المسجد والمأتم منطلق لتربية الأجيال
اللجنة الدولية لإحياء مظلومية الطفل عبد الله الرضيع
http://www.al-kawther.net/index-.htm
http://www.al-kawther.net/Mohammed-R...iety/index.htm
http://www.ebaa.net/khaber/2006/02/04/khaber003.htm
http://alnor.4t.com/ashor-blakrbala.htm
aliasghar2008@yahoo.com
aliasghar2007@hotmail.com
بسم الله الرحمن الرحيم
يعتبر المسجد مركزا للعبادة ومركزا للجهاد وإعلان الحرب ضد الكفار والمشركين ، فقد كان أول مسجد بناه الرسول الأعظم بمشاركة المسلمين في المدينة بعد هجرته من مكة مركزا وجامعا للصلاة وإستماع المسلمين الى خطب الرسول وتوجيهاته في مختلف شئون الحياة. كما كان مركزا لإعلان الجهاد والحرب والغزوات ضد كفار ومشركي قريش حيث يؤذن فيها فيجتمع المسلمون ، فإذا أذن فيه في وقت غير الصلاة عرف المسلمون بأن أمرا مهما قد وقع أو في طريقه الى الوقوع فيجتمع الناس ليعرفوا ، فإذا بالرسول يوجههم بإتجاه غزوة ما أو حرب جهاد دفاعية ما ضد المشركين والكفار.
كذلك بعد شهادة الإمام الحسين عليه السلام في كربلاء نصب الإمام علي بن الحسين السجاد وأخته العقيلة زينب الكبرى مأتما على الحسين في الكوفة والشام ، وبعدها الإمام الباقر والصادق وسائر الأئمة كانوا ينصبون مآتما وعزاء على الحسين ، ويطلبون من شيعتهم بنصب هذا المآتم وتذكر فيه مصيبة الحسين عليه السلام والأهداف المقدسة التي خرج من أجلها الحسين الا وهي الاصلاح في أمة جده رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، بالاضافة الى مصاب الرسول الأعظم (ص) ، وأمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام والصديقة فاطمة الزهراء عليهم السلام.
والأئمة المعصومين فيما يتعلق بشهادة الحسين وأهل بيته وأصحابه طالبوا شيعتهم بإحياء أمرهم وذكرهم فقالوا في أكثر من موطن وموقع (رحم الله من أحيا أمرنا)). وإحياء الأمر يعني إحياء أهداف ثورة الحسين ونهضته المقدسة التي خرج من أجلها. فالامام الحسين عليه السلام خرج وقام في وجه الحاكم الأموي يزيد بن معاوية بن أبي سفيان الذي طغى وتجبر وإنحرف عن الدين حيث كان يشرب الخمر والقيام بالفواحش والمنكرات ظاهرها وباطنها واللعب بالفهود والكلام وكان يقتل النفس المحترمة.
وكما نعرف نحن المسلمون بأن الرسول الأكرم محمد صلى الله عليه وسلم قد نص على ولاية وخلافة الإثني عشر النقباء من ذريته وأهل بيتهه في أحاديثه حتى أن كتب السنة والجماعة قد نقلت هذه الروايات ، فكان الإمام الحسين عليه السلام أحق بالخلافة والولاية من يزيد الذي ورث الحكم من أبيه وأراد أن يكون الحكم ملوكية في عقبه وفي عقب بني أمية. فقال الامام الحسين بعد أن عرف مساوىء يزيد ومخازيه وفساده :"فمثلي لا يبايع مثله".
بعد ذلك أصر يزيد على أن يبايع الحسين له بالخلافة وبعث الكتب والمراسيل اليه في المدينة وبعث واليه مروان بن الحكم بن العاص لكي يبايع الحسين ليزيد فأبى الحسين البيعة وخرج من المدينة بعد ذلك مع أهله وحرمه وأخوته قاصدا مكة وشهد عرفة ولم يتمم الحج قاصدا الكوفة حتى إنتهى الأمر به الى كربلاء فبقي فيها وواجه معسكر يزيد وعبيد الله بن زياد وعمر بن سعد ونصحهم وأمرهم بالبيعة وعرفهم منزلته من رسول الله وأن جده نص عليه بالخلافة والإمامة ولكنهم أبوا وقالوا "نقاتلك بغضا لأبيك" ، فتقابل المعسكرين في يوم عاشوراء وتشابكت الأسنة والرماح وإستشهد الحسين وأهل بيته وأصحابه وإنتصر الدم على السيف.
