إعـــــــلان

تقليص

للاشتراك في (قناة العلم والإيمان): واتساب - يوتيوب

شاهد أكثر
شاهد أقل

الرد على أسطوانة الحقائق الخفية في مذهب الرافضة الإثني عشرية

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • #46
    شعر ونثر أبو طالب الدالة على إيمانه بالنبي صلى الله عليه وآله وسلم:


    نتعرض هنا إلى بعض أبيات أبي طالب رضوان الله تعالى عليه والتي تشهد بتصديقه لنبوة النبي صلى الله عليه وآله وسلم بل والإقرار بها أيضاً.


    1. رغب النبي صلى الله عليه وآله وسلم بالزواج من أم المؤمنين السيدة الطاهرة المطهرة خديجة بنت خويلد، فأخذ عمومته معه، وتكلم أبو طالب فقال: الحمد لله الذي جعلنا من ذرية إبراهيم، وزرع إسماعيل، وضئضئ معد، وعنصر مضر، وجعلنا حضنة بيته، وسواس حرمه، وجعل لنا بيتاً محجوجاً وحرماً آمنا وجعلنا الحكام على الناس؛ ثم إن ابن أخي هذا محمد بن عبد الله، لا يوزن به رجل إلا رجح به، فا كان في المال قلٌ فإن المال ظل زائل، وأمر حائل، ومحمد من قد عرفتم قرابته؛ وقد خطب خديجة بنت خويلد، وبذل لها من الصداق ما آجله وعاجله من مالي كذا وهو والله بعد هذا له نبأ عظيم، وخطب جليل.[12]


    2. أنقل هنا مقتطفات من شعره رضوان الله تعالى عليه فأنقل الأبيات التي تبين وتصرح بشكل لا يقبل الشك إيمانه وتصديقه بنبوة النبي صلى الله عليه وآله:


    v عندما مشى زعماء قريش إلى أبي طالب يطلبون منه أن يكف النبي عن أمره، وردهم أبو طالب عليه السلام وحصل بينه وبين النبي محادثة وبعدها أنشد يقول:



    والله لن يصلوا إليك بجمعهـم ... حتى أوسد في التراب دفينا
    فامضي لأمرك ما عليك غضاضة ... أبشر وقر بذاك منك عيونا
    ودعوتني وعلمت أنك ناصحي ... فلقد صدقت وكنت ثم أمينا
    وعرضت دينا قد عرفت بأنـه ... من خـير أديان البرية دينا


    لـولا الملامة أو حذاري سبـة...لوجدتنـي بذاك سمحاً مبينا



    طبعاً لا تعارض مع كون أبو طالب أنشأ هذه الأبيات سابقاً وأعادها مرة أخرى في هذا الموقف، وأيضاً قال السيد نجد الدين العسكري " زاد ابن كثير على الأبيات بيتا آخر ، ولا يخفى أن البيت الخامس الذي زاده ابن كثير وغيره كالقرطبي وأمثاله ليس من أبي طالب عليه السلام ، قال العلامة البرزنجي وغيره انه موضوع أدخلوه في شعر أبي طالب وليس من كلامه ، كما في أسنى المطالب ص 18 طبع طهران سنة 1382 ه‍ـ ثم قال ولو قيل إنه من كلامه فيقال أتى به عليه السلام للتعمية على قريش وليوهم عليهم أنه معهم وعلى ملتهم ، ولم يتابع محمدا ليقبلوا حمايته ويمتثلوا أوامره . وقال العلامة الحجة الأميني دام بقاه بعد نقله الأبيات مع البيت الأخير ونعم ما قال قال : هب أن البيت الأخير من صلب ما نظمه أبو طالب عليه السلام فان أقصى ما فيه أن العار والسبة اللذين كان أبو طالب يحذرهما خيفة أن يسقط محله عند قريش فلا تتسنى له نصرة الرسول المبعوث صلى الله عليه وآله ، إنما منعاه عن الإبانة والإظهار لاعتناق الدين وإعلان الإيمان بما جاء به النبي الأمين ، صلى الله عليه وآله وهو صريح قوله لوجدتني سمحا بذاك مبينا أي مظهرا وأين هو من اعتناق الدين في نفسه والعمل بمقتضاه من النصرة والدفاع ولو كان يريد عدم الخضوع للدين لكان تهافتا بينا بينه وبين أبياته الأولى المتقدمة ، التي ينص فيها بان دين محمد صلى الله عليه وآله من خير أديان البرية دينا ، وأنه صلى الله عليه وآله صادق في دعوته أمين على أمته. وذكر الأميني أن الأبيات رواها الثعلبي في تفسيره الكشف والبيان وقال : قد اتفق على صحة نقل هذه الأبيات عن أبي طالب عليه السلام مقاتل وعبد الله بن عباس والقسم بن مخيمرة وعطاء بن دينار وقال ذكر الأبيات في خزانة الأدب للبغدادي ج 1 ص 261 طبع ثاني سنة 1299 ه‍ وتأريخ ابن كثير ج 3 ص 42 وتاريخ أبي الفداء ج 1 ص 120 وفتح الباري شرح صحيح البخاري ج 7 ص 153 ص 155 والمواهب اللدنية ج 1 ص 61 والسيرة الحلبية ج 1 ص 305 وفي ديوان أبي طالب ص 12 طبع النجف الأشرف"[13]




    v ينقل إبن أبي الحديد في شرح النهج عن الخليفة العباسي أبو جعفر المأمون أنه قال: أسلم أبو طالب والله بقوله:


    نصرت الرسول رسول المليك * ببيض تلألأ كلمع البروق
    أذب وأحمي رسـول الإلــه * حمايــة حام عليه شفيق
    ومـا إن أدب لأعدائـــه * دبيب البكار حذار الفنيق
    و لكن أزير لهـم ساميـــا * كما زار ليث بغيل مضيق
    [14]



    v عندما اجتمع رأي قريش على حصار النبي صلى الله عليه وآله مع بني هاشم في الشعب أنشد أبو طالب قصيدته الخالدة اللامية فيقول فيها:


    أعوذ برب البيت من كل طاعن * علينا بسوء أو يلوح بباطل
    ومن فاجر يغتابنــا بمغيبة * ومن ملحق في الدين ما لم نحاول
    كـذبتم وبيت الله نبزى محمداً * ولمـا نطاعن دونه ونناضل
    ألـم تعلموا أن ابننا لا مكذب * لدينا ولا يعبـأ بقول الأباطل
    لعمري لقد كلفت وجدا بأحمد * وأحببته حب الحبيب المواصل
    و جدت بنفسي دونه فحميته * ودافعت عنه بالذرى والكواهل
    فـلا زال للدنيا جمالا لأهلها * وشينـا لمن عادى وزين المحافل
    و أيده رب العبـاد بنصـره * وأظهــر دينا حقه غير باطـل
    [15]




    v قال أيضاً يمدح النبي الأكرم صلوات الله وسلامه عليه وآله:

    لقد أكرم الله النبي محمدا * فأكرم خلق الله في الناس أحمـد

    وشق له من اسمه ليجلـه * فذو العرش محمود وهذا محمد
    [16]



    v و قال رضوان الله تعالى عليه عندما علم بإسلام الحمزة بن عبد المطلب:


    فصبرا أبا يعلى على دين أحمـد * وكن مظهرا للدين وفقت صابرا

    وحط من أتى بالحق من عند ربه * بصدق وعزم لا تكن حمزة كافرا
    فقد سرني إذ قلت إنك مؤمـن * فكـن لرسول الله في الله ناصرا

    وناد قريش بالـذي قد أتيتـه * جهاراً وقل ما كان أحمد ساحرا[17]



    v عندما بلغته أذية قريش للصحابي الجليل عثمان بن مظعون غضب وقال


    أمن تذكر دهر غير مأمـون * أصبحت مكتئبا تبكي كمحـزون

    أم من تذكر أقوام ذوي سفه * يغشون بالظلم من يدعو إلى الدين
    ألا يرون أذل الله جمعهــم * أنا غضبــنا لعثمان بن مظعون
    ونمنع الضيم من يبغي مضيمنا * بكـل مطرد في الكـف مسنون
    ومرهفات كأن الملح خالطهـا * يشفى بها الداء من هام المجانين
    حتى تقر رجال لا حلوم لهـا * بعـد الصعوبة بالإسماح واللين

    أو تؤمنوا بكتاب منزل عجب * على نبي موسى أو كذي النون[18]


    v وقال رضوان الله تعالى عليه:


    فلا تسفهوا أحلامكم في محمد * ولا تتبعوا أمر الغواة الأشائم
    تمنيتــم أن تقتلـوه وإنمـا * أمانيكم هذي كأحلام نائـم
    وإنكـم والله لا تقتلونه ولـما * تروا قطف اللحى والجماجم
    زعمتـم بأنا مسلمون محمـدا * ولما نقــاذف دونه ونزاحم
    من القوم مفضال أبي على العدا * تمكن في الفرعين من آل هاشم
    أميـن حبيـب فـي العبـاد مسوم بخاتـم رب قاهر في الخواتم
    يرى النـاس برهانا عليه وهيبة * ومـا جاهـل في قومه مثل عالم
    نبي أتاه الوحي من عنـد ربـه * ومـن قال لا يقرع بها سن نادم[19]




    v و قال سلام الله عليه مما يدل على توحيده :


