجتيه من خلال موضوعك

          شو ما بتقري منيح !!!:d

          تعليق


          • #6
            بسم الله الرحمن الرحيم
            البحث الثاني..

            اللعن والبراءة



            الإسلام دين التولّي والتبرّي. فإلى جانب محبة آل الرسول ومودّتهم، ومصافاة أولياء الله ومسالمتهم، ورد أيضا عنصر البراءة واللعن حيال الظالمين وأعداء الحق. إن الوقوف ضد المجرمين والسير على منهج رسول الله يقتضي أن يتبرّى الشيعي من الظالمين ويظهر لهم البغض والعداء، ويعلن من لعنه القرآن. فاللعن إظهار لأقصى درجات الكراهية والعداء.



            اللعن والبراءة الواردة في زيارة الأئمّة والشهداء مزيجة بيان قبائح ومساوئ وفساد وتحريف الظلمة ومن الطبيعي أنّ لعن هؤلاء يتضمّن مناوءة أشباههم على مدى التاريخ.



            و في واقعة كربلاء حلّت اللعنة بكل من كانت لهم يد في القتل، والراضين به، والصامتين عنه، والممهدين له، والمعينين عليه، ويشمل كل من خذل الحسين أو سمع نداءه ولم ينصره.



            جاء في مقطع آخر من الزيارة أن اللعنة تشمل كل من أسس أساس ظلم أهل البيت، ومن أزاحهم عن مراتبهم، ومن أهم في قتلهم والممهدين لهم، والأمة التي أسرجت وألجمت وتهيّأت لقتال أهل البيت. وورد في الزيارة لعن ظالمي آل محمد، ولعن أرواحهم وديارهم وقبورهم: "وألعن أرواحهم وديارهم وقبورهم". (زيارة عاشوراء غير المعروفة في مفاتيح الجنان).



            تعتبر موالاة الحسين والبراءة من ظالميه سبباً في التقرّب إلى الله ورسوله و …:"يا أبا عبدالله ، إني أتقرب إلى الله وإلى رسوله وإلى أمير المؤمنين وإلى فاطمة وإلى الحسن وإليك بموالاتك وبالبراءة ممن أسس أساس ذلك …". (زيارة عاشوراء ، بحار الأنوار 5:91، الصلوات الخاصة على الحسن والحسين).

            تعليق


            • #7
              بسم الله الرحمن الرحيم

              البحث الثالث:-

              عدم التسرع قبل ثبوت اللعن وعدم التوقف بعد ثبوته

              هناك تحذير في بعض الروايات من التسرع في اللعن، فالأصل في مسألة اللعن كقاعدة عامة هو التوقف حتى يثبت مجوز اللعن، فإن اللعن بمعنى الطرد من رحمة الله عز وجل ليس بالأمر الهين، حتى يتم التساهل فيه، فهو يعني أن الملعون مستحق للغضب والخروج من رحمة الله عز وجل، وإطلاق هذا الحكم عظيم عند الله عز وجل، إلى درجة أنه سبحانه وتعالى يعتبر أن من يطرد من رحمته من لا يستحق الطرد أنه أولى بالطرد من رحمته.
              فقد روى الكليني بسند صحيح عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن الحسن بن علي، عن علي بن عقبة، عن عبد الله بن سنان، عن أبي حمزة الثمالي، قال: سمعت أبا جعفر يقول:« إن اللعنة إذا خرجت من في صاحبها» (أي فم من أطلقها)« ترددت بينهما، فإن وجدت مساغا »(أي مجوزا للعن من جهة استحقاق الملعون)« وإلا رجعت على صاحبها »(أي اللاعن). (الكافي ج2 ص360 ح7)
              وكما إن هناك تحذيرا من التسرع في اللعن فإن هناك تحذيرا شديدا من التوقف في اللعن بمبررات واهية كالقول إن رحمة الله يمكن أن تشمله، أو أن الاحتياط في الدين يقتضي التحرز من ذلك.
              روى الكشي بسند صحيح عن محمد بن قولويه والحسين بن الحسن بن بندار القمي، قالا: حدثنا سعد بن عبد الله، قال: حدثني إبراهيم بن مهزيار ومحمد بن عيسى بن عبيد، عن علي بن مهزيار، قال: سمعت أبا جعفر الثاني ( أي الجواد) عليه السلام يقول وقد ذكر عنده أبا الخطاب: «لعن الله أبا الخطاب، ولعن أصحابه، ولعن الشاكين في لعنه، ولعن من قد وقف في ذلك وشك فيه».
              ثم قال:« هذا أبو الغمر وجعفر بن واقد وهاشم بن أبي هاشم استأكلوا بنا الناس، فصاروا دعاة يدعون الناس إلى ما دعا إليه أبو الخطاب لعنه الله ولعنهم معه، ولعن من قبل ذلك منهم، يا علي لا تتحرجن من لعنهم، لعنهم الله، فإن الله قد لعنهم».
              ثم قال (ع): «قال رسول الله صلى الله عليه وآله: من تأثم أن يلعن من لعنه الله فقد لعنه الله». (اختيار معرفة الرجال ص528 ح1012، عنه معجم رجال الحديث ج4 ص134، وأقر الخوئي صحة السند في المعجم ج14 ص256)
              وروى الكشي بسند صحيح أيضا عن حمدويه بن نصير، قال: حدثني محمد بن عيسى، عن النضر بن سويد، عن يحيى الحلبي، عن أبيه عمران بن علي، قال: سمعت أبا عبد الله (ع) يقول:
              «لعن الله أبا الخطاب ولعن من قتل معه، ولعن من بقي معهم، ولعن الله من دخل قلبه رحمة لهم». (اختيار معرفة الرجال ص295 ح521)
              فكيف يدعي الإنسان أنه عبد لسيده ومولاه وربه وهو غير ساخط على فرد مع أنه سيده ساخط عليه ؟!

              تعليق


              • #8
                بسم الله الرحمن الرحيم

                البحث الرابع

                لعن قتلة الحسين عليه السلام:-

                وهناك جانب آخر في التربية العاطفية نجده يتجلى في حركة الحسين(ع)وهو جانب اللعن.

