اخي نور على نور مشكور على الموضوع
وانا اعتقد باننا مسيرون ومخيرون بنفس الوقت ولكن اعتقد اننا مخيرون اكثر مما نحن مسيرون

شكرا لمرورك اختي عاشقة صاحب الزمان ....و كلامكم صحيح الانسان مخير أكثر مما هو مسير ...


بسم الله الرحمن الرحيم ...

سنبدأ حديثنا حول الجبرية و هو معتقد الأشاعرة عموما و من أبرز علمائهم أبو حامد الغزالي و الفخر الرازي ... و كان لهم مجموعة من الاستدلالات على معتقدهم في الجبر وقبل أن نبرز استدلالاتهم نفهم أولا ماذا قصدوا بقولهم بالجبر..

يقول الفخر الرازي "إذا حركنا جسما فعند المعتزلة حركة يدنا أوجبت حركة ذلك الجسم و هو عندنا باطل" , وأساس اعتقاد الأشاعرة بالجبر هو نفي قانون السببية في الوجود فلا مؤثر إلا الله سبحانه وتعالى و استندوا على ذلك بآيات قرآنية "الله خالق كل شيء و هو على كل شيء وكيل" الزمر آية 62 , "ألا له الخلق والأمر تبارك الله رب العالمين" الأعراف 54 . و آيات بنفس المعنى أيضا و من أراد الاستزادة ليراجع التوحيد للسيد كمال الحيدري أو الإلهيات للشيخ جعفر السبحاني في أدلة الأشاعرة..
بل وكان لهم استدلالات بنصوص روائية و منها قول الإمام جعفر الصادق عليه السلام: "إن الله تبارك و تعالى خلو من خلقه و خلقه خلو منه , وكل ما وقع عليه إسم شيء ما خلا الله عز وجل فهو مخلوق , والله خالق كل شيء" ... لهذا كان للأشعرية تفسير خاص للظواهر الكونية مستغنين عن قانون السبب و المسبب و العلة و المعلول .. فمثلا كون الحرارة تصدر من النار أو الارتواء بعد الشرب كلها عادة أوجبها الله سبحانه وتعالى ولا علاقة للسب و المسبب و الغرض من هذا هو نفي أن يكون هناك مؤثر غير الله سبحانه فإذا قلنا أنه النار أحرقت فكانت هي المؤثر و الفاعل و هم يرون انه لا فاعل إلا الله سبحانه في الوجود كما أسلفنا ..الله هو فقط من أحرق و الله هو من روى العطشان و هذه هي عادة الله و ليس هناك من سبب أو مسبب ..

يقول الغزالي "إن الاقتران بين ما يسمى في العادة سببا وما يعتقد مسببا ليس ضروريا عندنا"..

هذا مختصر موجز عام لما يعتقد الأشاعرة و في المشاركة القادمة نبين ما ترتب على هذا الاعتقاد وتبيين مواقع الضعف في هذا الاعتقاد..
أكون ممتنة لو كان هناك بعض الملاحظات أو الإضافات لهذه النقطة أو حتى التساؤلات ..

