في ذكرى ميلاد الامام الحسن العسكري
الحلقة الرابعــة
في رحاب الأمام العسكري عليه السلام
اللجنة الدولية لإحياء ذكرى مظلومية الطفل عبد الله الرضيع
http://www.alrsool.com/alasghar/
http://spaces.msn.com/ali-alsghar/
http://www.al-kawther.net/index-.htm
http://www.al-kawther.net/Mohammed-R...iety/index.htm
http://www.ebaa.net/khaber/2006/02/04/khaber003.htm
http://www.al-kawther.net/Mohammed-R...iety/index.htm
aliasghar2008@yahoo.com
aliasghar2007@hotmail.com
بسم الله الرحمن الرحيم
في كل حلقة من حلقات ذكرى ميلاد الامام الحسن العسكري لابد أن نذكر المسلمين والعالم الاسلامي وشيعة وأتباع أهل البيت عليهم السلام بأننا في الوقت الذي نحتفل بذكرى ميلاده المبارك والميمون فإن قبره وروضته المباركة مع أبيه الإمام الهادي عليهما السلام قد هدمت ونسفت وأصبحت تلك الروضة مهدمة وقبته التي تعتبر أكبر قبة في العالم الاسلامي قد نسفت من قبل القوى الإرهابية التكفيرية من أتباع بني أمية وبني العباس في سامراء.
ولابد من أن تتظاهر الجهود من أجل بناء الروضة العسكرية للإمامين الهمامين في سامراء في أقرب فرصة ممكنة وتشيد قبابهما بأكبر مما كانت عليه وتكون الروضة أكبر من المقام الشريف السابق حتى نقول لأعداء الدين والاسلام وأهل البيت بأننا أتباع أهل البيت حقا وسوف ندافع عن نهجهم وسيرتهم ونقتفي أثرهم فهم سادتنا وقادتنا في الحياة وهم العروة الوثقى التي لا إنفصام لها وهم الكهف الحصين وسفن النجاة من تمسك بهم نجا ومن تخلف عنهم هلك.
إننا في ذكرى ميلاد الامام الحسن العسكري الزكي نطالب المؤمنين والمخلصين لأهل البيت والمحبين للإمام وأبيه الامام علي الهادي وخليفته الإمام المهدي المنتظر بأن لا ينسوا ذكرى فاجعة سامراء الأليمة وأن يسعوا في أن يحيوا مناسبات أهل البيت وخصوصا شهاداتهم ومواليدهم لتكون منطلقا للعمل والحركة الدؤبة من أجل تحريك الشارع الديني والسياسي وتحريك الغيارى وأصحاب الضمائر وأصحاب الخير والميسورين واللجان الخيرية واللجان المختصة بإعمار العتبات المقدسة أن يقوموا بواجبهم في توفير الفرصة الممكنة من قبل الحكومة العراقية والجهات المختصة وكذلك الوقف الشيعي الذي لابد أن يأخذ بزمام المبادرة ويتولى إدارة هذه العتبات المشرفة والمقدسة في سامراء من أجل البدء في وضع اللبنات الأولى لإعادة بناء مرقد الإمامين العسكريين على أفضل وأكمل وجه بإذن الله تعالى.
ونحن في اللجنة الدولية لإحياء ذكرى مظلومية الطفل الرضيع سوف نسعى جاهدين لأن تبقى فاجعة سامراء ونسف مرقد الإمامين العسكريين خالدة وحية في القلوب بتذكير المؤمنين بعظم المصاب وتهييج العواطف وشحذ الهمم وتحريك الضمائر الغيورة والنفوس الأبية وأن على المؤمنين واجبا شرعيا ببناء هذه المراقد لكي تكون مراكز إشعاع فكري وروحي وديني وحضاري للأمة وللبشرية.
في الحلقة الرابعة من ذكرى ميلاد الإمام الحسن العسكري عليه السلام سوف نسلط الضوء على جانب من حياة وشخصية الإمام العسكري عليه السلام. فقد إحتل أهل البيت عليهم السلام المنزلة الرفيعة في قلوب المسلمين والمؤمنين وأتباعهم من الشيعة لما تحلوا به من درجات عالية من العلم والفضل والتقوى والعبادة والأخلاق والقيم الرسالية المناقبية التي من الله بها عليهم وجعلهم أئمة وقادة وسادة ، فضلا عن النصوص الكثيرة الواردة عن الرسول الأكرم محمد صلى الله عليه وآله وسلم في الحث على التمسك بهم وإتباعهم كأئمة للهدى والأخذ عنهم. والقرآن الكريم – كما نعلم – قد جعل مودة أهل البيت وموالاتهم أجرا للرسول صلى الله عليه وآله على رسالته كما قال الله سبحانه وتعالى في كتابه الكريم قل لا أسألكم عليه أجرا الا المودة في القربى). غير أن الحكام والخلفاء الذين تحكموا في رقاب الأمة بالسيف والقهر حاولوا طمس معالمهم وإبعاد الأمة عنهم بمختلف الوسائل والطرق ثم توجوا أعمالهم بقتلهم بالسيف أو بدس السم ، وقد قال الأئمة الطاهرين عليهم السلام: (ما منا الا مقتول أو مسموم).