    مليك الناس ليس له شريك * هو الوهاب والمبدى المعيد

    ومن فـوق السماء له بحق * ومن تحت السماء له عبيد
    [20]





    v وقال سلام الله عليه لما حضرته الوفاة:


    أوصي بنصر النبي الخير مشهده * عليا ابني وشيخ القوم عباسا

    وحمزة الأسد الحامي حقيقتــه * وجعفرا أن يذودوا دونه الباسا
    كونوا فداء لكم أمي وما ولدت * في نصر أحمد دون الناس اتراسا
    [21]




    3. لما حضرت أبو طالب الوفاة جمع بني هاشم وقال:
    يا معشر قريش أنتم صفوة الله من خلقه وقلب العرب فيكم السيد المطاع وفيكم المقدام الشجاع الواسع الباع واعلموا أنكم لم تتركوا للعرب في المآثر نصيبا إلا أحرزتموه ولا شرفا إلا أدركتموه فلكم بذلك على الناس الفضيلة ولهم به إليكم الوسيلة والناس لكم حرب وعلى حربكم ألب وإني أوصيكم بتعظيم هذه البنية يعنى الكعبة فإن فيها مرضاة للرب وقواما للمعاش وثباتا للوطأة صلوا أرحامكم فإن في صلة الرحم منسأة في الأجل وزيادة في العدد اتركوا البغي والعقوق ففيهما هلكت القرون قبلكم أجيبوا الداعي وأعطوا السائل فإن فيهما شرف الحياة والممات وعليكم بصدق الحديث وأداء الأمانة فإن فيهما محبة في الخاص ومكرمة في العام وإني أوصيكم بمحمد خيرا فإنه الأمين في قريش والصديق في العرب وهو الجامع لكل ما أوصيتكم به وقد جاءنا بأمر قبله الجنان وأنكره اللسان مخافة الشنآن وأيم الله كأني أنظر إلى صعاليك العرب وأهل الأطراف والمستضعفين من الناس قد أجابوا دعوته وصدقوا كلمته وعظموا أمره فخاض بهم غمرات الموت وصارت رؤساء قريش وصناديدها أذنابا ودورها خرابا وضعفاؤها أربابا وإذاأعظمهم عليه أحوجهم إليه وأبعدهم منه أحظاهم عنده قد محضته العرب ودادها وأصفت له بلادها وأعطته قيادها يا معشر قريش كونوا له ولاة ولحزبه حماة والله لا يسلك أحد سبيله إلا رشد ولا يأخذ بهديه أحد إلا سعد ولو كان لنفسي مدة وفي أجلي تأخير لكففت عنه الهزاهز ولدافعت عنه الدواهي.[22]


    فلو لم تكن هذه الأبيات معروفة بأنها لشيخ البطحاء فهل يُعقل أن يُقال بأن قائل الأبيات كافر؟ إن العاقل يرفض أن يُستخف بعقله، أولم يقل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أن الإيمان هو معرفة بالقلب وإقرار باللسان وعمل بالأركان[23] ،فتعالوا نطبق الحديث على أبو طالب عليه السلام، فأما الإقرار بالقلب فإنه قال " وقد جاءنا بأمر قبله الجنان "، وأما التصديق باللسان فقد قال أبياته وهي أكثر من أن تحصى وعلى سبيل المثال "نبي أتاه الوحي من عند ربه * ومن قال لا يقرع بها سن نادم" والعمل بالأركان فأي عمل يرقى إلى مرتبة الجهاد وحماية بيضة الإسلام والذود عن الداعي وأصل الرسالة وهو النبي صلى الله عليه وآله؟ وإن كان التلفظ بالشهادتين فما الفرق بين أن يقول أشهد أن لا إله إلا الله وبين أن يقول:

    مليك الناس ليس له شريك * هو الوهاب والمبدى المعيد

    ومن فـوق السماء له بحق * ومن تحت السماء له عبيد
    [24]


    وما الفرق بين أن يقول أشهد أن محمد رسول الله وبين أن يقول:


    ليعلم خيار الناس أن محمدا...رسول كموسى والمسيـح ابن مريم

    أتانا بهـدى مثل ما أتيا بــه...فكـل بأمر الله يهدي ويعصـم

    فهذا الرجل تشهد الشهادتين، وجاهد بنفسه وماله وولده، فماذا كان جزاءه؟ أن يُنشر بين العوام أنه مات على الكفر، ولكن من المعروف بأن إسلام أبو طالب لن يعجب طافة من الناس فإن مسألة أبو طالب عليه السلام لم تُبتدع من فراغ وإنما لها أصول وجذور، فلها صولات وجولات من بني العباس ويكفي أن نشير إلى ذلك ببيت من قصيدة أحد شعراء الدولة العباسية وابن بلاطها عبد الله بن المعتز بالله حيث يخاطب العلويين ويقول:


    فأنتم بنو بنته دوننا * ونحن بنو عمه المسلم[25]



    و في هذا يقول ابن أبي الحديد في أبي طالب:


    ولو لا أبو طالب وابنه...لما مثل الدين شخصا فقاما

    فذاك بمكه آوى وحامى...وهذا بيثرب جس الحماما
    تكفـل عبد مناف بامر...وأودى فكـان على تماما
    فقل في ثبير مضى بعد ما...قضى ما قضاه وأبقى شماما
    فلله ذا فاتحا للهــدى...ولله ذا للمعــالي ختاما
    وما ضر مجــد أبى طالب جهول لغا أو بصير تعامى

    كما لا يضر إياة الصباح...من ظن ضوء النهار الظلاما[26]




    ____________________________________
    الهامش

    [1] هذه الأبيات ضمن لامية أبو طالب المطولة والتي كتبها في الإفصاح عن حماية النبي صلى الله عليه وآله وعن بيان عقيدته سلام الله عليه ونقلت هذه الأبيات عن البداية والنهاية لإبن كثير ج3 ص 56-57
    [2] طبقات ابن سعد ج1 ص 202
    [3] الغدير للأميني ج7 ص 350
    [4] نقله عنه السيد ابن طاووس الحسني في كتابه الطرائف ص 302، والأميني في الغدير ج7 ص 348، و نجم الدين العسكري في أبو طالب حامي الرسول ص 13
    [5] سيرة ابن هشام ج1 ص 235، سيرة ابن كثيرج2 ص 49، سبل الهدى والرشاد ج2 ص 378، بحار الأنوار ج 35 ص 92
    [6] جمهرة خطب العرب ج2 ص 28، شرح نهج البلاغة ج14 ص 75، الغدير للأميني ج2 ص 136 باختلاف يسير
    [7] السيرة النبوية لإبن كثير ج2 ص 27، مناقب آل أبي طالب ج1 ص 57.
    [8] ذكر هذا البيت الشيخ الفتال النيسابوري في روضة الواعظين ص 141
    [9] مستدرك الحاكم ج2 ص 680،
    [10] شرح نهج البلاغة ج14 ص 64، روضة الواعظين للفتال النيسابوري ص 54، الفصول المختارة للشيخ المفيد ص 59، مناقب آل أبي طالب لإبن شهر آشوب ص 58، الصراط المستقيم لزين الدين علي بن يونس العاملي ج1 ص 176، الدرجات الرفيعة لإبن المعصوم ص 42
    [11] سورة النجم 22
    [12] ذكر هذه الخطبة الشريفة جمع غفير من الإمامية ومخالفيهم، فقد رواها من أهل السنة الألولسي في تفسيره ج18 ص 51، والباقلاني في تفسيره ج1 ص 153، سبل الهدى والرشاد ج2 ص 165، المنتظم لإبن الجوزي في أحداث سنة 25 من مولد النبي الشريف، تاريخ ابن خلدون ج2 ص 5، صفوة الصفوة لإبن الجوزي ج1 ص 74، الفائق في غريب الحديث ج1 ص 376، وتاج العروس ج1 ص 88 إلى جانب عدد كبير من كتب الأدب مثل أساس البلاغة للزمخشري والتذكرة الحمدونية و نثر الدر ونزهة المجالس وربيع الأبرار ونهاية الأرب والمستطرف في كل فن مستظرف
    [13] أبو طالب حامي الرسول لنجم الدين العسكري ص 49
    [14] شرح النهج للعلامة المعتزلي ج14 ص 74
    [15] شهرة هذه القصيدة كما يعبر عنها ابن أبي الحديد كشهرة قفا نبك لأمرؤ القيس ذكرها في شرح النهج ج14 ص 79، البداية والنهاية لإبن كثير ج3 ص 74، سيرة ابن هشام ج1 ص 180،
    [16] فتح الباري في شرح صحيح البخاري لابن حجر العسقلاني ج6 ص 555، العلل ومعرفة الرجال لأحمد بن حنبل ج1 ص 454، التاريخ الصغير للبخاري ج1 ص 38، الثقات لابن حبان ج1 ص 42، تاريخ دمشق لابن عساكر ج3 ص 32، الإصابة لابن حجر ج7 ص 196
    [17] شرح النهج للمعتزلي ج14 ص 76
    [18] المصدر السابق ج14 ص 73، بحار الأنوار ج35 ص 161
    [19] المصدر السابق ج14 ص 73، بحار الأنوار ج35 ص 160
    [20] روضة الواعظين للفتال النيسابوري ص 141
    [21] الفصول المختارة للشيخ المفيد ص 284، المناقب لإبن شهر آشوب ج1 ص 56
    [22] جمهرة خطب العرب ج1 ص 161، الروض الآنف ج2 ص 226
    [23] المعجم الأوسط ج8 ص 262
    [24] روضة الواعظين للفتال النيسابوري ص 141
    [25] ابن المعتز هنا أن يقول بأننا فقط أبناء عمه المسلم وإلا فإن النبي الأكرم صلوات الله وسلامه عليه وآله لا يوجد له بنو عم مسلم غيرهم، أي أن العلويين هم أبناء أبو طالب وهو لم يمت على الإسلام كما هو يقول، ولكن أجابه أحد الشعراء العلويين فقال أبيات من ضمنها

    بني عمنا ! إن يوم الغدير * يشهد للفارس المعلم
    أبونا علي وصي الرسول * ومن خصه باللواء الأعظم
    لكم حرمة بانتساب إليه * وها نحن من لحمه والدم
    لإن كان يجمعنا هاشم * فأين السنام من المنسم ؟
    وإن كنتم كنجوم السماء * فنحن الأهلة للأنجم
    ونحن بنو بنته دونكم * ونحن بنو عمه المسلم
    حماه أبونا أبو طالب * وأسلم والناس لم تسلم
    وقد كان يكتم إيمانه * فأما الولاء فلا يكتم.


