إعـــــــلان

تقليص

للاشتراك في (قناة العلم والإيمان): واتساب - يوتيوب

شاهد أكثر
شاهد أقل

زنزانة رقم 7 (موضوع مميز)

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • زنزانة رقم 7 (موضوع مميز)

    ا
    زنزانة رقم (7)لمكان هنا بارد، ومخيف كان ذلك هو الشعور الاول عندما دخلت هذه الزنزانة وما كان يساعدني على التحمل هو امل الخروج ..بل توسلت لله تعالىأن يكون خروجي من هنا صباحاً لاني اشتقت لضوء الشمس ..لقد كنا أثنتين أنا والزميلة المتذمرة الغاضبة لقد كانت زوجة رجل دين أُعدم قبل أيام وهي هنا تنتظر أن يخرجوها بلا فائدة، سمعتها تتوسل الى الضابط القصير الذي يشرف على كل شيء ولكن المساومات هنا لها أبعاد مرعبة.
    الاسبوع الاول كان للتجويع والاسئلة والثاني لفنون التعذيب ، وتوالت الاسابيع والقصائد تتفجر في رأسي والآمال بين النور والظلام وزميلتي تلعن يوم مولدها وزفافها .
    ليلة طويلة حركتها قطرات المطر التي رفهت عن الصمت المحبوس معنا، لم تحتمل كريمة كل ذلك:
    :- ما دخلي به، لقد أعدموه، شكراً لهم ....فلماذا لا أخرج؟
    :- أهذا كل ما يمكنكِ قوله في هذا الظرف؟
    :- خمس سنوات من اقتراني به كانت سجن القدر، واختيار اهلي، أما الآن وهنا خمسة شهور بأختيار من، أي السجنين ارحم!
    :- لقد كانت لديهم اهدافاً عظيمة يا اختاه، كيف لم تحاولي أن تفهمي أنهم أحبوا دينهم ووطنهم.
    :- واهملوا نسائهم وظلموهن.
    :- هل كان يضربكِ.
    :- لقد كان يتركني بعد كل نقاش ويذهب الى مدينته، ليعود بعد شهر أو شهرين لم يكن ينظر الي، كرهت الوطن بسببه لقد التقينا في مؤسسة دينية كنت وقتها أعتقد أنه قائد روحي كله حماس وقوة وصدق ولكن الزواج أزاح القناع المطرز بالاحلام.
    :- مسكينة.
    :- بل كنتُ غبية، أي إمرأة تحتمل عذاباً كهذا لخمسة سنوات .هل كان الوطن يرضى لنا بأن نقدم له كل شيء ولا يقدم لنا حتى أبسط الحقوق.
    :- زوجك تجاهلكِ وليس الوطن.
    :- وأنتِ، لأي شيء سجنتِ ؟
    :- قصيدة عن إمرأة تحلم برجل طيب ووطن آمن.
    :- انتِ مسجونة لاجل حلم هو من حقكِ، وانا من أجل رجل أكرهه، ترى لو أعدمونا، فمن له الحق بالشــهادة؟
    :- البريء هو الشهيد.
    :- هل يشمل هذا الحديث المغفلين، انا مغفلة آمنت بمباديء الدين ووجدت إن حمله هذه الافكار يستغفلوننا ؟
    :- ألا تعتقدين بأن الحرية قريبة، فكري بهذا الامر بدل التذمر وإنتظار الموت .
    :- الحرية ،كيف يستطيع الرجل في هذا البلد غير أن يصادر حرية الاخرين طالما كان قادراً على ذلك.
    :- أعتقد أن الانسان هو الذي يناضل لطلب الحرية ويأخذها، هل تعتقدين إن الذين اعدموا كان ينتظرون أن تعطى لهم الحرية هكذا.
    :- لقد طلبت الطلاق منه ألف مرة فلا هو كان قادر على إسعادي ولا على تركي ،هل تعرفين لماذا ،لانه يتمتع بسلبي حقي لانه اضاع حقوقه.
    :- لن تتوصلي الى قرار واضح مع هذه السلبية، أعتقد أنكما لم تكونا تتحاوران بشكل عقلاني لربما أتخذ الحوار المتسامح الطريق الى قلبيكما،أعتقد أن حديثكِ معه كان هجومياً، وأعتقد أنك لربما طلبتِ الكثير من رجل كثير الاعباء!
