اعضاء وزوار منتديات يا حسين 00
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته 00
لا اعتقد ان هنالك من اعضاء ورواد هذا المنتدى ممن لا يعرف
( محمد التيجاني السماوي )
ولا يعرف كتبه التي الفها والتي يدعي من خلالها على بطلان
المذهب السني بالدلائل والبراهين المزعومه التي استشهد بها
في مؤلفاته 00
وانا الان وكعضو جديد في هذا المنتدى 00 اتمنى ان القى ترحيب
من قبل الاعضاء الشيعه 00 على اعتبار ان الذي اعرفه عن منتدى العقائد بانه منتدى للتحاور بين العقائد المختلفه 00
وبنفس الوقت احث نفسي على احترام الاعضاء الموالين والمخالفين 00 واعتماد الادله والبراهين والكلام الموضوعي
والابتعاد عن الانقياد للعاطفه والاهواء في المناقشات وطرح المواضيع 00 وانا وبصدر رحب على استعداد لتلقي النقد والتنويه
عن الاخطاء ان وقعت 00املين الافاده و الاستفاده والله الموفق 00
وانا الان اطرح اليكم موضوعي بصيغة سلسله وذلك لكثره مايضم في جوانحه من ملاحظات وتعقيبات وتحليلات مفصله وموجزه عما
تضمنه كتاب ( ثم اهتديت ) لمؤلفه الدكتور محمد التيجاني 00
لذلك فيا اخواني لنمنح انفسنا العداله ولنمنح عقولنا مجالا ارحب
فمثلما قراتم هذا الكتاب اتمنى من الجميع تقبل ما ساورده اليكم
باذن الله من تحليل وردود حول مضامين هذا الكتاب00
وعلى شكل حلقات لكثرة ما يحتاجه الموضوع من تعقيب ولكثرة
ما جاء به الكتاب من تهم وكثرة ما القى به الكتاب من شبهات حول
المذهب السني كما سبق ان اسلفت 00داعيا من الله العلي القدير ان يوفقنا ويوفقكم لما فيه الرشد والسداد 00
قبل الدخول في الرد المفصل على المسائل التي ذكرها المؤلف في كتابه الأول (ثم اهتديت) لابد لي من وقفة معه لبيان حاله، ومنهجه الذي سار عليه في تأليف كتبه، ومدى صدقه، وأمانته، ومبلغه من العلم، ليقف القارئ على ذلك بنفسه قبل الشروع في قراءة الرد عليه.
وذلك ببيان جهل المؤلف، وغروره، وتدليسه، وتناقضه في كلامه، واتباعه الظن في أحكامه، وعدم توثيقه للنقول، ومخالفته في كتبه لأصول التأليف التي درج عليها أهله، وكذلك للمنهج الذي ألزم به نفسه في التأليف، ومخالفته أيضاً لعقيدة الشيعه المعروفة عندهم.
وسيكون تقرير هذا كله بالاستدلال على كل جزئية من كلامه والمقارنة بين أقواله والمناظرة بين مسائلة التي يقررها من خلال كتبه الأربعة المعروفه0
وها هو ذا تفصيل ذلك:
أولاً: جهله.
ويــدل على ذلك ما ذكره المؤلف عن نفسه واعترافــه بأنـــــــه
ليست عنده مكتبة خاصة إلا بعد أن أهدى له العلماء الشيعه في العراق مجموعة من كتبهم، يقول: «وفوجئت عند دخولي إلى منزلي بكثرة الكتب التي وصلت قبلي وعرفت مصدرها........فرحت كثيراً، ونظمت الكتب في بيت خاص سميته المكتبة».(1)
ثم يقول بعد ذلك: «سافرت إلى العاصمة، ومنها اشتريت صحيح البخاري، وصحيح مسلم، ومسند الإمام أحمد، وصحيح الترمذي، وموطأ مالك، وغيرها من الكتب الأخرى المشهورة، ولم أنتظر الرجوع إلى البيت فكنت طوال الطريق بين تونس وقفصة وأنا راكب في حافلة النقل العمومية أتصفح كتاب البخاري، وأبحث عن رزية الخميس متمنياً أن لا أعثر عليها، ورغم أنفي وجدتها...».(2)
فليتأمل القارئ قوله: (ثم وضعت الكتب في مكان سميته المكتبة) وكأنه أول من ابتكر المكتبات في البيوت ثم وضع لها هذا الاسم الذي ظن أنه لم يسبق إليه، ثم شرائه من بعد ذلك الصحيحين، والكتب المشهورة في الحديث بعد أن لم تكن عنده ولا يعرفها.
