بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وال محمد وعجل فرجهم
آداب الدعاء في الاسلام
الدعاء :
الدعاء حاجة فطرية عند الإنسان ، ومن الطبيعي أن يتعرض الإنسان خلال حياته الاجتماعية المعقدة
إلى مشاكل يصعب عليه حلها أحياناً .
( فَإِذَا مَسَّ الإِنسَانَ ضُرٌّ دَعَانَا ثُمَّ إِذَا خَوَّلنَاهُ نِعمَةً مِنَّا قَالَ إِنَّمَا أُوتِيتُهُ عَلَى عِلمٍ بَل هِيَ
فِتنَةٌ وَلَكِنَّ أَكثَرَهُم لا يَعلَمُونَ ) [ الزمر : 49 ] .
وفيما يلي أهم هذه الشروط والآداب :
الأول : الطهارة :
من آداب الدعاء أن يكون الداعي على وضوء ، سيَّما إذا أراد الدعاء عقيب الصلاة ،
فقد رَوَى مسمع عن الإمام الصادق ( عليه السلام ) أنه قال :
( يا مسمع ، ما يمنع أحدكم إذا دخل عليه غَمٌّ من غموم الدنيا أن يتوضأ ثم يدخل مسجده ،
فيركع ركعتين فيدعو الله فيهما ؟ ) .
الثاني : الصدقة ، وشمُّ الطيب ، والذهاب إلى المسجد :
روي عن الإمام الصادق ( عليه السلام ) أنه قال :
( كان أبي إذا طلب الحاجة .. قدَّم شيئاً فتصدق به ، وشمَّ شيئاً من طيب ، وراح إلى المسجد ) .
الثالث : الصلاة :
ويستحب أن يصلي الداعي ركعتين قبل أن يشرع بالدعاء ، فقال الإمام الصادق ( عليه السلام ) :
( من توضأ فأحسن الوضوء ، ثم صلى ركعتين ، فأتمَّ ركوعهما وسجودهما ،
ثم سلَّم وأثنى على الله عزَّ وجل وعلى رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ثم سأل حاجته
فقد طلب الخير في مظانِّه ، ومن طلب الخير في مظانِّه لم يخب ) .
الرابع : البسملة :ومن آداب الدعاء أن يبدأ الداعي دعاءه
بالبسملة ، لقول رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) :
( لا يُرَدُّ دعاءٌ أوَّله بسم الله الرحمن الرحيم ) .
الخامس : الثناء على الله تعالى :
ينبغي للداعي إذا أراد أن يسأل ربه شيئاً من حوائج الدنيا والآخرة أن يحمد الله ويثني عليه ،
ويشكر ألطافه ونعمه قبل أن يشرع في الدعاء .
فقال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) :
( من تشاغل بالثناء على الله ، أعطاه الله فوق رغبة السائلين ) .
فقد روي عن الإمام الصادق ( عليه السلام ) أنه سُئل عن ذلك فقال :
( تقول اللهم أنت الأول فليس قبلك شيء ، وأنت الآخر فليس بعدك شيء ، وأنت الظاهر
فليس فوقك شيء ، وأنت الباطن فليس دونك شيء ، وأنت العزيز الكريم ) .
السادس : الدعاء بالأسماء الحسنى :
على الداعي أن يدعو الله تعالى بأسمائه الحسنى ، لقوله تعالى :
( وللهِ الأَسمَاءُ الحُسنَى فَادعُوهُ بِهَا ) [ الأعراف : 180 ] .
وقوله تعالى : ( قُلِ ادعُوا اللهَ أَوِ ادعُوا الرَّحمَنَ أَيّاً مَّا تَدعُوا فَلَهُ الأَسمَاءُ الحُسنَى ) [ الإسراء : 110 ] .
وقال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) :
( لله عزوجل تسعة وتسعون اسماً ، من دعا الله بها استجيب له ) .
