سؤال موجه للمذهب الشيعي
هل تزوج عمر بأم كلثوم ?
سؤال : لماذا أنتم أيها الشيعة لا تحبون عمر بن الخطاب وقد ثبت لنا بأن الأمام علي قد زوجه ابنته أم كلثوم وكيف تدعون أنه منافق وهل يحل لعلي ( كرم الله وجهه ) أن يزوج ابنته من منافق ؟
الجواب : أقول بأن هذه المسألة كثر الكلام عنها كثيرا جدا ولا أعرف لماذا كل هذا التركيز عليها ؟
فيقول المخالف : بأن التركيز عليها من أجل عدة أسباب هي :
السبب الأول : إثبات العلاقة الحميمة الطيبة بين البيت العلوي الهاشمي وبين عمر بن الخطاب .
السبب الثاني : إثبات عدم صحة ما ذكر ونسب لعمر بن الخطاب من أذيته للزهراء -عليه السلام-.
السبب الثالث : إثبات حسن نية عمر وأنه يريد أن يرتبط بالنبي -صلى الله عليه وآله وسلم- وبالنسب الطاهر لأهل البيت -عليه السلام- .
أقول في الرد على هذا المدعى لا بد من البحث في مجموعة من النقاط فإذا تم البحث عن هذه النقاط فعندها سوف يتضح المطلب جيدا :
سؤال : ماهية هذه النقاط يا ترى أتحفونا بها لعلنا نستفيد منها ؟
الجواب : قبل ذكر النقاط حول الزواج أقول لابد لي من البحث عن نقاط أثرتها في بداية بحثك حيث سألت لماذا لا تحبون عمر بن الخطاب ؟
فأقول : لا نحبه لسبب مهم وخطير علينا وهو إننا بين أمرين أما إغضاب الزهراء -عليه السلام- وأما إغضاب عمر لأنه ثبت لدينا بالأدلة القطعية أن عمر بن الخطاب وصاحبه قد آذيا الزهراء وأن الزهراء -عليه السلام- مبغضة لهما وعليه لو أحببناه هو وصاحبه لأدى إلى أذية الزهراء وأذية الزهراء أذية للرسول -صلى الله عليه وآله وسلم-
سؤال : من أين ثبت لكم بأن أذية الزهراء هو أذية للرسول -صلى الله عليه وآله وسلم- ؟
أقول في الجواب : على ذلك أسمع ماذا يقول النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- عن أذية الزهراء -عليه السلام- قال-صلى الله عليه وآله وسلم- فاطمة بضعة مني يؤذيني ما أذاها , ويريبني ما رابها وقال-صلى الله عليه وآله وسلم- لفاطمة -
عليه السلام- إن الله يرضى لرضاك , ويغضب لغضبك ::: وقال -صلى الله عليه وآله وسلم- إن فاطمة بضعة مني فمن
أغضبها أغضبني ::
راجع كل هذه الأخبار في صحيح البخاري اخرج الحديث الأخير في الصحيح ج5ص26و36والسنن الكبرى للنسائيج5ص97و148والمصنف لابن أبي شيبة ج6ص388ح32269فضائل الصحابة النسائي ج 1ص78ح266والمعجم الكبير للطبراني ج22ص404ح1012والسنن الكبرى للبيهقي ج10ص201وكشف الخفاء للعجلوني ج2ص130والاصابة لابن حجر ج8ص265ومعجم الصحابة ج3ص110ح1076وصحيح مسلم ج4ص1903والمستدرك على الصحيحين ج3ص154و167وغيرها من المصادر
فإن وجد الدليل فينبغي علينا أن ننصاع للدليل مهما كان وإليك الآن قسم من الأدلة
سؤال آخر : وهو بعد أن أثبت لي بأن أذية الزهراء يؤدي إلى أذية النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- فأريد أن أسالك ممن أين ثبت لكم بأن عمر بن الخطاب قد أذى الزهراء -عليه السلام- ؟
الجواب : أقول إليك الأدلة على ذلك وهي مروية في كتب غير الشيعة وليس في كتب الشيعة فهذه الزهراء ( عليها السلام ) هجرت الخليفة الأول ولم تكلمه وماتت وهى واجدة عليهما أي على أبي بكر وعمر راجع هذا النص في الإمامة
والسياسة لابن قتيبة ج 1 ص 31 حيث يقول : فقالت نشدتكما الله ألم تسمعا رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- يقول : رضا فاطمة من رضاي ، وسخط فاطمة من سخطي ، فمن أحب فاطمة ابنتي فقد أحبني ، ومن أرضى فاطمة فقد أرضاني ، ومن أسخط فاطمة فقد أسخطني ؟
قالا نعم سمعناه من رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- قالت فأني أشهد الله وملائكته أنكما أسخطتماني وما أرضيتماني ، ولئن لقيت النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- لأشكونكما إليه ، فقال أبو بكر : أنا عائذ بالله تعالى من
سخطه وسخطك يا فاطمة ، ثم إنتحب أبو بكر يبكي ، حتى كادت نفسه أن تزهق ، وهى تقول : والله لأدعون الله عليك في كل صلاة أصليها ...... الخ .
وعن ابن قتيبة الدينوري انه قال : ثم قام عمر فمشى معه جماعة حتى أتوا باب فاطمة -عليه السلام- فدقوا الباب , فلما سمعت اصواتهم نادت بأعلى صوتها : يا أبت يا رسول الله , ماذا لقينا بعدك من ابن الخطاب وابن أبي قحافة ؟! {راجع
الامامة والسياسة لابن قتيبة ص19و20 تحقيق طه الزيني نشر مؤسسة الحلبي وأعلام النساء لعمر رضا كحالة ج4ص114و115 الطبعه الخامسة بيروت 1984 }
وفي الجوهري قال : غضب رجال من المهاجرين في بيعة أبي بكر بغير مشورة . وغضب علي-عليه السلام- والزبير . فدخلا بيت فاطمة -عليه السلام- , معهما السلاح , فجاء عمر في عصابة , فيهم أسيد بن خضير , وسلمة بن سلامة بن
قريش , وهما من بني عبد الأشهل , فأقتحما الدار , فصاحت فاطمة -عليه السلام- وناشدتهما الله ::: راجع السقيفة وفدك لابي بكر احمد بن عبد العزيز الجوهري ص44و70 نشر مكتبة نينوى الحديثة طهران وشرح نهج البلاغه لابن ابي الحديد
المعتزلي ج6ص47وج3ص49 ووالسيرة النبوية لابن هشام ج4ص307نشر دار الباز مكة المكرمة والرياض النضرة للطبري ج1ص241 نشر دار الكتب العلمية بيروت وقال ايضا الجوهري ورأت فاطمة -عليه السلام- ماصنع عمر , فصرخت وولولت ,
وأجتمع معها نساء كثير من الهاشميات وغيرهن , فخرجت الى باب حجرتها , ونادت : يا أبا بكر , ما أسرع ما أغرتم على أهل بيت رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- ! والله لا أكلم عمر حتى ألقى الله """راجع السقيفة وفدك للجوهري ص71و72 وشرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد ج2ص57 .
وقال اليعقوبي : وبلغ أبو بكر وعمر أن جماعة من المهاجرين والأنصار قد اجتمعوا مع علي بن أبي طالب -عليه السلام- في منزل فاطمة -عليه السلام- بنت رسول الله فأتوا في جماعة حتى هجموا الدار , وخرج علي -عليه السلام- ومعه السيف , فلقيه عمر , فصارعه عمر فصرعه وكسر سيفه ( أقول وهذا مني والخارج بالسيف هو الزبير وليس علي ولقد
عثر ولم يصارعه أحد والا فعمر أجبن وأذل من أن يواجه أحد راجع مواقفه الجهادية في كل المعارك من بدر إلى فتح مكة ) ودخلوا الدار فخرجت فاطمة -عليه السلام- فقالت : والله لتخرجن أو لأكشفن شعري ولأعجن إلى الله !
فخرجوا وخرج من في الدار :::::تاريخ اليعقوبي ج2ص126نشر دار صادر بيروت لبنان .
وعن أبي هريرة أن فاطمة -عليه السلام- جاءت أبا بكر وعمر تسأل ميراثها من رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- ؟
فقالا : سمعنا رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- يقول : اني لا أورث . قال -عليه السلام- : والله لا أكلمكما أبدا ؟!