منذ ذلك إتخذ الشيعة المسجد والمأتم منطلقا لإحياء شعائر الله وتعظيمها فالى جانب إقامة الصلاة والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وتصريف أمور الناس والبت في مشاكلهم وقضاياهم اليومية والدينية كانت هذه المراكز بأمر الأئمة المعصومين مركز إشعاع فكري وثقافي وعلمي يذكر فيها عزاء الحسين والتعريف بثورته المباركة وأهدافها وتذكر فيها كلمات وخطب سيد الشهداء منذ حركته من المدينة حتى وصوله مكة حتى شهوده عرفة وقرائته لدعاء عرفة مرورا بقيامه بعمرة مفردة والتوجه الى الكوفة وكربلاء.
وأصبح المسجد والمأتم منطلقا للثورة الرسالية وتبليغ أحكام الله ومركزا للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر يقوم فيه أئمة المساجد وخطباء المنابر الحسينية بأمر الناس بما ينفعهم ويذكرهم بأمور دينهم وديناهم ويعرفونهم بأهداف نهضة الحسين وتاريخها وما جرى على بيت الرسالة من ظلم وإضطهاد حيث قتل الحسين عطشانا مع أهل بيته وأصحابه ومعهم الطفل الرضيع الذي قتل بسهم حرملة بن كاهل الأسدي. وبعد أن قتل الحسين وقضى عطشانا وقطع رأسه من القفا على يد أحد أشقى الأشقياء شمر بن ذي الجوشن أمر عمر بن سعد بأن ترض الخيول صدر الحسين بحوافرها وبعد ذلك هجم جيش العدو على خيام سبط الرسول وأحرقوها فهرب النساء والأطفال الى الصحراء والبرية خوفا وهلعا ومنهم من قضى نحبه.
بقيت المساجد والمآتم لدينا نحن الشيعة ملكا للناس وليس حكرا على أحد وإنما هي أماكن للعبادة وذكر الله وذكر مصائب أهل البيت والإحتفال بمواليدهم خصوصا إحياء ذكرى بيعة الغدير ومواليد الأئمة في 3 شعبان ذكرى ميلاد الإمام الحسين وبعده ميلاد أبي الفضل العباس والسجاد والنصف من شعبان ذكرى ميلاد منقذ البشرية الامام المهدي المنتظر عجل الله تعالى فرجه الشريف والنصف من شهر رمضان ذكرى ميلاد الإمام الحسن المجتبى الزكي كريم أهل البيت و13 رجب ذكرى ميلاد أمير المؤمنين ويعسوب الدين الامام علي بن أبي طالب عليه السلام وسائر مواليد الأئمة المعصومين عليهم السلام.
فالمسجد والمأتم ليس حكرا على عائلة أو على مجموعة أو على فئة معينة دون أخرى ، فهي مراكز وقواعد للذكر والعبادة وذكر مصائب أهل البيت وعلى رأسها مصاب الحسين عليه السلام في كربلاء ، كما تحيا فيها ذكرى مواليدهم خصوصا يجب الإشارة الى ميلاد الرسول وذكرى البعثة النبوية والإسراء والمعراج لخاتم الأنبياء صلى الله عليه وآله وسلم.
