



رسالة صامتة بين الأزواج
تكلم ..حتى اراك
أنها رسالة صامتة قوية تتداول بين الأزواج في زمن الصخب والتشويش: "تكلم حتى أراك"! وهي الحكمة القديمة الجديدة التي يحتاجها كل زوج وزوجة، أي الحوار .. فمن الأسباب القوية والرئيسية التي تؤدي إلى انفصال الزوجين فقدان القدرة أو انقطاعها على التواصل فيما بينهما، حيث فقدان الحوار المتبادل بينهما، وبالتالي فقدان فن الاستماع.. ولكن ما هو فن الاستماع؟ وكيف نملك أدواته؟ بل كيف يصبح الواحد منا حسب التعبير: "الاستماع أسلوب حياة".
هناك خطوات أو أفكار عملية تستطيع تغيير شكل حياتنا الزوجية بالكامل وغيرها .. إن تدربنا عليها واتقناها وأصبحت جزء لا يتجزأ من شخصيتنا.

اختلاف الجنسين.. اختلاف الأذنين:
رغم أن للرجل أذنين وكذا المرأة.. إلا انهما يختلفان باختلاف الجنسين؟! كيف؟! يختلف أسلوب الاستماع والتواصل باختلاف الشخص..إن كان رجلاً أو امرأة .. فلكل منهما أسلوبه في التواصل والاستماع والفهم أيضاً. وذلك قد يعود في أحيان كثيرة إلى اختلاف الدوافع والاحتياجات .. نعم .. الدوافع والاحتياجات.. فقد يكون الحديث واحدا والموضوع المطروح واحدا، لكن الدوافع قد تختلف من المرأة إلى الرجل .. فالرجال عادة ما يشاركون بالحوار بدافع إعطاء المعلومات أو بدافع إعطاء حل لمشكلة ما .. وأما بالنساء فهن يشاركن بالحوار، ميلا وشوقا إلى "التواصل" مع شخص ما آخر .. من دوافعهن أيضاً في الحوار مع الرجال هو الحصول منهم على حلول للمشاكل! النساء عادة يتحدثن أكثر من الرجال في مسائل العلاقات الإنسانية والشخصية .. الرجال غالبا ما يكونون أقل تركيزاً على التفاصيل من النساء.

الصمت .. بداية الحوار:
بالصمت يبدأ الحوار السليم.. لذا دع محدثك أو شريك حياتك ينهي حديثة أولا ثم عبر عن رأيك. فإن قاطعته كثيرا أو حتى قليلا، ذكّر نفسك بأن تحفظ هدوءك وصمتك .. حتى إن كانت الفكرة التي يقولها لا تروقك أو حتى ضدك! وإلا صار الحوار مجرد "حوار الطرشان" الذي فيه لا يستمع أحد للآخر! وهناك البعض الذي يقوم بحركة معينة تساعده على التزام "الصمت"، عندما يضع ذقنه بين يدية علامة لنفسه على أنه يلتزم الصمت ولا يتحدث حتى ينتهي محدثه من حديثه.

تمتع بعقل منفتح:
لاتحكم على الآخر! بالقفز مباشرة إلى خاتمة الموضوع أو كلامه دون الانتظار. كما ان استنفارك لعقلك لكي يحكم مسبقاً أو يتصيد الأخطاء في كلام محدثك، يجعلك تصل إلى استنتاجات خاطئة تماماً.
فقط، فكّر قبل أن تقول أي كلمة كرد فعل لكلامه إليك، خاصة ان كان رد فعلك عاطفيا أو تعبيرا عن مشاعرك.

الاستماع بالعيون:
اسمتع دون التخطيط أو النية لما سوف تقوله ردا على كلام الطرف الآخر.. لا تضع لنفسك مجموعة أفكار للحديث مسبقاً. كن واعيا انك فقط ستستمع جيدا له. حافظ على "التواصل بالعيون" ركز انتباهك معه بالنظر إلى عينيه، فالعيون هي مرآة النفس وذلك بعدم الالتفات إلى أي شيء آخر كأن يكون التلفزيون أو القراءة في جريدة أو الانشغال بشيء في يدك .

استخدم تكنيك رجع الصدى:
دع محدثك يدرك أنك استمعت لكل كلمة قالها، باستخدامك لتكنيك رجع الصدى، الذي يعني تكرارك لما قاله بأسلوب مختلف، لنقل مثلا "استمعت لما قلته بأن...." ولكن متقبلا لاحتمال أنك لم تسمع جيدا كل ما قاله شريكك في الحوار.

رسائل الوجه.. عبارات بليغة:
كن مراقبا وواعيا للرسائل (الصامتة) التي يرسلها وجه محدثك من خلال تعبيراته وملامحه في عبارات بليغة المعنى .. كذلك إشارات يدية وجسمه .. راقب ايضا هذه الأشياء فيك ايضا أنت وقت استماعك .. لأنها جميعها تحمل معاني أبلغ من الكلمات كثيراً .. فخفض الكتفين أو تحريكهما، نغمة صوتك المنخفضة أو العالية، الذراعان المتعاقدان وكذا القدمان، النظر في العينين أو النظر بعيدا، الابتسامات، الدموع، حركة الشفتين، العينان الزائغتان، العبث بشيء ما أثناء الحوار بطريقة لا إرادية، طرقعة الأصابع .. كل هذه لها دلالات لا تخفى على الأذكياء في فن الحوار. لاسيما إذا عرفنا أن 55% من الرسائل أو المعاني المرسلة من الناس إلى بعضهم البعض تصل عن طريق مايسمى "العلامات غير المنطوقة".

تجنب الطرق المسدودة في الحوار:
هناك أنواع من الاستماع إن حدثت وقت الحوار، تعتبر طرقا مسدودة في الحوار، وتؤدي به إلى لاشيء.. منها: الاتجاه للإدانه والاتهام .. النصح والإرشاد المباشر ان .. السرحان وعدم التركيز.. الإحساس دائما بأن الشخص على حق .. تغيير الموضوع للهروب منه .. الاسترخاء .. إعاقة الآخر عن الوصول للنهاية .. التكرار الممل .. الاقتضاب.

كن مركزاً:
ركز على الموضوع الأساسي الذي يطرحه محدثك أو شريكك، ولا مانع من طرح الأسئلة لاستيضاح وتأكيد ما فهمت من حديثه.

اظهر احتراماً:
لابديل عن إبداء احترامك لوجهة نظر محدثك أو شريكك، حتى ولو كنت غير متفق معه في وجهة النظر التي يعرضها.

النصيحة .. آخر ما تفكر فيه:
لا تتبرع بإبداء النصيحة لمن يحدثك .. بل اجعلها آخر خطوة في حوارك معه وإن دعت الحاجة إلى ذلك .. فقط عندما يسألك هو إسداء النصيحة.

وتذكر:
لا يمكنك أن تستمع وأن تتكلم في الوقت نفسه. فلقد مُنحنا أذنان اثنان وفم واحد .. مما نتكلم. وتذكر أيضاً: أن اللسان هو الدفة الصغيرة التي تتحكم في سفينة العلاقات الزوجية والإنسانية كلها.
للأمانة منقوووووووول




تعليق