وقد ورد في الروايات عن أهل البيت ( عليهم السلام ) تأكيدٌ كثير على الدعاء بالأسماء الحسنى ،
وأنَّ الله تعالى يستجيب لعبده المؤمن إذا دعاه بأسمائه الحسنى ،
خصوصاً في حال السجود .
السابع : الصلاة على النبي وآله ( عليهم السلام ) :
قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) :
( لا يزال الدعاء محجوباً حتى يصلى عليَّ وعلى أهل بيتي )
أما في كيفية الصلاة على النبي ( صلى الله عليه وآله ) ، فقد روي بالإسناد عن بريدة ، قال :
قلنا : يا رسول الله ، قد عُلِّمنا كيف نسلِّم عليك ، فكيف نصلّي عليك ؟
قال ( صلى الله عليه وآله ) :
( قولوا : اللهمَّ اجعل صلواتك ورحمتك وبركاتك على محمد وآل محمد كما جعلتها على آل إبراهيم ،
إنك حميد مجيد ) .
الثامن : التوسل بمحمد وأهل بيته ( عليهم السلام ) :
قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) :
( الأوصياء مني بهم تُنصر أُمتي ، وبهم يمطرون ، وبهم يدفع الله عنهم ، وبهم استجاب دعاءهم ) .
ومن نماذج التوسل المروي عنهم ( عليهم السلام ) هو أن تقول :
( اللهم أني أتوجه إليك بمحمد وآل محمد ، وأتقرب بهم إليك ، وأقدمهم بين يدي حوائجي ) .
التاسع : الإقرار بالذنوب :
وكان من دعاء أمير المؤمنين ( عليه السلام ) المروي عن كميل بن زياد :
( وقد أتيتك يا الهي بعد تقصيري وإسرافي على نفسي ، معتذراً نادماً ، منكسراً مستقيلاً ،
مستغفراً منيباً ، مقراً مذعناً معترفاً ، لا أجد مفراً مما كان مني ،
ولا مفزعاً أتوجه إليه في أمري ، غير قبولك عذري وإدخالك إياي في سعة من رحمتك ،
اللهمَّ فاقبل عذري ، وارحم شدة ضري ، وفُكَّني من شدِّ وثاقي ) .
العاشر : المسألة :وروي عن رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) أنه قال :
( ليسأل أحدكم ربه حاجته كلها ، حتى يسأله شسع نعله إذا انقطع ) .
الحادي عشر : ( معرفة الله ، وحسن الظن به سبحانه ) :
وإن حسن الظن بالله من شعب معرفته سبحانه ، فعلى الداعي أن يحسن الظن باستجابة دعائه ،
فيجب أن يرى العبد أن ربه صادقاً في قوله تعالى : ( ادعُونِي استَجِب لَكُم ) وقوله :
( أمَّن يُجِيبُ المُضطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكشِفُ السُّوءَ) ، ويرى أيضاً أنه تعالى لا يخلف الميعاد
حتى يُستجاب دعائه .
وقال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) :
( ادعوا الله وأنتم موقنون بالإجابة ) .
الثاني عشر : العمل بما تقتضيه المعرفة :عن الإمام الصادق ( عليه السلام ) ، قال :
قال له رجل : جعلت فداك ، إن الله يقول :
( ادعُونِي استَجِب لَكُم ) وإنَّا ندعو فلا يُستجاب لنا ؟!
قال ( عليه السلام ) :
( لأنكم لا توفون بعهد الله ، لو وفيتم لوفى الله لكم ) .
الثالث عشر : الإقبال على الله:قال الإمام الصادق ( عليه السلام ) :
( إن الله عزَّ وجل لا يستجيب دعاء بظهر قلبٍ ساهٍ ، فإذا دعوت فأقبل بقلبك ثم استيقن بالإجابة ) .
