مآتمنا مدارسنــــا
تيمنا بذكرى ولادة الرسول الأعظم محمد(ص) في 17ربيع الأول
اللجنة الدولية لإحياء ذكرى مظلومية عبد الله الرضيع
ملتقى الأطفال الحسينيين الرضع في الذكرى السنوية
للمقام الشامخ لباب الحوائج عبد الله الرضيع شهيد كربلاء
عظم الله أجورنا وأجوركم بمصابنا بالحسين الشهيد
السلام علي الطفل الرضيع
(بأي ذنب قتلت)
http://www.al-kawther.net/index-.htm
http://www.al-kawther.net/Mohammed-R...iety/index.htm
http://badrnews.net/montada/viewtopic.php?t=118
www.alrsool.com
بسم الله الرحمن الرحيم
نبارك للأمة الاسلامية والشيعة وأتباع أهل البيت عليهم السلام ذكرى ميلاد سيد الكائنات والمبعوث رحمة للعالمين الرسول الهادي وخاتم النبيين وسيد المرسلين الذي هو في السماء أحمد وفي الأرض محمد أبوالقاسم المصطفى محمد صلى الله عليه وآله وسلم.
ونسأل الله سبحانه وتعالى أن يجعل من هذه المناسبة المباركة بداية لتربية أنفسنا وصقلها بالسير على سيرته وإقتفاء أثره والعلم بالكتاب المنزل عليه وإتباع سنته وسيرة أهل بيته الطيبين الطاهرين حتى ننعم بالحياة المباركة والسعيدة في حياتنا ، ولابد من أن نتحمل المسؤولية الرسالية في تعريف سيرته وحياته للبشرية من أجل هدايتها الى طريق الرشاد ، ولابد من الإشارة الى منقذ البشرية من الظلم والفساد والجور الذي أشار اليه خاتم الأنبياء في أكثر من حديث شريف له وذكر أن إسمه إسمي وكنيته كنيتي وهم الإمام المهدي المنتظرصاحب الزمان عجل الله تعالى فرجه الشريف.
وفي هذا البحث نود التحدث عن المآتم الحسينية ودورها في نشر الإسلام ورسالات الأنبياء والحفاظ عليها وإحياء القيم الرسالية وبناء الشخصية الاسلامية المناقبية الحية والشجاعة التي تسير على خطى السبط الشهيد وتجسد قيم الوفاء والشجاعة والإباء والولاء وترفض الذل والمهانة والخنوع للحاكم الظالم الفاسد والسلطان الجائر ورفض البيعة له ، إذ أن كل يوم عاشوراء وكل أرض كربلاء وكل ما عندنا هو من بركة عاشوراء وثورة الامام الحسين "عليه السلام" والمآتم الحسينية التي هي مدارسنا وجامعاتنا لتربية الأجيال وبناء المجتمع الاسلامي .
المآتم الحسينية مدراس لتربية الأجيال الرسالية العاملة والفاعلة في الساحة ، وكذلك فإنها منطلق بناء اللبنات والقواعد الأولى للشخصية الاسلامية الرسالية وقاعدة لإيجاد المجتمع الاسلامي المناقبي الذي يتحلى بالقيم والمبادىء والأسس الصحيحة للإسلام المحمدي العلوي الحسيني الأصيل.
لماذا نقول ذلك ؟
وكيف تكون مآتمنا مدارسنا؟
نحن نقول مآتم الحسين عليه السلام .
من هو الإمام الحسين؟
من هو السبط الشهيد ؟
من هو الحسين الذي قال عنه جده المصطفى : "الحسن والحسين إمامان قام أو قعدا"؟
من هو الامام الحسين الذي يقال عنه: الحسين ثأر الله
وأسئلة كثيرة تطرح عن الإمام الحسين عليه السلام؟
الإمام الحسين عليه السلام ذلك الإمام الذي ومنذ ولادته جاء الملك فرطوس من السماء ليشفع له عند الله وليشافيه.
وهو ذلك الانسان الذي تحدث عنه الرسول لأم سلمة وأوصاها بتربته التي وضعها في قارورة وقال لها إذا رأيتي هذه التربة قد تغير لونها الى الأحمر فإعلمي بأن الحسين قد قتل وأستشهد.
والإمام الحسين هو الذي بكته ملائكة السماء وبكته السماء دما وبكاه كل حجر ومدر.
لابد من أن يقوم المجتمع الاسلامي والجيل الناشىء بدراسة حياة الامام الحسين منذ ولادته حتى شهادته حتى يعرف من هو الإمام الحسين لكي يعرف معنى: مآتمنا مدارسنا.
وهذا واجب العالم والخطيب والمبلغ والأم والأب والانسان الرسالي ومسئولية كل فرد يسير على منهج الحسين أن يقوم بواجبه بتعريف حياته وسيرته عليه السلام حتى يعرف الناس والمجتمع والجيل الناشئ قيمة المآتم الحسينية وأنها قواعد ومنطلقات لتعلم القيم الحياتية من الشجاعة والإباء والإقدام ومقاومة الظلم والإنحراف وعدم البيعة للظالم والسلطان الجائر ومنطلق للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
نحن نطالب الجيل الناشىء أن يتعلم ما ذكرناه خطوة خطوة حتى يعرف ماذا تعني المآتم الحسينية ، ولماذا يجتمع الشيعة وأتباع أهل البيت فيها لتعظيم الشعائر ولإحياء ذكرى عاشوراء وكربلاء وواقعة الطف والغاضريات ونينوى.
