شقيق زعيم الحوثيين في اليمن لـ »الوقت« :
الحوثية حركة ثقافية علمية وهذه أسباب الحرب ضدها
انطفأت شرارة الحرب في مدينة صعدة اليمنية حديثاً مخفية وراءها اسرارا كثيرة لم تنكشف بعد، ووقائع حاصرتها النيران من الوصول الى الناس، وأثارت هذه الحرب تساؤلات مختلفة لم تجد إجابة واضحة بعد. ''الوقت'' التقت البرلماني يحيى بدر الدين الحوثي شقيق زعيم حركة الحوثيين في اليمن الصريع حسين الحوثي وطرحت امامه جملة من التساؤلات التي فك غموض بعضها وكشف عن أسرار جديدة ورؤية ربما مغايرة عما تطرحه السلطة اليمنية. يحيى الحوثي عضو مجلس النواب اليمني ممثلا للحزب الحاكم كشف عن دور سعودي في الحرب التي يعتبرها تستهدف ''الزيديين''، ويرى ان الحوثية هي حركة ثقافية علمية وتربوية، لتعزيز روح التدين والالتزام، وتعزيز الأخلاق والسلوك القويم الذي حث عليه ديننا الإسلامي الحنيف. أسباب الحرب ضد الحوثية وأبعادها، وعلاقتها بالدور الإيراني، وأسباب نزوحه من اليمن، إضافة الى معلومات جديدة يزيح الستار عنها البرلماني يحيى الحوثي المقيم حاليا بالسويد في هذا الحوار المثير:
* سيد يحيى، حسب ما أعلن رسميا عن انتهاء الحرب في صعدة، وهناك توجيهات بمعالجة آثارها، وإطلاق سراح عدد من السجناء، إلى أي مدى تحقق ذلك، وكيف تقرأ هذه الخطوة؟
- أشكر صحيفة ''الوقت'' على إتاحتها لي هذه الفرصة لتوضيح بعض الحقائق، وبالنسبة الى الحرب.. نعم توقفت وتم إطلاق سراح مجموعات من السجناء، أما غير هذا فلا، وحتى الآن لم يتم معالجة أي أثر للحرب، لا إصلاح البيوت المهدمة، ولا إرجاع الممتلكات المنهوبة، ولم يسلموا جثث الشهداء، كما ان القوات العسكرية لم تنسحب من القرى والطرقات والأسواق ومواقع المواجهات، ولم تتوقف وسائل الإعلام الرسمية عن التحريض، والتكفير، والبذاءة المفرطة ، ومازلنا ننتظر من السلطة مواصلة الخطوات وإن كانت بطيئة، ولو أنني ومن خلال تجربتي لا أراهم يوفون هذه المرة كما عهدتهم من ذي قبل، بل أراهم قد يبحثون للحرب عن سوق معاضدة للسوق الطائفية، أو كونهم سينشغلون بالانتخابات الشبيهة بالانتخابات الصدامية، كما أراهم غير راغبين بجد بوقفها كونها تدر عليهم دخلا هائلا، بل ويعتبرونها مصدرا للثراء، خصوصاً وأن السعودية المتكفلة بكلف هذه الحرب، كما كان لها قسط من المشاركة بسلاح الجو، مع ما نراه من التعزيزات العسكرية في مواقع المواجهة، والتوقف عن السير في طريق إنهائها.
