المسجد والمأتم مراكز إشعاع فكري
اللجنة الدولية لإحياء مظلومية الطفل عبد الله الرضيع
http://www.al-kawther.net/index-.htm
http://www.al-kawther.net/Mohammed-R...iety/index.htm
http://www.ebaa.net/khaber/2006/02/04/khaber003.htm
aliasghar2008@yahoo.com
aliasghar2007@hotmail.com
بسم الله الرحمن الرحيم
قبل أكثر من أربعين عاما كانت الأمة الاسلامية تعيش السبات الفكري العميق حيث كان المسلمون يتشبثون بالقشور ويتركون اللباب.
كانت المساجد والمآتم فقط للقيام بالطقوس العبادية اليومية دون أن يفهم مثلا معنى الصلاة
ومعاني كلماتها وما يقرأ فيها ، كذلك لا يعرف معنى الثورة أو النهضة الحسينية المقدسة ، وإنما كان الامام الحسين قد قام على يزيد وقتل وسفك دمه لذلك نحن نبكي عليه ولكن لا نعرف معنى البكاء على الحسين ومعنى إحياء مجالس الحسين وعزاء الحسين؟؟!!
ولكن والحمد لله طرح الاسلام والفكر الاسلامي الحضاري بصورة جديدة وطرحت المفاهيم الدينية بصورة رسالية جديدة بحيث خرجت الصلاة والعبادات وإحياء الشعائر من حالة القشور الى حالة الجوهر واللباب بحيث أصبح المسجد منطلقا للعمل والنشاط الرسالي والإشعاع الفكري ، وأصبح المأتم الى مركز لبيان حقائق النهضة الحسينية ضد الظلم والجور والإضطهاد والإنحراف عن الدين والسنة النبوية ومفاهيم القرآن الكريم.
ولكن لا زالت بعض مجتمعاتنا تعيش تلك العصور الغابرة حيث يتشبث البعض بالقشور تاركا اللباب ويعتبر المسجد والمأتم حكرا على نفسه ولا يفسح المجال لأصحاب الفكر الرسالي والمفكرين وأصحاب الإشعاع الفكري النير والثاقب من الإستفادة من هذه المراكز في بيان حقائق الدين وجوهره للناس لكي يستطيع هؤلاء أن يستقطبوا الشباب والشابات وسائر شرايح المجتمع الى الدين والإيمان والتعرف على الحقائق الصحيحة لمفاهيم الفكر الاسلامي عبر عمل مؤسساتي مبرمج واضح الخطة والهدف والإستراتيجية.
إننا بحاجة الى بناء المؤسسات الثقافية والفكرية والعلمية والإدارية لتنمية المهارات الإبداعات في مختلف المجالات سواء تنمية الفكر والثقافة أو التنمية الإدارية والقيادية للأفراد لكي يصبحوا قيادات ورموز متصدية للعمل الديني والإجتماعي ، ولابد من هذه الكوادر وهذه النخب أن تكون على مستوى من المهارة في مجال تكنولوجية المعلومات وعلم الإدارة والإدارة الإستراتيجية وعلوم تنمية الموارد البشرية وإستراتيجية تنمية الموارد البشرية ومختلف العلوم الحديثة الى لابد من تعلمها عبر ورش عمل مكثفة ومبرمجة توضع لها ميزانيات مناسبة وبرامج دقيقة من ذوي الخبرة والإختصاص في هذه العلوم حتى نستطيع أن نواكب ركب الحضارة ونبلغ للإسلام ومذهب أهل البيت بالإستفادة منها.