ومع ما كل ما فعله الحكام الطغاة المنحرفون عن خط الله والقرآن والرسول صلى الله عليه وآله وسلم بأهل البيت عليهم السلام ، لم يمنعهم ذلك السلوك العدائي من النصح والإرشاد للحكام وحل الكثير من المعضلات التي واجهتها الدولة الاسلامية على إمتداد تأريخها بعد وفاة الرسول الأعظم المصطفى محمد صلوات الله وسلامه عليه وحتى عصر الإمام العسكري عليه السلام.
ولقد حجبت عنا الكثير من مواقفهم وسيرهم إما خشية من السلطان الظالم المستبد أو لأن من كتب تأريخنا الاسلامي إنما كتبه بذهنية أموية ومداد عباسي لأنه قد عاش على فتات موائد الحكام الظالمين الطغاة والمستبدين.
ونورد هنا جملة من أقوال وشهادات معاصري الإمام العسكري عليه السلام وإنطباعاتهم عن شخصيته النموذجية الربانية الإلهية الرسالية التي فاقت شخصيته جميع من عاصره من رجال وعلماء الأمة الاسلامية:-
أولا : شهادة المعتمد العباسي : كانت منزلة الإمام معروفة ومشهورة لدى الخاصة والعامة كما كانت معلومة لدى خلفاء عصره. فقد روي أن جعفر بن علي الهادي طلب من المعتمد أن ينصبه للإمامة ويعطيه مقام أخيه الإمام الحسن العسكري عليه السلام بعده فقال له المعتمد: (إعلم أن منزلة أخيك لم تكن بنا وإنما كانت بالله عز وجل ، ونحن كنا نجتهد في حط منزلته والوضع منها ، وكان الله يأبى الا أن يزيده كل يوم رفعة بما كان فيه من الصيانة وحسن السمت والعلم والعبادة وإن كنت عند شيعة أخيك بمنزلته فلا حاجة بك إلينا ، وإن لم تكن عندهم بمنزلته ولم يكن فيك ما كان في أخيك ، لم نغن عنك في ذلك شيئا).
ثانيـا : شهادة طبيب البلاط العباسي: كان بختيشوع ألمع شخصية طبية في عصر الإمام الحسن العسكري عليه السلام (فهو طبيب الأسرة الحاكمة ، وقد إحتاج الامام ذات يوم الى طبيب فطلب من بختيشوع أن يرسل اليه بعض تلامذته ليقوم بذلك ، فإستدعى أحد تلاميذه وأوصاه أن يعالج الإمام عليه السلام وحدثه عن سمو منزلته ومكانته العالية ثم قال له: (طلب مني إبن الرضا من يقصده فسر إليه ، وهو أعلم في يومنا هذا بمن تحت السماء ، فأحذر أن لا تعترض عليه فيما يأمرك به).
ثالثـا : أحمد بن عبد الله بن خاقان : كان عامل الخراج والضياع في كورة قم ، وأبوه عبيد الله بن خاقان أحد أبرز شخصيات البلاط السياسية وكان وزيرا معتمدا ، وكان أحمد بن عبيد الله أنصب خلق الله وأشدهم عداوة لأهل البيت عليهم السلام ، فجرى ذكر المقيمين من آل أبي طالب بسر من رأى – سامراء – ومذاهبهم وأقدارهم عند السلطان ، فقال أحمد بن عبد الله : ( ما رأيت ولا عرفت بسر من رأى رجلا من العلوية مثل الحسن بن عليى بن محمد بن علي الرضا (عليه السلام) ، ولا سمعت به في هديه وسكونه وعفافه ونبله وكرمه عند أهل بيته والسلطان وجميع بني هاشم وتقديمهم إياه على ذوي السن منهم والخطر وكذلك القواد والوزراء والكتاب وعوام الناس).
وينقل أحمد هذا قصة شهدها في مجلس أبيه إذ دخل عليه حجابه فقالوا: إن إبن الرضا – أي الإمام العسكري عليه السلام – على الباب فقال بصوت عال : إئذنوا له ، فقال أحمد : تعجبت ما سمعت منهم ، إنهم جسروا حيث يكنون رجلا على أبي بحضرته ولم يكن يكنى عنده الا خليفة أو ولي عهد أو من أمر السلطان أن يكنى ، فدخل رجل أسمر أعين حسن القامة ، جميل الوجه ، جبير البدن ، حدث السن فلما نظر إليه أبي قام فمشى اليه خطى ولا أعلمه فعل هذا بأحد من بني هاشم ولا بالقواد ولا بأولياء العهد ، دخل عانقه وقبل وجهه ومنكبيه وأخذ بيده وأجلسه على مصلاه. ثم يقول أحمد: ولما جلس أبي بعد أن صلى جئت فجلست بين يديه فقال: يا أحمد إلك حاجة ؟ فقلت: نعم يا أبه إن أذنت سألتك عنها ؟ : فقال: قد أذنت لك يا بني فقل ما أحببت . فقلت له: يا أبه من كان الرجل الذي أتاك بالغداة وفعلت به ما فعلت من الأجلاء والإكرام والتبجيل ، وفديته بنفسك وبأبويك؟ فقال : يا بني ذاك إمام الرافضة ، ذاك إبن الرضا ، فسكت ساعة ثم قال: يا بني لو زالت الخلافة عن خلفاء بني العباس ما إستحقها أحد من بني هاشم غير هذا ، فإن هذا يستحقها في فضله وعفافه وهديه وصيانة نفسه وزهده وعبادته وجميل أخلاقه وصلاحه ولو رأيت أباه لرأيت رجلا جليلا نبيلا خيرا فاضلا.
