بسم الله الرحمن الرحيم
و الصلاة و السلام على المبعوث رحمة للعالمين الهادي المهدي الأمين محمد و آله الطيبين الطاهرين الزكيين المعصومين......و بعد
لطالما تهافتت الأصوات من اخواننا السنة (خاصة في الخليج) أننا أهل الشيعة أهل بدع مبتدعة على الاسلام, و لكن الحقيقة مخفية عن الأعين و مغطاة بمن قيل لهم أسيادا و قادة للمسلمين, فلا أفلحهم الله و لا وفقهم......
و هنا نرد بالرد الرادع و الصوت الواحد على أولئك المفترين علينا الكذب, بأن هم أهل البدع نعم هم بسيدهم و حبيبهم بغيض الدين عمر بن الخطاب- عليه من الله ما يستحق- و ذلك يثبت بموضوعنا هذا عسى أن يقتنعون به عسى عسى...
إنه لا يخفى أن جلّ هذه البدع ابتدعها عمر بن الخطاب كما ثبت بالتواتر، وقد شهد بذلك على نفسه كما في مسألة ما يسمى بصلاة التراويح إذ قال: "نعم البدعة هذه"! (كتاب البخاري ج2 ص252).
أما لماذا لم ينكر عليه المسلمون؟ فلأن عمر كان ظالما طاغيا متجبّرا لا يقبل أن يعارضه أحد، كما هو حال صدام التكريتي مثلا، فمَن من علمائهم تجرأ وأنكر عليه بدعته في الدين حين أمر بكتابة آيات القرآن الحكيم بدمه النجس؟!
فكذلك كان حال أولئك الأسلاف، قد تركوا دين الله وراء ظهورهم واستلسموا للحاكم الظالم ورضخوا للواقع الجديد، إلا ثلة مؤمنة منهم تمسّكوا بإيمانهم واستجمعوا شجاعتهم والتفّوا حول إمامهم الشرعي علي بن أبي طالب (صلوات الله عليهما) فأصبحوا في موقع المعارضة المقهورة، وهؤلاء اعترضوا على أصل النظام الانقلابي الذي أسسه أبو بكر وعمر (عليهما من الله ما يستحقان) في يوم السقيفة المشؤوم، وعن كل ما يستتبع ذلك من بدع وتحريفات لدين الله تعالى، ومنها هذه البدع المزبورة.
أما علماء السوء الذين ذكرتهم؛ فعدم إنكارهم على عمر بدعه وإحداثه في دين الله معلوم السبب، فإنهم لو صنعوا ذلك لخرجوا من دينهم وللفظهم قومهم ولما بقت لهم باقية! فكيف تريدهم أن يصنعوا ذلك ليخسروا دنياهم من أجل آخرتهم؟! بل تراهم في هذه الموارد يلتمسون لعمر ألف عذر وعذر، ويوجّهون بدعه ومحدثاته بمختلف الأوجه، حتى وإن كانوا بها يسيئون إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) كما في مسألة ما يسمى بصلاة التراويح، حيث قالوا أن رسول الله لم ينهَ عن إقامتها جماعة في شهر رمضان إلا خشية من أن يفرضها الله عليهم ما داموا يواظبون عليها جماعة! وقد فطن عمر إلى ذلك في ما بعد مضي رسول الله (صلى الله عليه وآله) وارتحاله إلى الرفيق الأعلى، فجمع الناس على الأمر الأوّل!! (راجع مغني المحتاج للشربيني ج1 ص226).
وكأن الله سبحانه وتعالى يشرّع أحكامه على حسب ما يتراءى له من المستجدات! وكأن رسول الله (صلى الله عليه وآله) يهرب بالمسلمين من فرائض الله تعالى قبل أن تنزل عليهم! ما هذا الهراء؟! ألا يخجل هؤلاء؟!
هكذا هم! يحطّون من قدر رسول الله فيصوّرونه على أنه يفرّ من حكم الله! ويرفعون من قدر عمر فيصوّرونه بمظهر الرجل الحازم الذي لا يساوم على دين الله!