في حين أن هذه الكتب لاتكاد تخلو منها مكتبة طالب علم
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــ
(1) ثم اهتديت ص86-87.
(2) المرجع نفسه ص88.
صغير، فضلاً عمن يعد نفسه من العلماء، ويتصدى للبحث والتأليف في أخطر المسائل وأدقها في باب الاعتقاد.
هذا وقد اعترف المؤلف في موطن آخر من كتابه (ثم اهتديت) بأنه ليست عنده معرفة بعلوم الشريعة، زاعماً أنه لا يحتاج إليها في بحثه عن أحوال الصحابة.
يقول ضمن نقله لحوار دار بينه وبين عالم سني: «فقال: لايمكنك الاجتهاد إلا إذا عرفت سبعة عشر علماً، منها علم التفسير واللغة،والنحو،والصرف،والبلاغة، والأحاديث، والتاريخ، وغير ذلك.
وقاطعته قائلاً: أنا لن أجتهد لأبين للناس أحكام القرآن والسنة، أو لأكون صاحب مذهب في الإسلام كلا، ولكن لأعرف من على الحق، ومن على الباطل، ولمعرفة أن الإمام علي على الحق أو معاوية مثلاً، ولا يتطلب ذلك الإحاطة بسبعة عشر علماً، ويكفي أن أدرس حياة كل منهما، وما فعلاه حتى أتبين الحقيقة».(1)
ولهذا وقع المؤلف في أخطاء وجهالات لا تخفى على طالب في المراحل الدنيا من التعليم.
كقوله في كتابه فاسألوا أهل الذكر: «وإذا ما سألتهم -أي أهل السنة- من هؤلاء المنافقون الذين نزلت فيهم أكثر من مائة وخمسين آية
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــ
(1) ثم اهتديت ص150.
في سورتي التوبة والمنافقون فسيجيبون هو عبدالله بن أبيّ،
وعبدالله بن أبي سلول، وبعد هذين الرجلين لا يجدون اسماً
آخـــر».(1)
وقوله أيضاً: «فكيف يحصر النفاق بابن أبيّ، وابن أبي سلول المعلومين لدى عامة المسلمين».(2)
فقد وقع في أخطاء شنيعة:
الأول: قوله: إنه نزلت في المنافقين أكثر من مائة وخمسين آية في سورتي (التوبة) (والمنافقون)، فسورتا (التوبة) و(المنافقون) لم تبلغا مائة وخمسين آيه في مجموعها، فالتوبة (129) آيه، والمنافقون (11) آية، هذا مع أنه ليس كل آيات السورتين في المنافقين، فالثلاث الآيات الأخيرة من سورة (المنافقون) ليست في المنافقين، وكذلك التوبة فيها آيات كثيرة ليست في المنافقين.
ومفهوم كلامه هنا أن الآيات التي نزلت في المنافقين محصورة في السورتين، وهذا خطأ آخر، فقد نزلت آيات كثيرة في المنافقين ليست في السورتين المذكورتين، كما وردت بذلك آيات في البقرة
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــ
(1) فسألوا أهل الذكر ص119.
(2) المرجع نفسه ص119.
وآل عمران والنساء والمائدة(1) وغيرها من سور القرآن.
الثاني: ظنه أن ابن أبيّ غير ابن سلول وأنهما رجلان، وإنما هو رجل واحد فهو عبدالله بن أبيّ بن سلول، زعيم المنافقين ورأسهم في المدينـــة.(2)
الثالث: قوله: «وبعد هذين الرجلين لا يجدون اسماً آخر»، فهذا من جهله المركب، وعظيم جرأته على الكلام بدون علم، ولا تثبت، فلو رجع هذا المجازف في الكلام إلى أشهر كتاب متداول في السيرة، وهو سيرة ابن هشام، لوجد أن المؤلف سرد في الجزء الثاني من هذا الكتاب أسماء طائفة كبيرة من المنافقين في أكثر من عشر صفحات يذكرهم بأسمائهم وأسماء آبائهم، مبيناً بعض ما نزل في كل واحد منهم من القرآن(3)، هذا غير ما ذكره المؤرخون الآخرون، والمفسرون في كتب التفسير.