رابعـا : كاتب الخليفة المعتمد : روي عن أبي جعفر أحمد القصير البصري قال: حضرنا عند سيدنا أبي محمد (عليه السلام) بالعسكر فدخل عليه خادم من دار السلطان ، جليل فقال له: أمير المؤمنين يقرأ عليك السلام ويقول لك : كاتبنا أنوش النصراني يريد أن يطهر إبنين له ، وقد سألنا مساءلتك أن تركب الى داره وتدعو لإبنه بالسلامة والبقاء ، فأحب أن تركب وأن تفعل ذلك فإنا لم نجشمك هذا العناء إلا لأنه قال: نحن نتبرك بدعاء بقاية النبوة والرسالة . فقال مولانا عليه السلام: الحمد لله الذي جعل النصارى أعرف بحقنا من المسلمين . ثم قال: أسرجوا لنا ، فركب حتى وردنا أنوش ، فخرج اليه مكشوف الرأس حافي القدمين ، وحوله القسيسون والشماسة والرهبان ، وعلى صدره الإنجيل ، فتلقاه على بابه وقال للإمام عليه السلام يا سيدنا أتوسل اليك بهذا الكتاب الذي أنت أعرف به منا الا غفرت لي ذنبي في عناك وحق المسيح عيس بن مريم وما جاء به من الإنجيل من عند الله ، ما سألت أمير المؤمنين مسألتك هذه الا لأنا وجدناكم في هذا الإنجيل مثل المسيح عيسى بن مريم عند الله فقال الإمام عليه السلام : أما إبنك هذا فباق عليك ، وأما الآخر فمأخوذ عنك بعد ثلاثة أيام – أي ميت – وهذا الباقي يسلم ويحسن إسلامه ويتولانا أهل البيت ، فقال أنوش: والله يا سيدي إن قولك الحق ولقد سهل علي موت إبني هذا لما عرفتني إن الآخر يسلم ، ويتولاكم أهل البيت. فقال له بعض القسيسين : ما لك لا تسلم ؟ فقال أنوش : أنا مسلم ومولانا يعلم ذلك . فقال مولانا عليه السلام : صدق ولولا أن يقول الناس : إنا أخبرناك بوفاة إبنك ولم يكن ذلك كما أخبرناك لسألنا الله تعالى بقاءه عليك. فقال أنوش: لا أريد سيدي الا ما تريد. قال أبو جعفر القصير البصري – راوي الحديث - : مات والله ذلك الإبن بعد ثلاثة أيام وأسلم الآخر بعد سنة (كذا) ، ولزم الباب معنا الى وفاة سيدنا أبي محمد عليه السلام.
خامسا : راهب دير العاقول: وكان من كبراء رجال النصرانية وأعلمهم بها ، لما سمع بكرامات الامام عليه السلام ورأى ما رآه ، أسلم على يديه وخلع لباس النصرانية ولبس ثياب بيضاء. ولما سأله الطبيب بختيشوع عما أزاله عن دينه ، قال: وجدت المسيح أو نظيره فأسلمت على يده – يعني بذلك الإمام الحسن العسكري عليه السلام وقال: وهذا نظيره في آياته وبراهينه . ثم إنصرف الى الإمام العسكري ولزم خدمته الى أن مات.
سادسا : محمد بن طلحة الشافعي : قال عن الامام الحسن العسكري عليه السلام : (فأعلم المنقبة العليا والمزية الكبرى التي خصه الله عز وجل بها وقلده فريدها ومنحه تقليدها وجعلها صفة دائمة لا يبلى الدهر جديدها ولا تنسى الألسن تلاوتها وترديدها : أن المهدي محمد نسله ، المخلوق منه ، وولده المنتسب إليه ، وبضعته المنفصلة عنه).
سابعــا: إبن الصباغ المالكي: قال إنه (سيد أهل عصره وإمام أهل دهره ، أقواله سديدة ، وإذا كانت أفاضل زمانه قصيدة فهو في بيت القصيدة ، وإن إنتظموا عقدا كان مكان الواسطة الفريدة ، فارس العلوم لا يجاري ومبين غوامضها ، فلا يحاول ولا يماري ، كاشف الحقائق بنظره الصائب ، مظهر الدقائق بفكره الثاقب المحدث في سره بالأمور الخفيات الكريم الأصيل والنفس والذات تغمده الله برحمته وأسكنه فسيح جناته ، بمحمد صلى الله عليه وآله آمين.
ثامنــا: العلامة سبد بن الجوزري: قال: (هو الحسن بن علي بن محمد بن علي بن موسى الرضا بن جعفر إبن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب عليهم السلام وكان عالما ثقة روى الحديث عن أبيه ، عن جده).
تاسعــا: العلامة محمد أبوالهدى أفندي: قال واصفا الأئمة عليهم السلام بأنهم قادة الناس الى الحضرة القدسية وأنهم أولياؤهم بعد الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم : (وقد علم المسلمون في المشرق والمغرب أن رؤساء الأولياء وأئمة الأصفياء من بعده (عليه السلام) من ذريته وأولاده الطاهرين يتسللون بطنا بعد بطن وجيلا بعد جيل الى زماننا هذا ، وهم الأولياء بلا ريب ، وقادتهم الى الحضرة القدسية المحفوظة من الدنس والعيب ومن في الأولياء ، الصدر الأول بعد الطبقة المشرفة بصحبة النبي الكريم (صلى الله عليه وآله) كالحسن والحسين (والذرية من صلب الحسين ) وذكر أسمائهم حتى الإمام الحسن العسكري وخليفته الإمام القائم من آل محمد عليهم السلام.