وبكل ثقة أقول: إن الواقع هو أن عمر بن الخطاب هو النبي الحقيقي لهؤلاء القوم لا محمد بن عبد الله (صلى الله عليه وآله)! فمن يلاحظ مسلكهم في الفقه وكيف يرفضون فيه تشريعات رسول الله ويقدّمون عليها تشريعات عمر يستنتج ذلك. فإنا لله وإنا إليه راجعون!
وبالمناسبة أذكر لك ما ينبغي أن تذكّر به من يجادلك؛ وهو أن التكتيف في الصلاة بدعة بلا شك ولا ريب، ويشهد على ذلك رفض بعض علمائهم له، كمالك بن أنس إمام المالكية الذي قال: "تركه أحبّ إليّ"! (راجع المغني لابن قدّامة ج1 ص572). وكذلك حكى الطحاوي عن الليث بن سعد أنه قال: "سبل اليدين في الصلاة أحبّ إليّ" أي إرسالهما كما نفعل نحن. (راجع نيل الأوطار ج2 ص204).
ولذا ترى المالكية إلى اليوم يسبلون أياديهم في الصلاة ولا يتكتّفون، أما البقية من أحناف وشافعية وحنابلة، فلا يرون التكتّف واجبا، بل أقصى ما يقولون فيه أنه "سنة" على اصطلاحهم، أي هو مستحب وليس بواجب، ولذا هم لا يبطلون صلاة من أسبل يديه.
وأما قولنا فيه أنه بدعة فبضميمة أنه لو كان رسول الله (صل الله عليه وآله) يفعله حقا لما اختلف عليه اثنان من الأمة، لأنه (صلوات الله عليه وآله) كان يؤدي الصلاة خمس مرات في اليوم وأمام مرأى جميع المسلمين، فلا يُعقل أن يفعل التكتّف ولا يثبت عند المسلمين مع كل هذا التكرار اليومي، فيقع الاختلاف فيه هكذا.
إنما هو بدع عمر حيث جاءه بعض المجوس من فارس ففعلوه أمامه، فسأل عنه، فقالوا أننا نصنعه تعظيما لملوكنا، فاستحسن عمر أن يفعله المسلمون في صلاتهم!! (راجع جواهر الكلام ج11 ص19).
فالآن من الذي أخذ دينه عن المجوس؟! نحن أم هم؟!
وإن شئت أن تضحك فاضحك على ما ذكره شيخهم الهالك المدعوّ بابن العثيمين في هذه المسألة، حيث قال: "لقد جرى في سنة من السنين مسألة في (منى) على يدي ويد بعض الإخوان، وقد تكون غريبة عليكم، حيث جيء بطائفتين، وكل طائفة من ثلاثة أو أربعة رجال، وكل واحدة تتهم الأخرى بالكفر واللعن وهم حجاج! وخبر ذلك أن إحدى الطائفتين قالت: إن الأخرى إذا قامت تصلي وضعت اليد اليمنى على اليسرى فوق الصدر! وهذا كفر بالسنة! حيث إن السنة عند هذه الطائفة إرسال اليدين على الفخذين! والطائفة الأخرى تقول: إن إرسال اليدين على الفخذين دون أن يجعل اليمنى على اليسرى كفر مبيح للعن! وكان النزاع بينهم شديداً! فانظر كيف لعب الشيطان بهم في هذه المسألة التي اختلفوا فيها، حتى بلغ أن كفّر بعضهم بعضاً بسببها التي هي سنة من السنن فليست من أركان الإسلام ولا من فرائضه ولا من واجباته! غاية ما هنالك أن بعض العلماء يرى أن وضع اليد اليمنى على اليسرى فوق الصدر هو السنة وآخرين من أهل العلم يقولون: إن السنة هو الإرسال"! (دروس وفتاوى في الحرم المكي ص26).
و هذه زيادة على البدع التي ابتدعها قدواتهم....
التتبع التاريخي يقود إلى أن عثمان بن عفان كان هو أوّل من ابتدع وضوء المخالفين بما فيه غسل الرجلين، فاختلف بذلك عن جماعة المسلمين. إذ ورد عن أبي مالك الدمشقي قوله: "حُدّثت أن عثمان بن عفان اختلف في خلافته في الوضوء". (كنز العمال ج9 ص443).