ولابد أن يرتفع مستوى من يقوم بإدارة هذه الأماكن العبادية الى مستوى المسئولية الدينية والإلهية ، فلا يمكن أن يكون من يخدم في المسجد والحسينية أن يأكل لحم أخيه وهو ميتا ، فلا يجوز الغيبة والنميمة والتهمة والإنتقاص من الأشخاص والتشهير بهم ، ولا يمكن إحتكار إدارة هذه المراكز على عائلة معينة أو مجموعة معينة ومنع الآخرين من المشاركة في إدارتها فهذه المراكز بيوت الله أذن الله أن ترفع ويذكر فيها أسمه وليست بيوت لهذه العائلة ولهذه المجموعة ولتلك لا تقبل مشاركة الآخرين في إدارتها والمشاركة في برامجها ، كما أنها ليست حكرا على إمام جماعة معين ولا خطيب معين ولا رادود وذاكر معين وإنما لابد أن يقصدها الآخرين وتتنوع فيها أئمة الجماعة والخطباء والذاكرين للإمام الحسين عليه السلام ، حتى يكون هناك نوع من التكثر والتنوع للناس.
كما أن الجيل المعاصر من الشباب والشابات لابد أن وأن يستقطب في هذه الأماكن المقدسة للمشاركة في إدارة هذه المراكز وإقامة المشاريع الخيرية كصندوق الزواج وصناديق قرض الحسنة ومراكز التوجيه الديني وحل الخلافات بين الناس وبين الزوجين ومشاريع تربوية وفكرية أخرى كإيجاد المكتبات العامة ومراكز خيرية للعلاج ومراكز لتربية الأطفال والشباب على مبادىء الإسلام والقرآن والحديث ودروس الأخلاق الاسلامية ، بالاضافة الى الدروس الأكاديمية مثل الكمبيوتر وأنواع برامج الحاسوب وتكنولوجية المعلومات ودروس في علم الإدارة وإدارة المشاريع وتنمية الموارد البشرية وغيرها من ورشات العمل التي لابد أن تقام من قبل أصحاب الخبرة والعلم في هذه المجالات لتنمية مهارات الأطفال والشباب والشابات وبالاضافة الى تعليمهم المفاهيم الدينية والقيم الرسالية ويتعلموا مختلف العلوم الحديثة لكي تنفعهم في حياتهم وإمرار معاشهم وأن يقووا على إكتساب معائشهم لكي يخدموا الدين والمبدأ ونشر علوم ومعارف أهل البيت عليهم أفضل الصلاة والسلام.
إن إشاعة روح الفريق المشترك والإبتعاد عن المحوريات الضيقة والحزبيات والعصبيات من الأمور الضرورية في إدارة المساجد والحسينيات ، ولابد من إشراك الجميع في إدارة هذه المراكز الدينية وحتى المؤسسات والمراكز التي تقام الى جانبها وحبذا لو شاركنا الشباب والشابات هذا الجيل الطموح الذي يمتلك الكثير من الطاقات المخزونة التي لابد من تفجيرها في الطريق الصحيح من أجل تنمية مواهبهم ومهاراتهم وقدراتهم الإدارية والفكرية والثقافية.
إننا اليوم مسؤولون عن الجيل المعاصر وتربيته التربية الرسالية والدينية والفكرية والثقافية وإعداده لتحمل مسؤولياته داخل المجتمع ، وإن تربية هذا الجيل بالمفاهيم الدينية وتربيته التربية الحسينية هو بداية لتحصينه أمام الإنحراف والأفكار والثقافات الوافدة حتى يقوم بواجبه الديني والرسالي في تبليغ الرسالة وإقامة عزاء الحسين وتعريف المجتمع وخصوصا الجيل الاسلامي المعاصر بثقافة نهضة الحسين ومعالم ثورته وإشعاعاتها الفكرية.
دعونا نقف وقفة إيجابية مشرفة في الترفع عن العصبيات والفئويات والحزبيات والمحوريات الضيقة ونجعل من المساجد والمآتم منطلقا للثورة الرسالية وإشاعة الثقافة الرسالية بمفهومها الجديد الا وهو إحياء فريضة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وإقامة الصلاة وإشاعة روح العمل المشترك من أجل بناء الجيل الرسالي الجديد الذي يشارك في بناء المجتمع وهدايته الى الطريق القويم.
