بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد و عجل فرجهم
اللهم صل على محمد وآل محمد و عجل فرجهم
الأعضاء الأعزاء
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لا بد أنكم استغربتم من عنوان الموضوع لكن كل شيء يفسر بعد النظر الى الموضوع....
فعلا إن كلام النواصب أعداء الله يجعل الانسان المسلم العاقل الموالي يشتاط غضبا و يجعله لا سمح الله يشك في مذهبه و عقيدته, فكم من ناصبي حقير أوطى من مكانة أمير المؤمنين علي عليه السلام بل أوظوا من مكانة الرسول الأعظم أيضا صلوات الله عليه و آله و سلم, فليس علي ذكر كلامهم و شبهاتهم لكي لا أكتسب الذنب, و لكني أذكر لكم واحدة اليوم الا و هي أنهم يزعمون بل يعتقدون بأن أمير المؤمنين عليا عليه السلام كان يحرق الناس أو بالأصح كان يحرق القائلين بألوهيته...... ثم ينافسون بها الشيعة و يقولون كيف لوليكم أن يحرق الناس و نهى الرسول صلى الله عليه و آله عن احراق الناس بقوله: لا يحرق بالنار الا رب النار؟؟ فهنا يحتار العديد من الشيعة و يتخبطون بالاجابة, و أنا هنا أنقل الاجابة الوافية باذن الله عن الشيخ الحبيب.....
إن ما يثيرونه من أن مولانا الأمير (صلوات الله عليه) أحرق القائلين بألوهيته ما هو إلا كذبة من أكاذيب أسلافهم، أرادوا باختلاقها أمريْن: الأول؛ إيهام الأمة بأن التشيّع منشؤه المغالون الذين ألّهوا عليا (عليه السلام) فأحرقهم، ولذا ينبغي اليوم أن يُحرقوا!
الثاني؛ التغطية على الجريمة التي ارتكبها خليفتهم أبو بكر بن أبي قحافة وزبانيته – كخالد بن الوليد - من إحراقهم بعض الناس بالنار وهو ما يشكّل خرقا خطيرا للأحكام الشرعية. فقد رُوي أن أبا بكر أحرق الفجاءة السلمي بعدما قتله بدعوى أنه خدعه في أمر قتال المرتدين وطفق يغير على المسلمين الآمنين، فأمر به فأُلقي بالنار حتى هلك. وقد ندم أبو بكر على ذلك وهو على فراش الموت فقال: "وددت أني لم أحرق الفجاءة السلمي وأني كنت قتلته تسريحا أو خليته نجيحا"! (تاريخ الطبري ج4 ص52 ومصادر أخرى عديدة).
كما أن خالد بن الوليد أحرق جماعة من بني سليم بدعوى ارتدادهم، ولما اعترض عمر بن الخطاب على ذلك – بسبب عداوته الشخصية لخالد لا غيرة منه على دين الله – وطالب أبا بكر بمعاقبة خالد وعزله؛ رفض أبو بكر ووقف إلى جانب خالد قائلا: لا أشيح سيفا سلّه الله على الكفار"! (الرياض النضرة للطبري ج1 ص100 ومصادر أخرى عديدة).
بل بلغ من إجرام ابن الوليد أنه بعدما قتل مالك بن نويرة وزنا بامرأته في الليلة نفسها؛ احتزّ رأسه ووضعه أثفية للقدور – أي قواعد للقدور – ليضرم فيه النار ويطبخ عليه الأكل! (راجع تاريخ الطبري ج6 ص241).
هذا مع أنهم يروون عن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) قوله: "لا يعذب بالنار إلا ربّها". (كتاب البخاري ج4 ص325).
وبهذا تعرف أنهم أرادوا إلصاق هذه التهمة بمولانا أمير المؤمنين (صلوات الله عليه) ليرفعوا الحرج عن مولاهم أبي بكر ومولاهم خالد! إذ لا يمكنهم التماس عذر لهما مع وضوح أن الحرق بالنار مخالف للشريعة الإسلامية إلا بالقول أن عليا (عليه الصلاة والسلام) اجتهد في هذه وأخطأ أيضا! حاشاه..