هناك خلط عند كثير من الناس في فهمهم للحوثية، فمنهم من يراها انقلاباً على النظام، ومنهم من يرى أنها حركة لها مطالبها في حقها بالتعبير وترديد شعار ''الموت لأميركا'' ''الموت لإسرائيل'' فهل يمكن ان توضح ذلك؟ وما هي مقدمات الصدام بين شقيقك حسين والقوات الحكومية والأسباب الحقيقية من وجهة نظرك؟
- توجد مفاهيم خاصة تسمى الحوثية، إلا إذا اعتبرنا الطرح الفكري لأخي العلامة السيد حسين الحوثي بشأن عودة الناس الى القرآن والسنة الصحيحة التي اعترف بصدقها أهل البيت (ع‮
لاستقاء المعارف الاسلامية، وهذا الطرح لا يختص به أخي، فكم في تأريخنا من آبائنا من أهل البيت، ومن أصحابهم من يدعو الى ذلك، كما لا يوجد ما يمكن أن يسمى انقلابا على النظام، وكل هجيج السلطة في إعلامها لمجرد التغطية على الجريمة التي انكشفت أخيرا أمام العالم، فالنظام استعلى وظلم، وحاول أن يكسب ماديا، ويضلل باصطناع قضيتنا سياسيا، فقد حسب أن الهروب من الضغوط الغربية المطالبة بتسليم الإرهابيين الذين هم أركان في النظام وأعوانه، يأتي من هذا الطريق، غير انه اصطدم بالحقيقة المرة وهي ان الغربيين رفضوا ما يطلب من جعل أخي وأصحابه إرهابيين، بل وصرحوا بأن الحوثي وأصحابه لم يمارسوا أي عمل إرهابي، وأخيرا اعترف وزير الخارجية اليمني أبو بكر القربى، للاتحاد الأوربي أن الحوثي فعلا ليس إرهابيا، وكان هذا مطلباً ملحاً أن يتبرع الرئيس للغربيين بالزيديين ليحتفظ بالوهابيين الإرهابيين، كما أنه سيكسب مالا كما ذكرت، وما يؤكد هذا اعتراف الشيخ عبدالله بن حسين الأحمر رئيس مجلس النواب وتصريحه لأهل صنعاء، أن الحوثي ليس إلا كبش فداء، أما مطالبنا فهي أن نعيش أحرارا كما أراد الله لنا وأن تحفظ لنا كرامتنا وحقوقنا.
قلت في تصريحات صحافية ان السلطة قامت بالحرب ضد حسين الحوثي دونما سبب فيما بعضهم يقول كيف يكون مواطن عادي مستعداً بالأسلحة الثقيلة التي قاومت دولة لشهور. ألا ترى ان هناك سبباً ربما خفياً لا يعرفه الكثير حتى اليوم؟
- أما عن الأسباب التي دفعت السلطة إلى حربنا فقد ذكرت أهمها في الجواب الماضي، وأما عن السلاح فالشعب اليمني كله مسلح، ونحن أقل الناس سلاحا بالنسبة الى بقية الناس في البلاد، ولو كان مع إخواني في'' جبل مران'' ولو رشاشين ثقيلين ما استطاع الجيش الوصول إليهم، فلم يكن معهم سوى البنادق العادية (كلاشنيكوف‮
، فما يقال عن سلاح ثقيل مجرد أوهام.
سبق وقلت انك تمتلك وثائق تدل على أن السلطة تحاربكم من العام ٢٩٩١، هذه الوثائق فيها محاولة اغتيال والدك بدر الدين الحوثي مرتين، وفيها تفجير لمنازلكم، وإحراق لمحلات أصحابكم التجارية، فلابد من سبب معين، أخي يحيى هل لك ان توضح سبب هذه الحرب الشعواء؟
- نعم لدي وثائق لما تضمنه السؤال، من محاولات السلطة قتلنا بالاغتيالات، وتفجيرها المتفجرات في بيوتنا ليلا لترهبنا وتفزع أطفالنا ونساءنا، وإحراقها محلات أصحابنا، ومتاجرهم، وضربها البيوت بقذائف ''الآر بي جي''، وهذا الأمر مشهور في اليمن في الاعوام ٢٩ و٣٩ و٤٩٩١، نشرته الصحف وتحدث عنه الناس بشكل واسع، أما أسباب ذلك فلأننا'' الزيديين'' واقعون ضمن مخطط شبه إقليمي تتبناه السعودية، وبعض أعوانها الى جانب السلطة في بلادنا، من سمات هذا المخطط إفراغ الجزيرة العربية من كل ما ينسب الى أهل البيت النبوي، سواء كان ذلك التواجد في إطار مذهبي، أو اجتماعي، أو سياسي، أو أثري، ولهذه التوجهات جذور وأصول ليس هذا محل ذكرها، كما أنهم يرون أن الزيديين يشكلون خطرا ولو على المدى البعيد، ولذا تراهم يربطون بيننا وبين