فماتت -عليه السلام- ولا تكلمهما :: راجع سنن الترمذي ج4ص157ح 16ز9 كتاب السير باب ماجاء في تركة رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- وعلل الترمذي الكبير ترتيب أبي طالب القاضي ج1ص265نشر مكتبة الأقصى عمان الأردن طبعه الأولى 1986.
وروي أنه لما حضرت فاطمة الوفاة أوصت أمير المؤمنين -عليه السلام- فقال إذا أنا مت فادفني ليلا ولا تؤذن بي أبا بكر وعمر , ........الخ :::: راجع السقيفة وفدك للجوهري ص145.
وقال البلاذري في تاريخه : ان فاطمة -عليه السلام- لم تر مبتسمة بعد وفاة النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- وغسلها علي -عليه السلام- وبذلك أوصت , ولم يلم أبو بكر وعمر بموتها ::: راجع انساب الاشراف للبلاذري ج2ص34
وقال المقدسي : وذكر ابن دأب أنها ماتت عاتبة على أبي بكر وعمر والله أعلم :::: راجع البدء والتاريخ للمقدسي ج 5 ص20 .
وعن عائشة أن فاطمة -عليه السلام- سألت أبا بكر بعد وفاة رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- أن يقسم لها ميراثها مما ترك رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- مما أفاء الله عليه , فقال لها أبو بكر : إن رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- قال : لا نورث , ما تركناه صدقة , فغضبت فاطمة بنت رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- فهجرت أبا بكر , فلم
تزل مهاجرته حتى توفيت , وعاشت بعد رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- ستة اشهر .
قالت: وكانت فاطمة ( ع ) تسأل أبا بكر نصيبها مما ترك رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- من خيبر وفدك وصدقته بالمدينة , فأبى أبو بكر عليها ذلك راجع المصادر التالية
: صحيح البخاري ج4ص96كتاب فرض الخمس والطبقات الكبرى لابن سعد ج2صص315وج8ص28 ومسند احمد ج1ص6ووفاء الوفاء للسمهودي ج3ص995ومسند ابي عوانة ج4صص215ح6679 والمصنف لعبد الرزاق ج5ص472ح9774
وتاريخ الطبري ج2ص236
بما في معناه راجع : صحيح اليخاري ج8ص185كتاب الفرائض باب قول النبي -صلى الله عليه وآله وسلم-لانورث ماتركناه صدقة , وتاريخ المدينة المنورة لابن شبة : ج1ص197 والسنن الكبرى للبيهقي ج4ص29و ج6ص300 وصحيح مسلم ج3ص1380كتاب الجهاد والسير باب قول النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- لا نورث ما تركناه صدقة وصحيح ابن
حبان ج11ص152و153حديث 4823وج 14ص573حديث 6607ومسند فاطمة الزهراء -عليه السلام- للسيوطي ج13ص14ح22 وتاريخ الخميس ج2ص174ومشكل الاثار للطحاوي ج1ص47ووكنز العمال ج5ص604ح14069والسيرة الحلبية ج3ص487
واختم بما ذكره ابن الجوزي في كتابه الوفاء بأحوال المصطفى ج2ص803 روي عن علي -عليه السلام- قال : لما مات رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- جاءت فاطمة -عليه السلام- فأخذت قبضة من تراب القبر فوضعته على عينها , فبكت وأنشأت تقول :
ماذا على من شم تربة أحمد أن لا يشم مدى الزمان غواليا
صبت علي مصائب لو أنها صبت على الأيام صرن لياليا
وذكر هذه الأبيات والموقف ابن سيد الناس في عيون الأثر ج2ص423 وسير أعلام النبلاء للذهبي ج2ص134 وتاريخ الخميس للديار بكري ج2ص173 ووفاء الوفاء للسمهودي ج4ص113والاتحاف بحب الاشراف للشبراوي ص33 .
وعلى هذا يثبت لنا بما لا شك فيه بان عمر آذى الزهراء وغضبت عليه الزهراء لما وقع منه من حرق الدار والضرب وحرمانها من ارثها وكذلك صاحبه أبو بكر أعرضت عن ذكر ذلك كله وما ذكرته من الأذى يكفي وعليه يثبت لنا انه قد أذى الرسول
فكيف تقولون بان الرسول مات وهو عنه راضي
فكيف تقولون بان الرسول مات وهو عنه راضي
من أخبركم بذلك؟ وموقفه من رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- في صلح الحديبية وكتابة الكتاب واضح وجلي وقد ذكرت ذلك في العدد الخامس في مسألة عدم ثبوت الإيمان للخليفتين فراجعوا هناك ، والآن هل تريدونا أن نقول بان عمر
على علاقة وطيدة بأهل بيت النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- بواسطة هذا الزواج المزعوم الذي لا نعلم إن تم كيف تم
فهل نلغي الأمر الثابت وهو عدم رضا النبي والزهراء عنه بهذا الأمر المشكوك مالكم كيف تحكمون ؟
سؤال : وهل لك الآن أن تذكر لنا النقاط المثارة في قضية الزواج ؟
الجواب : إن شاء الله سوف انقل لكم تلك النقاط وهي كالتالي :
1- هل للزهراء -عليه السلام- بنت تسمى بأم كلثوم غير زينب الحوراء ؟
2- هل تم الزواج المذكور أم لا ؟
3- إذا كان ثبت وقوع هذا الزواج فعلاً فهل وقع بالرضا أم بالإكراه ؟
4- هل يمكن لعمر أن يكره الإمام علي وكيف ذلك ؟
5- ما هي دوافع عمر من هذا الزواج هل الدافع هو النسب فقط أم أمر آخر ؟
6- هل الزواج بالإكراه إن قلنا بأنه تم بالإكراه يحقق القرب من أهل البيت أم يزيد العداء ؟
7- هل زواج النبي بحفصة حقق العلاقة النسبية أم لا فلماذا يشك عمر في ذلك ويبحث عن أمر آخر يربطه بالنبي -صلى الله عليه وآله وسلم- .
8- هل يجوز للمنافق أن يتزوج المسلمة غير المنافقة أم لا ؟
سؤال : لماذا تطرح كل هذه النقاط وما هي الفائدة يا ترى ؟
الجواب : من أجل أن نضع النقاط على الحروف وكشف الحقيقة للناس وبيان زيف المدعى من أن عمر له علاقة طيبة بأهل البيت وبصراحة تامة أقول أريد أن اثبت بان الزواج لو تم فأنه لا يخدم الأهداف التي يتحرك من أجلها القوم ، لما سوف يأتي إن شاء الله في القريب العاجل .
سؤال : وكيف سوف تفرغ هذا الزواج من الأهداف التي تمسك بها المتمسك ؟
الجواب : سوف يتبين لك ذلك بعد الكلام في النقاط المطروحة مثار البحث وبعدها سوف يتبين لك ما أريد أن شاء الله تعالى :
والآن إليك الكلام في النقطة الأولى : هل للزهراء بنت غير السيدة زينب؟
أولا : لقد ذكر ابن حجر في الصواعق المحرقة ص37 ط مكتبة القاهرة ما يلي : وكان ممن شهد في فدك علي والحَسنَانْ وأم كلثوم -عليه السلام-
هنا لدي بعض الأسئلة وهي أين ذهبت السيدة زينب عن هذه الشهادة ولماذا لم تشارك مع أسرتها هل لأنها غير مقتنعة بأقوال أسرتها أم أنها غير موجودة في المدينة وقت الحادثة أم أن زينب هي نفس أم كلثوم لأنه من غير المنطق أن
يؤتى بالبنت الصغرى وتترك البنت الكبرى فأني لم أجد جوابا ألا أن نقول بأن أم كلثوم هي زينب ولا يوجد غيرها وسوف يتبين ذلك في المستقبل أكثر وأكثر .