ومن جهالات المؤلف الكبيرة قوله: «وأبدلت الصحابة المنقلبين على أعقابهم أمثال معاوية، وعمرو بن العاص، والمغيرة بن شعبة، وأبي هريرة
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــ
(1) من هـــذه الآيات على سبيل المثال: في البقرة 8-20،204-206، وفي آل عمران 120،154، وفي النساء 60-66،72-73،138-146، وفي المائدة 41،52،53.
(2) انظر ترجمته وطرفاً من أخباره في سيرة ابن هشام 2/620،469،555.
(3) سيرة ابن هشام 2/548-557.
وعكرمة، وكعب الأحبار وغيرهم بالصحابة الشاكرين...»(1) وهذا الكلام مع ما فيه من زيغ وضلال بعيد، سيأتي الرد عليه في موضعه، فإنه متضمن لخطأ شنيع حيث عدّ كعب الأحبار من الصحابة وإنما هو من التابعين، فقد أسلم بعد موت النبي r، وقدم المدينة في عهد عمر (2)، وهذا مشهور عند أهل العلم، لكن المؤلف بجهله وقع في مثل هذا الخطأ الفادح الفاضح.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــ
(1) ثم اهتديت 158.
(2) سير أعلام النبلاء 3/489.
وعموماً فأخطاء المؤلف الدالة على جهله، وقلة بضاعته في العلم كثيرة، وإنما سقت هنا أمثلة يستدل بها، قبل تفصيل الرد عليه، وسيأتي في أثناء الرد المزيد من ذلك إن شاء الله تعالى ضمن هذه السلسله .
ثانياً: غروره وإعجابه بنفسه.
اتسمت شخصية المؤلف بالغرور المفرط، والإعجاب بالنفس، يظهر ذلك من خلال حديثه عن نفسه، وتزكيته لنفسه في مواطن كثيرة من كتبه ومن أمثله ذلك:
قوله متحدثاً عن رحلته للحج: «لذلك ظننت أن الله هو الذي ناداني، وأحاطني بعنايته، وأوصلني إلى ذلك المقام الذي تموت
الأنفس دون الوصول إليه حسرة ورجاء».(1)
ويقول أيضاً: «عناية ربانية أخرى، جعلت كل من يراني من الوفود يحبني، ويطلب عنواني للمراسلة».(2)
ويقول متحدثاً عن وضعه في بلده: «وتعدت شهرتي حدود مدينتي إلى مدن أخرى مجاورة، فقد يمر المسافر فيصلي الجمعة، ويحضر تلك الدروس، ويتحدث بها في مجتمعه».(3)
ويقول: «وبشّروني بأن صاحب الزمان -ويقصدون به الشيخ إسماعيل- قد اصطفاني من بين الناس لأكون من خاصة الخاصة، وطار قلبي فرحاً بهذا الخبر، وبكيت تأثراً بهذه العناية الربانية التي ما زالت ترفعني من مقام سام، إلى ما هو أسمى، ومن حسن إلى ما هو أحسن...».(4)
فهذه بعض أقوال المؤلف في حديثه عن نفسه، وتزكيته لها، و يقول الله تعالى: (فلا تزكوا أنفسكم هو أعلم بمن اتقى) (5)، ويقول: (ألم تر إلى الذين
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــ
(1) ثم اهتديت ص14.
(2) ثم اهتديت ص14.
(3) المرجع نفسه ص16.
(4) المرجع نفسه ص17.
(5)سورة النجم 32.
