سيأتي الليل ، لاني أتفقت معه أن يأتي بسرعة...سيكون للنجوم حظها الكبير لان الفرح اليوم على قدم وساق ، غداً الاحتقال بتخرج الصغار لقد قصصت الورق على شكل نجوم وغمسته بالصمغ ومرغت بياضه بلون ذهبي ، ستقوم زهراء بدور الشمس لابد ان تكون هي لاغيرها لانها إبنة الشهيد لذا لن أدع الحزن الذي طوقوها به ينمو ، لا لن ينمو فيها غير الاغاني التي كتبتها ومنحتها لحناً تحديت به الرصاص. لذا سألصق الورق على هيئة الشمس التي أريدها أن تشرق لنا جميعاً .
كنت في السادسة من عمري حين حضرت أول مسرحية للاطفال وقلت لابي عندما عدت بأني لن أكون معلمة عندما أكبر؛ بل سأكون شمساً على المسرح ؛ ضحك يومها وقال،
:- لو بقي الرجل الذي أعرفه في نفس مكانه فلن نقدر أن نضمن حتى شروق شمس الله.
لم أفهم لكني كبرت ورأيت الاطفال حولي موزعين بين أبن شهيد وفقيد ومعوق حرب أو مغيب في عالم العتمة، حتى صحوت يوماُ لاعرف ما الذي تعنيه كلمات أبي، ألتصقت الورقة الذهبية بثوبي ونظرت الى الساعة ، لينتصف الليل كما يشاء فلقد تصالحنا :-" اليس كذلك". نعم وسيكون لزهراء يوماً من الشمس كما أريده لها.
منذ دخلت هذه الروضة وأنا أحلم بالغد بجموح أغدقته الحياة علي ولا أعرف من أين أحب عودتي الى البيت وأنا ملطخة بالحلوى التي يأكلونها ولا يغسلون أيديهم بعد الاكل كي تكتمل سعادتي بأن يلمسوني بأيدي دبقة أحب الكراسات الملونة التي تشاكسها الخطوط القوية التي تثبت لي أنهم يريدون أن يتركوا أثرهم على الصفحات البيضاء ، ولكني أشعر بغيوم الحزن توشك الهطول على رأسي الساخن ، هل سيحدث أنني سأغرق بدموعي بعد حفل التخرج لانهم سيذهبون الى المدرسة وسيكبرون ، لماذا أخاف على الصغار من الغد ؟.
قاطعت أمي شرودي بدخولها حاملة كوب الشاي :- نفس القلق يا مريم؟.
لم أجبها لقد تعودت منه أن تقرأ تلافيف ذهني الموزع بين النهار وبين الصغار.
فراوغتها قائلة :- هل تعتقدين أن العام الجديد سيكون بارد الشتاء كالعام الماضي؟.
شاركتني أمي في لصق الاوراق ورصفها على جهة كي لا تدوسها أقدام أخوتي في الصباح ، ونظرت الى الساعة:- ليس عليك أن تعاملي الاطفال بأفضل ما تعاملين به نفسك ، فكيف تزرعين الثقة في قلوبهم لتستيقظي في الليل تخادعين القلق الذي يمتص دمك ، قولي لي كيف عبرنا الازمات يا بنيتي ، ألم تكن شمس الشموسة معنا؟.
(شمس الشموسة) المسرحية التي تتحدث عن وجود وحش كبير يريد اكل الشمس ولكن أطفال القرية طردوه من الارض الى حيث لا رجعة .
فهرعت الى أحضان امي تاركة كوب الشاي يلطخ بعض الرسوم وأنا أرتجف :- امي على الوحش ان لا يعود فأنا لا أريد لزهراء أن تبكي بعد الان من الظلام.
رفعت أمي كوب الشاي وهي تهز رأسها :- يبدو أن في هذا البيت من يحتاج الى درس في الشجاعة، هيا يا إبنتي فالغد لك ، وهذا ما تقوله الالوان الحلوة على ثيابك.
كنت في السادسة من عمري حين حضرت أول مسرحية للاطفال وقلت لابي عندما عدت بأني لن أكون معلمة عندما أكبر؛ بل سأكون شمساً على المسرح ؛ ضحك يومها وقال،
:- لو بقي الرجل الذي أعرفه في نفس مكانه فلن نقدر أن نضمن حتى شروق شمس الله.
لم أفهم لكني كبرت ورأيت الاطفال حولي موزعين بين أبن شهيد وفقيد ومعوق حرب أو مغيب في عالم العتمة، حتى صحوت يوماُ لاعرف ما الذي تعنيه كلمات أبي، ألتصقت الورقة الذهبية بثوبي ونظرت الى الساعة ، لينتصف الليل كما يشاء فلقد تصالحنا :-" اليس كذلك". نعم وسيكون لزهراء يوماً من الشمس كما أريده لها.
منذ دخلت هذه الروضة وأنا أحلم بالغد بجموح أغدقته الحياة علي ولا أعرف من أين أحب عودتي الى البيت وأنا ملطخة بالحلوى التي يأكلونها ولا يغسلون أيديهم بعد الاكل كي تكتمل سعادتي بأن يلمسوني بأيدي دبقة أحب الكراسات الملونة التي تشاكسها الخطوط القوية التي تثبت لي أنهم يريدون أن يتركوا أثرهم على الصفحات البيضاء ، ولكني أشعر بغيوم الحزن توشك الهطول على رأسي الساخن ، هل سيحدث أنني سأغرق بدموعي بعد حفل التخرج لانهم سيذهبون الى المدرسة وسيكبرون ، لماذا أخاف على الصغار من الغد ؟.
قاطعت أمي شرودي بدخولها حاملة كوب الشاي :- نفس القلق يا مريم؟.
لم أجبها لقد تعودت منه أن تقرأ تلافيف ذهني الموزع بين النهار وبين الصغار.
فراوغتها قائلة :- هل تعتقدين أن العام الجديد سيكون بارد الشتاء كالعام الماضي؟.
شاركتني أمي في لصق الاوراق ورصفها على جهة كي لا تدوسها أقدام أخوتي في الصباح ، ونظرت الى الساعة:- ليس عليك أن تعاملي الاطفال بأفضل ما تعاملين به نفسك ، فكيف تزرعين الثقة في قلوبهم لتستيقظي في الليل تخادعين القلق الذي يمتص دمك ، قولي لي كيف عبرنا الازمات يا بنيتي ، ألم تكن شمس الشموسة معنا؟.
(شمس الشموسة) المسرحية التي تتحدث عن وجود وحش كبير يريد اكل الشمس ولكن أطفال القرية طردوه من الارض الى حيث لا رجعة .
فهرعت الى أحضان امي تاركة كوب الشاي يلطخ بعض الرسوم وأنا أرتجف :- امي على الوحش ان لا يعود فأنا لا أريد لزهراء أن تبكي بعد الان من الظلام.
رفعت أمي كوب الشاي وهي تهز رأسها :- يبدو أن في هذا البيت من يحتاج الى درس في الشجاعة، هيا يا إبنتي فالغد لك ، وهذا ما تقوله الالوان الحلوة على ثيابك.
تعليق