إن عالم اليوم لا يرحم فالحضارة الغربية وثقافتها تستفيد من أحدث العلوم والتكنولوجيات الحديثة في تبليغ رسالتها في التحلل والتفسخ والفساد ، والهجوم والغزو الفكري والثقافي قد عزى مجتمعاتنا وأفكار شبابنا وشاباتنا ، ولابد من همة عالية تكون لدى رجالنا ونسائنا وشبابنا وشاباتنا للعمل بصورة أفضل وبوسائل حديثة ورؤى جديدة للعمل الاسلامي الرسالي حتى نستطيع إستقطاب الجيل الجديد وتربيته التربية السليمة ونساهم في نشر علوم ومعارف أهل البيت عليهم أفضل الصلاة والسلام ونسعى جاهدين في بناء اللبنات الأولى لدولة الإمام المهدي المنتظر عجل الله تعالى فرجه الشريف ، وهذا لا يأتي الا بتفعيل دور المسجد والمأتم والإستفادة منهم الإستفادة الكاملة في بناء المؤسسات الثقافية والعلمية وإيجاد الدورات التربوية والعلمية في مختلف العلوم حتى نستطيع مواجهة الغزو الفكري والثقافة الوافدة.
لذلك فبعد أن قام العلماء الربانيون والمفكرون الرساليون المتصدون للساحة الاسلامية بالفكر الرسالي الخلاق الذي يطالب الإنسان المسلم بتحمل المسؤولية لحمل أهداف رسالات الأنبياء ورسالة القرآن الكريم الذي هو معجزة الرسول الأعظم خاتم الرسل والأنبياء ، فلم يعد المسجد مكان للصلاة فقط وإنما أصبح منطلقا للفكر الرسالي النير الخلاق الذي يحمل المسؤولية للشباب والشابات في تحمل مسؤولياتهم الرسالية والهداية وتحصينهم من الأفكار الإنحرافية والإنتقائية والفساد الأخلاقي والإجتماعي الذي إنتشر في المجتمع الى أبعد الحدود.
كذلك أصبح المأتم في الماضي (وقبل الإنطلاقة الجديدة للفكر الرسالي الوقاد الذي يرفض الثقافة التبريرية ) ، فقط من أجل القراءة القشرية وإسكاب الدمعة على الحسين دون أن يعرف الشباب والشابات وأبناء المجتمع بأن الإمام الحسين إنما نهض من أجل مقاومة الإنحراف في الأمة ومن أجل إحياء فريضة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وإقامة الصلاة والعمل بنصوص القرآن وأحياء السنة النبوية وتعريف الناس بفضيلة أبيه أمير المؤمنين الذي هو باب علم مدرسة الرسول الأكرم محمد (ص).
المأتم الحسيني لابد أن يكون مدرسة رسالية يتعلم فيها الأجيال ثقافة الحياة والفكر الرسالي الخلاق الذي جاء به الحسين عبر أخلاقه وسلوكه الحياتي منذ نعومة أضفاره حتى مجيئه الى كربلاء وشهادته الدامية.
فالامام الحسين مدرسة إسلامية رسالية متكاملة تكاملت في شخصيته الإلهية التي قال عنها الرسول الأكرم محمد صلى الله عليه وآله وسلم :"الحسن والحسن إمامان قاما أو قعدا".
نعم فالحسين عليه السلام كان إماما وقائدا ومرشدا سواء قام بالنهضة والثورة ضد الظلم أو قعد من أجل تبليغ الدين والثقافة الرسالية ، فقيامه مدرسة وقعوده مدرسة لأنه الإمام المعصوم المفترض الطاعة ويعرف مصلحة الاسلام والمجتمع.
لذلك لابد أن نخرج من مدرسة الإمام الحسين أجيالا عقائديين يؤمنون بإمامة الحسين وعلومه ومعارفه طوال حياته الكريمة المباركة ، ويؤمنون بأن قيامه ونهضته ضد الظلم والإنحراف اليزيدي كان مدرسة متكاملة لابد من دراستها والتخصص في كل مفردة من مفرداتها.