اللهم صل على محمد واله وعجل فرجهم والعن اعداءهم
بداية اشكر الاخت الفاضلة لاثارتها هذا الموضوع المهم والمفيد .
قد داب علماء الاشاعرة على نفي القول بالجبر وان القائلين به هم جماعة تسمى الجهمية وقدانقرضت هذه الجماعة منذ زمن بعيد ولم يبق لها اثر في الوجود ومن عقائدهم ان لا مؤثر في الوجود حقيقة الا الله وحده وان الناس انما تنسب اليهم افعالهم على المجاز فمثل الناس في افعالهم كمثل دوران الارض وحركة الشمس ودقات القلب من حيث ان الفاعل لها هو الله تعالى وتنسب الى هذه الامور مجازا فكذلك افعال الناس فان الفاعل لها هو الله تعالى وتنسب اليهم مجازا فالناس لا قدرة لهم ولا استطاعة ولا ارادة ولا اختيار .
والاشاعرة لم يجرؤوا على تبني نظرية الجهمية ولم يصرحو بانهم جبرية وانما حاولوا قدر
المستطاع ان يوهموا غيرهم انهم بريئون من نظرية الجبر قلبا وقالبا شكلا ومضمونا فعلى مستوى الشكل نجد ان علماءهم قد عنونوا هذه المسالة تارة ب(خلق الاعمال) واخرى (ان الله تعالى قادر على كل المقدورات ) وثالثة ب ( ان افعال الانسان الاختيارية واقعة بقدرة الله سبحانه وتعالى ).
وعلى مستوى المضمون فقد اجهدوا انفسهم للخروج من مازق الجبر و اضافوا الى نظرية الجهمية عبارة الكسب حيث قالوا ان الله تعالى هو الموجد لافعال الانسان والانسان كاسب لها ولم ياتوا بتفسير واحد لمعنى الكسب وانماذكروا عدة تفاسير مختلفة وغير منسجمة مع بعضها البعض ولم يوضحوا كيف ان اضافة الكسب الى نظريتهم تخرجها عن غائلة الجبر فباتت هذه النظرية غائمة مبهمة عند اصحابها فضلا عن غيرهم حتى قال الشاعر :
مما يقال ولا حقيقة عنده = معقولة تدنو الى الافهام
الكسب عند الاشعري والحال = عند البهشمي وطفرة النظام
فالاشاعرة وان لم يعترفوا بالجبر صراحة ولكن مقولتهم بان الله خالق افعال الانسان تجعلهم جبرية بامتياز وما اضافة الكسب الى نظريتهم الا للتملص من اشكالية الجبر ولكنها محاولة فاشلة لا تجديهم نفعا ولا تنفي عنهم الجبر لانهم بعد اعتقادهم بان الله تعالى هو السبب المباشر لافعال العباد وانكارهم لقانون السببية فلا يبقى اي تاثير للانسان في فعله سواء وصفناه بانه كاسب او سلبنا عنه هذا الوصف فتكون نظريتهم من حيث المضمون والواقع عين نظرية الجهمية .

بسم الله الرحمن الرحيم

موضوع ملفت للنظر صراحة

انا أظن ان الانسان مخير فقط

متابع ان شاء الله

والسلام عليكم

حسنتم استاذنا العاملي لخصتم عقيدة الاشاعرة تلخيصا جميلا احب ان اضيف شيئا مهما و هو ان الشيطان هو اول من قال بالجبر (رب بما اغويتني) الآية فنسب غوايته الى الله جل وعلا و توالى الأمر الى ان جاء معاوية بن ابي سفيان ايضا وكان جبريا بجدارة....

وله اقوال تثبت ذلك ساوردها في مشاركتي القادمة ان شاء الله و نناقش مشكلة الجبر والتي حاول الاشاعرة التملص منها بمجرد تغيير الاسم الى الكسب كما تفضلتم اخونا ابو احمد العاملي والا فالقول بخلق افعال العباد هو جبر محض على كل سيكون المناقشة عقلية ونقلية وان ما يعتقدونه مناقض للعقل وللنقل...

تخي يا مهدي شكرا لتفضلكم بالمشاركة الانسان مخير نعم ولكن ليست االامور كلها بيده هناك اشياء ليست باخيار الانسان , فهل لو ان انسانا اصابه حادث مثلا فهل هو مخير فيه ام مجبر؟؟

سنصل الى هذه النقطة ان شاء الله والتي لابد من التعليق عليها وتتعلق بالقضاء والقدر...

