الرد على مهزلة الوهابية (13 عشر إماما ) !! بل هم إثنا عشر إماما كنقباء بني إسرائيل بسم الله الرحمن الرحيم
س : ما الجواب عن الروايات التي فيها أن الأئمة أثنا عشر مع الإمام علي عليه السلام فيكونون ثلاثة عشر ؟!
ج :
هذه الشبهة قد أجاب عنها علماؤنا من مئات السنين ، وليست بشيء واقعا لأن لفظ ( الإثني عشر ) لفظ راسخ في أذهان الشيعة الإثني عشرية فكلما أرادوا ذكر عدد أئمتهم تبادر هذا العدد إلى الذهن واسبق إلى اللسان عفويا دون إلتفات إلى أن تقديم ذكر الإمام أمير المؤمنين عليه السلام على ذكر الأئمة في الرواية مع وصفهم بأنهم اثنا عشر إماما سيوهم أنهم ثلاثة عشر إماما !
وهذا أمر طبيعي يقتضيه الطبع البشري حينما يرسخ عدد في الذهن ونحاول أن نميز أحد أفراد هذا العدد بالذكر سنقع في هذا الإيهام ولكن النبيه الفطن يدرك أن هذا أمر غير ضائر لذلك ، والذي يؤكد هذا الإنسباق العفوي أنك لن تجد في الروايات ذكر لهذا الإمام الثالث عشر ! ولا يوجد هذا الإيهام إلا في الروايات التي تذكر عدد الأثني عشر مع سبق ذكر الإمام أمير المؤمنين قبله ، فلا يبقى شك أن هذا الأمر عفوي غير مقصود.
ثم إن هذا الإيهام قد تم ترفعه في الطرق الأخرى لنفس الرواية إذ فيها النص على أن الإمام أمير المؤمنين من هؤلاء الإثني عشر كما سيأتي بيانه ، ولو سلمنا جدلا أنه لم ترد تلك الروايات التي ترفع الإيهام فإن مثل هذه الروايات الشاذة النادرة لن يلتفت إليها إلا مهرج عديم العقل مع وجود الروايات المتكاتفة المتكاثرة التي فاقت التواتر بمراتب على أن الأئمة عليهم السلام هم إثنا عشر إماما من نسل محمد صلى الله عليه وآله.
ولكي يتضح لك أيها القارئ الكريم أن مثل هذه التجاوزات اللفظية ليست ضائرة إرجع لما ذكرته لك قبل سطر ( أن الأئمة عليهم السلام هم إثنا عشر إماما من نسل محمد صلى الله عليه وآله ) ستجدها صحيحة تعبر عن الواقع لأنك تألف هذه الألفاظ ولكنك لو دققت فيها لتوهمت أن الإمام أمير المؤمنين ليس من الإثني عشر لأنه ليس من نسل محمد أي ليس من ولده كما أن الحسن والحسين ولداه فهو من آل البيت عليهم السلام ، ولكنك حيث تألف لفظ ( نسل محمد ) ادخلت فيهم عليا دون تردد من باب الغلبة وهكذا الحال في لفظ ( الإثنا عشر ) فهم الأئمة ومعهم عليا عليه السلام وهذا هو حال بعض الرواة.
وهنا أنقل لك علاج بعض الروايات وجواب علمائنا عنها ، وهو مقتبس من كتاب أصول الدين لآية الله العظمى السيد كاظم الحائري دام ظله :
( الروايات التي قد توهم أنّ الأئمّة ثلاثة عشر ومناقشتها:
توجد في مقابل ما عرفناه من روايات الحصر في اثني عشر ـ التي هي فوق حد الإحصاء ـ أخبار آحاد نادرة قد تُوهم أنّ الأئمّة ثلاثة عشر، وهي خمس روايات واردة في الكافي(1)، نذكرها مع الردّ عليها:
أوّلاً: ـ الحديث السابع من الباب ـ عن محمّد بن يحيي، عن عبدالله بن محمّد الخشّاب ـ ولا ذكر له في كتب الرجال ـ عن ابن سماعة، عن عليّ بن الحسن بن رباط، عن ابن اُذينة، عن زرارة قال: "سمعت أبا جعفر(عليه السلام) يقول: الاثناعشر الإمام من آل محمّد(عليهم السلام) كلّهم محدّث من ولد رسول الله(صلى الله عليه وآله) ومن ولد عليّ، ورسول الله وعليّ(عليه السلام) هما الوالدان".
