بسم الله الرحمن الرحيم
يشرفني أن أقدم للقراء الكرام كتابي (الفقه للمغتربين) وفق فتاوى سماحة آية الله العظمى السيد علي الحسيني السيستاني (دام ظله). والكتاب محاولة أولى لكتابة فقه للمغتربين الذين قدّر لهم مكرهين أن يتركوا أوطانهم وديارهم، ومرابعهم وأراضيهم، ومدارج صباهم ومغانيهم، ليهاجروا الى بلدان غير إسلامية، يعيشون فيها تحت ظل قوانين وأنظمة مختلفة، وقيم وقواعد متباينة، وعادات وتقاليد لا تمت الى واقعهم بصلة، وأنماط سلوك وطرائق بعدت بينها وبين ما ألفوه وأحبّوه الشقة، واتسعت بينها وبين ما درجوا عليه واعتادوه الهوّة، فتولدت تحت حكم هذا التباين إشكالات جديدة، وربت أسئلة شتى، ظلت أسيرة الحاجة الى جواب، يبيّن المبهم، ويجلّي الغامض، ويرشد التائه، ويضيء المدلهم.
من هنا نشأت الحاجة الى كتابة فقه للمغتربين، يُعنى بمشاكلهم الحياتية المتكثرة، ويجمع شتات مسائلهم المتناثرة، يجيب عنها، ويعين عليها، ويقدم الحلول لها. وتحت ضغط هذه الحاجة، كان هذا الكتاب، الذي اختط لنفسه منهجية اختار لها أن تبدأ: بتمهيد مفترض، أسلم لبابين اثنين، أسلما بدورهما لفصول الكتاب المتعددة، التي حوت فيما حوته فروعاً غير مألوفة، وقضايا غير مطروقة، ومسائل غير مبحوثة في كثير من الرسائل العملية وكتب الفقه الإسلامي المتداولة الأخرى.
وستبقى تلك الأبواب، وهاتيك الفصول، مشرعة النوافذ على ما سيجدُّ من أسئلة واستفسارات شرعية يطرحها القارئ الفاضل، يسعدني كثيراً لو تلقيتها منه، لتأخد دورها مع أجوبتها للنشر في الطبعات اللاحقة إن شاء الله. وكتاب (الفقه للمغتربين) هو المحاولة الثالثة إثر محاولتين سبقتاه هما: (الفتاوى الميسرة) و (المنتخب من المسائل المنتخبة) أطمح في ثلاثتها أن أساهم في تسهيل توصيل الفقه الإسلامي وتحبيبه لطالبيه من غير المتخصصين به، فإن كان ما طمحت اليه فبحمد الله ما كان، وإن لم يكن، فحسبي أنني حاولت ( وما توفيقي إلاّ بالله عليه توكلت واليه أنيب ) وقد كان لي شرف قراءة بعض من فصول كتابي هذا وشيء من مسائله على أسماع سماحة سيدي الوالد (دام ظله) خلال إقامته معي بلندن، مستثمراً فرصة تشريفه للعلاج فأغنى الكتاب بتوجيهاته.
أسأل الله عزّ وجلّ أن يتقبل هذا العمل بقبول حسن، مُمتنّاً ممن أعانني على إتمام هذا الكتاب، خاصاً بالعرفان سماحة آية الله العظمى السيد علي الحسيني السيستاني (دام ظله) على تجشمه عناء النظر في هذه الاستفتاءات، شاكراً مكاتب سيدنا (دام ظله) في النجف الأشرف وقم المقدسة ولندن على ما بذلته معي من جهد في تدقيق ما كتبته وإحراز مطابقته لفتاوى سماحته. أخذ الله بأيدينا لما يحبه ويرضاه، ووفقنا لما هو أهله.
(ربّنا لا تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا، ربنا ولا تحمل علينا إصراً كما حملته على الذين من قبلنا، ربّنا ولا تحملّنا ما لا طاقة لنا به، واعف عنا واغفر لنا وارحمنا أنت مولانا فانصرنا على القوم الكافرين).
