إعـــــــلان

تقليص

للاشتراك في (قناة العلم والإيمان): واتساب - يوتيوب

شاهد أكثر
شاهد أقل

الطبع أم التطبّع ؟! عن المرء لا تسأل و سل عن قرينه

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • الطبع أم التطبّع ؟! عن المرء لا تسأل و سل عن قرينه

    بسمه تعالى
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

    الطبع أم التطبّع ؟!عن المرء لا تسأل و سل عن قرينه


    الوراثة تكشف نفسها عن طريق تفاعلات معقدة مع البيئة التي يعيش فيها الفرد .
    ذات حين , كان الوالدان ينسب إليهما كل الفضل , أو يوجه إليهما كل اللوم , في ما يؤول إليه حال نسلهما من رفعة أو شر .
    ثم جاءت نتائج الأبحاث تقول لنا إن الوراثة هي التي تقرر من نكون من البشر . ثم زادت الأبحاث على ذلك بالقول إن بوسع الوالدين أن يلقيا بثقلهما على أولادهما و يساعدا الأولاد على أن يحيوا حياة سعيدة صحيحة . و هذه النتيجة الأخيرة يمكنها أن تشيع الطمأنينة في نفوس بعض الآباء و الأمهات , أو أن تثير القلق في نفوس البعض منهم , و ذلك تبعاً لأخلاق و طبائع الوالدين نفسيهما , وكيفية تنشئتهما لأبنائهم و بناتهم .إن عنوان هذه التأثيرات , سلباً أم إيجاباً , يلخص بكلمتين اثنتين , ما برحتا منذ أقدم العصور محطّ التربية , وهما :
    " الطبع أم التطبُع " . وفي دراسة أجراها عالم النفس الأميركي الدكتور رايس , من جامعة جورج واشنطن , و معاونوه , طوال أكثر من اثنتي عشرة سنة حول موضوع تطور الفرد في سن البلوغ , برزت من جديد نتيجة معروفة تقول إن للوالدين تأثيراً قليلاً نسبياً على الحال التي يؤول إليها الصغار بعد أن يشبّوا على الطوق , هذا مع الأخذ في الحسبان بالطبع , دور الجينات التي يورّثانها صغارهما .
    وقد حاول الدارسون في هذه الدراسة المستفيضة عن تطور الأطفال , النظر إلى الفروق البيئية , فأفادوا بأنهم لم يعثروا على كثير من هذه الفروق , مما حملهم على أن يستخلصوا بأن المؤثرات الجينية مسؤولة إلى حد كبير عن الكيفية التي يتهيأ بها الصغار : أحوالهم الدراسية , وقابليتهم للاندماج مع أقرانهم , و منحى سلوكهم , هل هو متجه اتجاهاً طبيعياً أو ميالاً إلى الجنوح .
    إن هذه النتيجة التي توصل إليها الدكتور رايس و زملاءه بعد دراسة استغرقت بضع عشرة سنة , لم تدهش باحثاً آخر هو الدكتور روبرت بلومين من معهد علم النفس في لندن و هو باحث جيني سلوكي , ما برح ينادي منذ سنوات بهذه " الحقلئق الجديدة " , التي " اكتشفها " مؤخراً عالم النفس الأميركي , وهي أن للجينات تأثيراً على شخصياتنا , أكبر مما كان يظن , و أن دور التنشئة أقل من دور الجينات .النتائج الآنفة , تعكس أوجه الخلاف الكبير بين علماء النفس حول دور " الطبع " ودور " التطبع " في حياة الشخص .لايدّعي العلماء الجينيون السلوكيون , بأن جينات الشخص التي ورثها عن أبويه هي " الخرائط " التي تملي على الشخص وجهته أو تحدد له كل صغيرة و كبيرة في شخصيته و سلوكه , و إنما يقول أولئك العلماء إن الوراثة تكشف نفسها عن طريق تفاعلات معقدة مع البيئة التي يعيش ذلك الفرد بين ظهرانيها , وهم يرون أن النظريات التي تتناول هذا الموضوع , تكتنفها خفايا و نواحي أقوى من الرأي بأن الوراثة هي قدر الإنسان الذي لا محيض عنه .ويقول بعض العلماء الآن إن مشاركة الوالدين في هذه التفاعلات المتبادلة ذاتها , هي التي توجد هذا النفوذ الكبير الذي يمارسونه .