ولذلك هل من المعقول أن نجعل من مآتمنا الحسينية صالونات للأعراس فقط تأتي النساء متبرجات في هذا المكان الشريف ، بحيث نفسح للذين يريدون التبرج أن يقوموا ببرامجهم في صالون أعراس الحسينية والمأتم ، أما إذا أراد الشباب الرسالي والشابات الرساليات إقامة محاضرة أو ندوة فكرية ثقافية في مأتم النساء أو مأتم الرجال وتشييد مشاريع تربوية وعملية لتربية الجيل الناشيء وتعليمه وتثقيفه بالثقافة الرسالية الحية ، فنقوم بالممانعة ونقول بأن الحسينية خاصة بالقراءة الحسينية لا للندوات الفكرية والثقافية ولا للمحاضرات.
لابد من أن نغير من ثقافتنا ونظرتنا الى الحياة بتغيير نظرتنا الى المأتم والمسجد ، بحيث نجعل من هذه المراكز ، مؤسسات إشعاع فكري وحضاري للأمة ينهل منها المتعطشون للفكر الاسلامي الحضاري ، والمتعطشون للفكر الحسيني الرسالي معين الحياة في فهم الاسلام الحقيقي الذي يحمل الإنسان المسؤولية والذي بإستطاعته إستقطاب الشباب المؤمن والشابات المؤمنات اليه تحصينا لهم من الإنحراف المتفشي في الأمة.
نسأل الله سبحانه وتعالى أن يوفق الجميع لأن تكون مساجدنا ومآتمنا منطلقا للعمل الرسالي النهضوي ومدارس لتربية الأجيال الرسالية بالثقافة الحية التي تحفز الجيل المعاصر للعمل والنشاط من أجل بناء مجتمع رسالي مناقبي يحي مفاهيم الثورة والنهضة الحسينية في الأمة ويكون مشعلا ونبراسا للهداية والتمسك بالدين وبحبل الولاية العلوية الحسينية التي ترفض الظلم والجور وتؤمن بثقافة الحرية والإباء والغيرة على الدين ونبذ الذل والمهانة.
وفي كل عام في أول جمعة من عشرة محرام الحرام نحن على موعد مع ملتقى الأطفال الحسينيين الرضع والزينبيات الرساليات من أجل إحياء مراسيم مظلومية الطفل عبد الله الرضيع عليه السلام الذي قتل ضامئا وعطشانا بسهم الأعداء من يد شقي من الأشقياء حرملة بن كاهل الأسدي.
إن إحياء هذه المراسيم ببرنامجها المعد والمدون سيعطي المؤمنات الرساليات شحنة إيمانية رسالية يتمسكن بمفاهيم ثورة الحسين ونهضته الإلهية ليتعلمن من الطفل الرضيع الوفاء والإيثار والإخلاص للإمام المعصوم حينما قال لبيك داعي الله فأعطى نفسه الزكية فداء لدين جده ودفاعا عن الحق المتمثل في الإمام المعصوم السبط الشهيد الذي قال "هل من ناصر"، فقاوم مع أبيه الإنحراف الأموي اليزيدي فإنتصر الدم على السيف.
فالمسجد والمأتم معلم من معالم الاسلام ومنطلقا للعمل الرسالي ومركزا من مراكز الإشعاع الفكري والثقافي في الأمة لابد أن نستفيد منه وأن نفسح المجال للجيل الناشيء والمعاصر من التخندق فيهم من أجل إقامة الصلاة بروحها وجوهرها وإقامة المراسيم العزائية على الحسين بروحها وجوهرها الصحيح وهو إحياء مفاهيم الثورة والنهضة الحسينية ومعانها ومعالمها وأهدافها ، وكل ما عندنا هو من المسجد ومن عاشوراء الحسين ، فلنجعل من هذه الأماكن المقدسة مراكز إشعاع حضاري لهداية الأمة.