يزكون أنفسهم بل الله يزكى من يشاء ولا يظلمون فتيلاً ( (1)
ومع وقوع هذا المسكين في هذا المحذور العظيم، فإنه قد جمع إليه جرماً آخر، وهو افتخاره بالمعاصي كالغناء وكثرة السفر إلى بلاد الكفر، ومعرفته بتلك البلاد، حيث يقول ضمن حديثه عن زيارته لمصر: «... وكانوا يعجبون لحماسي وصراحتى وكثرة اطلاعي، فإذا تحدثوا عن الفن غنيت، وإذا تحدثوا عن الزهد والتصوف ذكرت لهم أني من الطريقة التيجانية والمدنية أيضاً، وإذا تحدثوا عن الغرب حكيت لهم عن باريس، ولندن، وبلجيكا، وهولندا، وإيطاليا، وأسبانيا التي زرتهاخلال العطل الصيفية، وإذا تحدثوا عن الحج فاجأتهم بأني حججت وأني ذاهب إلى العمرة، وحكيت لهم عن أماكن لايعرفها حتىالذي حج سبع مرات:كغارحراء،وغارثور، ومذبح إسماعيل، وإذا تحدثوا عن العلوم والاختراعات شفيت غليلهم بالأرقام والمصطلحات، وإذا تحدثوا عن السياسة أفحمتهم بما عندي من آراء».(2)
إلى أن يقول: «والمهم من كل ما حكيته في هذا الفصل هو أن شعوري بدأ يكبر، وركبني بعض الغرور، وظننت فعلاً بأني أصبحت
عالماً، كيف لا وقد شهد لي بذلك علماء الأزهر الشريف، ومنهم من قال لي: يجب أن يكون مكانك هنا في الأزهر، ومما زادني فخراً واعتزازاً بالنفس أن رسول الله r أذن لي في الدخول لرؤية مخلّفاته حسب ما ادعاه المسؤول عن مسجد سيدنا الحسين بالقاهرة...».(3)
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــ
(1) سورة النساء 49-50.
(2)ثم اهتديت ص23-24.
(3) ثم اهتديث ص24.
وفي السلسله القادمه ان شاء الله ساكمل لكم النقد العام لمؤلفات المؤلف
ثم ان شاء الله بعد ذلك سادخل معكم بتفاصيل ما تضمنه كتابه ( ثم اهتديت )
والله من وراء القصد 00
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته 00
لا اعتقد ان هنالك من اعضاء ورواد هذا المنتدى ممن لا يعرف
( محمد التيجاني السماوي )
ولا يعرف كتبه التي الفها والتي يدعي من خلالها على بطلان
المذهب السني بالدلائل والبراهين المزعومه التي استشهد بها
في مؤلفاته 00
وانا الان وكعضو جديد في هذا المنتدى 00 اتمنى ان القى ترحيب
من قبل الاعضاء الشيعه 00 على اعتبار ان الذي اعرفه عن منتدى العقائد بانه منتدى للتحاور بين العقائد المختلفه 00
وبنفس الوقت احث نفسي على احترام الاعضاء الموالين والمخالفين 00 واعتماد الادله والبراهين والكلام الموضوعي
والابتعاد عن الانقياد للعاطفه والاهواء في المناقشات وطرح المواضيع 00 وانا وبصدر رحب على استعداد لتلقي النقد والتنويه
عن الاخطاء ان وقعت 00املين الافاده و الاستفاده والله الموفق 00
وانا الان اطرح اليكم موضوعي بصيغة سلسله وذلك لكثره مايضم في جوانحه من ملاحظات وتعقيبات وتحليلات مفصله وموجزه عما
تضمنه كتاب ( ثم اهتديت ) لمؤلفه الدكتور محمد التيجاني 00
لذلك فيا اخواني لنمنح انفسنا العداله ولنمنح عقولنا مجالا ارحب
فمثلما قراتم هذا الكتاب اتمنى من الجميع تقبل ما ساورده اليكم
باذن الله من تحليل وردود حول مضامين هذا الكتاب00
وعلى شكل حلقات لكثرة ما يحتاجه الموضوع من تعقيب ولكثرة
ما جاء به الكتاب من تهم وكثرة ما القى به الكتاب من شبهات حول
المذهب السني كما سبق ان اسلفت 00داعيا من الله العلي القدير ان يوفقنا ويوفقكم لما فيه الرشد والسداد 00
قبل الدخول في الرد المفصل على المسائل التي ذكرها المؤلف في كتابه الأول (ثم اهتديت) لابد لي من وقفة معه لبيان حاله، ومنهجه الذي سار عليه في تأليف كتبه، ومدى صدقه، وأمانته، ومبلغه من العلم، ليقف القارئ على ذلك بنفسه قبل الشروع في قراءة الرد عليه.
