موقف شيعة العراق حول التطورات الأخيرة
الى الجميع: أوفوا بالعهود ولاتستهينوا بالجماهير
تتابع الجماهير الشيعية بتيقظ وحذر الإستقطابات المؤسفة التي حدثت في الإئتلاف العراقي الموحد والتي أحدثتها بعض النفوس التي انساقت إلى الأنانية والتفرد في القرارات دون الإلتفات إلى التزام الإئتلاف تجاه الجماهير العراقية الشيعية التي صوتت له والتي صعد بأصواتها.
إن هذه الإستقطابات والدعوات التي حاولت تفتيت الإئتلاف والإلتفاف على آليات صناعة القرار فيه بعد أقل من 24 ساعة متزامنةً مع قدوم كونداليزا رايس إلى بغداد إنما تطرح تساؤلات هامة عن سبب انطلاقها وعن توقيتها بالذات.
إن أي تحرك من اي طرف في الإئتلاف ضد إرادة الجماهير وضد اسس الإختيار الحر واسس الديمقراطية وإحترام إرادة الجماهير إنما يمثل خيانة لشيعة العراق وتجاوزاً على إرادتها. فهذه الجماهير ترفض رفضا قاطعا أن يكون من إنتخبتهم بوقا للأجنبي يرددون مايمليه عليهم دون مراعاةٍ لمصالح الجماهير وإضعافا لموقعها .
إن انطلاق هذه الدعوات الهدامة من بعض الأطراف في الإئتلاف العراقي الموحد بالتزامن مع طرح مبادرات سياسية منفردة لتشكيل تحالفات مع البعثيين والطائفيين الحاقدين إنما تشكل سابقة لن تغفرها الجماهير الشيعية وستكون لها نتائج لا تحمد عقباها.
ووسط هذه التجاذبات الداخلية التي لا تحترم إرادة الجماهير الشيعية فقد استمرت قوى الجريمة الطائفية بعمليات الإبادة الوحشية ضد الشيعة في العراق وبتصعيد لا سابق له مدعوم بغض الطرف من القوات الأمريكية المحتلة وعلى رأسها الطائفي خليلزادة الذي أعلن أنه يتفاوض مع الإرهابيين كي لا تتعرض القوات الأمريكية للضرب. ومع هذا كله إستمر الشوفينيون الأكراد الذين تصر بعض الأطراف على التحالف معه بلا وجه حق في إطلاق تصريحاتهم المعادية للشيعة والديمقراطية وإرادة الجماهير الشيعية، وقد ذكر المدعو جلال الطالباني أنه يعارض اختيار الإئتلاف لأن الأحزاب الأخرى لا تقبل به، ضارباً إختيار الجماهير الشيعية بعرض الحائط.
وعليه :
لتعلم بعض أطراف الإئتلاف ومع هذا التصعيد والتواطؤ فإن الجماهير الشيعية ستخلع رداء القيادة عن أي طرف يتواطأ مع قوى الدكتاتورية والطائفية ولا يحترم إرادتها وتضحياتها. وسيكون أي طرف من هذه الأطراف فاقداً للشرعية الجماهيرية وبشكل كامل، وستكون كافة أساليب تحركه بلا شرعية ولا تلزم الجماهير الشيعية بأي شكل من الأشكال.
ليعلم الأكراد ومن يتواطأ معهم أن الضغط الذي يتحرك ضد إرادة الجماهير الشيعية وإختيارها يعني إيقاف كافة أشكال التفاهم الشيعي معهم، وستفشل وتتحطم المشاريع الكردية التي يحلمون بها على صخرة الرد. وليعلموا ان كركوك العراقية البطلة ستكون عصية عليهم وعلى أطماعهم المريضة، وستكون الوسائل السياسية والوسائل الأخرى هي التي ستوقف أطماعهم.
ليعلم الأمريكيون أن التقارب مع البعثيين والطائفيين والتلاعب بقرارات الجماهير وإرادتها، والتدخل بالشأن العراقي سيكلفهم الكثير.
وليعلم الجميع أن أي محاولة لإقصاء الشيعة من العملية السياسية وقيادتها سيعني إيقاف هذه العملية بشكل كامل والدخول في مرحلة خطيرة سيخسر فيها الجميع بلا إستثناء.
إن الجماهير الشيعية المجاهدة المضحية على قدر تحمل المسؤولية، وعلى قدر صناعة المصير، وترصد الوضع بدقة ووعي. ونحذر كافة الأطراف لا تتجاوزوا على إرادة الجماهير وحريتها، ولا تخونوا أماناتكم وعهودكم التي قطعتموها على أنفسكم
((وَإِن يُرِيدُواْ خِيَانَتَكَ فَقَدْ خَانُواْاللّهَ مِن قَبْلُ فَأَمْكَنَ مِنْهُمْ وَاللّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ))
صدق الله العلي العظيم