بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد والعن أعداءهم أجمعين
من قبل كان لنا بحثنا المتواضع حول الإمامة وقلنا فيه ما قلنا من غث وسمين ونرجو من الله الستر في سقطاته وهفواته. وهذا الموضوع يكون ان شاء الله عن مغتصبي الامامة وظلمة آل محمد لعنهم الله
فأقول قد علم من علم أن حقائقهم وفضائلهم ع لا يحيط بها الحصر ولا يبلغها الوصف والمتعرض لوصف جنابهم راكب لخطر عظيم إلا لو قنعه بمطية الذلة والخشوع(اجعلوا لنا ربا نؤوب إليه وقولوا فينا ما شئتم..ولن تبلغوا)
وفي الجامعة الشريفة ( إن ذكر الخير كنتم أوله وأصله وفرعه ومعدنه ومأواه ومنتهاه )
وأيضا ( بكم فتح الله وبكم يختم )
أقول لو تفكرت فيما مضى ذكره ورجعت الى ما أتى عن جنابهم الأقدس ع وعلمت أنهم ع هم خير البرية إطلاقا بل أين البرية إذا ذكروا؟! وأين الثريا وأين الثرى؟! لعلمت أن أعداءهم هم خلاصة الشر والكفر والبغي وهامة الطغيان وقامته وأصل الباطل وحقيقته!
ولما كانوا هم ع نور الله المحض الخالص المبرئ من كل الشوائب والعيوب كان أعداؤهم هم غواسق الظلمات المعدمة من كل طهارة ونور.
وكما تجلت حقيقة النور الأنور في رسول الله ص إجمالا وفي أمير المؤمنين ع تفصيلا وفي الزهراء قدس رمسها وبنيها عليهم آلاف التحية والسلام تفصيل التفصيل واجمال الاجمال.
كذلك برزت آثار الظلام الأسود الأقتر في الأول لعنه الله إجمالا وفي الثاني لعنه الله تفصيلا وفي فلانة قتلها الله وأتباعها تفصيل التفصيل وإجمال الإجمال.
عن الصادق ع في الظهور وما يفعله المولى عج بالرجلين قال" فيحييهما باذن الله تعالى ويأمر الخلائق بالاجتماع ثم يقص عليهم قصص فعالهما في كل كور ودور حتى يقص عليهم قتل هابيل وجمع النار لابراهيم وطرح يوسف في الجب...إلى أن قال وقتل الحسين ع وإراقة دماء آل محمد ص وكل دم سفك وكل فرج نكح حراما وكل رين وخبث وفاحشة وإثم وظلم وجور وغشم منذ عهد آدم ع إلى وقت قيام قائمنا ع كل ذلك يعدده عليهما ويلزمهما إياه فيعترفان به"
أقول تأمل هذا الحديث الأعصم وانظر أي وصف للرجلين حين أرجع إليهم كل ظلم وكفر وفجور ونفاق بدا على وجه الأرض منذ خلقت الأرض بل وكل مظالم العالمين!
إذن فكما أن كل خير في الأرض ونور هو راجع إلى محمد وآله ظاهرا وباطنا لأنهم هم وسائط الله تعالى إلى الخلائق وهم منازل وحي الله ومهابط بركاته من السماء إلى الأرض فكل خير يظهر هو منهم ع
قال ع: كنت معه الأنبياء باطنا ومع رسول الله ظاهرا
بل هو مع الكل باطنا وإنما خص الأنبياء لأنهم الأقرب إلى الاطلاع على نوره والأكمل في تحصيل ظهوره وإلا فالكل فيه سواء.وهم مبدأ النور في كل متحصل للنور.
وكذلك أعداءهم لعنهم الله هم مبدأ كل معصية وسوء ورذيلة وشقاق ونفاق..والعين بالعين.
فتأمل الحديث وارجع فيه البصر كرتين وثلاث وألف وانظر كيف يقرهما ع على كل معصية وإثم وخبث وظلم وجور من آدم الى القائم فيقران ويعترفان به!!
وتدبرها فإن في ذلك العهد تخفض عروش الشر أبدا وتندك أركان الباطل بدداً في الباطن والظاهر والبادي والحاضر
اللهم العن أول ظالم ظلم حق محمد وآل محمد وآخر تابع له على ذلك.
ما أبو بكر وما وابن الخطاب؟
يجيب أحد العارفين الشامخين (نقطة الجهل ودائرة النفاق) انتهى
ولنعم ما قال قدس الله سره في المقدسين وبورك روحه في الروحانيين
وأقول مع ضآلة القامة جداً وحقارة الشأن علماً وجداً, النقطة هي أبو الدائرة والدائرة ابن النقطة فصحت الكنية بـ (أبو) للأول و(ابن) للثاني
والنقطة هي إجمال الدائرة والدائرة هي تفصيل النقطة
وقد شبهه (قده) بهذا التشبيه المتقن الكامل لأصناف عدة من الحقائق منها
أن الجهل ضرب من العدم لأنه هو عدم العلم, وهو أيضا الكفر بالعلم لأن الكفر لغة هو الاخفاء والخفاء.
أعني أنه ليس له حقيقة أصيلة إنما هو متطفل على الحق والأصل كتطفل الميكروب على المريض وكتطفل الماهيات على مجلس الوجود
والجهل هو خفاء العلم وغيابه وعدمه, والعدم لا حدود له فهو أشبه بالنقطة, فهو لا شئ!
وهو الكفر, وهو الأول الملعون.