اللجنة الدولية لإحياء مراسيم مظلومية الطفل الرضيع عليه السلام
هيئة الطفل الرضيع
كربلاء المقدسة
2 ربيع الأول 1427هجري
1 أبريل 2006م
_________________
اللجنة الدولية لإحياء مظلومية الطفل الشهيد عبد الله الرضيع عليه السلام
اللجنة الدولية لإحياء مظلومية الطفل عبد الله الرضيع
http://www.al-kawther.net/index-.htm
http://www.al-kawther.net/Mohammed-R...iety/index.htm
http://www.ebaa.net/khaber/2006/02/04/khaber003.htm
aliasghar2008@yahoo.com
aliasghar2007@hotmail.com
بسم الله الرحمن الرحيم
قبل أكثر من أربعين عاما كانت الأمة الاسلامية تعيش السبات الفكري العميق حيث كان المسلمون يتشبثون بالقشور ويتركون اللباب.
كانت المساجد والمآتم فقط للقيام بالطقوس العبادية اليومية دون أن يفهم مثلا معنى الصلاة
ومعاني كلماتها وما يقرأ فيها ، كذلك لا يعرف معنى الثورة أو النهضة الحسينية المقدسة ، وإنما كان الامام الحسين قد قام على يزيد وقتل وسفك دمه لذلك نحن نبكي عليه ولكن لا نعرف معنى البكاء على الحسين ومعنى إحياء مجالس الحسين وعزاء الحسين؟؟!!
ولكن والحمد لله طرح الاسلام والفكر الاسلامي الحضاري بصورة جديدة وطرحت المفاهيم الدينية بصورة رسالية جديدة بحيث خرجت الصلاة والعبادات وإحياء الشعائر من حالة القشور الى حالة الجوهر واللباب بحيث أصبح المسجد منطلقا للعمل والنشاط الرسالي والإشعاع الفكري ، وأصبح المأتم الى مركز لبيان حقائق النهضة الحسينية ضد الظلم والجور والإضطهاد والإنحراف عن الدين والسنة النبوية ومفاهيم القرآن الكريم.
ولكن لا زالت بعض مجتمعاتنا تعيش تلك العصور الغابرة حيث يتشبث البعض بالقشور تاركا اللباب ويعتبر المسجد والمأتم حكرا على نفسه ولا يفسح المجال لأصحاب الفكر الرسالي والمفكرين وأصحاب الإشعاع الفكري النير والثاقب من الإستفادة من هذه المراكز في بيان حقائق الدين وجوهره للناس لكي يستطيع هؤلاء أن يستقطبوا الشباب والشابات وسائر شرايح المجتمع الى الدين والإيمان والتعرف على الحقائق الصحيحة لمفاهيم الفكر الاسلامي عبر عمل مؤسساتي مبرمج واضح الخطة والهدف والإستراتيجية.
إننا بحاجة الى بناء المؤسسات الثقافية والفكرية والعلمية والإدارية لتنمية المهارات الإبداعات في مختلف المجالات سواء تنمية الفكر والثقافة أو التنمية الإدارية والقيادية للأفراد لكي يصبحوا قيادات ورموز متصدية للعمل الديني والإجتماعي ، ولابد من هذه الكوادر وهذه النخب أن تكون على مستوى من المهارة في مجال تكنولوجية المعلومات وعلم الإدارة والإدارة الإستراتيجية وعلوم تنمية الموارد البشرية وإستراتيجية تنمية الموارد البشرية ومختلف العلوم الحديثة الى لابد من تعلمها عبر ورش عمل مكثفة ومبرمجة توضع لها ميزانيات مناسبة وبرامج دقيقة من ذوي الخبرة والإختصاص في هذه العلوم حتى نستطيع أن نواكب ركب الحضارة ونبلغ للإسلام ومذهب أهل البيت بالإستفادة منها.