ولا يخفى أنّ ظاهر العبارة ليس هو إرادة أنّ الأئمّة اثناعشر كما أراد البعض تفسيرها بذلك، وإنّما ظاهرها أنّهم اثناعشر، وأنّهم من ولد رسول الله(صلى الله عليه وآله)وعليّ، فكأنّ عليّاً(عليه السلام) كرسول الله(صلى الله عليه وآله) خارج من دائرة الأئمّة، وهو ورسول الله(صلى الله عليه وآله)والدان للأئمّة.
وقد حمله المجلسي(رحمه الله) في مرآة العقول(2) على التغليب، أي بما أنّ أكثرهم ما عدا واحداً من ولد رسول الله(صلى الله عليه وآله) وعليّ(عليه السلام) عبّر عنهم بتعبير " كلّهم محدّث من ولد رسول الله(صلى الله عليه وآله) وعلي ".
وهذا الحديث روي مرّة اُخرى في الكافي تحت رقم (14) عن أبي علي الأشعري، عن الحسن بن عبيدالله ـ ولعل الصحيح: الحسين بن عبيدالله ـ عن الحسن بن موسى الخشّاب(3)، عن علي بن سماعة، عن عليّ بن الحسن بن
____________
1- الكافي 1: 531 ـ 534، الباب 126 من كتاب الحجّة الحديث 7 و 8 و 9 و 17 و 18، وكُرّر الحديث السابع بشيء من الفرق في السند تحت رقم 14.
2- مرآة العقول 6: 223.
3- قال النجاشي عنه: (من وجوه أصحابنا مشهور كثير العلم والحديث).
رباط، عن ابن اُذينة عن زرارة، قال: "سمعت أبا جعفر(عليه السلام)يقول: الاثنا عشر الإمام من آل محمّد كلّهم محدّث من ولد رسول الله(صلى الله عليه وآله) وولد عليّ بن أبي طالب(عليه السلام)فرسول الله(صلى الله عليه وآله)وعليّ(عليه السلام) هما الوالدان".
وقال السيّد نذير الحسني(1): نقل المفيد هذه الرواية ـ في كتاب الإرشاد ج 2 ص 347 ـ بهذا الشكل: "الاثناعشر الأئمّة من آل محمّد كلّهم محدّث: علي بن أبي طالب(عليه السلام) وأحد عشر من ولده، ورسول الله وعليّ هما الوالدان".
وقال الصدوق(رحمه الله) في الخصال وفي العيون: حدّثنا محمّد بن علي ماجيلويه رضي الله عنه قال: حدّثنا محمّد بن يعقوب الكليني قال: حدّثنا أبو علي الأشعري عن الحسين بن عبيدالله، عن الحسن بن موسى الخشّاب، عن علي بن سماعة، عن عليّ بن الحسن بن رباط، عن أبيه، عن ابن اُذنية، عن زرارة بن أعين قال: سمعت أباجعفر(عليه السلام) يقول: "اثناعشر إماماً من آل محمّد(عليهم السلام)كلّهم محدثون بعد رسول الله(صلى الله عليه وآله)وعلي بن أبي طالب(عليه السلام) منهم"(2). إذن هذا يؤيّد نسخة الكافي الواصلة للشيخ المفيد(قدس سره).
ثانياً: ـ الحديث الثامن من الباب ـ عن محمّد بن يحيى، عن محمّد بن الحسين، عن مسعدة بن زياد، عن أبي عبدالله، ومحمّد بن الحسين، عن إبراهيم عن أبي يحيى المدائني، عن أبي هارون العبدي، عن أبي سعيد الخدري في حديث طويل جاء فيه: قال أمير المؤمنين(عليه السلام): "إنّ لهذه الاُمّة اثني عشر إماماً هدىً من ذريّة نبيّها، وهم منّي".