    راجع الغدير للأميني ج 5 ص 396
    [26] شرح النهج ج14 ص 84

    تعليق


    • #47



      · يقول صاحب الإسطوانة:" استمع إلى شيخهم عبد الحميد المهاجر وهو يروي رواية كفرية وهي أن علي رضي الله عنه انه هو قسيم الجنة والنار ويقول للنار خذي هذا ودعي هذا ,... كما ستسمعه وهو يكذب على كتب أهل السنة !!!!"


      فأي كذب يا رجل أما تتقي الله فيمن يقرأ ما تسطر يمناك؟ أوليس الأحرى بصاحب الإسطوانة قبل أن يأتي ويكذّب الشيخ المهاجر أن يرجع إلى مصادره وينظر في هذا الحديث وهو يا علي أنت قسيم الجنة والنار وما جاء بمعناه؟ فقد ذكره ابن حجر الهيتمي في صواعقه ج2 ص 369، والقاضي عياض في الشفا ج1 ص 338، والخوارزمي في مناقبه ص 294، وأخرج الحديث القندوزي في ينابيعه ج1 ص 90 ،249، 250، 251، 254، وابن قتيبة في غريب الحديث ج1 ص 377، وابن الأثير في النهاية ج4 ص 61 ،وغريب الحديث لإبن الجوزي ج2 ص 243، والفائق للزمخشري ج3 ص 195 وفي طبقات الحنابلة أن محمد بن منصور يقول كنا عند أحمد بن حنبل فقال: له رجل يا أبا عبد الله ما تقول في هذا الحديث الذي يروى أن علياً قال: " أنا قسيم النار " فقال: وما تنكرون من ذا أليس روينا أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لعلي: " لا يحبك إلا مؤمن ولا يبغضك إلا منافق " قلنا بلى قال: فأين المؤمن قلنا في الجنة قال: وأين المنافق قلنا في النار قال: فعلي قسيم النار.




      · يقول صاحب الإسطوانة "شيخهم عبد الحميد المهاجر الملقب بخطيب المنبر الحسيني عند الشيعة يقول بأن السماء أمطرت دماً في لندن يوم عاشور واستمع إلى قوله أيضا بأنه أكثر 45 سنة وهو ينادي يا حسين يا حسين لم ينادي فيها الله."


      غريب أمر هذا المقطع، والأغرب منه هو المعلق على كلام الشيخ حفظه الله تعالى ورعاه، فأقسم الحديث هنا إلى نقطتين، وهما ذكر بعض المعاجز الكونية التي حصلت بمقتل سيد الشهداء أبي عبد الله الحسين سلام الله عليه، والنقطة الثانية مختصة بمسألة إمطار السماء دماً.

      فأما بعض المعاجز الكونية التي حصلت بمقتله سلام الله عليه فنذكر منها على سبيل المثال لا الحصر:


      · يذكر السيوطي في تاريخ الخلفاء ما نصه "و لما قتل الحسين مكثت الدنيا سبعة أيام والشمس على الحيطان كالملاحف المعصفرة والكواكب يضرب بعضها بعضا وكان قتله يوم عاشوراء وكسفت الشمس ذلك اليوم واحمرت آفاق السماء ستة أشهر بعد قتله ثم لا زالت الحمرة ترى فيها بعد ذلك ولم تكن ترى فيها قبله"[1] فهذا السيوطي يصرح بأن الحمرة لم تر قبل مقتل الحسين عليه السلام وهذا المعلق يستهزئ بالشيخ لأنه نقل ما تنضح به كتبه ولكن هل يتعض، ولا أظنه كذلك {كَلَّا بَلْ رَانَ عَلَى قُلُوبِهِم مَّا كَانُوا يَكْسِبُونَ}.


      · وهذا الذهبي في تاريخه يذكر"وقال المدائني عن علي بن مدرك عن جده الأسود بن قيس قال : احمرت آفاق السماء بعد قتل الحسين ستة أشهر يرى فيها كالدم فحدثت بذلك شريكا فقال لي : ما أنت من الأسود فقلت : هو جدي أبو أمي فقال : أما والله إن كان لصدوق الحديث".[2]


      · و أيضاً من تاريخ الإسلام " وقال هشام بن حسان عن ابن سيرين قال : تعلم هذه الحمرة في الأفق مم هو من يوم قتل الحسين رواه سليمان بن حرب عن حماد عنه، وقال جرير بن عبد الحميد عن زيد بن أبي زياد قال : قتل الحسين ولي أربع عشرة سنة وصار الورس الذي في عسكرهم رمادا واحمرت آفاق السماء ونحروا ناقة في عسكرهم وكانوا يرون في لحمها النيران، وقال ابن عيينة : حدثتني جدتي قالت : لقد رأيت الورس عاد رمادا ولقد رأيت اللحم كأن فيه النار حين قتل الحسين، وقال حماد بن زيد : حدثني جميل بن مرة قال : أصابوا إبلا في عسكر الحسين يوم قتل فنحروها وطبخوها فصارت مثل العلقم، وقال قرة بن خالد : ثنا أبو رجاء العطاردي قال : كان لنا جار من بلهجيم فقدم الكوفة فقال : ما ترون هذا الفاسق ابن الفاسق قتله الله - يعني الحسين - قال أبو رجاء : فرماه الله بكوكبين من السماء فطمس بصره وأنا رأيته"[3]


      · والذهبي أيضاً ينقل: " وعن أبي قبيل قال : لما قتل الحسين احتزوا رأسه وقعدوا في أول مرحلة يشربون النبيذ فخرج عليهم قلم من حديد من حائط فكتب بسطر دم :


      أترجو أمة قتلت حسيناً ... شفاعة جده يوم الحساب



      فهربوا وتركوا الرأس[4]"



      · ابن عساكر في تاريخ دمشق بإسناده إلى خلف بن خليفة عن أبيه قال" لما قتل الحسين اسودت السماء وظهرت الكواكب نهارا حتى رأيت الجوزاء عند العصر وسقط التراب الحمر"[5]


      · وعن علي بن مسهر حدثتني جدتي قالت كنت أيام الحسين جارية شابة فمكثت السماء سبعة أيام بلياليها كأنها علقة [6]



      · وبإسناده إلى خلاد صاحب السمسم وكان ينزل بني جحدر قال حدثني أمي قالت"كنا زمانا بعد مقتل الحسين وأن الشمس تطلع محمرة على الحيطان والجدر بالغداة والعشي قالت وكانوا لا يرفعون حجرا إلا وجد تحته دم"[7]


      · وعن عيسى بن الحارث الكندي"قال لما قتل الحسين مكثنا سبعة أيام إذا صلينا العصر فنظرنا إلى الشمس على أطراف الحيطان كأنها الملاحف المعصفرة ونظرنا إلى الكواكب يضرب بعضها بعضا"[8]



      · وعن محمد بن سيرين "قال لم تكن ترى الحمرة في السماء حتى قتل الحسين بن علي."[9]


      فهذه الأخبار أخذناها على عجالة دون تفحص بقية الكتب وإنما رجعنا المصادر المعول عليها فقط.


