قد يعرف التاريخ أبطالاً للمعارك يقاس مجدهم ويرتفع شأنهم بمقدار
ما أحرزوا من نصر وما أبرزوا فيه من معارك ولا شيء وراء ذلك .
وقد يعرف التاريخ حكاماً ، وملوكاً وأمراء - ساسوا في الناس أو بعضهم
فيذكر لهم عصرهم في الملك ودورهم في السلطة ولا حديث عنهم بعد
حديث الملك والسلطة .
وقد يعرف التاريخ علماء وفقهاء ومفكرين يذكر لكل منهم دوره فيما تفوق
فيه مقارناً بسابق أو لاحق أو ند ونظير ثم لا يعرف له مكان في غير
تخصصه وفنه .
ولـــــــكن فتى كالإمام علي ( علية السلام ) نجده في كل هؤلاء -
ولا تجده من بينهم لأنه سبقهم فلم يدركوه وفاتهم فلم يلحقوه وتفرد
عنهم بأنك تجده في كل ذلك رأساً - لاتالياً - وتجد كل هذه العبقريات
عنده وهي تكاد تتناقض الإ في نفس هذا الإنسان الفذ العجيب .
فهو بطل حرب ولكن حربه يحكمها الفقه ، ويحركها العلم ، ويصونها
العفاف .
وهو خليفة رائد ، وأمير حاكم ، ولكن في تواضع الزهاد ، وضبط العلماء
وعدل القضاء ، ويقين العرفان بالله .
هذه هي شخصية الإمام الورع ، الفارس التقي ، العالم النقي
،القاضي الذكي ، شيخ المهاجرين والأنصار ، أمير المؤمنين : أبي
الحسن أخي رسول الله (ص) بالمؤاخاة ، وصهره على فاطمة سيدة
نساء المؤمنين أحد الذين توفى رسول الله وهو عنهم راض .
حامل لواء النبي (ص) في أكثر حروبه . شهد المشاهد كلها
الإ تبوكاً فقد استخلفة الرسول على المدينه ، وكان الرسول (ص)
إذا لم يغز بنفسه أعطاه سلاحه .
وهو الفتى الذي لم يفارق رسول الله (ص) منذ أن نشأ في حجر
رسول الله ( صلى الله علية وآله وسلم ) إلى أن توفاه الله .
وهو يعرف هذا الشرف ويعتز به حيث يقول (( تعلمون موضعي من
رسول الله (ص) بالقرابه القريبه ، والمنزله الخصيصه ، وضعني في
حجره (ص) وأنا وليد يضمني إلى صدره ، ويكنفني فراشه
،ويمسني جسمه ويشمني عرقه ، وما وجد لي من كذبه في
قول ، ولا خطلاً في فعل ، وكنت أتبعه اتباع الفصيل إثر امه ، يرفع
لي في كل يوم من صفاته علماً ويأمرني بهذا الاقتداء )) .
هذا علي بن أبي طالب زوج فاطمه ذات المجد واليقين بنت خير
المرسلين لم ينحن لصنم أبداً ، وهو أول من أسلم من الفتيان .
وأول من صلى خلف رسول الله ( صلى الله علية وآله وسلم ) .
قال فيه الرسول (ص) لفاطمه يوم زواجها من علي ( أنكحتك
أحب أهل بيتي ) .
وقال (ص) : ( ياعلي لا يحبك الإ مؤمن ولا يبغضك الإ منافق ).
وأنه شهد منذ صباه نزول القرآن الكريم منذ كان في حجر
النبوة ، وتفقه في اسباب النزول والتفسير ، وعايش أغلب السنه
الشريفة عملاً وقولاً فتفقه فيها جميعاً .
وقال الإمام أحمد بن حنبل ، وإسماعيل القاضي ، والنسائي ،
وأبوعلي النيسابوري ، : لم يرد في حق أحد من الصحابه
بالأسانيد الجياد أكثر مما جاء في علي ( علية السلام ) .
عندما علمت السيده عائشة بمصرع الإمام علي (عليةالسلام
قالت : (( فلتصنع العرب ما شاءت فليس أحد ينهاها )) .