الإيرانيين، في كل لحظة، فهم يخشون من حصولنا على مدد حقيقي لتغيير كل شيء في هذه الجزيرة ـ فمنذ قيام الثورة في إيران، وهم يذيقوننا ألوان العذاب، حتى أنهم كانوا يسجنون أصحابنا لمجرد امتلاكهم صورة للإمام الخميني أو أحد العلماء الشيعة، أو كتاب أو صحيفة ذات توجه شيعي، على رغم عدم وجود علاقات بيننا وبين إيران لأغراض يخشونها فقط لمجرد الأوهام ـ نعم ويساعدهم في ذلك موافقة الرئيس الذي مطلبه المال ليس إلا، كما انه يرى لهم الفضل في حصوله على الرئاسة بعد مؤامرة قتل الرئيس إبراهيم ألحمدي، الذي كان يتمتع بغيرة على الشعب، ويرفض أن يهان أو يذل أحد، وعلى أساس تنفيذ المخطط الذي يظنون نجاحه، أنشئت الجامعات الوهابية، والمعاهد، والمدارس، وما تحتاجه من مناهج وميزانيات، وغير ذلك من المحفزات والمنشطات، وغطوا بذلك معظم المدن، كما قامت السياسة الإعلامية لأجهزة السلطة - ومعظمها تابعة لها على أساس هذه الخطة - في اي عمل نقوم به سواء كان سياسياً أو اجتماعياً أو دينياً، لعرقلته والحيلولة دون نجاحه بجد، حتى أنك لا تجد للزيدية مدرسة أو جمعية أو وسيلة إعلام، وهم نصف السكان تقريباً، كما أننا ننبه المواطنين إلى خطورة هذا التوجه، سواء من حيث الخطأ الواضح في طرحهم الديني الركيك والضعيف، أم من حيث خطورته على التركيبة الاجتماعية للشعب اليمني، الذي لا يتعامل مع الناس بروح طائفية، وغير ذلك من الملاحظات المهمة، فحيث أقول ذلك والناس يسمعون لنا لثقتهم بنا، فقد حطوا عيونهم الحمراء علينا، واتخذوا أسلوب إرهابنا بالقوة العسكرية، سواء في شكل عصابات من أفراد مجرمين، أوفي شكل حملات عسكرية واعتقال العشرات من أصحابنا، وكنا نلقي القبض على بعض المجرمين وكانوا يعترفون لنا بكل شيء سواء الممولين أم الأهداف، هذا جواب مختصر جدا حيث لا يتحمله المقام الصحافي.
اتهم أخوك حسين الحوثي، بتلقي الدعم من إيران كما أطلقت أحكام إعدام في حقه بتهمة التخابر مع السفارة الإيرانية. هل يعني ذلك ان هناك امتداداً لدور إيراني في الأحداث؟
- قلت لك إن هاجس الخوف من إيران لا يفارقهم، فهذه التهمة الموهومة وإن كان الرئيس يصرح بها إعلاميا فأنا على يقين أنه يعلم خلاف ذلك غير أنه يحفز بذلك حلفاءه في الخطة المذكورة ليدفعوا أكثر، وهو يمارس هذا الأسلوب بذكاء جبل عليه، وقد جمع بذلك أموالا كثيرة، أما عن المحكوم عليهم بالإعدام فهو شخص واحد هو الأخ العلامة يحيى حسين الدليمي، كانوا قد طلبوا منه كغيره من علمائنا التوقيع على تعهد يلزمه ترك التدريس والخطابة، فرفض التوقيع، مما اضطرهم لتلفيق تهمة كبيرة ليبقى في السجن، ثم ما هي المعلومات اليمنية التي يخشى عليها التسرب الى الخارج؟ كما أن هذه المعزوفة قد فقدت بريقها بانتهاء الحرب الباردة، لكن، أما من ناحية الواجب الديني فإن كل مسلم سمع بظلمنا، ولم يساعدنا يعتبر عاص لله ومقصر في حق رسول الله، لقوله تعالى ''وإن طائفتان من المؤمنين اقتتلوا فأصلحوا بينهما فإن بغت إحداهما على الأخرى فقاتلوا التي تبغي حتى تفيء إلى أمر الله'' وقوله (ص‮
''لا قدست أمة لا تأمر بمعروف ولا تنهى عن منكر ولا تقبض على يد الظالم ولا تعين المحسن ولا ترد المسيء عن إساءته'' وقوله (ص‮
''أذكركم الله في أهل بيتي ثلاث مرات'' ونحن من أهل بيته وذريته التي كان المسلمون يبايعونه على الحفاظ عليها مما يحفظون ذراريهم منه، فنحن من أحفاد الإمامين الحسن والحسين(ع‮
لم نغير ولم نبدل، وهؤلاء الجبابرة يتوارثون ظلمنا من بداية الدولة الأموية إلى الآن، ليجبرونا على الرضا بالجور والظلم، والدجل على الناس.