                عندما نرى اللعن الذي شحنت به زيارة عاشوراء،الذي بلغ مئات المرّات في أكثر من مورد،وهكذا عندما ندرس موقف الأنبياء(ع)عندما مرّوا بكر بلاء ،فإن عيسى(ع)قد أمر أصحابه بلعن قتلة الحسين،لماذا هذا اللعن ؟ وما هو موقعه من التوجيه التربوي الذي يحكم العاطفة ويوجهها ؟

                نقول فيه كذلك إن مصرعا وإن حدثا كحدث الحسين(ع)كشخصية ينبغي أن نتفانى فيها ونذوب فيها،لا شك أن الموقف الإنساني الطبيعي تجاه القتلة وتجاه الذين أسسوا الظلم على أهل البيت(ع)أن نكيل لهم أنواع اللعن وأن نستنقصهم بكل أنحاء الاستنقاص،وأن نكثر فيهم الوقيعة.

                إن الموقف الإنساني الطبيعي يفترض ذلك،ومن هنا وانطلاقا من أدب إلهي قرآني،وأدب نبوي حاول أهل البيت(ع)أن يضبطوا شيعتهم،وأن يوجهوا العاطفة عند المتفانين في الحسين(ع).

                إنكم مهما بلغ الأمر من أعدائنا أنهم قتلونا سلبوا نسائنا أذلوا عزيزتا كما يقول الإمام الرضا(ع)إن يوم عاشوراء إن يوم الحسين قد أقرح جفوننا،وأذلّ عزيزتا وأورثنا الكرب والبلاء (لاحظوا)إلى يوم يرث الله الأرض ومن عليها يقول الإمام الرضا(ع)أورثنا الذل,ولكن مع ذلك ما وجدنا أحدا من أهل البيت(ع)أفرط في التعامل مع هؤلاء الأعداء وما سمح أحد منهم لعاطفته أن تطغى وأن يشتم أو يسب،لأن الله تعالى يقول(ولا تسبوا الذين يدعون من دون الله فيسبوا الله عدوا بغير علم،كذلك زين لكل أمة عملهم ثم إلى ربهم مرجعهم فينبئهم بما كانوا يعملون)فمن هنا نجد أن اللعن يمثل قيمة تربوية أيها الأحبة،وحفظ العاطفة لئلا تنطلق في التيه والسب والشتم.

                هذا أدب قرآني قد امتلئ القرآن به،وأدب رسالي قد نقل إلينا على لسان عيسى (ع)وأدب نبوي قد نقل إلينا على لسان النبي(ص)فإنه لعن كثيرا من الناس،وأكثر من لعنهم وشدّد على لعنهم في أكثر من موقع،واللعن يعني الطرد من رحمة الله سبحانه وتعالى.

                أيضا عندما نستجلي اللعن الكثير في هذه الحركة،وفي الزيارة التي يستحب المواظبة عليها،والتي تمثّل تراث عاشوراء،وتمثّل التفاعل مع الحدث،والتفاعل مع المصيبة في كل أبعادها،فإن ذلك يمثل حالة من تربية العاطفة.

                تعليق


                • #9
                  نعلت الله على آل اميه و الفاسقين الذين قتلو اهل البيت و طمسوووووو خلافتهم
                  يسلمو عالموضوع

                  تعليق


                  • #10
                    لعنة الله على اعداء وظالمي ال البيت عليهم السلام

                    مشكورة جدا لجهودك اختي العزيزة


                    تحياتي

                    تعليق


                    • #11
                      بسم الله الرحمن الرحيم

                      شكرا أخواتيي على هذه المشاركة..

                      ودمتم بحفظ الله يا أنصار أل البيت..

                      تعليق


                      • #12
                        مفهوم اللّعن وحكمته في القرآن الكريم والسنّة النبوية


                        مقدّمة:
                        اُتّهم الشيعة قديماً وحديثاً بسبّ الصحابة ولعنهم، وجرت عليهم بسبب هذه التهمة محن وآلام كثيرة. بعدما حكم عليهم بالكفر.
                        الأمر الذي يجعل اللعن والتلاعن بين المسلمين ظاهرة تلفت نظر الكثيرين، وتجعلهم يتساءلون عن حقيقة اللعن من الناحية الشرعية، وحكمته وأبعاده المختلفة.
                        والدراسة التي بين يديك ـ عزيزي القارئ ـ محاولة جادة في هذا الاتجاه نحاول من خلالها تسليط الأضواء على مفهوم اللعن، في اللغة، وفي الكتاب والسنّة النبوية، وموقف مدرستي الخلفاء وأهل البيت(عليهم السلام) منه، بغية التوصل إلى النتائج المطلوبة في هذا المضمار، وأهمها تحقيق الحق في اتهام الشيعة بسبّ جميع الصحابة.

                        مفهوم اللعن والفرق بينه وبين السبّ والشتم


                        في ضوء اللّغة
                        قال الراغب الأصفهاني: (اللعن: الطرد والإبعاد على سبيل السخط، وذلك من الله تعالى في الآخرة عقوبة، وفي الدنيا انقطاع من قبول رحمته وتوفيقه، ومن الإنسان دعاء على غيره)(1).
                        وقال الطريحي: (اللعن: الطرد من الرحمة... وكانت العرب إذا تمرّد الرجل منهم أبعدوه منهم وطردوه لئلاّ تلحقهم جرائره، فيقال: لعن بني فلان...)(2).
                        وقال ابن الأثير في النهاية: (أصل اللعن: الطرد والإبعاد من الله، ومن الخلق السبّ والدعاء)(3). وعلى هذا الجوهري في صحاحه أيضاً(4).

                        هذا هو المفهوم اللغوي للّعن، أما السبّ، فقال ابن الأثير: (السبّ: الشتم)(5).
                        وكذلك قول الجوهري(6) والطريحي(7)، وابن منظور(8)، وكأنهما ـ أي السب والشتم ـ مترادفان، سوى ما ذكره الأصفهاني في المفردات هو: (أن السبّ: الشتم الوجيع)(9).
                        والشتم عند الطريحي هو: (أن تصف الشيء بما هو إزراء ونقص)(10) وعند ابن منظور: (قبيح الكلام وليس فيه قذف)(11).