ثانيا : وفي علل الشرائع ج1 ص185للشيخ الصدوق قال : فأشتد غم فاطمة من ذلك وبقيت متفكرة هي حتى أمست وجا ء الليل حملت الحسن على عاتقها الأيمن والحسين على عاتقها الأيسر وأخذت بيد أم كلثوم اليسرى بيدها اليمنى ثم
تحولت إلى حجرة أبيها ...........الخ وهذه القصة سببها أنه أشيع خبر مكذوب مفاده بأن الأمام علي يريد أن يتزوج بنت أبي جهل على الزهراء -عليه السلام- وهذه الرواية منقولة في مجمع النورين للشيخ المرندي ص142. وهنا يرد الإشكال
الواضح أين ذهبت زينب فلم تخرج معهم وليست بموجودة في البيت لان الإمام علي لما رجع لم يجد احد في البيت فلا نعلم أين هي وأين ذهبت ولماذا لم تأخذها أمها الزهراء معها إلا أن تكون زينب هي أم كلثوم نفسها قد تسأل وتقول
لعل أم كلثوم زوجة عمر لم تولد بعد ؟
فأقول أمر محتمل ولكن هذا سوف يثير أشكال آخر وهو أن زينب الكبرى اسمها أم كلثوم وأم كلثوم الصغرى كانت
أيضا زينب الصغرى فلا ندري لما هذا الإصرار على التشابه بين الثنتين في الاسم والكنية هل هناك نقص في الأسماء والكنى حتى يطلق الاسم والكنية على الاثنتين معا .
ثالثا : ففي الأرشاد للشيخ المفيد ج1 ص354 يرى بأن أولاد أمير المؤمنين من فاطمة الحسن والحسين -عليه السلام- وزينب الكبرى وزينب الصغرى المكناة بأم كلثوم وهنا تبين الإشكال الذي كان يواجه القوم في التسمية فاضطر الشيخ
هنا لكي يقول بأن كلا البنتين هما بنفس الاسم مع الاختلاف في أن أحداهما بكنية والأخرى لا ليس لها هذه الكنية إذاً هنا تبين أن أم كلثوم هي أيضا زينب وعليه الخلط يكون أمر محتمل بين الثنتين أو أن من ترجم للحوادث جاء فوجد
تداخل في الأمور عندها اضطر بدل نفي البنت الثانية حتى لا يخالف الأحداث أن يقول بالتشابه بين الاسمين .
رابعا : ففي العمدة لابن البطريق ص29 يرى بأن أسما أبنا الأمام هم الحسن والحسين وزينب الكبرى وزينب الصغرى التي هي أم كلثوم والكلام هنا هو هو كما مر بلا أي زيادة .
خامسا : لقد ذكر الزرقاني في كتابه شرح الزرقاني على المواهب اللدنية ج9 ص254 أن عمر قد مات عنها قبل بلوغها ، فأقول كيف ذلك لم أفهمها على الإطلاق فحسبتها فلم أجد الحل قد تقول لي كيف ذلك ؟
فأقول لكم وجه الإشكال هو أن السيدة الزهراء توفت سنة 11من الهجرة وعمر توفي سنة 23 للهجرة أي بين وفاة عمر والسيدة اثنا عشر سنه فلو فرض أن أم كلثوم هذه قد ولدت قبل وفاة أمها بسنه على اقل تقدير فتكون عند موت عمر
عمرها ثلاثة عشر سنه فكيف تكون ابنة هذا العمر وغير بالغة ألا إذا قلنا بأنها ليست بنت للزهراء وإنما هي بنت علي -عليه السلام- من امرأة أخرى وهو أمر محتمل في حد ذاته .
يتبع
سادسا : وفي بدائع الصنائع ج2ص240 لأبي بكر الكاشاني قال : وأنكح الصديق عائشة وهي بنت ست سنين من رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- وتزوجها رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- وزوج علي -عليه السلام- ابنته أم كلثوم وهي صغيره ( أبو بكر بن مسعود الكاشاني ط الأولى 1409مكتبة الحبيبية بكاشان ) .
وهذه الرواية كسابقتها أيضا فالاستشهاد بقضية عائشة يكشف لنا أن عمر أم كلثوم هذه في نفس عمر عائشة وعمر عائشة عند العقد ست سنوات وعند الدخول بها عمرها تسع سنوات وهذا الكلام لا يتم على الإطلاق إذا قلنا بأن أم كلثوم هذه بنت الزهراء فهي بنت بالغة ولا يطلق على البالغة بأنها صغيرة .
سابعا : ففي المصنف للصنعاني ج6ص163 أن عليا بن أبي طالب أنكح أبنته جارية تلعب مع الجواري عمر بن الخطاب وما سوف أقوله هنا هو ما قلته سابقا بل هنا أوضح لان أم كلثوم هذه صغيره وهي تلعب مع الأطفال وأما أم كلثوم
بنت الزهراء فهي أكبر من ذلك ولها مواقف من السلطة الحاكمة في زمانها فهي قد وقفت وشهدت مع والدتها ولقد روي عن أم كلثوم احتجاجها على القوم بحديث الغدير وهذا لايتم من جاريه صغيرة تلعب مع الأطفال وهذا يقوي الاستدلال على أنها ليست بنت الزهراء .
ثامنا : وينقل الشيخ المفيد في الكافئة في أبطال توبة الخاطئة ص17 ط دار المفيد بيروت الطبعة الثانية ولما بلغ عائشة نزول أمير المؤمنين -عليه السلام- بذي قار كتبت إلى حفصة بنت عمر أما بعد فأنا نزلنا البصرة ونزل علي بذي قار والله دق عنقه كدق البيضة على الصفاء انه بذي قار بمنزلة الأشقر أن تقدم نحر وان تأخر عقر فلما وصل الكتاب إلى حفصة
استبشر بذلك ودعت صبيان بني تيم وعدي وأعطت جواريها دفوفا وأمرتهن أن يضربن بالدفوف ويقلن : ما لخبر ما لخبر !! علي كالأشقر أن تقدم نحر وان تأخر عقر فبلغ أم سلمة ( رض ) اجتماع النسوة على ما اجتمعن عليه من سب أمير المؤمنين -عليه السلام- والمسرة بالكتاب الوارد عليهن من عائشة فبكت وقالت : أعطوني ثيابي حتى أخرج إليهن وأقع بهن .
فقالت أم كلثوم بنت أمير المؤمنين أنا أنوب عنك فأنني أعرف منك .......الخ وهذه الحادثة ينقلها ضامر بن شدقم المدني في كتاب وقعة الجمل ص32ط الأولى وبحار الأنوار ج32ص90ومناقب أهل البيت للمولى حيدر الشيرواني ص474وفي شرح نهج البلاغة ج14ص .
فهنا يطرح سؤال كبير جدا أين هي زينب عن هذه الأحداث ولماذا لم تخرج زينب بدلا من أم كلثوم أليست هي البنت الأكبر فلماذا لا تتصدى هي لهذه الأدوار، هل من مانع يمنعها من أن تقوم بواجبها في هذه الأحداث لا أجد أي جواب ،
ويزداد استغرابي أكثر عندما ابحث في شهادة أمير المؤمنين -عليه السلام- فأن الدور مقتصر على أم كلثوم فقط وفقط ولا يكاد نسمع لزينب أي ذكر ، لماذا ليس هناك من أي جواب على الإطلاق ألا أن نقول بان زينب هي أم كلثوم وأم كلثوم هي زينب بذاتها فلا تعدديه وإنما هي واحدة فقط والدليل على أنها واحدة مايلي:
لقد ذكر صاحب شواهد التنزيل الجزء الثاني ص208 ط الاولى 1411 كتب معاوية إلى مروان وهو على المدينة أن يخطب زينب بنت عبد الله بن جعفر وأمها أم كلثوم بنت علي وأمها فاطمة بنت رسول الله على ابنه يزيد .......الخ وكذلك في
تاريخ مدينة دمشق لابن عسكر ج57 ص245 فتجدون هنا أن زوجة عبد الله بن جعفر والتي لا خلاف فيها أنها زينب بنت علي بنت الزهراء نجدها هنا أنها أم كلثوم فمعنى ذلك أن أم كلثوم هي زينب وزينب هي أم كلثوم ومن هنا يتبين لنا الخلط في القول بان أم كلثوم زوجة عمر قد تزوجها عبد الله بن جعفر بعد زينب وذلك بعد وفاة زوجيها محمد وعون ابنا
جعفر وهذا الكلام لا يمكن أن يكون في أم كلثوم زوجة عمر ولكنه يمكن أن يتم في أم كلثوم زينب .
تقول كيف ذلك ولماذا لا يتم ؟
الجواب : اقرأ ما قالوه يتبين لك الأمر جيدا .
