قصة إستشهاد إبن أخي ( رخــام منصور السيد حافظ ) في 10/4/2006
أسألكم الدعاء وقراءة سورة الفاتحه على روحه مسبوقة بالصلاة على محمد وآل محمد
واعلموا بأن الشهيد ( رخـــــــــــــام ) رحمه الله كان من مواليد 1983
$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$
كما أرجو قرائتها حتى النهايه
$$$$$$$$
رأيته حائرا ذات مره
أحسست بأنه يرغب أن يبوح لي بسره
فبالرغم من إنه إبن أخ لي .. لكنه كان بمثابة الصديق
رغم فارق السن الذي يتعدى الثلاث والعشرون سنة
إنه يخجل بل يتحاشى أن يتكلم مع أبيه بحريه كما كان يفعلها معي
سألته قائلا ( أراك معتزلا وفكرك قد أصابته حمى الشرود يارخـــــــــــــــام ) ؟
أجابني
أحبهــــــــــــــــا ياعمـــــــــــــــــــــــاه
إني أراها جميلة الجميلات .. وأشعر بأن كل قطعة من جسدي هذا تناغم الأخرى
وترتل بحروف اسمها
أحبهــــــــــــــا ياعمــــــــــــــــــــــــاه
رجع بي ذلك الشاب الى تأريخ يسبق خمس وعشرون سنة 00 وأوقد بي نارا كانت قد أججتها فتاتي 0
نار لم تخمد بل كانت بركان يهدأ تارة وتارة يثور
قلت له ( أنت وجدت لك عم تطرح عنده شكواك أما أنا فلم أجد لي من أنادمه سوى سكائري وحيرتي ودموعي وحسرتي ) 00
لم ينتبه لكلماتي 00 حتى انها لم تؤثر فيه
فقد كان حبه لفتاته يسد سمعه وبصيرته وكل أحاسيسه بل بادرني
( أخطبها لي أرجوك 00 أتوسل اليك )
وركع لاثما حذائي 00 وأردف ( لو أخبرت أبي بذلك فانه لن ولم يقدر مشاعري 00 فأبي ياعماه سمعته ذات مره يقول بأنه لم يجرب الحب في حياته )
علما بأن والده يصغرني بستة سنين تصوروا
قلت له سأذهب واخطبها لك رغما عن انف أبيك شرط أن تجد لك عملا تكسب منه قوتك فتصبح بعد ذلك مؤهلا لقيادة عائله وأنا أظن بأن والدها لن يرفضنا ولكنه سيضع هذا الشرط حتما
حينها لم يسع فرحته ذلك الشارع الذي كان بعرض الثلاثين مترا بل لم تسع فرحته كل الدنيا
ليتني لم أقل له ذلك
ليتني لم امنحه الموت
لم أكن أعلم بأنني سأقتله ذات يوم ؟؟
ذهب على الفور ليتطوع ضمن الجيش ( قبل ثلاثة أشهر من الآن )
لأنها أسرع وأسهل طريقة لكسب المال هذه الأيام
والحصول على مبلغ يستطيع أن يفتح به بيتا في وطن هدمت فيه البيوت
وأن يقود عائلة في وطن بلا قيادة أو سياده
في وطن صار فيه الموت هو القائد
شهران من التوسل والرجاء لم تنفع معه
لم تنفع معه صرخات أمه وأوامر أبيه بأن لايذهب
شهران مضت على تطوعه وأنا دائم الإتصال به من خلال جهاز الموبايل كي اثنيه عما عزم عليه
شهران وهو يردد ( لابد أن اثبت لأبي ولكم ياعماه ولفتاتي بأنني أستطيع أن أقود عائله )
وفتاته فلقة القمر تنتظر
قيل لي إنها تكثر بالدعاء أثناء الصلاة
رأيتها وبتلك الطلعة النورانية تتأمل في السماء علها تسمع صوت الحبيب
جميعا كنا قلقين 00 لاندري لماذا ؟؟
القلق في بلدي صار وزيرا لسيدنا الموت
وفجـــــــــــــــــــــأة
وفي يوم الأثنين 10/4/2006 ذكرى مولد رسول الأمة محمد صل الله عليه وآله
حاولت الإتصال به لأطمئن على سلامته
فجاء الرد غريبا هذه المره 00 بصوت غريب 00 يطرق سمعي لأول مره ليقول
( آسف جدا فأنا لست رخام بل جنديا معه 00 رخام قد أصيب بشظية صغيرة من صاروخ أطلق علينا
ومن جهة مجهوله لايعلمها الا الله ونقل الى احدى مستشفيات بغداد 00 اطمئنوا الأصابة طفيفه )
لنهرع أنا ووالده الى بغداد لغرض البحث بين الجرحى
لتستقبلنا بغداد بوجهها الشاحب التعب الحزين
والجرحى في وطني 00000000
آه ياجراح عراقـــــــــــــــــــــي
وبعد عناء لايوصف وساعات انتظار طويله كنا فيها نبحث كالمجانين عن اسم ( رخـــــــام )
وسط المئات من الجرحى ومن مختلف الأشكال والألوان والديانات والطوائف
لم نجد اسمـــــه
بعدها قيل لنا ابحثوا عنه في مراكز الطبابة العدليه 000 بين جثث القتلى والشهداء
ذهبنامسرعين ظنا منا بأن ماسنجده عشرة أو قل عشرين 00 يسهل علينا ايجاده بينهم 00
وصلناها فكانت مئات متناثرة وآلاف من الباحثين أمثالنا
لم نبحث بل رجعنا الى نفس المستشفى الذي قيل لنا انه هناك فيها ولكن بعد ثلاثة أيام
وقفنا وبالصدفة قرب أحد الثلاجات التابعة لذلك المستشفى والخاصة بحفظ الموتى
كأنني أسمعه
نعم أسمعه يقول لــــــــي
أحبهـــــــــــــــــــــا ياعمــــــــــــــــــــاه
إنها جميلة الجميلات
كنت اسمع رخام يناغي فتاته ويغني لها الأغنية التي كانت تحبها
تشبثت بتلك الثلاجة 00 طلبت من المسؤؤل عنها أن يفتحها 00 رجوته أن يقتل في تلك اللحظة
الممنوع والمسموح كما يقتل الحب في وطني
وأخي والد ( رخــــــام ) 00 كان يردد ( ان ولدي جريح وجرحه طفيف 00 ولدي لم يمت 00 إنك والله ياحليم تتوقع دوما الأخبار السيئة ) 00
فتحناها لنجد فيها ( رخــــــــــــــــــــــــــام ) جثة ساكنة لانبض أو حراك
سوى روحا أحسها تناغم فتاته
وابتسامة أظنه قد رسمها قبل موته بلحظات
لتكون رسالته الأخيرة الى حبيبته
كونها قد تعودت أن تراه مبتسما كلما قابلها خلسة
يحدو بهم الخوف والحيطة والحذر من أن يراها أو يراه والدهــــــــــــــــا
$$$$$$$$$$$$
اللهم صل على محمد وآل محمد
الفاتحـــــــــــــــــــــــــــــه
واعتذر عن الأطاله
$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$
كتبت في 16/4/2006
بقلــــــــــــــــــم حليم السيد حافظ
تعليق