                        وخلاصة الأمر أن اللّعن: إن كان من الله سبحانه فمعناه الطرد من الرحمة، وإن كان من الناس فمعناه الدعاء بالطرد، وبالتالي فهو شيء غير السب والشتم اللّذين يعنيان الكلام القبيح المستخدم في الذم والتنقيص.


                        في ضوء القرآن الكريم:
                        وكما فرّقت اللغة بين اللعن وبين السب والشتم، فرّق القرآن بينهما أيضاً، حيث نجده قد استخدم مادة (لعن) سبعاً وثلاثين مرة منسوبة إلى الله سبحانه وتعالى، ومرّة واحدة منسوبة إلى الناس، وهذا الاستخدام بحد ذاته يدل على مشروعيته من حيث الأصل، بينما وردت مادة (سبَبَ) مرّة واحدة في سياق النهي وهي قوله تعالى: (ولا تسبّوا الذين يدعون من دون الله فيسبّوا الله عدواً)(12).
                        وهذا النهي يدل على قبح السب والشتم، ولو كان اللعن مشاركاً لهما في ذلك، لنهى القرآن الكريم عنه، فدلّ عدم نهيه عنه، واستخدامه له، ونسبته إلى الله سبحانه وتعالى سبعاً وثلاثين مرة في القرآن الكريم على أنه من ماهية صحيحة ومطلوبة ومشروعة.


                        في ضوء السنّة الشريفة
                        وإذا جئنا إلى السنّة النبوية وجدناها تشتمل على عشرات النصوص التي استخدم النبي (صلى الله عليه وآله) فيها اللعن، إزاء أعداء الرسالة من المشركين والمنافقين وأهل الكتاب، وإزاء حالات من المسلمين، يظهر فيها النبي (صلى الله عليه وآله) سخطه الشديد مما يقترفونه من مخالفات، أو تحذيره الشديد لهم من مقاربة الكبائر والموبقات، وقد أورد صاحب موسوعة أطراف الحديث النبوي في مادة (لعن) قريباً من ثلاثمائة عنوان حديث نبوي مصدّر بكلمة اللعن (13)، رغم أنه لم يوفق لجمع كل أحاديث هذا الباب، وفات عليه بعض مما هو مشهور فيه، كلعن النبي (صلى الله عليه وآله) للمتخلف عن جيش أُسامة(14).


                        خصائص اللّعن والملعون في الكتاب والسنّة
                        وحينما ننظر في آيات اللعن الواردة في القرآن الكريم نجدها على أربعة طوائف: فمنها آيات وجهت اللعن إلى إبليس، مثل قوله تعالى: (وإن عليك لعنتي إلى يوم الدين)(15)، ومنها آيات وجهت اللعن إلى عموم الكافرين، مثل قوله تعالى: (إن الله لعن الكافرين وأعدّ لهم سعيراً)(16)، ومنها آيات وجهت اللعن إلى أهل الكتاب عامة واليهود خاصة، مثل قوله تعالى: (لُعن الذين كفروا من بني إسرائيل على لسان داود وعيسى بن مريم)(17)، والقسم الرابع منها صبت اللعنة فيه على عناوين سلوكية عامة تشمل المسلمين، مثل عنوان الكاذبين في قوله تعالى: (والخامسة أنّ لعنة الله عليه إن كان من الكاذبين)(18)، وعنوان الظالمين، في قوله تعالى: (ألا لعنة الله على الظالمين)(19)، وعنوان إيذاء الرسول(صلى الله عليه وآله)، في قوله تعالى: (إن الذين يؤذون الله ورسوله لعنهم الله في الدنيا والآخرة)(20) وعنوان رمي المحصنات، في قوله تعالى: (إن الذين يرمون المحصنات الغافلات المؤمنات لعنوا في الدنيا والآخرة)(21). وعنوان القتل، في قوله تعالى: (ومن يقتل مؤمناً متعمداً فجزاؤه جهنم خالداً فيها وغضب الله عليه ولعنه وأعدّ له عذاباً عظيماً)(22)، وعنوان النفاق، في قوله تعالى: (وعد الله المنافقين والمنافقات والكفار نار جهنم خالدين فيها هي حسبهم ولعنهم الله ولهم عذاب مقيم)(23) وعنوان الفساد وقطع الرحم، في قوله تعالى: (أن تفسدوا في الأرض وتقطّعوا أرحامكم* أُولئك الذين لعنهم الله فأصمّهم وأعمى أبصارهم)(24).
                        وكأن القرآن يتسلسل في اللعن من رمز الشر المتمثل بإبليس، إلى الفئات البشرية التي تتجاوب معه وتستجيب لندائه، فيبدأ بالكافرين كحلقة أُولى، ثم بأهل الكتاب كحلقة وسطى، وكلتا الحلقتين تمثلان أعداء الإسلام من الخارج، ثم يتدرج إلى داخل الدائرة الإسلامية فيوجه اللعن إلى أعداء الإسلام من الداخل كالمنافقين، ثم ينتقل منهم إلى آخر حلقة في خط الشر المتمثلة بالظلم والقتل وقذف المحصنات وقطع الرحم، أي إلى الحلقة التي تهدد النظام الاجتماعي بالانهيار.
                        وهكذا يتعقب القرآن باللعن خط الشر من حلقاته المعادية للتوحيد والإسلام من الخارج، إلى حلقاته المعادية لهما في الداخل، إلى الحلقات الاجتماعية التي تهدد النظام الاجتماعي الإسلامي بالخطر وتعرقل سيره وحركته على طريق السعادة والفلاح، والذي يلقي نظرة مقارنة بين الكتاب والسُنّة النبوية في هذا المضمار يتراءى له بوضوح أن السنّة النبوية ركّزت وتوسعت في لعن الحلقة الأخيرة، أكثر من سائر الحلقات، والدليل على ذلك أن اللعن على لسان النبي (صلى الله عليه وآله) قد انصبّ على عناوين اجتماعية كلعن الخمر والربا والرشوة، ومانع الصدقة والزكاة... إلخ كما هو واضح من عناوين هذا الباب من الأحاديث النبوية الواردة في المدونات الحديثية(25).