سؤال وماذا قالوا يا ترى ؟
لقد قالوا : بان أم كلثوم زوجة عمر تزوجها بعد وفاته عون بن جعفر وبعد عون محمد وبعد محمد عبد الله أولاد جعفر (( أسد الغابة ج5ص615 والذرية الطاهرة ص161 والدر المنثور في طبقات ربات الخدور ص62 وشرح الزرقاني على
المواهب اللدنية ج9ص254 عن ظلامة أم كلثوم للسيد جعفر العاملي ص39 ))
وهذا لايتم من وجوه متعددة : حيث أنه من المعلوم الواضح أن عون ومحمد استشهدا في عام 17 للهجرة في معركة تستر فراجع المصادر التاليه::: (( الاستيعاب ج3ص61وتاريخ الطبري ج4ص213 وأسد الغابة ج4ص314 والإصابة ج3ص
372وص44 والكامل في التاريخ ج2ص550 والمعارف ص89 نقلا عن ظلامة أم كلثوم للعاملي السيد مرتضى )) فإذا علم أن عمر تزوج أم كلثوم في عام 17 من الهجرة فكيف يكون ذلك ولو ضممت أشكال آخر وهو كيف تزوج بها عبد الله بن
جعفر وكانت زينب عنده وهي أختها ولم يفارقها ومن المعلوم أن زينب بقت إلى ما بعد كربلاء وهم يقولون بان أم كلثوم زوجة عمر توفت في حياة الحسن والحسين فكيف يكون ذلك إلا على القول بان أم كلثوم هذه هي زينب فنحتمل عندها أنها تزوجت بأحد الأخوين عون أو محمد وبعد شهادته تزوجها عبد الله بن جعفر قلا إشكال في البين .
15
تاسعا : ولزيادة الاطمئنان نذكر ما نقل عن قبر السيدة زينب في دمشق فقد قيل انه قبر أم كلثوم ومن المعلوم أن أم كلثوم زوجة عمر كانت في المدينة وليست في سوريا والتي في سوريا هي زينب كما حققه البعض ففي تاريخ دمشق لابن عساكر ج58 ص281 وراوية قرية بغوطة دمشق بها قبر أم كلثوم كما في معجم البلدان وفي غوطة دمشق ص20
راوية وتسمى بقبر الست ، وقال صاحب معجم البلدان ج3ص20 للحموي راوية : بكسر الواو وياء مثناة من تحت مفتوحة بلفظ راوية الماء أي : قرية من غوطة دمشق بها قبر أم كلثوم .
عاشرا :: ففي الأمالي للشيخ المفيد ص323 فأننا نراه ينقل خطبة أم كلثوم لأهل الكوفة في قولها أتدرون أي كبد فريتم لرسول الله وهذه الكلمات هي نفس كلمات الحوراء زينب -عليه السلام- وكذلك ينقل ذلك صاحب لسان العرب ج2ص176ومجمع البحرين ص375، وذكر السيد هاشم في كتابه مدينة المعاجز ج4ص109 الطبعة الأولى وأقبلت الرآيات يتلو
بعضها بعضا وإذا بفارس بيده رمح طويل وعليه راس وجهه أشبه بوجه رسول الله وهو يتهلهل نورا كأنه البدر الطالع ومن ورائه النساء على اقتات الجمال بلا وطاء ولا غطاء على الأول أم كلثوم وهي تنادي وأخاه واسيداه وامحمداه واعلياه ! فكيف تكون أم كلثوم على الجمل الأول وفي مقدمة الركب وأين السيدة زينب يا ترى ففي هذه الأخبار بل ف
ي كل ما يتعلق بالسبي والثورة الحسينية نجد بان الكلمات المنسوبة لام كلثوم هي نفسها منسوبه لزيب فكيف ذلك ألا أن نقول بانهما واحده وليستا متعددتين .
احد عشر : ذكر صاحب كتاب بيت الأحزان الشيخ القمي ص177 وصية الزهراء لأمير المؤمنين -عليه السلام- الى أن يقول ثم ضمت إليها أم كلثوم فقالت له : إذا بلغت فلها مافي المنزل ثم الله لها .....الخ ، فاين زينب ولما لم توصي بها ولماذا لم
تجعل لها شي وهي الأبرز والأفضل ألا أن نقول بأنها واحده وغير متعددة وعلى هذا ثبت لنا بأنه لا تعدد في بنات الزهراء وأنها بنت واحده لا غير .
الثاني عشر: واختم به الكلام لا إشكال على الإطلاق بين الكل إن قلنا بالتعدد وان للزهراء ابنتين فالكل اجمع أن زينب وأم كلثوم كانتا في كربلا وفي نفس الوقت اجمعوا على أن زوجة عمر ماتت في حياة الإمامين الحسن والحسين وهذا
أمر قطعي لا نقاش فيه بين اثنين وعليه يكون المرأة التي تزوجها عمر ليست بنت الزهراء وهو في غاية الوضوح والبيان .
17
سوف اتوقف عن اكمال البحث وأتوجه إليك ببعض الأسئلة على السريع
أولا: هل عندكم روايةواحدة صحيحة
ثانيا: الروايات تقول أنها تزوجت بعبد الله بن جعفر ممكن تفسر لي ذلك وكيف
ثالثا: ماهو المهر المقدم هل هو اربعين الف من دون تعيين ام اربعين الف درهم ام اربعين الف دينار
ومن اين اتى بهذا المهر من ماله ام من بيت مال المسلمين ولماذا هذا المهر الكبير الذي خالف فيه السنة والروايات التي
تمتدح قلة المهر
ويستحب أن لا يغلى الصداق لما روي عن عائشة عن النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- أنه قال أعظم النساء بركة
أيسرهن مؤنة رواه أبو حفص بإسناده وعن أبي العجفاء قال : عمر رضي الله عنه ألا لا تغلوا صداق النساء فإنه لو كان مكرمة في الدنيا أو تقوى عند الله كان أولاكم بها رسول الله-صلى الله عليه وآله وسلم-ما أصدق المصدر ( المغني ج:7 ص:161 )
رابعا:من صلى عليها عند وفاتها الوالي سعيد بن العاص ام ابن عمر وهل كان الحسنوالحسين ممن صلا عليها ام لا ؟ومن هي أم كلثوم التي في كربلاء
خامسا:كيف ممكن تفسر لي تلقيب زيد ابنها بزيد الاكبر علما بأن ام كلثوم بن جرول ام زيد الاصغر قد ماتت من زمان قبل الزواج بام كلثوم بنت الامام
فقال في البداية والنهاية:
قلت فجملة أولاده رضى الله عنه وأرضاه ثلاثة عشر ولدا وهم زيد الأكبر وزيد الأصغر وعاصم وعبدا لله وعبد الرحمن الأكبر وعبد الرحمن الأوسط البداية والنهاية ج:7 ص:139 .
وقال في المنتظم:
وزيد الأكبر ورقية وأمهم أم كلثوم بنت علي بن أبي طالب وأمها فاطمة بنت رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- وزيد الأصغر وعبيد الله وأمهما أم كلثوم بنت جرول وفرق الإسلام بين عمر وبين أم كلثوم بنت جرول وعاصم وأمه جميلة بنت المنتظم ج:4 ص:131 .
وماذا نفعل بمثل هذه الروايةوما شاكلها
وأرسل لها عمر أربعين ألفا مهرا وبنى بها رضي الله عنه وقتل عنها بعد أن ولدت له زيدا الأكبر ورقية فأما زيد الأكبر
فعاش إلى أن ارتحل فرمى في حنين بحجر مات به سمط النجوم العوالي ج:1 ص:532 .فمتى كانت حنين
السؤال الخامس:ما اسم بنت زينب هل هي رقية ام فاطمة
والسؤال كيف زوجها ابوها وزواجه من من رقية على اقل التقادير في سنة 17 هجري ووفاته سنة 23 او 24 ومن
المعروف ان زيد اكبر من فاطمة او رقية فكم كان عمر هذه البنت عندوفاة والدها
وقال في المعارف:
أخبرنا أبو العز بن كادش إذنا أنا أبو محمد بن الحسين أنا أبو الفرج المعافى بن زكريا القاضي نا محمد بن القاسم الأنباري أخبرني أبي عن أبي الفضل العباس بن ميمون وفاطمة وزيدا وأمهما أم كلثوم بنت علي بن أبي طالب من
فاطمة بنت رسول الله (ص ) ويقال إن اسم بنت أم كلثوم من عمر رقية وأن عمر زوجها إبراهيم بن نعيم النحام فماتت عنده ولم تترك ولدا المعارف ج:1 ص:185 .
