بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله على ما أنعم و له الشكر على ما ألهم و أفضل الصلاة
وأزكى التسليم على خير الخلائق أجمعين محمد و آله الطاهرين
و اللعن الدائم المؤبد على أعدائهم أجمعين إلى قيام يوم الدين
سلاماً من الله عليكم ورحمة منه وبركاتة
إيه أيها اليراع .. ما بك قد تخاذلت عن العطاء، ولم كل هذا الشح، هل تاقت نفسك للسكون، وهل ملأت كسلاً وخذلاناً، حتى انكسرت إبرتك، وتاهت شوكتك، بين طيات السطور، فأصبحت عاجزاً لا تقوى على الحراك ؟؟؟!
- يا شمس .. كيف لا تنكسر شوكتي .. وكيف لا ينفد حبري .. وكيف لا تصبح الأوراق يبساً ، وتستحيل الكلمات إلى هباءً منثوراً .. كيف كيف ؟؟؟
- إيه أيها اليراع .. ولم كل هذا اليأس والقنوط .. والإحباط .. أَرَضِيتُم بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا مِنَ الآخِرَةِ فَمَا مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا فِي الآخِرَةِ إِلاَّ قَلِيلٌ ..
- يا شمس .. لو كنت تعلم ما أقول عذرتني، أو كنت أجهل ما تقول عذلتك ..
- إيه أيها اليراع .. ماذا تعني ؟
- يا شمس .. إنني في حيرة من أمري .
- إيه أيها اليراع .. ولم كل هذه الحيرة ..؟
- يا شمس .. أما قرأت الرسالة التي كتبتها لك مؤخراً؟
- إيه أيها اليراع .. وماذا كتبت فيها؟
- إليك مقطع منها ..
أخي لقد أثرت شجوناً في أنفسناُ وفتحت علينا جراحاً كادت أن تتعافى ولكن هيهات هيهات لنا أن ننسى أو أن تتعافى جراحنا،فنحن لو كنا نقرأ بقلوبنا وعقولنا وأرواحنا لما كانت لنا تلك الجراحات، ولكن لا نعرف من علي عليه السلام إلا الاسم والرسم، ولو كنا نعي علياً بقلوبنا وعقولنا لما وصلنا إلى حالنا الآن إذ أصبح الدين لعق على ألسنتنا، وووو....الخ؟؟؟
أخي من منا عرف علياً حق معرفته ؟؟ ومن منا عاش علياً في نفسه؟؟ ومن منا عشق علياً فذاب في الإسلام كما ذاب عليا به؟
- ماذا تقول يا شمس فيما قرأت ؟ هل تستطيع الرد ؟ هل تستطيع الإبحار في شخص علي؟ هل تستطيع الوقوف أمام علم علي ؟ هل تستطيع الصمود أمام فكر علي ؟ هل تستطيع تحمل ما تحمله علي ؟ أين أنت وأين علي ؟
شمس .. ما بك لا ترد جوابنا .. ؟ شمس .. شمس ؟
- صديقي أيها اليراع .. يا من لازمني ملازمة الظل للجسم ..أنت تعلم من أنا ومن أكون .. أنت تعلم .. لله درك يا صديقي .. فأين الثريا وأين الثرى .. كيف لي أن أرد .. وأنا مقيد بقيدين .. قيد العلم بعلي وقيد الجهل به ..
- شمس ... ماذا تعني ؟ هل هي أحجية .. ؟
- نعم، قد تكون أحجية .. أيها اليراع ..
- لكن شمس .. كيف يجتمع النقيضان؟ فالعلم بالشيء والجهل به غير وارد .. إطلاقاً ؟
- إيه أيها اليراع .. قد يجتمع العلم والجهل .. ؟
- شمس لقد زدتني غموضاً على غموض .. وحيرة على حيرة .. كيف ؟
- إيه أيها اليراع .. ألم تصلنا أخباراً عن أهل البيت عليهم السلام ومن القرآن الكريم حول صفات الجنة ..؟
- بلى ورد ..
- نعم أيها اليراع .. فأنت إذن تعلم كل شيء عن الجنة ..
- لا .. يا شمس لا أعلم كل شيء !
- ولماذا يا صديقي لا تعلم ..؟
- لأن فيها ما لا عين رأت ولا أذن سمعت .. ولا خطر على بال بشر..