                        اللعن ضرورة عقائدية
                        اتضح مما سبق أن اللعن، من حيث الأصل مسألة عقائدية ضرورية، يحتاجها المجتمع المسلم، لتكريس وتعميق الأصالة الإسلامية في واقعه، واستخلاص الشوائب من داخله وإبراز الانزجار والتنفر من كل ما يمتّ إلى خط الشرّ والباطل بصلة، كالكفار في الخارج، والمنافقين في الداخل، وعوامل الدمار الاجتماعي التي تساعد حركة الأعداء في الداخل والخارج على بلوغ مقاصدهم الخبيثة، وتعيق حركة المجتمع عن بلوغ أهدافه الإسلامية، وأنّه تعبير عقائدي عن الحاجة إلى تعميق الفاصل النفسي والثقافي والأدبي في حياة الإنسان المسلم، بين الإسلام من جهة، وخط الكفر والنفاق والانحراف الذي يواجهه الإسلام في الداخل والخارج من جهة ثانية.
                        واللعن بهذا المعنى والمفهوم بعيد كل البعد عن السبّ، الذي هو مفردة سلوكية مخالفة تماماً لما عليه الأخلاق الإسلامية، وقريب كل القرب في مدلولاته العقائدية من مفهوم الولاء والبراءة من جهة، وفريضة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر من جهة ثانية، ذلك أن اللعن ينصب على المحاور التي ينبغي عقائدياً على المسلم إعلان براءته منها، كالكفار والمنافقين، وعلى عوامل الانحراف الاجتماعي، والعناوين المرفوضة في السلوك الاجتماعي، التي يجب على المسلم شرعاً مكافحتها، طبقاً لفريضة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر. وبالتالي فهو تعبير أدبي عن فريضتين، عقائدية وشرعية، في آن واحد.
                        ولا يُفهم من ذلك أن الإسلام والمجتمع الإسلامي، في مواجهته لخط الكفر والنفاق والانحراف، يعتمد اللعن كوسيلة حاسمة، إنّما الوسيلة الحاسمة في الإسلام هي الدليل والبرهان والمنطق العقلي البرهاني، الذي عبّر عنه القرآن الكريم بصيغ مختلفة، وإذا ما أحصينا استخدامات القرآن الكريم للمواد اللغوية ذات العلاقة بالفكر والعقل والدليل والبرهان والعلم والكتابة وأمثالها وجدناها تزيد على الألفين ومائة وتسعين مرّة، بينما ورد استعمال القرآن الكريم لمادة اللعن ثمان وثلاثين مرّة، فالدليل والبرهان قاعدة العقيدة في الإسلام، وما اللعن إلاّ تعبير أدبي عن الوسيلة الدفاعية الاحترازية الرادعة، التي يلجأ إليها الإنسان المسلم في موارد الإحساس بالخطر، وإنّما يلعن اللاعن بعد وضوح البيّنة وقيام البرهان لديه على الحق، وثبوت عناد وخصومة الطرف المقابل له.
                        نعم، ورد النهي عن أن يكون اللعن خُلقاً دائمياً، وسليقة ثابتة يجري عليها المؤمن بنحو مستمر، كقوله (صلى الله عليه وآله): (ليس المؤمن بالسبّاب ولا بالطعّان ولا باللعّان)(26)، وكقوله (صلى الله عليه وآله): (المؤمن لا يكون لعّاناً)(27)
                        وواضح أن الذي يقال له لعّان، هو من يجري اللعن على لسانه بنحو مستمر بسبب أو بدون سبب، أما الذي يلعن بالقدر المناسب للمقام، فلا يقال عنه لعّاناً، لأن صيغة فعّال تستخدم لمن تغلب عليه صفة معينة، وأكثر ما تطلق على أصحاب المهن، كالنجّار والقصّاب وغيرهما، ممّن يتّخذ هذه العناوين مهنةً وعملاً، وواضح أن الذي يتولّى ذبح الذبيحة بنحو طارئ في حياته لا يقال له قصّاب، وإنّما يقال هذا العنوان لمن يتولّى هذا العمل بنحو يوميّ مستمر كوظيفة دائمية له، واللعّان من هذا الباب والنهي عنه لا يستلزم النهي عن أصل اللعن، فلا تعارض بينهما أصلاً.