____________
1- الدفاع عن التشيّع: 384 ـ 385.
2- الخصال: 480، الباب 12، الحديث 49، وراجع عيون أخبار الرضا(عليه السلام) 1: 56 ـ 57، الباب 6، الحديث 24.
قال السيّد البدري في كتاب شبهات وردود(1): (وقد روى مضمون هذا الخبر النعماني في كتاب الغيبة، والصدوق في إكمال الدين: أنّ أمير المؤمنين(عليه السلام)قال: "إنّ لهذه الاُمّة اثني عشر إمام هدى وهم منّي" بدون "من ذرّية نبيّها" ) وبه يرتفع التشويش في العبارة.
ثالثاً: ـ الحديث التاسع من الباب ـ عن محمّد بن يحيى، عن محمّد بن الحسين، عن ابن محبوب، عن أبي الجارود، عن أبي جعفر(عليه السلام)، عن جابر ابن عبدالله الأنصاري قال: "دخلت على فاطمة(عليها السلام) وبين يديها لوح فيه أسماء الأوصياء من ولدها، فعددت اثني عشر آخرهم القائم(عليه السلام)، ثلاثة منهم محمّد وثلاثة منهم عليّ".
فقوله: "من ولدها" يوهم أنّه من ولدها اثناعشر، فاذا اُضيفوا إلى عليّ بن أبي طالب(عليه السلام) كانوا ثلاثة عشر.
ولو تمّت النسخة لحُملت على التغليب كما مضى، ولكن الشأن في تماميّة النسخة; لأنّ الصدوق(رحمه الله) روى الرواية نفسها بالسند نفسه من دون هذا التشويش حيث قال: حدّثنا أحمد بن محمّد بن يحيى العطّار رضي الله عنه قال: حدّثني أبي عن محمّد بن الحسين بن أبي الخطّاب، عن الحسن بن محبوب، عن أبي الجارود، عن أبي جعفر(عليه السلام)، عن جابر بن عبدالله الأنصاري قال: "دخلت على فاطمة(عليها السلام) وبين يديها لوح فيه أسماء الأوصياء، فعددت اثني عشر آخرهم القائم، ثلاثة منهم محمّد وأربعة منهم علي(عليهم السلام)"(2).
وروى أيضاً: حدّثنا الحسين بن أحمد بن إدريس رضي الله عنه قال: حدّثنا أبي عن أحمد بن محمّد بن عيسى وإبراهيم بن هاشم جميعاً عن الحسن بن
____________
1- شبهات وردود: 94.
2- كمال الدين: 311 ـ 312، الباب 28، الحديث 3.
محبوب، عن أبي الجارود، عن أبي جعفر(عليه السلام)، عن جابر بن عبدالله الأنصاري وذكر النصّ نفسه(1).
وذكر السند الثاني وبالنصّ نفسه أيضاً في عيون أخبار الرضا(2).
رابعاً: ـ الحديث السابع عشر من الباب ـ عن محمّد بن يحيى، عن محمّد بن أحمد، عن محمّد بن الحسين، عن أبي سعيد العصفر(3)، عن عمرو بن ثابت، عن أبي الجارود، عن أبي جعفر(عليه السلام) قال: "قال رسول الله(صلى الله عليه وآله): إنّي واثني عشر من ولدي وأنت يا عليّ زرّ الأرض، يعني أوتادها وجبالها، بنا أوتد الله الأرض أن تسيخ بأهلها، فإذا ذهب الاثناعشر من ولدي ساخت الأرض بأهلها ولم يُنظروا".
وهنا ذكر المجلسي(قدس سره) في مرآة العقول(4) احتمال أن يكون المقصود بــ"اثني عشر" فاطمة وأحد عشر من ولدها; إذ لم يذكر في هذا الحديث كونهم أئمّة، وإنّما ذكر كونهم رزّ الأرض ـ من: رزّ الباب، أي أصلح عليه الرزّة، وهي حديدة يدخل فيها القفل. ورزّ الشيء في الشيء: أثبته ـ أو زرّ الأرض بتقديم الزاي وكسره، من زِرّ الدين، يعني: قوامه باعتبار أنّ الزِرّ عظم صغير تحت القلب وهو قوامه.
