الاقتتال الطائفي يصل للجيش العراقي
بغداد - وكالات - إسلام أون لاين.نت/ 14-5-2006
امتدت حالة الاحتقان والاقتتال الطائفي المستشرية في العراق إلى داخل الجيش العراقي الجديد، حيث تبادلت وحدتان عسكريتان إحداهما شيعية والأخرى كردية إطلاق النار شمال بغداد.
وأثارت تلك الواقعة تساؤل المراقبين عن مدى تماسك القوات العراقية التي تلقت تدريبها على يد قوات الاحتلال الأمريكي في مواجهة شبح الطائفية وتوفير الأمن بالبلاد.
وذكر الجيش الأمريكي في بيان السبت 13-5-2006 أن اشتباكًا وقع بين وحدتين تابعتين للجيش العراقي أسفر عن مقتل جندي عراقي بالقرب من الضلوعية (والتي تبعد نحو 72 كم شمال بغداد).
ووفقًا لرواية الشرطة العراقية التي نقلتها وكالة آسوشيتد برس السبت، بدأت الواقعة حينما انفجرت الجمعة 12-5-2006 قنبلة وضعت على جانب الطريق في قافلة تابعة للجيش العراقي تتألف من جنود أكراد؛ وهو ما أسفر عنه مصرع 4 جنود وإصابة 3 آخرين.
وأوضحت الشرطة أنه أثناء نقل المصابين لمستشفى مدني بمدينة "بلد" (40 كم شمال بغداد والتابعة لمحافظة صلاح الدين) قام الجنود الأكراد بإطلاق النار لإفساح الطريق أمامهم، وهو ما أدى إلى مقتل مدني شيعي فيما كانت هناك وحدة أخرى تابعة للجيش من الشيعة مقرها "البلد" تابعت هذا الحادث.
وعندما علم الأكراد بوجود الوحدة الشيعية قرروا أخذ مصابيهم إلى مكان آخر خوفًا من رد فعل انتقامي، في حين حاولت القوات العراقية الشيعة إيقافهم فوقع تبادل لإطلاق النار بينهما أسفر عن مقتل جندي شيعي.
تدخل أمريكي
وأشار الجيش الأمريكي إلى أن قواته ساعدت في إنهاء الاشتباك بين الوحدتين التابعتين للجيش.
من جانبها نفت وزارة الدفاع العراقية جميع المعلومات التي أوردها الجيش الأمريكي عن هذا الحادث، وقدم الجيش العراقي وضباط شرطة في المنطقة رواية مختلفة لأحداث يوم الجمعة 12-5-2006، ووصفها بأنها أعمال عنف بين وحدة تابعة للجيش معظم أفرادها من الأكراد ومدنيين محليين من العرب.
ويرى المراقبون أن مثل هذا الحادث يثير تساؤلات عن مدى تماسك القوات الجديدة التي تلقت تدريبها على يد قوات الاحتلال الأمريكي في وجه نزاعات عرقية وطائفية، فضلاً عن قدرة الجيش العراقي على توفير الأمن بالبلاد، فيما يحذر البعض من احتمال حدوث انقسامات في القوات على أسس عرقية وطائفية في حالة تصاعد حدة العنف وتحولها إلى حرب شاملة.
التجنيد الطائفي
ولفت المراقبون إلى أن تلك الواقعة تلقي الضوء أيضا على أسلوب التجنيد الطائفي والعرقي لوحدات الجيش العراقي الجديد، مما جعل هناك الكثير من وحدات الجيش العراقي من طائفة أو قومية واحدة.
وكان جنود عراقيون قد هددوا بعد أن أنهوا تدريباتهم بخلع ملابس الجيش وترك الخدمة إذا أصرت السلطات العراقية والأمريكية على توزيعهم في مناطق غير الطائفة التي ينتمون إليها.
كما أن الجيش العراقي يخالف القواعد المتبعة في جيوش دول العالم التي تقوم بمعاقبة الجنود الفارين من الخدمة العسكرية، حيث يقوم الجيش العراقي بتسريح جنوده الفارين أو المتغيبين من الخدمة.
