بسم الله الرحمن الرحيم
وبه نستعين والصلاة والسلام على محمد وآله الطيبين الطاهرين
اورد هنا الاتهمامات التي ساقها شاهد الدجيل الاخ الحاج علي الحيدري ضد المتهم صدام واشير اليها كما وردت من الاخ الحيدري:
1- بعد دخول صدام حسين إلى الدجيل يوم الخميس المصادف 8/7/1982 م رأيت بعيني الطائرات السمتية وأسلحة ثقيلة منها مقاومة دبابات المدفع 106 ملم ومقاومة طائرات الدوشكة والرباعية وجنود بكثرة لم تشهد الدجيل بتاريخها أن يدخلها هكذا عدد من الجنود والحرس الخاص والحرس الجمهوري وكأنها في حرب معلنة.
2- بعد زيارة الرئيس المخلوع لمركز شرطة الدجيل ولقائه بمدير المركز النقيب علي العزي توجه لجامع الأوقاف في المدينة القديمة وبقي فيه فترة خرج بعدها عند باب الجامع وبقي لفترةلاتزيد على الساعة يسلم على الناس وهو وسط الحماية الخاصة به ولا أحد يستطيع أن يصل إليه .
3- بعد انصرافه من أمام الجامع توجه للخروج من المدينة فدخل في بيت على جادة الطريق وهو بيت الحاج ردام الحاتم وبقي فترة وخرج بعدها متوجها بسيارته في الطريق الرئيسي الوحيد في المدينة ليخرج منه إلى بغداد ووصل إلى منطقة بالقرب من مدرسة الإبراهيمية الابتدائية في الدجيل وهي منطقة كثيفة مكتظة بالنخيل وأشجار البرتقال والعنب والرمان سمعنا اطلاقات نارية ربما تصل إلى 15 أو 20 إطلاقة ولم نرى من الذي أطلقها وبدأ الحماية والحرس بإطلاق نار كثيف وعشوائي وبدأت الطائرات تضرب على البساتين وقام جنود الحرس الجمهوري بضرب جميع من يرونه أمامهم بأخمس البنادق ورفسا بالأقدام وبطشا بالأيدي وكان لنا حصة من ذلك وخرج موكب صدام وسط إطلاق نار كثيف متجها الى خارج المدينة وبعد فترة عاد الى داخل المدينة القديمة وصعد فوق سطح المركز الصحي ليقوم صدام بإلقاء خطاب هدد فيه أبناء مدينة الدجيل ووصفهم بالعملاء وإن الذين قاموا بالعملية لا يتعدون الخمسة عشر شخصا.
4- بدأت عملية المداهمات في داخل المنازل وأقتحموا بيتنا ليلة الجمعة وبدأو بالتفتيش وسط صراخ وإرهاب الجنود فوجدوا بندقية صيد فصادروها وطلبوا من والدي أن يذهب معهم فانبرى لهم رجل منهم بأن الرجل كبير ليبقى الليلة في بيته ويأتينا صباحا الساعة التاسعة وفي صباح اليوم التالي لم يذهب إليهم لأنه يعرف أساليبهم..
