
إحدى المشاكل التي يعيشها الواقع الاجتماعي والأسري هي قضية الانفصال الفكري والشعوري بين الأجيال المتفاوتة بالتحديد بين الآباء والأبناء , وهذه حالة مرضية غير صحيحة في بناء الأسرة والمجتمع المسلم .
فعندما تنفصل تجارب الآباء عن واقع الأبناء وتكون هناك فجوة كبيرة في الخبرات والشعور تكون نتيجتها انفصال في الفكر الذي يربط بين التاريخ الماضي والواقع الحاضر مما يؤثر على حالة التعامل في المجتمع والأسرة , ويسبب قلة وعي أو بالأحرى تأخر في وعي الاندماج مع قضايا الواقع بروح شفافة وواعية تدير الحركة والأسلوب التعاملي مع كافة ما يواجه الجيل من قضايا وشؤون ,,

لابد لنا ان نرسم صورة واضحة في حالة التعامل مع الأجيال وهنا تنفرض علينا مسؤوليتان ,, إحداها موجهة إلى الآباء والأخرى للأبناء ,,
الأولى : إلى الآباء والكبار في الأسرة والواعون في المجتمع فنقول لهم , لابد لكم من تحديد الطريقة المرنة والصحيحة في التعامل مع فئة الأبناء وخصوصاً رسم حالة الصداقة الواعية التي لا تنفي الاحترام الأبوي والشعور بالرقابة الأسرية والاجتماعية من جهتكم , من اجل ان يكون هناك انفتاح واعي على قضاياهم وطموحاتهم وأفكارهم والتي يحتاجون لكم في تقويمها وتصحيحها وتطويرها إن احتاجت لذلك , ولكي يشعروا أنهم يمتلكون من يقف إلى جانبهم ولا يبقوا في حالة وحدة فكرية وشعورية .
الثانية : إلى الأبناء نقول ,, لابد لكم إخواني وأخواتي ان لا تأخذكم حالة الزهو والاستعلاء في أفكاركم ومشاعركم فانتم بحاجة ماسة إلى اكتساب التجارب ولن تحصلوا عليها إلا من خلال انفتاحكم ومعرفتكم بتجارب الآخرين ,, وبالخصوص آباءكم وأمهاتكم فهم أكثر لكم إخلاصاً في تقويم أموركم وأفكاركم , وهم المرشدين الحقيقيين لكم .

وأخيراً نقول لابد لنا من صنع حالة التوافق الفكري والروحي في الأسرة والمجتمع الاسلامي , والعمل على خلق الترابط بكافة جوانبه حتى نستطيع ان نصوغ الصياغة الصحيحة في بناء ذواتنا وشبابنا من اجل مستقبل إسلامي واعي .
منقوووول للفائدة

تعليق