مناقبه علية السلام : ويجدر بنا أن نذكر بعض ما ذكروه من
تلك الخصائص على سبيل ضرب المثال أما الحصر فمحال .
1- خلفه الرسول (ص) على العيال والنساء بالمدينه في وقت
الخروج إلى غزوة تبوك حتى بكى علية السلام . وقال(يارسول
الله إن قريشاً تقول أن رسول الله استثقله فتركه ) فقال النبي
(صلى الله علية وآله وسلم )
أما ترضى أن تكون مني بمنزلة
هارون من موسى ألا إنه لا نبي بعدي ))البخاري ص3706
2-وعن أبي سعيد الخدري -قال كنا جلوساً ننتظر رسول الله(ص)
فخرج علينا من بعض بيوت نسائه ، قال فقمنا بعده فانقطعت
نعله ، فتخلف علي يخصفها ، ومضى رسول الله (ص) ومضينا
معه ثم قام ينتظره وقمنا معه فقال (ص)
( إن منكم من
يقاتل على تأويل القرآن كما قاتلت على تنزيله )) فاسشرفنا
لها ، وفينا أبو بكر وعمر ، فقال أبوبكر ( أنا هو يارسول الله ؟
فقال (لا) فقال عمر
أنا هو يارسول الله ) فقال (ص) (لا)
ولــــكنه خاصف النعل )) .قال أبو سعيد فجئنا نبشره ، قال:
فلم يرفع به راساً فكأنه قد سمعه من رسول الله ( ص) .
أخرجه احمد في مسنده (3/82) وفي(الفضائل)رقم1083
وأخرجه الحاكم في( المستدرك) (123/3)
والحديث علم من أعلام النبوة ، وفيه منقبه عظيمه لعلي
علية السلام . فقد أخبر (ص) بقتال علي للخوارج قبل
وقوعه ، كما ترجم ابن كثير في (البدايه والنهاية ) .(7/305
بهذا وأورد الحديث .
3- إنه كان آخر الرجال عهداً برسول الله (ص) قبل موته . عن أم سلمه
(رضي الله عنها ) . أنها قالت : والذي تحلف به أم سلمه إن كان أقرب
الناس عهداً برسول الله (ص) علي . قالت لما كان غداة قبض رسول
الله (ص) فأرسل إلية رسول الله(ص) وكان أرسله في حاجة أظنه بعثه
فجعل يقول ( جاء علي )؟ ثلاث مرات . قالت فجاء قبل طلوع الشمس
فلما جاء عرفنا أن إلية حاجه ، فخرجنا من البيت وكنا عدنا رسول الله
(ص) يومئذ في بيت عائشة فكنت آخر من خرج من البيت ثم جلست
أدناهن من الباب ، فأكب علية علي ، فكان آخر الناس به عهداً جعل
يساره ويناجية )) . أخرجة احمد في المسند(6/300)وفي الفضائل
(1171) والطبراني والحاكم في (المستدرك)(3/138).
4-قال عنه يوم غدير خم (( من كنت مولاه فعلي مولاه ، اللهم وال من
والاه ، وعاد من عاداه )) . أخرجة الترميذي الجزء الاول(5/591)
وقد روى الحديث من طرق كثيره وأسانيدعديده وروايات مختلفة فراجع:
المسند للأمام أحمد - والمعجم الكبير للطبراني - كنز العمال-ابن كثير
هذا وخصائصة علية لسلام وفضائلة لا تدخل تحت حصر والمحب من
اكتفى بأقل قدر . هذا هو علي علية السلام . صهر النبي المصطفى
الذي اجتمع فيه الفضل الى الفضل والخير الىالخير والنبل الى النبل
والطهر الىالطهر وهو سيد كريم من سادة أهل البيت الطيبين الطاهرين
وعلم من أعلامهم ، وقد وصفهم الله عزوجل بأكرم الأوصاف فقال فيهم
( يوفون بالنذر ويخافون يوماً كان شره مستطيراً . ويطعمون الطام على
حبه مسكيناً ويتيماً وأسيراً إنما نطعمكم لوجه الله لا نريد منكم جزاءً
ولا شكوراً ) سورة الإنسان 7-8-9
( هــــذا مــــع الاخـتصار الـشديــــد جـــــــداً )
ما أحرزوا من نصر وما أبرزوا فيه من معارك ولا شيء وراء ذلك .