إن عالم اليوم لا يرحم فالحضارة الغربية وثقافتها تستفيد من أحدث العلوم والتكنولوجيات الحديثة في تبليغ رسالتها في التحلل والتفسخ والفساد ، والهجوم والغزو الفكري والثقافي قد عزى مجتمعاتنا وأفكار شبابنا وشاباتنا ، ولابد من همة عالية تكون لدى رجالنا ونسائنا وشبابنا وشاباتنا للعمل بصورة أفضل وبوسائل حديثة ورؤى جديدة للعمل الاسلامي الرسالي حتى نستطيع إستقطاب الجيل الجديد وتربيته التربية السليمة ونساهم في نشر علوم ومعارف أهل البيت عليهم أفضل الصلاة والسلام ونسعى جاهدين في بناء اللبنات الأولى لدولة الإمام المهدي المنتظر عجل الله تعالى فرجه الشريف ، وهذا لا يأتي الا بتفعيل دور المسجد والمأتم والإستفادة منهم الإستفادة الكاملة في بناء المؤسسات الثقافية والعلمية وإيجاد الدورات التربوية والعلمية في مختلف العلوم حتى نستطيع مواجهة الغزو الفكري والثقافة الوافدة.
لذلك فبعد أن قام العلماء الربانيون والمفكرون الرساليون المتصدون للساحة الاسلامية بالفكر الرسالي الخلاق الذي يطالب الإنسان المسلم بتحمل المسؤولية لحمل أهداف رسالات الأنبياء ورسالة القرآن الكريم الذي هو معجزة الرسول الأعظم خاتم الرسل والأنبياء ، فلم يعد المسجد مكان للصلاة فقط وإنما أصبح منطلقا للفكر الرسالي النير الخلاق الذي يحمل المسؤولية للشباب والشابات في تحمل مسؤولياتهم الرسالية والهداية وتحصينهم من الأفكار الإنحرافية والإنتقائية والفساد الأخلاقي والإجتماعي الذي إنتشر في المجتمع الى أبعد الحدود.
كذلك أصبح المأتم في الماضي (وقبل الإنطلاقة الجديدة للفكر الرسالي الوقاد الذي يرفض الثقافة التبريرية ) ، فقط من أجل القراءة القشرية وإسكاب الدمعة على الحسين دون أن يعرف الشباب والشابات وأبناء المجتمع بأن الإمام الحسين إنما نهض من أجل مقاومة الإنحراف في الأمة ومن أجل إحياء فريضة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وإقامة الصلاة والعمل بنصوص القرآن وأحياء السنة النبوية وتعريف الناس بفضيلة أبيه أمير المؤمنين الذي هو باب علم مدرسة الرسول الأكرم محمد (ص).
المأتم الحسيني لابد أن يكون مدرسة رسالية يتعلم فيها الأجيال ثقافة الحياة والفكر الرسالي الخلاق الذي جاء به الحسين عبر أخلاقه وسلوكه الحياتي منذ نعومة أضفاره حتى مجيئه الى كربلاء وشهادته الدامية.
فالامام الحسين مدرسة إسلامية رسالية متكاملة تكاملت في شخصيته الإلهية التي قال عنها الرسول الأكرم محمد صلى الله عليه وآله وسلم :"الحسن والحسن إمامان قاما أو قعدا".
نعم فالحسين عليه السلام كان إماما وقائدا ومرشدا سواء قام بالنهضة والثورة ضد الظلم أو قعد من أجل تبليغ الدين والثقافة الرسالية ، فقيامه مدرسة وقعوده مدرسة لأنه الإمام المعصوم المفترض الطاعة ويعرف مصلحة الاسلام والمجتمع.
لذلك لابد أن نخرج من مدرسة الإمام الحسين أجيالا عقائديين يؤمنون بإمامة الحسين وعلومه ومعارفه طوال حياته الكريمة المباركة ، ويؤمنون بأن قيامه ونهضته ضد الظلم والإنحراف اليزيدي كان مدرسة متكاملة لابد من دراستها والتخصص في كل مفردة من مفرداتها.