5- وفي عصر يوم الجمعة وبينما كانوا اهلنا نائمين وكانو صائمين في شهر رمضان دخلوا رجال مدججين بالسلاح وكسروا الباب الخارجي لبيتنا واقتحموا المنزل وأخذوني وعائلتي أبي وأمي وإخوتي الستة وأخواتي الأربعة الى الفرقة الحزبية في الدجيل وعند دخولنا للفرقة رأينا جثث 9 وضعت أمام المدخل لقاعة الفرقة وهذه الجثث كانت لرجال من مدينة الدجيل وهم1-كريم كاظم جعفر 2_ أياد حسن مهدي3-محروس محمد هادي 4-عباس جاسم حتو 5- ستار توفيق يحيى 6- صادق مجيد حميد7- هاشم عدنان كبلان 8- محمد عبد جواد الزبيدي 9- شخص لم نتعرف عليه لأنه غريب لا نعرفه وعند دخولنا الى القاعة رأيت برزان إبراهيم التكريتي وسمير محمد عبد الوهاب وحولهم رجال كثر لاأميز بينهم وبين البعثيين في الدجيل إلا إني عرفت بعض العوائل التي أعتقلت مثلنا وكان من بينهم بيت أخي محمد وعائلته وكان عددهم 9 وبعض عوائل أقاربي فبقينا لفترة فوضعونا بسيارة صندوق وتوجهت بنا الى بغداد فوضعونا في كراج البناية التي اعتقلونا بها وبدأو بجريمة الترويع وكانت وجوهنا الى الحائط وسحبوا أقسام البنادق وقالو بأنهم سوف يعدموننا فتعالت أصوات النساء والأطفال بالصراخ وبعدها قالوا اتركوهم الآن فأدخلونا الى البناية المشؤومة وصعدنا سلما طويلا وقد وضعوا الكمامات على أعيننا فلم تكن تكفي لجميعنا فطلبوا منا وضع الدشاديش على رؤوسنا لكي لانرى ما يحدث فوضعونا في غرف لها بوب حديدية لكل باب باب صغيرة في أعلاها يعطى من خلالها الأكل.
6- خلال فترة قليلة أعتقلت جميع أفراد عائلتي البالغ عددهم43 فردا بتداءا من والدي البالغ من العمر في حينها 77 سنة إلى ابنة أخي زينه والتي ولدت بعد الاعتقال بشهر وماتت في السجن وعمرها شهريين أثر المعاملة السئية والوحشية من قبل المسؤولين.
7- وضعونا في غرف لاترى فيها الشمس وكانت الأنارة ضعيفة وكنا في هذه الغرفة بالمئات وكان الأكل تعيين يوزع يوميا بمعدل صمونة في اليوم ومرات تكون صمونتيين وتكون وجبة الفطور شوربة ونصفها ماء حار وبعض الشاي يوزع معها أما وجبة الغداء فكانت عادة تمن وعليه سوب ويكون على كل ماعون ستة أو سبعة أشخاص ولا يكفي هذا القدر من الطعام ربعهم فيبقى الجميع جائعين أما وجبة العشاء فتكون سوب ماء ومعجون ويبقى الجميع جائعين أما التواليت فهي في أخير الغرفة وليس لها منفذ للتهوية وبابها على الغرفة مما سبب عند أكثر السجناء أمراض جلدية ولم تعالج من قبل المسؤولين على المعتقل .
8- الماء الحار كان يغلى بالسخانات وفي شهر تموز
9- التعذيب: كان الحراس يأخذون السجين يمشي على قدميه ويأتي محمولا ببطانية ويعذب بالكهرباء والحرق بالنار والبلاستك ويقيد لمدة أيام حتى كان أثر القيد يأخذ مأخذه في يد السجين .
وبمشيئته تعالى سوف اتم بقية الشاهد الحاج علي الحيدري في الجزء الثاني من شهادته امام المحكمة العراقي.
10- تمرضنا بالحمى أنا وبعض الصغار في السجن وكنت أنا أكبرهم سنا وكان عمري 14 سنة ومعي (جواد وحسون وفليح ونبيل ) فيخرجونا إلى الممر فيعالجونا بزرق أبرة يوميا فشفي من معي عند انتهاء العلاج وبقيت أعاني من الحمى فساءت حالتي فطلب والدي من الحراس معالجتي مرة أخرى فرفضوا في بادءي الأمر وبعد إصراره عليهم وافقوا أن يأخدوني فأنزلوني من سلم لا أعرف في أي دور أنا لأن السلم مظلم وصلت معهم إلى الأسفل فرأيت دلك المكان فيه إنارة فسمعت أصوات سياط وصراخ رهيبة ومخيفة وكنت في حالة مرض شديدة وإذا بصوت رجال يتحدثون وقوقعة أقدام فأجلسني الحراس في الممر فمددت قدمي واتكأت على الحائط فرأيت رجلا يتقدمهم فعرفته من وجهه ولحيته نعم انه المرعب برزان فسأل الحراس ماقضية هدا فأجابوه بأنه مريض فنظر إلي فسألني عن اسمي فقلت له علي فقال هل أنت شقيق حسين فأجبته بنعم فركلني بقدمه على فخذي بضربة قوية أنستني مرض الحمى فقال لا تعالجوه أنهم عائلة لا تستحق العيش فأعادوني الحراس إلى غرفتي بدون علاج وبقيت أعاني من تلك الضربة فترة طويلة في السجن .
