إعـــــــلان

تقليص

للاشتراك في (قناة العلم والإيمان): واتساب - يوتيوب

شاهد أكثر
شاهد أقل

ولكم في رسول الله اسوة حسنة

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • ولكم في رسول الله اسوة حسنة

    ولكم في رسول الله اسوة حسنة

    لكل انسان عظيم في حياته مناسبتان، يوم مولده ويوم وفاته، ولكن أن يكون لرجل حباه الله بالمكرمات والعزة والكرامة وجعله "رحمة للعالمين" وخير من ولدت النساء... وفضّله على جميع البشر منذ ولادة النبي آدم(ع)، فذاك ما يدعونا لأن نفخر بأول الأنبياء وخاتم المرسلين وسيدهم. إنه النبي محمد(ص) الذي يذكر اسمه مع اسم الجلالة اعترافاً بوحدانية الله سبحانه.. وهي الركن الأول من أركان الاسلام "اشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله".
    وهو النبي الذي "أسرى" ليلاً وعرّج بمشيئة الله الى حيث لم يستطع أي مخلوق اختراق الفضاء ليصل الى السموات العليا، ويرى ما يرى أو يسمع ما يسمع، وكل اعتزاز الخالق بهذا النبي اليتيم النشأة الفقير المعيشة، والذي لم تجذبه الحياة الدنيا بغرورها، ولم ينطق عن الهوى، فهو الأمين الصادق... إنسانيته ميزته منذ طفولته، فكان الحبيب المقرّب في قبيلة قريش والعرب النبي محمد(ص) له في حياته مراحل تاريخية حُفرت في تاريخ الأمة الاسلامية وعقيدتها ورسخت رسوخ الجبال.