      أما إمطار السماء دماً، فهو حديث اتفق على نقله الحفاظ ودوّن في محاضر الكتّاب، فالعجب كل العجب من أن يكذب من أمثال هذا الرجل وغيره هذا الحدث الذي روته الخاصة والعامة، وقد صرحت به السيدة زينب[10] سلام الله عليها في خطبتها في مسجد الكوفة حيث تقول" يا أهل الكوفة ، ويا أهل الختل والخذل، فلا رقأت العبرة ، ولا هدأت الرنة، ... ويلكم أتدرون أي كبد لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فريتم، وأي دم له سفكتم، وأي كريمة له أصبتم؟ لقد جئتم شيئا إذا ، تكاد السموات يتفطرن منه وتنشق الأرض وتخر الجبال هدا ، ولقد أتيتم بها خرقاء شوهاء طلاع الأرض والسماء. أفعجبتم أن قطرت السماء دما ؟ ! ولعذاب الآخرة أخزى ، فلا يستخفنكم المهل ، فإنه لا يحفزه البدار ، ولا يخاف عليه فوت الثار ، كلا إن ربك لبالمرصاد."[11] هذا إلى جانب كثير من الروايات التي ذكرت إمطار السماء دما ونذكر على سبيل المثال ما ذكره الحافظ ابن عساكر الدمشقي في تاريخ دمشق " بإسناده إلى نصرة الأزدية قالت لما أن قتل الحسين بن علي مطرت السماء دما فأصبحت وكل شيئ لنا ملآن دماء. وعن جعفر بن سليمان قال حدثتني خالتي أم سالم قالت لما قتل الحسين بن علي مطرنا مطرا كالدم على البيوت والجدر قال وبلغني أنه كان بخراسان والشام والكوفة قال وأنا البغوي حدثني أحمد بن محمد بن يحيى بن سعيد نا زيد بن الحباب حدثنا وقال أبو غالب حدثني أبو يحيى مهدي بن ميمون قال سمعت مروان مولى هند بنت المهلب يقول وقال أبو غالب قال حدثني بواب عبيد الله بن زياد أنه لما جئ برأس الحسين فوضع بين يديه رأيت حيطان دار الإمارة تسايل دما. وعن زيد بن عمرو الكندي قال حدثتني أم حيان قالت يوم قتل الحسين أظلمت علينا ثلاثا ولم يمس أحد من زعفرانهم شيئا فجعله على وجهه إلا احترق ولم يقلب حجر ببيت المقدس إلا أ صبح تحته دم عبيط قال ونا يعقوب نا سليمان بن حرب نا حماد بن زيد عن معمر قال أول ما عرف الزهري انه تكلم في مجلس الوليد بن عبد الملك فقال الوليد أيكم يعلم ما فعلت أحجار بيت المقدس يوم قتل الحسين بن علي فقال الزهري زاد عبد الكريم وابن السمرقندي بلغني وقالوا أنه لم يقلب حجر إلا زاد ابن السمرقندي وجد تحت وقال البيهقي إلا وتحته دم عبيط "[12]، والأدهى والأمر من هذا أن الرجل يستهزئ بالشيخ أنه نقل عن كتاب تأريخي بريطاني يحكي أنه في سنة 685 ميلادي وهي بطبيعة الحال توافق سنة 61 هـ أي السنة التي قتل فيها الإمام الحسين عليه السلام نقل ما نصه بالإنجليزي "(685. Here in Britain there was Bloody rain, and milk and butter were turned to blood)" وترجمته أنه في سنة 685، هنا في بريطانيا أمطرت السماء دماً، وتحول الحليب والزبدة إلى دم. إذا لماذا هذا العناد؟ الشيخ حفظه الله ذكر اسم الكتاب وهو وقائع عصر الأنغلو ساكسون فارجعوا إلى الكتاب فإن كان هناك كذب فبينوه بالحجة، ولكن هذا النوع من التهريج والأفعال الصبيانية حقيقة تحط من قدر أي إنسان، وتجعله هو الخاسر في النهاية لأنه صغّر نفسه أمام من يستمع إلى تعليقه وطريقة التعليق، وأيضاً اتضح للمستمع أن المعلق كاذب في ما يقول فالشيخ عندما نقل حادثة إمطار السماء دماً كان صادقاً ولم يتعد الصدق بقيد أنملة، لكنه الحقد الذي أعمى القلوب والبصائر، نسأل الله أن يجنبنا إياه.




      · يقول صاحب الإسطوانة"وهذا شيخهم باقر الفالي قاتله الله يتهم سيف الله المسلول خالد بن الوليد رضي الله عنه بأنه زاني وانه قتل رجل مسلم !!!!!"


      لماذا قاتله الله؟ ومن يستوجب القتال؟ أ لأنه يحاول رفع تلك الهالة التي وضعتموها على بعض الأسماء، تمنعون أي نقد لأفعالها، ولا ترضون بأي فحص لسلوكياتها؟ أما خالد بن الوليد فهو كما صرح به السيد الفالي قتل رجل مسلم وزنى بامرأته، والرجل المسلم هو مالك بن نويرة.


      قبل مناقشة قتل خالد بن الوليد لمالك بن نويرة علينا في البداية أن نعرف من هو مالك.
      مالك هو بن نويرة بن حمزة[13] بن شداد اليربوعى التميمي فارس ذي الخمار، وذو الخمار فرسه. كان فارساً شجاعاً مطاعاً في قومه، كان يقال له: الجفول لكثرة سفره، وكان من فرسان العرب وشجعانهم، وذوي الرأي والردافة في الجاهلية، وكانت لبني يربوع أيام آل المنذر، ومعنى الردف: أن يجلس مجلس الملك إذا غاب، وعن يمينه إذا جلس، فإذا شرب الملك شرب الردف بعده، وللردف إتاوة تؤخذ مع إتاوة الملك، وفي ذلك يقول راجزهم:



      وَمَنْ يُنافِرْ آلَ يَرْبوعٍ يَجِدْ ... ألمَجْلِسَ الأيْمَنَ واًلرِّدَف النجدْ



      قدم على النبي صلى الله عليه وسلم فولاه صدقة قومه بني يربوع وكان قد أسلم[14]، فقال للنبي صلى الله عليه وآله وسلم علمني الإيمان فعلمه الشهادتين، وأركان الشريعة، ونهاه عن مناهيها، وأمره أن يوالي وصيه من بعده وأشار إلى علي بن أبي طالب عليه السلام فلما ذهب قال النبي: من أحب أن ينظر إلى رجل من أهل الجنة فلينظر إليه، فلحقه الشيخان وسألاه الاستغفار لهما فقال: لا غفر الله لكما، تدعان صاحب الشفاعة وتسألاني؟ فغضبا ورجعا فرآهما النبي فتبسم وقال: في الحق مبغضة. فلما قبض النبي صلى الله عليه وآله جاء مالك لينظر من قام مقامه فرأى أبا بكر يخطب فقال: أخو تيم؟ قالوا: نعم، قال: فوصي رسول الله الذي أمرني بموالاته؟ قالوا: الأمر يحدث بعده الأمر، قال: تالله ما حدث شيئ ولكنكم خنتم الله ورسوله، ونظر إليه شرا، وتقدم وقال: ما أرقاك هذا المنبر؟ ووصي رسول الله جالس؟ فأمر قنفذا وخالدا بإخراجه فدفعاه كرها، فركب راحلته وقال:



      أطعنا رسول الله ما كان بيننا....فيا قوم ما شأني وشأن أبي بكر
      إذا مات بكر قام بكر مقامـه....فتلك وبيت الله قاصمـة الظهر
      بدت وتغشاه العثار كأنمــا....يجاهد حمــى أو يقوم على جمر
      فلو قام فينا من قريش عصابة....أقمنا ولو كان المقام على الجمر[15]


      فأتاه خالد بن الوليد بعد أن فرغ من أهل الردة، وكان مالك بن نويرة رضوان الله تعالى عليه لم يسلم الزكاة لأبي بكر لأن الحكم بعد النبي صلى الله عليه وآله لايزال لم يبت في أمره، فهناك أطراف تتنازع على الحكم، فهو يرى أن الخليفة مغصوب حقه، والخليفة الحالي غالب على كرسيه بعصبته، وهناك رهط من الأنصار مخالفين لأمر الخليفة الأول، إذاً كان موقف مالك موقفاً صحيحاً من حيث التريث في معرفة لمن آلت إليه مقاليد الخلافة، وهل رضي المسلمون جميعاً بهذا الخليفة أم لا، ويتضح هذا الأمر جلياً في الروايات التي ترد في يوم البطاح وهو يوم مقتله، فقد روى أرباب التأريخ أن مالك بن نويرة قال لخالد أنا على الإسلام، وأيضاً أنهم صلوا الصبح، وفي بعض الروايات أن مالك بن نويرة قال أنا آتي بالصلاة دون الزكاة فقال : أما علمت أن الصلاة والزكاة معا لا تقبل واحدة دون الأخرى! فقال : قد كان صاحبك يقول ذلك قال خالد : وما تراه لك صاحبا !والله لقد هممت أن أضرب عنقك ثم تحاورا طويلا فصمم على قتله : فكلمه أبو قتادة الأنصاري وابن عمر، فكره كلامهما، وقال لضرار بن الأزورة اضرب عنقه، فجاءت امرأته ليلى بنت سنان، كاشفة وجهها فألقت نفسها عليه، فالتفت مالك إلى زوجته وقال: أنت التي قتلتيني، وكانت في غاية الجمال، قال خالد: بل الله قتلك برجوعك عن الإسلام، فقال: أنا على الإسلام. قال: اضرب عنقه؛ فضرب عنقه، وجعل رأسه إحدى أثافي القدر، وطبخ فيها طعام. فقالت امرأة من قومه حين رأته: اصرفوا وجه مالك عن النار، فوالله لقد كان حديد الطرف في الغارات، غضيض الطرف عن الجارات، لا يشبع ليلة يضاف، ولا ينام ليلة يخاف، ثم تزوج خالد بالمرأة، فقال أبو زهير السعدي من أبيات:



      ألا قل لحي أوطئوا بالسنابك * تطاول هذا الليل من بعد مالك
      قضى خالد بغيا عليه لعرسه * وكان له فيها هوى قبل ذلك
      فأمضى هواه خالد غير عاطف * عنان الهوى عنها ولا متمالك
      وأصبح ذا أهل وأصبح مالك * على غير شئ هالكا في الهوالك
      فمن لليتامى والأرامل بعده ؟ * ومن للرجال المعدمين الصعالك ؟
      أصيبت تميم غثها وسمينها * بفارسها المرجو سحب الحوالك [16]


      لما قتل خالد مالك بن نويرة، أنكر عليه أبو قتادة الأنصاري وأقسم ألا يقاتل تحت رايته أبدا، وقدم على أبي بكر فأخبره بقتل مالك وأصحابه فجزع من ذلك جزعا شديداً[17] ، فلما بلغ قتلهم عمر بن الخطاب تكلم فيه عند أبى بكر فأكثر وقال عدو الله عدا على امرئ مسلم فقتله ثم نزا على امرأته وأقبل خالد بن الوليد قافلا حتى دخل المسجد وعليه قباء له عليه صدأ الحديد معتجرا بعمامة له قد غرز في عمامته أسهما فلما أن دخل المسجد قام إليه عمر فانتزع الأسهم من رأسه فحطمها ثم قال أرئاء قتلت امرءا مسلما ثم نزوت على امرأته والله لأرجمنك بأحجارك ولا يكلمه خالد بن الوليد ولا يظن إلا أن رأى أبى بكر على مثل رأى عمر فيه حتى دخل على أبى بكر فلما أن دخل عليه أخبره الخبر واعتذر إليه فعذره أبو بكر وتجاوز عنه ما كان في حربه تلك قال فخرج خالد حين رضى عنه أبو بكر وعمر جالس في المسجد فقال هلم إلى يا ابن أم شملة قال فعرف عمر أن أبا بكر قد رضى عنه فلم يكلمه ودخل بيته.[18] ويقول إبن عبد البر في الاستيعاب في ترجمته مالك بن نويرة بن حمزة اليربوعي التميمي. قال الطبري: بعث النبي صلى الله عليه وسلم مالك بن نويرة على صدقة بني يربوع. وكان قد أسلم هو وأخوه متمم بن نويرة الشاعر فقتل خالد بن الوليد مالكاً يظن أنه ارتد حين وجهه أبو بكر لقتال أهل الردة. واختلف فيه هل قتله مسلماً أو مرتداً؟ وأراه والله أعلم قتله خطأ. وأيضاً يذكر ابن الأثير في أسد الغابة في ترجمة مالك بن نويرة ما نصه: فهذا جميعه ذكره الطبري وغيره من الأئمة ويدل على أنه لم يرتد . وقد ذكروا في الصحابة أبعد من هذا فتركهم هذا عجب. وقد اختلف في ردته وعمر يقول لخالد : قتلت امرأ مسلما . وأبو قتادة يشهد أنهم أذنوا وصلوا وأبو بكر يرد السبي ويعطى دية مالك في بيت المال . فهذا جميعه يدل على أنه مسلم ووصف متمم بن نويرة أخاه مالكا فقال : كان يركب الفرس الحرون ويقود الجمل الثفال وهو بين المزادتين النضوحتين في الليلة القرة وعليه شملة فلوت معتقلا رمحا خطيا فيسري ليلته ثم يصبح وجهه ضاحكا كأنه فلقة قمر رحمه الله ورضي عنه[19].


      {وَمَن يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُّتَعَمِّدًا فَجَزَآؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا}[20]


      إذا بعد استعراض هذه الأخبار يتضح أن خالد بن الوليد قتل رجلاً مسلماً وزنى بامرأته، وهذا بشهادة جملة من الصحابة منهم الخليفة الثاني عمر بن الخطاب وابنه عبد الله بن عمر وأبو قتادة الأنصاري، إذا كانت القضية مسلمة في أمهات الكتب التأريخية ويكاد لا يخلو كتاب تأريخي منه هذه القضية، فعلام هذا التهويل من صاحب الإسطوانة محاولاً أن ينكر المسلمات؟ أو أنه يحاول أن يصرف أنظار العامة عما تحويه الكتب؟




      · يقول صاحب الإسطوانة:" استمع إلى شيخهم عبد الحميد المهاجر وهو يفتري على معاوية ابن أبي سفيان ويتهم الصحابي الجليل أبو هريرة بانه ارتشى اخذ آلاف الدنانير لكي يؤلف ويغير في أحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم !!!!!"


      من الذي يفتري؟ الشيخ المهاجر أم صاحب الإسطوانة؟ هذا ابن أبي الحديد المعتزلي يروي عن المدائني في كتابه الأحداث:" قال كتب معاوية نسخة واحدة إلى عماله بعد عام الجماعة أن برئت الذمة ممن روى شيئا من فضل أبي تراب وأهل بيته... وكتب معاوية إلى عماله في جميع الآفاق ألا يجيزوا لأحد من شيعة علي وأهل بيته شهادة وكتب إليهم أن انظروا من قبلكم من شيعة عثمان ومحبيه وأهل ولايته والذين يروون فضائله ومناقبه فادنوا مجالسهم وقربوهم وأكرموهم واكتبوا لي بكل ما يروي كل رجل منهم واسمه واسم أبيه وعشيرته. ففعلوا ذلك حتى أكثروا في فضائل عثمان ومناقبه لما كان يبعثه إليهم معاوية من الصلات والكساء والحباء والقطائع ويفيضه في العرب منهم والموالي فكثر ذلك في كل مصر وتنافسوا في المنازل والدنيا فليس يجيء أحد مردود من الناس عاملا من عمال معاوية فيروي في عثمان فضيلة أو منقبة إلا كتب اسمه وقربه وشفعه فلبثوا بذلك حينا. ثم كتب إلى عماله أن الحديث في عثمان قد كثر وفشا في كل مصر وفي كل وجه وناحية فإذا جاءكم كتابي هذا فادعوا الناس إلى الرواية في فضائل الصحابة والخلفاء الأولين ولا تتركوا خبرا يرويه أحد من المسلمين في أبي تراب إلا وتأتوني بمناقض له في الصحابة فإن هذا أحب إلى وأقر لعيني وأدحض لحجة أبي تراب وشيعته وأشد عليهم من مناقب عثمان وفضله"[21]، وهذا الأمر ليس بغريب عن ابن أبي سفيان فلطالما نال وسب الإمام أمير المؤمنين عليه السلام، وقد ذكرنا مصادر ذلك سابقاً فتفكر. وأما إذا كانت المسألة أن أبو هريرة يضع الأحاديث فهذا الشيخ محمود أبو رية وضع باباً كاملاً من كتابه أضواء على السنة المحمدية أسماه "وضعه الحديث على علي" وكان يتكلم عن أبو هريرة فقال: قال أبو جعفر الاسكافي إن معاوية حمل قوما من الصحابة ، وقوما من التابعين ، على رواية أخبار قبيحة على علي تقتضي الطعن فيه ، والبراءة منه ، وجعل لهم في ذلك جعلا ، فاختلقوا له ما أرضاه ، منهم أبو هريرة ، وعمرو بن العاص ، والمغيرة بن شعبة ، ومن التابعين عروة بن الزبير . وروى الأعمش : لما قدم أبو هريرة العراق مع معاوية عام الجماعة جاء إلى مسجد الكوفة فلما رأى كثرة من استقبله من الناس جثا على ركبتيه ثم ضرب صلعته مرارا وقال : يا أهل العراق أتزعمون أنى أكذب على الله ورسول الله وأحرق نفسي بالنار . والله لقد سمعت رسول الله يقول : لكل نبي حرما وإن حرمي بالمدينة ما بين عير إلى ثور ، فمن أحدث فيها حدثا فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين ، وأشهد بالله أن عليا أحدث فيها . فلما بلغ معاوية قوله أجازه وأكرمه وولاه إمارة المدينة.[22] إلى غير الروايات التي تبين وبشكل واضح كذب أبو هريرة مثل الإسرائيليات التي أسندها إلى النبي الأكرم صلوات الله وسلامه عليه وآله وهي من مرويات كعب الأحبار.



      قد تمت مناقشة بعض المواد الصوتية والتي تبين فيها أن الرجل يحاول أن يشعل نار الفتنة بأي طريقة على أننا لو أردنا تتبع جميع المقاطع الصوتية والمرئية فهي على ثلاثة أشكال، إما أنها مزورة، بمعنى أنها ملفقة على الشيعة، أو أنها خضعت لعدة عمليات تجميلية (دوبلاج) فتخرج على الهيئة التي يريدها صاحب الإسطوانة، أو أنها حقيقة واقعة يحاول صاحب الإسطوانة استخدام أي كلمة فيها ويضع العنوانين الرنانة التي تجذب الناس، وكل هذا فقط رغبة منه أن يحيد الناس عن طريق الحق، ولكن هيهات يأبى الله إلا أن يظهر الحق، ولا شيئ غير الحق.