إننا أمام ثقافات جاهلية وافدة الينا وفضائيات فاسدة ومفسدة لجيلنا ومجتمعنا فهل لنا من وقفة مشرفة مع الجيل الناشىء والمعاصر؟؟!! .. بأن نستقطب هذه الشريحة من المجتمع وصهرها في بوتقة العمل الإسلامي والرسالي لكي نجني ثمرات هذا العمل بأن نرى مجموعة من الشباب والشابات الرساليات يتحملون أعباء المسؤولية ويقوموا بإدارة المشاريع الاسلامية والدينية والخيرية والثقافية في المساجد والمآتم ليشعروا بالثقة بالنفس وأن الجيل الأقدم منهم يحترمهم ويكن لهم الحب والوفاء والإحترام ويقدمهم أمام المسيرة والعمل النهضوي من أجل أن يكشفوا عن طاقاتهم وإمكاناتهم ليحققوا آمالهم وتطلعاتهم في بناء أنفسهم وخدمة المجتمع الاسلامي من حولهم.
فالى نظرة جديدة الى المسجد والمأتم حتى نستطيع أن نرى مساجدنا وحسينياتنا عامرة بالناس والهدى والجموع الغفيرة من النساء والرجال والشباب والشابات وكأنها خلية نحل نعبد في هذه الأماكم وهذه المراكز ربنا ونسترشد بقيم ديننا ورسالة نبينا ونتعلم أخلاقه وصفاته ، كما نتعلم سيرة أئمتنا المعصومين وتاريخ حياتهم وجهادهم من أجل إحياء الدين والدفاع عنه بالوقوف أمام الظالمين والجائرين والمنحرفين.
نسأل الله أن يوفق الجميع لإحياء مراكز العبادة والذكر بصورة مناسبة ومشرقة حتى تكون هذه الأماكن مراكزا للإشعاع الفكري والثقافي والحضاري في الأمة.
اللجنة الدولية لأحياء مظلومية الطفل عبد الله الرضيع
هيئة الطفل الرضيع
كربلاء المقدسة
3 ربيع الأول 1427هجري
2 نيسان /أبريل 2006م
_________________
اللجنة الدولية لإحياء مظلومية الطفل الشهيد عبد الله الرضيع عليه السلام
اللجنة الدولية لإحياء مظلومية الطفل عبد الله الرضيع
http://www.al-kawther.net/index-.htm
http://www.al-kawther.net/Mohammed-R...iety/index.htm
http://www.ebaa.net/khaber/2006/02/04/khaber003.htm
http://alnor.4t.com/ashor-blakrbala.htm
aliasghar2008@yahoo.com
aliasghar2007@hotmail.com
بسم الله الرحمن الرحيم
يعتبر المسجد مركزا للعبادة ومركزا للجهاد وإعلان الحرب ضد الكفار والمشركين ، فقد كان أول مسجد بناه الرسول الأعظم بمشاركة المسلمين في المدينة بعد هجرته من مكة مركزا وجامعا للصلاة وإستماع المسلمين الى خطب الرسول وتوجيهاته في مختلف شئون الحياة. كما كان مركزا لإعلان الجهاد والحرب والغزوات ضد كفار ومشركي قريش حيث يؤذن فيها فيجتمع المسلمون ، فإذا أذن فيه في وقت غير الصلاة عرف المسلمون بأن أمرا مهما قد وقع أو في طريقه الى الوقوع فيجتمع الناس ليعرفوا ، فإذا بالرسول يوجههم بإتجاه غزوة ما أو حرب جهاد دفاعية ما ضد المشركين والكفار.
كذلك بعد شهادة الإمام الحسين عليه السلام في كربلاء نصب الإمام علي بن الحسين السجاد وأخته العقيلة زينب الكبرى مأتما على الحسين في الكوفة والشام ، وبعدها الإمام الباقر والصادق وسائر الأئمة كانوا ينصبون مآتما وعزاء على الحسين ، ويطلبون من شيعتهم بنصب هذا المآتم وتذكر فيه مصيبة الحسين عليه السلام والأهداف المقدسة التي خرج من أجلها الحسين الا وهي الاصلاح في أمة جده رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، بالاضافة الى مصاب الرسول الأعظم (ص) ، وأمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام والصديقة فاطمة الزهراء عليهم السلام.