أما النفاق فهو مقام تلوين وظهور فله درجات ودركات وزوايا وأحناء ومدارج ومعارج عليها يظهرون. وهو ظهور الكفر. وهو الثاني لعنه الله
واعلم أن العدم معدوم, فمن حيث نفسه لا طاقة له بالظهور في أي من هذه المدارج والدرجات, وانما يظهر بفيض الوجود عليه جزئيا فاذا فاض عليه ظهر الكفر في صورة النفاق, وظهر الجهل في صورة الباطل والعقائد الفاسدة المضمحلة, والتبس الأمر وصار العدم (الجهل) باطنا والوجود (العلم) ظاهرا وهذا هو عين النفاق. أعني اظهار الايمان وابطان الكفر. ثم اذا حقت الحقائق وارتفعت الأسباب واضمحلت العلل, ظهرت الأصول وبدا لهم سيئات ما كسبوا وبدا لهم ما كانوا يخفون من قبل, ورجع الثاني إلى الأول وتراجعت الدرجات الى البدايات. وكبكبوا فيها هم والغاوون, وجنود إبليس أجمعون
ومثال ذلك أن الجاهل الصرف الذي لا يعرف شيئا البتة هو من حيث ذلك بلاءٌ عظيم لو حكم في أمور الناس, لكنه لا يمكن له ذلك لأنه ظاهر الجهل وباطنه. فهو كالأخرس الذي لا ينطق ولا يعرف شيئا لينطق به فلا سبيل لظهوره بين الناس إنما يعرف بالضآلة والقماءة وحقارة المكان والشان أبدا على حاله تلك. فلا ينال فرصة للظهور أبدا
أما ليظهر فهو يحتاج نسبة من العلم ليتكلم فمثلا اذا نظر في الكتاب وحفظ عددا من الروايات وضرب بطرف من علم المنطق والكلام وعلم آراء الفرق واختلافاتهم وصحب المتعلمين وركن الى رأي من الآراء ووطن نفسه على ما وطن, قويت لهجته وتظاهرت رؤيته, ودخل للمناظرة والمحاججة والنزال والجدال ووقع في كل شئ, فتفنن وتقنن, وأبدى واخترع, وعاث بآرائه الفاسدة في أرض الحق فسادا, وأظهر أحكام الباطل الذي هو ذات الجهل التي كانت مختفية فيه من قبل, فبهذا ظهر تفصيل مجمله وانطوى مجمله في تفصيله.كما ينطوي كفر المنافق الباطن في ايمانه الظاهر, وهو والكافر واحد من حيث باطنهم.
وهذا هو حال الأول والثاني ولذا اختص الأول بالكفر والثاني بالنفاق. ولذا كان الأول قليل التكلم في الدين وقليل التظاهر بالتعبد والاجتهاد. لدرجة أن أنصاره لما أرادوا أن يلفقوا في مناقبه لم يجدوا له من معاصريه ذكرا في تدين أو تقشف فلم يكن البد إلا من تلفيق (لم يفضلكم بصلوة ولا بصيام, ولكن لسر وقر في صدره) شيللاه يا عم السر!
في حين أن الثاني كان متقشف الظاهر, يتحلى بلباس التدين والتهجد, يدخل أنفه القذر في كل شئ حتى في الوحي وشئونه وفي شئون الاسلام وشئون الرسالة والأحكام, فوضع أحكاما لم تكن, ورفع أحكاما وضعها صاحب الشريعة المقدسة, وحرم من حلال الله ورسوله ما تعلمون, وحاله لا يخفى على مطلع لعنه الله وجزاه خزي الدنيا والآخرة هو وأقرانه.
وأيضا مما سبق يتضح لك أن ظهور الثاني لا يكون الا بوجود الأول وملك الأول لا يتحقق الا بنصرة الثاني
ولذا لم يكن الأول ليغتصب الملك إلا بيد الثاني لأن الثاني (بصر بما لم يبصروا به) وأخذ (قبضة من أثر الرسول) وهو قوله يوم السقيفة (ثاني اثنين) يشير إلى ابي بكر أي أن الملعون هو ثاني رسول الله في القرآن, رغم أن ثاني اثنين المذكور في الآية هو رسول الله ص ولو تدبرت الآية فهي صريحة أنه اذا أخرجه (أي محمد ص) الذين كفروا (ثاني اثنين) أي اذا أخرجوا الرسول ثاني اثنين, أي أن الرسول هو الثاني وعلى ذلك يكون الرجل أفضل من الرسول ص لأنه هو أول الاثنين وليس ثانيهم. ولكن القوم ما انتبهوا لتخييل السامري وتبديله لأثر الرسول كما يقع فيه اغلب العامة حتى اليوم فسحرهم به وأحكم القبضة لعجله. وهذا ما قلناه من أنه ضرب بشئ من أطراف العلم وحاجج به على جهل وكذب.
وكذلك هو هامان فرعون الذي كان فرعون يعتمد عليه اعتمادا كليا وهو الذي طلب منه أن يحشر له السحرة ثم يحشر له المدائن وأن يبني له صرح الخلافة المغصوب. وفي الروايات أن الثاني كان يهم مع الأول في طرقات المدينة على كل مار يمسكون يديه قسرا ويمسحونها على يد الأول ويقولون له بايع بايع.بل هو الذي كان يدير ملكه كلية لمن تأمل السير. وفي هذا أسرار أبخل بها بخلا عتيدا.
اللهم صل على محمد وآل محمد والعن أعداءهم أجمعين
من قبل كان لنا بحثنا المتواضع حول الإمامة وقلنا فيه ما قلنا من غث وسمين ونرجو من الله الستر في سقطاته وهفواته. وهذا الموضوع يكون ان شاء الله عن مغتصبي الامامة وظلمة آل محمد لعنهم الله
فأقول قد علم من علم أن حقائقهم وفضائلهم ع لا يحيط بها الحصر ولا يبلغها الوصف والمتعرض لوصف جنابهم راكب لخطر عظيم إلا لو قنعه بمطية الذلة والخشوع(اجعلوا لنا ربا نؤوب إليه وقولوا فينا ما شئتم..ولن تبلغوا)
وفي الجامعة الشريفة ( إن ذكر الخير كنتم أوله وأصله وفرعه ومعدنه ومأواه ومنتهاه )
وأيضا ( بكم فتح الله وبكم يختم )
أقول لو تفكرت فيما مضى ذكره ورجعت الى ما أتى عن جنابهم الأقدس ع وعلمت أنهم ع هم خير البرية إطلاقا بل أين البرية إذا ذكروا؟! وأين الثريا وأين الثرى؟! لعلمت أن أعداءهم هم خلاصة الشر والكفر والبغي وهامة الطغيان وقامته وأصل الباطل وحقيقته!
