ان اهتمام العرب بالانساب وحرصهم على انتقال الصفات المتميزة من صلب الى اخر من العوامل التي حثت النابهين والباحثين الى ان يعكفوا على حفظ الانساب ومتابعة احوالها وقد اكدت نظريات الوراثة الحديثة ماذهب اليه السلف بخصوص اهمية النسب في تكوين شخصية الانسان بالاضافة الى اثر البيئة وماتعززه من اضافات اخرى تسهم في صقل الصفات والسجايا الموروثة ونظرا لاهمية الطباع واثرها في اجواء الاسرة فقد اولت الدراسات للزواج اهمية بهذا الخصوص مؤكدة ان الزواج الذي هو هيكل الحياة الاجتماعية لابد ان يتحقق فيه عامل الانتفاء والاختيار الملائم ليؤدي دوره الاجتماعي كما ينبغي .. لقد كانت هذه المفاهيم وغيرها رفيقة العقل المستنير الذي تنبه لها بالفطرة ثم تأكد له صوابها بما افرزته التجارب الخاصة بتعاقب النسل وحضور الصفات في المواليد ثم اهتمام الوالدين بمراقبة تلك الصفات وعلاقتها بالاعمام والاخوال والاجداد ولكي يجنب سيدنا المصطفى (صلى الله عليه واله) عِرق المؤمن النقي التقي من التلوث بمنبت الغواية والصلال نبه بقوله : (اياكم وخضراء الدمن) فقيل وماخضراء الدمن يارسول الله فقال: (المرأة الحسناء في منبت السوء) .. كما تأمل الذين خبروا اسرار النفس الانسانية وتفاعلت شخصياتهم بالتجارب فقدموا حصيلة ذلك كثيرا من المضامين كقولهم (اختاروا لنطفكم فان الخال احد الصنيعين) .
ان عملية بناء الاسرة الاسلامية لم تكن اسيرة المحتوى النظري المتمثل في احاديث الرسول الاكرم فمنذ ان اوحي اليه عليه الصلاة والسلام وبدأ يشرع للمجتمع الجديد مستلزمات النظام الاجتماعي المنقى من شوائب الجاهلية ..
اصبح التطبيق العملي للاقوال تطبيقا تربويا واجب التنفيذ .. وبدأ وميض ذلك التطبيق يشع في بيت النبوة والامامة يوم شهد التاريخ اسمى الخطوات واعلاها شأنا ساعة اقتران امام المتقين بسيدة نساء العالمين لتتم ارادة الله عزوجل بنتقال النور المحمدي في عروق ذريتهما الطاهرة ويسري ذلك السنا المضئ لتشهد الايام بعد وفاة الزهراء البتول (عليها السلام) استمرار التطبيق العملي لمهمة اختيار الزوجة على وفق ذلك الكم من الخبرات والتجارب وبعد ان تهيأت فكرة الاختيار المبارك قال الامام علي (ع) لاخيه عقيل الذي كان احد الذين يتحاكم اليهم الناس في علم الانساب : يااخي انظر لي امرأة قد ولدتها الفحولة من بني العرب لاتزوجها فتلد لي غلاما فارساً .
ان طلب الامام هذا لايعني انه بحاجة الى من يشخص له مواطن الفروسية ومرابض الشجاعة في قبائل العرب فأي هدف كان ينشد الامام في صيغة طلبه هذا ؟
ان معرفة الامام بشجاعة وفروسية الاقوام لم تمنعه من تبادل الرأي فعلى الرغم من علمه الواسع وادبه الجم وانه الاعلم بعد رسول الله (ص) بأمور الدين والدنيا فان صيغة الطلب التي تقدم بها لاخيه عقيل لينظر له امرأة يتزوجها انما هي صيغة الحكيم المجرب ذي النظرة البعيدة المدى التي حرص فيها على نبذ الانطواء على الرأي الشخصي لكي لايبقى ذلك الانطواء سنة تتبع او عذرا يصطنع لذلك لم يكتف الامام برأيه الشخصي رغم صواب مضمونه واهدافه قاصدا في ذلك ديمومة المساعي الحسنة وتبادل الاراء لتتعزز بذلك الاواصر وتتقارب الصلاة وصولا الى سلامة النتائج وقد تمخض عن تلك المضامين الفكرية ولادة حكمة له عليه السلام يقول فيها :
(من استبدّ برأيه هلك ومن شاور الرجال شاركها في عقولها ) .
تحياتي
ان عملية بناء الاسرة الاسلامية لم تكن اسيرة المحتوى النظري المتمثل في احاديث الرسول الاكرم فمنذ ان اوحي اليه عليه الصلاة والسلام وبدأ يشرع للمجتمع الجديد مستلزمات النظام الاجتماعي المنقى من شوائب الجاهلية ..
اصبح التطبيق العملي للاقوال تطبيقا تربويا واجب التنفيذ .. وبدأ وميض ذلك التطبيق يشع في بيت النبوة والامامة يوم شهد التاريخ اسمى الخطوات واعلاها شأنا ساعة اقتران امام المتقين بسيدة نساء العالمين لتتم ارادة الله عزوجل بنتقال النور المحمدي في عروق ذريتهما الطاهرة ويسري ذلك السنا المضئ لتشهد الايام بعد وفاة الزهراء البتول (عليها السلام) استمرار التطبيق العملي لمهمة اختيار الزوجة على وفق ذلك الكم من الخبرات والتجارب وبعد ان تهيأت فكرة الاختيار المبارك قال الامام علي (ع) لاخيه عقيل الذي كان احد الذين يتحاكم اليهم الناس في علم الانساب : يااخي انظر لي امرأة قد ولدتها الفحولة من بني العرب لاتزوجها فتلد لي غلاما فارساً .
ان طلب الامام هذا لايعني انه بحاجة الى من يشخص له مواطن الفروسية ومرابض الشجاعة في قبائل العرب فأي هدف كان ينشد الامام في صيغة طلبه هذا ؟
ان معرفة الامام بشجاعة وفروسية الاقوام لم تمنعه من تبادل الرأي فعلى الرغم من علمه الواسع وادبه الجم وانه الاعلم بعد رسول الله (ص) بأمور الدين والدنيا فان صيغة الطلب التي تقدم بها لاخيه عقيل لينظر له امرأة يتزوجها انما هي صيغة الحكيم المجرب ذي النظرة البعيدة المدى التي حرص فيها على نبذ الانطواء على الرأي الشخصي لكي لايبقى ذلك الانطواء سنة تتبع او عذرا يصطنع لذلك لم يكتف الامام برأيه الشخصي رغم صواب مضمونه واهدافه قاصدا في ذلك ديمومة المساعي الحسنة وتبادل الاراء لتتعزز بذلك الاواصر وتتقارب الصلاة وصولا الى سلامة النتائج وقد تمخض عن تلك المضامين الفكرية ولادة حكمة له عليه السلام يقول فيها :
(من استبدّ برأيه هلك ومن شاور الرجال شاركها في عقولها ) .
تحياتي
تعليق