والأئمة المعصومين فيما يتعلق بشهادة الحسين وأهل بيته وأصحابه طالبوا شيعتهم بإحياء أمرهم وذكرهم فقالوا في أكثر من موطن وموقع (رحم الله من أحيا أمرنا)). وإحياء الأمر يعني إحياء أهداف ثورة الحسين ونهضته المقدسة التي خرج من أجلها. فالامام الحسين عليه السلام خرج وقام في وجه الحاكم الأموي يزيد بن معاوية بن أبي سفيان الذي طغى وتجبر وإنحرف عن الدين حيث كان يشرب الخمر والقيام بالفواحش والمنكرات ظاهرها وباطنها واللعب بالفهود والكلام وكان يقتل النفس المحترمة.
وكما نعرف نحن المسلمون بأن الرسول الأكرم محمد صلى الله عليه وسلم قد نص على ولاية وخلافة الإثني عشر النقباء من ذريته وأهل بيتهه في أحاديثه حتى أن كتب السنة والجماعة قد نقلت هذه الروايات ، فكان الإمام الحسين عليه السلام أحق بالخلافة والولاية من يزيد الذي ورث الحكم من أبيه وأراد أن يكون الحكم ملوكية في عقبه وفي عقب بني أمية. فقال الامام الحسين بعد أن عرف مساوىء يزيد ومخازيه وفساده :"فمثلي لا يبايع مثله".
بعد ذلك أصر يزيد على أن يبايع الحسين له بالخلافة وبعث الكتب والمراسيل اليه في المدينة وبعث واليه مروان بن الحكم بن العاص لكي يبايع الحسين ليزيد فأبى الحسين البيعة وخرج من المدينة بعد ذلك مع أهله وحرمه وأخوته قاصدا مكة وشهد عرفة ولم يتمم الحج قاصدا الكوفة حتى إنتهى الأمر به الى كربلاء فبقي فيها وواجه معسكر يزيد وعبيد الله بن زياد وعمر بن سعد ونصحهم وأمرهم بالبيعة وعرفهم منزلته من رسول الله وأن جده نص عليه بالخلافة والإمامة ولكنهم أبوا وقالوا "نقاتلك بغضا لأبيك" ، فتقابل المعسكرين في يوم عاشوراء وتشابكت الأسنة والرماح وإستشهد الحسين وأهل بيته وأصحابه وإنتصر الدم على السيف.
منذ ذلك إتخذ الشيعة المسجد والمأتم منطلقا لإحياء شعائر الله وتعظيمها فالى جانب إقامة الصلاة والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وتصريف أمور الناس والبت في مشاكلهم وقضاياهم اليومية والدينية كانت هذه المراكز بأمر الأئمة المعصومين مركز إشعاع فكري وثقافي وعلمي يذكر فيها عزاء الحسين والتعريف بثورته المباركة وأهدافها وتذكر فيها كلمات وخطب سيد الشهداء منذ حركته من المدينة حتى وصوله مكة حتى شهوده عرفة وقرائته لدعاء عرفة مرورا بقيامه بعمرة مفردة والتوجه الى الكوفة وكربلاء.
وأصبح المسجد والمأتم منطلقا للثورة الرسالية وتبليغ أحكام الله ومركزا للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر يقوم فيه أئمة المساجد وخطباء المنابر الحسينية بأمر الناس بما ينفعهم ويذكرهم بأمور دينهم وديناهم ويعرفونهم بأهداف نهضة الحسين وتاريخها وما جرى على بيت الرسالة من ظلم وإضطهاد حيث قتل الحسين عطشانا مع أهل بيته وأصحابه ومعهم الطفل الرضيع الذي قتل بسهم حرملة بن كاهل الأسدي. وبعد أن قتل الحسين وقضى عطشانا وقطع رأسه من القفا على يد أحد أشقى الأشقياء شمر بن ذي الجوشن أمر عمر بن سعد بأن ترض الخيول صدر الحسين بحوافرها وبعد ذلك هجم جيش العدو على خيام سبط الرسول وأحرقوها فهرب النساء والأطفال الى الصحراء والبرية خوفا وهلعا ومنهم من قضى نحبه.