عاشـرا: العلامة الشبراوي الشافعي : قال عنه : (الحادي عشر من الأئمة الحسن الخالص ويلقب أيضا بالعسكري .... ويكفيه شرفا أن الإمام المهدي المنتظر من أولاده ، فلله در هذا البيت الشريف والنسب الخضم المنيف وناهيك به من فخار وحسبك فيه من علو مقدار .... فيا له من بيت عالي الرتبة سامي المحلة ، فلقد طاول السماء علا ونبلا ، وسما على الفرقدين منزلة ومحملا وإستغرق صفات الكمال ، فلا يستثنى فيه بغير ولا بآلا ، إنتظم في المجد هؤلاء الأئمة ، إنتظام اللآليء وتناسقوا في الشرف فإستوى الأول والتالي ، وكم إجتهد قوم في خفض منارهم والله يرفعه....). الى أقوال كثيرة غيرها في فضله صرح بها الفقهاء والمؤرخون والمحدثون من العامة والخاصة ، ولا عجب في ذلك ولا غرابة فهو فرع الرسول صلى الله عليه وآله وأبو الإمام المهدي المنتظر والحادي عشر من أئمة أهل البيت الذين أذهب الله عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا وهم عدل القرآن كما ورد عن الرسول (صلى الله عليه وآله) وهم سفينة النجاة. وقد شهد له أبوه الإمام الهادي عليه السلام بسمو مقامه ورفعة منزلته بقوله الخالد: (أبومحمد أنصح آل محمد غريزة وأوثقهم حجة وهو الأكبر من ولدي وهو الخلف واليه تنتهي عرى الإمامة وأحكامها ، فما كنت سائلي فسله عنه ، فعندما يحتاج اليه).
ونحن في ذكرى ميلاده الميمون والمبارك نعيش هذه الأيام حالة من الفرحة تنتابها حالة من عدم الإرتياح النفسي لأن النواصب الذين نصبوا العداء لآل محمد وعلي قد قاموا قبل
أكير من ثلاثة أشهر بهدم مرقده الطاهر مع مرقد أبيه عليهما السلام وسرداب غيبة ولي الله الأعظم الحجة المنتظر أرواحنا لتراب مقدمه الفداء وأصبحت دورهم مظلمة مهدمة فارغة وأطلال ، وأرادت يد البغي والضلالة أن تنتقم من بيت النبوة والرسالة كما إنتقم أسلافهم من بني أمية وبني العباس من آل الرسول.
ولكن ما دامت اليقضة الاسلامية والوعي والتلاحم بين أبناء الأمة الاسلامية الواحدة وما دام التكاتف بين المؤمنين والشيعة من أهل البيت قائم ، وما دام ولاؤهم وإستقامتهم وصبرهم ثابت فإن قبور أوليائنا المعصومين سوف تشيد من جديد بأفضل مما كانت عليه ، وربما كان ذلك العمل الإجرامي حكمة لبيان عظمة مقام أئمتنا في سامراء ومظلوميتهم بين النواصب الساكنين هناك وقوى الإرهاب والتكفير السلفي الوهابي وحلفائهم البعثيين الصداميين.
ونحن نحتفل بميلاد الإمام الحادي عشر من ذرية الرسول لابد لنا أن نتعلم علومهم ومعارفهم ونعلمها لأجيالنا المعاصرة والقادمة ونسير على سيرتهم ونقتدي بهداهم ونغترف من معين علومهم ومعارفهم.
إننا اليوم بحاجة ماسة الى أن نتدارس علومهم وأن نبي المعاهد والجامعات والكليات والمدارس والحوزات العلمية ونزودها بالطاقات والكفاءات العلمية والأكاديمية لكي نعلم الجيل المعاصر علوم الدين والفقه والأصول لكي يتخرج من هذه المعاهد والكليات والجامعات والمدراس والحوزات العلمية رجال علم وفقه وثقافة يتحملوا مسؤولياتهم الرسالية في بناء المجتمع الاسلامي الرسالي المناقبي ويمهدوا لقيام دولة الإمام المهدي عجل الله تعالى فرجه الشريف ، فما أحوجنا الى أن نتعلم علوم آل محمد ونتدارسه ونتفقه فيه ونتدبر في أحاديثهم ورواياتهم لكي تكون لنا نبراسا وهداية لنا.
نسأل الله سبحانه وتعالى بحق هذا الامام المظلوم أن يوفق الجميع لإحياء ذكره وإجلال مقامه والتعريف بعظمته ومنزلته عند الله فهو الإمام الذي تحمل تربية منقذ البشرية من الكفر والضلالة والظلم الذي يملأ الأرض قسطا وعدلا كما ملئت ظلما وجورا.
