التطبير يشوه المذهب؟ ألا شاهت الوجوه وقبحت، وعابت الحلوم وسفهت!
وزع جمع من علماء السعودية بياناً حول التطبير، ولولا أن دخل في الصحافة وصار في متناول عامة الناس، لأعرضنا عنه ومررنا كراماً على لغوه، ولكن بعد أن فعلوا تعين علينا الرد والتوضيح، والدفاع عن الشهيد الذي لا زال مظلوماً منذ العاشر من محرم سنة 61 للهجرة وحتى يومنا هذا.
في الحديث أن الصادق عليه السلام قال لفضيل: " يا فضيل: تجلسون وتتحدثون؟ قال: نعم جعلت فداك. قال: إن تلك المجالس أحبها، أحيوا أمرنا رحم الله من أحيا أمرنا، يا فضيل من ذكرنا أو ذكرنا عنده فخرج من عينه مثل جناح الذباب غفر الله له ذنوبه ولو كانت أكثر من زبد البحر".
إن إحياء أمر أهل البيت عليهم السلام يكون بالعلم والعمل وحسن السيرة التي تحبب الناس فيهم، وهكذا تكون بنشر فضائلهم والتعريف بمقاماتهم... وتكون كذلك، كما يصرح الحديث، بالشعائر الحسينية، فهي من أجلى مصاديق إحياء أمرهم وإرشاد الناس إليهم، وتبدأ بلبس السواد وإظهار الحزن في مصابهم، وبالبكاء والرثاء والإنشاد، ولا تنتهي عند الجزع بمختلف صوره ومراتبه من اللطم والصياح، وذروته الإدماء، ففي أفق المصيبة من اللوعة والأسى ما يجعل تلف الأنفس وذهابها حسرة على ما أصاب السبط الشهيد، قليل... وهذا مما فرغ منه علماؤنا وتسالموا عليه. ولا ينقض ذلك شاذ صنعه المال وأقحمته الصحافة في الفقاهة، وآخر ولج المرجعية بقهر السلاح وسطوة أجهزة المخابرات.
إن الجماعة الموقعة على البيان تمثل تجديداً لتلاق بل تلاقح غابر بين حسن البنا وعلي شريعتي، بين الدعوة (وليدة الإخوان المسلمين) وامتدادها في الفضلية الضالة، وبين الخامنئية الجائرة... وما رأيناه في البيان يشكل رأس الجبل المخفي الذي كشف الراضي بعض نتنه وعفنه، فما سخطوا، بل سكتوا وأمضوا وامنوا له الغطاء.
إنها جماعة ضربت فيها عروق الدعوة فانتفضت، ومعها أخرى أقرت على نفسها بالقصور والسفه فاتخذت لها ولياً تتبعه حتى في أخطائه وشطحاته!.. لفيف من غث الأحساء وحشو القطيف نسبوا أنفسهم للعلم وانتصبوا ولاة على الدين وأوصياء على الأمة، يحددون ما يشوه المذهب ويعيق الانشداد إلى اهل البيت عليهم السلام؟!
التطبير يشوه المذهب؟ ألا شاهت الوجوه وقبحت، وعابت الحلوم وسفهت! عجباً أن يبلغ النفخ السياسي والدفع الاجتماعي بالمرء هذا الحد من الغرور، فيفرض أنصاف العلماء في أنفسهم حرصاً على الدين يفوق حرص وغيرة فحول الطائفة وأساطينها كالخوئي والحكيم والشاهرودي والجمع المبارك الذي علق على فتوى الميرزا النائيني الشهيرة التي أباحت وحببت التطبير، ثم عظماء المعاصرين كالوحيد الخراساني والميرزا التبريزي والسيستاني والروحاني وبشير النجفي وغيرهم.
لعمري الم يكن في مشروعهم التحرري ونداءاتهم المطالية بالحقوق سعة لتفهم آراء غيرهم واحترام قناعة الآخر؟ ماذا ينكرون في التطبير ومم يتبرمون؟ هل جرحت السيوف لهم رأساً أم أسالت من هاماتهم دماً؟ هل أجبر المطبرون أحداً على فعلهم؟ هل تضرر أحد في نفسه أو من يتعلق به فاشتكى إليهم؟
كلا، ولكن حليت الدنيا في أعينهم وراقهم زبرجها... إن القوم يخشون أن تهوي سيوف المطبرين وتضعضع صيحات "حيدر" عروش زعاماتهم المهترئة، وتنال من حجم الحطام الذي يكنزون ويحتطبون لآخرتهم، إنهم يخشون أن يشكل التطبير رقماً على انعتاق الامة من الوصاية الحزبية وتمردها على ولاية الفقيه المزيف ومرجعيته الكاذبة...