الرابع عشر : الاضطرار إلى الله سبحانه :ويقول أمير المؤمنين
( عليه السلام ) في وصيته لولده الحسن ( عليه السلام ) :
( وألجئ نفسك في أمورك كلها إلى إلهك ، فإنك تُلجئها إلى كهفٍ حريز ، ومانع عزيز ،
فالمسألة لربك ، فإن بيده العطاء والحرمان ) .
روي أن الله تعالى أوحى إلى عيسى ( عليه السلام ) : ( ادعني دعاء الحزين الغريق الذي
ليس له مغيث ، يا عيسى ، سلني ولا تسأل غيري ، فيحسن منك الدعاء ومني الإجابة ) .
الخامس عشر : تسمية الحوائج :
قال الإمام الصادق ( عليه السلام ) :
( أن الله تبارك وتعالى يعلم ما يريد العبد إذا دعاه ، لكنه يحبُّ أن تُبثّ إليه الحوائج ،
فإذا دعوت فسمِّ حاجتك ) .
السادس عشر : ترقيق القلب :قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) :
( اغتنموا الدعاء عند الرقة ، فإنها رحمة )
قال الإمام الصادق ( عليه السلام ) :
( إذا اقشَعَرَّ جلدك ، ودمعت عينك ، ووجل قلبك ، فدونك دونك ، فقد قصد قصدك ) .
السابع عشر : البكاء والتباكي :وقال أمير المؤمنين ( عليه السلام ) :
( بكاء العيون وخشية القلوب من رحمة الله تعالى ذكره ، فإذا وجدتموها فاغتنموا الدعاء ،
ولو أن عبداً بكى في أُمة لرحم الله تعالى ذكره تلك الأمة لبكاء ذلك العبد ) .
وكان فيما أوصى به رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) علياً ( عليه السلام ) :
( يا علي ، أربع خصال من الشقاء : جمود العين ، وقساوة القلب ، وبُعد الأمل ، وحب البقاء ) .
الثامن عشر : العموم في الدعاء :
قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) :
( إذا دعا أحدكم فليعمُّ ، فإنه أوجب للدعاء ) .
التاسع عشر : التضرع ومدُّ اليدين :
ومن آداب الدعاء إظهار التضرع والخشوع ، فقد قال تعالى :
( وَاذكُر رَبَّكَ فِي نَفسِكَ تَضَرُّعاً وَخِيفَةً ) [ الأعراف : 205 ] .
وعن محمد بن مسلم ، قال : سألت أبا جعفر ( عليه السلام ) عن قول الله عزَّ وجل :
( فَمَا استَكَانُوا لِرَبِّهِم وَمَا يَتَضَرَّعُونَ ) فقال ( عليه السلام ) :
( الاستكانة هي الخضوع ، والتضرُّع هو رفع اليدين والتضرُّع بهما ) .
وعن أبي عبد الله الحسين ( عليه السلام ) قال :
كان رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) يرفع يديه إذا ابتهل ، ودعا كما يستطعم المسكين .
العشرون : الإسرار بالدعاء :
فقال تعالى : ( ادعُوا ربَّكُم تَضَرُّعاً وَخُفيَةً ) [ الأعراف : 55 ] .
الواحد والعشرون : التَرَيُّث بالدُّعاءِ :
ومن آداب الدعاء أن لا يستعجل الداعي في الدعاء ، بل يدعو مترسلاً ،
وذلك لأن العجلة تنافي حالة الإقبال والتوجه إلى الله تعالى ، وما يلزم ذلك من التضرُّع والرقة
فقال الإمام الصادق ( عليه السلام ) :
( إن رجلاً دخل المسجد فصلى ركعتين ، ثم سأل الله عزَّ وجل ، فقال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) :
( عجَّل العبد ربه ) .
