إعـــــــلان

**الثمالي** · 08-05-2006, 09:57 AM

أقوال علمائهم في التدليس والمدلسين
قال الخطيب البغدادي في (الكفاية في علم الرواية) في (باب الكلام في التدليس وأحكامه) ص393:
((أخبرنا أبو جعفر محمد بن جعفر بن علان الوراق قال أنا أبو الفتح محمد بن الحسين الأزدي قال ثنا الحسن بن علي قال ثنا بندار قال ثنا غندر قال سمعت شعبة يقول التدليس في الحديث أشد من الزنا ولان أسقط من السماء أحب إلي من أن دلس.
أخبرنا أبو بكر البرقاني قال أنا محمد بن عبد الله بن خميرويه الهروي قال أنا الحسين بن إدريس قال ثنا بن عمار قال سمعت المعافى يقول سمعت شعبة يقول لان أزني أحب إلي من أدلس فقلت له يا أبا مسعود ما تقول أنت في التدليس قال أدنى ما فيه التزين
أخبرني أبو القاسم الأزهري قال ثنا عبد الرحمن بن عمر الخلال قال ثنا محمد بن أحمد بن يعقوب بن شيبة قال ثنا جدي قال سمعت سليمان بن حرب يقول سمعت جرير بن حازم يقول وذكر التدليس والمدلسين فعابه وقال أدنى ما يكون فيه انه يرى الناس انه سمع ما لم يسمع وقال ثنا جدي قال سمعت الحسن بن علي يقول سمعت أبا أسامة يقول خرب الله بيوت المدلسين ما هم عندي الا كذابون.
أخبرنا إبراهيم بن محمد بن سليمان الأصبهاني المؤدب قال أنا أبو بكر بن المقرى قال ثنا علي بن محمد الرقي قال ثنا الميموني قال ثنا خالد بن خداش قال قال سمعت حماد بن زيد يقول التدليس كذب ثم ذكر حديث النبي صلى الله عليه وآله المتشبع بما لم يعط كلابس ثوبي زور قال حماد ولا أعلم المدلس الا متشبعا بما لم يعط ))
إلى غيرها من الأخبار التي سردها.

ثم اشترطوا على أنفسهم في الخبر اتصاله وخلوه عن المجاهيل والمجروحين، فقالوا:
((علي بن أحمد الهاشمي قال هذا الكتاب جدي عيسى بن موسى بن أبي محمد بن المتوكل على الله فقرأت فيه حدثني أبو بكر محمد بن داود النيسابوري قال سمعت محمد بن نعيم يقول سمعت محمد بن يحيى وهو الذهلي يقول:
ولا يجوز الاحتجاج الا بالحديث الموصل غير المنقطع الذي ليس فيه رجل مجهول ولا رجل مجروح) !.
أقول: إذا كان هذا حال التدليس وهو أشد من الزنا، وحال المدلس الذي هو كذاب، لا يقبل حديثه إلا أن يأتي بقرينة تدل على سماعه –وذكروا لها أمثلة عجيبة- ، فما حال البخاري ومسلم، هل هما من الكذبة المدلسين، ورواتهم كذلك مثلهم أم لا؟
ماذا لو ثبتت صحة هذا الكلام؟
أيبقى مجال للإعتماد على (صحيحهما)؟ !
يأتي الكلام قريبا.

الثمالي.