11- بقينا على هده الحالة في سجن المخابرات أكثر من سبعين يوما بالنسبة لي وبعض من إخواني فنقلونا إلى سجن أبي غريب وبقي بعض إخوتي وأبناء مدينتي في سجون المخابرات لفترات متفاوته.
12- رأيت بعيني موت الشهيد جاسم محمد لطيف على أيدي رجال المخابرات يتقدمهم المجرم برزان إبراهيم التكريتي شقيق المجرم صدام.
13- في سجن أبي غريب كانت المعاملة قاسية ومعنا نسائنا وضعت أمام أعيننا ولايحق لك أن تكلم أمك أو زوجتك أو أختك أو ابنتك وكل تصرفات الحرس كانت إجرامية بحيث انك تنام في ساعة متأخرة من الليل وبأمر من الحراس وتنهض مبكرا بأمر من الحراس أيضا وإذا وجد أحد السجناء نائما في فترة ليست للنوم فيعاقب عقوبة بسيطة يضرب على يديه بالكيبل أكثر من عشرة ضربات في أحسن الأحوال والا فالعدد يرتفع ويوضع المخالف لهم في محجر انفرادي أظلم لساعات وقد وضعت فيه أكثر من عشر مرات في سجن أبي غريب ويضرب الرجال والأطفال أمام النساء ويوضع الأطفال في المحجر لساعات لغرض ترويع الأمهات ويقوم الحراس بقضاء الوقت للضحك على الأطفال .
14- مات أمام عيني المرحوم الشهيد مجبل حسن عزيز في سجن أبي غريب أثر ضرب الحراس له على رأسه ومات أطفال أمام أعيننا ولدوا في السجن (1- زينة محمد حسن وهشام فخري صبري و طفل رائدة محمود مجيد وطفل ضوية جواد كاظم ) بسبب عدم رعاية الأمهات ونقص في الحليب والدواء مات هؤلاء الأطفال.
15- بقينا أشهر في سجن أبي غريب على هذه المعاملة إلى أن جاؤو بعد فترة بحجة إطلاق سراح بعض المعتقلين وبعض العوائل وكانت عائلتنا إحدى تلك العوائل فاستبشرنا خيرا . . . وبعدهم باشهر جاءت قوائم جديدة بحجة الإفراج عنا وكان اسمي من بين هذه القوائم مع والدي الحاج حسن وبعض السجناء فأخدونا بسيارات كبيرة ووضعوا القيود بأيدينا وسارت بنا السيارات في الصباح الباكر وكانت السيارة فيها ستائر من جميع الجهات ولايحق لأي سجين أن ينظر من خلال النافذة فوصلنا بعد الظهر إلى منطقة فسألنا عنها أحد الحراس فأجاب خائفا إنها مدينة السماوة فبقينا فترة استراحة لأكثر من ساعتين وبعدها سارت السيارات بنا في وسط صحراء ليس لها آخر حتى منتصف الليل وصلنا الى منطقة فيها بعض البيوت الحجرية وفيها ناس ليست ملامحهم غريبة علينا قد أحرقتها حرارة الشمس وغيرت ملامحها وعرفنا حينها انهم أهلنا وأبناء مدينتنا لم يخرجوا من سجن أبي غريب الى ديارهم عرفنا إن موتنا سيكون في هده الأرض .
16- بدأت معاناة أصعب من سابقاتها حيث الجو الصحراوي القاسي بحره وبرده والمعاملة الأسوء من قبل الحراس والعمل بنظام التقنيين المجحف في المواد الغذائية (قوت الايموت)حيث كانوا يحضروا لنا حصة غدائية شهرية مواد جافة لا تكاد تكفي سبعة أيام ولم يوفروا أي وسيلة للراحة كالتدفئة والتبريد أو الملابس التي تكفي لكل سجين. .