وقال المجلسي(قدس سره): (روى الشيخ في كتاب الغيبة بسند آخر عن عمرو بن ثابت، عن أبي الجارود مثله، وفيه: "إنّي وأحد عشر من ولدي" وهو أظهر)(5).
____________
1- المصدر السابق: 313، الحديث 4.
2- عيون أخبار الرضا(عليه السلام): 47، الباب 6، الحديث 7.
3- في الكافي: العصفوري، والظاهر أنّه خطأ من الناسخ.
4- مرآة العقول 6: 232.
5- المصدر السابق.
خامساً: ـ الحديث الثامن عشر من الباب بالإسناد نفسه ـ عن أبي سعيد رفعه عن أبي جعفر(عليه السلام) قال: "قال رسول الله(صلى الله عليه وآله): من ولدي اثناعشر نقيباً نجباء محدّثون مفهّمون، آخرهم القائم بالحقّ، يملأها عدلاً كما ملئت جوراً".
وهنا جعل المجلسي(رحمه الله) في مرآة العقول(1) احتمال كون المقصود فاطمة وأحد عشر من ولدها بعيداً; باعتبار أنّ كلمة النقيب تقترب من معنى كلمة الإمام، ولكن يأتي هنا بوضوح الاحتمال الآخر وهو احتمال التغليب.
وعلى أيّة حال فلنغضّ النظر عن التوجيهات الماضية ونقول: لو تمّ بعض هذه الأخبار لكان خبراً واحداً نادراً في مقابل ما مضى من أخبار الاثني عشر التي كانت فوق حدّ الإحصاء.
والحديث عن إمامة الأئمّة(عليهم السلام) طويل، وقد رمت هنا الاختصار الكثير، وإنّي اُحوّل أنظار القرّاء الكرام إلى مطالعة الكتب الطوال ).
____________
1- مرآة العقول 6: 233.
والحمد لله رب العالمين
البرهان albrhan.org
http://www.albrhan.org/ask_albrhan/q_and_a_q65.htm
س : ما الجواب عن الروايات التي فيها أن الأئمة أثنا عشر مع الإمام علي عليه السلام فيكونون ثلاثة عشر ؟!
ج :
هذه الشبهة قد أجاب عنها علماؤنا من مئات السنين ، وليست بشيء واقعا لأن لفظ ( الإثني عشر ) لفظ راسخ في أذهان الشيعة الإثني عشرية فكلما أرادوا ذكر عدد أئمتهم تبادر هذا العدد إلى الذهن واسبق إلى اللسان عفويا دون إلتفات إلى أن تقديم ذكر الإمام أمير المؤمنين عليه السلام على ذكر الأئمة في الرواية مع وصفهم بأنهم اثنا عشر إماما سيوهم أنهم ثلاثة عشر إماما !
وهذا أمر طبيعي يقتضيه الطبع البشري حينما يرسخ عدد في الذهن ونحاول أن نميز أحد أفراد هذا العدد بالذكر سنقع في هذا الإيهام ولكن النبيه الفطن يدرك أن هذا أمر غير ضائر لذلك ، والذي يؤكد هذا الإنسباق العفوي أنك لن تجد في الروايات ذكر لهذا الإمام الثالث عشر ! ولا يوجد هذا الإيهام إلا في الروايات التي تذكر عدد الأثني عشر مع سبق ذكر الإمام أمير المؤمنين قبله ، فلا يبقى شك أن هذا الأمر عفوي غير مقصود.
ثم إن هذا الإيهام قد تم ترفعه في الطرق الأخرى لنفس الرواية إذ فيها النص على أن الإمام أمير المؤمنين من هؤلاء الإثني عشر كما سيأتي بيانه ، ولو سلمنا جدلا أنه لم ترد تلك الروايات التي ترفع الإيهام فإن مثل هذه الروايات الشاذة النادرة لن يلتفت إليها إلا مهرج عديم العقل مع وجود الروايات المتكاتفة المتكاثرة التي فاقت التواتر بمراتب على أن الأئمة عليهم السلام هم إثنا عشر إماما من نسل محمد صلى الله عليه وآله.