اسئلة كثيرة لم اجد لها جوابا
هل تزوج عمر بأم كلثوم ?
سؤال : لماذا أنتم أيها الشيعة لا تحبون عمر بن الخطاب وقد ثبت لنا بأن الأمام علي قد زوجه ابنته أم كلثوم وكيف تدعون أنه منافق وهل يحل لعلي ( كرم الله وجهه ) أن يزوج ابنته من منافق ؟
الجواب : أقول بأن هذه المسألة كثر الكلام عنها كثيرا جدا ولا أعرف لماذا كل هذا التركيز عليها ؟
فيقول المخالف : بأن التركيز عليها من أجل عدة أسباب هي :
السبب الأول : إثبات العلاقة الحميمة الطيبة بين البيت العلوي الهاشمي وبين عمر بن الخطاب .
السبب الثاني : إثبات عدم صحة ما ذكر ونسب لعمر بن الخطاب من أذيته للزهراء -عليه السلام-.
السبب الثالث : إثبات حسن نية عمر وأنه يريد أن يرتبط بالنبي -صلى الله عليه وآله وسلم- وبالنسب الطاهر لأهل البيت -عليه السلام- .
أقول في الرد على هذا المدعى لا بد من البحث في مجموعة من النقاط فإذا تم البحث عن هذه النقاط فعندها سوف يتضح المطلب جيدا :
سؤال : ماهية هذه النقاط يا ترى أتحفونا بها لعلنا نستفيد منها ؟
الجواب : قبل ذكر النقاط حول الزواج أقول لابد لي من البحث عن نقاط أثرتها في بداية بحثك حيث سألت لماذا لا تحبون عمر بن الخطاب ؟
فأقول : لا نحبه لسبب مهم وخطير علينا وهو إننا بين أمرين أما إغضاب الزهراء -عليه السلام- وأما إغضاب عمر لأنه ثبت لدينا بالأدلة القطعية أن عمر بن الخطاب وصاحبه قد آذيا الزهراء وأن الزهراء -عليه السلام- مبغضة لهما وعليه لو أحببناه هو وصاحبه لأدى إلى أذية الزهراء وأذية الزهراء أذية للرسول -صلى الله عليه وآله وسلم-
سؤال : من أين ثبت لكم بأن أذية الزهراء هو أذية للرسول -صلى الله عليه وآله وسلم- ؟
أقول في الجواب : على ذلك أسمع ماذا يقول النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- عن أذية الزهراء -عليه السلام- قال-صلى الله عليه وآله وسلم- فاطمة بضعة مني يؤذيني ما أذاها , ويريبني ما رابها وقال-صلى الله عليه وآله وسلم- لفاطمة -
عليه السلام- إن الله يرضى لرضاك , ويغضب لغضبك ::: وقال -صلى الله عليه وآله وسلم- إن فاطمة بضعة مني فمن
أغضبها أغضبني ::
راجع كل هذه الأخبار في صحيح البخاري اخرج الحديث الأخير في الصحيح ج5ص26و36والسنن الكبرى للنسائيج5ص97و148والمصنف لابن أبي شيبة ج6ص388ح32269فضائل الصحابة النسائي ج 1ص78ح266والمعجم الكبير للطبراني ج22ص404ح1012والسنن الكبرى للبيهقي ج10ص201وكشف الخفاء للعجلوني ج2ص130والاصابة لابن حجر ج8ص265ومعجم الصحابة ج3ص110ح1076وصحيح مسلم ج4ص1903والمستدرك على الصحيحين ج3ص154و167وغيرها من المصادر
فإن وجد الدليل فينبغي علينا أن ننصاع للدليل مهما كان وإليك الآن قسم من الأدلة
سؤال آخر : وهو بعد أن أثبت لي بأن أذية الزهراء يؤدي إلى أذية النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- فأريد أن أسالك ممن أين ثبت لكم بأن عمر بن الخطاب قد أذى الزهراء -عليه السلام- ؟
الجواب : أقول إليك الأدلة على ذلك وهي مروية في كتب غير الشيعة وليس في كتب الشيعة فهذه الزهراء ( عليها السلام ) هجرت الخليفة الأول ولم تكلمه وماتت وهى واجدة عليهما أي على أبي بكر وعمر راجع هذا النص في الإمامة
والسياسة لابن قتيبة ج 1 ص 31 حيث يقول : فقالت نشدتكما الله ألم تسمعا رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- يقول : رضا فاطمة من رضاي ، وسخط فاطمة من سخطي ، فمن أحب فاطمة ابنتي فقد أحبني ، ومن أرضى فاطمة فقد أرضاني ، ومن أسخط فاطمة فقد أسخطني ؟
قالا نعم سمعناه من رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- قالت فأني أشهد الله وملائكته أنكما أسخطتماني وما أرضيتماني ، ولئن لقيت النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- لأشكونكما إليه ، فقال أبو بكر : أنا عائذ بالله تعالى من
سخطه وسخطك يا فاطمة ، ثم إنتحب أبو بكر يبكي ، حتى كادت نفسه أن تزهق ، وهى تقول : والله لأدعون الله عليك في كل صلاة أصليها ...... الخ .
وعن ابن قتيبة الدينوري انه قال : ثم قام عمر فمشى معه جماعة حتى أتوا باب فاطمة -عليه السلام- فدقوا الباب , فلما سمعت اصواتهم نادت بأعلى صوتها : يا أبت يا رسول الله , ماذا لقينا بعدك من ابن الخطاب وابن أبي قحافة ؟! {راجع
الامامة والسياسة لابن قتيبة ص19و20 تحقيق طه الزيني نشر مؤسسة الحلبي وأعلام النساء لعمر رضا كحالة ج4ص114و115 الطبعه الخامسة بيروت 1984 }
وفي الجوهري قال : غضب رجال من المهاجرين في بيعة أبي بكر بغير مشورة . وغضب علي-عليه السلام- والزبير . فدخلا بيت فاطمة -عليه السلام- , معهما السلاح , فجاء عمر في عصابة , فيهم أسيد بن خضير , وسلمة بن سلامة بن
قريش , وهما من بني عبد الأشهل , فأقتحما الدار , فصاحت فاطمة -عليه السلام- وناشدتهما الله ::: راجع السقيفة وفدك لابي بكر احمد بن عبد العزيز الجوهري ص44و70 نشر مكتبة نينوى الحديثة طهران وشرح نهج البلاغه لابن ابي الحديد
المعتزلي ج6ص47وج3ص49 ووالسيرة النبوية لابن هشام ج4ص307نشر دار الباز مكة المكرمة والرياض النضرة للطبري ج1ص241 نشر دار الكتب العلمية بيروت وقال ايضا الجوهري ورأت فاطمة -عليه السلام- ماصنع عمر , فصرخت وولولت ,
وأجتمع معها نساء كثير من الهاشميات وغيرهن , فخرجت الى باب حجرتها , ونادت : يا أبا بكر , ما أسرع ما أغرتم على أهل بيت رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- ! والله لا أكلم عمر حتى ألقى الله """راجع السقيفة وفدك للجوهري ص71و72 وشرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد ج2ص57 .
وقال اليعقوبي : وبلغ أبو بكر وعمر أن جماعة من المهاجرين والأنصار قد اجتمعوا مع علي بن أبي طالب -عليه السلام- في منزل فاطمة -عليه السلام- بنت رسول الله فأتوا في جماعة حتى هجموا الدار , وخرج علي -عليه السلام- ومعه السيف , فلقيه عمر , فصارعه عمر فصرعه وكسر سيفه ( أقول وهذا مني والخارج بالسيف هو الزبير وليس علي ولقد
عثر ولم يصارعه أحد والا فعمر أجبن وأذل من أن يواجه أحد راجع مواقفه الجهادية في كل المعارك من بدر إلى فتح مكة ) ودخلوا الدار فخرجت فاطمة -عليه السلام- فقالت : والله لتخرجن أو لأكشفن شعري ولأعجن إلى الله !
فخرجوا وخرج من في الدار :::::تاريخ اليعقوبي ج2ص126نشر دار صادر بيروت لبنان .
وعن أبي هريرة أن فاطمة -عليه السلام- جاءت أبا بكر وعمر تسأل ميراثها من رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- ؟
فقالا : سمعنا رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- يقول : اني لا أورث . قال -عليه السلام- : والله لا أكلمكما أبدا ؟!