**الثمالي** · 08-05-2006, 10:01 AM

السلام عليكم
إتضح مما سبق: أن المدلس آثم وكذاب، وكل كذاب فاسق بالضرورة الشرعية، لا يعتمد في نقل خبر ولا يحتج به لإثبات حكم.
فهل كان أبو عبد الله محمد بن المغيرة البخاري و أبو الحسين مسلم بن مسلم النيسابوري من المدلسين الكذابين ؟

تدليس البخاري ومسلم:
أما البخاري:
قال الذهبي في (ميزان الإعتدال) ج2 ص442، في ترجمة عبد الله بن صالح الجهني المصري:
(وقد روى عنه البخاري في الصحيح على الصحيح ، ولكنه يدلسه ، فيقول : حدثنا عبد الله ولا ينسبه وهو هو).
وقال فيه ايضا ج3 ص561 في ترجمة محمد بن سعيد المصلوب:
(وقد غيروا اسمه على وجوه سترا له وتدليسا لضعفه .. وقال البخاري : المصلوب يقال له ابن الطبري .. قال ابن الجوزي : من دلس كذابا فالاثم له لازم .. قلت : وقد أخرجه البخاري في مواضع وظنه جماعة).
وهذا التوجيه الأخير – بعد شهادته عليه بالتدليس – تبرع لا شاهد له، بل هل يعقل بأن البخاري الذي جمع صحيحه في عقود من حياته أن يشتبه عليه هذا الأمر !، ولو كان الأمر كذلك فكيف يعتمد على مرويات البخاري ويطمأن لها وهو غير ثبت في النقل؟!.

وقال ابن حجر في ( تعريف أهل التقديس ) ص6 عن ابن مندة أنه قال في كلام له :
(أخرج البخاري قال فلان وقال لنا فلان ، وهو تدليس).
ثم قال:
(الذي يظهر أنه يقول في ما لم يسمع: (قال) .. وفيما سمع – لكن لا يكون على شرطه، أو موقوفا - : (قال لي) أو: (قال لنا)، وقد عرفتُ ذلك بالاستقراء من صنيعه) !.
فإذا كان هذا هو حال البخاري فأي وجه للاعتماد على مروياته، وهل تجد خيانة أكبر من هذه، ولعل سر رواج سلعته الرخيصة في أسواق الأخبار بين العامة، تتضح بملاحظة بعض نماذج من روى عنهم كابن ملجم لعنه الله، نأتي على ذكرها إن وفقنا الله لذلك.

وأما مسلم:
فتكفي شهادة ابن حجر عليه بالتدليس ليلحق حكما بصاحبه.
قال في كتابه (تعريف أهل التقديس بمراتب الموصوفين بالتدليس) ص7:
( كان يقول فيما لم يسمعه من مشايخه : قال لنا فلان ، وهو تدليس) .
فكيف ينجو الآخذ بأخبارهم ونقولاتهم وهم من عرفت؟!.

ويـأتي الحديث حول تبريرات محدثيهم وفقهائهم بعد وقوعهم في هذه المعضلة الخطيرة التي تهدد مذهبهم من اساسه، بعد إعترافهم بأن التدليس كذب صريح.
نعوذ بالله من تسويلات الشطان ونسأله سبحانه ثبات الجنان على ولاية محمد وآله الأطهار صلى الله عليه وآله وسلم تسليما كثيرا.
الثمالي

**الثمالي** · 08-05-2006, 10:02 AM

توجيه علمائهم لتدليسات البخاري ومسلم ورواتهما:
التدليس ليس بكذب!!، فماذا إذن؟!!