الثاني والعشرون : عدم القنوط :فعن أبي بصير ، عن الإمام الصادق
( عليه السلام ) أنه قال :
( لا يزال المؤمن بخير ورجاء رحمة من الله عزَّ وجل ما لم يستعجل فيقنط ويترك الدعاء ) ،
فقلتُ : كيف يستعجل ؟ قال ( عليه السلام ) :
( يقول قد دعوت منذ كذا وكذا وما أرى الاِجابة ) .
الثالث والعشرون : الإلحاح بالدعاء :( وَإِذَا مَسَّ الإِنسَانَ ضُرٌّ دَعَا رَبَّهُ مُنِيباً إِلَيهِ
ثُمَّ إِذَا خَوَّلَهُ نِعمَةً مِنهُ نَسِيَ مَا كَانَ يَدعُو إِلَيهِ مِن قَبلُ ) [ الزمر : 8 ] .
وقال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) :
( رحم الله عبداً طلب من الله عزَّ وجل حاجَةً فَأَلَحَّ في الدعاء ، استجيب له أو لم يستجب ) .
الرابع والعشرون : التَقَدُّم في الدعاء :
فقال الإمام الصادق ( عليه السلام ) :
( من سَرَّهُ أن يُستجابَ له في الشدة ، فليكثر الدعاء في الرخاء ) .
الخامس والعشرون : التَخَتُّم بالعقيق والفَيرُوزَج :
السادس والعشرون : الآداب المتأخرة عند الدعاء :
1 - أن يقول الداعي : ( ما شاء الله لا قوة إلا بالله ) :
2 - أن يصلي الداعي على النبي وآله ( عليهم السلام ) :
3 - أن يمسح الداعي وجهه ورأسه بيديه :
4 - أن يقول الداعي في حالة استجابة دعائه :
( الحمد لله الذي بعزته تتم الصالحات )
وأن يصلي صلاة الشكر .
5 - أن يقول الداعي في حالة عدم استجابة دعائه :
( الحمدُ لله على كلِّ حال ) وأن لا يسأم من الدعاء .
نسالكم الدعاء
تقبل الله منا ومنكم
اللهم صل على محمد وال محمد وعجل فرجهم
آداب الدعاء في الاسلام
الدعاء :
الدعاء حاجة فطرية عند الإنسان ، ومن الطبيعي أن يتعرض الإنسان خلال حياته الاجتماعية المعقدة
إلى مشاكل يصعب عليه حلها أحياناً .
( فَإِذَا مَسَّ الإِنسَانَ ضُرٌّ دَعَانَا ثُمَّ إِذَا خَوَّلنَاهُ نِعمَةً مِنَّا قَالَ إِنَّمَا أُوتِيتُهُ عَلَى عِلمٍ بَل هِيَ
فِتنَةٌ وَلَكِنَّ أَكثَرَهُم لا يَعلَمُونَ ) [ الزمر : 49 ] .
وفيما يلي أهم هذه الشروط والآداب :
الأول : الطهارة :
من آداب الدعاء أن يكون الداعي على وضوء ، سيَّما إذا أراد الدعاء عقيب الصلاة ،
فقد رَوَى مسمع عن الإمام الصادق ( عليه السلام ) أنه قال :
( يا مسمع ، ما يمنع أحدكم إذا دخل عليه غَمٌّ من غموم الدنيا أن يتوضأ ثم يدخل مسجده ،
فيركع ركعتين فيدعو الله فيهما ؟ ) .
الثاني : الصدقة ، وشمُّ الطيب ، والذهاب إلى المسجد :
روي عن الإمام الصادق ( عليه السلام ) أنه قال :
( كان أبي إذا طلب الحاجة .. قدَّم شيئاً فتصدق به ، وشمَّ شيئاً من طيب ، وراح إلى المسجد ) .
الثالث : الصلاة :
ويستحب أن يصلي الداعي ركعتين قبل أن يشرع بالدعاء ، فقال الإمام الصادق ( عليه السلام ) :
( من توضأ فأحسن الوضوء ، ثم صلى ركعتين ، فأتمَّ ركوعهما وسجودهما ،
ثم سلَّم وأثنى على الله عزَّ وجل وعلى رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ثم سأل حاجته
فقد طلب الخير في مظانِّه ، ومن طلب الخير في مظانِّه لم يخب ) .
