من هدي القرآن الكريم
دروس رمضان المبارك
الدرس الثالث عشر
سورة آل عمران : من الآية (33) إلى الآية (91)
ألقاها السيد / حسين بدر الدين الحوثي
بتاريخ 14رمضان 1424هـ
الموافق 8/11/2003م
هذه الدروس نقلت من تسجيل لها في أشرطة كاسيت ، وقد
ألقيت ممزوجة بمفردات وأساليب من اللهجة المحلية العامية.
وحرصاً منا على سهولة الإستفادة منها أخرجناها مكتوبة على هذا النحو .
والله الموفق
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم
بسم الله الرحمن الرحيم
{إِنَّ اللهَ اصْطَفَى آدَمَ وَنُوْحَاً وَآلَ إِبْرَاهِيْمَ وَآلَ عِمْرَانَ عَلَى الْعَالَمِيْنَ (33) ذُرِّيَّةً بَعْضُهَا مِنْ بَعْضٍ وَاللهُ سَمِيْعٌ عَلِيْمٌ (34) إِذْ قَالَتِ امْرَأةُ عِمْرَانَ رَبِّ إِنِّي نَذَرْتُ لَكَ مَا فِيْ بَطْنِيْ مُحَرَّرَاً فَتَقَبَّلْ مِنِّي إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيْعُ الْعَلِيْمُ (35) فَلَمَّا وَضَعَتْهَا قَالَتْ رِبِّ إِنِّيْ وَضَعْتُهَا أُنْثَى وَاللهُ أَعْلَمُ بِمَا وَضَعَتْ وَلَيْسَ الذَّكَرُ كَالأُنْثَى وَإِنِّي سَمَّيْتُهَا مَرْيَمَ وَإِنِّي أُعِيْذُهَا بِكَ وَذُرِّيَّتَهَا مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيْمِ (36) فَتَقَبَّلَهَا رَبُّهَا بِقَبُوْلٍ حَسَنٍ وَأَنْبَتَهَا نَبَاتَاً حَسَنَاً وَكَفَّلَهَا زَكَرِيَّا كُلَّمَا دَخَلَ عَلَيْهَا زَكَرِيَّا الْمِحْرَابَ وَجَدَ عِنْدَهَا رِزْقَاً قَالَ يَا مَرْيَمُ أَنَّى لَكِ هَذَا قَالَتْ هُوَ مِنْ عِنْدِ اللهِ إِنَّ اللهَ يَرْزُقُ مَنْ يَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ (37) هُنَالِكَ دَعَا زَكَرِيَّا رَبَّهُ قَالَ رَبِّ هَبْ لِيْ مِنْ لَدُنْكَ ذُرِّيَّةً طَيِّبَةً إِنَّكَ سَمِيْعُ الدُّعَاءِ (38) فَنَادَتْهُ الْمَلاَئِكَةُ وَهُوَ قَائِمٌ يُصَلِّي فِيْ الْمِحْرَابِ أَنَّ اللهَ يُبَشِّرُكَ بِيَحْيَى مُصَدِّقَاً بِكَلِمَةٍ مِنَ اللهِ وَسَيِّدَاً وَحَصُوْرَاً وَنَبِيَّاً مِنَ الصَّالِحِيْنَ (39) قَالَ رَبِّ أَنَّى يَكُوْنُ لِيْ غُلاَمٌ وَقَدْ بَلَغَنِيَ الْكِبَرُ وَامْرَأَتِيْ عَاقِرٌ قَالَ كَذَلِكَ اللهُ يَفْعَلُ مَا يَشَاءُ (40) قَالَ رَبِّ اجْعَلْ لِي آيَةً قَالَ آيَتُكَ أَلاَّ تُكَلِّمَ النَّاسَ ثَلاَثَةَ أَيَّامٍ إِلاَّ رَمْزَاً وَاذْكُرْ رَبَّكَ كَثِيْرَاً وَسَبِّحْ بِالْعَشِيِّ وَالإِبْكَارِ (41) وَإِذْ قَالَتِ الْمَلاَئِكَةُ يَا مَرْيَمُ إِنَّ اللهَ اصْطَفَاكِ وَطَهَّرَكِ وَاصْطَفَاكِ عَلَى نِسَاءِ الْعَالَمِيْنَ (42) يَا مَرْيَمُ اقْنُتِي لِرَبِّكِ وَاسْجُدِيْ وَارْكَعِيْ مَعَ الرَّاكِعِيْنَ (43) ذَلِكَ مِنْ أَنْبَاءِ الْغَيْبِ نُوْحِيْهِ إِلَيْكَ وَمَا كُنْتَ لَدَيْهِمْ إِذْ يُلْقُوْنَ أَقْلاَمَهُمْ أَيُّهُمْ يَكْفُلُ مَرْيَمَ وَمَا كُنْتَ لَدَيْهِمْ إِذْ يَخْتَصِمُوْنَ (44) إِذْ قَالَتِ الْمَلاَئِكَةُ يَا مَرْيَمُ إِنَّ اللهَ يُبَشِّرُكِ بِكَلِمَةٍ مِنْهُ اسْمُهُ الْمَسِيْحُ عِيْسَى ابْنُ مَرْيَمَ وَجِيْهَاً فِيْ الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَمِنَ الْمُقَرَّبِيْنَ (45) وَيُكَلِّمُ النَّاسَ فِيْ الْمَهْدِ وَكَهْلاً وَمِنَ الصَّالِحِيْنَ (46) قَالَتْ رَبِّ أَنَّى يَكُوْنُ لِيْ وَلَدٌ وَلَمْ يَمْسَسْنِيْ بَشَرٌ قَالَ كَذَلِكِ اللهُ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ إِذَا قَضَى أَمْرَاً فَإِنَّمَا يَقُوْلُ لَهُ كُنْ فَيَكُوْنُ (47) وَيُعَلِّمُهُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَالتَّوْرَاةَ وَالإِنْجِيْلَ (48) وَرَسُوْلاً إِلَى بَنِيْ إِسْرَائِيْلَ أَنِّيْ قَدْ جِئْتُكُمْ بِآيَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ أَنِّي أَخْلُقُ لَكُمْ مِنَ الطِّيْنِ كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ فَأَنْفُخُ فِيْهِ فَيَكُوْنُ طَيْرَاً بِإِذْنِ اللهِ وَأُبْرِئُ الأَكْمَهَ وَالأَبْرَصَ وَأُحْيِيْ الْمَوْتَى بِإِذْنِ اللهِ وَأُنَبِّئُكُمْ بِمَا تَأْكُلُوْنَ وَمَا تَدَّخِرُوْنَ فِيْ بُيُوْتِكُمْ إِنَّ فِيْ ذَلِكَ لآيَةً لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِيْنَ (49) وَمُصَدِّقَاً لِمَا بَيْنَ يَدَيَّ مِنَ التَّوْرَاةِ وَلأُحِلَّ لَكُمْ بَعْضَ الَّذِيْ حُرِّمَ عَلَيْكُمْ وَجِئْتُكُمْ بِآيَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ فَاتَّقُوْا اللهَ وَأَطِيْعُوْنِ (50) إِنَّ اللهَ رَبِّيْ وَرَبُّكُمْ فَاعْبُدُوْهُ هَذَا صِرَاطٌ مُسْتَقِيْمٌ (51) فَلَمَّا أَحَسَّ عِيْسَى مِنْهُمُ الْكُفْرَ قَالَ مَنْ أَنْصَارِي إِلَى اللهِ قَالَ الْحَوَارِيُّوْنَ نَحْنُ أَنْصَارُ اللهِ آمَنَّا بِاللهِ وَاشْهَدْ بِأَنَّا مُسْلِمُوْنَ (52) رَبَّنَا آمَنَّا بِمَا أَنْزَلْتَ وَاتَّبَعْنَا الرَّسُوْلَ فَاكْتُبْنَا مَعَ الشَّاهِدِيْنَ (53) وَمَكَرُوْا وَمَكَرَ اللهُ وَاللُه َخْيُر الْمَاكِرِيْنَ (54) إِذْ قَالَ اللهُ يَا عِيْسَى إِنِّيْ مُتَوَفِّيْكَ وَرَافِعُكَ إِلَيَّ وَمُطَهِّرُكَ مِنَ الَّذِيْنَ كَفَرُوْا وَجَاعِلُ الَّذِيْنَ اتَّبَعُوْكَ فَوْقَ الَّذِيْنَ كَفَرُوْا إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ ثُمَّ إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأَحْكُمُ بَيْنَكُمْ فِيْمَا كُنْتُمْ فِيْهِ تَخْتَلِفُوْنَ (55) فَأَمَّا الَّذِيْنَ كَفَرُوْا فَأُعَذِّبُهُمْ عَذَابَاً شَدِيْدَاً فِيْ الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَمَا لَهُمْ مِنْ نَاصِرِيْنَ (56) وَأَمَّا الَّذِيْنَ آمَنُوْا وَعَمِلُوْا الصَّالِحَاتِ فَيُوَفِّيْهِمْ أُجُوْرَهُمْ وَاللهُ لاَ يُحِبُّ الظَّالِمِيْنَ (57) ذَلِكَ نَتْلُوْهُ عَلَيْكَ مِنَ الآيَاتِ وَالذِّكْرِ الْحَكِيْمِ (58) إِنَّ مَثَلَ عِيْسَى عِنْدَ اللهِ كَمَثَلِ آدَمَ خَلَقَهُ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ قَالَ لَهُ كُنْ فَيَكُوْنُ (59) الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ فَلاَ تَكُنْ مِنَ الْمُمْتَرِيْنَ (60) فَمَنْ حَاجَّكَ فِيْهِ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ فَقُلْ تَعَالَوْا نَدْعُ أَبْنَاءَنَا وَأَبْنَاءَكُمْ وَنِسَاءَنَا وَنِسَاءَكُمْ وَأَنْفُسَنَا وَأَنْفُسَكُمْ ثُمْ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَلْ لَعْنَةَ اللهِ عَلَى الْكَاذِبِيْنَ (61) إِنَّ هَذَا لَهُوَ الْقَصَصُ الْحَقُّ وَمَا مِنْ إِلَهٍ إِلاَّ اللهُ وَإِنَّ اللهَ لَهُوَ الْعَزِيْزُ الْحَكِيْمُ (62) فَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّ اللهَ عَلِيْمٌ بِالْمُفْسِدِيْنَ (63) قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوا إِلَى كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلاَّ نَعْبُدَ إِلاَّ اللهَ وَلاَ نُشْرِكَ بِهِ شَيْئَاً وَلاَ يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضَاً أَرْبَابَاً مِنْ دُونِ اللهِ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُوْلُوْا اشْهَدُوْا بِأَنَّا مُسْلِمُوْنَ (64) يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لِمَ تُحَاجُّوْنَ فِيْ إِبْرَاهِيْمَ وَمَا أُنْزِلَتِ التَّوْرَاةُ وَالإِنْجِيْلُ إِلاَّ مِنْ بَعْدِهِ أَفَلاَ تَعْقِلُوْنَ (65) هَاأَنْتُمْ هؤلاء حَاجَجْتُمْ فِيْمَا لَكُمْ بِهِ عِلْمٌ فَلِمَ تُحَاجُّوْنَ فِيْمَا لَيْسَ لَكُمْ بِهِ عِلْمٌ وَاللهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لاَ تَعْلَمُوْنَ (66) مَا كَانَ إِبْرَاهِيْمُ يَهُوْدِيَّاً وَلاَ نَصْرَانِيَّاً وَلَكِنْ كَانَ حَنِيْفَاً مُسْلِمَاً وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِيْنَ (67) إِنَّ أَوْلَى النَّاسِ بِإِبْرَاهِيْمَ لَلَّذِيْنَ اتَّبَعُوْهُ وَهَذَا النَّبِيُّ وَالَّذِيْنَ آمَنُوْا وَاللهُ وَلِيُّ الْمُؤْمِنِيْنَ (68) وَدَّت طَائِفَةٌ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَوْ يُضِلُّوْنَكُمْ وَمَا يُضِلُّوْنَ إِلاَّ أَنْفُسَهُمْ وَمَا يَشْعُرُوْنَ (69) يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لِمَ تَكْفُرُوْنَ بِآيَاتِ اللهِ وَأَنْتُمْ تَشْهَدُوْنَ (70) يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لِمَ تَلْبِسُوْنَ الْحَقَّ بِالْبَاطِلِ وَتَكْتُمُوْنَ الْحَقَّ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُوْنَ (71) وَقَالَت طَائِفَةٌ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ آمِنُوْا بِالَّذِيْ أُنْزِلَ عَلَى الَّذِيْنَ آمَنُوا وَجْهَ النَّهَارِ وَاكفُرُوا آخِرَهُ لَعَلَّهُم يَرْجِعُونَ (72) وَلاَ تُؤْمِنُوْا إِلاَّ لِمَنْ تَبِعَ دِيْنَكُمْ قُلْ إِنَّ الْهُدَى هُدَى اللهِ أَنْ يُؤْتَى أَحَدٌ مِثْلَمَا أُوْتِيْتُمْ أَوْ يُحَاجُّوْكُمْ عِنْدَ رَبِّكُمْ قُلْ إِنَّ الْفَضْلَ بِيَدِ اللهِ يُؤْتِيْهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ (73) يَخْتَصُّ بِرَحْمَتِهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللهُ ذُوْ الْفَضْلِ العْظَيِمْ ِ(74) وَمِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ مَنْ إِنْ تَأْمَنْهُ بِقِنْطَارٍ يُؤَدِّهِ إِلَيْكَ وَمِنْهُمْ مَنْ إِنْ تَأْمَنْهُ بِدِيْنَارٍ لاَ يُؤَدِّهِ إِلَيْكَ إِلاَّ مَا دُمْتَ عَلَيْهِ قَائِمَاً ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُوْا لَيْسَ عَلَيْنَا فِيْ الأُمِّيِّينَ سَبِيْلٌ وَيَقُوْلُوْنَ عَلَى اللهِ الْكَذِبَ وَهُمْ يَعْلَمُوْنَ (75) بَلَى مَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ وَاتَّقَى فَإِنَّ اللهَ يُحِبُّ الْمُتَّقِيْنَ (76) إِنَّ الَّذِيْنَ يَشْتَرُوْنَ بِعَهْدِ اللهِ وَأَيْمَانِهِمْ ثَمَنَاً قَلِيْلاً أُوْلاَئِكَ لاَ خَلاَقَ لَهُمْ فِيْ الآخِرَةِ وَلاَ يُكَلِّمُهُمُ اللهُ وَلاَ يَنْظُرُ إِلَيْهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلاَ يُزَكِّيْهِمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيْمٌ (77) وَإِنَّ مِنْهُمْ لَفَرِيْقَاً يَلْوُونَ أَلْسِنَتَهُمْ بِالْكِتَابِ لِتَحْسَبُوْهُ مِنَ الْكِتَابِ وَمَا هُوَ مِنَ الْكِتَابِ وَيَقُوْلُوْنَ هُوَ مِنْ عِنْدِ اللهِ وَمَا هُوَ مِنْ عِنْدِ اللهِ وَيَقُوْلُوْنَ عَلَى اللهِ الْكَذِبَ وَهُمْ يَعْلَمُوْنَ (78) مَا كَانَ لِبَشَرٍ أَنْ يُؤْتِيَهُ اللهُ الْكِتَابَ وَالْحُكْمَ وَالنُّبُوَّةَ ثُمَّ يَقُوْلَ لِلنَّاسِ كُوْنُوْا عِبَادَاً لِيْ مِنْ دُوْنِ اللهِ وَلَكِنْ كُوْنُوا رَبَّانِيِّينَ بِمَا كُنْتُمْ تُعَلِّمُوْنَ الْكِتَابَ وَبِمَا كُنْتُمْ تَدْرُسُوْنَ (79) وَلاَ يَأْمُرَكُمْ أَنْ تَتَّخِذُوْا الْمَلاَئِكَةَ وَالنَّبِيِّينَ أَرْبَابَاً أَيَأْمُرُكُمْ بِالْكُفْرِ بَعْدَ إِذْ أَنْتُمْ مُسْلِمُوْنَ (80) وَإِذْ أَخَذَ اللهُ مِيْثَاقَ النَّبِيِّينَ لَمَا آتَيْتُكُمْ مِنْ كِتَابٍ وَحِكْمَةٍ ثُمَّ جَاءَكُمْ رَسُوْلٌ مُصَدِّقٌ لِمَا مَعَكُمْ لَتُؤْمِنُنَّ بِهِ وَلَتَنْصُرُنَّهُ قَالَ ءَأَقْرَرْتُمْ وَأَخَذْتُمْ عَلَى ذَلِكُمْ إِصْرِي قَالُوْا أَقْرَرْنَا قَالَ فَاشْهَدُوْا وَأَنَا مَعَكُمْ مِنَ الشَّاهِدِيْنَ (81) فَمَنْ تَوَلَّى بَعْدَ ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُوْنَ (82) أَفَغَيْرَ دِيْنِ اللهِ يَبْغُوْنَ وَلَهُ أَسْلَمَ مَنْ فِيْ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ طَوْعَاً وَكَرْهَاً وَإِلَيْهِ يُرْجَعُوْنَ (83) قُلْ آمَنَّا بِاللهِ وَمَا أُنْزِلَ عَلَيْنَا وَمَا أُنْزِلَ عَلَى إِبْرَاهِيْمَ وَإِسْمَاعِيْلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوْبَ وَالأَسْبَاطِ وَمَا أُوْتِيَ مُوْسَى وَعِيْسَى وَالنَّبِيُّونَ مِنْ رَبِّهِمْ لاَ نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْهُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُوْنَ (84) وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الإِسْلاَمِ دِيْنَاً فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِيْ الآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِيْنَ (85) كَيْفَ يَهْدِي اللهُ قَوْمَاً كَفَرُوْا بَعْدَ إِيْمَانِهِمْ وَشَهِدُوْا أَنَّ الرَّسُوْلَ حَقٌّ وَجَاءَهُمُ الْبَيِّنَاتُ وَاللهُ لاَ يَهْدِيْ الْقَوْمَ الظَّالِمِيْنَ (86) أُوْلَئِكَ جَزَاؤُهُمْ أَنَّ عَلَيْهِمْ لَعْنَةَ اللهِ وَالْمَلاَئِكَةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِيْنَ (87) خَالِدِيْنَ فِيْهَا لاَ يُخَفَّفُ عَنْهُمُ الْعَذَابُ وَلاَ هُمْ يُنْظَرُوْنَ (88) إِلاَّ الَّذِيْنَ تَابُوْا مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ وَأَصْلَحُوْا فَإِنَّ اللهَ غَفُوْرٌ رَحِيْمٌ (89) إِنَّ الَّذِيْنَ كَفَرُوْا بَعْدَ إِيْمَانِهِمْ ثُمَّ ازْدَادُوْا كُفْرَاً لَنْ تُقْبَلَ تَوْبَتُهُمْ وَأُوْلَئِكَ هُمُ الضَّالُّوْنَ (90) إِنَّ الَّذِيْنَ كَفَرُوْا وَمَاتُوْا وَهُمْ كُفَّارٌ فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْ أَحَدِهِمْ مِلْئُ الأَرْضِ ذَهَبَاً وَلَوِ افْتَدَى بِهِ أُوْلَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيْمٌ وَمَا لَهُمْ مِنْ نَاصِرِيْنَ } صدق الله العظيم .
الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على سيدنا محمد وعلى آله الطاهرين
اللهم اهدنا وتقبل منا إنك أنت السميع العليم وتب علينا إنك أنت التواب الرحيم
من البداية سمعنا بالأمس الآيات السابقة من قول الله تعالى:{قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَنْ تَشَاءُ وَتَنْزِعُ الْمُلْكَ مِمَّنْ تَشَاءُ وَتُعِزُّ مَنْ تَشَاءُ وَتُذِلُّ مَنْ تَشَاءُ بِيَدِكَ الْخَيْرُ إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ}(آل عمران : الآية26) إلى قوله تعالى:{.. قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ قُلْ أَطِيعُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ الْكَافِرِينَ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَى آدَمَ وَنُوحاً وَآلَ إِبْرَاهِيمَ وَآلَ عِمْرَانَ عَلَى الْعَالَمِينَ ذُرِّيَّةً بَعْضُهَا مِنْ بَعْضٍ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ}(آل عمران : الآيات من 31 ـ 34) .
تقرر هذه الآيات كلها وكثير من أمثالها في القرآن الكريم مما قد سبق ، وبقية السور أعني هي تؤكد وتقرر قضية أن الله سبحانه وتعالى هو الذي له الحكم والأمر في عباده ، هو الذي خلق الخلق ، هو الذي له ما في السموات وما في الأرض وهو على كل شيء قدير فهو يؤتي الملك من يشاء وينزع الملك ممن يشاء فدور الناس أو تنتهي القضية بالنسبة للناس إلى التسليم المطلق لأمر الله سبحانه وتعالى{ قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ} تدَّعون أنكم تحبون الله{فاتبعوني} هذا مؤشر وعلامة للتسليم لله سبحانه وتعالى، وليس كل واحد من عنده من هنا ومن هنا فاتبعوني ليحببكم الله .
الله قد جعل علامة التسليم له ومصداقية حبه أن يتبعوا رسول الله صلوات الله عليه وعلى آله، ثم قال بعد:{قُلْ أَطِيعُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ} (آل عمران : من الآية 32) اتباع طاعة قد يكون الإتباع فيه نوع من الشعور بالقسرية بالكراهية بنوع من الثقل على النفس، لكن يجب أن يكون على هذا النحو: الإتباع لرسول الله صلوات الله عليه وعلى آله اتباع طاعة {قُلْ أَطِيعُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ} (آل عمران : من الآية 32) هذا الرسول وإن لم يكن منكم، وإن لم يكن من بني إسرائيل ، الله هو الذي له الحكم والأمر في عباده ، يجب أن تسلموا له والقضية لم تخرج عن السنة الإلهية في موضوع الإصطفاء، في موضوع الإصطفاء {إِنَّ اللهَ اصْطَفَى آدَمَ وَنُوْحَاً وَآلَ إِبْرَاهِيْمَ..}(آل عمران : من الآية 33) إلى آخر الآية ، ومحمد صلوات الله عليه وعلى آله هو من آل إبراهيم اصطفاء ذرية بعضها من بعض ، فهذا الرسول الذي أمرتم بطاعته والذي جعلت طاعته علامة لمحبتكم إن كنتم صادقين في دعواكم الحب لله هو نفسه أصطفي وأختير ؛ لأن هذه هي سنة إلهية {إِنَّ اللهَ اصْطَفَى آدَمَ وَنُوْحَاً وَآلَ إِبْرَاهِيْمَ وَآلَ عِمْرَانَ عَلَى الْعَالَمِيْنَ} (آل عمران : الآية 33) فهو اصطفى رسول الله صلوات الله عليه وعلى آله ليكون رسولاً للعالمين .
هنا لاحظ في مسألة الإصطفاء كيف يأتي بالشكل الذي نحاول دائماً أن نتحدث به لنفهمه جميعاً قضية (الدوائر) اصطفى آدم ونوحاً ، اصطفى آل إبراهيم وآل عمران ، أليس آل عمران من آل إبراهيم ؟ في الداخل؟ آل عمران أسرة عيسى ، وسيأتي الحديث بالنسبة لمريم بنت عمران ونذر والدتها ، اصطفى آل إبراهيم كدائرة يصطفي من داخلهم أنبياء ، ويصطفي من داخلهم ورثة للكتاب لمن يصطفيه على هذا النحو دور ، وللدائرة هذه دور هام جداً ودور هذا ودور هذا كله يتوقف على مدى التمسك بالكتاب ، ويأتي التأكيد للكل أن يتمسكوا بالكتاب . اصطفاهم لحمل مسئولية : إقامة دين الله ، أن يكونوا هم من يحرصون على أن يجسدوا قيم الدين ويمثلوه في سلوكياتهم في واقعهم في مجتمعهم حتى تظهر قيمة هذا الدين أمام الآخرين لينجذبوا إليه وتظهر عظمته في نفس الوقت كشهادة على أنه على أرقى مستوى وأن البشر لا يستطيعون على الإطلاق مهما حاولوا أن يقننوا لأنفسهم أو يضعوا مناهج ثقافية لأنفسهم لا يستطيعون أبداً أن يرتقوا إلى جزء مما يمكن أن يتحقق على طريق الإلتزام بهدى الله سبحانه وتعالى .
وكما نؤكد دائماً بأنه هكذا مسألة الإصطفاء ، التفضيل هي كلها مسئوليات ومن اصطُفي سواء اصطفاء شخصي أو اصطفاء على مستوى دائرة معينة تجد الخطاب لهم دائماً أن يتمسكوا بالكتاب ، يقول لرسول الله صلوات الله عليه وعلى آله {فَاسْتَمْسِكْ بِالَّذِي أُوحِيَ إِلَيْكَ} (الزخرف : من الآية 43) {فَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ} (هود : من الآية 112) {فَلِذَلِكَ فَادْعُ وَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ} (الشورى : من الآية : 15) ويقول للكل:{خُذُوا مَا آتَيْنَاكُمْ بِقُوَّةٍ} (البقرة : من الآية 63) .
تجد هنا على الرغم مما ذكر داخل بني إسرائيل الصفحات السوداء القاتمة فعلاً في تاريخهم تجد كان هناك ـ سواء على مستوى أفراد أو أسر أحياناً قد يكونون قليلاً وأحياناً قد يكونون كثيراً ـ نماذج عالية . في قصة طالوت وجدنا نماذج عالية تلك المجاميع التي بقيت معه الذين يقول المفسرون: بأنهم ربما لا يتجاوزون ثلاثمائة وثلاثة عشر أو أربعة عشر شخصاً قد كانوا نماذج عالية من داخل بني إسرائيل ، آل عمران أسرة متميزة داخل بني إسرائيل داخل آل إبراهيم هذه لها قيمتها بالنسبة للناحية العقائدية من ناحية الأمل بأنه تلك الدائرة التي اصطفيت كما قال هنا

ألسنا نجد هنا في داخل بني إسرائيل شخصيات عالية على مستوى هداة وأتباع على درجة عالية من الإلتزام والمعرفة والحكمة والرؤية؟ لأن ما عرض علينا في قصة طالوت وجنوده تجد فئة متميزة بقوة إيمانها تجد عندها أيضاً رؤية صحيحة فهماً صحيحاً ، هذه تعطي الإنسان أملاً بأنه مهما كانت مهما وصلت الحالة ما يزال ذلك الإصطفاء الإلهي قائماً ، وكما قال الإمام زيد "إلا أنه لا تكون هداة الأمة إلا منهم" .
لهذا أُمِرَ الناس فيما يتعلق بأهل البيت بمودتهم فيما تعنيه المودة تعني ميل إلى جانبهم نوع من الميل إلى جانبهم على أساس أنه أنت لديك ميل إلى هذه الدائرة وأنت في نفس الوقت تعرف كيف سنة الله داخل هذه الدائرة وكيف تتعامل مع هذه الدائرة مع دائرة أهل البيت ، وهي نفسها القضية التي كان عليها بنوا إسرائيل أي عندما يأتي في هذه الآية بكلمة (اصطفى آدم ونوحاً وآل إبراهيم ) وكل ما تقدم من أشياء تلك الصور القاتمة جداً أليست من داخل ناس من آل إبراهيم؟ ما يزال الإصطفاء قائماً في تلك المرحلة التاريخية الطويلة ولم يكن مثلاً ما هناك من صفحات سوداء بالشكل الذي يقفل الباب أمام أن يكون من داخلهم هداة وأن يكون داخلهم أسر متميزة وأتباع متميزون وشخصيات متميزة .
{إِذْ قَالَتِ امْرَأَتُ عِمْرَانَ رَبِّ إِنِّي نَذَرْتُ لَكَ مَا فِي بَطْنِي مُحَرَّراً} (آل عمران : من الآية 35) أليست هذه امرأة متميزة؟ أعني عندها حب لله إخلاص لله عبودية تعتبر مثلاً في التسليم لله سبحانه وتعالى فهي تريد أن تنذر لله بما في بطنها ليكون ماذا؟ ما في بطنها أي مولود ـ هي كانت تعتقد أنه كان يمكن أن يكون رجلاً ـ أن يكون منقطعاً للعبادة ويختص بخدمة بيت المقدس ـ كما يقول المفسرون ـ أي لخدمة محل عبادتهم لا أدري هل كان الهيكل أو بيت المقدس بشكل عام المهم أنها نذرت نذراً أن يتفرغ لجانب خدمة بيت الله ويتفرغ للعبادة لله هذا المولود .