توجيه النووي: (مسلم لا يليق به الإقتصار على طرق المدلسين) !، فكيف اقتصر على ذكرها ؟!.
قال النووي في شرحه على صحيح مسلم ج5 ص52:
(حدثنا هشام قال حدثنا قتادة عن سالم بن أبي الجعد عن معدان بن أبي طلحة أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه خطب يوم الجمعة هذا الحديث مما استدركه الدارقطني على مسلم وقال خالف قتادة في هذا الحديث ثلاثة حفاظ وهم منصور بن المعتمر وحصين بن عبد الرحمن وعمر بن مرة فرووه عن سالم عن عمر منقطعا لم يذكروا فيه معدان قال الدارقطني وقتادة وإن كان ثقة وزيادة الثقة مقبولة عندنا فإنه مدلس ولم يذكر فيه سماعه من سالم فأشبه أن يكون بلغه عن سالم فرواه عنه. قلت هذا الاستدراك مردود لان قتادة وإن كان مدلسا فقد قدمنا في مواضع من هذا الشرح أن ما رواه البخاري ومسلم عن المدلسين وعنعنوه فهو محمول على أنه ثبت من طريق آخر سماع ذلك المدلس هذا الحديث ممن عنعنه عنه وأكثر هذا أو كثير منه يذكر مسلم وغيره سماعه من طريق آخر متصلا به وقد اتفقوا على أن المدلس لا يحتج بعنعنته كما سبق بيانه في الفصول المذكورة في مقدمة هذا الشرح ولا شك عندنا في أن مسلما رحمه الله تعالى يعلم هذه القاعدة ويعلم تدليس قتادة فلولا ثبوت سماعه عنده لم يحتج به ومع هذا كله فتدليسه لا يلزم منه أن يذكر معدانا من غير أن يكون له ذكر والذي يخاف في المدلس أن يحذف بعض الرواة أما زيادة من لم يكن فهذا لا يفعله المدلس وإنما هذا فعل الكاذب المجاهر بكذبه وإنما ذكر معدان زيادة ثقة فيجب قبولها والعجب من الدارقطني رحمه الله تعالى في كونه جعل التدليس موجبا لاختراع ذكر رجل لا ذكر له ونسبه إلى مثل قتادة الذي محله من العدالة والحفظ والعلم بالغاية العالية وبالله التوفيق).
أقول: بعد اعترافه بأن المدلس لا يحتج بعنعنته، ووقوع هذا الأمر كثيرا في الصحاح من كتبهم، أوجب هذا المقام ذكر طريق يصحح الخبر المذكور، ولو وجد هذا الطريق ما كان داع لإخفائه، وإخفاؤه ممن لا يليق به الإخفاء لما بلغ من علم وتحر، أدل دليل على عدم وجود ذاك الطريق المدعى، وإن كان الموجب لحمل رواية البخاري ومسلم هو التقوى والاحتياط في النقل، وعدم النقل إلا عمن وصفوا (بالستر والصدق)، فالواقع يكذبه، والتقوى لا تجتمع مع التدليس والتزوير والكذب على رسول الله صلى الله عليه وآله، وإخفاء الطريق الصحيح –لو كان- جرم لا يغفر له عند أهل الصدق والأمانه، فانظر واتعظ !.
أما قتادة: فتأتي ترجمته، ولعمري كيف يكون الكاذب في الإخبار عن صاحب الرسالة صادقا عادلا ؟!.

ومثله في المذهب الهيثمي : (المدلس قد يكون ثقة) !.
الهيثمي في مجمع الزوائد ج3 ص81: (وقوله من أتى بدقيق قبل منه من رواية الحسن عن ابن عباس، والحسن مدلس ولكنه ثقة ).

وكذلك ابن حجر: (البصري ثقة لكنه مدلس شديد التدليس) !.
وقال ابن حجر في (فتح الباري في شرح صحيح البخاري) ج1 ص87: (( قوله حدثنا عمر بن علي ) هو المقدمي بضم الميم وفتح القاف والدال المشددة وهو بصرى ثقة لكنه مدلس شديد التدليس وصفه بذلك ابن سعيد وغيره وهذا الحديث من أفراد البخاري عن مسلم وصححه وإن كان من رواية مدلس بالعنعنة لتصريحه فيه بالسماع من طريق أخرى فقد رواه ابن حبان في صحيحه من طريق أحمد بن المقدام أحد شيوخ البخاري عن عمر بن علي المذكور قال سمعت معن بن محمد فذكره).

ويأتي الحديث في تقسيمات التدليس لديهم، فانتظر العجب.
الثمالي.