ولذلك هل من المعقول أن نجعل من مآتمنا الحسينية صالونات للأعراس فقط تأتي النساء متبرجات في هذا المكان الشريف ، بحيث نفسح للذين يريدون التبرج أن يقوموا ببرامجهم في صالون أعراس الحسينية والمأتم ، أما إذا أراد الشباب الرسالي والشابات الرساليات إقامة محاضرة أو ندوة فكرية ثقافية في مأتم النساء أو مأتم الرجال وتشييد مشاريع تربوية وعملية لتربية الجيل الناشيء وتعليمه وتثقيفه بالثقافة الرسالية الحية ، فنقوم بالممانعة ونقول بأن الحسينية خاصة بالقراءة الحسينية لا للندوات الفكرية والثقافية ولا للمحاضرات.
لابد من أن نغير من ثقافتنا ونظرتنا الى الحياة بتغيير نظرتنا الى المأتم والمسجد ، بحيث نجعل من هذه المراكز ، مؤسسات إشعاع فكري وحضاري للأمة ينهل منها المتعطشون للفكر الاسلامي الحضاري ، والمتعطشون للفكر الحسيني الرسالي معين الحياة في فهم الاسلام الحقيقي الذي يحمل الإنسان المسؤولية والذي بإستطاعته إستقطاب الشباب المؤمن والشابات المؤمنات اليه تحصينا لهم من الإنحراف المتفشي في الأمة.
نسأل الله سبحانه وتعالى أن يوفق الجميع لأن تكون مساجدنا ومآتمنا منطلقا للعمل الرسالي النهضوي ومدارس لتربية الأجيال الرسالية بالثقافة الحية التي تحفز الجيل المعاصر للعمل والنشاط من أجل بناء مجتمع رسالي مناقبي يحي مفاهيم الثورة والنهضة الحسينية في الأمة ويكون مشعلا ونبراسا للهداية والتمسك بالدين وبحبل الولاية العلوية الحسينية التي ترفض الظلم والجور وتؤمن بثقافة الحرية والإباء والغيرة على الدين ونبذ الذل والمهانة.
وفي كل عام في أول جمعة من عشرة محرام الحرام نحن على موعد مع ملتقى الأطفال الحسينيين الرضع والزينبيات الرساليات من أجل إحياء مراسيم مظلومية الطفل عبد الله الرضيع عليه السلام الذي قتل ضامئا وعطشانا بسهم الأعداء من يد شقي من الأشقياء حرملة بن كاهل الأسدي.
إن إحياء هذه المراسيم ببرنامجها المعد والمدون سيعطي المؤمنات الرساليات شحنة إيمانية رسالية يتمسكن بمفاهيم ثورة الحسين ونهضته الإلهية ليتعلمن من الطفل الرضيع الوفاء والإيثار والإخلاص للإمام المعصوم حينما قال لبيك داعي الله فأعطى نفسه الزكية فداء لدين جده ودفاعا عن الحق المتمثل في الإمام المعصوم السبط الشهيد الذي قال "هل من ناصر"، فقاوم مع أبيه الإنحراف الأموي اليزيدي فإنتصر الدم على السيف.
فالمسجد والمأتم معلم من معالم الاسلام ومنطلقا للعمل الرسالي ومركزا من مراكز الإشعاع الفكري والثقافي في الأمة لابد أن نستفيد منه وأن نفسح المجال للجيل الناشيء والمعاصر من التخندق فيهم من أجل إقامة الصلاة بروحها وجوهرها وإقامة المراسيم العزائية على الحسين بروحها وجوهرها الصحيح وهو إحياء مفاهيم الثورة والنهضة الحسينية ومعانها ومعالمها وأهدافها ، وكل ما عندنا هو من المسجد ومن عاشوراء الحسين ، فلنجعل من هذه الأماكن المقدسة مراكز إشعاع حضاري لهداية الأمة.
اللجنة الدولية لإحياء مراسيم مظلومية الطفل الرضيع عليه السلام
هيئة الطفل الرضيع
كربلاء المقدسة
2 ربيع الأول 1427هجري
1 أبريل 2006م
_________________
اللجنة الدولية لإحياء مظلومية الطفل الشهيد عبد الله الرضيع عليه السلام