    مواجهة بين "الطبع "و" التطبع "
    إن الطريقة التي يفهمها علماء الجينات السلوكية , عن الكيفية التي تشكلنا الوراثة بها , هي في الجانب الأقل منها اتجاه مرسوم محدد , و في الجانب الأكثر , عبارة عن مجموعة من الدعوات و الاستجابات , وعبارة أخرى فإن كل جملة تتلفظ بها الوراثة , تستدعي صدور جواب بيئي عليها . أي أن هناك ترابطاً و تجاوباً بين الحالين . وهذا الترابط المشترك هو الذي يؤثر بدوره على شخصية الفرد . وخير ما يوضح ذلك أن الطفل الصغير إذا كان مشرق الوجه هادئ المزاج , فإنه يكون أكثر استجلاباً لابتسامات الناس و مناغاتهم و محبتهم , أكثر مما يحظى به طفل متجهم نكد الطباع .
    و بمرور الوقت تتولد في النفس صورة من نوع خاص يحس بها الطفل ذاته , وتتأكد هذه الصورة في أحاسيس الآخرين تجاهه أيضاً .
    وحتى مع كون الجينات ذاتها تدعو صاحبها إلى السعي نحو الوصول إلى أنواع معينة من التجارب الحياتية . وهذا راجع إلى أن راموز " الدنا " (DNA code) في كل خلية مختص بنوع معين في الجملة العصبية : راموز يجعل صاحبه يشعر بالتهيب من الدخول في مواقف جديدة عليه , أو يجعله مغرماً بالأحاسيس القوية المثيرة , أو يصيره بطيئاً في إبداء ردود فعله . ويقول بعض الباحثين , استطراداً من هذا المنطلق , أن الأطفال , إذا ما ووجهوا بمجموعة من الفرص المتاحة لهم , فإن كلاً منهم ينتقي منها ما هو أقرب إلى نوعه الجيني . وعندما يكبر أولئك الأطفال تتزايد أمامهم فرص هذه الخيارات بصور أصدقاء وأعمال و أزواج , و هلم جرا , وهي خيارات تعكس شخصياتهم و تضع حدوداً لها .
    و لكي تتاح للجينات الوراثية و البيئية فرص التفاعل المتبادل بهذه الطريقة , فإنها في حاجة إلى التخاطب المستمر جيئة و ذهاباً .ولما كان الوالدان عادة يقومان بتربية الطفل الذي منح جيناتهما , فإن مثل هذا التخاطب نادراً ما كان مشكلة . فالوالدان يشاطران أطفالهما , صفات هؤلاء الأطفال , بل و يحبذانها , كما أن البيئة التي يهيئها الأبوان لأطفالهما , قد تؤدي إلى دعم هذه القدرات الطبيعية : فالوالدان الجيدا التعلم , قد يلدان طفلاً يتطور أيضاً إلى شخص متعلم , لأن ذلك الطفل يعيش في منزل حافل بالكتب .
    غير أنه قد تقع مشاكل عند الطفل إذا ما تعطلت لغة الخطاب بين " الطبع " و "التطبع " , وذلك عندما لا تسمح البيئة التي يعيش فيها الطفل بتشجيع حاجته إلى التعبير عن ميوله الطبيعية . قد يحدث ذلك , عندما لا تكون قدرات الطفل كافية لتلبية تطلعات والديه , أو عندما يحدث صدام بين مزاج الطفل الموروث جينياً , و مزاج والديه , أو إذا كانت بيئة الوالدين قد أغدقت عليهما من الفرص التي لم تتح لطفلهما , وهو ما يحدث لكثير من الأطفال الذي يولدون في بيئة من الفقر المدقع , ثم لا تتاح لهما فرصة التعبير عن أنفسهم كوالديهم – سلباً أو إيجاباً .