ترددت أنباء في الشارع اليمني ان حركة الحوثية قامت على أساس عقائدي زيدي شيعي ما تعليقك على ذلك؟
- حركتنا ثقافية علمية وتربوية، لتعزيز روح التدين والالتزام، وتعزيز الأخلاق والسلوك القويم الذي حث عليه ديننا الإسلامي الحنيف، وفقا لما جاء به القرءان الكريم والصحيح من السنة النبوية، مع احترامنا للمذاهب الاسلامية التي لا تمارس أذيتنا باعتبارها تعبر عن وجهة نظر أصحابها، وتمثل قناعاتهم واختيارهم، وباعتبار أصحابها أحرار لهم حق الاختيار، ومآلنا جميعا الى الله.
خروجك من اليمن كان عقب الهدنة التي حدثت عقب حرب صعدة الأولى ومازلت في السويد حتى اليوم..هل من توجسات أمنية لديك في العودة؟
- خرجت فعلا بعد الهدنة الأولى، وحينما عادت الحرب على إثر إنزال فرقة عسكرية إلى منطقة نشور بعد نصف الليل لغرض اختطاف والدي، كان علي أن أتحدث الى العالم وأبين للناس عن فقضيتنا، فعملت على إيصال الحقيقة الى كثير من وسائل الإعلام والى كثير من المحافل الدولية، ما جعل أمر العودة علي خطرا جدا، على رغم شوقي الى أهلي وبلدي، وإخواني في صعدة، ولكنني أحاول قدر المستطاع البحث عن طريق للعودة.
هل لديك معلومات عن عدد القتلى والسجناء من أتباع الحوثية؟
- ليس لدي إحصائية دقيقة لعدد السجناء، والقتلى، إلا أننا نقدر المساجين بـ ٠٠٠٣ والشهداء بـ ٠٠٤.
هل من إيضاحات تريد ان توردها او معلومات تريد ان تضع النقاط على الحروف فيها؟
- بالنسبة الى الإيضاحات فأرجو كل من اطلع على ما تقوله السلطات عنا أن يعلم أنها تفتري علينا وتلصق بنا التهم حتى المتناقضات، وأن لا يصدقها فهي تكذب بصورة لم يتخيلها أحد، لتغطي بذلك على جرائم جسيمة جدا لا تخيل.