                        قال الفيض الكاشاني (رضي الله عنه):
                        أمّا حديث (لا تكونوا لعّانين) فلعلّه نهي عن أن يكون السبّ خُلقاً لهم، بسبب المبالغة فيه والإفراط في ارتكابه، بحيث يلعنون كل أحد، كما يدل عليه قوله: (لعّانين) لا أ نّه نهى عن لعن المستحقين، وإلاّ لقال: لا تكونوا لاعنين، فإنّ بينهما فرقاً يعلمه من أحاط بدقائق لسان العرب.
                        وأمّا ما روي أن أمير المؤمنين (عليه السلام) نهى عن لعن أهل الشام، فإن صحّ فلعله (عليه السلام) كان يرجو إسلامهم ورجوعهم إليه، كما هو شأن الرئيس المشفق على الرعية.
                        ولذلك قال: (ولكن قولوا اللّهمّ أصلح ذات بيننا) وهذا قريبٌ من قوله تعالى في قصة فرعون: (فقولا له قولاً ليّناً))(28).
                        نعم، لقد نهى أمير المؤمنين (عليه السلام) أصحابه عن لعن أهل الشام، وهذا مذكور في نهج البلاغة بعنوان: (ومن كلام له (عليه السلام) وقد سمع قوماً من أصحابه يسبّون أهل الشام أيام حربهم بصفين) وقال ابن أبي الحديد تعليقاً عليه:
                        (والذي كرهه (عليه السلام) منهم أنهم كانوا يشتمون أهل الشام ولم يكن يكره منهم لعنهم إياهم والبراءة منهم، لا كما يتوهّمه قوم من الحشوية فيقولون: لا يجوز لعن أحد ممّن عليه اسم الإسلام وينكرون على من يلعن ومنهم من يغالي في ذلك فيقول: لا ألعن الكافر ولا ألعن إبليس وأن الله تعالى لا يقول لأحد يوم القيامة لِمَ لم تلعن؟ وإنّما يقول: لِمَ لَعنت)؟(29). فإن كلامهم هذا خلاف نص الكتاب، لأنه تعالى قال: (إنّ الله لعن الكافرين وأعدّ لهم سعيراً)(30) وقال: (أُولئك يلعنهم الله ويلعنهم اللاعنون)(31). وقال في إبليس: (وان عليك لعنتي إلى يوم الدين)(32) وقال: (ملعونين أينما ثقفوا)(33) وفي الكتاب من ذلك الكثير الواسع.
                        وكيف يجوز للمسلم أن ينكر التبرّي ممن يجب التبرّي منه؟ ألم يسمع هؤلاء قول الله تعالى: (قد كانت لكم أُسوة حسنة في إبراهيم والذين معه إذ قالوا لقومهم إنّا براءٌ منكم وممّا تعبدون من دون الله كفرنا بكم وبدا بيننا وبينكم العداوة والبغضاء أبداً)(34).
                        وممّا يدل على أنّ من عليه اسم الإسلام إذا ارتكب الكبيرة يجوز لعنه، بل قد يجب في وقت معين، كما في حالة الملاعنة، قال الله تعالى في قصة اللعان (فشهادة أحدهم أربع شهادات بالله انه لمن الصادقين* والخامسة أن لعنة الله عليه إن كان من الكاذبين)(35) وقال تعالى في القاذف: (إن الذين يرمون المحصنات الغافلات المؤمنات لعنوا في الدنيا والآخرة ولهم عذاب عظيم)(36).
                        فهاتان الآيتان في المكلّفين من أهل القبلة، والآيات قبلهما في الكافرين والمنافقين، ولهذا قنت أمير المؤمنين (عليه السلام) على معاوية وجماعة من أصحابه، ولعنهم في أدبار الصلوات.
                        والذي نهى عنه أمير المؤمنين (عليه السلام) ; هو شتم الآباء والأُمهات، ومنهم من كان يطعن في نسب قوم منهم، ومنهم من يذكرهم باللؤم، ومنهم من يعيرهم بالجبن والبخل، وبأنواع الأهاجي التي يتهاجى بها الشعراء، وأساليبها معلومة، فنهاهم (عليه السلام) عن ذلك وقال: (إنّي أكره لكم أن تكونوا سبّابين ولكن الأصوب أن تصفوا لهم أعمالهم وتذكروا حالهم... الخ)(37).
                        وبوسعنا الاستدلال بأحاديث ذم اللعّان على ما بيّناه من أنها تشير إلى ما ذكرناه سابقاً من أن الأصل في تعامل الشريعة مع خط الكفر والنفاق والانحراف هو الدليل والبرهان، وإنّما اللعن هو بمثابة الوسيلة الرادعة التي يحتاجها كل كائن حي، وكل نظام اجتماعي للدفاع عن نفسه أدبياً واجتماعياً ضد من يتآمرون عليه في الخارج ويعرقلون مسيرته في الداخل.
                        وأغرب الكلام! ما تكلم به الغزالي في هذا الباب، حيث ادّعى أن: (في لعن الأشخاص خطر فليجتنب، ولا خطر في السكوت عن لعن إبليس فضلاً عن غيره). ثم قال:
                        (وإنّما أوردنا هذا لتهاون الناس باللعنة وإطلاق اللسان بها، والمؤمن ليس بلعّان فلا ينبغي أن يطلق اللسان باللعنة إلاّ على من مات على الكفر، أو على الأجناس المعروفين بأوصافهم دون الأشخاص المعيّنين، فالاشتغال بذكر الله أولى، فإن لم يكن ففي السكوت سلامة)(38).
                        وفي كلامه مواقع للنظر اتّضحت مما سبق، فإن اللعن إذا كان فيه خطر على المجتمع كان على القرآن أن لا يأتي به، وعلى النبي (صلى الله عليه وآله) أن لا يمارسه ويطبقه، وكلام الغزالي هذا فيه نوع من الحزبية المقيتة، فلأجل الدفاع عن يزيد وتحريم لعنه، يلجأ إلى أقوال تنتهي إلى الردّ على الله وعلى الرسول (صلى الله عليه وآله)، من حيث لا يريد. والقرآن الكريم يلعن إبليس ولو لم تكن مصلحة إيمانية في ذلك لما وردت آيتان في لعنه، وأبرز مصلحة نستطيع إدراكها هي تكريس وتعميق حالة الإنزجار والتنفّر في النفوس من رمز الشرّ والباطل والانحراف، بما يساعد على الاستقامة ويجعل خطاً فاصلاً كبيراً بينها وبين الانحراف، ومع ذلك يدّعي الغزالي أن لا خطر في الإمساك عن لعن إبليس فضلاً عمن هو دونه، أليس كلامه هذا ينتهي إلى إلغاء حكمة القرآن؟! أما تهاون الناس في ذلك فهذا أمر آخر مردّه إلى جهل الناس، أو إلى سياسات الحكّام الجائرين الذين أجروا اللعن على أمير المؤمنين (عليه السلام) وشيعته على المنابر، أمثال معاوية ويزيد بن معاوية، والحكام الذين كانوا إذا أرادوا الإيقاع بأتباع أهل البيت (عليهم السلام) اتهموهم بسبّ الشيخين حتّى تسهل عليهم الوقيعة بهم كما سيأتي.
                        أمّا تفريقه بين لعن الأجناس ولعن الأشخاص فسيأتي ردّه والكلام فيه.
                        وأمّا قوله: بأنّ الاشتغال بذكر الله أولى وأن في السكوت سلامة، فمصادرة على المطلوب، فإنّ اللازم بيان حكم اللعن، فإن كان مطلوباً شرعاً فلا معنى لأن نقول: بأنّ في السكوت عنه سلامة، وإنْ لم يكن مطلوباً فاللازم حينئذ بيان عدم مشروعيته ، فكلامه أشبه بالمواعظ الوجدانية منه بالأحكام الفقهية.