    :- أيتها الشاعرة الحالمة، كل الشعراء ينسجون حولهم شرانق من الوهم ولا يعرفون ما هو الواقع.
    :- بل يعرفوه على حقيقته، ويحاولون تغييره بالكلام لانهم يصطادون الكلمة ويوظفونها ويخاطبون الناس بها، لذلك نحن سنعدم لاننا أفكار مخيفة للظالم ترعبه، يخاف ان نوقض الناس (الغافلين)والمغفلين ومن اضاع حقه .
    :- لا أفهم الشعراء ولا رجال الدين.
    :- من تعتقدين برأيكِ مسؤولاً عن نهضة الشعوب؟
    :- الصمت ،إنظري الى البلدن الساكتة ،كيف تسير الامور فيها على ما يرام.
    :- بل على ما يريد الظالم، ومن قال لكِ أن الشعوب ساكتة...كل وطن كان له قادته الذين دفعوا الدم لاجل ان يعيش الاخرين أحراراً وهكذا تتحققت الحرية(بالدم والرجال والتضحيات).
    :- هل كان الرجال العظماء يسيئون الى نسائهم؟ .
    :- اعتقد انهم ارتبطوا بنساء يفهمون مسيرتهم وإلا لما كانوا قادرين على الاستمرار.
    وسمعنا صوت الضابط قادم نحونا، رتبت الزميلة من هيأتها، وأرجعت وشاحها الى الخلف قليلاً
    نظرت إلي بعزم وقالت: لسوف ترين.
    أخذ الضابط زميلتي، وبقيت أتلمس الوحدة بعد توقف المطر وذهاب الزميلة، للحظة ما كنتُ أعتقد بأني قد أنقذ روحها من الشك، بل طمعت الى زرع اليقين في قلبها المتحامل هل يكفي أن تكره العالم لان رجل واحد اساء إلينا ...وأن نكره الدين لان من يمثله لا يفهمه..لربما كرهنا الزواج نفسه ..رباه وبعدها تزداد المفاهيم في طريقها الى العالم الاسود ونكره ...ونكره الى أن يصبح العالم كله سجناً كبيراً بل يصبح كل العالم زنزانة رقم (سبعة) كلا لن أقبل بهذا ..
    لحظات وسمعت ان الضابط أصدر الامر بإعدام الزملية وبدأ الخوف يتسرب الى قلبي، شأني دائماً عندما أسمع بكلمة الموت، ترى من أجل ماذا أعدمت يا للسخرية، بل الاسوء في الامر إنها فقدت آخر ما يجعلها مظلومة في عين الله وتعوض في آخرتها عن عذابات الدنيا.
    أسندت ظهري الى الجدار البارد:
    [COLOR="SeaGreen"]أريد حياة ،وصوت صغير يوقظني
    وبيتاً آمن ، لا يعرف الكلاب طريقه
    أريد النور خالص من براثن عتمتهم
    رجل طيب من تراب الارض، لاعشقه
    بعيداً عن أفكار الحقد الآثم
    أوثان الحكم تزعجنا..وتدخل الى الاحلام ترعبنا
    كي لا نحلم بوطن سالم
    وأن ضاق الحلم علينا
    فأنا أشهد أن لا عراق إلا انت...[/
    COLOR]

  • #2
    أختاه سمرقند إن خجل لأني لم أرد على هذا الجمال والإبداع فعذريني
    وأنا أتعجب من الأخوة الأفاضل لعدم ردهم على هذا الإبداع
    وبكل صراحة أدبية ( موضوع مميز)
    ودمتم...

    تعليق


    • #3
      المشاركة الأصلية بواسطة العلي التيثاري
      أختاه سمرقند إن خجل لأني لم أرد على هذا الجمال والإبداع فعذريني
      وأنا أتعجب من الأخوة الأفاضل لعدم ردهم على هذا الإبداع
      وبكل صراحة أدبية ( موضوع مميز)
      ودمتم...

      تعليق

      المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
      حفظ-تلقائي
      x

      رجاء ادخل الستة أرقام أو الحروف الظاهرة في الصورة.

      صورة التسجيل تحديث الصورة

      اقرأ في منتديات يا حسين

      تقليص

      لا توجد نتائج تلبي هذه المعايير.

      يعمل...
      X