بقيت المساجد والمآتم لدينا نحن الشيعة ملكا للناس وليس حكرا على أحد وإنما هي أماكن للعبادة وذكر الله وذكر مصائب أهل البيت والإحتفال بمواليدهم خصوصا إحياء ذكرى بيعة الغدير ومواليد الأئمة في 3 شعبان ذكرى ميلاد الإمام الحسين وبعده ميلاد أبي الفضل العباس والسجاد والنصف من شعبان ذكرى ميلاد منقذ البشرية الامام المهدي المنتظر عجل الله تعالى فرجه الشريف والنصف من شهر رمضان ذكرى ميلاد الإمام الحسن المجتبى الزكي كريم أهل البيت و13 رجب ذكرى ميلاد أمير المؤمنين ويعسوب الدين الامام علي بن أبي طالب عليه السلام وسائر مواليد الأئمة المعصومين عليهم السلام.
فالمسجد والمأتم ليس حكرا على عائلة أو على مجموعة أو على فئة معينة دون أخرى ، فهي مراكز وقواعد للذكر والعبادة وذكر مصائب أهل البيت وعلى رأسها مصاب الحسين عليه السلام في كربلاء ، كما تحيا فيها ذكرى مواليدهم خصوصا يجب الإشارة الى ميلاد الرسول وذكرى البعثة النبوية والإسراء والمعراج لخاتم الأنبياء صلى الله عليه وآله وسلم.
ولابد أن يرتفع مستوى من يقوم بإدارة هذه الأماكن العبادية الى مستوى المسئولية الدينية والإلهية ، فلا يمكن أن يكون من يخدم في المسجد والحسينية أن يأكل لحم أخيه وهو ميتا ، فلا يجوز الغيبة والنميمة والتهمة والإنتقاص من الأشخاص والتشهير بهم ، ولا يمكن إحتكار إدارة هذه المراكز على عائلة معينة أو مجموعة معينة ومنع الآخرين من المشاركة في إدارتها فهذه المراكز بيوت الله أذن الله أن ترفع ويذكر فيها أسمه وليست بيوت لهذه العائلة ولهذه المجموعة ولتلك لا تقبل مشاركة الآخرين في إدارتها والمشاركة في برامجها ، كما أنها ليست حكرا على إمام جماعة معين ولا خطيب معين ولا رادود وذاكر معين وإنما لابد أن يقصدها الآخرين وتتنوع فيها أئمة الجماعة والخطباء والذاكرين للإمام الحسين عليه السلام ، حتى يكون هناك نوع من التكثر والتنوع للناس.
كما أن الجيل المعاصر من الشباب والشابات لابد أن وأن يستقطب في هذه الأماكن المقدسة للمشاركة في إدارة هذه المراكز وإقامة المشاريع الخيرية كصندوق الزواج وصناديق قرض الحسنة ومراكز التوجيه الديني وحل الخلافات بين الناس وبين الزوجين ومشاريع تربوية وفكرية أخرى كإيجاد المكتبات العامة ومراكز خيرية للعلاج ومراكز لتربية الأطفال والشباب على مبادىء الإسلام والقرآن والحديث ودروس الأخلاق الاسلامية ، بالاضافة الى الدروس الأكاديمية مثل الكمبيوتر وأنواع برامج الحاسوب وتكنولوجية المعلومات ودروس في علم الإدارة وإدارة المشاريع وتنمية الموارد البشرية وغيرها من ورشات العمل التي لابد أن تقام من قبل أصحاب الخبرة والعلم في هذه المجالات لتنمية مهارات الأطفال والشباب والشابات وبالاضافة الى تعليمهم المفاهيم الدينية والقيم الرسالية ويتعلموا مختلف العلوم الحديثة لكي تنفعهم في حياتهم وإمرار معاشهم وأن يقووا على إكتساب معائشهم لكي يخدموا الدين والمبدأ ونشر علوم ومعارف أهل البيت عليهم أفضل الصلاة والسلام.