وذلك ببيان جهل المؤلف، وغروره، وتدليسه، وتناقضه في كلامه، واتباعه الظن في أحكامه، وعدم توثيقه للنقول، ومخالفته في كتبه لأصول التأليف التي درج عليها أهله، وكذلك للمنهج الذي ألزم به نفسه في التأليف، ومخالفته أيضاً لعقيدة الشيعه المعروفة عندهم.
وسيكون تقرير هذا كله بالاستدلال على كل جزئية من كلامه والمقارنة بين أقواله والمناظرة بين مسائلة التي يقررها من خلال كتبه الأربعة المعروفه0
وها هو ذا تفصيل ذلك:
أولاً: جهله.
ويــدل على ذلك ما ذكره المؤلف عن نفسه واعترافــه بأنـــــــه
ليست عنده مكتبة خاصة إلا بعد أن أهدى له العلماء الشيعه في العراق مجموعة من كتبهم، يقول: «وفوجئت عند دخولي إلى منزلي بكثرة الكتب التي وصلت قبلي وعرفت مصدرها........فرحت كثيراً، ونظمت الكتب في بيت خاص سميته المكتبة».(1)
ثم يقول بعد ذلك: «سافرت إلى العاصمة، ومنها اشتريت صحيح البخاري، وصحيح مسلم، ومسند الإمام أحمد، وصحيح الترمذي، وموطأ مالك، وغيرها من الكتب الأخرى المشهورة، ولم أنتظر الرجوع إلى البيت فكنت طوال الطريق بين تونس وقفصة وأنا راكب في حافلة النقل العمومية أتصفح كتاب البخاري، وأبحث عن رزية الخميس متمنياً أن لا أعثر عليها، ورغم أنفي وجدتها...».(2)
فليتأمل القارئ قوله: (ثم وضعت الكتب في مكان سميته المكتبة) وكأنه أول من ابتكر المكتبات في البيوت ثم وضع لها هذا الاسم الذي ظن أنه لم يسبق إليه، ثم شرائه من بعد ذلك الصحيحين، والكتب المشهورة في الحديث بعد أن لم تكن عنده ولا يعرفها.
في حين أن هذه الكتب لاتكاد تخلو منها مكتبة طالب علم
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــ
(1) ثم اهتديت ص86-87.
(2) المرجع نفسه ص88.
صغير، فضلاً عمن يعد نفسه من العلماء، ويتصدى للبحث والتأليف في أخطر المسائل وأدقها في باب الاعتقاد.
هذا وقد اعترف المؤلف في موطن آخر من كتابه (ثم اهتديت) بأنه ليست عنده معرفة بعلوم الشريعة، زاعماً أنه لا يحتاج إليها في بحثه عن أحوال الصحابة.
يقول ضمن نقله لحوار دار بينه وبين عالم سني: «فقال: لايمكنك الاجتهاد إلا إذا عرفت سبعة عشر علماً، منها علم التفسير واللغة،والنحو،والصرف،والبلاغة، والأحاديث، والتاريخ، وغير ذلك.
وقاطعته قائلاً: أنا لن أجتهد لأبين للناس أحكام القرآن والسنة، أو لأكون صاحب مذهب في الإسلام كلا، ولكن لأعرف من على الحق، ومن على الباطل، ولمعرفة أن الإمام علي على الحق أو معاوية مثلاً، ولا يتطلب ذلك الإحاطة بسبعة عشر علماً، ويكفي أن أدرس حياة كل منهما، وما فعلاه حتى أتبين الحقيقة».(1)
ولهذا وقع المؤلف في أخطاء وجهالات لا تخفى على طالب في المراحل الدنيا من التعليم.
كقوله في كتابه فاسألوا أهل الذكر: «وإذا ما سألتهم -أي أهل السنة- من هؤلاء المنافقون الذين نزلت فيهم أكثر من مائة وخمسين آية
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــ
(1) ثم اهتديت ص150.
