أغرب عملية تهريب في تاريخ الشرق الأوسط!
المتهم الباكستاني: الصفقة تمت بأفغانستان ومن ابتكار حركة طالبان!
انتبهوا.. الموت في الطريق اليكم!
هكذا وصلت المعلومة الخطيرة الي دولة الكويت.. الموت كان يختبيء في شحنة ملغومة علي طريقة 'طالبان' الارهابية! الرسالة لم تكن تحوي الا كلمات قليلة تقول: 'ان هناك 88 قطعة سجاد افغاني يبلغ وزنها حوالي طن.. محشوة بالهيروين'!
انها أغرب عملية تهريب للسم الابيض في تاريخ الشرق الاوسط.. وربما العالم كله! العملية الاجرامية تم التخطيط لها داخل مدينة بأفغانستان.. والذي قام بالتهريب باكستاني.. لكن النهاية جاءت سريعة ومثيرة في مطار الكويت بضبط السجاد الملغم بالهيروين! الاكثر اثارة ان هذه السموم لم تكن موجهة لدولة الكويت فقط وانما لكل دول الخليج!
وتعالوا نعرف الحكاية من البداية!
هؤلاء الذين يقدمون السموم لشبابنا.. هم فعلا لا يهدفون الا لكسر العمود الفقري لأي مجتمع.. هدفهم الاول والاخير هو تحطيم الشباب وبالتالي اغراق المجتمع كله.. فان كان فرد واحد هو الذي تم ضبطه بمطار الكويت أثناء محاولته مرور هذه السموم الي داخل البلاد لتخزينها تم بيع جزء منها بيت للشباب وتصدير باقي الكمية الي دول الخليج كلها.. فان هناك حتما تنظيمات ارهابية تقف وراء عملية التهريب الكبري هذه.. ولما لا والهدف واضح وهو تغييب الشباب عن قضايا وطنه!
وهذا ما أعلنه مدير ادارة البحث والتحري بمحافظة حولي * العقيد أحمد الخليفة * عندما أعلن بعد القاء القبض علي المتهم وضبط السموم بأن لدي رجال الامن قناعة مؤكدة بوجود تنظيمات خفية تقف وراء اغراق الكويت بالسموم.
البداية!
نقطة البداية كانت مثيرة!
بدأت تقريبا منذ شهر ونصف.. مجرد معلومة لكنها خطيرة جدا وصلت لرجال المباحث.. قرأها باهتمام الملازم أول خالد العتيبي.. كانت تقول من مصدر سري: 'انتبهوا يا رجال فالموت قادم بأقصي سرعة في الطريق اليكم'
الموت كان يختبيء في شحنة ملغومة.. شحنة مسمومة.. إلي ان الكويت من خلال رجل اجنبي سوف يستقبل مطارها سجاد غالي الثمن .. آت من دولة أفغانستان!
وما المانع؟!
المانع ان هذه الكمية الكبيرة * التي كانت لاتزال مجهولة العدد أو الوزن لرجال المباحث.. معبأة كلها بالهيروين.. ذلك السم الابيض الذي يدمر العقول والاجساد ويترك اصحابها في النهاية قاب قوسين أو أدني من الموت!
ولكن هل ينتظر رجال الشرطة وصولها؟!
لم يفكر رجال الامن بهذه الطريقة.. فربما تمكن المهربون من دخول البلاد عبر الحدود أو بأي طريقة أخري!
اذن كان لابد من المراقبة والمتابعة منذ البداية!
والبداية كانت من بلد المنشأ!
أفغانستان.. حيث كانت تنتشر زراعة الأفيون وتحميها حركة طالبان الارهابية في الماضي.. لكن يبدو أن هناك وجها كئيبا لهذا الماضي لم يختف بعد!
وسافر رجال مباحث حولي الي دولة أفغانستان وهناك وفي الخفاء حصلوا علي معلومات وافية وهامة وخطيرة جدا عن الشحنة المسمومة أو الملغومة وموعد وصولها.
كابل.. الكويت!