عندما يكون الكثير من الناس يفرح إذا وجد زوجته حاملاً عسى يكون ولداً سينفعه أو الأم تفرح أن تكون بنتاً تنفعها في أعمال المطبخ وفي تنظيف البيت وبقر وأشياء من هذه ، هذه الإمرأة نذرت أن هذا المولود سيكون مختصاً بالعبادة لله لا تكلفه بأي شيء لا تأمل من ورائه أي شيء أعني أن يقوم بأعمال معينة لها ، خدمة معينة لها نهائياً ، هذه تعتبر نموذجاً للناس وللنساء بشكل خاص عندما يكون الناس في مرحلة جهاد في سبيل الله وتجد كثيراً من النساء يكون معها كثير من الأولاد أليس المفروض أن يكون عندها هذا التوجه : في سبيل الله؟ بأن تجعل منهم ثلاثة أو تجعل منهم أربعة في سبيل الله يبقون يتحركون في سبيل الله فليسجنوا وليقتلوا وليحصل ما حصل، هذه امرأة من داخل بني إسرائيل ونحن قلنا أكثر من مرة: بأنه يجب أن نستحي نحن من كانوا من أهل البيت أو من كانوا عرباً أو من كانوا مسلمين بشكل عام يجب أن نستحي بأن لا يكون بنوا إسرائيل متفوقين علينا دائما ًفي كل شيء في مظاهر الصبر في المظاهر العبادية كانوا متفوقين ثم في مظاهر الظلم والإضطهاد أيضاً متفوقين عندما يكونون هم قد أخذوا دور آل فرعون فيجب أن يكون لدينا ذلك الدور المتميز الذي كان داخلهم يتمثل في أفراد وفي أسر معينة في مصر ووجهوا باضطهاد شديد تقتيل للأبناء ذبح للأبناء وصبروا فكانت العاقبة لصالحهم وكانت النتيجة لصالحهم {وَتَمَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ الْحُسْنَى عَلَى بَنِي إِسْرائيلَ بِمَا صَبَرُوا وَدَمَّرْنَا مَا كَانَ يَصْنَعُ فِرْعَوْنُ وَقَوْمُهُ وَمَا كَانُوا يَعْرِشُونَ} (الأعراف : من الآية 137) وقبلها {وَأَوْرَثْنَا الْقَوْمَ الَّذِينَ كَانُوا يُسْتَضْعَفُونَ مَشَارِقَ الْأَرْضِ وَمَغَارِبَهَا الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا وَتَمَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ الْحُسْنَى عَلَى بَنِي إِسْرائيلَ بِمَا صَبَرُوا}(الأعراف: من الآية137) صبروا على اضطهاد شديد؛ ولأنه دائماً في الصبر في سبيل الله يكون الحكم الإلهي لصالح الصابرين من أجله وفي سبيله؛ ولهذا قال الله:{وبشر الصابرين}(البقرة : من الآية 155). على المستوى الفردي هذه المرأة نفسها نذرت ما في بطنها لله وربما كان عندها احتمال بأنه ذكر كان المولود أنثى أيضاً فليكن ، وفت بنذرها وفت بنفس النذر مع أنك تجد أن المرأة قد تكون باعتبار دور الأنثى بالنسبة للأنثى يكون هاماً يكون هناك حاجات تحتاج المرأة إلى ابنتها أن تعينها فيها قد لا يقوم به الإبن أشياء كثيرة ومع هذا وفت بالنذر .
{فَلَمَّا وَضَعَتْهَا قَالَتْ رَبِّ إِنِّي وَضَعْتُهَا أُنْثَى وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا وَضَعَتْ وَلَيْسَ الذَّكَرُ كَالْأُنْثَى} (آل عمران : من الآية 36) يعني هذا في قولها هي: إني وضعتها أنثى وليس الذكر كالأنثى {وَإِنِّي سَمَّيْتُهَا مَرْيَمَ} (آل عمران : من الآية 36) أي عابدة ؛ لأن معنى مريم: العابدة منقطعة للعبادة {وَإِنِّي أُعِيذُهَا بِكَ وَذُرِّيَّتَهَا مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ} (آل عمران : من الآية 36) لأن لا يكون له مدخل عليها لتكون خالصة تماماً لعبادتك لأن تعبدك لا يحصل أي مدخل للشيطان عليها على الإطلاق {فَتَقَبَّلَهَا رَبُّهَا بِقَبُولٍ حَسَنٍ وَأَنْبَتَهَا نَبَاتاً حَسَناً وَكَفَّلَهَا زَكَرِيَّا كُلَّمَا دَخَلَ عَلَيْهَا زَكَرِيَّا الْمِحْرَابَ وَجَدَ عِنْدَهَا رِزْقاً} (آل عمران : من الآية 37) تقبلها الله وعندما تقبلها رعاها ـ لأن أبوها كان قد توفي أبو مريم عمران ـ كفَّلها زكرياء ويقولون: إن زكرياء هو زوج خالتها، زكرياء والد يحيى بن زكرياء {كُلَّمَا دَخَلَ عَلَيْهَا زَكَرِيَّا الْمِحْرَابَ وَجَدَ عِنْدَهَا رِزْقاً} (آل عمران : من الآية 37) ليس من داخل أسرته رزق يأتيها من عند الله كما قال عنها عندما سئلت {قَالَ يَا مَرْيَمُ أَنَّى لَكِ هَذَا قَالَتْ هُوَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَرْزُقُ مَنْ يَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ}(آل عمران : من الآية 37) يعني هذه حالة نادرة أليست تعتبر حالة نادرة؟
{هنالك} زكرياء أعجب بمولود من هذا النوع فطمع هو في ذرية طيبة {هُنَالِكَ دَعَا زَكَرِيَّا رَبَّهُ قَالَ رَبِّ هَبْ لِي مِنْ لَدُنْكَ ذُرِّيَّةً طَيِّبَةً إِنَّكَ سَمِيعُ الدُّعَاءِ} (آل عمران : الآية 38) لاحظ كيف الحالة هذه؟ حرص عند امرأة عمران وحرص عند زكرياء فيما يتعلق بالذرية الطيبة لأنها نعمة كبيرة أولاً هي قضية ، هي الشيء الذي يجب أن تكون عليه إذا كنت محباً لله فأنت تحب أن يكون هناك من يعبد الله وتحب أن يكون منك من يعبد الله لا يوجد "تحديد نسل" نهائياً ، القضية الصحيحة هو: أن يكون الإنسان همه ذرية طيبة فليكونوا عشرين أو ثلاثين كمَّا كانوا {فَنَادَتْهُ الْمَلائِكَةُ وَهُوَ قَائِمٌ يُصَلِّي فِي الْمِحْرَابِ أَنَّ اللَّهَ يُبَشِّرُكَ بِيَحْيَى مُصَدِّقاً بِكَلِمَةٍ مِنَ اللَّهِ} (آل عمران : من الآية 39) قالوا إنه بمعنى ماذا؟ أنه مصدق بعيسى {بكلمة من الله} معناه عيسى {وَسَيِّداً وَحَصُوراً وَنَبِيّاً مِنَ الصَّالِحِينَ}(آل عمران : من الآية 39) .
إذاً استجاب الله دعاءه بأن يعطيه ذرية طيبة {قَالَ رَبِّ أَنَّى يَكُونُ لِي غُلامٌ وَقَدْ بَلَغَنِيَ الْكِبَرُ وَامْرَأَتِي عَاقِرٌ قَالَ كَذَلِكَ اللَّهُ يَفْعَلُ مَا يَشَاءُ} (آل عمران : الآية 40) قد صار كبيراً في السن قد يكون عمره تقريباً تسعين وزوجته كذلك كبيرة في السن وفي نفس الوقت عقيم امرأة عاقر أي : عقيم لا تلد لم تلد وهي في شبابها فما بالك عندما تصير كبيرة في السن {قَالَ كَذَلِكَ اللَّهُ يَفْعَلُ مَا يَشَاءُ} (آل عمران : من الآية 40) لاحظ هذه القضية مجمل الموضوع فيه مظهر من مظاهر اصطفاء الله أن الله هو الذي يصطفي وعندما يصطفي لا يصطفي على أساس اعتبارات معينة من عند البشر يملونها عليه سبحانه وتعالى ، بل هو يصطفي .
داخل بني إسرائيل وهو يريد أن يكون هناك نبي من بني إسرائيل وهو عيسى يأتي اصطفاء لوالدته أولاً ألم يصطفِ مريم {إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَاكِ وَطَهَّرَكِ وَاصْطَفَاكِ عَلَى نِسَاءِ الْعَالَمِينَ} (آل عمران : الآية 442) ولأن عيسى سيأتي بشكل خارق للعادة في وجوده في ولادته قضية خارقة للعادة الله سبحانه وتعالى رحيم بعباده لا يأتي بشيء يكون مفاجئاً لهم تماماً بحيث يكون مما قد يسهم في ماذا؟ في نفورهم تأتي أشياء كلها قائمة من الأشياء المخالفة للعادة ، أولاً : الرزق نفسـه الذي كان يأتي لمريم أليس مخالفاً للعادة ؟ كان يأتيها ـ كما يقال ـ يأتيها طعام فواكه في غير وقتها .