ولما كانوا هم ع نور الله المحض الخالص المبرئ من كل الشوائب والعيوب كان أعداؤهم هم غواسق الظلمات المعدمة من كل طهارة ونور.
وكما تجلت حقيقة النور الأنور في رسول الله ص إجمالا وفي أمير المؤمنين ع تفصيلا وفي الزهراء قدس رمسها وبنيها عليهم آلاف التحية والسلام تفصيل التفصيل واجمال الاجمال.
كذلك برزت آثار الظلام الأسود الأقتر في الأول لعنه الله إجمالا وفي الثاني لعنه الله تفصيلا وفي فلانة قتلها الله وأتباعها تفصيل التفصيل وإجمال الإجمال.
عن الصادق ع في الظهور وما يفعله المولى عج بالرجلين قال" فيحييهما باذن الله تعالى ويأمر الخلائق بالاجتماع ثم يقص عليهم قصص فعالهما في كل كور ودور حتى يقص عليهم قتل هابيل وجمع النار لابراهيم وطرح يوسف في الجب...إلى أن قال وقتل الحسين ع وإراقة دماء آل محمد ص وكل دم سفك وكل فرج نكح حراما وكل رين وخبث وفاحشة وإثم وظلم وجور وغشم منذ عهد آدم ع إلى وقت قيام قائمنا ع كل ذلك يعدده عليهما ويلزمهما إياه فيعترفان به"
أقول تأمل هذا الحديث الأعصم وانظر أي وصف للرجلين حين أرجع إليهم كل ظلم وكفر وفجور ونفاق بدا على وجه الأرض منذ خلقت الأرض بل وكل مظالم العالمين!
إذن فكما أن كل خير في الأرض ونور هو راجع إلى محمد وآله ظاهرا وباطنا لأنهم هم وسائط الله تعالى إلى الخلائق وهم منازل وحي الله ومهابط بركاته من السماء إلى الأرض فكل خير يظهر هو منهم ع
قال ع: كنت معه الأنبياء باطنا ومع رسول الله ظاهرا
بل هو مع الكل باطنا وإنما خص الأنبياء لأنهم الأقرب إلى الاطلاع على نوره والأكمل في تحصيل ظهوره وإلا فالكل فيه سواء.وهم مبدأ النور في كل متحصل للنور.
وكذلك أعداءهم لعنهم الله هم مبدأ كل معصية وسوء ورذيلة وشقاق ونفاق..والعين بالعين.
فتأمل الحديث وارجع فيه البصر كرتين وثلاث وألف وانظر كيف يقرهما ع على كل معصية وإثم وخبث وظلم وجور من آدم الى القائم فيقران ويعترفان به!!
وتدبرها فإن في ذلك العهد تخفض عروش الشر أبدا وتندك أركان الباطل بدداً في الباطن والظاهر والبادي والحاضر
اللهم العن أول ظالم ظلم حق محمد وآل محمد وآخر تابع له على ذلك.
ما أبو بكر وما وابن الخطاب؟
يجيب أحد العارفين الشامخين (نقطة الجهل ودائرة النفاق) انتهى
ولنعم ما قال قدس الله سره في المقدسين وبورك روحه في الروحانيين
وأقول مع ضآلة القامة جداً وحقارة الشأن علماً وجداً, النقطة هي أبو الدائرة والدائرة ابن النقطة فصحت الكنية بـ (أبو) للأول و(ابن) للثاني
والنقطة هي إجمال الدائرة والدائرة هي تفصيل النقطة
وقد شبهه (قده) بهذا التشبيه المتقن الكامل لأصناف عدة من الحقائق منها
أن الجهل ضرب من العدم لأنه هو عدم العلم, وهو أيضا الكفر بالعلم لأن الكفر لغة هو الاخفاء والخفاء.
أعني أنه ليس له حقيقة أصيلة إنما هو متطفل على الحق والأصل كتطفل الميكروب على المريض وكتطفل الماهيات على مجلس الوجود
والجهل هو خفاء العلم وغيابه وعدمه, والعدم لا حدود له فهو أشبه بالنقطة, فهو لا شئ!
وهو الكفر, وهو الأول الملعون.
أما النفاق فهو مقام تلوين وظهور فله درجات ودركات وزوايا وأحناء ومدارج ومعارج عليها يظهرون. وهو ظهور الكفر. وهو الثاني لعنه الله
واعلم أن العدم معدوم, فمن حيث نفسه لا طاقة له بالظهور في أي من هذه المدارج والدرجات, وانما يظهر بفيض الوجود عليه جزئيا فاذا فاض عليه ظهر الكفر في صورة النفاق, وظهر الجهل في صورة الباطل والعقائد الفاسدة المضمحلة, والتبس الأمر وصار العدم (الجهل) باطنا والوجود (العلم) ظاهرا وهذا هو عين النفاق. أعني اظهار الايمان وابطان الكفر. ثم اذا حقت الحقائق وارتفعت الأسباب واضمحلت العلل, ظهرت الأصول وبدا لهم سيئات ما كسبوا وبدا لهم ما كانوا يخفون من قبل, ورجع الثاني إلى الأول وتراجعت الدرجات الى البدايات. وكبكبوا فيها هم والغاوون, وجنود إبليس أجمعون
ومثال ذلك أن الجاهل الصرف الذي لا يعرف شيئا البتة هو من حيث ذلك بلاءٌ عظيم لو حكم في أمور الناس, لكنه لا يمكن له ذلك لأنه ظاهر الجهل وباطنه. فهو كالأخرس الذي لا ينطق ولا يعرف شيئا لينطق به فلا سبيل لظهوره بين الناس إنما يعرف بالضآلة والقماءة وحقارة المكان والشان أبدا على حاله تلك. فلا ينال فرصة للظهور أبدا
أما ليظهر فهو يحتاج نسبة من العلم ليتكلم فمثلا اذا نظر في الكتاب وحفظ عددا من الروايات وضرب بطرف من علم المنطق والكلام وعلم آراء الفرق واختلافاتهم وصحب المتعلمين وركن الى رأي من الآراء ووطن نفسه على ما وطن, قويت لهجته وتظاهرت رؤيته, ودخل للمناظرة والمحاججة والنزال والجدال ووقع في كل شئ, فتفنن وتقنن, وأبدى واخترع, وعاث بآرائه الفاسدة في أرض الحق فسادا, وأظهر أحكام الباطل الذي هو ذات الجهل التي كانت مختفية فيه من قبل, فبهذا ظهر تفصيل مجمله وانطوى مجمله في تفصيله.كما ينطوي كفر المنافق الباطن في ايمانه الظاهر, وهو والكافر واحد من حيث باطنهم.