الرابع : البسملة :ومن آداب الدعاء أن يبدأ الداعي دعاءه
بالبسملة ، لقول رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) :
( لا يُرَدُّ دعاءٌ أوَّله بسم الله الرحمن الرحيم ) .
الخامس : الثناء على الله تعالى :
ينبغي للداعي إذا أراد أن يسأل ربه شيئاً من حوائج الدنيا والآخرة أن يحمد الله ويثني عليه ،
ويشكر ألطافه ونعمه قبل أن يشرع في الدعاء .
فقال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) :
( من تشاغل بالثناء على الله ، أعطاه الله فوق رغبة السائلين ) .
فقد روي عن الإمام الصادق ( عليه السلام ) أنه سُئل عن ذلك فقال :
( تقول اللهم أنت الأول فليس قبلك شيء ، وأنت الآخر فليس بعدك شيء ، وأنت الظاهر
فليس فوقك شيء ، وأنت الباطن فليس دونك شيء ، وأنت العزيز الكريم ) .
السادس : الدعاء بالأسماء الحسنى :
على الداعي أن يدعو الله تعالى بأسمائه الحسنى ، لقوله تعالى :
( وللهِ الأَسمَاءُ الحُسنَى فَادعُوهُ بِهَا ) [ الأعراف : 180 ] .
وقوله تعالى : ( قُلِ ادعُوا اللهَ أَوِ ادعُوا الرَّحمَنَ أَيّاً مَّا تَدعُوا فَلَهُ الأَسمَاءُ الحُسنَى ) [ الإسراء : 110 ] .
وقال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) :
( لله عزوجل تسعة وتسعون اسماً ، من دعا الله بها استجيب له ) .
وقد ورد في الروايات عن أهل البيت ( عليهم السلام ) تأكيدٌ كثير على الدعاء بالأسماء الحسنى ،
وأنَّ الله تعالى يستجيب لعبده المؤمن إذا دعاه بأسمائه الحسنى ،
خصوصاً في حال السجود .
السابع : الصلاة على النبي وآله ( عليهم السلام ) :
قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) :
( لا يزال الدعاء محجوباً حتى يصلى عليَّ وعلى أهل بيتي )
أما في كيفية الصلاة على النبي ( صلى الله عليه وآله ) ، فقد روي بالإسناد عن بريدة ، قال :
قلنا : يا رسول الله ، قد عُلِّمنا كيف نسلِّم عليك ، فكيف نصلّي عليك ؟
قال ( صلى الله عليه وآله ) :
( قولوا : اللهمَّ اجعل صلواتك ورحمتك وبركاتك على محمد وآل محمد كما جعلتها على آل إبراهيم ،
إنك حميد مجيد ) .
الثامن : التوسل بمحمد وأهل بيته ( عليهم السلام ) :
قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) :
( الأوصياء مني بهم تُنصر أُمتي ، وبهم يمطرون ، وبهم يدفع الله عنهم ، وبهم استجاب دعاءهم ) .
ومن نماذج التوسل المروي عنهم ( عليهم السلام ) هو أن تقول :
( اللهم أني أتوجه إليك بمحمد وآل محمد ، وأتقرب بهم إليك ، وأقدمهم بين يدي حوائجي ) .
التاسع : الإقرار بالذنوب :
وكان من دعاء أمير المؤمنين ( عليه السلام ) المروي عن كميل بن زياد :
( وقد أتيتك يا الهي بعد تقصيري وإسرافي على نفسي ، معتذراً نادماً ، منكسراً مستقيلاً ،
مستغفراً منيباً ، مقراً مذعناً معترفاً ، لا أجد مفراً مما كان مني ،
ولا مفزعاً أتوجه إليه في أمري ، غير قبولك عذري وإدخالك إياي في سعة من رحمتك ،
اللهمَّ فاقبل عذري ، وارحم شدة ضري ، وفُكَّني من شدِّ وثاقي ) .