17- وأثر المعاملة السيئة ونقص الدواء مات في الصحراء عدد من الأطفال والنساء والرجال 1- صبري أسد عبد الله 2- سجودة محمد سهو 3- الحاج عبد الوهاب جعفر 4-صبرية عباس أحمد 5-الحاج حميد مهدي الخزعلي 6- ياسين محمود حتو 7- الطفل نايف أسد علي 8- نوفه حسن أغا .
18- بقينا على هده الحال حتى يوم 22/4/1986م فوضعونا في سيارات عسكرية كبيرة ولم نصدق انهم سوف يطلقون سراحنا فوصلنا ليلا الى مدينة الدجيل ولم تكن هناك ملامح للمدينة حيث وجدنا إن البساتين قد جرفت وبعض البيوت هدمت والبيوت العائدة لنا قد سرقت وبدأت الملاحقات من قبل الأجهزة الأمنية لنا من جمع معلومات ومراقبة للعوائل المسجونة وطرد من الدراسة وبعد فترة اشهر ابلغونا بالخروج من الدار العائدة لوالدي لأنها مشمولة بالإزالة فأخرجونا منها بالقوة وهدمت الدار وسكنا بدار ايجار ولم يتركونا حتى سقوط النظام البعثي في نيسان 2003م وكنا طيلة هده الفترة ننتظر الإفراج عن إخوتي البالغ عددهم سبعة وأبناء عمومتي 20 سجينا وأبناء المدينة البالغ عددهم ما يقارب 120 سجينا وقد تبين انه عثر على مقتبس حكم موقع بخط صدام يأمر بإعدامهم .
19- ضرب الشهداء من قبل البعثيين بالأقدام بعد موتهم /الشاهد
20- تجريف البساتين بإشراف من طه ياسين رمضان الشهود / كل البعثيين في الدجيل في تلك الفترة ومنهم المتهمين .
شهادة المشتكي التي أدلى بها
الشاهد علي الحاج حسن الحيدري
يوم الأربعاء 24/12/ 2005
الجلسة السادسة لمحاكمة المجرم صدام وأعوانه
في المحكمة الجنائية العراقية العليا في بغداد
وبه نستعين والصلاة والسلام على محمد وآله الطيبين الطاهرين
اورد هنا الاتهمامات التي ساقها شاهد الدجيل الاخ الحاج علي الحيدري ضد المتهم صدام واشير اليها كما وردت من الاخ الحيدري:
1- بعد دخول صدام حسين إلى الدجيل يوم الخميس المصادف 8/7/1982 م رأيت بعيني الطائرات السمتية وأسلحة ثقيلة منها مقاومة دبابات المدفع 106 ملم ومقاومة طائرات الدوشكة والرباعية وجنود بكثرة لم تشهد الدجيل بتاريخها أن يدخلها هكذا عدد من الجنود والحرس الخاص والحرس الجمهوري وكأنها في حرب معلنة.
2- بعد زيارة الرئيس المخلوع لمركز شرطة الدجيل ولقائه بمدير المركز النقيب علي العزي توجه لجامع الأوقاف في المدينة القديمة وبقي فيه فترة خرج بعدها عند باب الجامع وبقي لفترةلاتزيد على الساعة يسلم على الناس وهو وسط الحماية الخاصة به ولا أحد يستطيع أن يصل إليه .
3- بعد انصرافه من أمام الجامع توجه للخروج من المدينة فدخل في بيت على جادة الطريق وهو بيت الحاج ردام الحاتم وبقي فترة وخرج بعدها متوجها بسيارته في الطريق الرئيسي الوحيد في المدينة ليخرج منه إلى بغداد ووصل إلى منطقة بالقرب من مدرسة الإبراهيمية الابتدائية في الدجيل وهي منطقة كثيفة مكتظة بالنخيل وأشجار البرتقال والعنب والرمان سمعنا اطلاقات نارية ربما تصل إلى 15 أو 20 إطلاقة ولم نرى من الذي أطلقها وبدأ الحماية والحرس بإطلاق نار كثيف وعشوائي وبدأت الطائرات تضرب على البساتين وقام جنود الحرس الجمهوري بضرب جميع من يرونه أمامهم بأخمس البنادق ورفسا بالأقدام وبطشا بالأيدي وكان لنا حصة من ذلك وخرج موكب صدام وسط إطلاق نار كثيف متجها الى خارج المدينة وبعد فترة عاد الى داخل المدينة القديمة وصعد فوق سطح المركز الصحي ليقوم صدام بإلقاء خطاب هدد فيه أبناء مدينة الدجيل ووصفهم بالعملاء وإن الذين قاموا بالعملية لا يتعدون الخمسة عشر شخصا.