إن الامام الحسين عليه السلام الذي جسد كل معاني الشجاعة والبطولة والإباء والقيم الإلهية الرسالية وكانت حركته إمتدادا لحركة الإنبياء ، وبقي إسمه وذكره منذ اليوم الأول لولادته والى آخر يوم من حياته وبعد شهادته الحية والدامية ، يطالبنا بتعلم الاسلام والتفقه في الدين وتعلم سيرة وسنة جده المصطفى التي قتل وأستشهد من أجلها حيث قال عليه السلام:"إن كان دين محمد لا يستقم الا بقتلي فيا سيوف خذيني" ، وقال عليه السلام:"إني لم أخرج أشرا ولا بطرا ولا ظالما ولا مفسدا وإنما خرجت لآمر بالمعروف وأنهى عن المنكر وأسير بسيرة جدي محمد صلى الله عليه وآله وسلم".
فكانت شهادة الإمام الحسين من أجل إحياء الصلاة وإقامتها في أوقاتها كما قام هو بنفسه بإقامة الصلاة في ظهر عاشوراء وهو في ساحة الحرب وإستشهد من أجل إقامتها نفر من أصحابه.
وإستشهد الامام الحسين من أجل تشييد الدين والعمل به وبقيمه ومبادئه وأحكامه والعمل بالقرآن وترك المحرمات التي كان يقوم بها الظالم يزيد وحزبه ، حيث كانوا لا يتنهاون عن المحرمات والموبقات ويقتلون النفس المحرمة فقال الامام الحسين عليه السلام:"الا ترون الى الحق لا يعمل به والى الباطل لا يتناهى عنه فليرغب الانسان الى لقاء ربه ، فإني لا أرى الموت الا سعادة والحياة مع الظالمين الا برما".
هذه هي شمة من حياة الامام الحسين وأهداف ثورته ونهضته المقدسة التي أصبحت خالدة الى قيام الساعة تتجدد روعها وعطائها يوما بعد يوما وجيلا بعد جيل ، وبقي الإمام الحسين خالدا مدى الدهر وإندثر ذكر أعدائه الأمويين من معاوية ويزيد وأتباع يزيد ومعسكر يزيد وإبن زياد وعمر بن سعد وشمر بن ذي الجوشن وحرملة وغيرهم ، وأصبح ذكر الحسين في كل عام وتحي ذكرى شهادته بحضور الملايين حول قبره وقبر أخيه أبي الفضل العباس قمر بني هاشم وتصبح ساحة بين الحرمين ساحة العزاء والحب والولاء هذه الساحة التي هي روضة من رياض الجنة.
وقد شاهدنا بأم أعيننا كيف أحيا الناس ذكرى عاشوراء هذا العام وذكرى أربعين الامام الحسين هذا العام بحضور أكثر من 8ملايين عاشق جاؤا مشيا على الأقدام نساءا ورجالا وشيوخا وشبابا وأطفالا متحدين الإرهاب والمفخخات والأحزمة الناسفة للإرهاب التكفيري الناصبي وجلاوزة صدام ونظامه البائد ، وشعارهم يا حسين يا حسين .. ولو قطعوا أرجلنا واليدين نأتيك زحفا سيدي يا حسين .. وأبد والله ما ننسى حسيناه .. وحسين حسين شعارنا والشهادة إفتخارنا .. والشهادة فخرنا وأملنا.. وشعارات أخرى ترفض الظلم والذل والمهانة ورفض الإبتزاز من قبل الظالمين وأتباع بنو أمية وبنو العباس النواصب والضلاميين والتكفيريين الجدد الذين أمعنوا القتل والذبح في شيعة الامام علي بن أبي طالب والحسن والحسين والأئمة المعصومين من ذرية الحسين عليه السلام.
أكثر من 8 ملايين عاشق جاؤا الى حرم الحسين عليه السلام ليجددوا البيعة مع السبط الشهيد وليستنكروا الجريمة النكراء بحق روضة الإمامين العسكريين بنسفهما ونسف سرداب غيبة الامام المهدي المنتظر الذي هو صاحب العزاء.
جاؤا ليعزوا الإمام الحسين وخليفة الله في الأرض وحجته على خلقه القائم من آل محمد ، وليستلهموا العطاء والشجاعة والإباء والإستقامة من الإمام الحسين الذي قدم نفسه الزكية ودمه القاني من أجل أن يستقيم دين جده المصطفى "ص".
وأي ذكر أكبر من ذكر الحسين الذي إذا ذكر إسمه أو أقيم له مجلسا للعزاء كانت الرسول وفاطمة وعلي وفاطمة وسائر الأئمة المعصومين حاضرين في مجلس عزائه.
وأي ذكر أكبر من عزاء الحسين الذي إذا ذكر إسمه وأقيم مآتمه كان الإمام الحجة المهدي أرواحنا لتراب مقدمه الفداء حاضرا في عزاء جده ويبكي عليه بدل الدموع دما.