وقد يعرف التاريخ حكاماً ، وملوكاً وأمراء - ساسوا في الناس أو بعضهم
فيذكر لهم عصرهم في الملك ودورهم في السلطة ولا حديث عنهم بعد
حديث الملك والسلطة .
وقد يعرف التاريخ علماء وفقهاء ومفكرين يذكر لكل منهم دوره فيما تفوق
فيه مقارناً بسابق أو لاحق أو ند ونظير ثم لا يعرف له مكان في غير
تخصصه وفنه .
ولـــــــكن فتى كالإمام علي ( علية السلام ) نجده في كل هؤلاء -
ولا تجده من بينهم لأنه سبقهم فلم يدركوه وفاتهم فلم يلحقوه وتفرد
عنهم بأنك تجده في كل ذلك رأساً - لاتالياً - وتجد كل هذه العبقريات
عنده وهي تكاد تتناقض الإ في نفس هذا الإنسان الفذ العجيب .
فهو بطل حرب ولكن حربه يحكمها الفقه ، ويحركها العلم ، ويصونها
العفاف .
وهو خليفة رائد ، وأمير حاكم ، ولكن في تواضع الزهاد ، وضبط العلماء
وعدل القضاء ، ويقين العرفان بالله .
هذه هي شخصية الإمام الورع ، الفارس التقي ، العالم النقي
،القاضي الذكي ، شيخ المهاجرين والأنصار ، أمير المؤمنين : أبي
الحسن أخي رسول الله (ص) بالمؤاخاة ، وصهره على فاطمة سيدة
نساء المؤمنين أحد الذين توفى رسول الله وهو عنهم راض .
حامل لواء النبي (ص) في أكثر حروبه . شهد المشاهد كلها
الإ تبوكاً فقد استخلفة الرسول على المدينه ، وكان الرسول (ص)
إذا لم يغز بنفسه أعطاه سلاحه .
وهو الفتى الذي لم يفارق رسول الله (ص) منذ أن نشأ في حجر
رسول الله ( صلى الله علية وآله وسلم ) إلى أن توفاه الله .
وهو يعرف هذا الشرف ويعتز به حيث يقول (( تعلمون موضعي من
رسول الله (ص) بالقرابه القريبه ، والمنزله الخصيصه ، وضعني في
حجره (ص) وأنا وليد يضمني إلى صدره ، ويكنفني فراشه
،ويمسني جسمه ويشمني عرقه ، وما وجد لي من كذبه في
قول ، ولا خطلاً في فعل ، وكنت أتبعه اتباع الفصيل إثر امه ، يرفع
لي في كل يوم من صفاته علماً ويأمرني بهذا الاقتداء )) .
هذا علي بن أبي طالب زوج فاطمه ذات المجد واليقين بنت خير
المرسلين لم ينحن لصنم أبداً ، وهو أول من أسلم من الفتيان .
وأول من صلى خلف رسول الله ( صلى الله علية وآله وسلم ) .
قال فيه الرسول (ص) لفاطمه يوم زواجها من علي ( أنكحتك
أحب أهل بيتي ) .
وقال (ص) : ( ياعلي لا يحبك الإ مؤمن ولا يبغضك الإ منافق ).
وأنه شهد منذ صباه نزول القرآن الكريم منذ كان في حجر
النبوة ، وتفقه في اسباب النزول والتفسير ، وعايش أغلب السنه
الشريفة عملاً وقولاً فتفقه فيها جميعاً .
وقال الإمام أحمد بن حنبل ، وإسماعيل القاضي ، والنسائي ،
وأبوعلي النيسابوري ، : لم يرد في حق أحد من الصحابه
بالأسانيد الجياد أكثر مما جاء في علي ( علية السلام ) .
عندما علمت السيده عائشة بمصرع الإمام علي (عليةالسلام
قالت : (( فلتصنع العرب ما شاءت فليس أحد ينهاها )) .