فعلى الرغم من أن الجيش -الذي يجري بناؤه من الصفر منذ سقوط صدام- يبذل جهودًا مضنية لاجتذاب المجندين وصلت حتى إلى "إعلانات التلفزيون" لمواجهة هجمات مستمرة من جانب المقاومة العراقية نجده يسمح للجنود بالمغادرة دون عقاب.
وطبقًا للوائح الجيش العراقي الجديد "إذا غاب جندي لأكثر من 5 أيام متتالية أو أكثر فإن وحدته تستطيع إلغاء عقده، ويتعين عليه عندئذ إعادة ملابسه العسكرية وما لديه من معدات"، في حين أن الجندي الذي كان يتغيب أكثر من 3 أيام في عهد الرئيس السابق صدام حسين، يعتبر هاربًا وكانت عقوبته تصل في بعض الأحيان إلى حد الإعدام.
وواجه أسلوب التجنيد في الجيش العراقي انتقادات غير علنية من القادة العسكريين الأمريكيين الذين يتوقون لرؤية العراقيين يتحملون مزيدًا من المسئولية، ويرون أن استقرار قوات الأمن الجديدة أمرًا بالغ الأهمية لخطط الولايات المتحدة لتسليم المسئوليات للعراقيين وبدء سحب قواتها.
وتأتي هذه التطورات في الوقت الذي يستعد فيه نوري المالكي رئيس الوزراء العراقي المكلف لتشكيل حكومة وحدة وطنية في الأيام القادمة يأمل قادة عراقيون وأمريكيون في أن تساعد على منع نشوب حرب أهلية في البلاد.
ويقول المالكي وهو مسلم شيعي: إنه سيضمن سيطرة الدولة على القوات المسلحة بعدة وسائل منها إدماج وتجنيد رجال الميليشيات في الجيش والشرطة.
ومنذ تدمير مزار شيعي بمدينة سامراء القريبة في 22 فبراير 2006 قتل مئات الأشخاص في أعمال عنف طائفية، وفرّ عشرات الآلاف من ديارهم؛ وهو ما يزيد المخاوف من انزلاق البلاد نحو حرب أهلية.
http://www.islamonline.net/Arabic/ne...rticle09.shtml
بغداد - وكالات - إسلام أون لاين.نت/ 14-5-2006
امتدت حالة الاحتقان والاقتتال الطائفي المستشرية في العراق إلى داخل الجيش العراقي الجديد، حيث تبادلت وحدتان عسكريتان إحداهما شيعية والأخرى كردية إطلاق النار شمال بغداد.
وأثارت تلك الواقعة تساؤل المراقبين عن مدى تماسك القوات العراقية التي تلقت تدريبها على يد قوات الاحتلال الأمريكي في مواجهة شبح الطائفية وتوفير الأمن بالبلاد.
وذكر الجيش الأمريكي في بيان السبت 13-5-2006 أن اشتباكًا وقع بين وحدتين تابعتين للجيش العراقي أسفر عن مقتل جندي عراقي بالقرب من الضلوعية (والتي تبعد نحو 72 كم شمال بغداد).
ووفقًا لرواية الشرطة العراقية التي نقلتها وكالة آسوشيتد برس السبت، بدأت الواقعة حينما انفجرت الجمعة 12-5-2006 قنبلة وضعت على جانب الطريق في قافلة تابعة للجيش العراقي تتألف من جنود أكراد؛ وهو ما أسفر عنه مصرع 4 جنود وإصابة 3 آخرين.
وأوضحت الشرطة أنه أثناء نقل المصابين لمستشفى مدني بمدينة "بلد" (40 كم شمال بغداد والتابعة لمحافظة صلاح الدين) قام الجنود الأكراد بإطلاق النار لإفساح الطريق أمامهم، وهو ما أدى إلى مقتل مدني شيعي فيما كانت هناك وحدة أخرى تابعة للجيش من الشيعة مقرها "البلد" تابعت هذا الحادث.
وعندما علم الأكراد بوجود الوحدة الشيعية قرروا أخذ مصابيهم إلى مكان آخر خوفًا من رد فعل انتقامي، في حين حاولت القوات العراقية الشيعة إيقافهم فوقع تبادل لإطلاق النار بينهما أسفر عن مقتل جندي شيعي.