    1- يوم مولده.. حيث بشّرت الملائكة بمولده ليهتز ايوان كسرى..
    2- يوم بُعث بالحق نبياً يهدي الى التي هي أحسن، وليكون رسول الهدى والتقوى.
    3- يوم هجرته بعدما لاقى التعذيب من بني جلدته والذين خافوا على زعاماتهم الغوغائية، خافوا من "قوله" تلبية لنداء الحق. ولم يخافوا من ماله
    ومركزه الاجتماعي، لأنه لم يك صاحب مال وعقار، ولم يتطلع يوماً الى زعامة قبيلة، بل خافوا من الدعوة الصالحة، هزّت قلوب المشركين، فأرادوه.. ولكن الله كان له حسيباً ورقيباً. فاحتسبه للدعوة وانتصار دين الحق، رغم قلة عدد من اتبعوه وناصروه، فكانت الهجرة الى المدينة المنورة، ليصبح تاريخاً تقويمياً للأمة الاسلامية وسمي بـ"التقويم العربي الهجري".
    4- يوم وفاته، حيث حزنت الملائكة ومحبوه المخلصون الذين لم يجزعهم رحيله عن الحياة إلا شوقاً لمجالسته وللاستماع الى تلاوات لآيات الله وشروطها، والى احاديثه الشريفة المرشدة والناصحة، فأصبحت منارة هدي إلى آخر الدهر. الرسالة الاسلامية التي ضمنها الله ببقاء خالد لا يهزها حاقد ولا عدو مهما تآلبت على الاسلام قلوب جلفة غليظة وقاسية. إنه الرسول النبي الأمي الكريم محمد(ص) والذي ذكره القرآن الكريم "إنك لعلى خلق عظيم".
    إنه النبي الذي دافع عنه كتاب الله وردت آياته الكريمة على المشككين بنبوته "ما ضل صاحبكم وما غوى، إنه هو إلا وحي يوحى علّمه شديد القوى". نعم... إنه النبي الذي لم يغادر حياتنا الدنيا من جيل الى جيل ومن زمان الى زمان.. لأن طيب رسالته فينا تبعث عبق الايمان والتقوى، واسمه يتردد على السنة كل المسلمين في صلواتهم وفي المناسبات السعيدة لتزيد النفس طمأنينة وولهاً بحب الخالق مالك الأرض وما عليها، والسماء وما تحوي من ابراج وأفلاك وكواكب. نعم، كم نخجل امام المناسبة العظمى يوم مولدك يا رسول الله لأننا لا نستطيع أن نفي المناسبة حقها وحجمها، ونطلقها في ارجاء الكون تنير ظلام فكر الجاهلين بقوة معرفتك وإنسانيتك وحبك للعطاء لمن يطلبه دون تمييز بين عربي أو عجمي. إنه النبي الذي لم يستبح لنفسه ما يميزه عن مسلم آخر مهما دنت أو قلت رتبته الاجتماعية.
    إنه النبي الذي لم يظلم ولم تنتابه ردات فعل غاضبة، بل الحكمة والصبر والعقلانية الكبيرة التي حكم بها بين المسلمين، لم يتعال ولم يتفاخر ولم يحتسب لنفسه ما ليس له به إلا الايمان الصادق. هذا النبي العظيم في مراحل حياته كلها لم يرتكب خطأ ليحاسب عليه فكان معصوماً بعون الله "والعصمة ليست إلا لنبي" حمل في اعماقه كل الرسالات السماوية، وحفظ كرامة كل الانبياء السالفين. وعلَّم رسالاتهم ولم يلغ ديناً ولم يجحد كرامة نبي قبله. فصدق قول الله "لسان عربي مصدق لما بين يديه من التوراة والانجيل".
    لاقى الظلم والاعتداء من أفراد اليهود الذين تعايشوا في ديار مكة والمدينة وغيرها من القرى إبان بعث الرسالة النبوية، لم يرد لهم الصاعة صاعين، بل زارهم حين ألّمت بهم الأمراض، وكلنا يعلم "حكاية جارة اليهودي الذي أساء الى سيد الخلق". حاولوا أن يدخلوا دين الاسلام ليتقربوا منه لم يرفضهم، وكان يعلم أن إتباعهم لدين الاسلام مُغرضاً وليس ايماناً، ولكنه النبي الذي جاء بالدعوة للهداية وليس لتملك الرسالة واختيار من يشاء ليتبعه.. وزيادة على ذلك فكان هدفه رفع أذاهم عن أتباعه المؤمنين وكانوا أقل عدداً، وكذلك هي حكمة النبي بأن رسالة الاسلام الناصعة المرشدة ستردعهم عن غوغائيتهم، ويؤمنوا أنه النبي حقاً.. وهم يعلمون كرجال (كهنة وأحبار) أنه النبي العربي الموعود. ولكن اليهود الذين ظلموا نبيهم "موسى"(ع) وقالوا له: "قلوبنا جلف" ثم "اذهب وقاتل أنت وربك أما نحن فههنا قاعدون". هذه بعض من مراحل تاريخية من حياة نبينا الكريم(ص) والذي نواجه في عصرنا ما يجعلنا نخجل مما اصابه من اهانات واعتداءات على شخصه الطاهر من أناس أرادوا أن يشعلوا نار الفتنة والبغضاء في قلوبنا حتى نقف بالمواجهة العصبية مع من لا يحسنون حقاً معرفة حقيقة النبي، بل تجاوزوا بجهالتهم ما ليس من حقهم الى يوم الدين. لقد افتعل الغرب ازمة أدمت قلوبنا، لأن من يحاربوه بعد ما يزيد عن (1500 سنة) من بعثه رسولاً بأمر الله سبحانه، ليس موجوداً يطلق في مسامعهم ما يجعل حقوقهم المبالغ المكروه شرارة حرب طائفية يسعون إليها باسم حرية التعبير، فكأن العالم ضاق عليهم ولم يتسع فكرهم وحرية تعبيرهم إلا بما يزيد من عبثية "الفوضى" المتأمركة علينا.. إن سياسياً أو اقتصادياً أو عسكرياً ويحاولون أن يوجهوا "الرأي العام الغربي" الى أن بداياتنا الاسلامية ليست إلا رسماً يدل عليه ذلك "الكاريكاتور"، ووكأنهم لم يكتفوا بما عمموه بسياساتهم وادعائهم في اعلامهم الواسع الشامل للقارات الخمس، إننا (ارهابيون) واننا لا نستحق إلا القهر والاستعباد.
    ولكن لنا الأسوة الحسنة في رسولنا الكريم الذي لاقى في حياته ظلم الظالمين، هم ذهبوا الى الجحيم ونبينا بقي خالداً مستمراً فينا بدعوته ورسالته التي لن يطفأ وهجها على مدى الدهور، ومهما مرت السنون فالاسلام باق.. وسينتصر، وسيكون له الرفعة والدرجات العلى لأنه دين الله وما الدين عند الله إلا الاسلام... فعيد مولد نبينا ونبي الرحمة سيدنا محمد(ص) عيد انتصار الحرية والعلم والمعرفة.. فولادته ليست بقدومه للحياة جسدياً بل ما وُعد به البشر.. من خير ومحبة ومغفرة.. وما وُعد به العالم أجمع، منذ القدم على لسان نبينا عيسى(ع) "سيأتي من بعدي نبي اسمه أحمد".
    فيا أهلاً ومرحباً بمولد أشرف الخلق.. وكل عام وأنتم بخير.. وكل عام والأمة العربية والاسلامية اكثر تقدماً وانتصاراً.. وبقاء.
    سنردد في يوم مولد نبي الأمة.. "يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليماً".
المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
حفظ-تلقائي
x

رجاء ادخل الستة أرقام أو الحروف الظاهرة في الصورة.

صورة التسجيل تحديث الصورة

اقرأ في منتديات يا حسين

تقليص

لا توجد نتائج تلبي هذه المعايير.

يعمل...
X