[grade="808080 FFA500 A0522D 000000"]الزواج مطلب فطري وشرعي دعا إليه الإسلام، فهو السبيل لإعمار الأرض وعبادة الله جيلاً وراء جيل، وظلت مجتمعاتنا المسلمة على وعي بأهمية الزواج ـ باعتباره الخطوة الأولى في بناء المجتمع المسلم ـ وتيسير السبيل إليه وتسريع الخطى نحوه ما استطاعت إلى ذلك سبيلاً.
ومع التغيرات الاجتماعية والثقافية والاقتصادية التي طرأت على المجتمعات المسلمة، أعملت هذه التغيرات أثرها على الزواج فأصبح حلماً يراود ملايين الشباب بعد ما تفننت الكثير من المجتمعات في تعسير السبيل ووضع العراقيل أمام الزواج!
من هذا المنطلق فإنني ساعرض بعض الظواهر بآثارها السلبية والإيجابية مع بيان أبعادها وموقف الإسلام منها
الظاهرة الأولى:التوفيق والجمع بين الدراسة والزواج
إمكانية التوفيق والجمع بين الدراسة والزواج ارتبطت بضرورة توافر شروط معينة ، منها:
* وجود زوج يقبل الوضع من البداية ويقدر ظروف زوجته، ويبدي روح التعاون والتفاهم.
* ضرورة تنظيم الوقت من قبل الزوجة بحيث تعمل على تحقيق التوازن بين متطلبات الزوج والبيت ومتطلبات الدراسة؛ حتى لا يكون هناك تقصير في أي منهما.
* حرص الزوجة على تلبية طلبات الزوج أولاً فلا تقدم الدراسة عليه.
* أن يكون التخصص الدراسي للزوجة سهلاً ولا يتطلب منها بذل جهد كبير، أما إذا كان التخصص صعباً ويحتاج إلى تفرغ فمن الأفضل تأجيل الزواج لما بعد الدراسة.
* توافر بعض الإمكانات كوجود خادمة (بالضوابط) مثلاً.
ابعاد الجمع بين الزواج والدراسة:
* في الزواج راحة نفسية للفتيات وستر لهن.
* الزواج يجعل الفتاة تدرك قيمة الوقت، فتحرص على تنظيمه بدلاً من ضياعه في السرَحان والتفكير في فارس الأحلام.
* تحصيل العلم لا ينتهي عند المرحلة الجامعية أو الثانوية، فالإنسان قد يواصل دراسته العليا وسيظل يتعلم حتى الموت.
* ما تحصله الفتاة من الثقافة سيفيدها في حياتها الزوجية وفي تربية أبنائها.
* الزواج يوفر الرفيق الذي يعين على تحمل المسئولية ويساعد في أداء الواجبات وإكمال الدراسة ومواجهة الأزمات .
* المرأة الخليجية تستطيع التوفيق بين الدراسة والزواج مع توافر الإمكانيات.
بعض إيجابيات الجمع بين الزواج والدراسة ما يلي:
* الزواج معين على الدراسة ومهيئ لها؛ لأنه سبب الاستقرار والسكن.
* النساء شقائق الرجال، فكلا الزوجين يشجع الآخر على الدراسة والتفوق؛ لأن المودة والإيثار من سمات الزوجية.
* التفرغ الحقيقي للدراسة لا يحصل بترك الزواج، وإنما بالتجرد من المشاغل الأخرى وإضاعة الوقت سدى.
* الوقت ثمين في حياة المسلم، وحسن الاستفادة منه أثمن وأغلى، وبتنظيم الوقت يحصل الزواج ولا تفوت الدراسة.
* قوة الإرادة وصدق العزيمة وحسن النية أمور مطلوبة في نجاح كل أمر ذي بال، والزواج مع الدراسة من أولى الأمور بذلك، بل هما محك التربية على الصبر والجلد.
موقف الإسلام:
يرى العلماء أن الزواج أولى بالتقديم في الجملة، متى كان الشخص متمكناً منه راغباً فيه، وذلك للأمور التالية:
ـ قـوله تعالى: {وأنكحوا الأيامى منكم والصالحين من عبادكم وإمائكم...} (النور:32)، ولو كان طلب العلم معتبراً لتأخير الزواج لما أمر بالنكاح ودفع التأيم مطلقاً.
* الزواج أمر فطري ومطلب شرعي، يخشى من تركه أو تأخيره الفتنة، بخلاف الدراسة فلا ضرر في تأخيرها، ولا شك أن درء المفاسد مقدم على جلب المصالح.
[/grade]
تعليق