ولكي يتضح لك أيها القارئ الكريم أن مثل هذه التجاوزات اللفظية ليست ضائرة إرجع لما ذكرته لك قبل سطر ( أن الأئمة عليهم السلام هم إثنا عشر إماما من نسل محمد صلى الله عليه وآله ) ستجدها صحيحة تعبر عن الواقع لأنك تألف هذه الألفاظ ولكنك لو دققت فيها لتوهمت أن الإمام أمير المؤمنين ليس من الإثني عشر لأنه ليس من نسل محمد أي ليس من ولده كما أن الحسن والحسين ولداه فهو من آل البيت عليهم السلام ، ولكنك حيث تألف لفظ ( نسل محمد ) ادخلت فيهم عليا دون تردد من باب الغلبة وهكذا الحال في لفظ ( الإثنا عشر ) فهم الأئمة ومعهم عليا عليه السلام وهذا هو حال بعض الرواة.
وهنا أنقل لك علاج بعض الروايات وجواب علمائنا عنها ، وهو مقتبس من كتاب أصول الدين لآية الله العظمى السيد كاظم الحائري دام ظله :
( الروايات التي قد توهم أنّ الأئمّة ثلاثة عشر ومناقشتها:
توجد في مقابل ما عرفناه من روايات الحصر في اثني عشر ـ التي هي فوق حد الإحصاء ـ أخبار آحاد نادرة قد تُوهم أنّ الأئمّة ثلاثة عشر، وهي خمس روايات واردة في الكافي(1)، نذكرها مع الردّ عليها:
أوّلاً: ـ الحديث السابع من الباب ـ عن محمّد بن يحيي، عن عبدالله بن محمّد الخشّاب ـ ولا ذكر له في كتب الرجال ـ عن ابن سماعة، عن عليّ بن الحسن بن رباط، عن ابن اُذينة، عن زرارة قال: "سمعت أبا جعفر(عليه السلام) يقول: الاثناعشر الإمام من آل محمّد(عليهم السلام) كلّهم محدّث من ولد رسول الله(صلى الله عليه وآله) ومن ولد عليّ، ورسول الله وعليّ(عليه السلام) هما الوالدان".
ولا يخفى أنّ ظاهر العبارة ليس هو إرادة أنّ الأئمّة اثناعشر كما أراد البعض تفسيرها بذلك، وإنّما ظاهرها أنّهم اثناعشر، وأنّهم من ولد رسول الله(صلى الله عليه وآله)وعليّ، فكأنّ عليّاً(عليه السلام) كرسول الله(صلى الله عليه وآله) خارج من دائرة الأئمّة، وهو ورسول الله(صلى الله عليه وآله)والدان للأئمّة.
وقد حمله المجلسي(رحمه الله) في مرآة العقول(2) على التغليب، أي بما أنّ أكثرهم ما عدا واحداً من ولد رسول الله(صلى الله عليه وآله) وعليّ(عليه السلام) عبّر عنهم بتعبير " كلّهم محدّث من ولد رسول الله(صلى الله عليه وآله) وعلي ".
وهذا الحديث روي مرّة اُخرى في الكافي تحت رقم (14) عن أبي علي الأشعري، عن الحسن بن عبيدالله ـ ولعل الصحيح: الحسين بن عبيدالله ـ عن الحسن بن موسى الخشّاب(3)، عن علي بن سماعة، عن عليّ بن الحسن بن
____________
1- الكافي 1: 531 ـ 534، الباب 126 من كتاب الحجّة الحديث 7 و 8 و 9 و 17 و 18، وكُرّر الحديث السابع بشيء من الفرق في السند تحت رقم 14.
2- مرآة العقول 6: 223.
3- قال النجاشي عنه: (من وجوه أصحابنا مشهور كثير العلم والحديث).
