ماأجملك أيتها المدرسة وما أبهاكِ
ماأتم أمتثالكِ للنور قائمةٍ وما أنبل خضوعك فطرة للربوبية
ماأظرفكِ وفي حضنكِ تتربى براعم البراءة وأصل الوجود
ماأعذب أنشودة فجركِ وماأهول تهاليل مسائكِ حتى ترفع السدول .
ماأكملكِ ايتها المدرسة وما أسناك ِ.
لقد سرت في صفوفكِ وجلست على أرائككِ ومررت بمراتكِ وتجولت في ساحاتكِ فعرفت أن لي مربياً معلما ومديراً فاضلا
وأقراناً أصبحوا لي بالحب صحابيا .
ألا أخبرك بشيء يامدرستي ؟؟؟
لقد جئتك شامخاً بجهلي مغروراً بلعبي ولهوي وجئت لأريك بشقاوتي ما أنا رغم حداثتي وضعفي .
مهلاً مهلاً ياصغيري حتى تعلم لتعرف من أنا ؟؟؟
أنا لسان الابدية وشفاهها ,وأوتار الدهور وأصابعها,
أنا فكرة الحياة وبيانها .
أنا منزل النفس وفضاؤها .
أنا رغائبك من رغائبها .
أنا سلامتك من سلامتها .
فهل عرفتني ؟ أمازلت تتجاهلني !!! أجب أجب أم أجيبك أنا .
أنا التي حاربت ماضيها بحاضرها وصرعت قديمها بجديدها .
أنا التي بعثرت ضئيلها بضليعها فعلمت أن نظامها نظامك
وناموسها ناموسك وسنتها سنتك .
واعلم أن من لا يصهر برياحه ما يبس من أغصانه يموت مللاً,
ومن لا يمزق بثوراته ما بلى من أوراقه يفنى خمولاً ,ومن لا يكفن بنسيان ما مات من ماضيه كان هو الكفنا.
عفواً عفواً مدرستي علمت منك فعرفت .
ماأكرمك أيتها المدرسة وما أطول أناتك.
ما أشد حنانك على أبنائك المنصرفين عن حقيقتهم الى أوهامهم,
الضائعين بين ما بلغوا أليه وماقصروا عنه .
فنحن نضجّ وأنت تضحكين .
نحن نذهب وأنت تُكَفرين .
نحن نجحد وأنت تباركين .
نحن ننجس وأنت تقدسين .
نحن نهجع ولا نحلم وأنت تحلمين .
نحن نصبغ وجهك بالدم وأنت تغسلين وجوهنا بالكوثر .
نحن نتناول عناصرك لنصنع المدافع والقذائف وأنت تتناولين عناصرنا لتصنعين منا ورداً وأستبرق .
ماأوسع صبرك وما أكثر عطفك أيتها المدرسة !!؟
ماأنت ومن أنت ؟؟ أثمرة تلوحها الشمس ببطء في عمق الظلام؟
أم ثمرة" شجرتها المعرفة وعروقها أعماق الأزل رافعة أعصانها الى أصل الابد .
أطفلة أنت في حضن السماء ؟ أم أنت عجوز حكيمة أفاضت بملكوتها على كل الجهلاء ؟
ماأنت ومن أنت ؟؟ أنت أنا أنت أنا!!! .
أنت بصري وبصيرتي ,أنت عاقلتي وخيالي وأحلامي ,أنت جوعي وعطشي ,أنت ألمي وسروري ,أنت غفلتي وانتباهي .
أنت الجمال في عيني ,والشوق في قلبي , والخلود في روحي .
أنت أنا أيتها المدرسة ,فلو لم أكن لما كنت ,فلولما أكن لما كنت ,
فلولم أكن لماكنت .