ذكرت مصادر فلسطينية مطلعة في رام الله ان تسليم سعدات زعيم الجبهة الشعبية المسجون في اريحا للاسرائيليين لم تكن مفاجأة فقد تواتر من غزة ان محمد دحلان لعب دورا بارزا في اتمام الصفقة التي وقع عليها ابو مازن وساعد في التخطيط لها جبريل الرجوب بقصد احراج حركة حماس التي كانت تنوي اطلاق سراح سعدات بمجرد تسلم هنية الوزارة
العملية العسكرية الاسرائيلية تمت باتفاق وتنسيق امني ليس فقط مع المخابرات الفلسطينية وانما ايضا مع حراس السجن من امريكيين وانجليز وكان سعدات وثلاثة ناشطين من الجبهة الشعبية معتقلين تحت اشراف بريطاني اميركي في سجن اريحا بناء على تفاهم بين السلطة الفلسطينية واسرائيل في نيسان/ابريل 2002
وتتهم اسرائيل سعدات ورفاقه بالوقوف وراء اغتيال وزير السياحة الاسرائيلي رحبعام زئيفي في القدس الشرقية عام 2001، ونفذت مجموعة من الجبهة الشعبية الاغتيال ردا على اغتيال اسرائيل امينها العام ابو علي مصطفى قبل ذلك ببضعة اشهر وكان سعدات قد اشار الى احتمال قتله او تسليمه الى اسرائيل كما كشف فؤاد الشوبكي المسؤول المالي السابق لأجهزة الأمن الفلسطينية، والمعتقل في سجن أريحا عن المخاوف نفسها
وكانت مصادر أمنية فلسطينية قد ذكرت ان ثلاثة حراس فلسطينيين قتلوا وأصيب خمسة عشر آخرين بجراح، من بينها إصابات خطيرة، جراء العملية التي تنفذها قوات الاحتلال الإسرائيلي في سجن أريحا بالضفة الغربية
حماس قالت على لسان الناطق باسمها في المجلس التشريعي الدكتور صلاح البردويل "إنّ إسرائيل تحاول أن تستغل هذا الموقف من أجل المزيد من كسب الناخب الإسرائيلي، وكأن كرامة ودماء شعبنا هي عبارة عن قرابين يقدمها المرشح الإسرائيلي من أجل كسب المزيد من الأصوات الانتخابية"، على حد تعبيره وأضاف الناطق "لسنا سلعة للمزايدة ولسنا قرابين، ولن نسمح لأنفسنا أن نكون خرافاً تُذبح، فشعبنا قادر على أن يردّ الصاع صاعين، وأن يثبت للعالم أنه لا يمكن أن تمرّ هذه الجريمة" حسب قوله وتابع البردويل "نحمّل أمريكا وبريطانيا بشكل أساسي المسؤولية الكاملة عن سلامة الرفيق سعدات، وكل إخوانه وكل المجاهدين"، محملاّ أيضاً الاحتلال الإسرائيلي "مسؤولية أي جريمة يقوم بها أو أي اعتداء على أرواح وكرامة وحرية سعدات ورفاقه
وطالب الناطق باسم كتلة "حماس" البرلمانية، بضرورة الإفراج عن كافة المعتقلين السياسيين في السجون الفلسطينية، موضحاً أنّ "الاعتداء على سجن أريحا جزء من الضغط من أجل تخريب عملية المشاورات الجارية في الساحة الفلسطينية لتشكيل الحكومة، مما يوفر جواً من الفراغ السياسي والفوضى تمكن العدو أن يدعي بأنه لا يوجد شريك فلسطيني" على حد تقديره وقال البردويل "من واجب السلطة الفلسطينية أن تصعِّد هذا الأمر، وأن تطالب كل دول العالم بأن تقف أمام مسؤولياتها، وأن تقوم بحملة دبلوماسية واتصالات عاجلة مع كافة الأطراف المعنية، ولاسيما الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا، واللتين ترعيان سجن أريحا، ونحن سنمارس مثل هذه الاتصالات من أجل الضغط"، وفق تأكيده.

تعليق