فلذلك لابد من الإهتمام بالمآتم والإستفادة منها الاستفادة الصحيحة في تربية الأجيال الصالحة المؤمنة الصادقة التي تتخذ من حياة الامام الحسين وأهل بيته وأصحابه وحرمه نبراسا لها في الحياة ومنطلقا للتحلي بالقيم الإلهية الرسالية ومعلما من معالم الإشعاع الفكري والحضاري في الأمة ، فالمآتم الحسينية منطلقا لتربية الأجيال وتربية النفوس والقلوب وتهذيبها وترويجها لفعل الخير والتحلي بالصفات المثلى التي كان الحسين وشهداء كربلاء يتحلون بها ، بالاضافة الى الزينبيات الهاشميات اللاتي جسدن معاني الاسلام الصحيح بالحضور الواقعي الشجاع في كربلاء ليقاومن الإنحراف الأموي اليزيدي في الأمة وليسجلن كل معاني الشجاعة والإيثار بحضورهم أولا في ساحة المعركة وبتقديمهم لأبنائهن وإخوانهن شهداء من أجل القيم ثانيا ، ويرين بأم أعينهن كيف يقطعون بالسيوف إربا إربا وهن صابرات محتسبات من أجل أن يبقى الاسلام ويبقى دين محمدا ويبقى ذكر علي وفاطمة والحسن ويبقى الإمام السجاد حيا لتكون الذرية من نسله حتى قائمهم يقومون بهداية البشرية ويكونوا أئمة الهدى والرحمة للعالمين أسوة بجدهم المصطفى الذي كان خاتم الرسل ونبي الرحمة وهاديا للأمة من الضلالة والجهالة الى قيم الرسالة.
فإذا كانت المآتم الحسينية بهذه العظمة وهذه الأهمية فهل من المعقول أن نأتي الى المآتم لنقضي أوقاتنا في لهو الحديث والغيبة والنميمة والتفاهات ، أو أن نجعلها مكانا لتغفي فيها أعيننا وقلوبنا وأرواحنا عن ذكر الله والتعلم وأخذ العبرة؟؟!!
وهل يعقل ذلك أن لا نهتم بمآتمنا وناكل فيها الطعام وسائر الأطعمة والأشربة ونلقي بالزبالة هنا وهناك ، ونحن نعلم علم اليقين بأن أي مجلس عزاء يقام على الحسين فإن الرسول وفاطمة وعلي وسائر الأئمة والقائم من آل محمد حاضرا في هذا المجلس؟؟!!
فإذا كنا نعلم هذا وهم قد قالوا ذلك بأننا نحضر في مجالس ولدنا الحسين فلماذا لا نجعل من هذه المآتم مجالس نظيفة مرتبة لضيوفنا الا وهم أئمتنا وقادتنا وسادتنا.
نحن عندما نسمع بضيف سوف يحل علينا نقوم بالتحضير والإنتظار ونعد بيوتنا وننظفها ونرتبها للضيف ونستقبله بالسلام والترحاب.
فكما نقوم بهذا العمل لضيوفنا اليس من الأحرى أن نقوم بترتيب وإعداد مآتمنا لإستقبال النبي وفاطمة والحسن والحسين وزينب وسائر الأئمة المعصومين الذين هم أصحاب العزاء ، ونحن نكن لهم المحبة والولاء ومجالسنا ومآتمنا قد أقمناها من أجلهم ومن أجل إحياء ذكرى مصائبهم وعلى رأسها مصيبة الحسين عليه السلام.
لماذا نهتم ببيوتنا ومنازلنا وننظفها ونكنسها لكي ننعم بنظافة الجلوس فيها ، بينما عندما نأتي الى الحسينية لا نهتم بنظافتها وترتيبها ، وهي التي نتعلم فيها حياة الامام الحسين وسيرته وسيرة جده وأبيه وسيرة سائر الأئمة المعصومين الذين كانوا يطالبون شيعتهم ومواليهم وأتباعهم على النظافة في الملبس والمسكن ويدعون الى ترك الغيبة والنميمة والعمل بالصدق والأمانة والوفاء بالوعد والمسارعة الى فعل الخيرات والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ومقارعة الظالم ونصرة المظلوم؟؟!!
ولولا ثورة الحسين ورسالة زينب ومجالس العزاء على الحسين بعد شهادته الدامية لإندرس الاسلام.ولولا رسالة زينب لما عرف الحسين ولم تعرف ثورته وأسباب خروجه على الحاكم الظالم ، فلذلك أوصى أئمتنا المعصومين أصحابهم وشيعتهم ومواليهم بإحياء مجالس الحسين وكانوا يحيونها في كل عام وفي كل مناسبة وكانوا يحيون ذكرى عاشوراء وينصبون مآتما على الحسين ويجمعون أبنائهم وأطفالهم ونسائهم ويذكرون مصيبة جدهم ويطالبون شيعتهم ومحبيهم بإقامة المجالس على الحسين من أجل أن تترسخ في نفوس الطفل الصغيروالجيل الناشىء من الأطفال والشباب وسائر الأعمار الروح الكربلائية وقيم الثورة الحسينية التي تدعو الى الخير والصلاح والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والتحلي بالفضيلة والوفاء والشجاعة والإيثار والقيام بوجه الظلم ومقاومة الإنحراف.