العاشر : المسألة :وروي عن رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) أنه قال :
( ليسأل أحدكم ربه حاجته كلها ، حتى يسأله شسع نعله إذا انقطع ) .
الحادي عشر : ( معرفة الله ، وحسن الظن به سبحانه ) :
وإن حسن الظن بالله من شعب معرفته سبحانه ، فعلى الداعي أن يحسن الظن باستجابة دعائه ،
فيجب أن يرى العبد أن ربه صادقاً في قوله تعالى : ( ادعُونِي استَجِب لَكُم ) وقوله :
( أمَّن يُجِيبُ المُضطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكشِفُ السُّوءَ) ، ويرى أيضاً أنه تعالى لا يخلف الميعاد
حتى يُستجاب دعائه .
وقال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) :
( ادعوا الله وأنتم موقنون بالإجابة ) .
الثاني عشر : العمل بما تقتضيه المعرفة :عن الإمام الصادق ( عليه السلام ) ، قال :
قال له رجل : جعلت فداك ، إن الله يقول :
( ادعُونِي استَجِب لَكُم ) وإنَّا ندعو فلا يُستجاب لنا ؟!
قال ( عليه السلام ) :
( لأنكم لا توفون بعهد الله ، لو وفيتم لوفى الله لكم ) .
الثالث عشر : الإقبال على الله:قال الإمام الصادق ( عليه السلام ) :
( إن الله عزَّ وجل لا يستجيب دعاء بظهر قلبٍ ساهٍ ، فإذا دعوت فأقبل بقلبك ثم استيقن بالإجابة ) .
الرابع عشر : الاضطرار إلى الله سبحانه :ويقول أمير المؤمنين
( عليه السلام ) في وصيته لولده الحسن ( عليه السلام ) :
( وألجئ نفسك في أمورك كلها إلى إلهك ، فإنك تُلجئها إلى كهفٍ حريز ، ومانع عزيز ،
فالمسألة لربك ، فإن بيده العطاء والحرمان ) .
روي أن الله تعالى أوحى إلى عيسى ( عليه السلام ) : ( ادعني دعاء الحزين الغريق الذي
ليس له مغيث ، يا عيسى ، سلني ولا تسأل غيري ، فيحسن منك الدعاء ومني الإجابة ) .
الخامس عشر : تسمية الحوائج :
قال الإمام الصادق ( عليه السلام ) :
( أن الله تبارك وتعالى يعلم ما يريد العبد إذا دعاه ، لكنه يحبُّ أن تُبثّ إليه الحوائج ،
فإذا دعوت فسمِّ حاجتك ) .
السادس عشر : ترقيق القلب :قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) :
( اغتنموا الدعاء عند الرقة ، فإنها رحمة )
قال الإمام الصادق ( عليه السلام ) :
( إذا اقشَعَرَّ جلدك ، ودمعت عينك ، ووجل قلبك ، فدونك دونك ، فقد قصد قصدك ) .
السابع عشر : البكاء والتباكي :وقال أمير المؤمنين ( عليه السلام ) :
( بكاء العيون وخشية القلوب من رحمة الله تعالى ذكره ، فإذا وجدتموها فاغتنموا الدعاء ،
ولو أن عبداً بكى في أُمة لرحم الله تعالى ذكره تلك الأمة لبكاء ذلك العبد ) .
وكان فيما أوصى به رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) علياً ( عليه السلام ) :
( يا علي ، أربع خصال من الشقاء : جمود العين ، وقساوة القلب ، وبُعد الأمل ، وحب البقاء ) .
