أربعينية الإمام الحسين (عليه السلام)
في السيدة زينب (سلام الله عليها)
في السيدة زينب (سلام الله عليها)
لقد كانت تضحية الحسين (عليه السلام) ذروة الفيض والعطاء، فيوم في دنيا البطولات خالد، ذاك يوم الحسين (عليه السلام)، ويوم في دنيا الأحزان خالد، ذاك يوم الطفوف، وما عسى الفكر إلا أن يتعثر، وما عسى الحرف إلا أن يذوي أمام روعة الشموخ، وعظمة البطولة، وعمق الجرح، وجرح المصاب غرسته في الفؤاد يد لوثها العار، ما دامت الذكرى تلامس القلوب.
إنه يوم رسمت حروفه دماء فكان أمثولة الفداء، يوم أشرقت شمسه لتروي ملحمة البطولة، ومأساة الضمير، أشرقت شمسه لتحتضن ضحايا روت من نحورها أرض الطفوف، ولتلامس بدفئها نجوماً تهاوت في بحور من دماء، وغربت شمسه لتواري وجوهاً هتكت سترها أصابع الإثم.
إنه يوم رسمت حروفه دماء فكان أمثولة الفداء، يوم أشرقت شمسه لتروي ملحمة البطولة، ومأساة الضمير، أشرقت شمسه لتحتضن ضحايا روت من نحورها أرض الطفوف، ولتلامس بدفئها نجوماً تهاوت في بحور من دماء، وغربت شمسه لتواري وجوهاً هتكت سترها أصابع الإثم.

إنها مأساة التاريخ، تكاثفت عوامل الضلال على مر الزمن، فبلغت ذروتها يوم كربلاء، وكان ضحيتها بنو الزهراء، امتزجت دماؤهم الطاهرة، فصنعت بداية التاريخ أمة صبغت حياتها دماء الحسين (عليه السلام).
كان الحسين (عليه السلام) أعظم قربان تشهده مذابح الفضيلة، روعة في التضحية وسخاء في العطاء، دم جرى على رمال كربلاء، فكان نبضاً دافقاً، يملأ قلب الزمن، وروحاً نقية تنسكب في عروق الحياة، وقبساً مشرقاً في كل ضمير.
وكان لزينب كل الدور في هذه المسيرة، وهي تقف بوجه الطغاة وهي تردد: (فوالله لا تمحو ذكرنا ولا تميت وحينا) سلاح إعلامي قوي استعملته عقيلة الهاشميين ضده الطغمة الفاسدة، وتحدثهم على أن ذكرنا لن تميتوه بألسنتكم الخداعة، ووحينا لن تقطعوه بأيديكم.
حملت على كاهلها نشر قضية كربلاء، وليس فيها شيء من الضعف، فلم يضعفها حزنها ولم يضعفها سبيها، ولم يضعفها وقوفها بين يدي هذا الظالم، ولم يضعفها ما تقبل عليه من إذلال ومن إهانة، لأن قوة الحق كانت في عقلها وفي قلبها وفي روحها، فلقد كانت زينب (سلام الله عليها) بطلة كربلاء في الوعي وبطلتها في الروح وفي الإيمان وفي الموقف وفي التحدّي وفي ردّ التحدّي.
ولهذا كله كان موقع هذه السيدة الجليلة في قلوب المسلمين، وأصبح مزارها روضة من رياض الجنان، وأصبح مزارها عبرةً على أحقية أهل البيت (عليهم السلام)، لأنه في أرض حكمها أعداء أهل البيت زهاء القرن.
وهذا مشهدها اليوم تتجلى فيه أروع معاني الحب والولاء لأهل البيت (عليهم السلام). حيث هنا في أرض الشام، على خاصرة الغوطة الشهيرة، ترتفع منارتان عاليتان بينهما قبة ذهبية، ومقام يأتون إليه من شتى المناطق، من لبنان، إيران، الخليج، العراق، باكستان، الهند، أفريقيا وغيرها من بلاد العالم، وخاصة في المناسبات الدينية ليحيوا ذكرى هذه المناسبات.