والسلام على من إتبع الهدى
اللجنة الدولية لإحياء ذكرى مظلومية الطفل عبد الله الرضيع عليه السلام
هيئة الطفل الرضيع
كربلاء المقدسة
الجمعة 7ربيع الثاني 1427هجري
6 مايو 2006م
_________________
اللجنة الدولية لإحياء مظلومية الطفل الشهيد عبد الله الرضيع عليه السلام
الحلقة الرابعــة
في رحاب الأمام العسكري عليه السلام
اللجنة الدولية لإحياء ذكرى مظلومية الطفل عبد الله الرضيع
http://www.alrsool.com/alasghar/
http://spaces.msn.com/ali-alsghar/
http://www.al-kawther.net/index-.htm
http://www.al-kawther.net/Mohammed-R...iety/index.htm
http://www.ebaa.net/khaber/2006/02/04/khaber003.htm
http://www.al-kawther.net/Mohammed-R...iety/index.htm
aliasghar2008@yahoo.com
aliasghar2007@hotmail.com
بسم الله الرحمن الرحيم
في كل حلقة من حلقات ذكرى ميلاد الامام الحسن العسكري لابد أن نذكر المسلمين والعالم الاسلامي وشيعة وأتباع أهل البيت عليهم السلام بأننا في الوقت الذي نحتفل بذكرى ميلاده المبارك والميمون فإن قبره وروضته المباركة مع أبيه الإمام الهادي عليهما السلام قد هدمت ونسفت وأصبحت تلك الروضة مهدمة وقبته التي تعتبر أكبر قبة في العالم الاسلامي قد نسفت من قبل القوى الإرهابية التكفيرية من أتباع بني أمية وبني العباس في سامراء.
ولابد من أن تتظاهر الجهود من أجل بناء الروضة العسكرية للإمامين الهمامين في سامراء في أقرب فرصة ممكنة وتشيد قبابهما بأكبر مما كانت عليه وتكون الروضة أكبر من المقام الشريف السابق حتى نقول لأعداء الدين والاسلام وأهل البيت بأننا أتباع أهل البيت حقا وسوف ندافع عن نهجهم وسيرتهم ونقتفي أثرهم فهم سادتنا وقادتنا في الحياة وهم العروة الوثقى التي لا إنفصام لها وهم الكهف الحصين وسفن النجاة من تمسك بهم نجا ومن تخلف عنهم هلك.
إننا في ذكرى ميلاد الامام الحسن العسكري الزكي نطالب المؤمنين والمخلصين لأهل البيت والمحبين للإمام وأبيه الامام علي الهادي وخليفته الإمام المهدي المنتظر بأن لا ينسوا ذكرى فاجعة سامراء الأليمة وأن يسعوا في أن يحيوا مناسبات أهل البيت وخصوصا شهاداتهم ومواليدهم لتكون منطلقا للعمل والحركة الدؤبة من أجل تحريك الشارع الديني والسياسي وتحريك الغيارى وأصحاب الضمائر وأصحاب الخير والميسورين واللجان الخيرية واللجان المختصة بإعمار العتبات المقدسة أن يقوموا بواجبهم في توفير الفرصة الممكنة من قبل الحكومة العراقية والجهات المختصة وكذلك الوقف الشيعي الذي لابد أن يأخذ بزمام المبادرة ويتولى إدارة هذه العتبات المشرفة والمقدسة في سامراء من أجل البدء في وضع اللبنات الأولى لإعادة بناء مرقد الإمامين العسكريين على أفضل وأكمل وجه بإذن الله تعالى.
ونحن في اللجنة الدولية لإحياء ذكرى مظلومية الطفل الرضيع سوف نسعى جاهدين لأن تبقى فاجعة سامراء ونسف مرقد الإمامين العسكريين خالدة وحية في القلوب بتذكير المؤمنين بعظم المصاب وتهييج العواطف وشحذ الهمم وتحريك الضمائر الغيورة والنفوس الأبية وأن على المؤمنين واجبا شرعيا ببناء هذه المراقد لكي تكون مراكز إشعاع فكري وروحي وديني وحضاري للأمة وللبشرية.
في الحلقة الرابعة من ذكرى ميلاد الإمام الحسن العسكري عليه السلام سوف نسلط الضوء على جانب من حياة وشخصية الإمام العسكري عليه السلام. فقد إحتل أهل البيت عليهم السلام المنزلة الرفيعة في قلوب المسلمين والمؤمنين وأتباعهم من الشيعة لما تحلوا به من درجات عالية من العلم والفضل والتقوى والعبادة والأخلاق والقيم الرسالية المناقبية التي من الله بها عليهم وجعلهم أئمة وقادة وسادة ، فضلا عن النصوص الكثيرة الواردة عن الرسول الأكرم محمد صلى الله عليه وآله وسلم في الحث على التمسك بهم وإتباعهم كأئمة للهدى والأخذ عنهم. والقرآن الكريم – كما نعلم – قد جعل مودة أهل البيت وموالاتهم أجرا للرسول صلى الله عليه وآله على رسالته كما قال الله سبحانه وتعالى في كتابه الكريم قل لا أسألكم عليه أجرا الا المودة في القربى). غير أن الحكام والخلفاء الذين تحكموا في رقاب الأمة بالسيف والقهر حاولوا طمس معالمهم وإبعاد الأمة عنهم بمختلف الوسائل والطرق ثم توجوا أعمالهم بقتلهم بالسيف أو بدس السم ، وقد قال الأئمة الطاهرين عليهم السلام: (ما منا الا مقتول أو مسموم).