من أين سوف تأتي هذه الشحنة أو هذا الخطر؟!
الرسالة التي استلمها المقدم محمد الحريق من رجاله الذين طاروا الي أفغانستان تقول: 'ان البضاعة قادمة اليكم من كابل وحطت أو سوف تحط بدولة الكويت'.
المعلومة الثانية التي وصلت رجال الشرطة كانت تتحدث عن صنف الشحنة.. وهي عبارة عن 88 سجادة فاخرة وغالية الثمن أتت من افغانستان اذن فالهيروين متخبأ داخل هذه الكمية الكبيرة!
كيف هذا؟!
انها طريقة غريبة ومبتكرة في عالم تهريب المخدرات.. لكنها ليست بغريبة لمن ينتمي إلي هذه الحركة الارهابية التي تطلق علي نفسها اسم 'طالبان'!
قبل ساعة الصفر التي تحددت.. ثار هذا السؤال: 'من يكون ذلك المهرب * الذي قتل قلبه وبالتالي مات ضميره وتحمل تهريب هذه الشحنة وحده معرضا حياته للموت أن عاجلا أو آجلا؟
اسمه 'ميرلال' اتي الي دولة الكويت منذ عام ونصف تقريبا.. يعمل في صالون حلاقة بمنطقة الجهراء.. وبعد هذه الشهور التي قضاها بالكويت اعتقد انه صار محل ثقة للجميع.. لذلك تمكن من شراء رخصة شركة استيراد وتصدير بمبلغ ثلاثة آلاف دينار من أجل استيراد شحنة السجاد هذه!.. ربما نسي هذا الرجل الباكستاني أو تناسي أن هذه الشركة التي اشتراها علي الجهاز بدون تعب سوف تثير الشكوك أو الريبة حوله!
المهم.. انه كان يخطط لهذه العملية الكبيرة منذ عامين.. حيث تمت حديثا السجاد بمنطقة تدعي 'هيرات'في أفغانستان حسب اعتراف المتهم اميرلال.
نهاية الرحلة!
ساعة الصفر كان هو الزمن!
المكان مطار الكويت الدولي!
مجموعة من ضباط مباحث النقرة وهم: الملازم أول خالد العتيبي والملازم أول عمار المهنا يتأكدون من وصول الشحنة عبر الشحن الجوي ودخولها مخازن المطار.. ولم يبق الا كشفها وكانت المفاجأة!
88 سجادة ملغمة بالهيروين النقي.. تم تعبئته داخل أنابيب بلاستيكية طويلة تم حياكتها بكل دقة مع نسيج السجاد يدويا بحيث لا يمكن اكتشاف هذه السموم حتي ولو داست الاقدام هذا السجاد مئات.. بل آلاف المرات!
وعكف رجال الامن علي افراغ هذه الشحنة التي ذكر مصدر أمني أن وزن المخدرات بها ينتظر أن يتجاوز أكثر من مائة كيلو جرام من الهيروين النقي غير الممزوج بمواد أخري.
المهمة الأخيرة!
ألقي القبض علي المتهم أميرلال '23 عاما' وهو غير مصدق أن المباحث تمكنت من كشف أغرب عملية تهريب في الشرق الاوسط.. وربما في العالم كله.. واعترف أمام جهات التحقيق انه كان يخطط لهذه العملية الكبيرة والتي قدرها بملايين الدنانير منذ عامين وكان ينوي بيع جزء منها بدولة الكويت واغراق دول الخليج بباقي الكمية.. واعترف أيضا ان عملية التهريب هذه من ابتكار حركة طالبان.. وهو الاسلوب ذاته الذي كان يستخدم في تهريب الممنوعات للحركات الارهابية.
وهكذا انتهت الرحلة السوداء بنهاية سعيدة.. انتصر فيها الخير علي الشر..
***
وتبقي الحقيقة في النهاية.. ان رجال الامن في أي دولة هم العين الساهرة التي تواجه حيل واخطار المهربين وتلقي القبض عليهم بوصفهم أصحاب العقول الشيطانية والمدمرة والقلوب المريضة الميتة.