4- بدأت عملية المداهمات في داخل المنازل وأقتحموا بيتنا ليلة الجمعة وبدأو بالتفتيش وسط صراخ وإرهاب الجنود فوجدوا بندقية صيد فصادروها وطلبوا من والدي أن يذهب معهم فانبرى لهم رجل منهم بأن الرجل كبير ليبقى الليلة في بيته ويأتينا صباحا الساعة التاسعة وفي صباح اليوم التالي لم يذهب إليهم لأنه يعرف أساليبهم..
5- وفي عصر يوم الجمعة وبينما كانوا اهلنا نائمين وكانو صائمين في شهر رمضان دخلوا رجال مدججين بالسلاح وكسروا الباب الخارجي لبيتنا واقتحموا المنزل وأخذوني وعائلتي أبي وأمي وإخوتي الستة وأخواتي الأربعة الى الفرقة الحزبية في الدجيل وعند دخولنا للفرقة رأينا جثث 9 وضعت أمام المدخل لقاعة الفرقة وهذه الجثث كانت لرجال من مدينة الدجيل وهم1-كريم كاظم جعفر 2_ أياد حسن مهدي3-محروس محمد هادي 4-عباس جاسم حتو 5- ستار توفيق يحيى 6- صادق مجيد حميد7- هاشم عدنان كبلان 8- محمد عبد جواد الزبيدي 9- شخص لم نتعرف عليه لأنه غريب لا نعرفه وعند دخولنا الى القاعة رأيت برزان إبراهيم التكريتي وسمير محمد عبد الوهاب وحولهم رجال كثر لاأميز بينهم وبين البعثيين في الدجيل إلا إني عرفت بعض العوائل التي أعتقلت مثلنا وكان من بينهم بيت أخي محمد وعائلته وكان عددهم 9 وبعض عوائل أقاربي فبقينا لفترة فوضعونا بسيارة صندوق وتوجهت بنا الى بغداد فوضعونا في كراج البناية التي اعتقلونا بها وبدأو بجريمة الترويع وكانت وجوهنا الى الحائط وسحبوا أقسام البنادق وقالو بأنهم سوف يعدموننا فتعالت أصوات النساء والأطفال بالصراخ وبعدها قالوا اتركوهم الآن فأدخلونا الى البناية المشؤومة وصعدنا سلما طويلا وقد وضعوا الكمامات على أعيننا فلم تكن تكفي لجميعنا فطلبوا منا وضع الدشاديش على رؤوسنا لكي لانرى ما يحدث فوضعونا في غرف لها بوب حديدية لكل باب باب صغيرة في أعلاها يعطى من خلالها الأكل.
6- خلال فترة قليلة أعتقلت جميع أفراد عائلتي البالغ عددهم43 فردا بتداءا من والدي البالغ من العمر في حينها 77 سنة إلى ابنة أخي زينه والتي ولدت بعد الاعتقال بشهر وماتت في السجن وعمرها شهريين أثر المعاملة السئية والوحشية من قبل المسؤولين.
7- وضعونا في غرف لاترى فيها الشمس وكانت الأنارة ضعيفة وكنا في هذه الغرفة بالمئات وكان الأكل تعيين يوزع يوميا بمعدل صمونة في اليوم ومرات تكون صمونتيين وتكون وجبة الفطور شوربة ونصفها ماء حار وبعض الشاي يوزع معها أما وجبة الغداء فكانت عادة تمن وعليه سوب ويكون على كل ماعون ستة أو سبعة أشخاص ولا يكفي هذا القدر من الطعام ربعهم فيبقى الجميع جائعين أما وجبة العشاء فتكون سوب ماء ومعجون ويبقى الجميع جائعين أما التواليت فهي في أخير الغرفة وليس لها منفذ للتهوية وبابها على الغرفة مما سبب عند أكثر السجناء أمراض جلدية ولم تعالج من قبل المسؤولين على المعتقل .