وهذا هو حال الأول والثاني ولذا اختص الأول بالكفر والثاني بالنفاق. ولذا كان الأول قليل التكلم في الدين وقليل التظاهر بالتعبد والاجتهاد. لدرجة أن أنصاره لما أرادوا أن يلفقوا في مناقبه لم يجدوا له من معاصريه ذكرا في تدين أو تقشف فلم يكن البد إلا من تلفيق (لم يفضلكم بصلوة ولا بصيام, ولكن لسر وقر في صدره) شيللاه يا عم السر!
في حين أن الثاني كان متقشف الظاهر, يتحلى بلباس التدين والتهجد, يدخل أنفه القذر في كل شئ حتى في الوحي وشئونه وفي شئون الاسلام وشئون الرسالة والأحكام, فوضع أحكاما لم تكن, ورفع أحكاما وضعها صاحب الشريعة المقدسة, وحرم من حلال الله ورسوله ما تعلمون, وحاله لا يخفى على مطلع لعنه الله وجزاه خزي الدنيا والآخرة هو وأقرانه.
وأيضا مما سبق يتضح لك أن ظهور الثاني لا يكون الا بوجود الأول وملك الأول لا يتحقق الا بنصرة الثاني
ولذا لم يكن الأول ليغتصب الملك إلا بيد الثاني لأن الثاني (بصر بما لم يبصروا به) وأخذ (قبضة من أثر الرسول) وهو قوله يوم السقيفة (ثاني اثنين) يشير إلى ابي بكر أي أن الملعون هو ثاني رسول الله في القرآن, رغم أن ثاني اثنين المذكور في الآية هو رسول الله ص ولو تدبرت الآية فهي صريحة أنه اذا أخرجه (أي محمد ص) الذين كفروا (ثاني اثنين) أي اذا أخرجوا الرسول ثاني اثنين, أي أن الرسول هو الثاني وعلى ذلك يكون الرجل أفضل من الرسول ص لأنه هو أول الاثنين وليس ثانيهم. ولكن القوم ما انتبهوا لتخييل السامري وتبديله لأثر الرسول كما يقع فيه اغلب العامة حتى اليوم فسحرهم به وأحكم القبضة لعجله. وهذا ما قلناه من أنه ضرب بشئ من أطراف العلم وحاجج به على جهل وكذب.
وكذلك هو هامان فرعون الذي كان فرعون يعتمد عليه اعتمادا كليا وهو الذي طلب منه أن يحشر له السحرة ثم يحشر له المدائن وأن يبني له صرح الخلافة المغصوب. وفي الروايات أن الثاني كان يهم مع الأول في طرقات المدينة على كل مار يمسكون يديه قسرا ويمسحونها على يد الأول ويقولون له بايع بايع.بل هو الذي كان يدير ملكه كلية لمن تأمل السير. وفي هذا أسرار أبخل بها بخلا عتيدا.
الشيخ المحرُوم والشيخان المحرّمان
أقول أثيرت حول ابن عربي نقاشات طويلة وكثيرة وهل كان الرجل شيعيا أم لا. خصوصا لما ورد عنه من اعترافه بالامامة وشهادته للأمير ع بأنه إمام العالمين وسر النبيين وفي ذات الوقت تظهر كلمات قالها في الشيخين توهم بالثناء والمديح وهي يعلم الله من أشد وأفظع ما قيل في الرجلين لو كانوا يعلمون.
وهنا كلمة أحب أن أذكرها أنني من أكثر من سنة وأنا أفكر أن أكتب هذا الموضوع, وكلما هم بي وهممت به صدتني يد القدر عنه فأبطأت ثم في أفيان ذلك تهبني أيديهم الكريمة فضلا من بيان وتنويرا من برهان, هذا ويشهد الله وأشهد معترفا أني أحقر عبيدهم وأقل وأذل مواليهم, ثم إذا شرعت رجعت فتأخرت ففتحوا لي بابا غيره, وكشف لي عن عجيبة من عجائبهم بما يقوي النفس على القيام, وكذلك الحال إلى أن حان الشروع واكتملت الحجج بما يكفينا اللجاج, تيسرت هنالك السبل بما لو ظللت العمر أدعوا لها لما توفرت!! فلله أين أذهب بأفضالكم!! ولله أنى أوفي حقكم!! لا والله لو أن عبدا أنفق السموات والأرض والعرش والكرسي والدنيا والآخرة وفاءا لتراب نعالكم ثم ما استشعر في نفسه التقصير لحق على الله أن يخلده في جهنم تخليدا أبد الآبدين ودهر الداهرين. فإليكم أشكو ظلمات نفس وكدراتها وإليكم أستشفع بمحبتكم أن تستنقذوني وانا عبيدكم الهالك من براثن النفس والشيطان, وتكتبوا لي ولشيعتكم أجمعين عندكم مقام قرب على اعتاب نعالكم وفي نسمات غبار خطاكم عليكم سلام الله وصلواته في أزل الحق وفي أبد الحقيقة.