وقد أنكر عليه مولانا أمير المؤمنين (صلوات الله عليه) بدعته هذه في الوضوء، حيث روى البيهقي أنه (عليه السلام) ذهب إلى الرحبة يوما فتوضّأ وقال: "هذا وضوء مَن لم يُحدث" أي لم يبتدع، معرّضا بعثمان لعنة الله عليه. (سنن البيهقي ج1 ص75).
وأما عن علمائهم الذين يقولون بالمسح على القدميْن فمنهم ابن جرير الطبري حيث قال عنه ابن الجوزي: "كان ابن جرير يرى جواز المسح على القدميْن ولا يوجب غسلهما، فلهذا نُسب إلى الرفض"! (المنتظم ج13 ص217) أي أنهم اتهموه بأنه رافضي لأنه أوجب على نفسه الوضوء كما يتوضّأ الشيعة في حين أنه وضوء رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) في واقع الحال!
ومنذ أن ابتدع عثمان هذه البدعة في الوضوء أخذ الحكّام من بعده – وهم من قومه الأمويين – يرسّخون هذا الوضوء الباطل ويعلّمونه الناس حتى يتميّز الشيعة عن غيرهم في كيفية الوضوء فيقتلونهم! كما في القصة التاريخية المشهورة عن وضوء علي بن يقطين – وزير هارون العباسي لعنه الله – حيث كان هارون الملقّب عندهم بالرشيد على وشك قتل علي بن يقطين لولا أن عليا التزم بأمر مولاه الكاظم (عليه الصلاة والسلام) فتوضّأ كما يتوضّأ القوم! فلذا كانت كيفية الوضوء إحدى العلامات الفارقة بين الشيعة وغيرهم.
ونتيجة لأعمال الحكام المتواصلة في تثبيت هذا الوضوء المبتدع، أصبحت مسألة الوضوء حساسة جدا، إلى درجة أن أحد علمائهم أراد أن يعلّم أتباعه المقرّبين صفة الوضوء التي وصلته حسب ظنّه عن النبي الأكرم (صلى الله عليه وآله وسلم) والتي منها مسح القدميْن لا غسلهما، فأخذ الرجل احتياطاته الشديدة في ذلك خوفا من بطش السلطة فكان يحرص على أن يكون معه شخص غير المقرّبين منه ولا يشاهدون صفة وضوئه لئلا تتعرّض له السلطة!
روى أحمد بن حنبل أن أبا مالك الأشعري قال لقومه: "اجتمعوا حتى أصلي بكم صلاة رسول الله. فلما اجتمعوا؛ قال: هل فيكم أحد غيركم؟! قالوا: لا إلا ابن اخت لنا. قال: ابن أخت القوم منهم. فدعا بجفنة فيها ماء فتوضّأ، ومضمض واستنشق، وغسّل وجهه ثلاثا، وذراعيه ثلاثا، ومسح رأسه وظهر قدميه". (مسند أحمد ج5 ص342).
فلاحظ قوله: "ومسح رأسه وظهر قدميْه"، ولاحظ مدى حرصه على أن لا يُشاع عنه أنه يتوضّأ هكذا.
• قام عمر بن الخطاب بإسقاط عبارة "حي على خير العمل" من الأذان بدعوى أنها تثبط الناس عن الجهاد لأن الجهاد هو خير العمل وليس الصلاة!
سأل عكرمة ابن عباس: "أخبرني لأي شيء حذف من الأذان (حي على خير العمل)؟ قال: أراد عمر أن لا يتّكل الناس على الصلاة ويَدَعوا الجهاد، فلذلك حذفها من الأذان"! (السيرة الحلبية ج2 ص105 والإيضاح ص201 ومبادئ الفقه الإسلامي للعرفي ص38).
هذا مع أن ابنه خالفه في ذلك وأخذ أحيانا يؤذن بالأذان الشرعي! حيث ورد: "كان ابن عمر أحيانا إذا قال: حي على الفلاح؛ قال على أثرها: حي على خير العمل". (راجع سنن البيهقي ج1 ص524).