لاحظ كيف المسيرة زكرياء نفسه يأتي له ولد بشكل غير طبيعي أعني الشيء الطبيعي في مسيرة الحياة أنه من بلغوا السن هذا لا يأتي لهم أولاد امرأة عقيمة وعجوز وهو أيضاً هو قد صار شيبة فيأتي لهم ولد فلم تأتِ قضية ولادة عيسى بالشكل الذي هو غير طبيعي أي من غير أب إلا وقد هناك تمهيد في الذهنية تمهيد في الساحة بما سبق من ماذا؟ من أشياء هي خارقة للعادة بدءاً من رزق مريم ثم ولادة يحيى بن زكرياء حتى نفس الآية هذه {قَالَ رَبِّ اجْعَلْ لِي آيَةً قَالَ آيَتُكَ أَلَّا تُكَلِّمَ النَّاسَ ثَلاثَةَ أَيَّامٍ إِلَّا رَمْزاً وَاذْكُرْ رَبَّكَ كَثِيراً وَسَبِّحْ بِالْعَشِيِّ وَالْإِبْكَارِ}(آل عمران : الآية 41) قالوا كان لا يستطيع أن يتكلم إلا فقط بذكر الله أليست هذه الآية حتى خارقة للعادة ؟ خارقة للعادة نفس الآية التي أعطيت لزكرياء كآية بأن هذا المولود في الطريق أنه قد استجيبت دعوته والمولود هو في الطريق للخروج إلى النور ، أن لا يستطيع أن يتكلم مع الناس أبداً إلا إشارات لكن يستطيع أن يذكر الله فقط أليست هذه أيضاً ظاهرة مخالفة للعادة ؟ خارقة للعادة ؟
{وَإِذْ قَالَتِ الْمَلائِكَةُ يَا مَرْيَمُ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَاكِ وَطَهَّرَكِ وَاصْطَفَاكِ عَلَى نِسَاءِ الْعَالَمِينَ} (آل عمران : الآية 42) هذا مظهر من مظاهر أن الحكم لله أن الإختيار لله أن الإصطفاء قضية يختص بها الله سبحانه وتعالى ، وكم هناك في بني إسرائيل من نساء وكم هناك من رجال وكم هناك من علماء في الكنايس والمعابد وكم هناك من كبارات وموجودين كانوا لكن لن يكون أحد منهم أباً لعيسى فضلاً عن أن يكون هو نبياً أليست هذه قضية ؟ فإذا هم يجدون بأنه لماذا اصطُفي رسول الله صلوات الله عليه وعلى آله نقول : هكذا تم الإصطفاء داخلكم على هذا النحو ألم يتم الإصطفاء داخلهم على هذا النحو؟
موضوع الإصطفاء نفسه أعني : أنك تلمس أسرة متميزة نفس الأسرة متميزة آل عمران هذه الأسرة التي من ذرية آل إبراهيم التي منها مريم ابنت عمران نفس الأسرة تلك متميزة أعني الأجواء داخلها صالحة للإصطفاء الفردي مريم لتكون أماً لنبي اصطفاه الله سبحانه وتعالى ؛ لأن الإصطفاء لا تكون قضية مجهولة بالنسبة للمصطفين لا تكون قضية مجهولة لذلك نحن نستبعد دائماً أن يكون الوحي نزل إلى رسول الله صلوات الله عليه وعلى آله بتلك الصورة المفاجئة ـ مثلما يقولون ـ لا تكون القضية مجهولة أبداً لاحظ موسى بن عمران صلوات الله عليه ألم تُشْعَر أمه {إِنَّا رَادُّوهُ إِلَيْكِ وَجَاعِلُوهُ مِنَ الْمُرْسَلِينَ} (القصص : من الآية 7) هل موسى مثلاً لم يكن يعرف بمهمته لا يعرف بأنه قد يكون منوطاً به دور هام جداً إلى أن تفاجئة النبوة في ذلك المكان ؟! ذلك بداية القيام بالمهمة ، رسول الله صلوات الله عليه وعلى آله كذلك من قبل ولادته؛ لأن مسألة الإصطفاء تكون قضية يكون هناك تمهيد لها واسع وكبير لا تأتي هكذا مفاجئة يظهر نبي ما يكون هناك تمهيد ، يكون هناك حتى على مستوى الوضعية على مستوى وضعية المحيط محيطه بكله وضعية الأسرة نفسها هنا يقول:{وَإِذْ قَالَتِ الْمَلائِكَةُ يَا مَرْيَمُ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَاكِ} أليسوا يشعرون بهذا؟ {وَطَهَّرَكِ وَاصْطَفَاكِ عَلَى نِسَاءِ الْعَالَمِينَ} .
{يَا مَرْيَمُ اقْنُتِي لِرَبِّكِ}(آل عمران : من الآية 43) اخضعي {وَاسْجُدِي وَارْكَعِي مَعَ الرَّاكِعِينَ} (آل عمران : من الآية 43) لاحظ هنا في دورها دور عجيب ما كأنه وجهت بأن تبقى في بيتها ، تخرج وتبدو في نفس الوقت امرأة متميزة معروفة في المجتمع تركع مع الراكعين تشترك مع الناس في الصلاة ؛ لأن القضية هامة جداً تكون معروفة بتميزها معروفة بطهارتها معروفة بمؤهلاتها كاملاً أن يأتي عيسى من امرأة معروفة في المجتمع {ذَلِكَ مِنْ أَنْبَاءِ الْغَيْبِ نُوحِيهِ إِلَيْكَ وَمَا كُنْتَ لَدَيْهِمْ إِذْ يُلْقُونَ أَقْلامَهُمْ أَيُّهُمْ يَكْفُلُ مَرْيَمَ وَمَا كُنْتَ لَدَيْهِمْ إِذْ يَخْتَصِمُونَ}(آل عمران : الآية 44) وهم يتنافسون على من يكفلها على من يقوم بها .
نلحظ أيضاً في القضية هذه في مجمل القصَّة هذه زكرياء ويحيى بن زكرياء ومريم وعيسى : أن الإصطفاء قد يكون أحياناً يكون اصطفاء لأدوار معينة يحيى بن زكرياء نفسه نبي ، ومصطفى اصطفاه الله له مهمة معينة له دور معين ، أعني تنتهي المسألة بأنه يجب على الناس أن يكونوا مسلِّمين لأمر الله هذه قضية ، مسلِّمين لأمر الله لا يضعون هم شروطاً أمام الله حدوداً لتدبير الله مثلما حصل من بعد في ثقافتنا أي تجد هنا يحيى بن زكرياء وتجد مريم وتجد زكرياء وعيسى أسرتين متقاربة وفي نفس الوقت هناك نبي ومصدق بنبي سيأتي هذا النبي له دور وهذا النبي له دور أوسع .
{إِذْ قَالَتِ الْمَلائِكَةُ يَا مَرْيَمُ إِنَّ اللَّهَ يُبَشِّرُكِ بِكَلِمَةٍ مِنْهُ اسْمُهُ الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ وَجِيهاً فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَمِنَ الْمُقَرَّبِينَ} (آل عمران : الآية 45) بالنسبة لمريم أن تُشْعَر بأنها مصطفاة ومطهرة هذه قضية أن ترى أمامها هي حالات من الأشياء التي هي خارقة للعادة ومخالفة للشيء الطبيعي فيما يتعلق بالرزق الذي كان يأتيها لا تكون القضية مفاجئة لها بشكل كبير هي ، أن تحمل وتلد وهي في نفس الوقت ليست مزوجة ولا كما قالت {وَلَمْ يَمْسَسْنِي بَشَرٌ} (آل عمران : من الآية 47) .{وَيُكَلِّمُ النَّاسَ فِي الْمَهْدِ وَكَهْلاً وَمِنَ الصَّالِحِينَ} (آل عمران : الآية 46) يكلم الناس في المهد بعد أن تلد به هو كلمها وعندما أخذته إلى قومها أيضاً كلم القوم هو ثم يكلمهم كهلاً في دور النبوة حمل الرسالة والتبليغ {قَالَتْ رَبِّ أَنَّى يَكُونُ لِي وَلَدٌ}(آل عمران : من الآية 47) استفسار عن كيف سيحصل هذا{وَلَمْ يَمْسَسْنِي بَشَرٌ قَالَ كَذَلِكِ اللَّهُ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ إِذَا قَضَى أَمْراً فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ وَيُعَلِّمُهُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَالتَّوْرَاةَ وَالْأِنْجِيلَ وَرَسُولاً إِلَى بَنِي إِسْرائيلَ أَنِّي قَدْ جِئْتُكُمْ بِآيَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ أَنِّي أَخْلُقُ لَكُمْ مِنَ الطِّينِ كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ}(آل عمران :من الآية 47 ـ 49) هذا استفسار في مهمته في مهمة عيسى { وَيُعَلِّمُهُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَالتَّوْرَاةَ وَالْأِنْجِيلَ} (آل عمران : الآية 48) هل عيسى بمعنى أنه يذهب يدرس؟! يدرس في الكنيسة حتى يتعلم؟ لا ، لأنه ماذا؟ قد هناك خلل ، ثقافة غلط عندما يقول:{ويعلمه} شيء من عنده هو سبحانه وتعالى { الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَالتَّوْرَاةَ وَالْأِنْجِيلَ وَرَسُولاً إِلَى بَنِي إِسْرائيلَ أَنِّي قَدْ جِئْتُكُمْ بِآيَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ} إلى بني إسرائيل في المقدمة لينهضوا معه بدور الرسالة العام التي هي رسالة للعالمين كما قال إبراهيم في دعوته : {رَبَّنَا وَابْعَثْ فِيهِمْ رَسُولاً مِنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِكَ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُزَكِّيهِمْ إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ}(البقرة : من الآية 129) هل معناه أنه يريد رسولاً لأولاده فقط؟ لا ، إبعث فيهم رسولاً منهم ويكونون هم مع هذا الرسول من ينهضون بالرسالة للناس جميعاً .