لا يحسبن أحدا أننا بالدفاع عن الشيخ العربي نجعله ضمنا من الشيعة وإن كان الرجل لم يدع شكاً لأحد أنه كان مترفضاً عتيداً
لا ومظلمة آل محمد في العالمين
إنما هو حجتنا على كل من ينتسبون إليه
وكما بينت من قبل أن الشيخ ما عرف عنه أنه أخذ علمه عن أحد من الرافضة ولا عاشرهم بل وربما ما عرفهم أصلا بل لا أعرف شخصيا عنه أنه تخطى في رحلاته مكة والشام قادما من أندلس.وكل هذا كان أمويا صرفا ومحلة الشيعة وراء ذلك. والشيخ كما أشرنا قد سبب الكثير من البلبلة للمحققين الشيعة لكلمات كثيرة وردت في كتابه تفيد ولاءه للرجلين وتعظيمه لهما
وكان أشهر الكتب التي اطلعت عليها في هو كتاب مولانا السيد جعفر مرتضى العاملي (رض)
وقد أورد أقوال من زعموا تشيع ابن عربي ثم أورد من كتب الرجل ما يرد ذلك أو بالأصح ما يرد كونه من أهل الولاء والبراء أعني من الرافضة الحقيقين.
والكلمات التي اشتهرت عنه قوله أن المهدي إذا ظهر كان أسعد الناس به أهل الكوفة ومعلوم أن الكوفة هي معقل الرافضة ورفضه للقياس
ثم اعترض على هذين باعتراض تشكيكي لا سلبي بمعنى أن هذا لا يفيد الكثير لكونه ربما ورد في عقائد غيره من المعلومين من علماء العالمة كالشافعي
ثم أورد أشعاره في مدح أهل بيت النبوة ع وقوله في الوصية من الرسول وفي علي ع أنه هو الوصي وأن الوصية حكم الله في الأزل
ثم رد على هذا بأنه كذلك قال لم يكن بين رسول الله ص وبين أبي بكر رجل!
ثم أورد قوله العظيم ان علي بن أبي طالب ع هو إمام العالم وسر الأنبياء أجمعين!!
ورد عليه مرة أخرى قائلاً (فهو لو صحت نسبة هذه الكلمة إليه يقصد إمامة لا تتعارض مع جلوس أبي بكر على العرش ومع عصمة عمر ومع تعظيم المتوكل)
أعني أن الرد مرة أخرى ردا تشكيكيا بمعنى إن كان هذا فلما قال ذاك؟ وإن كان هذاك فما بال ذا؟
وهو منطق صحيح نسبيا لدفع الشبهات التي تقع ما بين الحلال والحرام وقد أكد على أن المدافعين عن تشيع ابن عربي :
(والغريب في الأمر أنهم يلجأون إلى كلام مبهم ومجمل ويرون أن فيه تلويحاً أو دلالة على حسن طويته ويتركون تصريحاته التي لا بد من عدها في ضد ذلك.. مع أنها لا مجال لتأويلها!!)
وخلاصة القول أن لابن عربي كلمات في الأئمة عليهم السلام لا تدع مجالا للشك لولا بعض الكلمات الأخرى التي وردت بحق الأول خاصة والثاني أيضا..ولهذا وقف منه السيد موقف التشكيك بحسب أنه ربما يكون عابثا يهذي بالكلمات لكون استحالة اجتماع النقيضين ولا خلاف.
ثم أورد كلمة للشيخ في تفسير (بسم الله الرحمن الرحيم)
وهي قوله عن نقطتي ياء الرحيم وقوله أنه قال أن النقطة الأولى رسول الله والثانية أبو بكر؟؟؟!!!!!!!!!!
وهناك اعتراضات أخرى لا بأس بها
ولكن أهم ما ورد ونريد التأكيد عليه أنه قد توافق الجميع على أن كتب ابن عربي قد حدث فيها التحريف والسيد العاملي أعلى الله مقامه لم يعترض على هذا وأورد قول الشعراني: أخبرني العارف بالله تعالى، الشيخ أبو طاهر المزني الشاذلي (رضي الله عنه): أن جميع ما في كتب الشيخ محيي الدين، مما يخالف ظاهر الشريعة، مدسوس.
ولم يرفض السيد ذلك ولكنه أيضا تساءل بنفس الطريقة لوجود الشبهة قائمة حول الرجل أنه ربما يكون التحريف قد وقع في أشياء غير المقصودة.....الخ
وخلاصة الرد على هذه الشبهات أن التشيع يقتضي معرفة الأولياء والبراءة من الأعداء
ومعرفة أهل البيت وفضيلتهم ثابتة لابن عربي لا يمكن انكارها وهو الذي أقر بأن علي ع هو النفس الكلية المدبرة للعالم وهو أخو رسول الله ص وأقرب الناس إليه وهو الذي نقل الشعراني عنه أن فتوحاته حذف منها فقرة تشهد بالأئمة الاثنى عشر وفيها اسم الامام المهدي عج بالكامل ذكر الشعراني ذلك في كتابه اليواقيت والجواهر وأيضا ذكره أحد مشايخ الصوفية واسمه الخمراوي في مشارف الانوار عن فتوحات ابن عربي أنه قال: "واعلموا أنه لا بد من خروج المهدي ع ولكن لا يخرج حتى تمتلىء الأرض جوراً وظلماً فيملأها قسطاً وعدلاً ولو لم يكن من الدنيا إلا يوم واحد طوّل الله تعالى ذلك اليوم حتى يلي ذلك الخليفة وهو من عترة رسول الله ص من ولد فاطمة ع وجده الحسين بن علي بن أبي طالب ووالده حسن العسكري ابن الامام علي النقي بن محمد التقي بن الامام علي الرضا بن الامام موسى الكاظم بن الامام جعفر الصادق بن الامام محمد الباقر بن الامام زين العابدين علي بن الامام الحسين بن الامام علي بن ابي طالب ع يواطىء اسمه اسم رسول اللّه ص واسعد الناس به اهل الكوفة يبيد الظلم واهله ويقيم الدين وينفخ الروح في الاسلام يعز اللّه الاسلام بعد ذله ويحييه بعد موته يضع الجزية ويدعو الى اللّه بالسيف فمن ابى قتل ومن نازعه خذل يظهر من الدين ما هو عليه في نفسه حتى لوكان رسول اللّه حيا لحكم به فلا يبقى في زمانه الا الدين الخالص من الراي"
وهذا النص ممحي تماما من الفتوحات الحالية بل وتجد أن فيها تحريف ظاهر وتجد بدلا منه قوله (وليس هو المهدي الذي تزعمه الامامية) وتجد فيها قولها أنه من (الحسن بن علي بن أبي طالب رض). والتحريف ظاهر ولا يحتاج الى بحث خصوصا أن هذه هي عقيدة الشعراني وأساتذته ممن يصلون إلى ابن عربي.