http://www.alwaqt.com/Articles/Arti...aspx?ArtId=2153
الحوثية حركة ثقافية علمية وهذه أسباب الحرب ضدها
انطفأت شرارة الحرب في مدينة صعدة اليمنية حديثاً مخفية وراءها اسرارا كثيرة لم تنكشف بعد، ووقائع حاصرتها النيران من الوصول الى الناس، وأثارت هذه الحرب تساؤلات مختلفة لم تجد إجابة واضحة بعد. ''الوقت'' التقت البرلماني يحيى بدر الدين الحوثي شقيق زعيم حركة الحوثيين في اليمن الصريع حسين الحوثي وطرحت امامه جملة من التساؤلات التي فك غموض بعضها وكشف عن أسرار جديدة ورؤية ربما مغايرة عما تطرحه السلطة اليمنية. يحيى الحوثي عضو مجلس النواب اليمني ممثلا للحزب الحاكم كشف عن دور سعودي في الحرب التي يعتبرها تستهدف ''الزيديين''، ويرى ان الحوثية هي حركة ثقافية علمية وتربوية، لتعزيز روح التدين والالتزام، وتعزيز الأخلاق والسلوك القويم الذي حث عليه ديننا الإسلامي الحنيف. أسباب الحرب ضد الحوثية وأبعادها، وعلاقتها بالدور الإيراني، وأسباب نزوحه من اليمن، إضافة الى معلومات جديدة يزيح الستار عنها البرلماني يحيى الحوثي المقيم حاليا بالسويد في هذا الحوار المثير:
* سيد يحيى، حسب ما أعلن رسميا عن انتهاء الحرب في صعدة، وهناك توجيهات بمعالجة آثارها، وإطلاق سراح عدد من السجناء، إلى أي مدى تحقق ذلك، وكيف تقرأ هذه الخطوة؟
- أشكر صحيفة ''الوقت'' على إتاحتها لي هذه الفرصة لتوضيح بعض الحقائق، وبالنسبة الى الحرب.. نعم توقفت وتم إطلاق سراح مجموعات من السجناء، أما غير هذا فلا، وحتى الآن لم يتم معالجة أي أثر للحرب، لا إصلاح البيوت المهدمة، ولا إرجاع الممتلكات المنهوبة، ولم يسلموا جثث الشهداء، كما ان القوات العسكرية لم تنسحب من القرى والطرقات والأسواق ومواقع المواجهات، ولم تتوقف وسائل الإعلام الرسمية عن التحريض، والتكفير، والبذاءة المفرطة ، ومازلنا ننتظر من السلطة مواصلة الخطوات وإن كانت بطيئة، ولو أنني ومن خلال تجربتي لا أراهم يوفون هذه المرة كما عهدتهم من ذي قبل، بل أراهم قد يبحثون للحرب عن سوق معاضدة للسوق الطائفية، أو كونهم سينشغلون بالانتخابات الشبيهة بالانتخابات الصدامية، كما أراهم غير راغبين بجد بوقفها كونها تدر عليهم دخلا هائلا، بل ويعتبرونها مصدرا للثراء، خصوصاً وأن السعودية المتكفلة بكلف هذه الحرب، كما كان لها قسط من المشاركة بسلاح الجو، مع ما نراه من التعزيزات العسكرية في مواقع المواجهة، والتوقف عن السير في طريق إنهائها.
هناك خلط عند كثير من الناس في فهمهم للحوثية، فمنهم من يراها انقلاباً على النظام، ومنهم من يرى أنها حركة لها مطالبها في حقها بالتعبير وترديد شعار ''الموت لأميركا'' ''الموت لإسرائيل'' فهل يمكن ان توضح ذلك؟ وما هي مقدمات الصدام بين شقيقك حسين والقوات الحكومية والأسباب الحقيقية من وجهة نظرك؟
- توجد مفاهيم خاصة تسمى الحوثية، إلا إذا اعتبرنا الطرح الفكري لأخي العلامة السيد حسين الحوثي بشأن عودة الناس الى القرآن والسنة الصحيحة التي اعترف بصدقها أهل البيت (ع‮

قلت في تصريحات صحافية ان السلطة قامت بالحرب ضد حسين الحوثي دونما سبب فيما بعضهم يقول كيف يكون مواطن عادي مستعداً بالأسلحة الثقيلة التي قاومت دولة لشهور. ألا ترى ان هناك سبباً ربما خفياً لا يعرفه الكثير حتى اليوم؟