وفي كربلاء الطف وعاشوراء الحسين كان للطفل الرضيع دورا هاما في نصرة الحق وتلبية لنداء العقيدة ونداء داعي الله الذي بقي وحيدا لا ناصرا له ولا معين فقال الطفل عبد الله الرضيع "لبيك داعي الله" ولبى النداء بشهادته الحية والدامية بسهم حرملة بن كاهل الأسدي الذي نحره من الوريد الى الوريد وهو عطشانا ضامئا ليكون الفدائي الأخير الذي فضح معسكر يزيد وإبن زياد وعمر بن سعد بإدعائهم الاسلام وهم لم يرحموا حتى الطفل الرضيع الذي لا ذنب له فلم يسقوه شربة ماء بل سقوه المنون بسهم قطع نزاع القوم ليكون هذا السهم ودم الشهيد الرضيع القشة التي قسمت ضهر البعير والنواة الأولى لسقوط الدولة الأموية.
وعلى مدار أكثر من ثلاث سنوات واللجنة الدولية لإحياء ذكرى مظلومية الطفل الرضيع تحيي ذكرى شهادته ومظلوميته بإجتماع الزينبيات وأطفالهن الرضع في مآتم الحسين وفي المساجد وفي روضة الامام الحسين وقمر بني هاشم في كربلاء وبالقرب من روضة الامام علي في النجف الأشرف وفي حرم الكاظمين في بغداد وفي أكثر من 14 دولة أقيمت فيها ذكرى مظلومية الطفل الرضيع بالبرنامج الذي أعد لهذه المناسبة.
ولقد أحيا الشيعة وأتباع أهل البيت هذه الذكرى بالحضور بالألآف نساءا ورجالا وأطفالا وقد قام الخطباء والوعاظ والذاكرين بتهييج عواطف الناس الى مصيبة الحسين ومظلومية الطفل الرضيع وضرورة تعظيم الشعائر الحسينية ، وقد لاقت هذه المناسبة وهذه الذكرى إستحسانا وإقبالا وإستقبالا منقطع النظير من قبل أنصار الحسين والهيئات والمآتم الحسينية والمحيين لذكراه ولذكرى الطفل الشهيد عبد الله الرضيع عليه السلام.
ونحن إذ نحي ذكرى عاشوراء وكربلاء وذكرى مظلومية الطفل الرضيع عليه السلام في أول جمعة من شهر محرم الحرام كأمر إلهي وأمر أشاراليه أئمة أهل البيت بإحياء هذه الشعائر من أجل تقوى القلوب حيث قال الله سبحانه وتعالى:"ومن يعظم شعائر الله فإنها من تقوى القلوب" ، والأئمة المعصومين قالوا في أكثر من مكان :"رحم الله من أحيا ذكرنا"..لكن هل نبقى فقط في إحياء هذه الشعائر دون أن نستفيد منها دروسا لحياتنا ومنطلقا لتربية أطفالنا وجيلنا الناشىء بالتربية الرسالية الصحيحة وفق برنامج متكامل الأبعاد من أجل أن نخلق مجتمعا رساليا مناقبيا صالحا يؤدي رسالته في الحياة ويكون فاعلا وبمستوى القيم الإلهية والرسالية لحركة الامام الحسين التي هي إمتدادا لحركة الأنبياء؟؟!!
يجب إحياء الشعائر الحسينية التي أمرنا بها أئمتنا المعصومين ، والى جانب إحياء هذه الشعائروإحياء ذكرى مظلومية الطفل الرضيع عليهم السلام لابد للزينبيات والفاطميات والسائرات على خط الرباب وليلى وأم كلثوم والهاشميات أن يجسدن في أنفسهن حياة السبط الشهيد والقيم التي جاء من أجلها ، وحياة فاطمة الزهراء التي كان يطلق عليها أم أبيها ، وعقيلة الطالبيات والهاشميات زينب الكبرى التي تحملت رسالة النهضة الحسينية ، وسائر الهاشميات من أجل تربية أطفالنا التربية الاسلامية الصحيحة ضمن محيط إسلامي رسالي هادف حتى نحيا حياة محمد وآل محمد ونموت مماتهم ونجسد في أنفسنا روح القيم الدينية والأخلاق المناقبية التي ضحوا من أجلها وبذل الإمام الحسين من أجلها نفسه الزكية ودمه الزكي.
نسأل الله سبحانه وتعالى أن يوفق مجتمعنا الاسلامي وشيعة وأتباع أهل البيت أن يجعلوا من المآتم الحسينية منطلقا للتربية الرسالية وتعلم الأحكام الإلهية التي جاء بها القرآن الكريم وتعلم سيرة وسنة وحياة الرسول الأكرم محمد صلى الله عليه وآله وسلم وحياة وسيرة الأئمة المعصومين من آله وتعلم سيرة وحياة فاطمة الزهراء وزينب الكبرى وسائر الفاطميات الهاشميات وسيرة شهداء كربلاء لنجسد حقيقة الاسلام الرسالي القيمي الحقيقي في أنفسنا ، ولتكون الشعائرالحسينية مقدمة لتزكية نفوسنا وتربيتها التربية الاسلامية الصحيحة والعمل بأحكام الله والإنتهاء عن نواهيه حتى تكون مآتمنا حقيقة مدارسنا ، وقوعد للإشعاع الفكري والحضاري في الأمة ونبراسا ومعلما لنا في الحياة.