    تدخل الأشقاء في الصورة
    إن الحوار بين جينات الطفل و بيئته تزداد تعقيداً , إذا أضاف الأشقاء و الشقيقات صوتاً آخر في ذلك الحوار . و مع أن الأشقاء يتشاطرون ما تبلغ نسبته حوالي 50% من الجينات الوراثية , فإن ال 50% الباقية , تفضي بهم إلى خلافات في طرح التساؤلات ( في هذا الحوار بين الجينات و البيئة ) , وفي الحصول على أجوبة عن هذه التساؤلات , حتى ولو أن البيئة هي هي. والواقع أن الأخوة يخلقون بيئات خاصة بهم , و ذلك عن طريق اختلاف سعيهم نحو تحقيق تجارب مختلفة , وسعيهم لاستجلاب ردود فعل مختلفة من لدن والديهم و أصدقائهم و سواهم , و مثلهم في ذلك مثل الأعمى في إحدى الأساطير , الذي يلمس ساق الفيل أو خرطومه أو ذيله ف " يرى " ثلاثة أشياء مختلفة لحيوان واحد . ولقد دلت الدراسات في الواقع على أن الوالدين يفرقان أحياناً في المعاملة بين طفل و آخر .. إن للبيئة الأسرية بالفعل تأثيراً على تطوير الشخصية , ولكن ليس بنفس الطريقة التي كان ينظر بها إليها .

    الطفل هل هو صاحب القرار ؟
    إن أحد المضامين الباعثة على الحيرة , الواردة في ميدان البحث السلوكي , هو أن الطفل من نواح عدة هو الذي يحدد منحى تطوره , عن طريق الخيارات التي يختارها , و ردود الفعل التي يبديها , بل و الأصدقاء الذين يصادقهم . لكن , إذا كان هذا القول صحيحاً في كثير من الأحيان , فإن الوالدين يظلان مع ذلك معاونين له في خياره . و هذا معناه أن دور الوالدين في تشكيل شخصية طفلهما , هو دور كبير , وأضخم مما يبدو لأول وهلة .
    وطريقة تجاوب الوالدين مع خصائص طفلهما , تلك الخصائص ذات التأثر بجيناته الموروثة , هذه الطريقة هي التي تحدد الفروق في الطرق التي يعبر بها الطفل عن هذه الخصال الموروثة . وبهذه الصورة , إذا صدقت النظرية , فإن العلاقة بين الطفل ووالده هي صورة من صور ترجمان للتأثير الجيني . فنوع الجينات على هذا هو الذي يحدد الخطة الأساسية , والتربية هي التي تولد القوام الذي تتخذه تلك الجينات , و تمده بالدعم و التأكيد . ولكن الدراسات التي أجريت حول هذا الموضوع , لا تجعل للوالد بالضرورة قابلية البدء . بل تزعم أن الصغير هو الشخص البادئ , وأن الوالد يقوم برفد ذلك و الزيادة عليه , لا تحديد مساره .وخلاصة هذا الرأي , إذا سلمنا بصدق هذه النظرية, هي أن دور الوالدين , بحكم كونهما مترجمين للغة الوراثية يفرض عليهما إمكانية مثيرة . فإذا كان بالمستطاع المداخلة مع الوالدين و جعلهما يتصرفان تصرفاً مغايراً لخصائص صغيرهما , عندما يبدي سلوكاً ضاراً به , فإنهما يستطيعان عندها تعويض كثير من التأثير الجيني عند الصغير . وفي هذه الحالة إذا أصبحت الجينات هي المحددة لسلوك الصغير عن طريق البيئة التي يعيش في ظلها , فإن تغيير هذه البيئة , قد يؤدي إلى تبديل طريقة تعبير الجينات .
    وفي هذا المجال . هنالك حقيقة لا مناص من ذكرها , وهي أن مثل دراسات المداخلة هذه , ما تزال في دنيا التنظير , ولا بد من مرور عدة سنوات قبل أن تعطي ثمارها . و مع ذلك فإن الأبحاث التي أجريت على نطاق صغير , وكذلك التجارب السريرية القريبة المدى , إنما تحدد السبيل نحو التعامل مع القوى الوراثية عند الأطفال قوة أو ضعفاً .