إن إشاعة روح الفريق المشترك والإبتعاد عن المحوريات الضيقة والحزبيات والعصبيات من الأمور الضرورية في إدارة المساجد والحسينيات ، ولابد من إشراك الجميع في إدارة هذه المراكز الدينية وحتى المؤسسات والمراكز التي تقام الى جانبها وحبذا لو شاركنا الشباب والشابات هذا الجيل الطموح الذي يمتلك الكثير من الطاقات المخزونة التي لابد من تفجيرها في الطريق الصحيح من أجل تنمية مواهبهم ومهاراتهم وقدراتهم الإدارية والفكرية والثقافية.
إننا اليوم مسؤولون عن الجيل المعاصر وتربيته التربية الرسالية والدينية والفكرية والثقافية وإعداده لتحمل مسؤولياته داخل المجتمع ، وإن تربية هذا الجيل بالمفاهيم الدينية وتربيته التربية الحسينية هو بداية لتحصينه أمام الإنحراف والأفكار والثقافات الوافدة حتى يقوم بواجبه الديني والرسالي في تبليغ الرسالة وإقامة عزاء الحسين وتعريف المجتمع وخصوصا الجيل الاسلامي المعاصر بثقافة نهضة الحسين ومعالم ثورته وإشعاعاتها الفكرية.
دعونا نقف وقفة إيجابية مشرفة في الترفع عن العصبيات والفئويات والحزبيات والمحوريات الضيقة ونجعل من المساجد والمآتم منطلقا للثورة الرسالية وإشاعة الثقافة الرسالية بمفهومها الجديد الا وهو إحياء فريضة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وإقامة الصلاة وإشاعة روح العمل المشترك من أجل بناء الجيل الرسالي الجديد الذي يشارك في بناء المجتمع وهدايته الى الطريق القويم.
إننا أمام ثقافات جاهلية وافدة الينا وفضائيات فاسدة ومفسدة لجيلنا ومجتمعنا فهل لنا من وقفة مشرفة مع الجيل الناشىء والمعاصر؟؟!! .. بأن نستقطب هذه الشريحة من المجتمع وصهرها في بوتقة العمل الإسلامي والرسالي لكي نجني ثمرات هذا العمل بأن نرى مجموعة من الشباب والشابات الرساليات يتحملون أعباء المسؤولية ويقوموا بإدارة المشاريع الاسلامية والدينية والخيرية والثقافية في المساجد والمآتم ليشعروا بالثقة بالنفس وأن الجيل الأقدم منهم يحترمهم ويكن لهم الحب والوفاء والإحترام ويقدمهم أمام المسيرة والعمل النهضوي من أجل أن يكشفوا عن طاقاتهم وإمكاناتهم ليحققوا آمالهم وتطلعاتهم في بناء أنفسهم وخدمة المجتمع الاسلامي من حولهم.
فالى نظرة جديدة الى المسجد والمأتم حتى نستطيع أن نرى مساجدنا وحسينياتنا عامرة بالناس والهدى والجموع الغفيرة من النساء والرجال والشباب والشابات وكأنها خلية نحل نعبد في هذه الأماكم وهذه المراكز ربنا ونسترشد بقيم ديننا ورسالة نبينا ونتعلم أخلاقه وصفاته ، كما نتعلم سيرة أئمتنا المعصومين وتاريخ حياتهم وجهادهم من أجل إحياء الدين والدفاع عنه بالوقوف أمام الظالمين والجائرين والمنحرفين.
نسأل الله أن يوفق الجميع لإحياء مراكز العبادة والذكر بصورة مناسبة ومشرقة حتى تكون هذه الأماكن مراكزا للإشعاع الفكري والثقافي والحضاري في الأمة.
اللجنة الدولية لأحياء مظلومية الطفل عبد الله الرضيع
هيئة الطفل الرضيع
كربلاء المقدسة
3 ربيع الأول 1427هجري
2 نيسان /أبريل 2006م
_________________
اللجنة الدولية لإحياء مظلومية الطفل الشهيد عبد الله الرضيع عليه السلام