- ولكن الآيات والأحاديث النبوية الواردة وصفت الجنة ونعيمها ..
- صدقت ولكن لم تتكلم عن كل شيء ... فلعمري أني قرأت رواية ذات مرة حول الحور العين .. تقول في صفاتها .. أنها لو سقط ريقها على أهل الأرض لساخت الأرض بأهلها .. فأنا أعلم بعض الشيء ولكن ليس كل شيء ..فأنا مثلك تماماً يا صديقي ..
- كيف . لم أستوعب كلامك يا شمس ؟
- فأنا أعلم ببعض الشيء عن علي وليس كل شيء .. فأنا أعلم أني لا أعلم .. وهذا علم بالجهل .. وقد يكون جهلاً بالعلم وهذا شيء آخر ..
- شمس .. لقد فهمت أن هناك علم بالجهل .. ولكن كيف يكون جهلاً بالعلم ..؟
- أيها اليراع الصغير .. الكبير .. الأشياء تعرف بأضدادها.
- نعم .. ولكن هلا شرحت أكثر ؟
- عزيزي أيها اليراع .. لقد أخفى محبو علي عن شخص علي الشيء الكثير خوفاً .. وأخفى أعداءه عن شخص علي كرهاً .. وبغضاً .. فظهر ما ملأ الخافقين .. فهم أي أعداؤه لم يفعلوا ما فعلوا إلا جهلاً بالعلم أي بعلي عليه السلام ..وهذا جهل بالعلم .. وعلي هو باب مدينة العلم ومن أراد العلم لزم عليه أن يدخله من بابه ..
- صدقت ..
- أيها اليراع .. أسئلة تترى .. عليَّ أريد أن أجد لها إجابة شافية كافية وافية .. وسأتركها لكم .. علكم تستطيعون إشباع نهم أسئلتي .. وتعطشها الشديد ...
- تفضل يا شمس ..
- شكراً لك .. يا صديقي .. لقد علمنا أننا لو كان لنا قلباً وروحاً وعقلاً يستوعب .. فكر علي عليه السلام .. لم وصلنا إلى ما وصلنا إليه .. والسؤال يقول :
كيف نتأسى بعلي وبنيه .. عليهم السلام ، وكيف نستطيع تطبيق فكر علي .. ومنهج علي عليه السلام كيف .. ونحن نعلم بواقعنا المتخلف .. وأنفسنا المتقاعسة .. وتجمع أهل الباطل وتفرق أهل الحق .. كيف كيف كيف ؟؟؟
وفي نهاية المطاف .. سطر أيها اليراع ما أقول ..وإذا أردتم أن تعرفوا علياً : فعلي هو علي !!!!
كلما قلبني الهم سأشكــــــــــــو .. يا علي
حينما يهزمني الدمع سأبكـــــي .. يا علي
في قيامي في قعودي سأنـــادي .. يا علي
في جهادي وكفاحي أنت درعي .. يا علي
وإذا ما نالني الضعف بدربــــي .. يا علي
سأنادي يا علي يا علـــــــــــــي .. يا علي
هل يطاوعني القلم .. وهل ينصاع لي هذه المرة .. أم سيكون قاسياً علي كم
قسى الزمان من قبل حتى تكسرت كلماتي على صخرة العناد والكبرياء؟
فانتفض أيها اليراع .. ولتقم إجلالاً وإكباراً .. لشخص علي ..
ولتقل ....يا من جعلكم الله نوراً يضيء لنا الطريق في الليالي الحالكة ..
سلام من الله عليك يا علي ..
سيدي .. لقد تهت وتاهت الأفكار .. فمن أين أبدأ .. ؟
ولكن سأسطر ما يمليه علي الضمير .. وليقل القائلون مقالتهم ..
فالله شهيدًٌ علي وهو يتولى الصالحين ...
- كيف لا تحوي قلوبنا علياً ونحن ندعي حبه .. ؟
جلجل الحب في المسيح حتى ** عُدّ من فرط حبه علويا
- فمن أولى الناس بك يا علي ؟
كيف لا يكون علياً هو الإمام والقائد والشمعة التي أذابت نفسها لترفع راية
لا إله إلا الله محمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم .. ؟
- كيف لا يكون علياً هو السراج المنير .. علي وما أدراك أيها اليراع ما علي..؟
علي الدبر والذهب المصفى * وباقي الناس كلهم تراب ..
- سيدي ..