اللجنة الدولية لإحياء ذكرى مظلومية الطفل الرضيع عليه السلام
هيئة الطفل الرضيع
كربلاء المقدسة
11ربيع الأول 1427هجري
10 نيسان/أبريل 2006م
_________________
اللجنة الدولية لإحياء مظلومية الطفل الشهيد عبد الله الرضيع عليه السلام
تيمنا بذكرى ولادة الرسول الأعظم محمد(ص) في 17ربيع الأول
اللجنة الدولية لإحياء ذكرى مظلومية عبد الله الرضيع
ملتقى الأطفال الحسينيين الرضع في الذكرى السنوية
للمقام الشامخ لباب الحوائج عبد الله الرضيع شهيد كربلاء
عظم الله أجورنا وأجوركم بمصابنا بالحسين الشهيد
السلام علي الطفل الرضيع
(بأي ذنب قتلت)
http://www.al-kawther.net/index-.htm
http://www.al-kawther.net/Mohammed-R...iety/index.htm
http://badrnews.net/montada/viewtopic.php?t=118
www.alrsool.com
بسم الله الرحمن الرحيم
نبارك للأمة الاسلامية والشيعة وأتباع أهل البيت عليهم السلام ذكرى ميلاد سيد الكائنات والمبعوث رحمة للعالمين الرسول الهادي وخاتم النبيين وسيد المرسلين الذي هو في السماء أحمد وفي الأرض محمد أبوالقاسم المصطفى محمد صلى الله عليه وآله وسلم.
ونسأل الله سبحانه وتعالى أن يجعل من هذه المناسبة المباركة بداية لتربية أنفسنا وصقلها بالسير على سيرته وإقتفاء أثره والعلم بالكتاب المنزل عليه وإتباع سنته وسيرة أهل بيته الطيبين الطاهرين حتى ننعم بالحياة المباركة والسعيدة في حياتنا ، ولابد من أن نتحمل المسؤولية الرسالية في تعريف سيرته وحياته للبشرية من أجل هدايتها الى طريق الرشاد ، ولابد من الإشارة الى منقذ البشرية من الظلم والفساد والجور الذي أشار اليه خاتم الأنبياء في أكثر من حديث شريف له وذكر أن إسمه إسمي وكنيته كنيتي وهم الإمام المهدي المنتظرصاحب الزمان عجل الله تعالى فرجه الشريف.
وفي هذا البحث نود التحدث عن المآتم الحسينية ودورها في نشر الإسلام ورسالات الأنبياء والحفاظ عليها وإحياء القيم الرسالية وبناء الشخصية الاسلامية المناقبية الحية والشجاعة التي تسير على خطى السبط الشهيد وتجسد قيم الوفاء والشجاعة والإباء والولاء وترفض الذل والمهانة والخنوع للحاكم الظالم الفاسد والسلطان الجائر ورفض البيعة له ، إذ أن كل يوم عاشوراء وكل أرض كربلاء وكل ما عندنا هو من بركة عاشوراء وثورة الامام الحسين "عليه السلام" والمآتم الحسينية التي هي مدارسنا وجامعاتنا لتربية الأجيال وبناء المجتمع الاسلامي .
المآتم الحسينية مدراس لتربية الأجيال الرسالية العاملة والفاعلة في الساحة ، وكذلك فإنها منطلق بناء اللبنات والقواعد الأولى للشخصية الاسلامية الرسالية وقاعدة لإيجاد المجتمع الاسلامي المناقبي الذي يتحلى بالقيم والمبادىء والأسس الصحيحة للإسلام المحمدي العلوي الحسيني الأصيل.
لماذا نقول ذلك ؟
وكيف تكون مآتمنا مدارسنا؟
نحن نقول مآتم الحسين عليه السلام .
من هو الإمام الحسين؟
من هو السبط الشهيد ؟
من هو الحسين الذي قال عنه جده المصطفى : "الحسن والحسين إمامان قام أو قعدا"؟
من هو الامام الحسين الذي يقال عنه: الحسين ثأر الله
وأسئلة كثيرة تطرح عن الإمام الحسين عليه السلام؟
الإمام الحسين عليه السلام ذلك الإمام الذي ومنذ ولادته جاء الملك فرطوس من السماء ليشفع له عند الله وليشافيه.
وهو ذلك الانسان الذي تحدث عنه الرسول لأم سلمة وأوصاها بتربته التي وضعها في قارورة وقال لها إذا رأيتي هذه التربة قد تغير لونها الى الأحمر فإعلمي بأن الحسين قد قتل وأستشهد.
والإمام الحسين هو الذي بكته ملائكة السماء وبكته السماء دما وبكاه كل حجر ومدر.
لابد من أن يقوم المجتمع الاسلامي والجيل الناشىء بدراسة حياة الامام الحسين منذ ولادته حتى شهادته حتى يعرف من هو الإمام الحسين لكي يعرف معنى: مآتمنا مدارسنا.
وهذا واجب العالم والخطيب والمبلغ والأم والأب والانسان الرسالي ومسئولية كل فرد يسير على منهج الحسين أن يقوم بواجبه بتعريف حياته وسيرته عليه السلام حتى يعرف الناس والمجتمع والجيل الناشئ قيمة المآتم الحسينية وأنها قواعد ومنطلقات لتعلم القيم الحياتية من الشجاعة والإباء والإقدام ومقاومة الظلم والإنحراف وعدم البيعة للظالم والسلطان الجائر ومنطلق للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
نحن نطالب الجيل الناشىء أن يتعلم ما ذكرناه خطوة خطوة حتى يعرف ماذا تعني المآتم الحسينية ، ولماذا يجتمع الشيعة وأتباع أهل البيت فيها لتعظيم الشعائر ولإحياء ذكرى عاشوراء وكربلاء وواقعة الطف والغاضريات ونينوى.