- أما عن الأسباب التي دفعت السلطة إلى حربنا فقد ذكرت أهمها في الجواب الماضي، وأما عن السلاح فالشعب اليمني كله مسلح، ونحن أقل الناس سلاحا بالنسبة الى بقية الناس في البلاد، ولو كان مع إخواني في'' جبل مران'' ولو رشاشين ثقيلين ما استطاع الجيش الوصول إليهم، فلم يكن معهم سوى البنادق العادية (كلاشنيكوف‮

سبق وقلت انك تمتلك وثائق تدل على أن السلطة تحاربكم من العام ٢٩٩١، هذه الوثائق فيها محاولة اغتيال والدك بدر الدين الحوثي مرتين، وفيها تفجير لمنازلكم، وإحراق لمحلات أصحابكم التجارية، فلابد من سبب معين، أخي يحيى هل لك ان توضح سبب هذه الحرب الشعواء؟
- نعم لدي وثائق لما تضمنه السؤال، من محاولات السلطة قتلنا بالاغتيالات، وتفجيرها المتفجرات في بيوتنا ليلا لترهبنا وتفزع أطفالنا ونساءنا، وإحراقها محلات أصحابنا، ومتاجرهم، وضربها البيوت بقذائف ''الآر بي جي''، وهذا الأمر مشهور في اليمن في الاعوام ٢٩ و٣٩ و٤٩٩١، نشرته الصحف وتحدث عنه الناس بشكل واسع، أما أسباب ذلك فلأننا'' الزيديين'' واقعون ضمن مخطط شبه إقليمي تتبناه السعودية، وبعض أعوانها الى جانب السلطة في بلادنا، من سمات هذا المخطط إفراغ الجزيرة العربية من كل ما ينسب الى أهل البيت النبوي، سواء كان ذلك التواجد في إطار مذهبي، أو اجتماعي، أو سياسي، أو أثري، ولهذه التوجهات جذور وأصول ليس هذا محل ذكرها، كما أنهم يرون أن الزيديين يشكلون خطرا ولو على المدى البعيد، ولذا تراهم يربطون بيننا وبين الإيرانيين، في كل لحظة، فهم يخشون من حصولنا على مدد حقيقي لتغيير كل شيء في هذه الجزيرة ـ فمنذ قيام الثورة في إيران، وهم يذيقوننا ألوان العذاب، حتى أنهم كانوا يسجنون أصحابنا لمجرد امتلاكهم صورة للإمام الخميني أو أحد العلماء الشيعة، أو كتاب أو صحيفة ذات توجه شيعي، على رغم عدم وجود علاقات بيننا وبين إيران لأغراض يخشونها فقط لمجرد الأوهام ـ نعم ويساعدهم في ذلك موافقة الرئيس الذي مطلبه المال ليس إلا، كما انه يرى لهم الفضل في حصوله على الرئاسة بعد مؤامرة قتل الرئيس إبراهيم ألحمدي، الذي كان يتمتع بغيرة على الشعب، ويرفض أن يهان أو يذل أحد، وعلى أساس تنفيذ المخطط الذي يظنون نجاحه، أنشئت الجامعات الوهابية، والمعاهد، والمدارس، وما تحتاجه من مناهج وميزانيات، وغير ذلك من المحفزات والمنشطات، وغطوا بذلك معظم المدن، كما قامت السياسة الإعلامية لأجهزة السلطة - ومعظمها تابعة لها على أساس هذه الخطة - في اي عمل نقوم به سواء كان سياسياً أو اجتماعياً أو دينياً، لعرقلته والحيلولة دون نجاحه بجد، حتى أنك لا تجد للزيدية مدرسة أو جمعية أو وسيلة إعلام، وهم نصف السكان تقريباً، كما أننا ننبه المواطنين إلى خطورة هذا التوجه، سواء من حيث الخطأ الواضح في طرحهم الديني الركيك والضعيف، أم من حيث خطورته على التركيبة الاجتماعية للشعب اليمني، الذي لا يتعامل مع الناس بروح طائفية، وغير ذلك من الملاحظات المهمة، فحيث أقول ذلك والناس يسمعون لنا لثقتهم بنا، فقد حطوا عيونهم الحمراء علينا، واتخذوا أسلوب إرهابنا بالقوة العسكرية، سواء في شكل عصابات من أفراد مجرمين، أوفي شكل حملات عسكرية واعتقال العشرات من أصحابنا، وكنا نلقي القبض على بعض المجرمين وكانوا يعترفون لنا بكل شيء سواء الممولين أم الأهداف، هذا جواب مختصر جدا حيث لا يتحمله المقام الصحافي.