8- الماء الحار كان يغلى بالسخانات وفي شهر تموز
9- التعذيب: كان الحراس يأخذون السجين يمشي على قدميه ويأتي محمولا ببطانية ويعذب بالكهرباء والحرق بالنار والبلاستك ويقيد لمدة أيام حتى كان أثر القيد يأخذ مأخذه في يد السجين .
وبمشيئته تعالى سوف اتم بقية الشاهد الحاج علي الحيدري في الجزء الثاني من شهادته امام المحكمة العراقي.
10- تمرضنا بالحمى أنا وبعض الصغار في السجن وكنت أنا أكبرهم سنا وكان عمري 14 سنة ومعي (جواد وحسون وفليح ونبيل ) فيخرجونا إلى الممر فيعالجونا بزرق أبرة يوميا فشفي من معي عند انتهاء العلاج وبقيت أعاني من الحمى فساءت حالتي فطلب والدي من الحراس معالجتي مرة أخرى فرفضوا في بادءي الأمر وبعد إصراره عليهم وافقوا أن يأخدوني فأنزلوني من سلم لا أعرف في أي دور أنا لأن السلم مظلم وصلت معهم إلى الأسفل فرأيت دلك المكان فيه إنارة فسمعت أصوات سياط وصراخ رهيبة ومخيفة وكنت في حالة مرض شديدة وإذا بصوت رجال يتحدثون وقوقعة أقدام فأجلسني الحراس في الممر فمددت قدمي واتكأت على الحائط فرأيت رجلا يتقدمهم فعرفته من وجهه ولحيته نعم انه المرعب برزان فسأل الحراس ماقضية هدا فأجابوه بأنه مريض فنظر إلي فسألني عن اسمي فقلت له علي فقال هل أنت شقيق حسين فأجبته بنعم فركلني بقدمه على فخذي بضربة قوية أنستني مرض الحمى فقال لا تعالجوه أنهم عائلة لا تستحق العيش فأعادوني الحراس إلى غرفتي بدون علاج وبقيت أعاني من تلك الضربة فترة طويلة في السجن .
11- بقينا على هده الحالة في سجن المخابرات أكثر من سبعين يوما بالنسبة لي وبعض من إخواني فنقلونا إلى سجن أبي غريب وبقي بعض إخوتي وأبناء مدينتي في سجون المخابرات لفترات متفاوته.
12- رأيت بعيني موت الشهيد جاسم محمد لطيف على أيدي رجال المخابرات يتقدمهم المجرم برزان إبراهيم التكريتي شقيق المجرم صدام.
13- في سجن أبي غريب كانت المعاملة قاسية ومعنا نسائنا وضعت أمام أعيننا ولايحق لك أن تكلم أمك أو زوجتك أو أختك أو ابنتك وكل تصرفات الحرس كانت إجرامية بحيث انك تنام في ساعة متأخرة من الليل وبأمر من الحراس وتنهض مبكرا بأمر من الحراس أيضا وإذا وجد أحد السجناء نائما في فترة ليست للنوم فيعاقب عقوبة بسيطة يضرب على يديه بالكيبل أكثر من عشرة ضربات في أحسن الأحوال والا فالعدد يرتفع ويوضع المخالف لهم في محجر انفرادي أظلم لساعات وقد وضعت فيه أكثر من عشر مرات في سجن أبي غريب ويضرب الرجال والأطفال أمام النساء ويوضع الأطفال في المحجر لساعات لغرض ترويع الأمهات ويقوم الحراس بقضاء الوقت للضحك على الأطفال .
14- مات أمام عيني المرحوم الشهيد مجبل حسن عزيز في سجن أبي غريب أثر ضرب الحراس له على رأسه ومات أطفال أمام أعيننا ولدوا في السجن (1- زينة محمد حسن وهشام فخري صبري و طفل رائدة محمود مجيد وطفل ضوية جواد كاظم ) بسبب عدم رعاية الأمهات ونقص في الحليب والدواء مات هؤلاء الأطفال.
