
[grade="800080 2E8B57 FF1493 4B0082"]أحلام اليقظة" ... تعبير جميل استمتعنا بالغرق فيه عندما كنا في مرحلة المراهقة.. ثم نصحونا ونبهونا بأنها قد تدمر واقعنا، فعلينا _إذن_ أن نكون واقعيين! ثم جاء الواقع، بعد الزواج تحديدا، لكي يلتهم القدرة على الحلم.. لا حلم اليقظة ولكن الحلم لأجل المستقبل.. فقدنا قدرة هائلة على تلوين وتشكيل المستقبل، فكيف تعود إلينا القدرة على الحلم بعد زواج عمره سنوات؟ وهل كل أحلام اليقظة (بين الزوجين) مجرد وهم لا طائل له؟
أحلام اليقظة .. بذور المستقبل
يخبرنا المتخصصون في "علم نفس الأعماق" أن أحلام اليقظة ليست كلها شر .. بل إن الكثير منها تعمل كدوافع قوية جداً لتحقيق مستقبل واعد.. فالمراهق الذي يحلم بأنه سوف يكون يوما ما شخصا مرموقا مشهورا يشار إليه بالبنان، ربما – ان استطاع العمل على ترجمة هذا الحلم – يكون يوما ما شخصا مرموقاً! والفتاة التي تحلم بأن تكون ذات يوم اعلامية كبيرة تملأ صورها وسائل الاعلام، ربما تستطيع تحقيق ذلك إن حافظت على تلك "البذور" للمستقبل أو "أحلام اليقظة" ورعتها وعملت على تحقيقها.. لذلك فإن أحلام اليقظة التي هي أمنيات وتصورات وتخيلات عميقة داخل النفس، تعتبر "بذورا" للمستقبل.. هكذا يصفونها.. ولكن: ما الحال بالنسبة الى من ترك مرحلة المراهقة بكل ما فيها من أحلام وردية؟ خاصة إن تزوج وانغمس الى أذنيه في الواقع اليومي الرتيب والمسؤوليات التي تبتلع طاقات الذهن والتصور والتخيل؟!
متزوجون .. يقظون!
من منّا لا يحلم في أثناء الليل وهو نائم؟ وبالتالي: من منا لا يشرد بذهنه ولو للحظات في تخيل صورة معينة عن نفسه في المستقبل؟ صورة أجمل وأكثر ألوانا وأكثر بريقا.. المشكلة التي يعاني منها الكثيرون منا – كمتزوجين – هو أننا صرنا لا نحلم أحلاما من ذلك النوع.. صرنا متزوجين يقظين لا ننام أبدا! أي لا نسرح بخيالنا بعيدا ونتمنى شيئا ونرى أنفسنا محققين إياه.. ولكن الاتجاهات الحديثة لعلم النفس اليوم تؤثر على قيمة أن يحلم المتزوجون "حلم يقظة" لمستقبلهم .. لا أن يكون حلماً في الثروة والمال والامتلاك الذي يضني النفس والجسد معاً، ولكن في تحقيق شيء أدبي معنوي له قيمته الكبيرة للزوجين وللذين حولهم.
أحلام المتزوجين .. مولدات كهربائية!
يمكن تشبيه أحلام اليقظة بمعناها السابق لدى المتزوجين، بأنها "مولدات كهربائية" تشحذ العقل والطاقة من جديد لأن يصنع الانسان شيئا جديدا ويبتكر وضعا مختلفا لحياته وأهدافه.. لذلك تقول "ديان لانج" الخبيرة في الصحة النفسية ورئيسة تحرير مجلة "الصحة الطبيعية": لقد أدرك خبراء النفس أن أحلام اليقظة –بالنسبة الى الكبار- هي نوع من الشحن العقلي أو إعادة شحن الطاقة العقلية والذي من شأنه المساعدة على نفض الغبار عن القدرة على الابتكار داخليا.. وليس ذلك فقط، بل ان تلك الأحلام تستطيع أن تساعدنا على حل جديد للمشكلات التي تواجهنا، بأن تمدنا بقدرات جديدة على حل تلك المشكلات. والتفسير البسيط لذلك، أن تلك الأحلام تمدنا "بالأمل" في الغد –رغم إحباطات اليوم- والأمل قوة دفع جبارة تمكننا من ذلك المستحيل.
بطارية الأحلام .. من يشحنها؟
والسؤال الآن هو: بطارية أحلام اليقظة داخلنا من يعيد شحنها من جديد؟
هناك من الازواج الذين يكونون طرفا سالبا وآخر موجبا، تماما مثل طرفي البطارية الكهربائية، والمعنى هنا ان كل منهما في حاجة الى الآخر، وان طاقة الاحلام والرجاء والأمل والمعنى للمستقبل، كلها تأتي من اتحاد طرفي العلاقة: الرجل والمرأة، السالب والموجب، وهو اتحاد على مستوى العقل والإرادة والمشاعر.. لأجل مستقبل واحد، وهناك قصص واقعية كثيرة تؤكد هذا المعنى وهذا النجاح في الحلم معاً، عندما تشارك الزوجين في حلم واحد ربما صدر من أحدهما أو من كليهما، وساعد أحدهما الآخر على تحقيقه. لذلك هي فرصة رائعة، لعودة أحلام اليقظة في واقعنا الروتيني العادي.. وفكرة السالب والموجب تؤكد أهمية المشاركة معاً .. فإن كان الطرفان موجبين، فهي شطحات خيال وأدغاث أحلام! لكن فكرة المشاركة هنا، معناها إخراج الحلم من الذهن الى الطرف الآخر، ومناقشته، وتحليله، والتفكير في السبل المؤدية اليه، هنا يحدث التكامل بين الطرفين.
كيف نحلم معا؟؟
لا تخف:
الخوف يقتل الحلم، خاصة ان كان خوفا من النقد أو السخرية أو عدم معقولية الفكرة، فقط أخرجها الى حيز الوجود.
اكتب:
ان تسجيل الفكرة المستقبلية كحلم بعيد المنال، يجعلها تخطو أولى خطواتها على أرض الواقع، لذلك، سجل الفكرة في دفتر خاص مع شريك حياتك.. وعد إليها مرارا وتكرارا للتذكرة.
قيّم وحلل:
بعد مرحلة كتابة الفكرة أو الحلم أو التمني، لا بد من تحليلها والبحث عن العناصر القابلة للتطبيق والأخرى البعيدة عن التطبيق
مع تمنياتي للجميع احلام وردية وجميلة
المصدر / مجلة أسرتي[/grade]

تعليق