كل تلك البدع.....كل تلك البدع و يقال أن الشيعة اهل البدع.....ألا حسبي الله و نعم الوكيل, حسبي الله و نعم الوكيل
تالله أروني كيف تبرؤون أنفسكم و خلفائكم الآن كيف؟؟؟
و ختاما الشكر الدائم و المتواصل للشيخ ياسر الحبيب وفقه الله لكل خير
و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
و الصلاة و السلام على المبعوث رحمة للعالمين الهادي المهدي الأمين محمد و آله الطيبين الطاهرين الزكيين المعصومين......و بعد
لطالما تهافتت الأصوات من اخواننا السنة (خاصة في الخليج) أننا أهل الشيعة أهل بدع مبتدعة على الاسلام, و لكن الحقيقة مخفية عن الأعين و مغطاة بمن قيل لهم أسيادا و قادة للمسلمين, فلا أفلحهم الله و لا وفقهم......
و هنا نرد بالرد الرادع و الصوت الواحد على أولئك المفترين علينا الكذب, بأن هم أهل البدع نعم هم بسيدهم و حبيبهم بغيض الدين عمر بن الخطاب- عليه من الله ما يستحق- و ذلك يثبت بموضوعنا هذا عسى أن يقتنعون به عسى عسى...
إنه لا يخفى أن جلّ هذه البدع ابتدعها عمر بن الخطاب كما ثبت بالتواتر، وقد شهد بذلك على نفسه كما في مسألة ما يسمى بصلاة التراويح إذ قال: "نعم البدعة هذه"! (كتاب البخاري ج2 ص252).
أما لماذا لم ينكر عليه المسلمون؟ فلأن عمر كان ظالما طاغيا متجبّرا لا يقبل أن يعارضه أحد، كما هو حال صدام التكريتي مثلا، فمَن من علمائهم تجرأ وأنكر عليه بدعته في الدين حين أمر بكتابة آيات القرآن الحكيم بدمه النجس؟!
فكذلك كان حال أولئك الأسلاف، قد تركوا دين الله وراء ظهورهم واستلسموا للحاكم الظالم ورضخوا للواقع الجديد، إلا ثلة مؤمنة منهم تمسّكوا بإيمانهم واستجمعوا شجاعتهم والتفّوا حول إمامهم الشرعي علي بن أبي طالب (صلوات الله عليهما) فأصبحوا في موقع المعارضة المقهورة، وهؤلاء اعترضوا على أصل النظام الانقلابي الذي أسسه أبو بكر وعمر (عليهما من الله ما يستحقان) في يوم السقيفة المشؤوم، وعن كل ما يستتبع ذلك من بدع وتحريفات لدين الله تعالى، ومنها هذه البدع المزبورة.
أما علماء السوء الذين ذكرتهم؛ فعدم إنكارهم على عمر بدعه وإحداثه في دين الله معلوم السبب، فإنهم لو صنعوا ذلك لخرجوا من دينهم وللفظهم قومهم ولما بقت لهم باقية! فكيف تريدهم أن يصنعوا ذلك ليخسروا دنياهم من أجل آخرتهم؟! بل تراهم في هذه الموارد يلتمسون لعمر ألف عذر وعذر، ويوجّهون بدعه ومحدثاته بمختلف الأوجه، حتى وإن كانوا بها يسيئون إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) كما في مسألة ما يسمى بصلاة التراويح، حيث قالوا أن رسول الله لم ينهَ عن إقامتها جماعة في شهر رمضان إلا خشية من أن يفرضها الله عليهم ما داموا يواظبون عليها جماعة! وقد فطن عمر إلى ذلك في ما بعد مضي رسول الله (صلى الله عليه وآله) وارتحاله إلى الرفيق الأعلى، فجمع الناس على الأمر الأوّل!! (راجع مغني المحتاج للشربيني ج1 ص226).
وكأن الله سبحانه وتعالى يشرّع أحكامه على حسب ما يتراءى له من المستجدات! وكأن رسول الله (صلى الله عليه وآله) يهرب بالمسلمين من فرائض الله تعالى قبل أن تنزل عليهم! ما هذا الهراء؟! ألا يخجل هؤلاء؟!
هكذا هم! يحطّون من قدر رسول الله فيصوّرونه على أنه يفرّ من حكم الله! ويرفعون من قدر عمر فيصوّرونه بمظهر الرجل الحازم الذي لا يساوم على دين الله!
وبكل ثقة أقول: إن الواقع هو أن عمر بن الخطاب هو النبي الحقيقي لهؤلاء القوم لا محمد بن عبد الله (صلى الله عليه وآله)! فمن يلاحظ مسلكهم في الفقه وكيف يرفضون فيه تشريعات رسول الله ويقدّمون عليها تشريعات عمر يستنتج ذلك. فإنا لله وإنا إليه راجعون!