فماتت -عليه السلام- ولا تكلمهما :: راجع سنن الترمذي ج4ص157ح 16ز9 كتاب السير باب ماجاء في تركة رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- وعلل الترمذي الكبير ترتيب أبي طالب القاضي ج1ص265نشر مكتبة الأقصى عمان الأردن طبعه الأولى 1986.
وروي أنه لما حضرت فاطمة الوفاة أوصت أمير المؤمنين -عليه السلام- فقال إذا أنا مت فادفني ليلا ولا تؤذن بي أبا بكر وعمر , ........الخ :::: راجع السقيفة وفدك للجوهري ص145.
وقال البلاذري في تاريخه : ان فاطمة -عليه السلام- لم تر مبتسمة بعد وفاة النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- وغسلها علي -عليه السلام- وبذلك أوصت , ولم يلم أبو بكر وعمر بموتها ::: راجع انساب الاشراف للبلاذري ج2ص34
وقال المقدسي : وذكر ابن دأب أنها ماتت عاتبة على أبي بكر وعمر والله أعلم :::: راجع البدء والتاريخ للمقدسي ج 5 ص20 .
وعن عائشة أن فاطمة -عليه السلام- سألت أبا بكر بعد وفاة رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- أن يقسم لها ميراثها مما ترك رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- مما أفاء الله عليه , فقال لها أبو بكر : إن رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- قال : لا نورث , ما تركناه صدقة , فغضبت فاطمة بنت رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- فهجرت أبا بكر , فلم
تزل مهاجرته حتى توفيت , وعاشت بعد رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- ستة اشهر .
قالت: وكانت فاطمة ( ع ) تسأل أبا بكر نصيبها مما ترك رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- من خيبر وفدك وصدقته بالمدينة , فأبى أبو بكر عليها ذلك راجع المصادر التالية
: صحيح البخاري ج4ص96كتاب فرض الخمس والطبقات الكبرى لابن سعد ج2صص315وج8ص28 ومسند احمد ج1ص6ووفاء الوفاء للسمهودي ج3ص995ومسند ابي عوانة ج4صص215ح6679 والمصنف لعبد الرزاق ج5ص472ح9774
وتاريخ الطبري ج2ص236
بما في معناه راجع : صحيح اليخاري ج8ص185كتاب الفرائض باب قول النبي -صلى الله عليه وآله وسلم-لانورث ماتركناه صدقة , وتاريخ المدينة المنورة لابن شبة : ج1ص197 والسنن الكبرى للبيهقي ج4ص29و ج6ص300 وصحيح مسلم ج3ص1380كتاب الجهاد والسير باب قول النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- لا نورث ما تركناه صدقة وصحيح ابن
حبان ج11ص152و153حديث 4823وج 14ص573حديث 6607ومسند فاطمة الزهراء -عليه السلام- للسيوطي ج13ص14ح22 وتاريخ الخميس ج2ص174ومشكل الاثار للطحاوي ج1ص47ووكنز العمال ج5ص604ح14069والسيرة الحلبية ج3ص487
واختم بما ذكره ابن الجوزي في كتابه الوفاء بأحوال المصطفى ج2ص803 روي عن علي -عليه السلام- قال : لما مات رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- جاءت فاطمة -عليه السلام- فأخذت قبضة من تراب القبر فوضعته على عينها , فبكت وأنشأت تقول :
ماذا على من شم تربة أحمد أن لا يشم مدى الزمان غواليا
صبت علي مصائب لو أنها صبت على الأيام صرن لياليا
وذكر هذه الأبيات والموقف ابن سيد الناس في عيون الأثر ج2ص423 وسير أعلام النبلاء للذهبي ج2ص134 وتاريخ الخميس للديار بكري ج2ص173 ووفاء الوفاء للسمهودي ج4ص113والاتحاف بحب الاشراف للشبراوي ص33 .
وعلى هذا يثبت لنا بما لا شك فيه بان عمر آذى الزهراء وغضبت عليه الزهراء لما وقع منه من حرق الدار والضرب وحرمانها من ارثها وكذلك صاحبه أبو بكر أعرضت عن ذكر ذلك كله وما ذكرته من الأذى يكفي وعليه يثبت لنا انه قد أذى الرسول
فكيف تقولون بان الرسول مات وهو عنه راضي
فكيف تقولون بان الرسول مات وهو عنه راضي
من أخبركم بذلك؟ وموقفه من رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- في صلح الحديبية وكتابة الكتاب واضح وجلي وقد ذكرت ذلك في العدد الخامس في مسألة عدم ثبوت الإيمان للخليفتين فراجعوا هناك ، والآن هل تريدونا أن نقول بان عمر
على علاقة وطيدة بأهل بيت النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- بواسطة هذا الزواج المزعوم الذي لا نعلم إن تم كيف تم
فهل نلغي الأمر الثابت وهو عدم رضا النبي والزهراء عنه بهذا الأمر المشكوك مالكم كيف تحكمون ؟
سؤال : وهل لك الآن أن تذكر لنا النقاط المثارة في قضية الزواج ؟
الجواب : إن شاء الله سوف انقل لكم تلك النقاط وهي كالتالي :
1- هل للزهراء -عليه السلام- بنت تسمى بأم كلثوم غير زينب الحوراء ؟
2- هل تم الزواج المذكور أم لا ؟
3- إذا كان ثبت وقوع هذا الزواج فعلاً فهل وقع بالرضا أم بالإكراه ؟
4- هل يمكن لعمر أن يكره الإمام علي وكيف ذلك ؟
5- ما هي دوافع عمر من هذا الزواج هل الدافع هو النسب فقط أم أمر آخر ؟
6- هل الزواج بالإكراه إن قلنا بأنه تم بالإكراه يحقق القرب من أهل البيت أم يزيد العداء ؟
7- هل زواج النبي بحفصة حقق العلاقة النسبية أم لا فلماذا يشك عمر في ذلك ويبحث عن أمر آخر يربطه بالنبي -صلى الله عليه وآله وسلم- .
8- هل يجوز للمنافق أن يتزوج المسلمة غير المنافقة أم لا ؟
سؤال : لماذا تطرح كل هذه النقاط وما هي الفائدة يا ترى ؟
الجواب : من أجل أن نضع النقاط على الحروف وكشف الحقيقة للناس وبيان زيف المدعى من أن عمر له علاقة طيبة بأهل البيت وبصراحة تامة أقول أريد أن اثبت بان الزواج لو تم فأنه لا يخدم الأهداف التي يتحرك من أجلها القوم ، لما سوف يأتي إن شاء الله في القريب العاجل .
سؤال : وكيف سوف تفرغ هذا الزواج من الأهداف التي تمسك بها المتمسك ؟
الجواب : سوف يتبين لك ذلك بعد الكلام في النقاط المطروحة مثار البحث وبعدها سوف يتبين لك ما أريد أن شاء الله تعالى :
والآن إليك الكلام في النقطة الأولى : هل للزهراء بنت غير السيدة زينب؟
أولا : لقد ذكر ابن حجر في الصواعق المحرقة ص37 ط مكتبة القاهرة ما يلي : وكان ممن شهد في فدك علي والحَسنَانْ وأم كلثوم -عليه السلام-
هنا لدي بعض الأسئلة وهي أين ذهبت السيدة زينب عن هذه الشهادة ولماذا لم تشارك مع أسرتها هل لأنها غير مقتنعة بأقوال أسرتها أم أنها غير موجودة في المدينة وقت الحادثة أم أن زينب هي نفس أم كلثوم لأنه من غير المنطق أن
يؤتى بالبنت الصغرى وتترك البنت الكبرى فأني لم أجد جوابا ألا أن نقول بأن أم كلثوم هي زينب ولا يوجد غيرها وسوف يتبين ذلك في المستقبل أكثر وأكثر .