اتهم أخوك حسين الحوثي، بتلقي الدعم من إيران كما أطلقت أحكام إعدام في حقه بتهمة التخابر مع السفارة الإيرانية. هل يعني ذلك ان هناك امتداداً لدور إيراني في الأحداث؟
- قلت لك إن هاجس الخوف من إيران لا يفارقهم، فهذه التهمة الموهومة وإن كان الرئيس يصرح بها إعلاميا فأنا على يقين أنه يعلم خلاف ذلك غير أنه يحفز بذلك حلفاءه في الخطة المذكورة ليدفعوا أكثر، وهو يمارس هذا الأسلوب بذكاء جبل عليه، وقد جمع بذلك أموالا كثيرة، أما عن المحكوم عليهم بالإعدام فهو شخص واحد هو الأخ العلامة يحيى حسين الدليمي، كانوا قد طلبوا منه كغيره من علمائنا التوقيع على تعهد يلزمه ترك التدريس والخطابة، فرفض التوقيع، مما اضطرهم لتلفيق تهمة كبيرة ليبقى في السجن، ثم ما هي المعلومات اليمنية التي يخشى عليها التسرب الى الخارج؟ كما أن هذه المعزوفة قد فقدت بريقها بانتهاء الحرب الباردة، لكن، أما من ناحية الواجب الديني فإن كل مسلم سمع بظلمنا، ولم يساعدنا يعتبر عاص لله ومقصر في حق رسول الله، لقوله تعالى ''وإن طائفتان من المؤمنين اقتتلوا فأصلحوا بينهما فإن بغت إحداهما على الأخرى فقاتلوا التي تبغي حتى تفيء إلى أمر الله'' وقوله (ص‮



ترددت أنباء في الشارع اليمني ان حركة الحوثية قامت على أساس عقائدي زيدي شيعي ما تعليقك على ذلك؟
- حركتنا ثقافية علمية وتربوية، لتعزيز روح التدين والالتزام، وتعزيز الأخلاق والسلوك القويم الذي حث عليه ديننا الإسلامي الحنيف، وفقا لما جاء به القرءان الكريم والصحيح من السنة النبوية، مع احترامنا للمذاهب الاسلامية التي لا تمارس أذيتنا باعتبارها تعبر عن وجهة نظر أصحابها، وتمثل قناعاتهم واختيارهم، وباعتبار أصحابها أحرار لهم حق الاختيار، ومآلنا جميعا الى الله.
خروجك من اليمن كان عقب الهدنة التي حدثت عقب حرب صعدة الأولى ومازلت في السويد حتى اليوم..هل من توجسات أمنية لديك في العودة؟
- خرجت فعلا بعد الهدنة الأولى، وحينما عادت الحرب على إثر إنزال فرقة عسكرية إلى منطقة نشور بعد نصف الليل لغرض اختطاف والدي، كان علي أن أتحدث الى العالم وأبين للناس عن فقضيتنا، فعملت على إيصال الحقيقة الى كثير من وسائل الإعلام والى كثير من المحافل الدولية، ما جعل أمر العودة علي خطرا جدا، على رغم شوقي الى أهلي وبلدي، وإخواني في صعدة، ولكنني أحاول قدر المستطاع البحث عن طريق للعودة.
هل لديك معلومات عن عدد القتلى والسجناء من أتباع الحوثية؟
- ليس لدي إحصائية دقيقة لعدد السجناء، والقتلى، إلا أننا نقدر المساجين بـ ٠٠٠٣ والشهداء بـ ٠٠٤.
هل من إيضاحات تريد ان توردها او معلومات تريد ان تضع النقاط على الحروف فيها؟
- بالنسبة الى الإيضاحات فأرجو كل من اطلع على ما تقوله السلطات عنا أن يعلم أنها تفتري علينا وتلصق بنا التهم حتى المتناقضات، وأن لا يصدقها فهي تكذب بصورة لم يتخيلها أحد، لتغطي بذلك على جرائم جسيمة جدا لا تخيل.
http://www.alwaqt.com/Articles/Arti...aspx?ArtId=2153
تعليق