إن الامام الحسين عليه السلام الذي جسد كل معاني الشجاعة والبطولة والإباء والقيم الإلهية الرسالية وكانت حركته إمتدادا لحركة الإنبياء ، وبقي إسمه وذكره منذ اليوم الأول لولادته والى آخر يوم من حياته وبعد شهادته الحية والدامية ، يطالبنا بتعلم الاسلام والتفقه في الدين وتعلم سيرة وسنة جده المصطفى التي قتل وأستشهد من أجلها حيث قال عليه السلام:"إن كان دين محمد لا يستقم الا بقتلي فيا سيوف خذيني" ، وقال عليه السلام:"إني لم أخرج أشرا ولا بطرا ولا ظالما ولا مفسدا وإنما خرجت لآمر بالمعروف وأنهى عن المنكر وأسير بسيرة جدي محمد صلى الله عليه وآله وسلم".
فكانت شهادة الإمام الحسين من أجل إحياء الصلاة وإقامتها في أوقاتها كما قام هو بنفسه بإقامة الصلاة في ظهر عاشوراء وهو في ساحة الحرب وإستشهد من أجل إقامتها نفر من أصحابه.
وإستشهد الامام الحسين من أجل تشييد الدين والعمل به وبقيمه ومبادئه وأحكامه والعمل بالقرآن وترك المحرمات التي كان يقوم بها الظالم يزيد وحزبه ، حيث كانوا لا يتنهاون عن المحرمات والموبقات ويقتلون النفس المحرمة فقال الامام الحسين عليه السلام:"الا ترون الى الحق لا يعمل به والى الباطل لا يتناهى عنه فليرغب الانسان الى لقاء ربه ، فإني لا أرى الموت الا سعادة والحياة مع الظالمين الا برما".
هذه هي شمة من حياة الامام الحسين وأهداف ثورته ونهضته المقدسة التي أصبحت خالدة الى قيام الساعة تتجدد روعها وعطائها يوما بعد يوما وجيلا بعد جيل ، وبقي الإمام الحسين خالدا مدى الدهر وإندثر ذكر أعدائه الأمويين من معاوية ويزيد وأتباع يزيد ومعسكر يزيد وإبن زياد وعمر بن سعد وشمر بن ذي الجوشن وحرملة وغيرهم ، وأصبح ذكر الحسين في كل عام وتحي ذكرى شهادته بحضور الملايين حول قبره وقبر أخيه أبي الفضل العباس قمر بني هاشم وتصبح ساحة بين الحرمين ساحة العزاء والحب والولاء هذه الساحة التي هي روضة من رياض الجنة.
وقد شاهدنا بأم أعيننا كيف أحيا الناس ذكرى عاشوراء هذا العام وذكرى أربعين الامام الحسين هذا العام بحضور أكثر من 8ملايين عاشق جاؤا مشيا على الأقدام نساءا ورجالا وشيوخا وشبابا وأطفالا متحدين الإرهاب والمفخخات والأحزمة الناسفة للإرهاب التكفيري الناصبي وجلاوزة صدام ونظامه البائد ، وشعارهم يا حسين يا حسين .. ولو قطعوا أرجلنا واليدين نأتيك زحفا سيدي يا حسين .. وأبد والله ما ننسى حسيناه .. وحسين حسين شعارنا والشهادة إفتخارنا .. والشهادة فخرنا وأملنا.. وشعارات أخرى ترفض الظلم والذل والمهانة ورفض الإبتزاز من قبل الظالمين وأتباع بنو أمية وبنو العباس النواصب والضلاميين والتكفيريين الجدد الذين أمعنوا القتل والذبح في شيعة الامام علي بن أبي طالب والحسن والحسين والأئمة المعصومين من ذرية الحسين عليه السلام.
أكثر من 8 ملايين عاشق جاؤا الى حرم الحسين عليه السلام ليجددوا البيعة مع السبط الشهيد وليستنكروا الجريمة النكراء بحق روضة الإمامين العسكريين بنسفهما ونسف سرداب غيبة الامام المهدي المنتظر الذي هو صاحب العزاء.
جاؤا ليعزوا الإمام الحسين وخليفة الله في الأرض وحجته على خلقه القائم من آل محمد ، وليستلهموا العطاء والشجاعة والإباء والإستقامة من الإمام الحسين الذي قدم نفسه الزكية ودمه القاني من أجل أن يستقيم دين جده المصطفى "ص".
وأي ذكر أكبر من ذكر الحسين الذي إذا ذكر إسمه أو أقيم له مجلسا للعزاء كانت الرسول وفاطمة وعلي وفاطمة وسائر الأئمة المعصومين حاضرين في مجلس عزائه.
وأي ذكر أكبر من عزاء الحسين الذي إذا ذكر إسمه وأقيم مآتمه كان الإمام الحجة المهدي أرواحنا لتراب مقدمه الفداء حاضرا في عزاء جده ويبكي عليه بدل الدموع دما.