ومع ما كل ما فعله الحكام الطغاة المنحرفون عن خط الله والقرآن والرسول صلى الله عليه وآله وسلم بأهل البيت عليهم السلام ، لم يمنعهم ذلك السلوك العدائي من النصح والإرشاد للحكام وحل الكثير من المعضلات التي واجهتها الدولة الاسلامية على إمتداد تأريخها بعد وفاة الرسول الأعظم المصطفى محمد صلوات الله وسلامه عليه وحتى عصر الإمام العسكري عليه السلام.
ولقد حجبت عنا الكثير من مواقفهم وسيرهم إما خشية من السلطان الظالم المستبد أو لأن من كتب تأريخنا الاسلامي إنما كتبه بذهنية أموية ومداد عباسي لأنه قد عاش على فتات موائد الحكام الظالمين الطغاة والمستبدين.
ونورد هنا جملة من أقوال وشهادات معاصري الإمام العسكري عليه السلام وإنطباعاتهم عن شخصيته النموذجية الربانية الإلهية الرسالية التي فاقت شخصيته جميع من عاصره من رجال وعلماء الأمة الاسلامية:-
أولا : شهادة المعتمد العباسي : كانت منزلة الإمام معروفة ومشهورة لدى الخاصة والعامة كما كانت معلومة لدى خلفاء عصره. فقد روي أن جعفر بن علي الهادي طلب من المعتمد أن ينصبه للإمامة ويعطيه مقام أخيه الإمام الحسن العسكري عليه السلام بعده فقال له المعتمد: (إعلم أن منزلة أخيك لم تكن بنا وإنما كانت بالله عز وجل ، ونحن كنا نجتهد في حط منزلته والوضع منها ، وكان الله يأبى الا أن يزيده كل يوم رفعة بما كان فيه من الصيانة وحسن السمت والعلم والعبادة وإن كنت عند شيعة أخيك بمنزلته فلا حاجة بك إلينا ، وإن لم تكن عندهم بمنزلته ولم يكن فيك ما كان في أخيك ، لم نغن عنك في ذلك شيئا).
ثانيـا : شهادة طبيب البلاط العباسي: كان بختيشوع ألمع شخصية طبية في عصر الإمام الحسن العسكري عليه السلام (فهو طبيب الأسرة الحاكمة ، وقد إحتاج الامام ذات يوم الى طبيب فطلب من بختيشوع أن يرسل اليه بعض تلامذته ليقوم بذلك ، فإستدعى أحد تلاميذه وأوصاه أن يعالج الإمام عليه السلام وحدثه عن سمو منزلته ومكانته العالية ثم قال له: (طلب مني إبن الرضا من يقصده فسر إليه ، وهو أعلم في يومنا هذا بمن تحت السماء ، فأحذر أن لا تعترض عليه فيما يأمرك به).
ثالثـا : أحمد بن عبد الله بن خاقان : كان عامل الخراج والضياع في كورة قم ، وأبوه عبيد الله بن خاقان أحد أبرز شخصيات البلاط السياسية وكان وزيرا معتمدا ، وكان أحمد بن عبيد الله أنصب خلق الله وأشدهم عداوة لأهل البيت عليهم السلام ، فجرى ذكر المقيمين من آل أبي طالب بسر من رأى – سامراء – ومذاهبهم وأقدارهم عند السلطان ، فقال أحمد بن عبد الله : ( ما رأيت ولا عرفت بسر من رأى رجلا من العلوية مثل الحسن بن عليى بن محمد بن علي الرضا (عليه السلام) ، ولا سمعت به في هديه وسكونه وعفافه ونبله وكرمه عند أهل بيته والسلطان وجميع بني هاشم وتقديمهم إياه على ذوي السن منهم والخطر وكذلك القواد والوزراء والكتاب وعوام الناس).
وينقل أحمد هذا قصة شهدها في مجلس أبيه إذ دخل عليه حجابه فقالوا: إن إبن الرضا – أي الإمام العسكري عليه السلام – على الباب فقال بصوت عال : إئذنوا له ، فقال أحمد : تعجبت ما سمعت منهم ، إنهم جسروا حيث يكنون رجلا على أبي بحضرته ولم يكن يكنى عنده الا خليفة أو ولي عهد أو من أمر السلطان أن يكنى ، فدخل رجل أسمر أعين حسن القامة ، جميل الوجه ، جبير البدن ، حدث السن فلما نظر إليه أبي قام فمشى اليه خطى ولا أعلمه فعل هذا بأحد من بني هاشم ولا بالقواد ولا بأولياء العهد ، دخل عانقه وقبل وجهه ومنكبيه وأخذ بيده وأجلسه على مصلاه. ثم يقول أحمد: ولما جلس أبي بعد أن صلى جئت فجلست بين يديه فقال: يا أحمد إلك حاجة ؟ فقلت: نعم يا أبه إن أذنت سألتك عنها ؟ : فقال: قد أذنت لك يا بني فقل ما أحببت . فقلت له: يا أبه من كان الرجل الذي أتاك بالغداة وفعلت به ما فعلت من الأجلاء والإكرام والتبجيل ، وفديته بنفسك وبأبويك؟ فقال : يا بني ذاك إمام الرافضة ، ذاك إبن الرضا ، فسكت ساعة ثم قال: يا بني لو زالت الخلافة عن خلفاء بني العباس ما إستحقها أحد من بني هاشم غير هذا ، فإن هذا يستحقها في فضله وعفافه وهديه وصيانة نفسه وزهده وعبادته وجميل أخلاقه وصلاحه ولو رأيت أباه لرأيت رجلا جليلا نبيلا خيرا فاضلا.