ثانيا : وفي علل الشرائع ج1 ص185للشيخ الصدوق قال : فأشتد غم فاطمة من ذلك وبقيت متفكرة هي حتى أمست وجا ء الليل حملت الحسن على عاتقها الأيمن والحسين على عاتقها الأيسر وأخذت بيد أم كلثوم اليسرى بيدها اليمنى ثم
تحولت إلى حجرة أبيها ...........الخ وهذه القصة سببها أنه أشيع خبر مكذوب مفاده بأن الأمام علي يريد أن يتزوج بنت أبي جهل على الزهراء -عليه السلام- وهذه الرواية منقولة في مجمع النورين للشيخ المرندي ص142. وهنا يرد الإشكال
الواضح أين ذهبت زينب فلم تخرج معهم وليست بموجودة في البيت لان الإمام علي لما رجع لم يجد احد في البيت فلا نعلم أين هي وأين ذهبت ولماذا لم تأخذها أمها الزهراء معها إلا أن تكون زينب هي أم كلثوم نفسها قد تسأل وتقول
لعل أم كلثوم زوجة عمر لم تولد بعد ؟
فأقول أمر محتمل ولكن هذا سوف يثير أشكال آخر وهو أن زينب الكبرى اسمها أم كلثوم وأم كلثوم الصغرى كانت
أيضا زينب الصغرى فلا ندري لما هذا الإصرار على التشابه بين الثنتين في الاسم والكنية هل هناك نقص في الأسماء والكنى حتى يطلق الاسم والكنية على الاثنتين معا .
ثالثا : ففي الأرشاد للشيخ المفيد ج1 ص354 يرى بأن أولاد أمير المؤمنين من فاطمة الحسن والحسين -عليه السلام- وزينب الكبرى وزينب الصغرى المكناة بأم كلثوم وهنا تبين الإشكال الذي كان يواجه القوم في التسمية فاضطر الشيخ
هنا لكي يقول بأن كلا البنتين هما بنفس الاسم مع الاختلاف في أن أحداهما بكنية والأخرى لا ليس لها هذه الكنية إذاً هنا تبين أن أم كلثوم هي أيضا زينب وعليه الخلط يكون أمر محتمل بين الثنتين أو أن من ترجم للحوادث جاء فوجد
تداخل في الأمور عندها اضطر بدل نفي البنت الثانية حتى لا يخالف الأحداث أن يقول بالتشابه بين الاسمين .
رابعا : ففي العمدة لابن البطريق ص29 يرى بأن أسما أبنا الأمام هم الحسن والحسين وزينب الكبرى وزينب الصغرى التي هي أم كلثوم والكلام هنا هو هو كما مر بلا أي زيادة .
خامسا : لقد ذكر الزرقاني في كتابه شرح الزرقاني على المواهب اللدنية ج9 ص254 أن عمر قد مات عنها قبل بلوغها ، فأقول كيف ذلك لم أفهمها على الإطلاق فحسبتها فلم أجد الحل قد تقول لي كيف ذلك ؟
فأقول لكم وجه الإشكال هو أن السيدة الزهراء توفت سنة 11من الهجرة وعمر توفي سنة 23 للهجرة أي بين وفاة عمر والسيدة اثنا عشر سنه فلو فرض أن أم كلثوم هذه قد ولدت قبل وفاة أمها بسنه على اقل تقدير فتكون عند موت عمر
عمرها ثلاثة عشر سنه فكيف تكون ابنة هذا العمر وغير بالغة ألا إذا قلنا بأنها ليست بنت للزهراء وإنما هي بنت علي -عليه السلام- من امرأة أخرى وهو أمر محتمل في حد ذاته .
يتبع
سادسا : وفي بدائع الصنائع ج2ص240 لأبي بكر الكاشاني قال : وأنكح الصديق عائشة وهي بنت ست سنين من رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- وتزوجها رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- وزوج علي -عليه السلام- ابنته أم كلثوم وهي صغيره ( أبو بكر بن مسعود الكاشاني ط الأولى 1409مكتبة الحبيبية بكاشان ) .
وهذه الرواية كسابقتها أيضا فالاستشهاد بقضية عائشة يكشف لنا أن عمر أم كلثوم هذه في نفس عمر عائشة وعمر عائشة عند العقد ست سنوات وعند الدخول بها عمرها تسع سنوات وهذا الكلام لا يتم على الإطلاق إذا قلنا بأن أم كلثوم هذه بنت الزهراء فهي بنت بالغة ولا يطلق على البالغة بأنها صغيرة .
سابعا : ففي المصنف للصنعاني ج6ص163 أن عليا بن أبي طالب أنكح أبنته جارية تلعب مع الجواري عمر بن الخطاب وما سوف أقوله هنا هو ما قلته سابقا بل هنا أوضح لان أم كلثوم هذه صغيره وهي تلعب مع الأطفال وأما أم كلثوم
بنت الزهراء فهي أكبر من ذلك ولها مواقف من السلطة الحاكمة في زمانها فهي قد وقفت وشهدت مع والدتها ولقد روي عن أم كلثوم احتجاجها على القوم بحديث الغدير وهذا لايتم من جاريه صغيرة تلعب مع الأطفال وهذا يقوي الاستدلال على أنها ليست بنت الزهراء .
ثامنا : وينقل الشيخ المفيد في الكافئة في أبطال توبة الخاطئة ص17 ط دار المفيد بيروت الطبعة الثانية ولما بلغ عائشة نزول أمير المؤمنين -عليه السلام- بذي قار كتبت إلى حفصة بنت عمر أما بعد فأنا نزلنا البصرة ونزل علي بذي قار والله دق عنقه كدق البيضة على الصفاء انه بذي قار بمنزلة الأشقر أن تقدم نحر وان تأخر عقر فلما وصل الكتاب إلى حفصة
استبشر بذلك ودعت صبيان بني تيم وعدي وأعطت جواريها دفوفا وأمرتهن أن يضربن بالدفوف ويقلن : ما لخبر ما لخبر !! علي كالأشقر أن تقدم نحر وان تأخر عقر فبلغ أم سلمة ( رض ) اجتماع النسوة على ما اجتمعن عليه من سب أمير المؤمنين -عليه السلام- والمسرة بالكتاب الوارد عليهن من عائشة فبكت وقالت : أعطوني ثيابي حتى أخرج إليهن وأقع بهن .
فقالت أم كلثوم بنت أمير المؤمنين أنا أنوب عنك فأنني أعرف منك .......الخ وهذه الحادثة ينقلها ضامر بن شدقم المدني في كتاب وقعة الجمل ص32ط الأولى وبحار الأنوار ج32ص90ومناقب أهل البيت للمولى حيدر الشيرواني ص474وفي شرح نهج البلاغة ج14ص .
فهنا يطرح سؤال كبير جدا أين هي زينب عن هذه الأحداث ولماذا لم تخرج زينب بدلا من أم كلثوم أليست هي البنت الأكبر فلماذا لا تتصدى هي لهذه الأدوار، هل من مانع يمنعها من أن تقوم بواجبها في هذه الأحداث لا أجد أي جواب ،
ويزداد استغرابي أكثر عندما ابحث في شهادة أمير المؤمنين -عليه السلام- فأن الدور مقتصر على أم كلثوم فقط وفقط ولا يكاد نسمع لزينب أي ذكر ، لماذا ليس هناك من أي جواب على الإطلاق ألا أن نقول بان زينب هي أم كلثوم وأم كلثوم هي زينب بذاتها فلا تعدديه وإنما هي واحدة فقط والدليل على أنها واحدة مايلي:
لقد ذكر صاحب شواهد التنزيل الجزء الثاني ص208 ط الاولى 1411 كتب معاوية إلى مروان وهو على المدينة أن يخطب زينب بنت عبد الله بن جعفر وأمها أم كلثوم بنت علي وأمها فاطمة بنت رسول الله على ابنه يزيد .......الخ وكذلك في
تاريخ مدينة دمشق لابن عسكر ج57 ص245 فتجدون هنا أن زوجة عبد الله بن جعفر والتي لا خلاف فيها أنها زينب بنت علي بنت الزهراء نجدها هنا أنها أم كلثوم فمعنى ذلك أن أم كلثوم هي زينب وزينب هي أم كلثوم ومن هنا يتبين لنا الخلط في القول بان أم كلثوم زوجة عمر قد تزوجها عبد الله بن جعفر بعد زينب وذلك بعد وفاة زوجيها محمد وعون ابنا
جعفر وهذا الكلام لا يمكن أن يكون في أم كلثوم زوجة عمر ولكنه يمكن أن يتم في أم كلثوم زينب .
تقول كيف ذلك ولماذا لا يتم ؟
الجواب : اقرأ ما قالوه يتبين لك الأمر جيدا .