فلذلك لابد من الإهتمام بالمآتم والإستفادة منها الاستفادة الصحيحة في تربية الأجيال الصالحة المؤمنة الصادقة التي تتخذ من حياة الامام الحسين وأهل بيته وأصحابه وحرمه نبراسا لها في الحياة ومنطلقا للتحلي بالقيم الإلهية الرسالية ومعلما من معالم الإشعاع الفكري والحضاري في الأمة ، فالمآتم الحسينية منطلقا لتربية الأجيال وتربية النفوس والقلوب وتهذيبها وترويجها لفعل الخير والتحلي بالصفات المثلى التي كان الحسين وشهداء كربلاء يتحلون بها ، بالاضافة الى الزينبيات الهاشميات اللاتي جسدن معاني الاسلام الصحيح بالحضور الواقعي الشجاع في كربلاء ليقاومن الإنحراف الأموي اليزيدي في الأمة وليسجلن كل معاني الشجاعة والإيثار بحضورهم أولا في ساحة المعركة وبتقديمهم لأبنائهن وإخوانهن شهداء من أجل القيم ثانيا ، ويرين بأم أعينهن كيف يقطعون بالسيوف إربا إربا وهن صابرات محتسبات من أجل أن يبقى الاسلام ويبقى دين محمدا ويبقى ذكر علي وفاطمة والحسن ويبقى الإمام السجاد حيا لتكون الذرية من نسله حتى قائمهم يقومون بهداية البشرية ويكونوا أئمة الهدى والرحمة للعالمين أسوة بجدهم المصطفى الذي كان خاتم الرسل ونبي الرحمة وهاديا للأمة من الضلالة والجهالة الى قيم الرسالة.
فإذا كانت المآتم الحسينية بهذه العظمة وهذه الأهمية فهل من المعقول أن نأتي الى المآتم لنقضي أوقاتنا في لهو الحديث والغيبة والنميمة والتفاهات ، أو أن نجعلها مكانا لتغفي فيها أعيننا وقلوبنا وأرواحنا عن ذكر الله والتعلم وأخذ العبرة؟؟!!
وهل يعقل ذلك أن لا نهتم بمآتمنا وناكل فيها الطعام وسائر الأطعمة والأشربة ونلقي بالزبالة هنا وهناك ، ونحن نعلم علم اليقين بأن أي مجلس عزاء يقام على الحسين فإن الرسول وفاطمة وعلي وسائر الأئمة والقائم من آل محمد حاضرا في هذا المجلس؟؟!!
فإذا كنا نعلم هذا وهم قد قالوا ذلك بأننا نحضر في مجالس ولدنا الحسين فلماذا لا نجعل من هذه المآتم مجالس نظيفة مرتبة لضيوفنا الا وهم أئمتنا وقادتنا وسادتنا.
نحن عندما نسمع بضيف سوف يحل علينا نقوم بالتحضير والإنتظار ونعد بيوتنا وننظفها ونرتبها للضيف ونستقبله بالسلام والترحاب.
فكما نقوم بهذا العمل لضيوفنا اليس من الأحرى أن نقوم بترتيب وإعداد مآتمنا لإستقبال النبي وفاطمة والحسن والحسين وزينب وسائر الأئمة المعصومين الذين هم أصحاب العزاء ، ونحن نكن لهم المحبة والولاء ومجالسنا ومآتمنا قد أقمناها من أجلهم ومن أجل إحياء ذكرى مصائبهم وعلى رأسها مصيبة الحسين عليه السلام.
لماذا نهتم ببيوتنا ومنازلنا وننظفها ونكنسها لكي ننعم بنظافة الجلوس فيها ، بينما عندما نأتي الى الحسينية لا نهتم بنظافتها وترتيبها ، وهي التي نتعلم فيها حياة الامام الحسين وسيرته وسيرة جده وأبيه وسيرة سائر الأئمة المعصومين الذين كانوا يطالبون شيعتهم ومواليهم وأتباعهم على النظافة في الملبس والمسكن ويدعون الى ترك الغيبة والنميمة والعمل بالصدق والأمانة والوفاء بالوعد والمسارعة الى فعل الخيرات والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ومقارعة الظالم ونصرة المظلوم؟؟!!
ولولا ثورة الحسين ورسالة زينب ومجالس العزاء على الحسين بعد شهادته الدامية لإندرس الاسلام.ولولا رسالة زينب لما عرف الحسين ولم تعرف ثورته وأسباب خروجه على الحاكم الظالم ، فلذلك أوصى أئمتنا المعصومين أصحابهم وشيعتهم ومواليهم بإحياء مجالس الحسين وكانوا يحيونها في كل عام وفي كل مناسبة وكانوا يحيون ذكرى عاشوراء وينصبون مآتما على الحسين ويجمعون أبنائهم وأطفالهم ونسائهم ويذكرون مصيبة جدهم ويطالبون شيعتهم ومحبيهم بإقامة المجالس على الحسين من أجل أن تترسخ في نفوس الطفل الصغيروالجيل الناشىء من الأطفال والشباب وسائر الأعمار الروح الكربلائية وقيم الثورة الحسينية التي تدعو الى الخير والصلاح والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والتحلي بالفضيلة والوفاء والشجاعة والإيثار والقيام بوجه الظلم ومقاومة الإنحراف.