تدخل أمريكي
وأشار الجيش الأمريكي إلى أن قواته ساعدت في إنهاء الاشتباك بين الوحدتين التابعتين للجيش.
من جانبها نفت وزارة الدفاع العراقية جميع المعلومات التي أوردها الجيش الأمريكي عن هذا الحادث، وقدم الجيش العراقي وضباط شرطة في المنطقة رواية مختلفة لأحداث يوم الجمعة 12-5-2006، ووصفها بأنها أعمال عنف بين وحدة تابعة للجيش معظم أفرادها من الأكراد ومدنيين محليين من العرب.
ويرى المراقبون أن مثل هذا الحادث يثير تساؤلات عن مدى تماسك القوات الجديدة التي تلقت تدريبها على يد قوات الاحتلال الأمريكي في وجه نزاعات عرقية وطائفية، فضلاً عن قدرة الجيش العراقي على توفير الأمن بالبلاد، فيما يحذر البعض من احتمال حدوث انقسامات في القوات على أسس عرقية وطائفية في حالة تصاعد حدة العنف وتحولها إلى حرب شاملة.
التجنيد الطائفي
ولفت المراقبون إلى أن تلك الواقعة تلقي الضوء أيضا على أسلوب التجنيد الطائفي والعرقي لوحدات الجيش العراقي الجديد، مما جعل هناك الكثير من وحدات الجيش العراقي من طائفة أو قومية واحدة.
وكان جنود عراقيون قد هددوا بعد أن أنهوا تدريباتهم بخلع ملابس الجيش وترك الخدمة إذا أصرت السلطات العراقية والأمريكية على توزيعهم في مناطق غير الطائفة التي ينتمون إليها.
كما أن الجيش العراقي يخالف القواعد المتبعة في جيوش دول العالم التي تقوم بمعاقبة الجنود الفارين من الخدمة العسكرية، حيث يقوم الجيش العراقي بتسريح جنوده الفارين أو المتغيبين من الخدمة.
فعلى الرغم من أن الجيش -الذي يجري بناؤه من الصفر منذ سقوط صدام- يبذل جهودًا مضنية لاجتذاب المجندين وصلت حتى إلى "إعلانات التلفزيون" لمواجهة هجمات مستمرة من جانب المقاومة العراقية نجده يسمح للجنود بالمغادرة دون عقاب.
وطبقًا للوائح الجيش العراقي الجديد "إذا غاب جندي لأكثر من 5 أيام متتالية أو أكثر فإن وحدته تستطيع إلغاء عقده، ويتعين عليه عندئذ إعادة ملابسه العسكرية وما لديه من معدات"، في حين أن الجندي الذي كان يتغيب أكثر من 3 أيام في عهد الرئيس السابق صدام حسين، يعتبر هاربًا وكانت عقوبته تصل في بعض الأحيان إلى حد الإعدام.
وواجه أسلوب التجنيد في الجيش العراقي انتقادات غير علنية من القادة العسكريين الأمريكيين الذين يتوقون لرؤية العراقيين يتحملون مزيدًا من المسئولية، ويرون أن استقرار قوات الأمن الجديدة أمرًا بالغ الأهمية لخطط الولايات المتحدة لتسليم المسئوليات للعراقيين وبدء سحب قواتها.
وتأتي هذه التطورات في الوقت الذي يستعد فيه نوري المالكي رئيس الوزراء العراقي المكلف لتشكيل حكومة وحدة وطنية في الأيام القادمة يأمل قادة عراقيون وأمريكيون في أن تساعد على منع نشوب حرب أهلية في البلاد.
ويقول المالكي وهو مسلم شيعي: إنه سيضمن سيطرة الدولة على القوات المسلحة بعدة وسائل منها إدماج وتجنيد رجال الميليشيات في الجيش والشرطة.
ومنذ تدمير مزار شيعي بمدينة سامراء القريبة في 22 فبراير 2006 قتل مئات الأشخاص في أعمال عنف طائفية، وفرّ عشرات الآلاف من ديارهم؛ وهو ما يزيد المخاوف من انزلاق البلاد نحو حرب أهلية.
http://www.islamonline.net/Arabic/ne...rticle09.shtml
تعليق