الطريق إليك يا علي من السهل الممتنع ..
- يا صاح ..
خطوتين ينبغي أن يخطوهما المؤمن والمؤمنة في طريقهما إلى علي عليه السلام ... فعلي هو جنة المريدين .. والطريق إلى الجنة محفوف بالمخاطر والطريق إلى النار محفوف بالشهوات .. فقط دس على شهواتك كخطوة أولى .. والخطوة الثانية إن شاء الله في الجنة .
- علي وما أدراك أيها اليراع ما علي .. ؟
كيف تعنو للجدب أغراس فكرٍ لعلي بها تمت الجذور
- إيه أيها اليراع .. قال مولاي ..(( لا تستوحشوا طريق الحق لقلة سالكيه )) فالطريق سهل صعب .. يسير عسير .. فمن أراد النجاة فليلتمس من وهجك الوضاء .. نوراً يا علي .
- ولكن السؤال الُمَّلح .. كيف يكون علي الأسوة والقدوة .. كيف نشق
طريقنا إليك يا أبا الحسن .. كيف ؟
كيف نحيل منك ..يا علي عِبرة وعَبرة .. لمن كان له قلب أو ألقى
السمع وهو بصير ..كيف ؟
- يا صاح .. يقول علي في خضم حديثه عن الشيعة .. فيما مضمون كلامه .. (( ما شيعتنا إلا من أطاع الله – أو إتق الله (رواتين) )
الله الله يا أبا الحسن .. وكيف نصل إلى هذه المرتبة .. أهي بالتغني على
الأطلال حتى أخذ أمروء القيس يقول :
اقتربت الساعة وانشق القمر ... عن غزال صدَّ لي ثم نفر ؟؟؟؟؟!!!!!!
كلا إنها كلمة هو قائلها ..
- إيه .. إيه .. أيها اليراع ..
في الجلوس أمي كانت تنادي يا علي .. وحين قيامها كانت تنادي يا علي .. وحين
أرضعتني سقتني حب علي .. وحين تبكي .. تقول يا علي .. وحينما تستغيث تقول يا علي .. وعند الكرب والبلاء تنادي يا علي ... وحين الفرح تنادي يا علي.. وحين الَحَزن تقول يا علي .. ففي أنفاسها علي وفي أورادها علي ..وفي أذكارها علي وفي ركوعها علي وفي سجودها علي .. وقبل فراقها من الدنيا قالت يا علي يا علي يا علي .. وفي آخر نفس لها من الدنيا .. قالت اللهم أحشرني مع علي ..
أتغطي عينك الأكفان عنـــــي .. يا علي
اكشفوها لأراه وأنــــــــــادي .. يا علي
كيف أحيا ورنين الموت يدعو .. يا علي
جف دمعي وغدا ندبي حريقـا .. يا علي
- فمن هو علي ؟
وما أدراك أيها اليراع من علي ؟
لا عذب الله أمي إنها شربت ** حب الوصي وغذتني باللبن
وكان لي والد يهوى أبا حسن ** فصرت من ذي وذا أهوى أبا حسنِ
وبعد أن انَتقلتي إلي الرفيق الأعلى يا أمي الحنون رأت إحدى المؤمنات .. جثمانك
قد انتقل إلى جوار علي .. فهنئياً لك جوار علي ..
لقد سد علينا رسول الله صلى الله عليه وآله طريق معرفة أمير المؤمنين
عليه السلام " ما عرفك إلا الله وأنا ، وما عرفني إلا الله وأنت ،
وما عرف الله إلا أنا وأنت "
وما أملك إلا أن أصدق على قول الحافظ رجب البرسي:
يا منبع الأنوار يا سرالمهيمن في الممالك
يا قطب دائرة الوجود وعين منبعه كذلك
والعين والسر الذي منه تلقنت الملائك
ما لاح صبح للهدى إلا وأسفر عن جمالك
استفهامات ما زالت حائرة .. وستظل حائرة إلى أن يصل جسدي إلى الحافرة فهي عاجزة كل العجز عن فهم شخصك يا علي ..
فقلوب على هواك تغني * وأكف إلى علاك تشير ُ
فعذراً أيها اليراع .. لم أتكمن من سبر نقطة باء البسملة .. علي
فقم أيها اليراع وسطر من جديد :- سيظل علي هو علي ؟؟!!