وفي كربلاء الطف وعاشوراء الحسين كان للطفل الرضيع دورا هاما في نصرة الحق وتلبية لنداء العقيدة ونداء داعي الله الذي بقي وحيدا لا ناصرا له ولا معين فقال الطفل عبد الله الرضيع "لبيك داعي الله" ولبى النداء بشهادته الحية والدامية بسهم حرملة بن كاهل الأسدي الذي نحره من الوريد الى الوريد وهو عطشانا ضامئا ليكون الفدائي الأخير الذي فضح معسكر يزيد وإبن زياد وعمر بن سعد بإدعائهم الاسلام وهم لم يرحموا حتى الطفل الرضيع الذي لا ذنب له فلم يسقوه شربة ماء بل سقوه المنون بسهم قطع نزاع القوم ليكون هذا السهم ودم الشهيد الرضيع القشة التي قسمت ضهر البعير والنواة الأولى لسقوط الدولة الأموية.
وعلى مدار أكثر من ثلاث سنوات واللجنة الدولية لإحياء ذكرى مظلومية الطفل الرضيع تحيي ذكرى شهادته ومظلوميته بإجتماع الزينبيات وأطفالهن الرضع في مآتم الحسين وفي المساجد وفي روضة الامام الحسين وقمر بني هاشم في كربلاء وبالقرب من روضة الامام علي في النجف الأشرف وفي حرم الكاظمين في بغداد وفي أكثر من 14 دولة أقيمت فيها ذكرى مظلومية الطفل الرضيع بالبرنامج الذي أعد لهذه المناسبة.
ولقد أحيا الشيعة وأتباع أهل البيت هذه الذكرى بالحضور بالألآف نساءا ورجالا وأطفالا وقد قام الخطباء والوعاظ والذاكرين بتهييج عواطف الناس الى مصيبة الحسين ومظلومية الطفل الرضيع وضرورة تعظيم الشعائر الحسينية ، وقد لاقت هذه المناسبة وهذه الذكرى إستحسانا وإقبالا وإستقبالا منقطع النظير من قبل أنصار الحسين والهيئات والمآتم الحسينية والمحيين لذكراه ولذكرى الطفل الشهيد عبد الله الرضيع عليه السلام.
ونحن إذ نحي ذكرى عاشوراء وكربلاء وذكرى مظلومية الطفل الرضيع عليه السلام في أول جمعة من شهر محرم الحرام كأمر إلهي وأمر أشاراليه أئمة أهل البيت بإحياء هذه الشعائر من أجل تقوى القلوب حيث قال الله سبحانه وتعالى:"ومن يعظم شعائر الله فإنها من تقوى القلوب" ، والأئمة المعصومين قالوا في أكثر من مكان :"رحم الله من أحيا ذكرنا"..لكن هل نبقى فقط في إحياء هذه الشعائر دون أن نستفيد منها دروسا لحياتنا ومنطلقا لتربية أطفالنا وجيلنا الناشىء بالتربية الرسالية الصحيحة وفق برنامج متكامل الأبعاد من أجل أن نخلق مجتمعا رساليا مناقبيا صالحا يؤدي رسالته في الحياة ويكون فاعلا وبمستوى القيم الإلهية والرسالية لحركة الامام الحسين التي هي إمتدادا لحركة الأنبياء؟؟!!
يجب إحياء الشعائر الحسينية التي أمرنا بها أئمتنا المعصومين ، والى جانب إحياء هذه الشعائروإحياء ذكرى مظلومية الطفل الرضيع عليهم السلام لابد للزينبيات والفاطميات والسائرات على خط الرباب وليلى وأم كلثوم والهاشميات أن يجسدن في أنفسهن حياة السبط الشهيد والقيم التي جاء من أجلها ، وحياة فاطمة الزهراء التي كان يطلق عليها أم أبيها ، وعقيلة الطالبيات والهاشميات زينب الكبرى التي تحملت رسالة النهضة الحسينية ، وسائر الهاشميات من أجل تربية أطفالنا التربية الاسلامية الصحيحة ضمن محيط إسلامي رسالي هادف حتى نحيا حياة محمد وآل محمد ونموت مماتهم ونجسد في أنفسنا روح القيم الدينية والأخلاق المناقبية التي ضحوا من أجلها وبذل الإمام الحسين من أجلها نفسه الزكية ودمه الزكي.
نسأل الله سبحانه وتعالى أن يوفق مجتمعنا الاسلامي وشيعة وأتباع أهل البيت أن يجعلوا من المآتم الحسينية منطلقا للتربية الرسالية وتعلم الأحكام الإلهية التي جاء بها القرآن الكريم وتعلم سيرة وسنة وحياة الرسول الأكرم محمد صلى الله عليه وآله وسلم وحياة وسيرة الأئمة المعصومين من آله وتعلم سيرة وحياة فاطمة الزهراء وزينب الكبرى وسائر الفاطميات الهاشميات وسيرة شهداء كربلاء لنجسد حقيقة الاسلام الرسالي القيمي الحقيقي في أنفسنا ، ولتكون الشعائرالحسينية مقدمة لتزكية نفوسنا وتربيتها التربية الاسلامية الصحيحة والعمل بأحكام الله والإنتهاء عن نواهيه حتى تكون مآتمنا حقيقة مدارسنا ، وقوعد للإشعاع الفكري والحضاري في الأمة ونبراسا ومعلما لنا في الحياة.
اللجنة الدولية لإحياء ذكرى مظلومية الطفل الرضيع عليه السلام
هيئة الطفل الرضيع
كربلاء المقدسة
11ربيع الأول 1427هجري
10 نيسان/أبريل 2006م
_________________
اللجنة الدولية لإحياء مظلومية الطفل الشهيد عبد الله الرضيع عليه السلام
تعليق