رباط، عن ابن اُذينة عن زرارة، قال: "سمعت أبا جعفر(عليه السلام)يقول: الاثنا عشر الإمام من آل محمّد كلّهم محدّث من ولد رسول الله(صلى الله عليه وآله) وولد عليّ بن أبي طالب(عليه السلام)فرسول الله(صلى الله عليه وآله)وعليّ(عليه السلام) هما الوالدان".
وقال السيّد نذير الحسني(1): نقل المفيد هذه الرواية ـ في كتاب الإرشاد ج 2 ص 347 ـ بهذا الشكل: "الاثناعشر الأئمّة من آل محمّد كلّهم محدّث: علي بن أبي طالب(عليه السلام) وأحد عشر من ولده، ورسول الله وعليّ هما الوالدان".
وقال الصدوق(رحمه الله) في الخصال وفي العيون: حدّثنا محمّد بن علي ماجيلويه رضي الله عنه قال: حدّثنا محمّد بن يعقوب الكليني قال: حدّثنا أبو علي الأشعري عن الحسين بن عبيدالله، عن الحسن بن موسى الخشّاب، عن علي بن سماعة، عن عليّ بن الحسن بن رباط، عن أبيه، عن ابن اُذنية، عن زرارة بن أعين قال: سمعت أباجعفر(عليه السلام) يقول: "اثناعشر إماماً من آل محمّد(عليهم السلام)كلّهم محدثون بعد رسول الله(صلى الله عليه وآله)وعلي بن أبي طالب(عليه السلام) منهم"(2). إذن هذا يؤيّد نسخة الكافي الواصلة للشيخ المفيد(قدس سره).
ثانياً: ـ الحديث الثامن من الباب ـ عن محمّد بن يحيى، عن محمّد بن الحسين، عن مسعدة بن زياد، عن أبي عبدالله، ومحمّد بن الحسين، عن إبراهيم عن أبي يحيى المدائني، عن أبي هارون العبدي، عن أبي سعيد الخدري في حديث طويل جاء فيه: قال أمير المؤمنين(عليه السلام): "إنّ لهذه الاُمّة اثني عشر إماماً هدىً من ذريّة نبيّها، وهم منّي".
____________
1- الدفاع عن التشيّع: 384 ـ 385.
2- الخصال: 480، الباب 12، الحديث 49، وراجع عيون أخبار الرضا(عليه السلام) 1: 56 ـ 57، الباب 6، الحديث 24.
قال السيّد البدري في كتاب شبهات وردود(1): (وقد روى مضمون هذا الخبر النعماني في كتاب الغيبة، والصدوق في إكمال الدين: أنّ أمير المؤمنين(عليه السلام)قال: "إنّ لهذه الاُمّة اثني عشر إمام هدى وهم منّي" بدون "من ذرّية نبيّها" ) وبه يرتفع التشويش في العبارة.
ثالثاً: ـ الحديث التاسع من الباب ـ عن محمّد بن يحيى، عن محمّد بن الحسين، عن ابن محبوب، عن أبي الجارود، عن أبي جعفر(عليه السلام)، عن جابر ابن عبدالله الأنصاري قال: "دخلت على فاطمة(عليها السلام) وبين يديها لوح فيه أسماء الأوصياء من ولدها، فعددت اثني عشر آخرهم القائم(عليه السلام)، ثلاثة منهم محمّد وثلاثة منهم عليّ".
فقوله: "من ولدها" يوهم أنّه من ولدها اثناعشر، فاذا اُضيفوا إلى عليّ بن أبي طالب(عليه السلام) كانوا ثلاثة عشر.
ولو تمّت النسخة لحُملت على التغليب كما مضى، ولكن الشأن في تماميّة النسخة; لأنّ الصدوق(رحمه الله) روى الرواية نفسها بالسند نفسه من دون هذا التشويش حيث قال: حدّثنا أحمد بن محمّد بن يحيى العطّار رضي الله عنه قال: حدّثني أبي عن محمّد بن الحسين بن أبي الخطّاب، عن الحسن بن محبوب، عن أبي الجارود، عن أبي جعفر(عليه السلام)، عن جابر بن عبدالله الأنصاري قال: "دخلت على فاطمة(عليها السلام) وبين يديها لوح فيه أسماء الأوصياء، فعددت اثني عشر آخرهم القائم، ثلاثة منهم محمّد وأربعة منهم علي(عليهم السلام)"(2).