**الثمالي** · 08-05-2006, 10:05 AM

تبين مما سبق:
أن البخاري ومسلم مدلسان في النقل ... أكثرا النقل عن المدلسين -ويأتي تعداد جملة منهم- ... فلا يصح الإحتجاج بأخبارهم ... وأن ما ذكر من تعليل عليل يمجه الطبع السليم وضرورة الدين، فكيف سجتمع تدليس وكذب مع العدالة والموثوقية والوثوق ؟!!!.
لا جواب له إلا التعصب الأعمى والإنحراف عن منهج أهل بيت العصمة والطهارة، وصدقوا إذ قالوا: أن كل شيء لم يخرج من هذا البيت فهو باطل.

أقسام التدليس عند علماء السنة
كذبة فيمن ينقولون عنه صادقون في الخبر ... معجزة إجتماع الأوصاف المتصادة تتحق في رواة أخبار الصحيحين وصاحبيه !!!
عش دهرا ... ترى عجبا !!
قال الحاكم النيسابوري في (معرفة علوم الحديث) ص103 مشنعا على المدلس والمدلسين:
(أخبرنا أبو عبد الله محمد بن أحمد بن بطة الأصبهاني قال ثنا محمد بن عبد الله بن رستة الأصبهاني قال ثنا سليمان بن داود المنقري قال سمعت عبد الصمد بن عبد الوارث يحدث عن أبيه قال التدليس ذل قال سليمان التدليس والغش والغرور والخداع والكذب يحشر يوم تبلى السرائر في نفاذ واحد .
أخبرنا أبو العباس السياري قال أخبرنا أبو الموجه قال أخبرنا عبدان قال ذكر لعبد الله بن المبارك رجل ممن كان يدلس فقال فيه قولا شديدا وأنشد فيه دلس للناس أحاديثه والله لا يقبل تدليسا)
إذن هذا هو التدليس ... عدل الكذب، بل هو عينه وأشده، لاشتماله على الخداع والغرور، فدعونا نرى ما يفعل الحاكم النيسابوري فيه، أقبله أم يرفضه؟
إن رفضه ورده لم يبق له صحيح ولم يبق لمذهبه الفاسد اساس
وإن قبله ودلس معناه ... فاز يوم المحشر بمجاورة عمر وأبي بكر والبخاري وابن ملجم ...
فأيهما يختار ؟ ... دعونا نرى !.

قال عن نفسه مقسما للتدليس ومعددا لأنواع:
(قال أبو عبد الله فالتدليس عندنا على ستة أجناس:
فمن المدلسين من دلس عن الثقات الذين هم في الثقة مثل المحدث أو فوقه أو دونه الا أنهم لم يخرجوا من عداد الذين يقبل أخبراهم فمنهم من التابعين أبو سفيان طلحة بن نافع وقتادة بن دعامة وغيرهما)
ثم قال معللا كذبهم وتدليسهم بأنه دعوة إلى الله وفي سبيله !!:
(قال أبو عبد الله ففي هذه الأئمة المذكورين بالتدليس من التابعين جماعة وأتباعهم غير أني لم أذكرهم فإن غرضهم من ذكر الرواية أن يدعو إلى الله عز وجل فكانوا يقولون قال فلان لبعض الصحابة فأما غير التابعين فأغراضهم فيه مختلفة) !.
وهذه مصادرة واضحة ... فإن أول الكلام معرفة صحة الخبر من عدمه ليكون دعوة لله سبحانه لا للشيطان الرجيم.
وسكت عن أغراض التابعين، وللمتأمل إكتشافها !!.
ثم أتبع:
(وأما الجنس الثاني من المدلسين فقوم يدلسون الحديث فيقولون قال فلان فإذا وقع إليهم من ينكر سماعاتهم ويلح ويراجع ذكروا فيه سماعاتهم) .
فالغرض من تدليسهم كونهم لو حدثوا عن أنفسهم لم يقبل منهم، لزيادتهم فيما أخبروا به وخلطهم بين السماع وغيره.
ثم قال:
(والجنس الثالث من التدليس قوم دلسوا على أقوام مجهولين لا يدرى من هم ومن أين هم).
ورأيهم فيه: إن كان الراوي عنهم ثقة ولو بلغوا المئات لم يكن هذا جرح فيه، وهذا مشابه أحسن أنواع التدليس وأحسن تعليلاته لديهم على ما هو ظاهر، إلا أن الثقات – في الإخبار والنقل - بعد ملاحظة عدد المدلسين قلة في كثرة !!.ثم قال: (والجنس الرابع من المدلسين قوم دلسوا أحاديث، رووها عن المجروحين فغيروا أساميهم وكناهم كي لا يعرفوا).