ومما ينبئك عن محاولاتهم القذرة لتشويه صورة أمير المؤمنين (صلوات الله عليه) أنهم نسبوا إليه أمره بإحراق ابن ملجم (لعنه الله) بعدما ضربه! فرووا أنه (عليه السلام) قال: "اقتلوه ثم احرقوه"! (سنن الدارقطني ج1 ص92) وأن الإمام الحسن (عليه الصلاة والسلام) نفّذ ذلك بالفعل!
هذا مع أن جميع المسلمين يعلمون علم اليقين مدى رحمة علي (عليه السلام) ورأفته، تلك الرحمة التي جعلته يوصي بقاتله إذ قال: "أطعموه واسقوه وأحسنوا أساره، فإن أصحُّ فأنا وليّ دمي، إن شئت عفوت، وإن شئت استنفذت، وإن هلكت فاقتلوه. يا بني عبد المطلب! لا ألفينّكم تخوضون دماء المسلمين خوضا! تقولون: قُتل أمير المؤمنين. ألا لا يقتلنَّ بي إلا قاتلي". يقول الراوي: "ثم نهى عن المُثلة" والإحراق من مصاديقها. (مناقب آل أبي طالب عليه السلام لابن شهراشوب ج3 ص95 عن محاسن الجوابات للدينوي).
فهذا حال أبي الحسن (صلوات الله عليه) فأين ما نسبوه إليه من أنه أمر بإحراق قاتله؟!
وينبغي أن تنتبه إلى أن ما ورد في بعض كتبنا من أنه (عليه الصلاة والسلام) أحرق أحدا أو أمر بإحراق أحد؛ إنما هو مردود لم يصح متنه ولا سنده، وهو معارَض بما ثبت وصحّ. وإنما كان علماؤنا المحدّثون (رضوان الله عليهم) يروون ويسجّلون في كتبهم كل ما عثروا عليه في التراث، دون الالتزام بصحّته، بل هم في كثير من الأحيان تراهم يوردون الرواية ويردّون عليها ويسقطونها، وإنما كان الإيراد من باب المعرفة العامة ليس إلا، ولتُتاح الفرصة في ما بعد للمجتهدين والمحقّقين لتمييز الصواب من الخطأ، والغث من السمين، فإنه لولا معرفة الخطأ ما عُرف الصواب، ولولا تبيّن الغثّ ما بان السمين.
وأزيدك؛ إنهم نسبوا زورا إلى نبينا الأعظم (صلى الله عليه وآله وسلم) أنه أمر بحرق من كذب عليه! (راجع أضواء على السنة المحمدية لمحمود أبو رية ص65) وليس أدلّ من هذا دليلا على أنهم إنما أرادوا تصويب ما صنعه أبو بكر وخالد وأمثالهما، لأن الأنبياء (عليهم السلام) لا يأمرون بالمثلة أبدا، وليس ذلك من أخلاقهم، وإنما تلك أخلاق أهل الكفر والشرك والجاهلية، كأبي بكر وعمر وأضرابهما.
و أخيرا أتمنى أن الموضوع كان بالافادة و اليقين الكافي لتبرئة أمير المؤمنين صلوات الله عليه, و أتمنى أن يكون الرد الرادع للنواصب من أعداء الله و الرسول(ص), علما بأن النواصب هم ليسوا السنة بل هم جماعات تكفيرية تكفر الشيعة الامامية و تظهر أقوالا محرفة و ليست نابعة من الصحة و ينسبون لأهل البيت أشد الأقوال تقليلا من مكانتهم حاشا ذلك بعض أهالي السنة الذين يحبون الشيعة و يعاشرونهم......
مع تقديري و احترامي للجميع
و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
الميرزا الكويتي
تعليق