ولعلك تلاحظ هذا لتعرف أنك ستجد في الفتوحات أو غيرها أشياء غريبة وتلفيقات بل وانتحالات ما كان ليغفل عنها ابن عربي مثل أنه روي عن رسول الله ص (خلقت أنا وأبو بكر من طينة واحدة) وأثر التلفيق واضح وابن عربي أبعد من هذا. ولكن هناك كلمات فعلا تطرق لها ابن عربي في وصفه للأول والثاني اللذين هما مدار حديثنا هذا ومن أجلها حدثتني نفسي أن أكتب هذا الموضوع لأن فيها بعض الاشارات اللطيفة التي لا تخلو من فائدة بل وتنضح بما ندعو إليه.
وقبل أن نخوض في مناقشة نقاط البراء من الملعونين هناك نقاط أخرى لا نشملها بالبحث منها ما ورد في عقيدة الشيخ بخصوص التجليات والشطحات وووو
وهناك بقية حول ما ورد عنه أنه كان يرى الرافضة بصورة الخنازير والكلاب وأن الشيعة قد ضلت وووو وهذا كله ساقط لسبب بسيط جدا أن الشيخ من أهم أسباب التشنيع عليه هو ما اشتهر به من التسامح ربما (الأكثر من اللازم) مع الملل المخالفة للاسلام وتصويبه لآراء العابدين من وجهة نظره العرفانية. وما يؤكد لك هذا أن مع ما ترى من اعتراف الشعراني بان الاعتراف بالأئمة الاثنى عشر عليهم السلام بأسمائهم تم حذفه من الفتوحات بل تجد في الفتوحات تحريفا طريفا آخر وهو أن الشيخ تحدث عن الأبراج الاثنى عشر وأن موكل به اثنى عشر ملكا هم المدبرون للعالم وهم أئمة العالم ثم قال (على ما تم تحريفه بطريقة سفيهة) ما معناه : وقد نظرت الامامية لهذا الأمر أي أمر الملائكة الاثنى عشر فقالت بامامة الاثنى عشر امام من أهل البيت!!!
والله هو أمر أكثر من مضحك لأنك لو فحصت في كتب الشيعة باجمعها لن تجد هذه الحجة البتة ولا في الحجج الفرعية لا الأصلية للامامة!!!
بل لو ستجدها ستجدها في كلام المتأخرين من العارفين بل وستجدها من سبيل التذكير لا من سبيل الاحتجاج بمعنى تأملوا أن حروف لا اله الا الله 12 وحروف محمد رسول الله 12 والأبراج 12 والشهور 12 والساعات لليل والنهار 12 كل على حدة. بل وهنا التذكير بالأبراج لا بالأملاك التي ذكرها ابن عربي ولا بصفاتها الغير مذكورة في غير كتابه ومن شاء فليراجع الكتاب.
ولكن السفيه الذي حرف الكلم إما كان الشيخ كتبها قائلا أنه ولهذا كانت الأئمة اثنى عشر أو أنه لربما لم يذكر ذلك أصلا ولكن خوفا من أن يكون هذا الكلام يوحي بما يؤيد الشيعة وضع هذه الكلمات التافهة مفتضحا بسفهه وتفاهته.
هذا مجرد مثال ليتضح لك الأمر لما تمر بالكتاب الا النقاط الخطيرة التي تشم فيها رائحة ابن عربي وأسلوبه الذي لا يمكن تحريفه ولا مماثلته فهذا ما نذكره هنا ليس لدفعه بل للعجب ولعجب العجب لبيان حقيقة الرجلين. صلوا على محمد وآل محمد.
قال الصادق ع : التقية ديني ودين آبائي..صدق ولي الله
واعلم أن ابن العربي كان أمثل من يتبع التقية في عقيدته وقد صرح بهذا في مقدمة احدى كتبه لما لوح الى ذكر المهدي ع بل وفي كل كلامه كان يتتبع تقية اخفاء الأسرار ويصرح بأنه قد ألغز وقد اشار ولم يصرح فسلم تسلم واطلب تجد هذا منواله دائما وقد ترى عجائبا منه لو تطالع ما قد تطالع ان شاء الله.
يتبع بتوفيق الله تعالى ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهب لنا من لدنك رحمةً إنك أنت الوهاب
أقول أثيرت حول ابن عربي نقاشات طويلة وكثيرة وهل كان الرجل شيعيا أم لا. خصوصا لما ورد عنه من اعترافه بالامامة وشهادته للأمير ع بأنه إمام العالمين وسر النبيين وفي ذات الوقت تظهر كلمات قالها في الشيخين توهم بالثناء والمديح وهي يعلم الله من أشد وأفظع ما قيل في الرجلين لو كانوا يعلمون.