لاحظ هنا في قضية {ويعلمه الكتاب} قد يكون الكتاب أحياناً ـ مع ذكر التوراة والإنجيل ـ المكتوب أي : المفروض المحتوم أشياء يعني هناك خلل حتى فيما يتعلق بكثير من القضايا المكتوبة الفقهية مثلاً خلل في فهم التوراة أما الإنجيل فهو جاء على يده ، وفي مسألة {ويعلمه الكتاب} يعني ويعلمه الله {الكتاب والحكمة والتوراة والإنجيل} لاحظ كيف مثلاً عند (الزيدية) في موضوع : (ولاية الأمر ) أليسوا هم يقولون: أن يكون عالماً ، أن يكون عالماً معناه : يقرأ يقرأ يقرأ عند أولئك الذين هم مليئون بالغلط حتى يمتلي مقرى ثم يطلع إمام وطلع إمام قلب حقيقة ، في الأخير يطلع إمام بعضهم لا يمكن تسميه هادياً على الإطلاق أن يكون هادياً إلى الله .
لهذا نحن نقول قضية الثقافة الثقافة هذه: أن نعرف كيف هي سنة الله داخل القرآن نفسه من داخل القرآن نفسه نعرف كيف سنة الله بالنسبة للأعلام وللهداة ليست قضية تخضع لمقاييس البشر وشروطهم لاحظ هنا في عيسى يقول: ويعلمه الكتاب ويعلمه التوراة والتوراة أليست موجودة من قبل عيسى؟ وأليس الكنايس مليئة ولديهم مفسرون توراة وشراح توراة ومدرسون توراة ؟ هنا يحتاج إلى تعليم من جهة الله سبحانه وتعالى أو ليس بإمكانه أن يعلِّم؟ أليس الله يستطيع أن يعلِّم هو سبحانه وتعالى ؟ هو يقول لنبيه { وَقُلْ رَبِّ زِدْنِي عِلْماً} (طه : من الآية 114) هل رسول الله صلوات الله عليه وعلى آله تخرج من مدرسة معينة؟ فيما يتعلق بعيسى مثل أكثر في القضية أعني بعث من وسط أمة لديها ماذا؟ مثلما تقول : تجمعات علمائية فقهية دينية ومعابد وأشياء من هذه وسط ديني هنا يحتاج هذا الإنسان هو نفسه إلى أن يعلم من جهة الله . بل قضية كانت معروفة عند أهل البيت السابقين الذي يقرأ مثلاً للإمام القاسم بن إبراهيم أو الإمام الهادي أو الإمام زيد بن علي أو الإمام علي في فقرات داخل ( نهج البلاغة) تجدها قضية معروفة لديهم ، وعند المتأخرين جعلوها شروطاً هم يقدمونها وتقنين من عندهم هم كيف تكون المسألة إلى أن طلع نماذج خطأ إلى أن أصبحت الساحة بالشكل الذي لا تقبل نماذج صحيحة وفق المقاييس الإلهية التي ذكرها في القرآن (هل قرأت أصول فقه ؟ هل قرأت علم كلام ؟ مادم أنك لم تقرأهما إذاًَ لست عالماً لا تصلح لشي إذاً) أليست هذه واحدة ؟
{وَرَسُولاً إِلَى بَنِي إِسْرائيلَ أَنِّي قَدْ جِئْتُكُمْ بِآيَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ أَنِّي أَخْلُقُ لَكُمْ مِنَ الطِّينِ كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ فَأَنْفُخُ فِيهِ فَيَكُونُ طَيْراً بِإِذْنِ اللَّهِ} (آل عمران : من الآية 49) آيات تشهد بنبوته يلاحظ أن تكون الآية على هذا النحو ؛ لأنه قد هناك خلل عندهم هم حتى في موضوع فهم الآيات ؛ لأنه قد يكون هناك مقولات كثيرة لديهم تجعل الكثير مما هي آيات تفلسف كظواهر يمكن أن تكون طبيعية فكان بالنسبة لهم قد أصبحوا محتاجين إلى آية من هذا النوع آية هذه من الأشياء الخارقة بشكل رهيب يصلِّح من التراب صورة طائر ينفخ فيه فيكون طائراً بإذن الله أليست هذه آية عجيبة جداً ؟ ويقول لبني إسرائيل {أني قد جئتكم} أليس هو يتحدث مع بني إسرائيل ؟ وبنوا إسرائيل أليسوا مجتمعاً لديه ثقافة دينية وموروث ديني ؟
{وَأُبْرِئُ الْأَكْمَهَ وَالْأَبْرَصَ وَأُحْيِي الْمَوْتَى بِإِذْنِ اللَّهِ} (آل عمران : من الآية 49) لاحظ هنا يقول بإذن الله ، بإذن الله قضية يركز عيسى من البداية من أول ما تكلم عندما وضعته أمه ألم يقل: {إني عبد الله}يعني عندما كلم قومه{قَالُوا كَيْفَ نُكَلِّمُ مَنْ كَانَ فِي الْمَهْدِ صَبِيّاً قَالَ إِنِّي عَبْدُ اللَّهِ} (مريم : 29 ـ 30) أول عبارة يقولها هذه لها علاقة بماذا؟ تكون عندما يأتي أناس يؤلهونه ويعتبرونه إلهاً يكونون هم مفترين عليه ولم يكن بسبب أنه لم يأت من جانبه وهو جاء في وضعية غير طبيعية فلم يأت من جانبه ما يمكن ماذا؟ أن يبعد أي افتراء من هذا النوع ، أول كلمة قالها {إِنِّي عَبْدُ اللَّهِ} ثم هنا يقول: {بإذن الله} {بإذن الله}{فيكون طائراً بإذن الله}{وأحيي الموتى بإذن الله} .
{وَأُنَبِّئُكُمْ بِمَا تَأْكُلُونَ وَمَا تَدَّخِرُونَ فِي بُيُوتِكُمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ} (آل عمران : من الآية 49) آيات من الآيات الخارقة بشكل رهيب جداً أمام مجتمع عنده موروث ديني ويعرف موضوع نبوات وكتب إلهية وأشياء من هذه أي لتعرف أحياناً كيف أنه تصل بالناس الثقافة الخاطئة فيصبحون في وضعية أبعد من الأمم البدائية أبعد من الأمم الكفرية لو بعث إلى أمة كافرة قد لا يحتاج إلى آيات من هذا النوع !
لو بعث إلى أمة كافرة نهائياً لا تعرف شيئاً من قبل ربما لما احتاج إلى آيات من هذا النوع الذي احتاج إليها مع بني إسرائيل وأيضاً فيها {إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ} خلق وإحياء موتى وعلم غيب إذا كان سينفع فيهم لهذا فعلاً يعرف الإنسان من خلال هذا كيف تكون الآثار الرهيبة السيئة للثقافة الخاطئة للمفاهيم المغلوطة .
{وَمُصَدِّقاً لِمَا بَيْنَ يَدَيَّ مِنَ التَّوْرَاةِ} (آل عمران : من الآية 50 ) مصدقاً لما بين يدي من التوراة {وَلِأُحِلَّ لَكُمْ بَعْضَ الَّذِي حُرِّمَ عَلَيْكُمْ} (آل عمران : من الآية 50 ) إذاً هذه كلها مقومات ومشجعة لأن يؤمنوا به ومع هذا لم يحصل ! لم يحصل إلا قليل ممن آمنوا به {وَلِأُحِلَّ لَكُمْ بَعْضَ الَّذِي حُرِّمَ عَلَيْكُمْ} من الأشياء التي حرمت في السابق مما كانت حرمت عليهم لأسباب تعنت من جانبهم وعناد كما قال الله تعالى في آية أخرى {فَبِظُلْمٍ مِنَ الَّذِينَ هَادُوا حَرَّمْنَا عَلَيْهِمْ طَيِّبَاتٍ أُحِلَّتْ لَهُمْ} (النساء : من الآية 160).{وَجِئْتُكُمْ بِآيَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ إِنَّ اللَّهَ رَبِّي وَرَبُّكُمْ فَاعْبُدُوهُ هَذَا صِرَاطٌ مُسْتَقِيمٌ فَلَمَّا أَحَسَّ عِيسَى مِنْهُمُ الْكُفْرَ} (آل عمران : من الآية 50 ـ 52) بعد هذه الآيات العجيبة ! أليست تبدوا علم غيب؟ الله علمه أن يعلم ما يدخرونه في بيوتهم وما يأكلونه؟ هذه الآيات الثلاث العجيبة . ثم إنه الإيمان به أيضاً لن يكون معناه كفر بالتوراة وفي نفس الوقت سيحل لهم بعض الذي حرم عليهم ومع هذا{ فَلَمَّا أَحَسَّ عِيسَى مِنْهُمُ الْكُفْرَ} (آل عمران : من الآية 52) لم تنفع الآيات هذه عند كثير منهم لم يستنفعوا بها {فَلَمَّا أَحَسَّ عِيسَى مِنْهُمُ الْكُفْرَ قَالَ مَنْ أَنْصَارِي إِلَى اللَّهِ قَالَ الْحَوَارِيُّونَ} (آل عمران : من الآية 52) هو يريد إذاً الخلاصة يريد صفوة الناس حتى يعرف كم معه مؤمنين صادقين {مَنْ أَنْصَارِي إِلَى اللَّهِ قَالَ الْحَوَارِيُّونَ نَحْنُ أَنْصَارُ اللَّهِ آمَنَّا بِاللَّهِ وَاشْهَدْ بِأَنَّا مُسْلِمُونَ} (آل عمران : من الآية 52) أليس هنا العنوان مسلمون والدين إلإلهي كله دين الله عنوانه إسلام ..