في سورتي التوبة والمنافقون فسيجيبون هو عبدالله بن أبيّ،
وعبدالله بن أبي سلول، وبعد هذين الرجلين لا يجدون اسماً
آخـــر».(1)
وقوله أيضاً: «فكيف يحصر النفاق بابن أبيّ، وابن أبي سلول المعلومين لدى عامة المسلمين».(2)
فقد وقع في أخطاء شنيعة:
الأول: قوله: إنه نزلت في المنافقين أكثر من مائة وخمسين آية في سورتي (التوبة) (والمنافقون)، فسورتا (التوبة) و(المنافقون) لم تبلغا مائة وخمسين آيه في مجموعها، فالتوبة (129) آيه، والمنافقون (11) آية، هذا مع أنه ليس كل آيات السورتين في المنافقين، فالثلاث الآيات الأخيرة من سورة (المنافقون) ليست في المنافقين، وكذلك التوبة فيها آيات كثيرة ليست في المنافقين.
ومفهوم كلامه هنا أن الآيات التي نزلت في المنافقين محصورة في السورتين، وهذا خطأ آخر، فقد نزلت آيات كثيرة في المنافقين ليست في السورتين المذكورتين، كما وردت بذلك آيات في البقرة
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــ
(1) فسألوا أهل الذكر ص119.
(2) المرجع نفسه ص119.
وآل عمران والنساء والمائدة(1) وغيرها من سور القرآن.
الثاني: ظنه أن ابن أبيّ غير ابن سلول وأنهما رجلان، وإنما هو رجل واحد فهو عبدالله بن أبيّ بن سلول، زعيم المنافقين ورأسهم في المدينـــة.(2)
الثالث: قوله: «وبعد هذين الرجلين لا يجدون اسماً آخر»، فهذا من جهله المركب، وعظيم جرأته على الكلام بدون علم، ولا تثبت، فلو رجع هذا المجازف في الكلام إلى أشهر كتاب متداول في السيرة، وهو سيرة ابن هشام، لوجد أن المؤلف سرد في الجزء الثاني من هذا الكتاب أسماء طائفة كبيرة من المنافقين في أكثر من عشر صفحات يذكرهم بأسمائهم وأسماء آبائهم، مبيناً بعض ما نزل في كل واحد منهم من القرآن(3)، هذا غير ما ذكره المؤرخون الآخرون، والمفسرون في كتب التفسير.
ومن جهالات المؤلف الكبيرة قوله: «وأبدلت الصحابة المنقلبين على أعقابهم أمثال معاوية، وعمرو بن العاص، والمغيرة بن شعبة، وأبي هريرة
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــ
(1) من هـــذه الآيات على سبيل المثال: في البقرة 8-20،204-206، وفي آل عمران 120،154، وفي النساء 60-66،72-73،138-146، وفي المائدة 41،52،53.
(2) انظر ترجمته وطرفاً من أخباره في سيرة ابن هشام 2/620،469،555.
(3) سيرة ابن هشام 2/548-557.
وعكرمة، وكعب الأحبار وغيرهم بالصحابة الشاكرين...»(1) وهذا الكلام مع ما فيه من زيغ وضلال بعيد، سيأتي الرد عليه في موضعه، فإنه متضمن لخطأ شنيع حيث عدّ كعب الأحبار من الصحابة وإنما هو من التابعين، فقد أسلم بعد موت النبي r، وقدم المدينة في عهد عمر (2)، وهذا مشهور عند أهل العلم، لكن المؤلف بجهله وقع في مثل هذا الخطأ الفادح الفاضح.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــ
(1) ثم اهتديت 158.
(2) سير أعلام النبلاء 3/489.
وعموماً فأخطاء المؤلف الدالة على جهله، وقلة بضاعته في العلم كثيرة، وإنما سقت هنا أمثلة يستدل بها، قبل تفصيل الرد عليه، وسيأتي في أثناء الرد المزيد من ذلك إن شاء الله تعالى ضمن هذه السلسله .
ثانياً: غروره وإعجابه بنفسه.