وأردف تعليقا عليه:
(قال أبو عبد الله ومن هذه الطبقة جماعة من المحدثين المتقدمين والمتأخرين مخرج حديثهم في الصحيح الا أن المتبحر في هذا العلم يميز بين ما سمعوه وما دلسوه).
ولعمري أي اعتراف هذا !؛ وهل التدليس إلا الكذب الصريح الموجب للفسق والإثم، والمخرج للراوي عن درجة الوثاقة، بل وعلى العارف بكذب إسنادهم كالبخاري ومسلم وزرهم ووزر الرواية عنهم كذلك.

ثم قال: (والجنس السادس من التدليس قوم رووا عن شيوخ لم يروهم قط ولم يسمعوا منهم إنما قالوا قال فلان فحمل ذلك عنهم على السماع وليس عندهم عنهم سماع عال ولا نازل).
ومثلهم كثير ... فأين الصحيح في (الصحاح) ؟!
ثم ختم بقوله:
(وقال أبو عبد الله قد ذكرت في هذه الأجناس الستة أنواع التدليس ليتأمله طالب هذا العلم فيقيس بالأقل على الأكثر ولم أستحسن ذكر أسامي من دلس من أئمة المسلمين صيانة للحديث ورواته).
أقول: بل هي خيانة لا صيانة، وكيف يلتئم تشنيعه على التدليس والمدلسين الكذبة مع حفظه لوثاقتهم ؟!.
إلى هنا تبين أن الحاكم أوقع نفسه وأصحابه في مأزق يصعب النجاة منه ... واختار أن يحشر مع الأول والثاني وابن ملجم ... ويفارق ما الزم به نفسه في صدر المسألة من شناعة التدليس و الكذب والغرور وانه (يحشر يوم تبلى السرائر في نفاذ واحد) كما قال!!!
حشره الله واصحابه في واد واحد ... وواجه بمحمد المصطفى صلى الله عليه وآله وشيعته ... ليقتص المظلوم من الظالم ... ويتم وعد ربك إنه كان مفعولا .
ونراكم عن قريب ... لنرى ما يزيد المأزق ضيقا في صدور مخالفي ومفارقي سفينة النجاة، أهل بيت العصمة والطهارة عليهم السلام.
والسلام...
أخوكم
الثمالي.

**الثمالي** · 08-05-2006, 10:11 AM

السلام عليكم:

نماذج من رواة صحاحهم الستة ... نواصب وخوارج ومدلسين وكذبة ومجاهيل !!!. ثم ماذا؟!!!
بعد أن اتضح لنا سابقا شأن البخاري ومسلم وصحيحيهما وتدليسهما، وتدليس وضعف رواتهما إجمالا ... نشتغل بتفصيل أحوال بعض رجال الصحيحين وما وصفهم مسلم في مقدمته بأنهم أهل ستر وصدق ... لنثبت للقارئ الكريم صحة المقال ونكشف له الحال ... لعل صدأ القلوب يجليها برهان الحق ... والمحقة يزيدها في إحقاقه ... وبه يتضح فساد الإحتجاج بأخبار الصحيحين - بل صحاحهم الأربعة الباقية - فانهار السقف عليهم وزلزلت الأرض من تحت أرجلهم وليس لهم من قرار:
1- إبراهيم بن يعقوب الجوزجاني:
وهو أحد أئمة الجرح والتعديل لديهم، وله كتاب (أحوال الرجال)، توفي سنة 259 هـ.ق ، وهو أحد مشايخ النسائي والترمذي، وكرمه أحمد وكاتبه كثيرا.