وإذا الشمس آذنت بمغيب * غطت الكون من سناها البدور
الحمد لله على ما أنعم و له الشكر على ما ألهم و أفضل الصلاة
وأزكى التسليم على خير الخلائق أجمعين محمد و آله الطاهرين
و اللعن الدائم المؤبد على أعدائهم أجمعين إلى قيام يوم الدين
سلاماً من الله عليكم ورحمة منه وبركاتة

إيه أيها اليراع .. ما بك قد تخاذلت عن العطاء، ولم كل هذا الشح، هل تاقت نفسك للسكون، وهل ملأت كسلاً وخذلاناً، حتى انكسرت إبرتك، وتاهت شوكتك، بين طيات السطور، فأصبحت عاجزاً لا تقوى على الحراك ؟؟؟!
- يا شمس .. كيف لا تنكسر شوكتي .. وكيف لا ينفد حبري .. وكيف لا تصبح الأوراق يبساً ، وتستحيل الكلمات إلى هباءً منثوراً .. كيف كيف ؟؟؟
- إيه أيها اليراع .. ولم كل هذا اليأس والقنوط .. والإحباط .. أَرَضِيتُم بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا مِنَ الآخِرَةِ فَمَا مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا فِي الآخِرَةِ إِلاَّ قَلِيلٌ ..
- يا شمس .. لو كنت تعلم ما أقول عذرتني، أو كنت أجهل ما تقول عذلتك ..
- إيه أيها اليراع .. ماذا تعني ؟
- يا شمس .. إنني في حيرة من أمري .
- إيه أيها اليراع .. ولم كل هذه الحيرة ..؟
- يا شمس .. أما قرأت الرسالة التي كتبتها لك مؤخراً؟
- إيه أيها اليراع .. وماذا كتبت فيها؟
- إليك مقطع منها ..
أخي لقد أثرت شجوناً في أنفسناُ وفتحت علينا جراحاً كادت أن تتعافى ولكن هيهات هيهات لنا أن ننسى أو أن تتعافى جراحنا،فنحن لو كنا نقرأ بقلوبنا وعقولنا وأرواحنا لما كانت لنا تلك الجراحات، ولكن لا نعرف من علي عليه السلام إلا الاسم والرسم، ولو كنا نعي علياً بقلوبنا وعقولنا لما وصلنا إلى حالنا الآن إذ أصبح الدين لعق على ألسنتنا، وووو....الخ؟؟؟
أخي من منا عرف علياً حق معرفته ؟؟ ومن منا عاش علياً في نفسه؟؟ ومن منا عشق علياً فذاب في الإسلام كما ذاب عليا به؟

- ماذا تقول يا شمس فيما قرأت ؟ هل تستطيع الرد ؟ هل تستطيع الإبحار في شخص علي؟ هل تستطيع الوقوف أمام علم علي ؟ هل تستطيع الصمود أمام فكر علي ؟ هل تستطيع تحمل ما تحمله علي ؟ أين أنت وأين علي ؟
شمس .. ما بك لا ترد جوابنا .. ؟ شمس .. شمس ؟
- صديقي أيها اليراع .. يا من لازمني ملازمة الظل للجسم ..أنت تعلم من أنا ومن أكون .. أنت تعلم .. لله درك يا صديقي .. فأين الثريا وأين الثرى .. كيف لي أن أرد .. وأنا مقيد بقيدين .. قيد العلم بعلي وقيد الجهل به ..
- شمس ... ماذا تعني ؟ هل هي أحجية .. ؟
- نعم، قد تكون أحجية .. أيها اليراع ..
- لكن شمس .. كيف يجتمع النقيضان؟ فالعلم بالشيء والجهل به غير وارد .. إطلاقاً ؟
- إيه أيها اليراع .. قد يجتمع العلم والجهل .. ؟
- شمس لقد زدتني غموضاً على غموض .. وحيرة على حيرة .. كيف ؟
- إيه أيها اليراع .. ألم تصلنا أخباراً عن أهل البيت عليهم السلام ومن القرآن الكريم حول صفات الجنة ..؟
- بلى ورد ..
- نعم أيها اليراع .. فأنت إذن تعلم كل شيء عن الجنة ..
- لا .. يا شمس لا أعلم كل شيء !
- ولماذا يا صديقي لا تعلم ..؟
- لأن فيها ما لا عين رأت ولا أذن سمعت .. ولا خطر على بال بشر..