بالله ماذا جنى عشاق سيد الشهداء حتى يجازون من اعدائهم في العراق قتلاً وتفجيراً ومن أهليهم قسوة وجفاء ونكيراً؟! لماذا لا نرى الهمم تعلو والغيرة تتفجر على مئات المنكرات والويلات التي تنزل بنا، فلا بيانات تصدر ولا اجتماعات تعقد ولا إحراج ينتزع التواقيع؟ فإذا التأم جمع على الحب والولاء ومارسوا معتقدهم مستندين لفتاوى مراجعهم، انتفض من انتفض وهاج؟
الحق أننا كنا نرصد حركة هذا التيار وتيه اتباعه في مختلف قضايا الدين والمذهب (خصوصاً عبثهم في المرجعية وتهاونهم في الولاء) فلا ندري إلى أين سيذهبون، حتى صدر بيانهم المشؤوم هذا فبان كيف تكون عاقبة الذين أساؤوا السوءا..
ولا يسعنا ونحن نشهد هذا الانحطاط في مصاف العلماء والانحدار في مستوى المسؤولية إلا أن نترحم على العلماء الحقيقيين لهذه البلاد الطيبة، الذين شكل فقدهم ثلمة صرنا نستشعرها اليوم في ظل هذا التهريج الذي ظهر في البيان، فرحم الله آيات الله: السيد ناصر السلمان، والشيخ عبدالله المعتوق والشيخ علي الخنيزي والشيخ حسين الخليفة والشيخ حبيب القرين والشيخ محمد حسين بوخمسين والشيخ علي شبيب والشيخ عبدالله الهاجري...
×××××
صور لبعض مواكب التطبير في القطيف هذا العام وكأن البيان لم يكن
http://f6rs.com/
وزع جمع من علماء السعودية بياناً حول التطبير، ولولا أن دخل في الصحافة وصار في متناول عامة الناس، لأعرضنا عنه ومررنا كراماً على لغوه، ولكن بعد أن فعلوا تعين علينا الرد والتوضيح، والدفاع عن الشهيد الذي لا زال مظلوماً منذ العاشر من محرم سنة 61 للهجرة وحتى يومنا هذا.
في الحديث أن الصادق عليه السلام قال لفضيل: " يا فضيل: تجلسون وتتحدثون؟ قال: نعم جعلت فداك. قال: إن تلك المجالس أحبها، أحيوا أمرنا رحم الله من أحيا أمرنا، يا فضيل من ذكرنا أو ذكرنا عنده فخرج من عينه مثل جناح الذباب غفر الله له ذنوبه ولو كانت أكثر من زبد البحر".
إن إحياء أمر أهل البيت عليهم السلام يكون بالعلم والعمل وحسن السيرة التي تحبب الناس فيهم، وهكذا تكون بنشر فضائلهم والتعريف بمقاماتهم... وتكون كذلك، كما يصرح الحديث، بالشعائر الحسينية، فهي من أجلى مصاديق إحياء أمرهم وإرشاد الناس إليهم، وتبدأ بلبس السواد وإظهار الحزن في مصابهم، وبالبكاء والرثاء والإنشاد، ولا تنتهي عند الجزع بمختلف صوره ومراتبه من اللطم والصياح، وذروته الإدماء، ففي أفق المصيبة من اللوعة والأسى ما يجعل تلف الأنفس وذهابها حسرة على ما أصاب السبط الشهيد، قليل... وهذا مما فرغ منه علماؤنا وتسالموا عليه. ولا ينقض ذلك شاذ صنعه المال وأقحمته الصحافة في الفقاهة، وآخر ولج المرجعية بقهر السلاح وسطوة أجهزة المخابرات.