                        موقف مدرسة الخلفاء من مسألة اللّعن
                        والحقيقة أن المسألة في أصلها ليست محلاًّ للخلاف بين المسلمين، إنّما وقع الخلاف بينهم فيها حينما اصطدم مفهوم اللعن بالمعنى الذي بيّناه مع قاعدة أساسية من قواعد مدرسة الخلفاء، وهي قاعدة عدالة كل من عاصر النبي (صلى الله عليه وآله) وصحبه وهو مؤمن به، ولخطورة هذه القاعدة وتقدمها عندهم على ما سواها، اضطر زعماء هذه المدرسة إلى تأويل كل ما خالفها من المفاهيم والأفكار، وحتّى الوقائع التاريخية البيّنة التي تشهد على بعض الصحابة بالفسق البيِّن، والمخالفات الصريحة التي ثبّتها القرآن الكريم على بعضهم، حاولوا التهرب منها بذرائع لا يوافقهم عليها أحد من العُقلاء، ومن المستبعد أن يكونوا هم أنفسهم مقتنعين بها، إلاّ أنهم لمّا سلكوا هذا الطريق، وسدّوا على أنفسهم سائر الطرق، وجدوا أنفسهم بحاجة إلى التشبث بكل كلمة يتصورون أنها تساعدهم على الخروج من اللوازم الفاسدة المترتبة عليه، رغم أن الأحرى بهم في مثل هذه الحالة، اتخاذ تلك اللوازم الباطلة دليلاً على بطلان تلك القاعدة.
                        ومفهوم اللعن من جملة ما عارض هذه القاعدة، فتوقفوا فيه جموداً منهم على تلك القاعدة التي ركبوا من أجل تحصينها وحراستها كل صعب وذلول، فمع أن قسماً كبيراً من صحابة الرسول (صلى الله عليه وآله) قد ارتكب الأعمال التي وجّه القرآن الكريم اللعنة عليها، وأن الرسول (صلى الله عليه وآله) نفسه قد لعن بالعنوان بعض أصحابه، كما لعن بعضهم بالتعيين والتسمية، وأن هذا كله من قطعيات التاريخ التي لا سبيل إلى المناقشة فيها، إلاّ أن مدرسة الخلفاء ـ ورغم ذلك كلّه ـ آمنت:

                        1 ـ بأن الصحابة كلّهم عدول.

                        2 ـ إن ما وقع من بعضهم خلاف العدالة بالغاً ما بلغ لابد من حمله على وجه من الوجوه المناسبة كالاجتهاد ونحوه.

                        3 ـ إن الأخذ بمقتضى هذه المخالفات، وترتيب الأثر الشرعي والعقلي عليها، والامتناع عن حملها على محمل حسن، يؤدي إلى الطعن بمرتكبيها من الصحابة، وفتح باب اللعنة عليهم والتفسيق لهم.

                        4 ـ إن الطعن ببعض الصحابة ذنب عظيم، يؤدي إما إلى فسق الطاعن عليهم أو كفره(39).

                        وهذه نقاط بعضها مترتب على بعض، وكل واحدة منها أفحش في الخطأ والمغالطة من التي قبلها، وهي تعود جميعاً إلى سقم قاعدتهم الكلية القائلة بعدالة الصحابة، حتّى من ارتكب منهم مخالفات بيّنة قطعية، بل حتّى من شهد القرآن بفسقه!!
                        ومن هنا نشأ الخلاف بين المدرستين، مدرسة الخلفاء، ومدرسة أهل البيت (عليهم السلام) في مسألة اللعن، حيث رأت مدرسة أهل البيت (عليهم السلام) أن الناس في شرع الله سواسية، وأن من يرتكب الأعمال التي وردت في الكتاب والسنّة النبوية مقرونة باللعن والردع، تلحقه هذه النتيجة سواء كان صحابياً أم تابعياً أم من أهل القرون المتأخرة، خاصة وأن القرآن قد ثبّت على بعض الصحابة ذلك، وأدانهم به، وأن السنّة النبوية تضم شواهد عديدة على ذم بعض الصحابة ولعنهم والبراءة منهم، وإليك تفصيل ذلك:

                        موقف مدرسة أهل البيت(عليهم السلام) من مسألة اللّعن
                        ولكي نفصّل القول في موقف مدرسة أهل البيت من مسألة اللعن تفصيلاً كافياً لابد لنا من تناولها ضمن المطالب التالية:

                        1 ـ الفصل بين اللعن والسبّ
                        اتّضح سابقاً أن اللعن ضرورة عقائدية يحتاجها المجتمع العقائدي الإسلامي لتحصين بنيته العقائدية من خصوم الإسلام الداخليين والخارجيين، ومن بعض أنماط السلوك الاجتماعي التي تهدد النظام الاجتماعي الإسلامي، بالخطر.
                        بينما السب ظاهرة أخلاقية منبوذة، ومفردة سلوكية مرفوضة، من وجهة نظر القرآن والسنّة النبوية وأئمة أهل البيت (عليهم السلام).

                        2 ـ عدم صحّة نظرية عدالة كل الصحابة
                        ليس البحث هنا منعقداً لمناقشة نظرية عدالة كل الصحابة، والبحث فيها يتطلب مجالاً واسعاً بحدود كتاب أو عدّة كتب، لكننا بمقدار ارتباط بحثنا بهذه النظرية نجد ضرورة التطرق لها بالقدر المناسب.
                        فمن القواعد العقلية المقررة بين العقلاء أن المُدّعى يجب أن يكون بحجم الدليل، فإذا كان أكبر من الدليل أصبح ادعاءاً بلا دليل. وحينما يقاس حجم المدعى ينظر إليه مع كل ما يترتب عليه من اللوازم، ثم تتم المقايسة بينه وبين الدليل المفترض عليه.
                        وحينما نأتي إلى نظرية عدالة كل الصحابة نجدها تستلزم لوازم عقلية وشرعية كثيرة وكلّها غير صحيحة منها:

                        أ ـ إن الإيمان بعدالة الصحابة يستلزم الإيمان بأن سبب العدالة في الصحابي هو مجرد صحبته للرسول (صلى الله عليه وآله)، وليس عمل الصحابي، فما دام الصحابي قد صحب الرسول (صلى الله عليه وآله) فهو عادل وإن فعل ما فعل من المخالفات.

                        ب ـ إن مخالفات الصحابة لابد من حملها على وجوه مناسبة، وكلّما تعسّر الحمل وظهر التكلف ضعفت مصداقية الشريعة، فيما تتبناه من أحكام وتدعو إليه من قيم، فالحمل على أن الصحابة مجتهدون، للمخطئ منهم أجر وللمصيب أجران من شأنه أن يضعّف قيمة الاجتهاد في الشريعة الإسلامية، فأي اجتهاد يسمح للصحابة بالتقاتل فيما بينهم؟ وأي فرق حينئذ بينهم وبين سائر البشر، ممّن يتقاتلون فيما بينهم؟ وهكذا فالحمل على كل وجه شرعي، من شأنه أن يضعّف موقع ذلك الوجه من الشريعة.

