بسمه تعالى
لكى نفهم التشيع وعوامل وجوده يجب ان نفهم الاسلام فهماصحيحا، ونفهم الغايه التى جاء من اجلها الاسلام والهدف الذىرمى اليه. فاذا كان الاسلام عبادات محضه، فلا ريب انه لم يكن هناك من مبررلوجود التشيع، لان الناس لم ينقطعوا عن اداء عباداتهم فى كلالظروف التى مر بها الاسلام. ولكن الاسلام ليس عبادات وحدها، فالى جانب العبادات كانتللاسلام اهداف عالميه وغايات انسانيه هى فى الواقع جوهره و حقيقته والغايه التى جاء من اجلها. ومهما كان من امر العباداتفانها لا تتعدى صله الفرد بربه، ولا مساس لها بصميم حياه الشعوبوسعادتها المعاشيه وشقائها الاجتماعى. ولا تاثير لها على رفع الظلمونشر العدل والمساواه والحريه. جاء الاسلام فاصبحت الكفاءه الشخصيه هى الموهل للتقدم،واصبحت العداله الاجتماعيه هى المفروضه، واصبح الفقرهو المحارب، فقد انقلبت المقاييس فاصبح (بلال الحبشى)الافريقى الاسود هو المتصدر، و (سلمان الفارسى) هو القريب،والعبد السابق (زيد بن حارثه) هو القائد وانقرض التحكم الفردىوالاستبداد الشخصى فلا ظلم للفرد، ولا للمجموع ولا طغيانللمتسلطين، ولا ادلال بالانساب، ولا استسلام للنزوات، ولااسترسال فى العصبيات، ولا مصادره للحريات. والمال مال الامهينفق فى مصالحها ويبذل لراحتها بلا تمييز ولا تعسف ولا افتئات.
استطاع الاسلام ان يوجد فى الجزيره العربيه هذا الحكم، وان يسموبالبشريه الى درجه من العدل الاجتماعى والحريه الشخصيه والمساواه العامه مما لم تحلم به فى ماضيها، وكان اقل انحراف عنالخط يستدعى من المخلصين التصدى له، والوقوف فى وجهه،والثوره عليه.