إعـــــــلان

تقليص

للاشتراك في (قناة العلم والإيمان): واتساب - يوتيوب

شاهد أكثر
شاهد أقل

الوشاح الازرق

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • الوشاح الازرق

    كان ابي يعرف بان لديه طفلة من نوع آخر ...لم يكن صدفة بأننا عائلة تعرف عن الاتصال باذهان الاخرين الكثير الكثير ...منذ ان اشرق صباحات طفولتي البريئة وانا المس اشياء الاخرين فأرى على الفور وجوههم واعرف بماذا يفكرون كانت تؤلمني نداءات الحزن في صدورهم ومرات انفتح على عوالم افراحهم ،وكلما ضاع طفل صغير يكفي ان يجلبوا لي قميصه المندى بشذى الطفولة فأدس أصابعي الواثقة فيه واغمض عيناي فتأخذني زوايا تفكيري الى المكان الذي هو فيه وارى حاله كأني مرايا الالهة.
    مرت سنوات لا حصة لي في ذهني غير من ضاع او تاه او اقتسمت الضياعات انفاسه ...وكان يوم بارد ذلك الذي دخل فيه رجل غريب، تقاسميه كالموت الذي هب على مدن الشمال يرتدي ثياب الانتماءات الموبوءة واحزابها سكب وجوده الاسفلتي على جدارن غرفتي ونظر الي بقلق:
    :- أأنت سارة؟
    :- بماذا اساعدك.
    :- انها زوجة رجل مهم ، لقد اختفت وطبعا لك ما تحلمين لو وجدتها.
    ورمى لي بوشاح ازرق من الحرير مطرز بورد يشبه احلام طفولتي ونظر الى ابني ابراهيم نظرة تفحص ، وأكد انه سيعود لاخذ الجواب بعد يومين.
    مساء من التعب واحلام من الجانب الاخر كنت ارى امرأة بيضاء الوجه تحفر الاحزان وجهها الفتي، لقد كان الوشاح هديته لقد احبها، ولكنها، تزوجت بفضل تدخلات القدر المجهولة من رجل بارز في الدولة لم تكن سعيدة وقررت ان تشتري عالم اخر دونه تركته في يوم كانت شمسه متكلفة الشروق تاركة كل شيء ورائها ،وها انا اسمع صوت نوارس تخفق بسعادة انها قرب الميناء المهجور وحلمت بانها نظرت الى وجهي وقالت بانها ستنظرني وتوسلات صوتها نفضت غفلة قلبي .
    لم اذهب وخالط الارتباك ساعات يومي الطويل، عاد الرجل ورأى باني لاول مرة لم اجد الحل لرجل لا يرده الاخرين، اخذوا ابراهيم على امل أن يكون حضني الفارغ اكثر تنشيطا لرغبتي بالبوح عن مكانها ...سبقت الشمس وبدأت النهار ذارعة الطرق المتعرجة الى مكانها وكلما اقتربت شعرت بدفء نبوي يكتسح اطرافي المتثلجة من لفح السيارات .
    رأيت بيتا من الصفيح المتداعي والطيور تنام بسكينة كأنها قرب احد المراقد المباركة، دخلت عليها ورأيت أن الوجه أكثر طمأنينة منه في أحلامي، أومأت لي بالجلوس ونظرتْ الى البحر أمامها،
    :- " من المؤكد بأنك ستخبريه بأحد الطرق فهو بارع في أخذ الاعترافات من كل الناس خصوصا البسطاء أمثالك !.
    :- لقد اخذ ابني الوحيد.
    :- كما أخذ مني حبيب عمري، لقد وافقت على الاقتران به على أمل انقاذه ، ولكن قضبان السجن كانت البداية والقبر المغيب كانت النهاية بل النهاية انا التي وضعتها لقد تركته ...دليه علي ما عاد خوفي يغلبني ..استعيدي ولدك ما دمت قادرة على انتشال حياته.
    قضيت جزء من يومي معها اواكب وجعا وتدفقا آخر ..وقد اقتنعت بأن أدله على مضض.
    في اليوم التالي أعادوا لي ابراهيم، ولكني ركبت معهم في السيارة المصفحة التي أقلتنا الى الميناء .اقتربنا من البيت وكانت الطيور لا تفارق سلامها الداخلي .اقتربنا من البيت سمعنا اصوات ضحكاتها العالية ..دخلنا بسرعة لنجد ربطت وشاحها الازرق قرب الشباك وانها تحولت الى نورس ابيض ، نظرت الى وجوهنا المزرقة..وطارت الــى الشرق.

المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
حفظ-تلقائي
x

رجاء ادخل الستة أرقام أو الحروف الظاهرة في الصورة.

صورة التسجيل تحديث الصورة

اقرأ في منتديات يا حسين

تقليص

المواضيع إحصائيات آخر مشاركة
أنشئ بواسطة ibrahim aly awaly, اليوم, 07:21 AM
ردود 2
12 مشاهدات
0 معجبون
آخر مشاركة ibrahim aly awaly
بواسطة ibrahim aly awaly
 
يعمل...
X