      {لَقَدِ ابْتَغَوُاْ الْفِتْنَةَ مِن قَبْلُ وَقَلَّبُواْ لَكَ الأُمُورَ حَتَّى جَاء الْحَقُّ وَظَهَرَ أَمْرُ اللّهِ وَهُمْ كَارِهُونَ}




      _____________________________
      الهامش
      [1] تاريخ الخلفاء للسيوطي 182
      [2] تاريخ الإسلام للذهبي ج1 ص 559
      [3] المصدر السابق ج1 ص 560
      [4] المصدر السابق ج1 ص 584
      [5] تاريخ دمشق لابن عساكر الدمشقي ج14 ص 226
      [6] المصدر السابق ج14 ص 226
      [7] المصدر السابق ج14 ص 226
      [8] المصدر السابق ج14 ص 227
      [9] المصدر السابق ج14 ص 227
      [10] وفي بعض المصادر كبلاغات النساء هي أم كلثوم بنت الإمام علي سلام الله عليهما
      [11] رويت هذه الخطبة في كثير من الكتب منها بلاغات النساء لابن طيفور ص 24، وجمهرة خطب العرب ج2 ص 135.
      [12] راجع في مسألة إمطار السماء دماً تاريخ دمشق ج 14 ص 227،228، دلائل النبوة للبيهقي حديث رقم 2810، ذخائر العقبى للطبري ج1 ص 145، سبل الهدى والرشادج11 ص 80، الثقات لابن حبان ج5 ص 487، تهذيب الكمال للمزي ج6 ص 433، ينابيع المودة ج3 ص 15، 20،84 ، الصواعق المحرقة لابن حجر الهتمي ج2 ص 568،569،570، المعجم الكبير للطبراني ج3 ص 119، مجمع الزوائد للهيثمي ج9 ص 315 وصححه الهيثمي.
      [13] و في بعض المصادر مالك بن نويرة بن جمرة كما في الإصابة لإبن حجر
      [14] راجع الإصابة لإبن حجر ج5 ص 754 وترجمة مالك في معجم الشعراء للمرزباني و أسد الغابة والإستيعاب
      [15] راجع الصراط المستقيم لعلي بن يونس العاملي ج2 ص 280
      [16] تاريخ الإسلام ج1 ص 371 باب مقتل مالك بن نويرة، تاريخ أبي الفداء ج1 ص 108 باب أخبار أبي بكر وخلافته، مرآة الجنان لليافعي ج1 ص 259 في ترجمة وثيمة بن موسى الوشاء.
      [17] تاريخ دمشق ج16 ص 255
      [18] تاريخ الطبري ج2 ص 274
      [19] أسد الغابة لإبن الأثير ج4 ص 296
      [20] سورة النساء 92
      [21] شرح نهج البلاغة ج11 ص 44
      [22] أضواء على السنة المحمدية للشيخ محمود أبو رية ص 216، شيخ المضيرة لنفس الكاتب ص 226، شرح النهج لإبن أبي الحديد ج4 ص 64.

      تعليق


      • #48
        الفصل الرابع:


        الرد على قسم طقوس عاشوراء، شركياتهم وجرائمهم



        قد دمجنا هذه الأقسام الثلاثة معاً لأن مواضيعها تمت مناقشتها سابقاً ولكن سنشير إليها إشارة فقط.

        · الرد على قسم طقوس عاشوراء:

        سبق أن تطرقنا إلى الحديث عن بعض الشعائر الحسينية في القسم الثالث في الرد على ادعائه أن الشيخ المهاجر يشبه التطبير بالمصارعة، وقد استوفينا المسألة من عدة نواحي، ولكن الغريب في الأمر أن الرجل هنا جاء ببعض الفتاوى المحللة للتطبير من مراجعنا العظام، ولكنه لم يكلف نفسه قراءة تلكم الفتاوى، فلو عُرضت الفتاوى على أي فقيه صادق في قوله سيكون جوابه هو عينه جواب المراجع العظام الذين أفتوا بحلية التطبير، وسنستعرض هذه الفتاوى ونحللها حتى يتضح الأمر.

        o أولاً فتوى آية الله العظمى الشيخ عبد الكريم الحائري قدس سره:

        يقول قدس سره ما نصه"ضرب القامات إن كان لا يضر بحال فاعله فلا بأس به، فليس لأحد أن ينهى عن ذلك، بل جميع أنواع التعزية لأجل سيد الشهداء أرواحنا فداه مشروعة مستحبة". لعل الرجل محتاج إلى تعمق أكثر في اللغة العربية، فضرب القامات مشروط بـ عدم الضرر بحال الفاعل، وأي أمر (غير المنصوص على حرمته) لا يضر بحال فاعله لا يدخل ضمن المحرمات مهما كان، ولنبين المسألة أكثر، يقول جل وعلا في كتابه الحكيم {وَإِذْ قَالُواْ اللَّهُمَّ إِن كَانَ هَذَا هُوَ الْحَقَّ مِنْ عِندِكَ فَأَمْطِرْ عَلَيْنَا حِجَارَةً مِّنَ السَّمَاء أَوِ ائْتِنَا بِعَذَابٍ أَلِيمٍ}[1] بمعنى إن كان هذا هو حق فالسماء ستمطر حجارةً، وإن كان باطلاً لن يحصل أي شيئ، فلا يبعد قول الشيخ الحائري قدس سره عن هذا المعنى فكلامه بسيط يتضمن جملة الشرط و أداتها وجوابها، فانتفاء الشرط وهو عدم الضرر ينفي الجواب وهو الحلية، فالمسألة جداً واضحة ولا تحتاج إلى شرح ولكن أمثال الرجل لا يريدون الفهم {كَلَّا بَلْ رَانَ عَلَى قُلُوبِهِم مَّا كَانُوا يَكْسِبُونَ}[2]


        o ثانياً فتوى الشيخ النائيني أستاذ مراجع النجف الأشرف قدس سره:

        يقول قدس سره: "لا إشكال في جواز اللطم بالأيدي على الخدود والصدور حد الاحمرار والاسوداد، بل يقوى جواز الضرب بالسلاسل أيضاً على الأكتاف والظهور إلى الحد المذكور، بل إن أدى كل من اللطم والضرب إلى خروج دم يسير على الأقوى. وإما إخراج الدم من الناصية بالسيوف والقامات فالأقوى جواز ما كان ضرره مأموناً، وكان من مجرد إخراج الدم من الناصية بلا صدمة على عظمها، ولا يتعقب عادة بخروج ما يضر خروجه من الدم ونحو ذلك كما يعرفه المتدربون العارفون بكيفية الضرب". وهذه الفتوى كسابقتها، مشروطة و باقي الفتاوى كذلك نجد فيها هذه العبارة " ما كان ضرره مأموناً " أو " إن كان لا يضر بحال فاعله" وكما في فتوى السيد أبو القاسم الخوئي قدس سره حيث أجاب على سؤال في مشروعية التطبير مع أمن الضرر فلم يشكل، وكذلك السيد السيستاني والسيد الشيرازي وباقي مراجعنا العظام رحم الله الماضين منهم وأيد الباقين، كلهم قيدوا مسألة التطبير واللطم وهذه المراسم بالأمن من الضرر، فإذا أمنته فلا مانع.



        · الرد على قسم شركياتهم:

        هذا القسم يشتمل على أربعة مواد مرئية، تمت مناقشة مضامينها في السابق و نشير إليها الآن:

        o المادة الأولى: تحتوي على مجموعة من الزوار الإيرانيين في الساحة الخارجية لمسجد النبي الأعظم صلوات الله وسلامه عليه وآله وفيها أن رجلاً ينعى و يذكر السيد زينب سلام الله عليها ولا يبعد أن يكون ذاك اليوم مصادف لذكرى وفاة السيدة زينب سلام الله عليه في الخامس عشر من رجب، فلا يوجد أي شركيات أو محظورات في هذه المادة، ولكن الظاهر بأن الرجل لم يجد ما يضعه في هذا القسم فوضع هذه المادة.

        o المادة الثانية: مقطع لشريط يصور السيد الخامنائي في دخوله لضريح الإمام الرضا سلام الله عليه، لتغسيله ورش القبر بالماء، ولكن الأمانة في النقل أبت إلا إخراج المقطع على أنه سجود للقبر وما إلى ذلك و جل ما فيه أن السيد ينحني على القبر لتقبيله ليس إلا وقد أسلفنا سابقاً ما كان من بلال بن رباح و أبو أيوب الأنصاري رضوان الله تعالى عليهما في تقبيل قبل النبي صلى الله عليه وآله فهذا مما لا إشكال فيه.

        o المادة الثالثة: وهي لحسين الفهيد يقرأ خطبة منسوبة إلى الإمام علي سلام الله عليه وهي المسماة بالخطبة التطنجية أخرجها الحافظ البرسي في مشارق أنوار اليقين، والخطبة تحتاج إلى شرح وتأويل وإلا فهي تُستصعب على الإنسان العادي، عموماً إن الخطبة ينسبها البعض إلى الإمام في حين ينفيها البعض الآخر، فالعلماء غير متفقين على صحة نسبتها إلى الإمام سلام الله عليه.

        o المادة الرابعة: وهي كالمادة الثانية، عبارة عن زيارة لضريح السيدة زينب سلام الله عليها و قد فصلنا في مسألة زيارة القبور في السابق فراجع.






