إعـــــــلان

تقليص

للاشتراك في (قناة العلم والإيمان): واتساب - يوتيوب

شاهد أكثر
شاهد أقل

آباؤنا وامهاتنا قدواتنا !!

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • آباؤنا وامهاتنا قدواتنا !!


    يخطئ مَنْ يتصوّر أنّ الأب قدوة لابنه فقط ، وأنّ الأم قدوة لابنتها فقط ، فكلاهما قدوة لأبنائهما وبناتهما . نعم ، قد تكون بصمات الأم على شخصية ابنتها أكثر لكونهما من جنس واحد ، كما أنّ بصمات الأب أوضح وأصرح على الابن لاتحادهما في الجنس ، لكن ذلك ليس قاعدة ثابتة صارمة ، فقد يتأثر الابن بأمّه أكثر من أبيه ، وقد تتأثر الفتاة بأبيها أكثر من أمّها ، حتى أنّ العرب كانت تقول : «كلّ فتاة بأبيها معجبة» وإعجابها يدعوها للإقتداء به وتمثّل سيرته .
    وقد يتأثّران بأحد الوالدين أو بكليهما ، فأنت حينما تتصفّح حياة وسيرة الرجال والنساء من المبدعين والمبدعات ، ترى هذا التأثير المتبادل أو الذي لا جنسية له ، فكم من النابغات كان أبوها قدوتها ، وكم من البارعين من كانت أمّه قدوته ، وثمة صنف ثالث أخذ من هذا وهذه .
    وهذا يعني أنّ المهم هو أن يكون الوالدان أحدهما أو كلاهما في موقع القدوة والتأسّي ، فإنّ توفّر قدوتين في البيت أو الأسرة سيكون له مردود أكبر من القدوة الواحدة ، وانعدام القدوة تماماً سيكون له آثار سيِّئة على الأبناء والبنات .
    فالقدوة الوالدية يتجلّى أثرها في حياتنا منذ نعومة أظفارنا ، لأنّهما أوّل معلّمين في حياة كلّ فتاة وفتى ، والقدوتان اللتان يبقى صدى تأثيرهما يرنّ في مدى العمر .
    وقد يكون الأبوان ـ أو أحدهما ـ قدوتين صالحتين .
    وقد يكونان ـ أو أحدهما ـ مثالين سيِّئين .
    فإن كانا من الصنف الأوّل حظي الابن أو البنت بمعلّم ومربٍّ هو المثل الأعلى في حياتهما ، وإن كان أبواهما من الصنف الثاني ، فقد يبنيان أسوأ الخصال فيهما ، وقد قال الشاعر :
    إذا كان ربّ البيت بالدفّ ناقراً***فشيمةُ أهل البيتِ كلّهم الرقصُ
    و (النقرُ بالدفّ) هنا كناية عن كلّ عمل سوء يصدر من الأب أو الأم فيلتقطه الصغار على أنّه الصحيح الذي لا جدال فيه .
    والقدوة الوالدية أيّاً كانت ـ أمّاً أو أباً ـ لها ميزاتها الخاصّة :
    أ . فهي الأعمق تأثيراً وبقاء في نفوسنا وبناء شخصياتنا .
    ب . تأثيرها يمتد مع الحياة ، فبعض بصمات هاتين القدوتين تبقى محفورة لا تقدر يد الأيام على محوها . فـ «العلم في الصغر كالنقش في الحجر.
    ج . هي قدوة ملازمة لا تفارقنا ، وكأنّها جزء لا يتجزّأ منّا .
    د . هي قدوة حريصة مخلصة وتريد لنا الخير وتطمح إلى أن نكون أفضل منها ، وأن لا نكتفي بمجاراتها فقط .
    هـ . هي قدوة تلقائية تقدّم النموذج الحيّ المباشر من نفسها ، في كلّ كلمةِ حبٍّ وصدق ، وحركة عطف وحنان ، وموقف تضحية وإيثار .
    وليس ضرورياً أن تكون القدوة الوالدية قدوة حائزة على شهادة دراسية معيّنة ، فهي بما أوتيت من خزين عاطفي كبير ، ورغبة صميمية جامعة في الإسعاد ، تحاول أقصى جهدها في أن تقدّم المثال الصالح لأبنائها وبناتها .
    فربّ أب فلاّح مكافح لا يجيد القراءة والكتابة ، لكنّه إنسان نبيل كريم الطباع ، حميد الخصال والسجايا ، يعرف بالتجربة ما هو الخبث وما هو الطيبة ، وأين الاستقامة وأين الإعوجاج ، هو قدوة صالحة قد لا نستفيد منها في تعليمنا القراءة والكتابة ، لكنّها بالتأكيد أفضل من أب متعلِّم لكنّه منصرف عن أبنائه وبناته .
    وربّ أمّ أميّة ، لكنّها قرأت كتاب الحياة من خلال تجربتها الحياتية والزوجية بعينين مفتوحتين ، فقدّمت لأبنائها وبناتها نموذجاً يحتذى من الإخلاص والوفاء ونكران الذات .
    غير أنّ هذا لا يقلل إطلاقاً من أهميّة الأب المثقف والأم المتعلّمة كقدوتين ، بل بالعكس ، فإنّ القدوة الوالدية المثقفة تترك أثراً أكبر في نفوس وأذهان ذريتهما من الأبناء والبنات .