إن الجماعة الموقعة على البيان تمثل تجديداً لتلاق بل تلاقح غابر بين حسن البنا وعلي شريعتي، بين الدعوة (وليدة الإخوان المسلمين) وامتدادها في الفضلية الضالة، وبين الخامنئية الجائرة... وما رأيناه في البيان يشكل رأس الجبل المخفي الذي كشف الراضي بعض نتنه وعفنه، فما سخطوا، بل سكتوا وأمضوا وامنوا له الغطاء.
إنها جماعة ضربت فيها عروق الدعوة فانتفضت، ومعها أخرى أقرت على نفسها بالقصور والسفه فاتخذت لها ولياً تتبعه حتى في أخطائه وشطحاته!.. لفيف من غث الأحساء وحشو القطيف نسبوا أنفسهم للعلم وانتصبوا ولاة على الدين وأوصياء على الأمة، يحددون ما يشوه المذهب ويعيق الانشداد إلى اهل البيت عليهم السلام؟!
التطبير يشوه المذهب؟ ألا شاهت الوجوه وقبحت، وعابت الحلوم وسفهت! عجباً أن يبلغ النفخ السياسي والدفع الاجتماعي بالمرء هذا الحد من الغرور، فيفرض أنصاف العلماء في أنفسهم حرصاً على الدين يفوق حرص وغيرة فحول الطائفة وأساطينها كالخوئي والحكيم والشاهرودي والجمع المبارك الذي علق على فتوى الميرزا النائيني الشهيرة التي أباحت وحببت التطبير، ثم عظماء المعاصرين كالوحيد الخراساني والميرزا التبريزي والسيستاني والروحاني وبشير النجفي وغيرهم.
لعمري الم يكن في مشروعهم التحرري ونداءاتهم المطالية بالحقوق سعة لتفهم آراء غيرهم واحترام قناعة الآخر؟ ماذا ينكرون في التطبير ومم يتبرمون؟ هل جرحت السيوف لهم رأساً أم أسالت من هاماتهم دماً؟ هل أجبر المطبرون أحداً على فعلهم؟ هل تضرر أحد في نفسه أو من يتعلق به فاشتكى إليهم؟
كلا، ولكن حليت الدنيا في أعينهم وراقهم زبرجها... إن القوم يخشون أن تهوي سيوف المطبرين وتضعضع صيحات "حيدر" عروش زعاماتهم المهترئة، وتنال من حجم الحطام الذي يكنزون ويحتطبون لآخرتهم، إنهم يخشون أن يشكل التطبير رقماً على انعتاق الامة من الوصاية الحزبية وتمردها على ولاية الفقيه المزيف ومرجعيته الكاذبة...
بالله ماذا جنى عشاق سيد الشهداء حتى يجازون من اعدائهم في العراق قتلاً وتفجيراً ومن أهليهم قسوة وجفاء ونكيراً؟! لماذا لا نرى الهمم تعلو والغيرة تتفجر على مئات المنكرات والويلات التي تنزل بنا، فلا بيانات تصدر ولا اجتماعات تعقد ولا إحراج ينتزع التواقيع؟ فإذا التأم جمع على الحب والولاء ومارسوا معتقدهم مستندين لفتاوى مراجعهم، انتفض من انتفض وهاج؟
الحق أننا كنا نرصد حركة هذا التيار وتيه اتباعه في مختلف قضايا الدين والمذهب (خصوصاً عبثهم في المرجعية وتهاونهم في الولاء) فلا ندري إلى أين سيذهبون، حتى صدر بيانهم المشؤوم هذا فبان كيف تكون عاقبة الذين أساؤوا السوءا..
ولا يسعنا ونحن نشهد هذا الانحطاط في مصاف العلماء والانحدار في مستوى المسؤولية إلا أن نترحم على العلماء الحقيقيين لهذه البلاد الطيبة، الذين شكل فقدهم ثلمة صرنا نستشعرها اليوم في ظل هذا التهريج الذي ظهر في البيان، فرحم الله آيات الله: السيد ناصر السلمان، والشيخ عبدالله المعتوق والشيخ علي الخنيزي والشيخ حسين الخليفة والشيخ حبيب القرين والشيخ محمد حسين بوخمسين والشيخ علي شبيب والشيخ عبدالله الهاجري...
×××××
صور لبعض مواكب التطبير في القطيف هذا العام وكأن البيان لم يكن
http://f6rs.com/
تعليق