    طفلك – هل سيتجه للجامعة أم السجن ؟
    بالنسبة لخصائص الطفل التي ستصبح مع الأيام , إما مكسباً أم خسارة له , فإن التربية المنزلية لها دور حرج جداً في تحديد هذه أم تلك . إذ أن نفس المزاج الذي يمكن أن يلقي الشخص في غياهب السجون , قد يجعل الشخص إنساناً مفيداً يسدي لبلده أجلّ الخدمات و يتبوأ أرفع المناصب .
    قد يبدو أحد الصبية , شخصاً صدامياً انفعالياً غير هيّاب , حتى أن والديه قد ييأسان من إصلاحه و جعله ينقاد .
    وفي هذه الحالة قد يسهل على الوالدين إهمال صغيرهما و جعله يمضي على هواه و يصير شخصاً مطبوعاً على العنف و العدوان , خاصة إذا صار يكثران من معاقبته و ضربه , و بذلك يبعدان نفسهما عنه و يفقدان كل وسيلة للسيطرة عليه .
    ولكن إذا أحسن الوالدان التصرف إزاء هذا الصغير , فإن نفس خصائصه الطبيعية قد تنمو نمواً طيباً , بحيث يصبح شاباً قادراً على أداء المعجزات في حياته . إن الفرق بين الحالين المتناقضين, منوط بالوالدين , إذ أن وعيهما و حسن تجاوبهما , فيهما الفرق بين السعادة و التعاسة .

    لكن الجينات ليست كل شيء
    وعلى كل حال , فإن بعض الجينات التي يرثها الطفل قد لا يستسلم لهذا المنطق , لأن الجينات ليست القصة بكاملها , إذ أن للبيئة التي يتقلب فيها الطفل , تأثيراً كبيراً أيضاً على حياته . و خلاصة القول هي أن الجينات ليست كل شيء , كذلك فإن البيئة ليست المؤثر المطلق . وهنالك من العلماء النفسانيين من يعرب عن اعتقاده بأن ما يقرر شخصية الطفل ليس أبواه , و إنما أقرانه , ذلك لأن الطفل يعيش في عالمين : البيت و الحياة العامة .
    التعديل الأخير تم بواسطة خادمة بطلة كربلاء; الساعة 22-04-2006, 01:50 PM.

  • #2
    اللهم صل على محمد و ال محمد

    السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

    اختي الكريمه خادمة بطلة كربلاء

    الف شكر لكم على هذا الموضوع القيم احسنتم اختي

    بارك الله بكم ووفقكم لكل خير ان شاء الله

    تحياتي لكم اختي

    تعليق


    • #3
      بسمه تعالى
      السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

      علي الدر .. الشكر لله وحدة

      أحسنتم على المرور مشرفنا العزيز
      ووفقكم الله

      تعليق

      المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
      حفظ-تلقائي
      x

      رجاء ادخل الستة أرقام أو الحروف الظاهرة في الصورة.

      صورة التسجيل تحديث الصورة

      اقرأ في منتديات يا حسين

      تقليص

      لا توجد نتائج تلبي هذه المعايير.

      يعمل...
      X