الثامن عشر : العموم في الدعاء :
قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) :
( إذا دعا أحدكم فليعمُّ ، فإنه أوجب للدعاء ) .
التاسع عشر : التضرع ومدُّ اليدين :
ومن آداب الدعاء إظهار التضرع والخشوع ، فقد قال تعالى :
( وَاذكُر رَبَّكَ فِي نَفسِكَ تَضَرُّعاً وَخِيفَةً ) [ الأعراف : 205 ] .
وعن محمد بن مسلم ، قال : سألت أبا جعفر ( عليه السلام ) عن قول الله عزَّ وجل :
( فَمَا استَكَانُوا لِرَبِّهِم وَمَا يَتَضَرَّعُونَ ) فقال ( عليه السلام ) :
( الاستكانة هي الخضوع ، والتضرُّع هو رفع اليدين والتضرُّع بهما ) .
وعن أبي عبد الله الحسين ( عليه السلام ) قال :
كان رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) يرفع يديه إذا ابتهل ، ودعا كما يستطعم المسكين .
العشرون : الإسرار بالدعاء :
فقال تعالى : ( ادعُوا ربَّكُم تَضَرُّعاً وَخُفيَةً ) [ الأعراف : 55 ] .
الواحد والعشرون : التَرَيُّث بالدُّعاءِ :
ومن آداب الدعاء أن لا يستعجل الداعي في الدعاء ، بل يدعو مترسلاً ،
وذلك لأن العجلة تنافي حالة الإقبال والتوجه إلى الله تعالى ، وما يلزم ذلك من التضرُّع والرقة
فقال الإمام الصادق ( عليه السلام ) :
( إن رجلاً دخل المسجد فصلى ركعتين ، ثم سأل الله عزَّ وجل ، فقال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) :
( عجَّل العبد ربه ) .
الثاني والعشرون : عدم القنوط :فعن أبي بصير ، عن الإمام الصادق
( عليه السلام ) أنه قال :
( لا يزال المؤمن بخير ورجاء رحمة من الله عزَّ وجل ما لم يستعجل فيقنط ويترك الدعاء ) ،
فقلتُ : كيف يستعجل ؟ قال ( عليه السلام ) :
( يقول قد دعوت منذ كذا وكذا وما أرى الاِجابة ) .
الثالث والعشرون : الإلحاح بالدعاء :( وَإِذَا مَسَّ الإِنسَانَ ضُرٌّ دَعَا رَبَّهُ مُنِيباً إِلَيهِ
ثُمَّ إِذَا خَوَّلَهُ نِعمَةً مِنهُ نَسِيَ مَا كَانَ يَدعُو إِلَيهِ مِن قَبلُ ) [ الزمر : 8 ] .
وقال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) :
( رحم الله عبداً طلب من الله عزَّ وجل حاجَةً فَأَلَحَّ في الدعاء ، استجيب له أو لم يستجب ) .
الرابع والعشرون : التَقَدُّم في الدعاء :
فقال الإمام الصادق ( عليه السلام ) :
( من سَرَّهُ أن يُستجابَ له في الشدة ، فليكثر الدعاء في الرخاء ) .
الخامس والعشرون : التَخَتُّم بالعقيق والفَيرُوزَج :
السادس والعشرون : الآداب المتأخرة عند الدعاء :
1 - أن يقول الداعي : ( ما شاء الله لا قوة إلا بالله ) :
2 - أن يصلي الداعي على النبي وآله ( عليهم السلام ) :
3 - أن يمسح الداعي وجهه ورأسه بيديه :
4 - أن يقول الداعي في حالة استجابة دعائه :
( الحمد لله الذي بعزته تتم الصالحات )
وأن يصلي صلاة الشكر .
5 - أن يقول الداعي في حالة عدم استجابة دعائه :
( الحمدُ لله على كلِّ حال ) وأن لا يسأم من الدعاء .
نسالكم الدعاء
تقبل الله منا ومنكم
تعليق