اللهم صل على محمد و آل محمد

اللهم صلي على محمد وآل محمد وعجل فرجهم
أهلاً بأختنا نور على نور مجدداً نورتينا وشكراً لكِ على هذا الموضوع الجميل
أعتقد أن الإنسان مخير لامسير
مخير بنعمة العقل الذي يعرف منه الطريق الصح من الخطأ النور من الظلام وهذا قوله تعالى
((إنا هديناه النجدين إما شاكراً وإما كفورا))
فمسألة التفكير هي مسألة الإختيار أما الحيوانات(أجلكم الله) مسيرة بفطرتها لأنها لاتملك العقل الذي يملكه الإنسان
أما مسألة الحوادث والكوارث اللاإرادية التي تحدث للإنسان لاتدخل في هذه الدائرة
وإنما تدخل في دائرة القضاء والقدر
شكراً جزيلاً على هذا الموضوع الرائع
دمتم بخير

بسم الله الرحمن الرحيم

أنا قصدت ان كل ما يفعله الانسان هو من محض اختياره...ولا تدخل من الله عز وجل في ارادته

اما الحوادث...فطبعا ليست بيدنا....ولكننا لا نحاسب عليها.....

وشكرا مجددا على الموضوع والترحيب

والسلام عليكم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. احسنتما اخوي الكريمين .. انا اردت الاشارة لقول الجبريين بأنه كل ما يحدث لنا في الحياة هو من خلق الله تعالى وذلك لينفوا أي مؤثر غير الله جل وعلا.. نعم انا اشرت الى ان الحوادث ابعدنا الله واياكم وحماكم هي من القضاء والقدر وقد اشتبه فيه ايضا بعض الجبرية ..

وبالنسبة لافعالهم التي رموها على الجبر اصبحت تروى طرفا في الكتب لو سمح لنا الوقت ذكرنا بعضها...

المشكلة الخطيرة في القول بالجبر هو انه ادى لكل هذا التدهور الذي يعيشه المسلمون اليوم فكل مشالكنا اصبحنا ننتظر حلها بالجلوس في البيت والدعاء و عند البعض بالغناء لقضايانا الشائكة ولا اغالي ان قلت ان اساس مشاكلنا نحن المسلمون بعد ان تخلى الكثير عن اهل البيت عليهم السلام هو قولهم بان افعال العباد هي من خلق الله...

مسألة ان الانسان مخير وليس مسير مسألة واضحة وان كانت اشتبهت علي في بعض الاوقات

لحديثي بقية ان شاء الله ..

بسم الله الرحمن الرحيم..
اللهم صل على محمد و آل محمد الطيبين الطاهرين..
نبدأ كلامنا بما ترتب على قول الجبرية بأنه لا فاعل في الكون إلا الله وأنه لا سبب ولا مسبب إلا الله ..وجعلوا كل أفعال العباد من خيرها وشرها منسوبا لله جل وعلا..حتى وصل الأمر في وقت ما بقبول هذا العذر في عمل الكبائر من الذنوب يقال أن رجلا صعد سطح دار له فأشرف على غلام يفجر بجاريته فنزل وأخذهما ليعاقبهما , فقال الغلام : ان القضاء والقدر لم يدعانا حتى فعلنا ذلك , فقال : لعلمك بالقضاء والقدر أحب إلي من كل شيء أنت حر لوجه الله !! وهناك الكثير مما يشبه هذه القصص التي تروى كثيرا للتندر والضحك..

وقدر روي ان معاوية بن ابي سفيان قد قال في احدى خطبه : (لو لم يرني الله اهلا لهذا الامر ما تركني وإياه, ولو كره الله تعالى ما نحن فيه لغيره)!! وهذا الاعتقاد تسبب ايضا فيما بعد بتطاول الجهلة حتى على الله سبحانه وايجاد عذر للشيطان في غوايته ..وايضا لا يمكن للقرآن الكريم أن يناقض نفسه فهم اعتمدوا على أن ((الله خالق كل شي)) و ولهذا ترتب على ذلك :
إنكار العدل فأفعال الإنسان تتضمن المعاصي والشرور و الذنوب والقرآن أثبت أن للعاصي جهنم وللمطيع الجنة فإذا كان الفعل لله تعالى فقط يكون كمن يفعل الفعل ويعاقب عليه!! و هذا يتعارض مع العدل ولذلك انكر الجبرية ان يكون العدل من أصول الدين..
وايضا ترتب على هذا – الجبر – إنكار الحسن و القبح العقليين...