وله قصة مشهورة تكشف عن شدة نصبه وعدائه لأمير المؤمنين علي عليه السلام، ينقلها لنا ابن عساكر وغيره من المترجمين:
قال فيه ابن عساكر تاريخ مدينة دمشق ج7 ص281:
(وذكر لي يعني الدارقطني إبراهيم بن يعقوب الجوزجاني فقال أقام بمكة مدة وبالرملة مدة وبالبصرة مدة وكان من الحفاظ المنصفين والمخرجين الثقات لكن كان فيه انحراف عن علي بن أبي طالب ، اجتمع على بابه أصحاب الحديث فخرج إليهم فأخرجت جارية له فروجة لتذبح فلم تجد أحدا يذبحها فقال سبحان الله لا يوجد من يذبحها وقد ذبح علي بن أبي طالب في ضحوة نيفا وعشرين ألفا) !!. ثم ذكر الحكاية من طريق أخرى كذلك.

وقال ابن حجر في (تهذيب التهذيب) ج1 ص159 بعد ذكر الحكاية:
(قلت: وكتابه في الضعفاء يوضح مقالته) !.
أقول: ليس بحوزتنا كتابه، لنرى مقالاته الشنيعة الشاهدة على نصبه لأمير المؤمنين عليه آلاف التحية والسلام. وعلى المنصف الحكم والنظر ... وللقيامة موعد لن يخلف .

أما ترجمته:
فقد قال فيه بن حبان في كتابه (الثقات) ج8 ص81 وكذا التهذيب :
( روى عنه أهل العراق والشام وكان [حروريٍ] المذهب ولم يكن بداعية إليه وكان صلبا في السنة حافظا للحديث إلا أنه من صلابته ربما كان يتعدى طوره مات بعد سنة أربع وأربعين ومائتين)
وكذا حكى مغلطاي في كتابه (إكمال التهذيب) ج1 ص326 عن (تاريخ القدس):
(وفي ( تاريخ القدس ) : كان صلبا في السنة حافظا للحديث ).!!

أقول:أما أنه حروري المذهب فنسبة لحروراء - وفي نسخة حريزي - التي نزل فيها جماعة من الخوارج والمنحرفين عن أمير المؤمنين عليه السلام ... !!!
فانظر أي محل يختار لسكناه وأي أتاس يخالط في دنياه والعبرة بالخليل !!!.

أما صلابته في السنة فيفسرها كلام غيره فيه، فاقرأ :
قال الذهبي في تذكرة الحفاظ ج2 ص549:
(وثقه النسائي . قال ابن عدي : ... قال وكان يتحامل على على رضي الله عنه ) !.
وقال بن عدي في (الكامل) ج1 ص310 حاكيا عن شيخه:
(قال الشيخ : السعدي هو إبراهيم بن يعقوب الجوزجاني كان مقيما بدمشق يحدث على المنبر ويكاتبه أحمد بن حنبل فيتقوى بكتابه ويقرؤه على المنبر وكان شديد الميل إلى مذهب أهل دمشق في التحامل على علي) !.

لكن ما هو مذهب أهل دمشق مسمى؟.
يجيبك الذهبي في ميزان الإعتدال ج1 ص76 في ترجمته:
(وكان شديد الميل إلى مذهب أهل دمشق في التحامل على علي رضي الله عنه .. قلت : قد كان النصب مذهبا لأهل دمشق في وقت ، كما كان الرفض مذهبا لهم في وقت ، وهو في دولة بنى عبيد ثم عدم - ولله الحمد - النصب ، وبقي الرفض خفيفا خاملا ) !!!.