المؤلف
عبد الهادي السيد محمد تقي الحكيم
27 رمضان المبارك 1418هـ
26 كانون الثاني 1998م
يشرفني أن أقدم للقراء الكرام كتابي (الفقه للمغتربين) وفق فتاوى سماحة آية الله العظمى السيد علي الحسيني السيستاني (دام ظله). والكتاب محاولة أولى لكتابة فقه للمغتربين الذين قدّر لهم مكرهين أن يتركوا أوطانهم وديارهم، ومرابعهم وأراضيهم، ومدارج صباهم ومغانيهم، ليهاجروا الى بلدان غير إسلامية، يعيشون فيها تحت ظل قوانين وأنظمة مختلفة، وقيم وقواعد متباينة، وعادات وتقاليد لا تمت الى واقعهم بصلة، وأنماط سلوك وطرائق بعدت بينها وبين ما ألفوه وأحبّوه الشقة، واتسعت بينها وبين ما درجوا عليه واعتادوه الهوّة، فتولدت تحت حكم هذا التباين إشكالات جديدة، وربت أسئلة شتى، ظلت أسيرة الحاجة الى جواب، يبيّن المبهم، ويجلّي الغامض، ويرشد التائه، ويضيء المدلهم.
من هنا نشأت الحاجة الى كتابة فقه للمغتربين، يُعنى بمشاكلهم الحياتية المتكثرة، ويجمع شتات مسائلهم المتناثرة، يجيب عنها، ويعين عليها، ويقدم الحلول لها. وتحت ضغط هذه الحاجة، كان هذا الكتاب، الذي اختط لنفسه منهجية اختار لها أن تبدأ: بتمهيد مفترض، أسلم لبابين اثنين، أسلما بدورهما لفصول الكتاب المتعددة، التي حوت فيما حوته فروعاً غير مألوفة، وقضايا غير مطروقة، ومسائل غير مبحوثة في كثير من الرسائل العملية وكتب الفقه الإسلامي المتداولة الأخرى.
وستبقى تلك الأبواب، وهاتيك الفصول، مشرعة النوافذ على ما سيجدُّ من أسئلة واستفسارات شرعية يطرحها القارئ الفاضل، يسعدني كثيراً لو تلقيتها منه، لتأخد دورها مع أجوبتها للنشر في الطبعات اللاحقة إن شاء الله. وكتاب (الفقه للمغتربين) هو المحاولة الثالثة إثر محاولتين سبقتاه هما: (الفتاوى الميسرة) و (المنتخب من المسائل المنتخبة) أطمح في ثلاثتها أن أساهم في تسهيل توصيل الفقه الإسلامي وتحبيبه لطالبيه من غير المتخصصين به، فإن كان ما طمحت اليه فبحمد الله ما كان، وإن لم يكن، فحسبي أنني حاولت ( وما توفيقي إلاّ بالله عليه توكلت واليه أنيب ) وقد كان لي شرف قراءة بعض من فصول كتابي هذا وشيء من مسائله على أسماع سماحة سيدي الوالد (دام ظله) خلال إقامته معي بلندن، مستثمراً فرصة تشريفه للعلاج فأغنى الكتاب بتوجيهاته.
أسأل الله عزّ وجلّ أن يتقبل هذا العمل بقبول حسن، مُمتنّاً ممن أعانني على إتمام هذا الكتاب، خاصاً بالعرفان سماحة آية الله العظمى السيد علي الحسيني السيستاني (دام ظله) على تجشمه عناء النظر في هذه الاستفتاءات، شاكراً مكاتب سيدنا (دام ظله) في النجف الأشرف وقم المقدسة ولندن على ما بذلته معي من جهد في تدقيق ما كتبته وإحراز مطابقته لفتاوى سماحته. أخذ الله بأيدينا لما يحبه ويرضاه، ووفقنا لما هو أهله.
(ربّنا لا تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا، ربنا ولا تحمل علينا إصراً كما حملته على الذين من قبلنا، ربّنا ولا تحملّنا ما لا طاقة لنا به، واعف عنا واغفر لنا وارحمنا أنت مولانا فانصرنا على القوم الكافرين).
المؤلف
عبد الهادي السيد محمد تقي الحكيم
27 رمضان المبارك 1418هـ
26 كانون الثاني 1998م
تعليق