        ________________________________
        الهامش:



        [1] سورة الأنفال 32، نزلت الآية الكريمة في الحارث بن عمرو الفهري لأنه اعترض على تنصيب الإمام علي سلام الله عليه و كذب النبي صلى الله عليه وآله فقال اللهم إن كان ما يقول محمداً حقاً فأمطر علينا حجارة من السماء فما لبث أن رمي بحجر من سجيل راجع الغدير للعلامة الأميني 239 إلى 246 فقد ذكر ثلاثين مصدراً لهذه الرواية عن كتب العامة.
        [2] سورة المطففين 14

        تعليق


        • #49
          الفصل الخامس والأخير

          الفصل الخامس:

          الرد على قسم عجائب وغرائب


          قسم صاحب الاسطوانة هذا القسم إلى قسمين وعنون أحدهما بأقبح ما عندهم والثاني بمن خرافاتهم، و سندر على عينة من هذا القسم وذاك حتى يتبين القارئ مدى حقد الرجل على الشيعة في محاولته لإلصاق أي تهمة فيهم.


          الرد على قسم أقبح ما عندهم:


          · حد العورة عند الشيعة: ينقل الرجل عن صاحب جامع المقاصد وكتب أخرى شيعية مفادها أن العورة عند الإمامية هي القبل والدبر، والرجل يعيب على الإمامية هذه المسألة، ولكن للأسف لم يطالع الرجل كتبه الفقهية فهذا ابن قدامة ينقل في المغني قال مهنا سألت أحمد ما العورة ؟ قال الفرج والدبر[1]، وأيضاً " أن أبا عبد الله الحناطي حكى عن الاصطخرى أن عورة الرجل هي القبل والدبر فقط"[2]، وأيضاً ذكر ابن رشد "المسألة الثانية : وهو حد العورة من الرجل ، فذهب مالك والشافعي إلى أن حد العورة منه ما بين السرة إلى الركبة ، وكذلك قال أبو حنيفة وقال قوم : العورة هما السوأتان فقط من الرجل ."[3]، وأيضاً "العورة من الرجل : العورة التي يجب على الرجل سترها عند الصلاة ، القبل والدبر ، أما ما عداهما من الفخذ والسرة والركبة فقد اختلفت فيها الانظار تبعا لتعارض الاثار فمن قائل بأنها ليست ومن ذاهب إلى أنها عورة"[4]، فلماذا يعيب الرجل ويقول بأن هذه المسألة من أقبح الأمور عند الرافضة؟ وهذا هو رأي أحمد و غيره من العلماء، فغريب أمر الرجل.


          · ينقل عن كتاب أنوار الولاية أن بول الأئمة وغائطهم سبب دخول الجنة، ويعتقد بأن هذا أمر مستنكر، ولكن في نفس الوقت نجد أنهم ينقلون في كتبهم في ترجمة أم أيمن و هي بركة الحبشية ينقلون ما نصه" أم أيمن مولاة رسول الله صلى الله عليه وسلم وحاضنته واسمها بركة وهى حبشية فاعتقها عبد الله أبو رسول الله صلى الله عليه وسلم وأسلمت قديما أول الإسلام وهاجرت إلى الحبشة والى المدينة وبايعت رسول الله صلى الله عليه وسلم وقيل أنها كانت لأخت خديجة فوهبتها لرسول الله صلى الله عليه وسلم وقيل كانت لام رسول الله صلى الله عليه وسلم وهى التي شربت بول النبي صلى الله عليه وسلم فقال لها لا ييجع بطنك أبدا وقيل إن التي شربت بوله بركة جارية أم حبيبة وتكنى أم أيمن بابنها أيمن ابن عبيد...."[5]، وفيه ينقل ابن حجر العسقلاني في تلخيص الحبير عند الحديث عن أم أيمن فيقول" إن أم أيمن شربت بول النبي صلى الله عليه وسلم فقال إذا لا تلج النار بطنك[6] "و أيضاً ورد " وقع في رواية سلمى امرأة أبى رافع أنها شربت بعض ماء غسل رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال لها حرم الله بدنك على النار "[7]، فنحن لا نعيب على القوم مثل هذه الروايات، ولكن نقول لهم إن المسألة موجودة عندكم كما هي عندنا فعلام هذا التهكم؟


          · ينقل صاحب الإسطوانة عن الكافي هذه الرواية وأنا أنقلها مسندة حتى تتم الفائدة" علي بن حمد ، عن بعض أصحابنا ، عن ابن أبي عمير ، عن حريز ، عن زرارة عن أبي جعفر عليه السلام قال : للإمام عشر علامات : يولد مطهرا ، مختونا ، وإذا وقع على الأرض وقع على راحته رافعا صوته بالشهادتين ، ولا يجنب ، وتنام عيناه ولا ينام قلبه ، ولا يتثاءب ولا يتمطى ، ويرى من خلفه كما يرى من أمامه ، ونجوه كرائحة المسك ، والأرض موكلة بستره وابتلاعه ، وإذا لبس درع رسول الله صلى الله عليه وآله كانت عليه وفقا ، وإذا لبسها غيره من الناس طويلهم وقصيرهم زادت عليه شبرا ، وهو محدث إلى أن تنقضي أيامه."[8] فما أشرنا إليه بالأحمر هو بيت القصيد، فعند الرجوع إلى شرح الكافي نجد"قوله ( ونجوه كرائحة المسك ) هذه علامة سابعة ، وفيه حذف أي رائحة نجوه ، والنجو ما يخرج من ريح أو غائط وذلك لأن باطنه كظاهره طاهر مطهر مما يوجب التأذي والتنفر منه "[9]، و هذا لا مشكلة فيه فقد أفتى علماء أهل العامة كما ذكر ذلك القاضي عياض بطهارة فضلات النبي صلى الله عليه وآله فقد بوب باباً في كتاب الشفا بتعريف حقوق المصطفى بإسم "فصل في نظافة جسمه ، و طيب رائحته ، و نزاهته عن الأقذار و عورات الجسد" وقد ذكر في هذا الباب بعض الدلائل التي تعضد قوله مثل " حدثنا سفيان بن العاصي و غير واحد ، قالوا : حدثنا أحمد بن عمر . حدثنا أبو العباس الرازي ، حدثنا أبو أحمد الجلودي ، حدثنا ابن سفيان ، حدثنا مسلم ، قال : حدثنا قتيبة ، حدثنا جعفر بن سليمان ، عن ثابت ، عن أنس ، قال : ما شممت عنبراً قط ، و لا مسكاً ، و لا شيئاً أطيب من ريح رسول الله صلى الله عليه و سلم ." وأيضاً " و قد حكى بعض المعتنين بأخباره و شمائله صلى الله عليه و سلم أنه كان إذا أراد أن يتغوط انشقت الأرض فابتلعت غائطه و بوله ، و فاحت لذلك رائحة طيبة . صلى الله عليه و سلم . " وأيضاً " و هذا الخبر ، و إن لم يكن مشهوراً فقد قال قوم من أهل العلم بظهارة الحدثين منه صلى الله عليه و سلم . و هو قول بعض أصحاب الشافعية ، حكاه الإمام أبو نصر ابن الصباغ في شامله . و قد حكى القولين عن العلماء في ذلك أبو بكر بن سابق المالكي في كتابه البديع في فروع المالكية ، و تخريج ما لم يقع لهم منها على مذهبهم من تفاريع الشافعية . و شاهد هذا أنه صلى الله عليه و سلم لم يكن منه شيء يكره ، و لا غير طيب ."[10]، وهذه المسألة هي عينها ما نقول بها في الأئمة فهم عليهم السلام سلالة النبي صلى الله عليه وآله وهم امتداده الطبيعي على الأرض، وهم حجة الله على خلقه بعد النبي صلى الله عليه وآله، وبما أن المسألة موجودة إذاً فلا مشكلة في وجودها في غير النبي صلى الله عليه وآله فلا أعرف لماذا الاستغراب ؟؟؟؟