اقول:ولا نعلم أشدته في مذهبه ونصبه يوجبان زيادة وثاقته أم لا ؟ !.
وهذا ما يسأل عنه أهل السنة القديمة، فيجيبون:
بما قاله المبرد في (بحر الدم) ص17:
(قال أبو بكر الخلال : جليل جدا ، كان أحمد بن حنبل يكاتبه ، ويكرمه إكراما شديدا) !!!.
والطيور على أشكالها تقع !!.

فانظر واتعظ ... لتعرف من هم أئمة الجرح والتعديل ...
والحمد لله على نعمة الولاية لسادة الأمم والعصمة من الزلل وسفن النجاة عليهم أعظم التحية والسلام.

والسلام ....
الثمالي.

**الثمالي** · 08-05-2006, 10:12 AM

السلام عليكم
نعود لكم من جديد إخوتي الكرام ... لنمل لكم مسلسل فضائح المنقلبين على الأعقاب ... المدلسين لأخبار الرسالة ... الذين لم يتبق لهم صحاح يعتمدون عليه ولا خبر يستندون إليه ... إلا وساوس الشيطان ... يأزهم هو وأتباعه أزا.
قدمنا لكم في المشاركة السابقة أحد أئمة حديثهم المعتمد، وتبين أنه أشهر من علم في الكذب والتدليس، باعترافهم أنفسهم ... ومع هذا فطوائفهم تعمل بأخباره وأئمتهم تأخذ بأقوله وأكاذيبه ... دون تورع أو خوف أو استحياء من رسول الله صلى الله عليه وآله ...
ونلحق الأخير ... بآخر ... عسى لمتعظ أن يتعظ، وهلا يتفكرون ؟![/
COLOR]
2- عمر بن علي بن عطاء بن مقدَّم المقدمي البصري، أبو جعفر:
قال ابن حجر في فتح الباري ج1 ص87:
(هو المقدمي بضم الميم وفتح القاف والدال المشددة وهو بصرى ثقة لكنه مدلس شديد التدليس) !!
وهنا تتكرر معجزة الجمع بين الضدين ... شديد التدليس – الكذب - وثقة !.

وممن ذكره الذهبي في (ميزان الإعتدال) ج3 ص214، قال:
( عمر بن علي.. ثقة شهير ، لكنه رجل مدلس .. قال ابن سعد : ثقة يدلس تدليسا شديدا يقول : سمعت ، وحدثنا ، ثم يسكت ، ثم يقول هشام بن عروة والأعمش . وقال ابن معين : ما به بأس . وقال أبو حاتم : لا يحتج به .. وقال أحمد بن حنبل : عمر بن علي صالح عفيف مسلم عاقل .. قال عفان : لم أكن أقبل منه حتى يقول : حدثنا . وقال أبو حاتم : لولا تدليسه لحكمنا له إذا جاء بزيادة ، غير أنا نخاف أن يكون أخذها عن غير ثقة . قلت : مات سنة تسعين ومائة ، وكان مكثرا).

وتبعه الألباني في (إرواء الغليل) ج5 ص159 موثقا مع رفض حديثه، فقال:
( والمقدمي هذا ثقة ، لكنه كان يدلس تدليسا سيئا كما هو مذكور في ترجمته، فمن الجائز أن يكون تلقاه عن الزنجي ثم دلسه، فلا يتقوى الحديث بمتابعته ).
وقال في (صحيح الألباني) ج1 ص371 :
(( هو في نفسه ثقة لكنه كان يدلس تدليسا سيئا جدا بحيث يبدو أنه لا يعتد بحديثه حتى لو صرح بالتحديث كما هو مذكور في ترجمته من التهذيب )
أقول: أنصف الألباني نفسه في هذا الموضع بعدم الإعتماد عليه، إلا أن الألباني غير ضابط جدا.
فقد ناقض نفسه عند تعليقه على أحد ألأسانيد بطريق عمر المقدمي، فقال في ج2 ص160:
( أخرجه الحاكم ، وقال : صحيح الاسناد ووافقه الذهبي ، وهو كما قالا ) !.
أقول: ابتلي محدثو أهل السنة بالتخبط في مواضع كثيرة جدا، وما هذا إلا لأنهم خالفوا وجدانهم وقلدوا رجالهم المتقدمين.
ولهذا، أورد عليه السقاف - في عداد تناقضات الألباني - في كتابه (تناقضات الألباني الواضحة) ج3 ص43:
(أن أئمة النقد من المحدثين كالبخاري ومسلم وغيرهما احتجوا برواية عمر بن علي المقدمي عنعنة وسماعا أنظر البخاري حديث رقم ( 39 ) و ( 6419 ) و ( 6474 ) من فتح الباري) !.