ومن هذه المناسبات التي يجتمع إليها العدد الضخم من الزوار هي زيارة الأربعين، والتي قال عنها الإمام الحسن العسكري (عليه السلام): (علامات المؤمن خمس: صلاة إحدى وخمسين وزيارة الأربعين والتختم باليمين وتعفير الجبين والجهر ببسم الله الرحمن الرحيم).
فزيارة الأربعين لها موقعها في قلوب المؤمنين ومكانة عالية وغالية عليهم، ومن هذا المكان الطاهر من قبر السيدة زينب (سلام الله عليها) يأتي إحياء هذه الذكرى العزيزة في جو إيماني رائع يجمع ألوف في أجواء روحانية، من صلاة ودعاء وذكر لمصاب سيد الشهداء في كنف هذا الحرم المقدس مع قلوب مؤمنة طاهرة شديدة العلاقة بأهل البيت، تشعر وكأنك في محراب عبادة دائم، وهم يدعون الله أن يقضي حوائجهم ببركة هذه السيدة المؤمنة المجاهدة الصابرة.
لقد كانت مناسبة الأربعين لهذه السنة مفعمةً بالحب والولاء لأهل البيت وقد عبّر الحاضرون وهم من بلدان مختلفة عن مشاعرهم في مواساة أهل البيت، ومواساة أم المصائب السيدة زينب (سلام الله عليها) في هذه الذكرى بمختلف الوسائل، فكانت المواكب بشكل عزاء زنجيل، ولطم ومجالس تعزية، وزيارة لقبر السيدة وزيارة الإمام الحسين (عليه السلام) من قبر السيدة، والدعاء والذكر والصلاة وكان للمؤسسات الدينية والحوزات والحسينيات المتواجدة في السيدة زينب (سلام الله عليها) دورها في إقامة هذه الشعائر وإحياء ذكرى الأربعين. ومن هذه المؤسسات:
الحوزة العلمية الزينبية وقد أقامت هيئته علي الأصغر مجلس تعزية ولطم، وكان خطيب المجلس سماحة الشيخ عبد الرضا معاش وكان مجلس اللطم بواسطة السيد حسن الكربلائي وسيد رائد الكربلائي.
حسينية الإمام الصادق، وقد أقام موكب شباب الصادق مجلس تعزية ولطم، وقد نزل موكب شباب الصادق (عليه السلام) عزاء الزنجيل مساء الأحد 19 صفر، ويوم الاثنين ساعة 11 صبح من 20 صفر.
حسينية قمر بني هاشم مجلس عزاء ولطم.
هيئة محبي شهيد الجمعة السيد محمد الصدر وكان الخطيب السيد جاسم الطويرجاوي.
موكب شباب جعفر الطيار، وقد نزل موكب عزاء الزنجيل مساء الأحد 19 صفر.
مجلس عزاء في دار السيد الواحدي مساء الأحد، الساعة 9 من يوم 19 صفر.
حسينية العقيلة زينب مجلس عزاء ولطم.
هيئة مآتم أم المصائب زينب مجلس عزاء للسيد جاسم الطويرجاوي ولطم للملاّ قصي في مصلى السيدة زينب (عليها السلام).
هيئة الإمامين الحسنين لأهالي طويريج حيث كان الخطيب السيد جاسم الطويرجاوي ومجلس لطم للملاّ الحاج جاسم.
حسينية الإمام علي بن أبي طالب مجلس تعزية ولطم وقد نزل إلى مقام السيدة عزاء لطم في موكب باسم الحسينية.
وقد نزلت إلى شوارع المدينة هيئات ومواكب يحشره عمت أرجاء المدينة من مختلف البلدان وكان اللبنانيون وكذلك من الباكستان والهند ومواكب عزاء مختلفة، وكذلك نزل يوم الأربعين صباحاً موكب المسيرة إلى حضرة السيدة رقية مشياً على الأقدام وقد حضره عدد كبير من الناس من مختلف المناطق لكي يواسون السيدة زينب (عليها السلام) في مصابها وإحياء ذكرى أبو الشهداء الحسين بن علي (عليهما السلام).
تحياتي للجميع
تعليق