- ولكن الآيات والأحاديث النبوية الواردة وصفت الجنة ونعيمها ..

- صدقت ولكن لم تتكلم عن كل شيء ... فلعمري أني قرأت رواية ذات مرة حول الحور العين .. تقول في صفاتها .. أنها لو سقط ريقها على أهل الأرض لساخت الأرض بأهلها .. فأنا أعلم بعض الشيء ولكن ليس كل شيء ..فأنا مثلك تماماً يا صديقي ..
- كيف . لم أستوعب كلامك يا شمس ؟
- فأنا أعلم ببعض الشيء عن علي وليس كل شيء .. فأنا أعلم أني لا أعلم .. وهذا علم بالجهل .. وقد يكون جهلاً بالعلم وهذا شيء آخر ..
- شمس .. لقد فهمت أن هناك علم بالجهل .. ولكن كيف يكون جهلاً بالعلم ..؟
- أيها اليراع الصغير .. الكبير .. الأشياء تعرف بأضدادها.
- نعم .. ولكن هلا شرحت أكثر ؟
- عزيزي أيها اليراع .. لقد أخفى محبو علي عن شخص علي الشيء الكثير خوفاً .. وأخفى أعداءه عن شخص علي كرهاً .. وبغضاً .. فظهر ما ملأ الخافقين .. فهم أي أعداؤه لم يفعلوا ما فعلوا إلا جهلاً بالعلم أي بعلي عليه السلام ..وهذا جهل بالعلم .. وعلي هو باب مدينة العلم ومن أراد العلم لزم عليه أن يدخله من بابه ..
- صدقت ..
- أيها اليراع .. أسئلة تترى .. عليَّ أريد أن أجد لها إجابة شافية كافية وافية .. وسأتركها لكم .. علكم تستطيعون إشباع نهم أسئلتي .. وتعطشها الشديد ...
- تفضل يا شمس ..
- شكراً لك .. يا صديقي .. لقد علمنا أننا لو كان لنا قلباً وروحاً وعقلاً يستوعب .. فكر علي عليه السلام .. لم وصلنا إلى ما وصلنا إليه .. والسؤال يقول :
كيف نتأسى بعلي وبنيه .. عليهم السلام ، وكيف نستطيع تطبيق فكر علي .. ومنهج علي عليه السلام كيف .. ونحن نعلم بواقعنا المتخلف .. وأنفسنا المتقاعسة .. وتجمع أهل الباطل وتفرق أهل الحق .. كيف كيف كيف ؟؟؟
وفي نهاية المطاف .. سطر أيها اليراع ما أقول ..وإذا أردتم أن تعرفوا علياً : فعلي هو علي !!!!

كلما قلبني الهم سأشكــــــــــــو .. يا علي
حينما يهزمني الدمع سأبكـــــي .. يا علي
في قيامي في قعودي سأنـــادي .. يا علي
في جهادي وكفاحي أنت درعي .. يا علي
وإذا ما نالني الضعف بدربــــي .. يا علي
سأنادي يا علي يا علـــــــــــــي .. يا علي

قسى الزمان من قبل حتى تكسرت كلماتي على صخرة العناد والكبرياء؟
فانتفض أيها اليراع .. ولتقم إجلالاً وإكباراً .. لشخص علي ..
ولتقل ....يا من جعلكم الله نوراً يضيء لنا الطريق في الليالي الحالكة ..

سلام من الله عليك يا علي ..
سيدي .. لقد تهت وتاهت الأفكار .. فمن أين أبدأ .. ؟
ولكن سأسطر ما يمليه علي الضمير .. وليقل القائلون مقالتهم ..
فالله شهيدًٌ علي وهو يتولى الصالحين ...
- كيف لا تحوي قلوبنا علياً ونحن ندعي حبه .. ؟
جلجل الحب في المسيح حتى ** عُدّ من فرط حبه علويا
- فمن أولى الناس بك يا علي ؟
كيف لا يكون علياً هو الإمام والقائد والشمعة التي أذابت نفسها لترفع راية
لا إله إلا الله محمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم .. ؟
- كيف لا يكون علياً هو السراج المنير .. علي وما أدراك أيها اليراع ما علي..؟
علي الدبر والذهب المصفى * وباقي الناس كلهم تراب ..
- سيدي ..
الطريق إليك يا علي من السهل الممتنع ..