وبالمناسبة أذكر لك ما ينبغي أن تذكّر به من يجادلك؛ وهو أن التكتيف في الصلاة بدعة بلا شك ولا ريب، ويشهد على ذلك رفض بعض علمائهم له، كمالك بن أنس إمام المالكية الذي قال: "تركه أحبّ إليّ"! (راجع المغني لابن قدّامة ج1 ص572). وكذلك حكى الطحاوي عن الليث بن سعد أنه قال: "سبل اليدين في الصلاة أحبّ إليّ" أي إرسالهما كما نفعل نحن. (راجع نيل الأوطار ج2 ص204).
ولذا ترى المالكية إلى اليوم يسبلون أياديهم في الصلاة ولا يتكتّفون، أما البقية من أحناف وشافعية وحنابلة، فلا يرون التكتّف واجبا، بل أقصى ما يقولون فيه أنه "سنة" على اصطلاحهم، أي هو مستحب وليس بواجب، ولذا هم لا يبطلون صلاة من أسبل يديه.
وأما قولنا فيه أنه بدعة فبضميمة أنه لو كان رسول الله (صل الله عليه وآله) يفعله حقا لما اختلف عليه اثنان من الأمة، لأنه (صلوات الله عليه وآله) كان يؤدي الصلاة خمس مرات في اليوم وأمام مرأى جميع المسلمين، فلا يُعقل أن يفعل التكتّف ولا يثبت عند المسلمين مع كل هذا التكرار اليومي، فيقع الاختلاف فيه هكذا.
إنما هو بدع عمر حيث جاءه بعض المجوس من فارس ففعلوه أمامه، فسأل عنه، فقالوا أننا نصنعه تعظيما لملوكنا، فاستحسن عمر أن يفعله المسلمون في صلاتهم!! (راجع جواهر الكلام ج11 ص19).
فالآن من الذي أخذ دينه عن المجوس؟! نحن أم هم؟!
وإن شئت أن تضحك فاضحك على ما ذكره شيخهم الهالك المدعوّ بابن العثيمين في هذه المسألة، حيث قال: "لقد جرى في سنة من السنين مسألة في (منى) على يدي ويد بعض الإخوان، وقد تكون غريبة عليكم، حيث جيء بطائفتين، وكل طائفة من ثلاثة أو أربعة رجال، وكل واحدة تتهم الأخرى بالكفر واللعن وهم حجاج! وخبر ذلك أن إحدى الطائفتين قالت: إن الأخرى إذا قامت تصلي وضعت اليد اليمنى على اليسرى فوق الصدر! وهذا كفر بالسنة! حيث إن السنة عند هذه الطائفة إرسال اليدين على الفخذين! والطائفة الأخرى تقول: إن إرسال اليدين على الفخذين دون أن يجعل اليمنى على اليسرى كفر مبيح للعن! وكان النزاع بينهم شديداً! فانظر كيف لعب الشيطان بهم في هذه المسألة التي اختلفوا فيها، حتى بلغ أن كفّر بعضهم بعضاً بسببها التي هي سنة من السنن فليست من أركان الإسلام ولا من فرائضه ولا من واجباته! غاية ما هنالك أن بعض العلماء يرى أن وضع اليد اليمنى على اليسرى فوق الصدر هو السنة وآخرين من أهل العلم يقولون: إن السنة هو الإرسال"! (دروس وفتاوى في الحرم المكي ص26).
و هذه زيادة على البدع التي ابتدعها قدواتهم....
التتبع التاريخي يقود إلى أن عثمان بن عفان كان هو أوّل من ابتدع وضوء المخالفين بما فيه غسل الرجلين، فاختلف بذلك عن جماعة المسلمين. إذ ورد عن أبي مالك الدمشقي قوله: "حُدّثت أن عثمان بن عفان اختلف في خلافته في الوضوء". (كنز العمال ج9 ص443).
وقد أنكر عليه مولانا أمير المؤمنين (صلوات الله عليه) بدعته هذه في الوضوء، حيث روى البيهقي أنه (عليه السلام) ذهب إلى الرحبة يوما فتوضّأ وقال: "هذا وضوء مَن لم يُحدث" أي لم يبتدع، معرّضا بعثمان لعنة الله عليه. (سنن البيهقي ج1 ص75).