ثم يأتي في نص كلام الحواريين أنفسهم ما يعتبر أيضاً تكذيباً لكل الإفتراءات التي جاءت من بعد من داخل النصارى، الإيمان بعيسى كان على هذا النحو: {آمَنَّا بِاللَّهِ وَاشْهَدْ بِأَنَّا مُسْلِمُونَ} (آل عمران : من الآية 52) أي مسلمون لله {رَبَّنَا آمَنَّا بِمَا أَنْزَلْتَ وَاتَّبَعْنَا الرَّسُولَ} (آل عمران : من الآية 53) ربنا أليست خطاباً دعاء لله سبحانه وتعالى {آمنا بما أنزلت} (آل عمران : من الآية 53) بما أنزلته على أنبيائك بما فيه بما أنزلته على عيسى .
{واتبعنا الرسول} رسولك الذي هو عيسى {فَاكْتُبْنَا مَعَ الشَّاهِدِينَ} (آل عمران : من الآية 53) اختلفت المسألة بالنسبة للنصارى من بعد يقدمون عيسى ويجعلونه إلهاً يجعلونه إلهاً ناسين بأن عيسى ولد في فترة معينة ! هم يذكرون هم عندما يتحدثون عن عمر الدنيا وعن الإنسان هذا كم له في الدنيا أليسوا يذكرون آلاف السنين. وأحياناً أرقاماً أكبر من آلاف السنين أي أن هذا هو العنوان الإيماني في كل المراحل، وفي أيام موسى{آمَنَّا بِمَا أَنْزَلْتَ وَاتَّبَعْنَا الرَّسُولَ}(آل عمران : من الآية 53) وفي أيام عيسى {آمَنَّا بِمَا أَنْزَلْتَ وَاتَّبَعْنَا الرَّسُولَ} (آل عمران: من الآية 53) أليست شهادة لله وشهادة برسالة من أرسله ؟ في أيام رسول الله صلوات الله عليه وعلى آله نفس الشيء أن يشهدوا بوحدانية الله ويشهدوا برسالة رسوله محمد صلوات الله عليه وعلى آله أنه حتى العنوان الديني أو تقول: بطاقة الدخول في الدين هي واحدة في كل مراحل التاريخ شهادة: إيمان بالله وإيمان برسوله وما أنزل على رسوله إيمان بأن أولئك هم رسل ، هم رسل من عند الله ليس فيهم أحد يمكن تسميه إله أو يجعلونه إلهاً .
{وَمَكَرُوا وَمَكَرَ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ} (آل عمران : من الآية 54) الطرف الآخر بعد الآيات الكثيرة بعد الآيات الخارقة وهم أساساً هم مجتمع عنده موروث ديني يعرف موضوع الرسل وكتب إلهية وأشياء من هذه أليست قضية تعتبر نادرة بالنسبة لهم . كفروا وتحولوا إلى مكر يمكرون مؤامرات كيف يحبطون عمل هذا كيف ينهونه تآمروا في الأخير إلى أن يقتلوه تآمروا فعلاً أن يقتلوا عيسى .
{ وَمَكَرُوا وَمَكَرَ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ )إِذْ قَالَ اللَّهُ يَا عِيسَى إِنِّي مُتَوَفِّيكَ وَرَافِعُكَ إِلَيَّ} (آل عمران : من الآية 55) لاحظ في موضوع تقديم قصة عيسى هنا من البداية أعني مثل ما تقول صورة من صور الإصطفاء الإلهي وفي نفس الوقت يبين لك واقع قضية على أساس النصارى هؤلاء إذا هم يريدون أن يعودوا أن يفهموا بأنه هكذا كان واقع المسألة كان واقع قصة عيسى هي على هذا النحو أنه وُلِدْ من امرأة اصطفاها الله سبحانه وتعالى يأتي بقصة ولادته ثم يأتي بكيف كان الإيمان به على لسان الحواريين {آمَنَّا بِاللَّهِ وَاشْهَدْ بِأَنَّا مُسْلِمُونَ رَبَّنَا آمَنَّا بِمَا أَنْزَلْتَ وَاتَّبَعْنَا الرَّسُولَ فَاكْتُبْنَا مَعَ الشَّاهِدِينَ } (آل عمران : من الآية 53) أنه إنسان الله قال له إنه سيتوفاه لاحظ هذه القضية نفسها هو معروف أن الإنسان سيموت لكن هذه لها أثر {إِذْ قَالَ اللَّهُ يَا عِيسَى إِنِّي مُتَوَفِّيكَ} أي سأميتك ليعرفوا أنه بشر مثل ما قال هو أول كلمة : أنه عبد لله {إني عبدالله} ألم يقل من أول ما {قَالُوا كَيْفَ نُكَلِّمُ مَنْ كَانَ فِي الْمَهْدِ صَبِيّاً قَالَ إِنِّي عَبْدُ اللَّهِ} (مريم : من الآية 29) يعني أنه في هدى الله سبحانه وتعالى يأتي تبيين يأتي أشياء بالشكل الذي تكون مبطلة لما يمكن أن يحصل لأن الله هو عالم الغيب والشهادة فما يمكن أن يحصل من ادعاءات يكون قد سبَّق لتلك الأمة ما يعتبر ماذا؟ ما يعتبر مبعداً لها عن ذلك الخطأ الذي يمكن أن تقع فيه وشاهداً على بطلان ما وقعت فيه وأنها مفترية على الله.{ إِذْ قَالَ اللَّهُ يَا عِيسَى إِنِّي مُتَوَفِّيكَ } (آل عمران : من الآية 55) والتوفي الله قال:{اللَّهُ يَتَوَفَّى الْأَنْفُسَ حِينَ مَوْتِهَا}(الزمر : من الآية 42) يعني سأميتك {ورافعك إلي} مثلما نقول: إن رسول الله صلوات الله عليه وعلى آله لحقت روحه بالرفيق الأعلى ألسنا نقول هكذا؟
{وَمُطَهِّرُكَ مِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا وَجَاعِلُ الَّذِينَ اتَّبَعُوكَ فَوْقَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ} (آل عمران : من الآية 55) أليس هناك قال عنهم:{ وَمَكَرُوا وَمَكَرَ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِين}َ (آل عمران : من الآية 54) من مكرهم أنهم يريدون لهذا أن لا يظهر لأنه قال هناك{فاتقوا الله وأطيعونِ} (آل عمران : من الآية 50) وهذا يعطيك مؤشراً بأن المكر هذا جاء من داخل الشخصيات الكبيرة وجهاء القوم وكبارهم حتى من الناحية الدينية{ وَمَكَرُوا وَمَكَرَ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ} (آل عمران : من الآية 54) فكفروا به يذهبون يتآمرون عليه كيف يمسحونه من الوجود فكان مما هو نقيض ما يمثل دافع بالنسبة لهم وهم يمكرون أن يجعل من اتبعوه فوقهم دائماً إلى يوم القيامة وبعنوان {اتبعوك} المؤمنون بك مثلما نقول في كلمات أحياناً في كلمة (اتِّباع) أحياناً كلمة (إيمان)، (أهل الكتاب) تأتي أحياناً متعددة مثلما نقول الآن، المسلمون: أتباع رسول الله أليس هكذا؟ أليست عبارة صحيحة ؟ المسلمون الآن في العالم هم أتباع محمد صلوات الله عليه وعلى آله أتباعه بهذا المعنى العام: المؤمنون برسالته ويحسبون أنفسهم منتمين إليه مؤمنين به وضمن الملة التي هو عليها هذا بمعنى أتباع هنا بالمعنى العام في إطلاق اللفظة بالشكل العام وعندما تعود إلى الكثير منهم تجد أنهم غير متبعين بالشكل المطلوب يكون التوجيه في الداخل أننا نتبعه حقيقة أليست هكذا ؟ لكن الوضعية هذه باعتبار الإنتماء الهوية هذه يصح أن يقال فيها أتباع محمد صلوات الله عليه وعلى آله لهذا تجد أن هذه ظاهرة فيما يتعلق باليهود إلى الآن لأن الفئة الآن الكافرة بعيسى من هي؟ اليهود . المسلمون مؤمنون به أنه عبد الله ورسوله والنصارى كذلك مؤمنون به كرسول بنفس ذلك المسيح عيسى ابن مريم ولو حصل عندهم اعتقادات باطلة لكنهم يعتبرون أنفسهم أتباعه أليست هكذا ؟ تجدهم الآن اليهود على الرغم مما وصلوا إليه وسيطرتهم على وسائل الإعلام، على الإقتصاد على أشياء كثيرة لم يستطيعوا أن يظهروا هم هم دون أن يكونوا محتاجين للآخر والآخر يرونه من فوقهم. إسرائيل دولة هنا ظهرت في المنطقة تجدها حياتها متوقفة على مساندة أمريكا وأمريكا تساندها مع أنهم مؤثرين داخل أمريكا لكن لا بد أن يكون تحت لا بد أن يكون تحت مهما كان إلى يوم القيامة مهما بقي هؤلاء إلى يوم القيامة سيظلون تحت .