رابعـا : كاتب الخليفة المعتمد : روي عن أبي جعفر أحمد القصير البصري قال: حضرنا عند سيدنا أبي محمد (عليه السلام) بالعسكر فدخل عليه خادم من دار السلطان ، جليل فقال له: أمير المؤمنين يقرأ عليك السلام ويقول لك : كاتبنا أنوش النصراني يريد أن يطهر إبنين له ، وقد سألنا مساءلتك أن تركب الى داره وتدعو لإبنه بالسلامة والبقاء ، فأحب أن تركب وأن تفعل ذلك فإنا لم نجشمك هذا العناء إلا لأنه قال: نحن نتبرك بدعاء بقاية النبوة والرسالة . فقال مولانا عليه السلام: الحمد لله الذي جعل النصارى أعرف بحقنا من المسلمين . ثم قال: أسرجوا لنا ، فركب حتى وردنا أنوش ، فخرج اليه مكشوف الرأس حافي القدمين ، وحوله القسيسون والشماسة والرهبان ، وعلى صدره الإنجيل ، فتلقاه على بابه وقال للإمام عليه السلام يا سيدنا أتوسل اليك بهذا الكتاب الذي أنت أعرف به منا الا غفرت لي ذنبي في عناك وحق المسيح عيس بن مريم وما جاء به من الإنجيل من عند الله ، ما سألت أمير المؤمنين مسألتك هذه الا لأنا وجدناكم في هذا الإنجيل مثل المسيح عيسى بن مريم عند الله فقال الإمام عليه السلام : أما إبنك هذا فباق عليك ، وأما الآخر فمأخوذ عنك بعد ثلاثة أيام – أي ميت – وهذا الباقي يسلم ويحسن إسلامه ويتولانا أهل البيت ، فقال أنوش: والله يا سيدي إن قولك الحق ولقد سهل علي موت إبني هذا لما عرفتني إن الآخر يسلم ، ويتولاكم أهل البيت. فقال له بعض القسيسين : ما لك لا تسلم ؟ فقال أنوش : أنا مسلم ومولانا يعلم ذلك . فقال مولانا عليه السلام : صدق ولولا أن يقول الناس : إنا أخبرناك بوفاة إبنك ولم يكن ذلك كما أخبرناك لسألنا الله تعالى بقاءه عليك. فقال أنوش: لا أريد سيدي الا ما تريد. قال أبو جعفر القصير البصري – راوي الحديث - : مات والله ذلك الإبن بعد ثلاثة أيام وأسلم الآخر بعد سنة (كذا) ، ولزم الباب معنا الى وفاة سيدنا أبي محمد عليه السلام.
خامسا : راهب دير العاقول: وكان من كبراء رجال النصرانية وأعلمهم بها ، لما سمع بكرامات الامام عليه السلام ورأى ما رآه ، أسلم على يديه وخلع لباس النصرانية ولبس ثياب بيضاء. ولما سأله الطبيب بختيشوع عما أزاله عن دينه ، قال: وجدت المسيح أو نظيره فأسلمت على يده – يعني بذلك الإمام الحسن العسكري عليه السلام وقال: وهذا نظيره في آياته وبراهينه . ثم إنصرف الى الإمام العسكري ولزم خدمته الى أن مات.
سادسا : محمد بن طلحة الشافعي : قال عن الامام الحسن العسكري عليه السلام : (فأعلم المنقبة العليا والمزية الكبرى التي خصه الله عز وجل بها وقلده فريدها ومنحه تقليدها وجعلها صفة دائمة لا يبلى الدهر جديدها ولا تنسى الألسن تلاوتها وترديدها : أن المهدي محمد نسله ، المخلوق منه ، وولده المنتسب إليه ، وبضعته المنفصلة عنه).
سابعــا: إبن الصباغ المالكي: قال إنه (سيد أهل عصره وإمام أهل دهره ، أقواله سديدة ، وإذا كانت أفاضل زمانه قصيدة فهو في بيت القصيدة ، وإن إنتظموا عقدا كان مكان الواسطة الفريدة ، فارس العلوم لا يجاري ومبين غوامضها ، فلا يحاول ولا يماري ، كاشف الحقائق بنظره الصائب ، مظهر الدقائق بفكره الثاقب المحدث في سره بالأمور الخفيات الكريم الأصيل والنفس والذات تغمده الله برحمته وأسكنه فسيح جناته ، بمحمد صلى الله عليه وآله آمين.
ثامنــا: العلامة سبد بن الجوزري: قال: (هو الحسن بن علي بن محمد بن علي بن موسى الرضا بن جعفر إبن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب عليهم السلام وكان عالما ثقة روى الحديث عن أبيه ، عن جده).
تاسعــا: العلامة محمد أبوالهدى أفندي: قال واصفا الأئمة عليهم السلام بأنهم قادة الناس الى الحضرة القدسية وأنهم أولياؤهم بعد الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم : (وقد علم المسلمون في المشرق والمغرب أن رؤساء الأولياء وأئمة الأصفياء من بعده (عليه السلام) من ذريته وأولاده الطاهرين يتسللون بطنا بعد بطن وجيلا بعد جيل الى زماننا هذا ، وهم الأولياء بلا ريب ، وقادتهم الى الحضرة القدسية المحفوظة من الدنس والعيب ومن في الأولياء ، الصدر الأول بعد الطبقة المشرفة بصحبة النبي الكريم (صلى الله عليه وآله) كالحسن والحسين (والذرية من صلب الحسين ) وذكر أسمائهم حتى الإمام الحسن العسكري وخليفته الإمام القائم من آل محمد عليهم السلام.