- يا صاح ..
خطوتين ينبغي أن يخطوهما المؤمن والمؤمنة في طريقهما إلى علي عليه السلام ... فعلي هو جنة المريدين .. والطريق إلى الجنة محفوف بالمخاطر والطريق إلى النار محفوف بالشهوات .. فقط دس على شهواتك كخطوة أولى .. والخطوة الثانية إن شاء الله في الجنة .
- علي وما أدراك أيها اليراع ما علي .. ؟
كيف تعنو للجدب أغراس فكرٍ لعلي بها تمت الجذور
- إيه أيها اليراع .. قال مولاي ..(( لا تستوحشوا طريق الحق لقلة سالكيه )) فالطريق سهل صعب .. يسير عسير .. فمن أراد النجاة فليلتمس من وهجك الوضاء .. نوراً يا علي .

- ولكن السؤال الُمَّلح .. كيف يكون علي الأسوة والقدوة .. كيف نشق
طريقنا إليك يا أبا الحسن .. كيف ؟
كيف نحيل منك ..يا علي عِبرة وعَبرة .. لمن كان له قلب أو ألقى
السمع وهو بصير ..كيف ؟
- يا صاح .. يقول علي في خضم حديثه عن الشيعة .. فيما مضمون كلامه .. (( ما شيعتنا إلا من أطاع الله – أو إتق الله (رواتين) )
الله الله يا أبا الحسن .. وكيف نصل إلى هذه المرتبة .. أهي بالتغني على
الأطلال حتى أخذ أمروء القيس يقول :
اقتربت الساعة وانشق القمر ... عن غزال صدَّ لي ثم نفر ؟؟؟؟؟!!!!!!
كلا إنها كلمة هو قائلها ..
- إيه .. إيه .. أيها اليراع ..
في الجلوس أمي كانت تنادي يا علي .. وحين قيامها كانت تنادي يا علي .. وحين
أرضعتني سقتني حب علي .. وحين تبكي .. تقول يا علي .. وحينما تستغيث تقول يا علي .. وعند الكرب والبلاء تنادي يا علي ... وحين الفرح تنادي يا علي.. وحين الَحَزن تقول يا علي .. ففي أنفاسها علي وفي أورادها علي ..وفي أذكارها علي وفي ركوعها علي وفي سجودها علي .. وقبل فراقها من الدنيا قالت يا علي يا علي يا علي .. وفي آخر نفس لها من الدنيا .. قالت اللهم أحشرني مع علي ..
أتغطي عينك الأكفان عنـــــي .. يا علي
اكشفوها لأراه وأنــــــــــادي .. يا علي
كيف أحيا ورنين الموت يدعو .. يا علي
جف دمعي وغدا ندبي حريقـا .. يا علي

- فمن هو علي ؟
وما أدراك أيها اليراع من علي ؟
لا عذب الله أمي إنها شربت ** حب الوصي وغذتني باللبن
وكان لي والد يهوى أبا حسن ** فصرت من ذي وذا أهوى أبا حسنِ
وبعد أن انَتقلتي إلي الرفيق الأعلى يا أمي الحنون رأت إحدى المؤمنات .. جثمانك
قد انتقل إلى جوار علي .. فهنئياً لك جوار علي ..
لقد سد علينا رسول الله صلى الله عليه وآله طريق معرفة أمير المؤمنين
عليه السلام " ما عرفك إلا الله وأنا ، وما عرفني إلا الله وأنت ،
وما عرف الله إلا أنا وأنت "
وما أملك إلا أن أصدق على قول الحافظ رجب البرسي:
يا منبع الأنوار يا سرالمهيمن في الممالك
يا قطب دائرة الوجود وعين منبعه كذلك
والعين والسر الذي منه تلقنت الملائك
ما لاح صبح للهدى إلا وأسفر عن جمالك
استفهامات ما زالت حائرة .. وستظل حائرة إلى أن يصل جسدي إلى الحافرة فهي عاجزة كل العجز عن فهم شخصك يا علي ..
فقلوب على هواك تغني * وأكف إلى علاك تشير ُ
فعذراً أيها اليراع .. لم أتكمن من سبر نقطة باء البسملة .. علي
فقم أيها اليراع وسطر من جديد :- سيظل علي هو علي ؟؟!!
وإذا الشمس آذنت بمغيب * غطت الكون من سناها البدور

تعليق