وللحديث بقية ..

للرفع..الى ان نكمل قريبا..

اللهم صلي على محمد وآل محمد وعجل فرجهم
أحب أن ألفت نظركم الى شيئ مهم وهو أن الجبرين لايختصون بمذهب معين بل هناك من المسلمين من يعتقدون
بهذا الإعتقاد وأخص بذلك البعض من أهل السنة إعتقادهم هكذا كإعتقاد معاوية نزلت عليه الهاوية
إن فعلت خيراً وشراً فهو من الله عزوجل
أنت مجبور بكل ماتعمل بمعنى إذا أحدهم جالس تحت حائط وهذا الحائط يريد أن يميل الى الإنهيار فيأتي ويجلس تحته بعبارته ((إذا الله كاتبلي أن أعيش أعيش وإذا أموت أموت))
لايوجد عندهم تفكير بالإختيار أبداً
فهؤلاء حالهم حال الطفل الذي يحبو ولم يكمل عقله حينما نضع له جمرة فنجده رأساً يأخذها من غير تفكير وإذا شعر بحرارتها صرخ صرخة ثم يبتعد عنها
هؤلاء نصفهم بالأطفال إذا يصح التعبير لأن الأطفال عقولهم غير نامية غير مفكرة ولاتعرف الصح من الخطأ وبعد نماء عقولهم يميزون الصح من الخطأ
قد يكون من الخطأ أن أصف هؤلاء بالأطفال ومن الخطأ أيضاً أن أصفهم بالحيوانات لأن الحيوانات بفطرتها تدرك الصح من الخطأ
فمثلاً إذا سرقت منك قطة سمكة تجدها تهرب لأنها شعرت بجنايتها فخوفاً من العقاب هربت
لكن إذا أعطيتها السمكة من يدك فتجدها تأكلها بكل آمان بجانبك
بفكرها بشعورها بإحساسها ميزت الصح من الخطأ وعرفت هي بنفسها أن ماقدمته من تلقاء نفسها لاأحد جبرها على ذلك ألا كان تفكير هؤلاء الجبيرين كتفكير أو شعور هذه القطة!!!!!!!!!!!!!!!
عكس الذين قالوا أن يزيد لعنه كان مجبوراً بقتله للحسين(ع)
وللحديث بقية سيأتي لاحقاً إن شاء الله
دمتم بخير

احسن الله اليكم اختي زينب در الفردوس..
شكرا لتفضلكم بالمشاركة اختي..

اخي الفاضل معالج لفتة جميلة نعم الجبرية اعتقاد لا دخل له بالمذاهب الاسلامية لان المذاهب تفرعت من الاجتهاد في الفقه .. نعم اكثر من اعتقد بالجبر هم من السنة بل والسنة السلفية الذين اعطوا لبني امية اعذار الجبر .. وانتظر مالديكم .. والمفروض ان اكمل الموضوع لكن نظرا لصعوبة الظروف ستؤجل المشاركة للاسبوع القادم ان احياني الله تعالى لنرد على الجبرية ردا وافيا و ننتقل للمفوضة ..

وبالمناسبة اخي معالج ذكرتني برواية مفادها أن أمير المؤمنين عليه السلام كان مستندا الى حائط فنبهوه ان الحائط على وشك الوقوع فابتعد عنه حين سأله احد الخبثاء اتهرب من قضاء الله؟؟قال عليه السلام "هربت من قضاءه الى قدره" اتمنى ان لا اكون عكست المعنى

إلى لقاء قريب..

للذكرى فقط..