          · يقول صاحب الإسطوانة" الخميني يبيح وطء الزوجة في الدبر: يقول الخميني في تحرير الوسيلة ص241 مسألة رقم 11 ( المشهور الأقوى جواز وطء الزوجة دبراً على كراهية شديدة ) ! "، هذا ما نقله الرجل عن السيد الخميني قدس الله سره بالحرف، وكعادتهم وكما خبرناهم، فإنهم يعانون من ضعف في الأمانة العلمية ولذلك ننقل ما قاله السيد في الجزء الثاني من تحرير الوسيلة ص 241 مسألة رقم 11 " المشهور الأقوى جواز وطء الزوجة دبرا على كراهية شديدة ، والأحوط تركه خصوصا مع عدم رضاها" فنحن نسأل الجملة التي تبدأ بـ "والأحوط" أين ذهبت من نقل الرجل؟ فالسيد قدس سره يشير إلى أن المشهور هو جواز الوطء مع الكراهية الشديدة، ولكنه حين يبين فتواه يقول الأحوط تركه، ففتوى السيد قدس سره واضحة وهي الاحتياط في ترك الوطء لما ورد فيه من روايات. في حين إذا نظرنا إلى جملة من علمائهم وفتاويهم في هذا الشأن فنجد أن مالك بن أنس مثلاً يحلله فهذا المناوي في فيض القدير يقول" وما رواه الحاكم عن مالك في قوله الآن فعلته بأم ولدي وفعله نافع وابن عمر وفيه نزل { نساؤكم حرث لكم } فتعقبوه بأنه كذب عليه لكن رده الحافظ ابن حجر في اللسان فقال أصله في سبب النزول مروي عن ابن عمرو عن نافع وعن مالك من طرق عدة صحيحة بعضها في البخاري"[11] ، وهذا الشافعي ينقل عنه في المجموع للنووي أنه قال "و حكى ابن عبد الحكم عن الشافعي أنه قال لم يصح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في تحريمه ولا تحليله شيئ والقياس أنه حلال . وقد أخرجه عنه ابن أبى حاتم في مناقب الشافعي ، وأخرجه الحاكم في مناقب الشافعي عن الاصم عنه ، وكذلك الطحاوي عن ابن عبد الحكم عن الشافعي"[12] وأيضاً ما رواه جلال الدين السيوطي في درره ج1 ص 266 حيث يقول "وأخرج النسائي من طريق يزيد بن رومان عن عبيد الله بن عبد الله بن عمر أن عبد الله بن عمر كان لا يرى بأسا أن يأتي الرجل المرأة في دبرها، وأخرج البيهقي في سننه عن محمد بن على قال كنت عند محمد بن كعب القرظى فجاءه رجل فقال ما تقول في إتيان المرأة في دبرها فقال هذا شيخ من قريش فسله يعنى عبد الله بن على بن السائب فقال قذر ولو كان حلالا، وأخرج ابن جرير عن الدراوردى قال قيل لزيد بن أسلم إن محمد بن المنكدر نهى عن إتيان النساء في أدبارهن فقال زيد أشهد على محمد لأخبرني أنه يفعله، وأخرج ابن جرير عن ابن أبى مليكة أنه سئل عن إتيان المرأة في دبرها فقال قد أردته من جارية لي البارحة فاعتاصت على فاستعنت بدهن، وأخرج الخطيب في رواة مالك عن أبى سليمان الجوزجانى قال سألت مالك بن أنس عن وطئ الحلائل في الدبر فقال لي الساعة غسلت رأسي منه، وأخرج ابن جرير في كتاب النكاح من طريق ابن وهب عن مالك أنه مباح، وأخرج الطحاوي من طريق أصبغ بن الفرج عن عبد الله بن القاسم قال ما أدركت أحدا اقتدى به في ديني يشك في أنه حلال يعنى وطئ المرأة في دبرها ثم قرأ نساؤكم حرث لكم ثم قال فاى شيئ أبين من هذا". فهذه مجرد مسألة فقهية اختلف الفقهاء في الحكم عليها، فمنهم من حللها ومنهم من حرمها ومنهم من حلل مع الكراهية، وكل اعتمد على دليل، والحال بأن المسألة كما حللت عند الإمامية حللت عند فرق المسلمين الأخرى، فلماذا يعيب الرجل هذا الأمر على الإمامية فقط؟


          · يقول صاحب الإسطوانة "من الطبيعي أن يشعر المرء بتعاطف تجاهقضية مظلوم ، ولو أنّ الشيعة تعاطفوا تجاه قضية وقع فيها الظلم فعلاً لقلنا معهم حق في الحزن وليس لهم الحق في الخروج في طابور عريض من أجل القيام بأمور مضحكة باسمالعزاء ! تخيل رجل اشتعل رأسه ولحييه شيباً يقومبتمثيلية مضحكة مع أتباعه حيث يخرج في جنازة السيد فاطمة التي توفيت رضي الله عنهامنذ أكثر من 1400 سنة !!!"
          طبعاً نحن كشيعة إثني عشرية إمامية لا نلومهم على هذا التفكير الجاف، فهؤلاء أناس تعودوا على أنه لا فرق بين أهل بيت نبيهم و بينهم أبداً، بإمكانك الصلاة و تصبح كعلي بن أبي طالب، لا فرق بين الحسين عليه السلام و بين أي إنسان عابد، الحسن عليه السلام إنسان عادي، الزهراء امرأة عادية، رسول الله رجل عادي لا يتمتع بأي خصائص إلا الوحي، و من كان هذا تفكيره فلا عجب أن يستغرب من الحزن على الزهراء البتول روحي فداها في يوم وفاتها، والأدهى والأمر من ذلك كله أنه يتهكم على المؤمنين بأسلوب نعوذ بالله منه، فلا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.






          الخاتمة:

          الحمد لله الذي وفقنا لإكمال هذا العمل ،وما أردنا أن نبينه من افتراء وحقد صاحب الإسطوانة على الإمامية أعلى الله مقامهم ، واستقصاء الكلام في المسائل و الشُبَهِ التي ألقاها على الطائفة الحقة ، ونحن نحمد الله سبحانه على ما يسّره من ذلك ، وسهّله ، وأعان عليه ، ووفّق له ، ونسأله سبحانه وتعالى أن يجعل ما عملناه خالصاً لوجهه ، وموصلاً إلى ثوابه ، ومنجياً من عقابه ، ويلحقنا دعاء من أوغل في شعابه ، وغاص في الدرر الثمينة من لجج عبابه ، واستفاد الغرر الثمينة من خلل أبوابه . كتبه الفقير إلى الله السيد سليل الرسالة الموسوي غفر الله له و لوالديه.








          _________________________
          الهامش

          [1] المغني لإبن قدامة ج1 ص 651
          [2] فتح العزيز في شرح الوجيز لعبدالكريم الرافعي ج4 ص 85
          [3] بداية المجتهد لإبن رشد ج1 ص 95
          [4] فقه السنة للشيخ سيد سابق ج1 ص 125
          [5] أسد الغابة لإبن الأثير ج5 ص 567
          [6] تلخيص الحبير ج1 ص 182
          [7] المصدر السابق ج1 ص 183
          [8] الكافي ج1 ص 388
          [9] شرح أصول الكافي للمولي محمد صالح المازندراني ج 6 ص 392
          [10] الشفا بتعريف حقوق المصطفى للقاضي عياض ص 61 -64
          [11] فيض القدير للمناوي ج1 ص 144
          [12] المجموع للنووي ج16 ص 419

          تعليق


          • #50
            بسم الله الرحمن الرحيم

            سلمت يداك أخي سليل الرسالة

            وجزاك الله خير الجزاء

            والسلام عليكم

            تعليق


            • #51
              مولاي الكريم بارك اللف فيكم مولاي و أنتظروا قريباً سأنزل الموضوع كاملاً على هيئة ورد و كتاب الكتروني

              تعليق


              • #52
                المشاركة الأصلية بواسطة ابوخنجر
                ارد بكل احترام على مقطع المونتاج الجميل الذي كنت اضحك عليه
                مقطع صوتي يقول فيه الشيخ:-
                القران وحده لا يكفي
                السنه و حدها لا تكفي
                ويردون عليها:-
                ماذا يكفي اذا
                _______________
                انا اتحدى كل من يقول ان يقوم الاسلام على القران فقط(لاغير)
                فالنتامل المقطع لنرى مايريد الشيخ الوصول اليه
                اذا قلنا ان القران و حده يكفي:-
                فهل القران فيه جميع الاحكام؟
                هل يوجد في القران كيفية الصلاة من التكبير الى التشهد؟
                هل يوجد في القران الاحكام و العبادات تفصيلية؟
                بعد ردكم نواصل الشرح
                الهم صل على محمد و ال محمد و عجل فرجه
                نعتذر عما و رد من حديثنا لانه يختص بسيدي اخر
                اسمه حقائق الرافضة المجوس

                ونعتذر عما سلف من خطىء

                تعليق


                • #53
                  سنكون بالنتظار مولاي الكريم سليل الرسالة

                  تعليق


                  • #54
                    بسم الله وبالله ولا إله إلا الله

                    أستاذي ونور عيني السيد الجليل سليل الرسالة

                    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

                    كما عودتنا دائماً تبهرنا بمواضيعكم وعلمكم وتفنيدكم للأمور بكل موضوعية وإستدلالية

                    فقبلة على جبينكم الطاهر وعلى يدكم التي كتبت مقالكم

                    تعليق


                    • #55
                      مولاي و قرة عيني مشتاق للحسين بارك الله فيكم مولاي الكريم




                      لمن أراد تنزيل الموضوع
                      الملفات المرفقة

                      تعليق


                      • #56
                        الساعة غسلت رأسي منه....

                        بلا تعليق

                        تعليق


                        • #57
                          بسم الله الرحمن الرحيم

                          اللهم صلي على محمد وآل محمد

                          بارك الله فيك مولاي سليل الرساله ووفقك الله فقد افحمت النواصب بموضوعك هذا

                          تعليق


                          • #58
                            بارك الله فيكم مولانا الفاضل

                            تعليق


                            • #59
                              سيدي سليل الرساله....

                              لا غرابه ان قال ألد أعداؤكم فيكم: "هؤلاء أهل بيت كبيرهم لا يُقاس و صغيرهم جمرة لا تداس"....

                              سلمت يداك مولاي

                              تعليق


                              • #60
                                مولاي الكريم مالك سلمكم الله من كل سوء وبارك بكم مولاي الكريم

                                تعليق

                                المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
                                حفظ-تلقائي
                                x

                                رجاء ادخل الستة أرقام أو الحروف الظاهرة في الصورة.

                                صورة التسجيل تحديث الصورة

                                اقرأ في منتديات يا حسين

                                تقليص

                                لا توجد نتائج تلبي هذه المعايير.

                                يعمل...
                                X