عاشـرا: العلامة الشبراوي الشافعي : قال عنه : (الحادي عشر من الأئمة الحسن الخالص ويلقب أيضا بالعسكري .... ويكفيه شرفا أن الإمام المهدي المنتظر من أولاده ، فلله در هذا البيت الشريف والنسب الخضم المنيف وناهيك به من فخار وحسبك فيه من علو مقدار .... فيا له من بيت عالي الرتبة سامي المحلة ، فلقد طاول السماء علا ونبلا ، وسما على الفرقدين منزلة ومحملا وإستغرق صفات الكمال ، فلا يستثنى فيه بغير ولا بآلا ، إنتظم في المجد هؤلاء الأئمة ، إنتظام اللآليء وتناسقوا في الشرف فإستوى الأول والتالي ، وكم إجتهد قوم في خفض منارهم والله يرفعه....). الى أقوال كثيرة غيرها في فضله صرح بها الفقهاء والمؤرخون والمحدثون من العامة والخاصة ، ولا عجب في ذلك ولا غرابة فهو فرع الرسول صلى الله عليه وآله وأبو الإمام المهدي المنتظر والحادي عشر من أئمة أهل البيت الذين أذهب الله عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا وهم عدل القرآن كما ورد عن الرسول (صلى الله عليه وآله) وهم سفينة النجاة. وقد شهد له أبوه الإمام الهادي عليه السلام بسمو مقامه ورفعة منزلته بقوله الخالد: (أبومحمد أنصح آل محمد غريزة وأوثقهم حجة وهو الأكبر من ولدي وهو الخلف واليه تنتهي عرى الإمامة وأحكامها ، فما كنت سائلي فسله عنه ، فعندما يحتاج اليه).
ونحن في ذكرى ميلاده الميمون والمبارك نعيش هذه الأيام حالة من الفرحة تنتابها حالة من عدم الإرتياح النفسي لأن النواصب الذين نصبوا العداء لآل محمد وعلي قد قاموا قبل
أكير من ثلاثة أشهر بهدم مرقده الطاهر مع مرقد أبيه عليهما السلام وسرداب غيبة ولي الله الأعظم الحجة المنتظر أرواحنا لتراب مقدمه الفداء وأصبحت دورهم مظلمة مهدمة فارغة وأطلال ، وأرادت يد البغي والضلالة أن تنتقم من بيت النبوة والرسالة كما إنتقم أسلافهم من بني أمية وبني العباس من آل الرسول.
ولكن ما دامت اليقضة الاسلامية والوعي والتلاحم بين أبناء الأمة الاسلامية الواحدة وما دام التكاتف بين المؤمنين والشيعة من أهل البيت قائم ، وما دام ولاؤهم وإستقامتهم وصبرهم ثابت فإن قبور أوليائنا المعصومين سوف تشيد من جديد بأفضل مما كانت عليه ، وربما كان ذلك العمل الإجرامي حكمة لبيان عظمة مقام أئمتنا في سامراء ومظلوميتهم بين النواصب الساكنين هناك وقوى الإرهاب والتكفير السلفي الوهابي وحلفائهم البعثيين الصداميين.
ونحن نحتفل بميلاد الإمام الحادي عشر من ذرية الرسول لابد لنا أن نتعلم علومهم ومعارفهم ونعلمها لأجيالنا المعاصرة والقادمة ونسير على سيرتهم ونقتدي بهداهم ونغترف من معين علومهم ومعارفهم.
إننا اليوم بحاجة ماسة الى أن نتدارس علومهم وأن نبي المعاهد والجامعات والكليات والمدارس والحوزات العلمية ونزودها بالطاقات والكفاءات العلمية والأكاديمية لكي نعلم الجيل المعاصر علوم الدين والفقه والأصول لكي يتخرج من هذه المعاهد والكليات والجامعات والمدراس والحوزات العلمية رجال علم وفقه وثقافة يتحملوا مسؤولياتهم الرسالية في بناء المجتمع الاسلامي الرسالي المناقبي ويمهدوا لقيام دولة الإمام المهدي عجل الله تعالى فرجه الشريف ، فما أحوجنا الى أن نتعلم علوم آل محمد ونتدارسه ونتفقه فيه ونتدبر في أحاديثهم ورواياتهم لكي تكون لنا نبراسا وهداية لنا.
نسأل الله سبحانه وتعالى بحق هذا الامام المظلوم أن يوفق الجميع لإحياء ذكره وإجلال مقامه والتعريف بعظمته ومنزلته عند الله فهو الإمام الذي تحمل تربية منقذ البشرية من الكفر والضلالة والظلم الذي يملأ الأرض قسطا وعدلا كما ملئت ظلما وجورا.
والسلام على من إتبع الهدى
اللجنة الدولية لإحياء ذكرى مظلومية الطفل عبد الله الرضيع عليه السلام
هيئة الطفل الرضيع
كربلاء المقدسة
الجمعة 7ربيع الثاني 1427هجري
6 مايو 2006م
_________________
اللجنة الدولية لإحياء مظلومية الطفل الشهيد عبد الله الرضيع عليه السلام
تعليق