المهدي... حقيقة أم خيال - الحلقة الأولى
كثيراً ما كنت أسمع هذه اللّفظة "المهدي المنتظر"، وعادة ما تقال عند السخرية ممّن ينتظر حلاّ خياليّاً أو يعيش على أمل واه.
وقد عرفت فيما بعد من خلال تهكّمات بعض المعارف أنّ "المهدي المنتظر" عقيدة يعتقد بها الشيعة الإمامية ويدافعون عنها أشد دفاع.
استغربت بادىء الأمر من هذا الكلام مع علمي بأنّ الشيعة يدّعون أنهم أهل العقل والمنطق وأنّهم لا يؤمنون بالخرافات والأساطير! والذي شدّ انتباهي في المسألة أنّ "مهدي الشيعة" حيّ يرزق وليس فقط هو الإمام الأخير عندهم ـ أي الثاني عشر.
لم أصبر لأنتظر نقاشا عفويّا مع صديقي لذا أسرعتُ إلى الهاتف واتّصلت به، كان على طرف الخطّ والده، فرجوته أن يخبر صديقي أني على الخطّ.
بقيتُ للحظات منتظراً، وكنت أسمع صوت والد صديقي وهو يناديه.
نعم تفضّل.. أجاب صديقي.
أجبته بصوت متغيّر: المهدي المنتظر معك على الخطّ.
سمعت ضحكة عالية من صديقي ثم قال: عرفتك، لكن الإمام المهدي لا يكلّم أحداً بالهاتف لأنه في حال الغيبة الكبرى.
قلت لصديقي لأجعل الكلام أكثر جدّية: هل عندك وقت الآن تزورني فيه حتّى أعلم ما عندك في المسألة؟
قال صديقي: جميل، فأنا كنت أريد أن أخرج في نزهة إلى الشاطىء لأغيّر من الجوّ قليلا، فإن شئت يمكنك مرافقتي ولنجعله نقاشاً سيّاراً هذه المرّة.
أجبته على الفور: فكرة جيّدة، انتظرني عشر دقائق وسأمرّ عليك إن شاء الله.
"أنا في الانتظار" قالها صديقي ثمّ قطع الخطّ.
خرجنا من الحي العتيق للمدينة مروراً بالحيّ التجاري فحيّ باب البحر(1) حيث تجاوزناه واتجهنا صوب الشاطىء على طول الطريق السياحي الممتد والمؤدي في نهايته إلى البحر.
كنت طوال الطريق أنتظر من صديقي أن يبدأ الموضوع لأنه ما كان عندي فكرة جيدة عنه، لكنه لم يفعل بل كان جلّ كلامنا يدور حول كرة القدم بالرغم من أني لست من هواتها.
هل صحيح أنكم تؤمنون "بالمهدي المنتظر"؟! فجأة ودون مقدمات طرحت هذا السؤال على صديقي.
أجابني صديقي: بنعم عريضة.
قلت: أنا أعرف أنكم تؤمنون لكن قصدت من سؤالي أن تعطيني
الدليل على هذه العقيدة؟
ترقبوا الحلقة الثانية ....................
تعليق