بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صلى على محمد وآل محمد
بحت الحناجر وجفت الأقلام لكثر مناداتها بالمساواة وشحنت الجمعيات والأصوات المنادية بحقوق المرأة ومساواتها بالرجل ..
والرجل .. يقف فى الظلال يراقب .. ويتنازل .. ويقدم .. ويوافق أن يعامل المرأة كند له مما يجعل المرأة تحظى بإحترامها لذاتها وإحترام المجتمع لها ..
وحتى فى المنزل .. فقد غادرت صورة سي السيد الأبواب ورحلت مع الريح .. ولم يعد لها فى أيامنا وجود .. فالمرأة تناقش وتتحاور ويعلو صوتها وتكسب قوتها وتشارك فى دخل البيت ومصاريف الأولاد .. وتساهم فى تربية الأولاد ولكلمتها تأثير كبير أن لم تكن كلمتها هى فقط المسموعة فى الكثير من الأحيان ..
والأدهى ..
عندما تقف المرأة .. ندا للرجل .. ليتحول نقاشها مع زوجها أو خطيبها أو شقيقها أو حتى زميلها فى العمل .. ليتحول الى شجار ..
فيقف الرحل فى الركن البعيد ثانية ليستقبل بصمت رؤوس الأسهم الحادة المنطلقة من لسان المرأة إليه .. فيتقبل الجروح والإهانات ..
لأن المرأة فى هذه النقطة فقط ترفض المساواة .. فهى الكائن الرقيق الهش الذى لا يتحمل الزئير .. الكائن الحساس الذى تنهمر منه الدموع بسبب وبلا سبب !!!
وتصل سخرية الموقف للقمة عندما تبدأ المرأة بالصراخ والتشتيم وتوجيه الإهانات والإتهامات .. وبعد موجة الغضب العارمة والثورة المزلزلة .. تكون هى من تسبقه بالدموع ..
فيبتلع الرجل جروحه .. ويسحب أذيال قلبه الممزق سحبا .. وهو يتقدم بخطوات بطيئة وعيون جامدة .. نحو ذلك الكائن الذى تحول فجأة الى كائن ضعيف .. يوافق ويجاهر ويتحدى الكون إن كان كائن آخر أضعف منه وأرق منه وأكثر حساسية منه ..
يتقدم الرجل ليقدم كل ما يملك من وسيلة ليصب رسائل الإعتذار ليحصل على رضى ذلك الكائن المغرور .. المختال بنفسه .. والذى يصر على إتخاذ موقف القوة والضعف فى آن واحد .. هذا التناقض العشاوئى الظالم والذى يرفض قطعيا أن يكون الطرف الآخر .. وهو الرجل .. كائن له من المشاعر والأحاسيس ما للمرأة من مشاعر ..
ويساعدها صمته على أن تبلور هذه الفكرة وتعمق جذورها بحيث أصبحت من المسلمات ..
ولكنها حتما مخطئة ..
أجل أنت مخطئة يا سيدتى ..
فارجل إنسان .. يعيش تمازج الروح والجسد والمشاعر مثلك .. ودموعه سهلة الإنهمار كدموعك .. وقلبه رقيق سهل الخدش كقلبك ..
ولكنها لعنة الرجولة الإسطورية تلك التى تحرمه من دموعه وإظهار أحاسيسه المرهفة لك .. لأنه متى فعل ذلك أتهم فى رجولته ووجهت له أصابع الشك والطعن فى أحقيت هذه الرجولة وحقيقتها .. بل وشبه بالنساء .. لأنه ولد صلبا وعليه ان يبقى صلبا ليتلقى كل ثورات المرأة الغاضبة وأسهمها الموجهة إليه دائما ..
فتراه ضعيفا أمامها .. يسابق دائما الى مراضاتها ..
وليس ذلك ضعفا .. لأجل أن تكونى أنت القوية سيدتى
ولكننا فقط .. نترفق بقلوبنا .. ولا نريد لها ان تنجرح مرة أخرى بنبالك التى لا ترحم ..
وأخيرا ..
ألا يحق لنا أن نطالب ولو بالقليل من المساواة فى مشاعرنا مع المرأة ؟؟؟!!!!!!!
تعليق