بسمه تعالى
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
القضاء والقدر
سئل أمير المؤمنين " عليه السلام " عن القدر فقال : طريق مظلم فلا تسلكوه ، وبحر عميق فلا تلجوه ، وسر الله تعالى فلا تتكلفوه .
وروى ان شيخا حضر صفين مع أمير المؤمنين عليه السلام فقال له : اخبرنا يا أمير المؤمنين عن مسيرنا هذا إلى الشام ، ابقضاء كان من الله وقدر ؟ قال : نعم يا أخا أهل الشام والذى فلق الحبة وبرأ النسمة ما وطئنا موطئا ، ولا هبطنا واديا ولا علونا تلعة إلا بقضاء من الله وقدر .
فقال الشامى : عند الله احتسب عناى يا أمير المؤمنين ، وما اظن ان لي اجرا في سعيي إذ كان قضاء الله على وقدره ، فقال له " عليه السلام " : ان الله قد أعظم لكم الاجر على مسيركم وأنتم سائرون ، وعلى مقامكم ، وأنتم مقيمون ولم تكونوا في شئ من حالاتكم مكرهين ، ولا إليها مضطرين ، ولا عليها مجبرين .
فقال الشامى : فما ذاك القضاء والقدر الذى ساقانا ، وعنهما كان مصيرنا وانصرافنا ؟ فقال " عليه السلام " : يا أخا أهل الشام ، لعلك ظننته قضاء لازما ، وقدرا حتما لو كان ذلك كذلك لبطل الثواب ، والعقاب وسقط الوعد والوعيد والامر ، والنهى وما كان المحسن أولى بثواب الاحسان من المسئ ، والمسئ أولى بعقوبة الذنب من المحسن تلك مقالة عبدة الاوثان ، وخصماء الرحمن وحزب الشيطان ، وشهداء الزور وقدرية هذه الامة ومجوسها ان الله تعالى أمر عباده تخييرا ، ونهاهم تحذيرا وكلف يسيرا وأعطى على القليل كثيرا ، ولم يطع مكرها ، ولم يعص مغلوبا ولم يكلف عسيرا ، ولم يرسل الانبياء لعبا ، ولم ينزل الكتاب إلى عباده عبثا ، ولا خلق السماوات والارض وما بينهما باطلا ذلك ظن الذين كفروا فويل للذين كفروا من عذاب النار .
قال الشامى : فما القضاء والقدر اللذان كان مسيرنا بهما وعنهما ؟ قال : الامر من الله بذلك والحكم ، ثم تلا ( وكان أمر الله قدرا مقدورا ) فقام الشامى فرحا مسرورا لما سمع هذا المقال ، فقال : فرجت عنى فرج الله عنك يا أمير المؤمنين ثم أنشأ يقول :
أنت الامام الذى نرجو بطاعته * يوم الحساب من الرحمن غفرانا
أوضحت من ديننا ما كان ملتبسا * جزاك ربك بالاحسان إحسانا
نعم المؤدب لانبغ به بدلا * لقيت روح تحيات وريحانا
متى يشككنا بالريب ذو سفه * نلقى لديك له شرحا وتبيانا
ما أن أرى عادلا في فعل فاحشة * ما كنت راكبها ظلما وعدوانا
لا لا ولا قائلا الله أوقعه * فيها عبدت إذا يا قوم شيطانا
ولا القضاء من العدل الرحيم به * دلاه فيها علا عن ذاك مولانا
ولا أراد ولا شاء الفسوق ولا * قتل الولى له كفرا وطغيانا
انى أراه وقد صحت عداوته * بالفسق اعلن ذاك الله اعلانا
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
القضاء والقدر
سئل أمير المؤمنين " عليه السلام " عن القدر فقال : طريق مظلم فلا تسلكوه ، وبحر عميق فلا تلجوه ، وسر الله تعالى فلا تتكلفوه .
وروى ان شيخا حضر صفين مع أمير المؤمنين عليه السلام فقال له : اخبرنا يا أمير المؤمنين عن مسيرنا هذا إلى الشام ، ابقضاء كان من الله وقدر ؟ قال : نعم يا أخا أهل الشام والذى فلق الحبة وبرأ النسمة ما وطئنا موطئا ، ولا هبطنا واديا ولا علونا تلعة إلا بقضاء من الله وقدر .
فقال الشامى : عند الله احتسب عناى يا أمير المؤمنين ، وما اظن ان لي اجرا في سعيي إذ كان قضاء الله على وقدره ، فقال له " عليه السلام " : ان الله قد أعظم لكم الاجر على مسيركم وأنتم سائرون ، وعلى مقامكم ، وأنتم مقيمون ولم تكونوا في شئ من حالاتكم مكرهين ، ولا إليها مضطرين ، ولا عليها مجبرين .
فقال الشامى : فما ذاك القضاء والقدر الذى ساقانا ، وعنهما كان مصيرنا وانصرافنا ؟ فقال " عليه السلام " : يا أخا أهل الشام ، لعلك ظننته قضاء لازما ، وقدرا حتما لو كان ذلك كذلك لبطل الثواب ، والعقاب وسقط الوعد والوعيد والامر ، والنهى وما كان المحسن أولى بثواب الاحسان من المسئ ، والمسئ أولى بعقوبة الذنب من المحسن تلك مقالة عبدة الاوثان ، وخصماء الرحمن وحزب الشيطان ، وشهداء الزور وقدرية هذه الامة ومجوسها ان الله تعالى أمر عباده تخييرا ، ونهاهم تحذيرا وكلف يسيرا وأعطى على القليل كثيرا ، ولم يطع مكرها ، ولم يعص مغلوبا ولم يكلف عسيرا ، ولم يرسل الانبياء لعبا ، ولم ينزل الكتاب إلى عباده عبثا ، ولا خلق السماوات والارض وما بينهما باطلا ذلك ظن الذين كفروا فويل للذين كفروا من عذاب النار .
قال الشامى : فما القضاء والقدر اللذان كان مسيرنا بهما وعنهما ؟ قال : الامر من الله بذلك والحكم ، ثم تلا ( وكان أمر الله قدرا مقدورا ) فقام الشامى فرحا مسرورا لما سمع هذا المقال ، فقال : فرجت عنى فرج الله عنك يا أمير المؤمنين ثم أنشأ يقول :
أنت الامام الذى نرجو بطاعته * يوم الحساب من الرحمن غفرانا
أوضحت من ديننا ما كان ملتبسا * جزاك ربك بالاحسان إحسانا
نعم المؤدب لانبغ به بدلا * لقيت روح تحيات وريحانا
متى يشككنا بالريب ذو سفه * نلقى لديك له شرحا وتبيانا
ما أن أرى عادلا في فعل فاحشة * ما كنت راكبها ظلما وعدوانا
لا لا ولا قائلا الله أوقعه * فيها عبدت إذا يا قوم شيطانا
ولا القضاء من العدل الرحيم به * دلاه فيها علا عن ذاك مولانا
ولا أراد ولا شاء الفسوق ولا * قتل الولى له كفرا وطغيانا
انى أراه وقد صحت عداوته * بالفسق اعلن ذاك الله اعلانا
تعليق