وأما عن علمائهم الذين يقولون بالمسح على القدميْن فمنهم ابن جرير الطبري حيث قال عنه ابن الجوزي: "كان ابن جرير يرى جواز المسح على القدميْن ولا يوجب غسلهما، فلهذا نُسب إلى الرفض"! (المنتظم ج13 ص217) أي أنهم اتهموه بأنه رافضي لأنه أوجب على نفسه الوضوء كما يتوضّأ الشيعة في حين أنه وضوء رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) في واقع الحال!
ومنذ أن ابتدع عثمان هذه البدعة في الوضوء أخذ الحكّام من بعده – وهم من قومه الأمويين – يرسّخون هذا الوضوء الباطل ويعلّمونه الناس حتى يتميّز الشيعة عن غيرهم في كيفية الوضوء فيقتلونهم! كما في القصة التاريخية المشهورة عن وضوء علي بن يقطين – وزير هارون العباسي لعنه الله – حيث كان هارون الملقّب عندهم بالرشيد على وشك قتل علي بن يقطين لولا أن عليا التزم بأمر مولاه الكاظم (عليه الصلاة والسلام) فتوضّأ كما يتوضّأ القوم! فلذا كانت كيفية الوضوء إحدى العلامات الفارقة بين الشيعة وغيرهم.
ونتيجة لأعمال الحكام المتواصلة في تثبيت هذا الوضوء المبتدع، أصبحت مسألة الوضوء حساسة جدا، إلى درجة أن أحد علمائهم أراد أن يعلّم أتباعه المقرّبين صفة الوضوء التي وصلته حسب ظنّه عن النبي الأكرم (صلى الله عليه وآله وسلم) والتي منها مسح القدميْن لا غسلهما، فأخذ الرجل احتياطاته الشديدة في ذلك خوفا من بطش السلطة فكان يحرص على أن يكون معه شخص غير المقرّبين منه ولا يشاهدون صفة وضوئه لئلا تتعرّض له السلطة!
روى أحمد بن حنبل أن أبا مالك الأشعري قال لقومه: "اجتمعوا حتى أصلي بكم صلاة رسول الله. فلما اجتمعوا؛ قال: هل فيكم أحد غيركم؟! قالوا: لا إلا ابن اخت لنا. قال: ابن أخت القوم منهم. فدعا بجفنة فيها ماء فتوضّأ، ومضمض واستنشق، وغسّل وجهه ثلاثا، وذراعيه ثلاثا، ومسح رأسه وظهر قدميه". (مسند أحمد ج5 ص342).
فلاحظ قوله: "ومسح رأسه وظهر قدميْه"، ولاحظ مدى حرصه على أن لا يُشاع عنه أنه يتوضّأ هكذا.
• قام عمر بن الخطاب بإسقاط عبارة "حي على خير العمل" من الأذان بدعوى أنها تثبط الناس عن الجهاد لأن الجهاد هو خير العمل وليس الصلاة!
سأل عكرمة ابن عباس: "أخبرني لأي شيء حذف من الأذان (حي على خير العمل)؟ قال: أراد عمر أن لا يتّكل الناس على الصلاة ويَدَعوا الجهاد، فلذلك حذفها من الأذان"! (السيرة الحلبية ج2 ص105 والإيضاح ص201 ومبادئ الفقه الإسلامي للعرفي ص38).
هذا مع أن ابنه خالفه في ذلك وأخذ أحيانا يؤذن بالأذان الشرعي! حيث ورد: "كان ابن عمر أحيانا إذا قال: حي على الفلاح؛ قال على أثرها: حي على خير العمل". (راجع سنن البيهقي ج1 ص524).
كل تلك البدع.....كل تلك البدع و يقال أن الشيعة اهل البدع.....ألا حسبي الله و نعم الوكيل, حسبي الله و نعم الوكيل
تالله أروني كيف تبرؤون أنفسكم و خلفائكم الآن كيف؟؟؟
و ختاما الشكر الدائم و المتواصل للشيخ ياسر الحبيب وفقه الله لكل خير
و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
تعليق