وهنا كلمة أحب أن أذكرها أنني من أكثر من سنة وأنا أفكر أن أكتب هذا الموضوع, وكلما هم بي وهممت به صدتني يد القدر عنه فأبطأت ثم في أفيان ذلك تهبني أيديهم الكريمة فضلا من بيان وتنويرا من برهان, هذا ويشهد الله وأشهد معترفا أني أحقر عبيدهم وأقل وأذل مواليهم, ثم إذا شرعت رجعت فتأخرت ففتحوا لي بابا غيره, وكشف لي عن عجيبة من عجائبهم بما يقوي النفس على القيام, وكذلك الحال إلى أن حان الشروع واكتملت الحجج بما يكفينا اللجاج, تيسرت هنالك السبل بما لو ظللت العمر أدعوا لها لما توفرت!! فلله أين أذهب بأفضالكم!! ولله أنى أوفي حقكم!! لا والله لو أن عبدا أنفق السموات والأرض والعرش والكرسي والدنيا والآخرة وفاءا لتراب نعالكم ثم ما استشعر في نفسه التقصير لحق على الله أن يخلده في جهنم تخليدا أبد الآبدين ودهر الداهرين. فإليكم أشكو ظلمات نفس وكدراتها وإليكم أستشفع بمحبتكم أن تستنقذوني وانا عبيدكم الهالك من براثن النفس والشيطان, وتكتبوا لي ولشيعتكم أجمعين عندكم مقام قرب على اعتاب نعالكم وفي نسمات غبار خطاكم عليكم سلام الله وصلواته في أزل الحق وفي أبد الحقيقة.
لا يحسبن أحدا أننا بالدفاع عن الشيخ العربي نجعله ضمنا من الشيعة وإن كان الرجل لم يدع شكاً لأحد أنه كان مترفضاً عتيداً
لا ومظلمة آل محمد في العالمين
إنما هو حجتنا على كل من ينتسبون إليه
وكما بينت من قبل أن الشيخ ما عرف عنه أنه أخذ علمه عن أحد من الرافضة ولا عاشرهم بل وربما ما عرفهم أصلا بل لا أعرف شخصيا عنه أنه تخطى في رحلاته مكة والشام قادما من أندلس.وكل هذا كان أمويا صرفا ومحلة الشيعة وراء ذلك. والشيخ كما أشرنا قد سبب الكثير من البلبلة للمحققين الشيعة لكلمات كثيرة وردت في كتابه تفيد ولاءه للرجلين وتعظيمه لهما
وكان أشهر الكتب التي اطلعت عليها في هو كتاب مولانا السيد جعفر مرتضى العاملي (رض)
وقد أورد أقوال من زعموا تشيع ابن عربي ثم أورد من كتب الرجل ما يرد ذلك أو بالأصح ما يرد كونه من أهل الولاء والبراء أعني من الرافضة الحقيقين.
والكلمات التي اشتهرت عنه قوله أن المهدي إذا ظهر كان أسعد الناس به أهل الكوفة ومعلوم أن الكوفة هي معقل الرافضة ورفضه للقياس
ثم اعترض على هذين باعتراض تشكيكي لا سلبي بمعنى أن هذا لا يفيد الكثير لكونه ربما ورد في عقائد غيره من المعلومين من علماء العالمة كالشافعي
ثم أورد أشعاره في مدح أهل بيت النبوة ع وقوله في الوصية من الرسول وفي علي ع أنه هو الوصي وأن الوصية حكم الله في الأزل
ثم رد على هذا بأنه كذلك قال لم يكن بين رسول الله ص وبين أبي بكر رجل!
ثم أورد قوله العظيم ان علي بن أبي طالب ع هو إمام العالم وسر الأنبياء أجمعين!!
ورد عليه مرة أخرى قائلاً (فهو لو صحت نسبة هذه الكلمة إليه يقصد إمامة لا تتعارض مع جلوس أبي بكر على العرش ومع عصمة عمر ومع تعظيم المتوكل)
أعني أن الرد مرة أخرى ردا تشكيكيا بمعنى إن كان هذا فلما قال ذاك؟ وإن كان هذاك فما بال ذا؟
وهو منطق صحيح نسبيا لدفع الشبهات التي تقع ما بين الحلال والحرام وقد أكد على أن المدافعين عن تشيع ابن عربي :
(والغريب في الأمر أنهم يلجأون إلى كلام مبهم ومجمل ويرون أن فيه تلويحاً أو دلالة على حسن طويته ويتركون تصريحاته التي لا بد من عدها في ضد ذلك.. مع أنها لا مجال لتأويلها!!)
وخلاصة القول أن لابن عربي كلمات في الأئمة عليهم السلام لا تدع مجالا للشك لولا بعض الكلمات الأخرى التي وردت بحق الأول خاصة والثاني أيضا..ولهذا وقف منه السيد موقف التشكيك بحسب أنه ربما يكون عابثا يهذي بالكلمات لكون استحالة اجتماع النقيضين ولا خلاف.
ثم أورد كلمة للشيخ في تفسير (بسم الله الرحمن الرحيم)
وهي قوله عن نقطتي ياء الرحيم وقوله أنه قال أن النقطة الأولى رسول الله والثانية أبو بكر؟؟؟!!!!!!!!!!
وهناك اعتراضات أخرى لا بأس بها
ولكن أهم ما ورد ونريد التأكيد عليه أنه قد توافق الجميع على أن كتب ابن عربي قد حدث فيها التحريف والسيد العاملي أعلى الله مقامه لم يعترض على هذا وأورد قول الشعراني: أخبرني العارف بالله تعالى، الشيخ أبو طاهر المزني الشاذلي (رضي الله عنه): أن جميع ما في كتب الشيخ محيي الدين، مما يخالف ظاهر الشريعة، مدسوس.