سؤال وماذا قالوا يا ترى ؟
لقد قالوا : بان أم كلثوم زوجة عمر تزوجها بعد وفاته عون بن جعفر وبعد عون محمد وبعد محمد عبد الله أولاد جعفر (( أسد الغابة ج5ص615 والذرية الطاهرة ص161 والدر المنثور في طبقات ربات الخدور ص62 وشرح الزرقاني على
المواهب اللدنية ج9ص254 عن ظلامة أم كلثوم للسيد جعفر العاملي ص39 ))
وهذا لايتم من وجوه متعددة : حيث أنه من المعلوم الواضح أن عون ومحمد استشهدا في عام 17 للهجرة في معركة تستر فراجع المصادر التاليه::: (( الاستيعاب ج3ص61وتاريخ الطبري ج4ص213 وأسد الغابة ج4ص314 والإصابة ج3ص
372وص44 والكامل في التاريخ ج2ص550 والمعارف ص89 نقلا عن ظلامة أم كلثوم للعاملي السيد مرتضى )) فإذا علم أن عمر تزوج أم كلثوم في عام 17 من الهجرة فكيف يكون ذلك ولو ضممت أشكال آخر وهو كيف تزوج بها عبد الله بن
جعفر وكانت زينب عنده وهي أختها ولم يفارقها ومن المعلوم أن زينب بقت إلى ما بعد كربلاء وهم يقولون بان أم كلثوم زوجة عمر توفت في حياة الحسن والحسين فكيف يكون ذلك إلا على القول بان أم كلثوم هذه هي زينب فنحتمل عندها أنها تزوجت بأحد الأخوين عون أو محمد وبعد شهادته تزوجها عبد الله بن جعفر قلا إشكال في البين .
15
تاسعا : ولزيادة الاطمئنان نذكر ما نقل عن قبر السيدة زينب في دمشق فقد قيل انه قبر أم كلثوم ومن المعلوم أن أم كلثوم زوجة عمر كانت في المدينة وليست في سوريا والتي في سوريا هي زينب كما حققه البعض ففي تاريخ دمشق لابن عساكر ج58 ص281 وراوية قرية بغوطة دمشق بها قبر أم كلثوم كما في معجم البلدان وفي غوطة دمشق ص20
راوية وتسمى بقبر الست ، وقال صاحب معجم البلدان ج3ص20 للحموي راوية : بكسر الواو وياء مثناة من تحت مفتوحة بلفظ راوية الماء أي : قرية من غوطة دمشق بها قبر أم كلثوم .
عاشرا :: ففي الأمالي للشيخ المفيد ص323 فأننا نراه ينقل خطبة أم كلثوم لأهل الكوفة في قولها أتدرون أي كبد فريتم لرسول الله وهذه الكلمات هي نفس كلمات الحوراء زينب -عليه السلام- وكذلك ينقل ذلك صاحب لسان العرب ج2ص176ومجمع البحرين ص375، وذكر السيد هاشم في كتابه مدينة المعاجز ج4ص109 الطبعة الأولى وأقبلت الرآيات يتلو
بعضها بعضا وإذا بفارس بيده رمح طويل وعليه راس وجهه أشبه بوجه رسول الله وهو يتهلهل نورا كأنه البدر الطالع ومن ورائه النساء على اقتات الجمال بلا وطاء ولا غطاء على الأول أم كلثوم وهي تنادي وأخاه واسيداه وامحمداه واعلياه ! فكيف تكون أم كلثوم على الجمل الأول وفي مقدمة الركب وأين السيدة زينب يا ترى ففي هذه الأخبار بل ف
ي كل ما يتعلق بالسبي والثورة الحسينية نجد بان الكلمات المنسوبة لام كلثوم هي نفسها منسوبه لزيب فكيف ذلك ألا أن نقول بانهما واحده وليستا متعددتين .
احد عشر : ذكر صاحب كتاب بيت الأحزان الشيخ القمي ص177 وصية الزهراء لأمير المؤمنين -عليه السلام- الى أن يقول ثم ضمت إليها أم كلثوم فقالت له : إذا بلغت فلها مافي المنزل ثم الله لها .....الخ ، فاين زينب ولما لم توصي بها ولماذا لم
تجعل لها شي وهي الأبرز والأفضل ألا أن نقول بأنها واحده وغير متعددة وعلى هذا ثبت لنا بأنه لا تعدد في بنات الزهراء وأنها بنت واحده لا غير .
الثاني عشر: واختم به الكلام لا إشكال على الإطلاق بين الكل إن قلنا بالتعدد وان للزهراء ابنتين فالكل اجمع أن زينب وأم كلثوم كانتا في كربلا وفي نفس الوقت اجمعوا على أن زوجة عمر ماتت في حياة الإمامين الحسن والحسين وهذا
أمر قطعي لا نقاش فيه بين اثنين وعليه يكون المرأة التي تزوجها عمر ليست بنت الزهراء وهو في غاية الوضوح والبيان .
17
سوف اتوقف عن اكمال البحث وأتوجه إليك ببعض الأسئلة على السريع
أولا: هل عندكم روايةواحدة صحيحة
ثانيا: الروايات تقول أنها تزوجت بعبد الله بن جعفر ممكن تفسر لي ذلك وكيف
ثالثا: ماهو المهر المقدم هل هو اربعين الف من دون تعيين ام اربعين الف درهم ام اربعين الف دينار
ومن اين اتى بهذا المهر من ماله ام من بيت مال المسلمين ولماذا هذا المهر الكبير الذي خالف فيه السنة والروايات التي
تمتدح قلة المهر
ويستحب أن لا يغلى الصداق لما روي عن عائشة عن النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- أنه قال أعظم النساء بركة
أيسرهن مؤنة رواه أبو حفص بإسناده وعن أبي العجفاء قال : عمر رضي الله عنه ألا لا تغلوا صداق النساء فإنه لو كان مكرمة في الدنيا أو تقوى عند الله كان أولاكم بها رسول الله-صلى الله عليه وآله وسلم-ما أصدق المصدر ( المغني ج:7 ص:161 )
رابعا:من صلى عليها عند وفاتها الوالي سعيد بن العاص ام ابن عمر وهل كان الحسنوالحسين ممن صلا عليها ام لا ؟ومن هي أم كلثوم التي في كربلاء
خامسا:كيف ممكن تفسر لي تلقيب زيد ابنها بزيد الاكبر علما بأن ام كلثوم بن جرول ام زيد الاصغر قد ماتت من زمان قبل الزواج بام كلثوم بنت الامام
فقال في البداية والنهاية:
قلت فجملة أولاده رضى الله عنه وأرضاه ثلاثة عشر ولدا وهم زيد الأكبر وزيد الأصغر وعاصم وعبدا لله وعبد الرحمن الأكبر وعبد الرحمن الأوسط البداية والنهاية ج:7 ص:139 .
وقال في المنتظم:
وزيد الأكبر ورقية وأمهم أم كلثوم بنت علي بن أبي طالب وأمها فاطمة بنت رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- وزيد الأصغر وعبيد الله وأمهما أم كلثوم بنت جرول وفرق الإسلام بين عمر وبين أم كلثوم بنت جرول وعاصم وأمه جميلة بنت المنتظم ج:4 ص:131 .
وماذا نفعل بمثل هذه الروايةوما شاكلها
وأرسل لها عمر أربعين ألفا مهرا وبنى بها رضي الله عنه وقتل عنها بعد أن ولدت له زيدا الأكبر ورقية فأما زيد الأكبر
فعاش إلى أن ارتحل فرمى في حنين بحجر مات به سمط النجوم العوالي ج:1 ص:532 .فمتى كانت حنين
السؤال الخامس:ما اسم بنت زينب هل هي رقية ام فاطمة
والسؤال كيف زوجها ابوها وزواجه من من رقية على اقل التقادير في سنة 17 هجري ووفاته سنة 23 او 24 ومن
المعروف ان زيد اكبر من فاطمة او رقية فكم كان عمر هذه البنت عندوفاة والدها
وقال في المعارف:
أخبرنا أبو العز بن كادش إذنا أنا أبو محمد بن الحسين أنا أبو الفرج المعافى بن زكريا القاضي نا محمد بن القاسم الأنباري أخبرني أبي عن أبي الفضل العباس بن ميمون وفاطمة وزيدا وأمهما أم كلثوم بنت علي بن أبي طالب من
فاطمة بنت رسول الله (ص ) ويقال إن اسم بنت أم كلثوم من عمر رقية وأن عمر زوجها إبراهيم بن نعيم النحام فماتت عنده ولم تترك ولدا المعارف ج:1 ص:185 .
اسئلة كثيرة لم اجد لها جوابا
تعليق