                        ج ـ إن تعديل الصحابة مناف لصريح القرآن الكريم، الدال على وجود منافقين وفاسقين ومؤذين لله وللرسول (صلى الله عليه وآله) من بين صحابته، كما سيأتي.

                        د ـ إن تعديل الصحابة مناف لصريح السنّة النبوية، الدالة على تبرّم النبي (صلى الله عليه وآله) وغضبه على بعض صحابته، كما سيأتي.

                        هـ ـ إن تعديل الصحابة مناف لمفهوم اللعن الوارد في القرآن الكريم، بخصوص حالات وردت بعضها في سيرة بعض الصحابة.

                        و ـ إن تعديل الصحابة مناف لقوانين الطبيعة البشرية في الميدان الاجتماعي، فالإنسان الذي كان قبل إيمانه بالرسول محارباً له، منغمساً في جاهليته بكل ما فيها من أدران وأوساخ كيف نتعقل الحكم بتعديله بمجرد تلفظه بالشهادتين وصحبته للرسول (صلى الله عليه وآله)؟ لا ننكر أن ذلك أمر ممكن، ولكن بالنسبة إلى أفراد دلّت الشواهد العملية منهم على تحقق العدالة فيهم فعلاً، وليس بالنسبة إلى المجتمع ككل، إذ أنّ الإمكان شيء والتحقق شيء آخر، فنظرية عدالة الصحابة لا تتحدث عن الإمكان، وإنّما تتحدث عن تحقق العدالة في كل الصحابة دون أن تنظر في سلوكهم، بل دون أن تقبل النظر في ذلك، ونستطيع أن نجزم بالقول بأن نظرية عدالة الصحابة تتعارض تعارضاً تاماً مع علوم التاريخ والاجتماع والنفس، التي لا تتقبل إصدار أحكام عامة جازمة بالمدح لطائفة من الناس، ثم تفسر سلوكهم بنحو متلائم مع هذه الأحكام، والشيء الذي تؤكد عليه طبيعة الحياة وهذه العلوم، أن الأحكام بالمدح أو الذم تابعة للأعمال. وليس الأعمال تابعة للأحكام، ولأجل تبعية الأحكام للأعمال، لابد وأن ننظر في عمل كل فرد فرد، ونصدّر بازاء كل واحد منهم ما يستحقه من الحكم بالمدح أو الذم، وقد جرى العقلاء على إصدار حكم عام بالمدح أو الذم على جماعة من الناس، بملاحظة الأعم الأغلب فيها، وقد أمضى القرآن الكريم هذه الطريقة، فأصدر أحكاماً من هذا النوع على بعض الجماعات، والمعروف في مثل هذه الحالات أن حكم الجماعة لا يلحق كل فرد منها، فإذا قيل: الرجال أقوى من النساء، مثل هذا الحكم لا يعني أن كل فرد من الرجال أقوى من كل فرد من النساء، لأن هذا الحكم وأمثاله مبني على ملاحظة الأعم الأغلب وليس مبنياً على الاستقصاء، وإذا ادّعي الاستقصاء فيها كان الادعاء كاذباً لا محالة.
                        ونظرية عدالة الصحابة تصر على عدالة كل فرد منهم ولا تقبل بالبناء على الأعم الأغلب، وهذا أوضح وجه لبيان سقمها.
                        بعد بيان هذه الملاحظات على نظرية عدالة كل الصحابة من جهة، وملاحظة إصرار مدرسة الخلفاء على هذه النظرية من جهة ثانية، يحق للباحث المنصف أن يتساءل: من أجل أي دليل يجب علينا الإيمان بنظرية تستلزم ارتكاب كل هذه المفارقات واللوازم الباطلة؟ هل بلغ الدليل على هذه النظرية درجة من القوة والوضوح والتأكيد، بحيث أن ارتكاب هذه المفارقات واللوازم الباطلة أهون من الناحية المنطقية من القول بعدالة بعض الصحابة؟ وهل أن القول بعدالة بعض الصحابة لا جميعهم، تترتب عليه مخالفات ومفارقات أعظم من هذه، بحيث نضطر إلى القول بعدالة كل الصحابة؟
                        والحقيقة أننا حينما ننظر في ما يوردونه من الأدلة على نظرية عدالة كل الصحابة، نجدها مجموعة من الآيات والأحاديث التي لا تدل على هذا الادعاء، مثل آية: (والسابقون السابقون* أُولئك المقربون)(40) وآية: (محمّد رسول الله والذين معه أشداء على الكفار رُحماء بينهم تراهم...)(41) وآية: (لقد رضي الله عن المؤمنين...)(42).
                        وقول النبي (صلى الله عليه وآله): (خير القرون القرن الذي بعثت فيهم ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم)(43).
                        وواضح أن غاية ما تدل عليه هذه الأدلّة هو امتداح جيل الصحابة والثناء على ما بذلوه من جهود في نصرة الدين والرسول (صلى الله عليه وآله)، وهو شيء نسلّم به بالوجدان قبل القرآن، فإن صحابة الرسول (صلى الله عليه وآله) ـ بما هم جماعة ـ كانوا يمثلون نواة المجتمع الإسلامي في الأرض، وبداية الانطلاقة الإسلامية في الحياة، وبالتالي فهم بالمقياس الإيماني أفضل من أي جماعة بشرية كانت في ذلك الزمان على وجه الأرض، ولكن هذا شيء والحكم بعدالة كل فرد منهم شيء آخر، وقد قلنا سابقاً أن الحكم على الجماعة لا يسري إلى كل فرد فرد فيها، لأنه بلحاظ الأعم الأغلب، بينما إسراء الحكم إلى كل فرد يتطلب الاستقصاء من جهتين، جهة الأفراد، وجهة أعمال كل فرد طيلة حياته، حتّى يصح لنا أن نقول: إن أفراد هذه الجماعة كلهم عدول، والآيات المذكورة لا دلالة فيها على الاستقصاء لا من هذه الجهة ولا من تلك، بل إن الاستقصاء غير معقول فيها، لأن حياة الصحابة المخاطبين بها لم تتم بعد حتّى نقول: إنها تدل على عدالتهم، فربما ارتكبوا بعد هذا الخطاب أو بعد وفاة النبي (صلى الله عليه وآله)، ما يخالف العدالة، وقد أخبرتنا آيات أُخرى أن الصحابة قد يقع من بعضهم الارتداد، وهو أعظم من منافيات العدالة، وقد وقع ذلك فعلاً. كما سيأتي.
                        وحيث يتعذر الاستقصاء نستطيع أن نقول: إن الآيات المذكورة ليست أنها لا تدل على عدالة الصحابة فحسب، بل إن هذه الدلالة ممتنعة في نفسها، فهي سالبة بانتفاء الموضوع، فليس هناك وجهان أحدهما: يدل على عدالة الصحابة، والآخر يدل على امتداحهما فقط فنختار أرجحهما بحسب القرائن والأدلة. وإنما هو وجه واحد في هذه الآيات، وهو دلالة هذه الآيات على امتداح الصحابة بما هم جيل ومجموعة، دون النظر إلى كل فرد فرد منهم، وهذا المعنى مصرّح به في نصوص أئمة أهل البيت وتراثهم الفكري.