أقول: أيهما يختار الألباني: أن عمر المقدمي مدلس -والتدليس كذب وجارح للرواي- فيبطل احتجاج البخاري ومسلم وغيرهما برواية عمر بن علي، أو يخالف وجدانه ويقلد أتباعه تعاميا عن الوجدان والحق ؟!.
أما التفصيل بين عنعنته فلا تقبل، وقوله: (حدثنا) فيقبل، فقد قدمنا أنه من البدع الظاهرة؛ فبعد كونه مجروحا بالتدليس والكذب، وسقوط إخباره عن الحجية، كيف يقبل منه طريق آخر للخبر، والحال أن الكذاب لا يتورع عن تكرار كذبه بوجه آخر وتدليس جديد، فلا يطمأن ويوثق بكلامه البته، إلا أن يكون المرؤ مصابا في عقله !.
وبعد هذا كله يقول فيه أحمد بن حنبل كما تقدم:
( عمر بن علي صالح عفيف مسلم عاقل ) !!.
والمثل يجبذبه المثلُ !!

وقد هلك عمر المقدمي هذا سنة تسعين ومائة، ولنا الحق أن نسأل البخاري ومسلم وغيرهما، ألم يجدوا أفضل من هذا الرجل ليرووا عنه أحاديث رسول الله صلى الله عليه وآله؟ ، أم كبر في نفوسهم أن يذكروا أحد أئمة الهدى عليهم السلام في كتبهم التي سموها بالصحاح ؟!.
لله المشتكى، ولن يخلف الله وعده، ووعده الحق، يجمعنا بين يدي نبيه صلى الله عليه وآله ليرى كيف انقبلوا على أعقابهم بعد الإيمان !.

الثمالي
ونسألكم الدعاء ... عسى أن نعود قريبا.

**Malik13** · 08-05-2006, 12:41 PM

جزاك الله خيرا أخي الثمالي...

موضوع قيم فعلا

	المواضيع		إحصائيات	آخر مشاركة
	لقد كرمنا بني آدم بواسطة ibrahim aly awaly أنشئ بواسطة ibrahim aly awaly, يوم أمس, 09:44 PM		استجابة 1 10 مشاهدات 0 معجبون	آخر مشاركة بواسطة ibrahim aly awaly يوم أمس, 09:48 PM
	اثرة العترة في بقاء الاسلام بواسطة ibrahim aly awaly أنشئ بواسطة ibrahim aly awaly, يوم أمس, 07:21 AM		ردود 2 12 مشاهدات 0 معجبون	آخر مشاركة بواسطة ibrahim aly awaly يوم أمس, 07:23 AM

إعـــــــلان

للاشتراك في (قناة العلم والإيمان): واتساب - يوتيوب

نسف الصحيحين يعني نسف مذهب التسنن، هل هذا ممكن؟

نسف الصحيحين يعني نسف مذهب التسنن، هل هذا ممكن؟

تعليق

تعليق

تعليق

تعليق

تعليق

تعليق

تعليق

اقرأ في منتديات يا حسين