اتسمت شخصية المؤلف بالغرور المفرط، والإعجاب بالنفس، يظهر ذلك من خلال حديثه عن نفسه، وتزكيته لنفسه في مواطن كثيرة من كتبه ومن أمثله ذلك:
قوله متحدثاً عن رحلته للحج: «لذلك ظننت أن الله هو الذي ناداني، وأحاطني بعنايته، وأوصلني إلى ذلك المقام الذي تموت
الأنفس دون الوصول إليه حسرة ورجاء».(1)
ويقول أيضاً: «عناية ربانية أخرى، جعلت كل من يراني من الوفود يحبني، ويطلب عنواني للمراسلة».(2)
ويقول متحدثاً عن وضعه في بلده: «وتعدت شهرتي حدود مدينتي إلى مدن أخرى مجاورة، فقد يمر المسافر فيصلي الجمعة، ويحضر تلك الدروس، ويتحدث بها في مجتمعه».(3)
ويقول: «وبشّروني بأن صاحب الزمان -ويقصدون به الشيخ إسماعيل- قد اصطفاني من بين الناس لأكون من خاصة الخاصة، وطار قلبي فرحاً بهذا الخبر، وبكيت تأثراً بهذه العناية الربانية التي ما زالت ترفعني من مقام سام، إلى ما هو أسمى، ومن حسن إلى ما هو أحسن...».(4)
فهذه بعض أقوال المؤلف في حديثه عن نفسه، وتزكيته لها، و يقول الله تعالى: (فلا تزكوا أنفسكم هو أعلم بمن اتقى) (5)، ويقول: (ألم تر إلى الذين
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــ
(1) ثم اهتديت ص14.
(2) ثم اهتديت ص14.
(3) المرجع نفسه ص16.
(4) المرجع نفسه ص17.
(5)سورة النجم 32.
يزكون أنفسهم بل الله يزكى من يشاء ولا يظلمون فتيلاً ( (1)
ومع وقوع هذا المسكين في هذا المحذور العظيم، فإنه قد جمع إليه جرماً آخر، وهو افتخاره بالمعاصي كالغناء وكثرة السفر إلى بلاد الكفر، ومعرفته بتلك البلاد، حيث يقول ضمن حديثه عن زيارته لمصر: «... وكانوا يعجبون لحماسي وصراحتى وكثرة اطلاعي، فإذا تحدثوا عن الفن غنيت، وإذا تحدثوا عن الزهد والتصوف ذكرت لهم أني من الطريقة التيجانية والمدنية أيضاً، وإذا تحدثوا عن الغرب حكيت لهم عن باريس، ولندن، وبلجيكا، وهولندا، وإيطاليا، وأسبانيا التي زرتهاخلال العطل الصيفية، وإذا تحدثوا عن الحج فاجأتهم بأني حججت وأني ذاهب إلى العمرة، وحكيت لهم عن أماكن لايعرفها حتىالذي حج سبع مرات:كغارحراء،وغارثور، ومذبح إسماعيل، وإذا تحدثوا عن العلوم والاختراعات شفيت غليلهم بالأرقام والمصطلحات، وإذا تحدثوا عن السياسة أفحمتهم بما عندي من آراء».(2)
إلى أن يقول: «والمهم من كل ما حكيته في هذا الفصل هو أن شعوري بدأ يكبر، وركبني بعض الغرور، وظننت فعلاً بأني أصبحت
عالماً، كيف لا وقد شهد لي بذلك علماء الأزهر الشريف، ومنهم من قال لي: يجب أن يكون مكانك هنا في الأزهر، ومما زادني فخراً واعتزازاً بالنفس أن رسول الله r أذن لي في الدخول لرؤية مخلّفاته حسب ما ادعاه المسؤول عن مسجد سيدنا الحسين بالقاهرة...».(3)
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــ
(1) سورة النساء 49-50.
(2)ثم اهتديت ص23-24.
(3) ثم اهتديث ص24.
وفي السلسله القادمه ان شاء الله ساكمل لكم النقد العام لمؤلفات المؤلف
ثم ان شاء الله بعد ذلك سادخل معكم بتفاصيل ما تضمنه كتابه ( ثم اهتديت )
والله من وراء القصد 00
تعليق