                        الهوامش:
                        1- المفردات: 471.
                        2- مجمع البحرين: 6/309 .
                        3- النهاية: 4 / 255.
                        4- الصحاح: 4/2196 .
                        5- النهاية: 4 / 330.
                        6- الصحاح: 1 / 144 .
                        7- مجمع البحرين: 2/80.
                        8- لسان العرب: 1/455 .
                        9- المفردات: 225 .
                        10- مجمع البحرين: 6/98 .
                        11- لسان العرب: 12/318.
                        12- الأنعام: 108.
                        13- موسوعة أطراف الحديث النبوي / المجلد السادس: 594 ـ 606.
                        14- نقله ابن جرير الطبري في أحداث سنة (11 هـ ) من تاريخه وليس فيه قطعاً، والملل والنحل للشهرستاني: 1/23 ط دار المعرفة تحقيق محمد كيلاني، وشرح نهج البلاغة للمعتزلي: 6/52 .
                        15- سورة ص: 78.
                        16- الأحزاب: 64 .
                        17- المائدة: 78.
                        18- النور : 7.
                        19- هود: 18.
                        20- الأحزاب: 57.
                        21- النور: 23.
                        22- النساء: 93.
                        23- التوبة: 68.
                        24- محمّد: 22 ـ 23.
                        25- راجع موسوعة أطراف الحديث النبوي: 6 / 594 ـ 606 (مادة لعن).
                        26- كنز العمال: 1 / 146 ح 720.
                        27- المصدر السابق: 3: 615 ح 8178 .
                        28- المحجة البيضاء: 5 / 222 ط جماعة المدرسين.
                        29- شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد : 11/21 ، 22، الخطبة 199 .
                        30- الأحزاب : 64 .
                        31- البقرة: 159
                        32- سورة ص: 78.
                        33- الأحزاب: 61.
                        34- الممتحنة : 4 .
                        35- النور: 6 ـ7 .
                        36- النور: 23.
                        37- شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد: 11/22 ـ 23 ح 199 .
                        38- إحياء علوم الدين: 3/ 134 ـ 135 ط دار الفكر.
                        39- الصواعق المحرقة: 375 ـ 389 ، ط دار الكتب العلمية.
                        40- الواقعة : 10 ـ 11 .
                        41- الفتح : 29 .
                        42- الفتح : 18.
                        43- الفتاوى الكبرى: 4/217.


                        http://www.14masom.com/aqaeed/etarat/41/41.htm

                        تعليق


                        • #13
                          بسم الله الرحمن الرحيم

                          اللهم صل على محمد و آل محمد

                          اللهم العن اول ظالم ظلم حق محمد و آل محمد و آخر تابع له على ذلك

                          بوركتم

                          والله الموفق

                          تعليق


                          • #14


                            نحن عندما نلعن أعداء اهل البيت إعلانا بالبراءة من هؤلاء الذين داسوا على مراتب الدين الحقيقي ،،بالرغم من ثبوت أحقية أهل البيت (ع) بالإتباع والنصرة والتأييد حديثا ونصا..

                            قال تعالى((إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا))

                            قال رسول الله(ص)
                            ((إني تارك فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا بعدي، أحدهما أعظم من الآخر: كتاب الله حبل ممدود من السماء إلى الأرض وعترتي اهل بيتي وإنهما لن يتفرقا حتى يردا عليّ الحوض))

                            كذلك لبيان وتأكيد وتجديد البيعة لسادة السماء والأرض أهل البيت(ع)..والبراءة من كل ماهو مخالف لهم.واتباعا لما أمر به اللطيف الخبير ورسوله الأكرم محمد (ص)

                            ولتأكيد محبتنا لأهل البيت (ع) لا بد من البراءة من اعداء اولياء الله وذلك ببغضهم والتبري منهم واللعن.

                            شكرا لكِ أختي العزيزة على هذا البحث القيم
                            أحسنتِ ،،بارك الله فيكِ

                            ثبتنا الله على ولاية أهل البيت (ع) والسير على دربهم والامساك بعروتهم الوثقى والراكبين في سفينتهم سفينة النجاة والتي من ركبها نجى ومن تخلف عنها غرق وهوى




                            تعليق


                            • #15
                              بسم الله الرحمن الرحيم

                              شكرا لكل من شارك وساهم وقرأ الموضوع،،

                              ثبتنا الله واياكم على ولاية علي أمير المؤمنين،،

                              دمتم في رعاية بقية الله الأعظم الامام المهدي أرواحنا فداه،،

                              تعليق

                              المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
                              حفظ-تلقائي
                              x

                              رجاء ادخل الستة أرقام أو الحروف الظاهرة في الصورة.

                              صورة التسجيل تحديث الصورة

                              اقرأ في منتديات يا حسين

                              تقليص

                              لا توجد نتائج تلبي هذه المعايير.

                              يعمل...
                              X