{ثُمَّ إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأَحْكُمُ بَيْنَكُمْ فِيمَا كُنْتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ فَأَمَّا الَّذِينَ كَفَرُوا فَأُعَذِّبُهُمْ عَذَاباً شَدِيداً فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَمَا لَهُمْ مِنْ نَاصِرِينَ وَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ فَيُوَفِّيهِمْ أُجُورَهُمْ وَاللَّهُ لا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ }(آل عمران : من الآية 55 ـ 57) {فَأَمَّا الَّذِينَ كَفَرُوا فَأُعَذِّبُهُمْ عَذَاباً شَدِيداً فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ}(آل عمران: من الآية56) أليست هناك آيات كثيرة تتكرر في القرآن! في موضوع (الوعد والوعيد) في موضوع العقوبة ؟ هذه قضية نُسيت تقريباً أعني من تثقيفنا وطرحنا للناس وتعليمنا نُسيت هذه القضية التركيز عليها أن هناك عقوبات في الدنيا {وَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ فَيُوَفِّيهِمْ أُجُورَهُمْ وَاللَّهُ لا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ }(آل عمران : من الآية 57) .
{ ذَلِكَ نَتْلُوهُ عَلَيْكَ مِنَ الْآياتِ وَالذِّكْرِ الْحَكِيمِ } (آل عمران : من الآية 58) ذلك ما نقصه عليك نتلوه عليك من الآيات هي تعتبر آيات بالنسبة للنبي صلوات الله عليه وعلى آله لأن الله قال بالنسبة له { وَكُلّاً نَقُصُّ عَلَيْكَ مِنْ أَنْبَاءِ الرُّسُلِ مَا نُثَبِّتُ بِهِ فُؤَادَكَ } (هود : من الآية 120) يعني أن نفس الرسول صلوات الله عليه وعلى آله يستفيد من هذه الأشياء يستفيد هو من هذه الآيات التي هي ماذا؟ قصص من تاريخ الأنبياء السابقين .
{ إِنَّ مَثَلَ عِيسَى عِنْدَ اللَّهِ كَمَثَلِ آدَمَ } (آل عمران : من الآية 59) عندما حصل استبعاد (كيف يمكن يوجد وليس لديه أب) ذلك أول واحد آدم أليس بدون أب ؟ فليست قضية نقول : لا يمكن تكون معقولة هو مثله كمثل آدم.
كذلك بالنسبة للآية الأخرى لها علاقة فعلا وهي الآية نفسها التي يعطاها أنه يخلق من الطين كهيئة الطير فينفخ فيه فيكون طائراً ليست قبله بيضة ولا ديك ولا شيء أليست شاهداً بالنسبة له هو أعني معجزة متناسبة مع الإيمان بإمكانية أن يوجد دون أن يكون هناك أب له وفق التسلسل المعروف في النسب وفق الطريقة المعروفة في التوالد .
إذاً هذه هي فعلاً فائدة كبيرة أن نعرف العلاقة ما بين المعجزة التي أوتيها وما بين وضعيته هو والحالة التي وجد عليها{إِنَّ مَثَلَ عِيسَى عِنْدَ اللَّهِ كَمَثَلِ آدَمَ خَلَقَهُ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ قَالَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ فَلا تَكُنْ مِنَ الْمُمْتَرِينَ} (آل عمران : من الآية 59 ـ 60) الحق في كل قضية بما فيها الحق في موضوع هذا القصص الذي نتلوه عليك من الآيات لهذا إذا كان هناك أي قصص آخر يأتي من عند الآخرين لا تعتمد عليه الله أعلم بالحق وتجد بأنه يأتي في موضوع القصص بأشياء هي هامة في مجال العبرة وقد تستطيع من خلال ما قدم أنك تبحث عن الصورة الكاملة للقضية فتكون مساعدة على إعطاء تشخيص للمجتمع تشخيص للحالة تشخيص للوضعية من خلال ما قدم .
{ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ فَلا تَكُنْ مِنَ الْمُمْتَرِينَ فَمَنْ حَاجَّكَ فِيهِ} (آل عمران : من الآية 60) في شأن عيسى { مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ} (آل عمران : من الآية 61) هذا هو العلم الذي جاءك { إِنَّ مَثَلَ عِيسَى عِنْدَ اللَّهِ كَمَثَلِ آدَمَ خَلَقَهُ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ قَالَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ }(آل عمران : من الآية 59) وما تقدم وما تضمنته أيضاً آيات أخرى في موضوع عيسى قصته وقصة أمه {فمن حاجك فيه} (آل عمران : من الآية 61) جادلك يحاججك { مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ فَقُلْ تَعَالَوْا نَدْعُ أَبْنَاءَنَا وَأَبْنَاءَكُمْ وَنِسَاءَنَا وَنِسَاءَكُمْ وَأَنْفُسَنَا وَأَنْفُسَكُمْ ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَلْ لَعْنَتَ اللَّهِ عَلَى الْكَاذِبِينَ } (آل عمران : من الآية 61) يجمع كل واحد منا أعز ما لديه بالنسبة لأسرته أقرب الناس إليه يجمعهم من أجل يضرب هو وكل ما حوله وأعز الناس إليه أقرب الناس إليه .
هنا في هذا الموضوع لاحظ أننا نستطيع أن نأخذ صورة متكاملة من داخل القرآن الكريم في موضوع الأشياء التي فيها محاججة أطروحات من الآخرين جدل من الآخرين شبه من الآخرين فيها ما يأتي رد مباشر فيها ما يأتي رد بشكل آخر بأسلوب آخر فيها ما يكون هناك سكوت وفيها ما يكون على هذا النحو { فَمَنْ حَاجَّكَ فِيهِ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ } (آل عمران : من الآية 61) فيها ماذا؟ فيها مباهلة أنتم طرف ونحن طرف نبتهل إلى الله بالدعاء أن يجعل لعنته على الكاذبين .
{ إِنَّ هَذَا لَهُوَ الْقَصَصُ الْحَقُّ } (آل عمران : من الآية 62) لأن النصارى قد أصبح عندهم قصص أخرى كثيرة عندهم قصص أخرى محرفة عندهم عقائد طلعوها محرفة حتى جعلوا عيسى إلهاً ! من العجيب أنك تجد مما يشهد بالتحريف هذا موضوع القرآن الكريم ولهذا أن الله قال فيه مهيمنا على الكتب السابقة (مصدقاً لما بين يديه من الكتاب ومهيمناً عليه) أنه يجب أن تنظر إلى الكتب السابقة من خلال القرآن الكريم لتعرف حتى أنه حصل تحريف تعرف أنه حصل تحريف فعلاً وأن ما بين أيديهم ما به كتاب تقول : هذا الكتاب الذي أنزل من عند الله. مجموع كتابات مخلوطة فقرات من هنا وفقرات من عندهم ما تجد في داخل الأناجيل الموجودة الآن مثلاً عبارات : أنه عبد الله أنه رسول الله وعبد الله وأشياء من هذه! نسفت في الغالب أعني منسوفة مع أن الشيء الطبيعي أن تكون قضية متكررة داخل الإنجيل الذي نزل على عيسى أن تكون قضية متكررة لماذا؟ لأن أول عبارة قالها عندما تكلم (إني عبد الله) نسفوها هذه نهائياً لا يوجد حديث : أنه عبد الله عبد الله وأشياء من هذه فهذا نفسه يشهد بأنه وقع تحريف من لديهم فعلاً أنه وقع من لديهم تحريف { إِنَّ هَذَا لَهُوَ الْقَصَصُ الْحَقُّ } (آل عمران : من الآية 62) فتعتمد هذا في نظرتك إلى ما قدموه وهناك سيظهر لك الخلل.
{ وَمَا مِنْ إِلَهٍ إِلَّا اللَّهُ وَإِنَّ اللَّهَ} (آل عمران : من الآية 62) هذا رد عليهم عندما يجعلون عيسى إلهاً هم يسمونه الرب وتسمع في إذاعاتهم وفي أخبارهم تجده هو السائد داخل النصارى بشكل عام الظاهرة المنتشرة فيهم هذه : جعلوا عيسى رباً وهو عبد لله والله يقول { وَمَا مِنْ إِلَهٍ إِلَّا اللَّهُ وَإِنَّ اللَّهَ لَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِالْمُفْسِدِينَ} (آل عمران : من الآية 62ـ 63) يعني يكون هكذا موقفك أن تفهم أن الحق هو من ربك فلا تمتري يكون عندك أي اضطراب أو شك في ما قدم إليك أو حكايات يقدمونها من عندهم فتجد عندك إيمان بشيء مما فيها وهو مختلف عما قدم إليك. ثم فليكن موقفك معهم على هذا النحو مباهلة ولهذا روي في قضية مشهورة أن رسول الله صلوات الله عليه وعلى آله جاء (بعلي وفاطمة والحسن والحسين) عندما وفد إليه نصارى نجران وحصل محاججة قال فلنتباهل { فَنَجْعَلْ لَعْنَتَ اللَّهِ عَلَى الْكَاذِبِينَ } (آل عمران : من الآية 61) ثم تراجعوا هم خافوا أن يباهلوا عارفين بأنها قد تكون العقوبة عليهم هم تنـزل اللعنة عليهم. وتجد أنه بالنسبة للقصص الحق والقصص الحق الذي ليس فيه ما يمكن أن يؤدي إلى أن يُقَدَمْ عيسى إلهاً أو رباً كما عند النصارى أي أن القصص الآخر الباطل الذي لديهم يكون قصص بالشكل الذي يسوغ ما قدموه من أنه ماذا؟ من أنه رباً فجعلوه رباً نفس القصص يكون مؤثراً ثم إنهم قالوا أيضاً بعض الكتَّاب المسيحيين الذي كان في الأصل مسيحياً عندما أسلم قال بأنه لم تأت هذه إلا متأخرة ربما من بعد المسيح تقريباً بمأتين سنة أو نحوها طرحوا هذه الأطروحة وجعلوه رباً لم تأت إلا متأخرة .
تعليق