15- بقينا أشهر في سجن أبي غريب على هذه المعاملة إلى أن جاؤو بعد فترة بحجة إطلاق سراح بعض المعتقلين وبعض العوائل وكانت عائلتنا إحدى تلك العوائل فاستبشرنا خيرا . . . وبعدهم باشهر جاءت قوائم جديدة بحجة الإفراج عنا وكان اسمي من بين هذه القوائم مع والدي الحاج حسن وبعض السجناء فأخدونا بسيارات كبيرة ووضعوا القيود بأيدينا وسارت بنا السيارات في الصباح الباكر وكانت السيارة فيها ستائر من جميع الجهات ولايحق لأي سجين أن ينظر من خلال النافذة فوصلنا بعد الظهر إلى منطقة فسألنا عنها أحد الحراس فأجاب خائفا إنها مدينة السماوة فبقينا فترة استراحة لأكثر من ساعتين وبعدها سارت السيارات بنا في وسط صحراء ليس لها آخر حتى منتصف الليل وصلنا الى منطقة فيها بعض البيوت الحجرية وفيها ناس ليست ملامحهم غريبة علينا قد أحرقتها حرارة الشمس وغيرت ملامحها وعرفنا حينها انهم أهلنا وأبناء مدينتنا لم يخرجوا من سجن أبي غريب الى ديارهم عرفنا إن موتنا سيكون في هده الأرض .
16- بدأت معاناة أصعب من سابقاتها حيث الجو الصحراوي القاسي بحره وبرده والمعاملة الأسوء من قبل الحراس والعمل بنظام التقنيين المجحف في المواد الغذائية (قوت الايموت)حيث كانوا يحضروا لنا حصة غدائية شهرية مواد جافة لا تكاد تكفي سبعة أيام ولم يوفروا أي وسيلة للراحة كالتدفئة والتبريد أو الملابس التي تكفي لكل سجين. .
17- وأثر المعاملة السيئة ونقص الدواء مات في الصحراء عدد من الأطفال والنساء والرجال 1- صبري أسد عبد الله 2- سجودة محمد سهو 3- الحاج عبد الوهاب جعفر 4-صبرية عباس أحمد 5-الحاج حميد مهدي الخزعلي 6- ياسين محمود حتو 7- الطفل نايف أسد علي 8- نوفه حسن أغا .
18- بقينا على هده الحال حتى يوم 22/4/1986م فوضعونا في سيارات عسكرية كبيرة ولم نصدق انهم سوف يطلقون سراحنا فوصلنا ليلا الى مدينة الدجيل ولم تكن هناك ملامح للمدينة حيث وجدنا إن البساتين قد جرفت وبعض البيوت هدمت والبيوت العائدة لنا قد سرقت وبدأت الملاحقات من قبل الأجهزة الأمنية لنا من جمع معلومات ومراقبة للعوائل المسجونة وطرد من الدراسة وبعد فترة اشهر ابلغونا بالخروج من الدار العائدة لوالدي لأنها مشمولة بالإزالة فأخرجونا منها بالقوة وهدمت الدار وسكنا بدار ايجار ولم يتركونا حتى سقوط النظام البعثي في نيسان 2003م وكنا طيلة هده الفترة ننتظر الإفراج عن إخوتي البالغ عددهم سبعة وأبناء عمومتي 20 سجينا وأبناء المدينة البالغ عددهم ما يقارب 120 سجينا وقد تبين انه عثر على مقتبس حكم موقع بخط صدام يأمر بإعدامهم .
19- ضرب الشهداء من قبل البعثيين بالأقدام بعد موتهم /الشاهد
20- تجريف البساتين بإشراف من طه ياسين رمضان الشهود / كل البعثيين في الدجيل في تلك الفترة ومنهم المتهمين .
شهادة المشتكي التي أدلى بها
الشاهد علي الحاج حسن الحيدري
يوم الأربعاء 24/12/ 2005
الجلسة السادسة لمحاكمة المجرم صدام وأعوانه
في المحكمة الجنائية العراقية العليا في بغداد
تعليق