مناقبه علية السلام : ويجدر بنا أن نذكر بعض ما ذكروه من
تلك الخصائص على سبيل ضرب المثال أما الحصر فمحال .
1- خلفه الرسول (ص) على العيال والنساء بالمدينه في وقت
الخروج إلى غزوة تبوك حتى بكى علية السلام . وقال(يارسول
الله إن قريشاً تقول أن رسول الله استثقله فتركه ) فقال النبي
(صلى الله علية وآله وسلم )

هارون من موسى ألا إنه لا نبي بعدي ))البخاري ص3706
2-وعن أبي سعيد الخدري -قال كنا جلوساً ننتظر رسول الله(ص)
فخرج علينا من بعض بيوت نسائه ، قال فقمنا بعده فانقطعت
نعله ، فتخلف علي يخصفها ، ومضى رسول الله (ص) ومضينا
معه ثم قام ينتظره وقمنا معه فقال (ص)

يقاتل على تأويل القرآن كما قاتلت على تنزيله )) فاسشرفنا
لها ، وفينا أبو بكر وعمر ، فقال أبوبكر ( أنا هو يارسول الله ؟
فقال (لا) فقال عمر

ولــــكنه خاصف النعل )) .قال أبو سعيد فجئنا نبشره ، قال:
فلم يرفع به راساً فكأنه قد سمعه من رسول الله ( ص) .
أخرجه احمد في مسنده (3/82) وفي(الفضائل)رقم1083
وأخرجه الحاكم في( المستدرك) (123/3)
والحديث علم من أعلام النبوة ، وفيه منقبه عظيمه لعلي
علية السلام . فقد أخبر (ص) بقتال علي للخوارج قبل
وقوعه ، كما ترجم ابن كثير في (البدايه والنهاية ) .(7/305
بهذا وأورد الحديث .
3- إنه كان آخر الرجال عهداً برسول الله (ص) قبل موته . عن أم سلمه
(رضي الله عنها ) . أنها قالت : والذي تحلف به أم سلمه إن كان أقرب
الناس عهداً برسول الله (ص) علي . قالت لما كان غداة قبض رسول
الله (ص) فأرسل إلية رسول الله(ص) وكان أرسله في حاجة أظنه بعثه
فجعل يقول ( جاء علي )؟ ثلاث مرات . قالت فجاء قبل طلوع الشمس
فلما جاء عرفنا أن إلية حاجه ، فخرجنا من البيت وكنا عدنا رسول الله
(ص) يومئذ في بيت عائشة فكنت آخر من خرج من البيت ثم جلست
أدناهن من الباب ، فأكب علية علي ، فكان آخر الناس به عهداً جعل
يساره ويناجية )) . أخرجة احمد في المسند(6/300)وفي الفضائل
(1171) والطبراني والحاكم في (المستدرك)(3/138).
4-قال عنه يوم غدير خم (( من كنت مولاه فعلي مولاه ، اللهم وال من
والاه ، وعاد من عاداه )) . أخرجة الترميذي الجزء الاول(5/591)
وقد روى الحديث من طرق كثيره وأسانيدعديده وروايات مختلفة فراجع:
المسند للأمام أحمد - والمعجم الكبير للطبراني - كنز العمال-ابن كثير
هذا وخصائصة علية لسلام وفضائلة لا تدخل تحت حصر والمحب من
اكتفى بأقل قدر . هذا هو علي علية السلام . صهر النبي المصطفى
الذي اجتمع فيه الفضل الى الفضل والخير الىالخير والنبل الى النبل
والطهر الىالطهر وهو سيد كريم من سادة أهل البيت الطيبين الطاهرين
وعلم من أعلامهم ، وقد وصفهم الله عزوجل بأكرم الأوصاف فقال فيهم
( يوفون بالنذر ويخافون يوماً كان شره مستطيراً . ويطعمون الطام على
حبه مسكيناً ويتيماً وأسيراً إنما نطعمكم لوجه الله لا نريد منكم جزاءً
ولا شكوراً ) سورة الإنسان 7-8-9
( هــــذا مــــع الاخـتصار الـشديــــد جـــــــداً )
تعليق