ولم يرفض السيد ذلك ولكنه أيضا تساءل بنفس الطريقة لوجود الشبهة قائمة حول الرجل أنه ربما يكون التحريف قد وقع في أشياء غير المقصودة.....الخ
وخلاصة الرد على هذه الشبهات أن التشيع يقتضي معرفة الأولياء والبراءة من الأعداء
ومعرفة أهل البيت وفضيلتهم ثابتة لابن عربي لا يمكن انكارها وهو الذي أقر بأن علي ع هو النفس الكلية المدبرة للعالم وهو أخو رسول الله ص وأقرب الناس إليه وهو الذي نقل الشعراني عنه أن فتوحاته حذف منها فقرة تشهد بالأئمة الاثنى عشر وفيها اسم الامام المهدي عج بالكامل ذكر الشعراني ذلك في كتابه اليواقيت والجواهر وأيضا ذكره أحد مشايخ الصوفية واسمه الخمراوي في مشارف الانوار عن فتوحات ابن عربي أنه قال: "واعلموا أنه لا بد من خروج المهدي ع ولكن لا يخرج حتى تمتلىء الأرض جوراً وظلماً فيملأها قسطاً وعدلاً ولو لم يكن من الدنيا إلا يوم واحد طوّل الله تعالى ذلك اليوم حتى يلي ذلك الخليفة وهو من عترة رسول الله ص من ولد فاطمة ع وجده الحسين بن علي بن أبي طالب ووالده حسن العسكري ابن الامام علي النقي بن محمد التقي بن الامام علي الرضا بن الامام موسى الكاظم بن الامام جعفر الصادق بن الامام محمد الباقر بن الامام زين العابدين علي بن الامام الحسين بن الامام علي بن ابي طالب ع يواطىء اسمه اسم رسول اللّه ص واسعد الناس به اهل الكوفة يبيد الظلم واهله ويقيم الدين وينفخ الروح في الاسلام يعز اللّه الاسلام بعد ذله ويحييه بعد موته يضع الجزية ويدعو الى اللّه بالسيف فمن ابى قتل ومن نازعه خذل يظهر من الدين ما هو عليه في نفسه حتى لوكان رسول اللّه حيا لحكم به فلا يبقى في زمانه الا الدين الخالص من الراي"
وهذا النص ممحي تماما من الفتوحات الحالية بل وتجد أن فيها تحريف ظاهر وتجد بدلا منه قوله (وليس هو المهدي الذي تزعمه الامامية) وتجد فيها قولها أنه من (الحسن بن علي بن أبي طالب رض). والتحريف ظاهر ولا يحتاج الى بحث خصوصا أن هذه هي عقيدة الشعراني وأساتذته ممن يصلون إلى ابن عربي.
ولعلك تلاحظ هذا لتعرف أنك ستجد في الفتوحات أو غيرها أشياء غريبة وتلفيقات بل وانتحالات ما كان ليغفل عنها ابن عربي مثل أنه روي عن رسول الله ص (خلقت أنا وأبو بكر من طينة واحدة) وأثر التلفيق واضح وابن عربي أبعد من هذا. ولكن هناك كلمات فعلا تطرق لها ابن عربي في وصفه للأول والثاني اللذين هما مدار حديثنا هذا ومن أجلها حدثتني نفسي أن أكتب هذا الموضوع لأن فيها بعض الاشارات اللطيفة التي لا تخلو من فائدة بل وتنضح بما ندعو إليه.
وقبل أن نخوض في مناقشة نقاط البراء من الملعونين هناك نقاط أخرى لا نشملها بالبحث منها ما ورد في عقيدة الشيخ بخصوص التجليات والشطحات وووو
وهناك بقية حول ما ورد عنه أنه كان يرى الرافضة بصورة الخنازير والكلاب وأن الشيعة قد ضلت وووو وهذا كله ساقط لسبب بسيط جدا أن الشيخ من أهم أسباب التشنيع عليه هو ما اشتهر به من التسامح ربما (الأكثر من اللازم) مع الملل المخالفة للاسلام وتصويبه لآراء العابدين من وجهة نظره العرفانية. وما يؤكد لك هذا أن مع ما ترى من اعتراف الشعراني بان الاعتراف بالأئمة الاثنى عشر عليهم السلام بأسمائهم تم حذفه من الفتوحات بل تجد في الفتوحات تحريفا طريفا آخر وهو أن الشيخ تحدث عن الأبراج الاثنى عشر وأن موكل به اثنى عشر ملكا هم المدبرون للعالم وهم أئمة العالم ثم قال (على ما تم تحريفه بطريقة سفيهة) ما معناه : وقد نظرت الامامية لهذا الأمر أي أمر الملائكة الاثنى عشر فقالت بامامة الاثنى عشر امام من أهل البيت!!!
والله هو أمر أكثر من مضحك لأنك لو فحصت في كتب الشيعة باجمعها لن تجد هذه الحجة البتة ولا في الحجج الفرعية لا الأصلية للامامة!!!
بل لو ستجدها ستجدها في كلام المتأخرين من العارفين بل وستجدها من سبيل التذكير لا من سبيل الاحتجاج بمعنى تأملوا أن حروف لا اله الا الله 12 وحروف محمد رسول الله 12 والأبراج 12 والشهور 12 والساعات لليل والنهار 12 كل على حدة. بل وهنا التذكير بالأبراج لا بالأملاك التي ذكرها ابن عربي ولا بصفاتها الغير مذكورة في غير كتابه ومن شاء فليراجع الكتاب.
ولكن السفيه الذي حرف الكلم إما كان الشيخ كتبها قائلا أنه ولهذا كانت الأئمة اثنى عشر أو أنه لربما لم يذكر ذلك أصلا ولكن خوفا من أن يكون هذا الكلام يوحي بما يؤيد الشيعة وضع هذه الكلمات التافهة مفتضحا بسفهه وتفاهته.
هذا مجرد مثال ليتضح لك الأمر لما تمر بالكتاب الا النقاط الخطيرة التي تشم فيها رائحة ابن عربي وأسلوبه الذي لا يمكن تحريفه ولا مماثلته فهذا ما نذكره هنا ليس لدفعه بل للعجب ولعجب العجب لبيان حقيقة الرجلين. صلوا على محمد وآل محمد.
قال الصادق ع : التقية ديني ودين آبائي..صدق ولي الله
واعلم أن ابن العربي كان أمثل من يتبع التقية في عقيدته وقد صرح بهذا في مقدمة احدى كتبه لما لوح الى ذكر المهدي ع بل وفي كل كلامه كان يتتبع تقية اخفاء الأسرار ويصرح بأنه قد ألغز وقد اشار ولم يصرح فسلم تسلم واطلب تجد هذا منواله دائما وقد ترى عجائبا منه لو تطالع ما قد تطالع ان شاء الله.
يتبع بتوفيق الله تعالى ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهب لنا من لدنك رحمةً إنك أنت الوهاب
تعليق