    المصدر / مؤسسة البلاغ

  • #2
    [frame="7 80"]إنّ أحوج ما يحتاجه الناشئ : أن يرى القدوة الحسنة فيمن حوله ، في والديه ومعلّميه على وجه الخصوص ، وفي إخوته وأخواته ممّن هم أكبر منه سنّاً ، ففي فطرة الإنسان نزعة التقليد والمحاكاة للآخرين ، وهذه النزعة لا تميّز في مرحلة الطفولة بخاصّة بين التقليد في الخير ، أو التقليد في الشرّ ، بل إنّنا نجد أن الكبار لا يميّزون أيضاً عندما يقعون تحت تأثير الانبهار والإعجاب بالآخرين ، فيصبح التقليد أعمى ، والاتّباع بغير وعيٍ ولا تمييز .. فمن ثمّ فإن خير ما يقدّم للناشئ القدوة الحسنة ، في الأقوال والأفعال ، والأخلاق والسلوك .. وهذه القدوة الحسنة هي خير ما يدعم المبدأ والفكرة التي نريد بثّها في نفس الناشئ ، وتربيته عليها .. ـ فإذا أردنا أن نغرس الصدق ، فإنّ علينا أن نكون أوّلاً صادقين .. ـ وإذا أردنا أن نغرس الأمانة في نفوس أبنائنا ، فعلينا أن نكون أمناء في أنفسنا وسلوكنا .. ـ وإذا أردنا أن نغرس في نفوس أبنائنا حسن الخلق ، فعلينا أن نري أبناءنا في كلامنا ومواقفنا ، وغضبنا ورضانا : حسن الخلق ، وضبط اللسان ، وعفّة القول ، والبعد عن البذاءة أو الفحش .. إنّ كثيراً من الأبناء يرون التناقض البيّن بين سلوك آبائهم وأمّهاتهم وبين ما يأمرونهم به ، ويحثّونهم عليه .. ويخطئ كثير من الآباء والأمّهات عندما يظنّون أنّ أبناءهم لا ينتبهون لسلوكهم ، ولا يلاحظون تصرّفاتهم ، ولا يحاكمون أفعالهم ولا يقوّمونها .. إن الأبناء يَزِنُون آباءهم وأمّهاتهم ومربّيهم بميزان فطريّ دقيق ، ويقيمون لهم في أنفسهم التقدير والاحترام على حسب رجحانهم في ذلك الميزان ، أو خسرانهم .. أيّها الآباء والأمّهات .! لنكن صرحاء مع أنفسنا ، إنّنا قبل أن نربّي نحتاج أن نتربّى ، وقبل أن نتطلّب المثاليّة من أولادنا ، ونكلّفهم ما نريد من كمال ، ينبغي أن نكون قدوة حسنة لهم ، ونموذجاً صالحاً .. نبدأ بأنفسنا ، ونقوّم اعوجاجنا ، ثمّ نأمر بما التزمنا به ، فلن نرى بعد ذلك من يتلكّأ عن طاعتنا ، أو يعاند في الاستجابة لنا .. وإنّ التربية منذ الطفولة الأولى : هي الأصل الذي يجب على المؤمن أن يوليه كلّ اهتمامه ، وإنّ التأمّل في هدي النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم وسيرته ليعلّمنا أنّ التربية العمليّة للناشئ تبدأ منذ الطفولة الأولى ، والأمثلة والنماذج ، والأحداث والمواقف في سيرة النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم كثيرة مستفيضة ، في كلّ باب من أبواب الخير ، وفي كلّ جانب من جوانب الحياة .. وليحذر الآباء والأمّهات أن ينحصر أثرهم في حياة أولادهم بتقديم المتطلّبات المادّيّة والصحّيّة ، والإغداق عليهم فيها بغير حساب ، دون القيام بأيّ دور تربويّ ، أو تأثير فكريّ أو سلوكيّ ، ويحسبون أنّ مهمّتهم قد انتهت عند هذا الحدّ ، فهي لا تزال تزيد فيه ولا تتجاوزه ، " وإنّ ممّا يُنبِتُ الربِيعُ ما يقتلُ حبَطاً أو يُلِمُّ " كما يقول رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم .[/frame]

    تعليق


    • #3
      اللهم صل على محمد وال محمد
      مشكورة اختي العزيزة شوق اللقاء على المشاركة والاضافة الجميلة والمعبرة
      دمتي عزيزتي

      تعليق

      المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
      حفظ-تلقائي
      x

      رجاء ادخل الستة أرقام أو الحروف الظاهرة في الصورة.

      صورة التسجيل تحديث الصورة

      اقرأ في منتديات يا حسين

      تقليص

      لا توجد نتائج تلبي هذه المعايير.

      يعمل...
      X