وروى أيضاً: حدّثنا الحسين بن أحمد بن إدريس رضي الله عنه قال: حدّثنا أبي عن أحمد بن محمّد بن عيسى وإبراهيم بن هاشم جميعاً عن الحسن بن
____________
1- شبهات وردود: 94.
2- كمال الدين: 311 ـ 312، الباب 28، الحديث 3.
محبوب، عن أبي الجارود، عن أبي جعفر(عليه السلام)، عن جابر بن عبدالله الأنصاري وذكر النصّ نفسه(1).
وذكر السند الثاني وبالنصّ نفسه أيضاً في عيون أخبار الرضا(2).
رابعاً: ـ الحديث السابع عشر من الباب ـ عن محمّد بن يحيى، عن محمّد بن أحمد، عن محمّد بن الحسين، عن أبي سعيد العصفر(3)، عن عمرو بن ثابت، عن أبي الجارود، عن أبي جعفر(عليه السلام) قال: "قال رسول الله(صلى الله عليه وآله): إنّي واثني عشر من ولدي وأنت يا عليّ زرّ الأرض، يعني أوتادها وجبالها، بنا أوتد الله الأرض أن تسيخ بأهلها، فإذا ذهب الاثناعشر من ولدي ساخت الأرض بأهلها ولم يُنظروا".
وهنا ذكر المجلسي(قدس سره) في مرآة العقول(4) احتمال أن يكون المقصود بــ"اثني عشر" فاطمة وأحد عشر من ولدها; إذ لم يذكر في هذا الحديث كونهم أئمّة، وإنّما ذكر كونهم رزّ الأرض ـ من: رزّ الباب، أي أصلح عليه الرزّة، وهي حديدة يدخل فيها القفل. ورزّ الشيء في الشيء: أثبته ـ أو زرّ الأرض بتقديم الزاي وكسره، من زِرّ الدين، يعني: قوامه باعتبار أنّ الزِرّ عظم صغير تحت القلب وهو قوامه.
وقال المجلسي(قدس سره): (روى الشيخ في كتاب الغيبة بسند آخر عن عمرو بن ثابت، عن أبي الجارود مثله، وفيه: "إنّي وأحد عشر من ولدي" وهو أظهر)(5).
____________
1- المصدر السابق: 313، الحديث 4.
2- عيون أخبار الرضا(عليه السلام): 47، الباب 6، الحديث 7.
3- في الكافي: العصفوري، والظاهر أنّه خطأ من الناسخ.
4- مرآة العقول 6: 232.
5- المصدر السابق.
خامساً: ـ الحديث الثامن عشر من الباب بالإسناد نفسه ـ عن أبي سعيد رفعه عن أبي جعفر(عليه السلام) قال: "قال رسول الله(صلى الله عليه وآله): من ولدي اثناعشر نقيباً نجباء محدّثون مفهّمون، آخرهم القائم بالحقّ، يملأها عدلاً كما ملئت جوراً".
وهنا جعل المجلسي(رحمه الله) في مرآة العقول(1) احتمال كون المقصود فاطمة وأحد عشر من ولدها بعيداً; باعتبار أنّ كلمة النقيب تقترب من معنى كلمة الإمام، ولكن يأتي هنا بوضوح الاحتمال الآخر وهو احتمال التغليب.
وعلى أيّة حال فلنغضّ النظر عن التوجيهات الماضية ونقول: لو تمّ بعض هذه الأخبار لكان خبراً واحداً نادراً في مقابل ما مضى من أخبار الاثني عشر التي كانت فوق حدّ الإحصاء.
والحديث عن إمامة الأئمّة(عليهم السلام) طويل، وقد رمت هنا الاختصار الكثير، وإنّي اُحوّل أنظار القرّاء الكرام إلى مطالعة الكتب الطوال ).
____________
1- مرآة العقول 6: 233.
والحمد لله رب العالمين
البرهان albrhan.org
http://www.albrhan.org/ask_albrhan/q_and_a_q65.htm
تعليق