إعـــــــلان

تقليص

للاشتراك في (قناة العلم والإيمان): واتساب - يوتيوب

شاهد أكثر
شاهد أقل

ناجون يروون :المجزرة التي ارتكبها جنود الاحتلال الامريكي

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • ناجون يروون :المجزرة التي ارتكبها جنود الاحتلال الامريكي

    عاد الحديث بقوة من جديد عن "حديثة"، المدينة الفراتية الواقعة في أقصى غربي العراق، إلى واجهة الأحداث، لتروي من جديد جانباً من مأساة ليست هي الأولى من نوعها في "العراق الجديد والمحرّر"، بيد أنها مأساة أُتيح لها أن تنكشف، ولسان حالها يقول "ما خفي كان أعظم".

    القصة المأساوية لمدينة حديثة بدأت في صباح يوم 19 تشرين ثاني (نوفمبر) من العام الماضي 2005، وتحديداً في منطقة السبحاني. ففي السابعة والربع من صباح ذلك اليوم، كان رتل عسكري أمريكي يسير في الشارع العام للمنطقة، عندما انفجرت عبوة ناسفة، هزّت ذلك الرتل، ما أدى إلى تدمير عربة "همر" أمريكية بالكامل. وهي حادثة جاءت حلقة ضمن سلسلة عمليات في منطقة، ترفض بشدة وجود قوات الاحتلال، وتقاومهم بكل ما توفر لها من إمكانيات.

    غير أنّ الجديد والغريب في تلك العملية؛ هو ما أعقبها من مذبحة دامية، راح ضحيتها 24 عراقياً يقطنون أربعة منازل متجاورة، كانوا ما زالوا ينتظرون انبلاج صبح يوم جديد، ليسعوا في الأرض طلباً للرزق، بيد أنّ همجية القوات الامريكية "المارينز" لم تمهلهم طويلاً، في ذلك اليوم.

    ويقول أحد الناجين من المجزرة، ويُدعى أحمد عبد الهادي الحديثي، "دخل الجنود الأمريكيون منزل عبد الحميد حسن علي، وهو مقعد على كرسي متحرك بسبب بتر في ساقه اليسرى، وأطلقوا عليه النار مما أدى إلى مقتله على الفور". وتابع الحديثي قوله "ثم قتلوا ابنه جهيد، وهو موظف في شركة حكومية، بالإضافة إلى إطلاق النار على الشقيق الآخر ويدعى وليد، وهو أيضاً موظف في دائرة أوقاف حديثة، حيث تم إطلاق صاروخ على غرفته، ما أدى إلى تفحّم جثته، كما قُتل في المنزل ذاته الشقيق الثالث رشيد عبد الحميد"، حسب توضيحه.

    في ظل تل الأجواء، كان رشيد، الذي اعتقد في البداية أنه نجا من المجزرة، قد هرع إلى أبناء عمومته ليخبرهم بما جرى، فرجع إلى المنزل، أو إلى حتفه، حيث قام الجنود الأمريكيون باقتياده إلى جوار المنزل و أطلقوا عليه النار.

    أما هبه عبد الله، زوجة الضحية رشيد، فقد رفضت التحدث، فأسبابها منطقية ومعروفة، فهي مازالت تحت الصدمة، الصدمة التي أفقدتها كل شيء، ولم يتبقّ لها إلا قليل من الصبر، تواسي به نفسها. فأكثر من سبعة أشهر انقضت على المجزرة البشعة، وما زالت تفاصيلها ماثلة أمامها كأنها تجري الآن، وأيّ استحضار للذكرى قد يدخلها في غيبوبة عن الوعي، مثلما أخبرنا طبيب في مشفى المدينة. عيون هبه ما زالت ندية بالدمع لم تجف. وعندما أخبرها أحد إخوتها أننا نريد أن نعرف ما جرى في ذلك اليوم، وأننا صحفيون، لم تعلِّق، ثم أشارت إلى طفلة صغيرة اسمها آسيا، استطاعت أن تنقذها، بعد أن قتلوا والدها، فما كان من أمها إلاّ أن أسقطتها من يدها من شدة الصدمة، "فقمت أنا بإنقاذها والهرب بها إلى الخارج، بعد ذلك قتلوا حتى أمها".

    الجريمة "المجزرة"، التي يقول الأمريكيون إنها يحقِّقون فيها اليوم، ربما كانت أكبر من تروى أو يعبر عنها قلم. فأسر أخرى طالتها يد القتل، ومن بقي منها على قيد الحياة غادر المنطقة، وتحوّلوا إلى مناطق أخرى. كل ما يمكن أن يلمسه المرء من مشاعر في حديثه، هو الحقد والكراهية ينصبّان على الولايات المتحدة وقواتها.

    الطفل عبد الرحمن، أحد الناجين الأحياء، من مواليد عام 1999، وكان شاهداً على مقتل أمه وأبيه، يروي مشاهداته فيقول "كنت نائماً في فراشي، وكانت والدتي تصلي الفجر على مقربة مني، عندما دخل الجنود الأمريكيون علينا، أطلقوا عليها عدة رصاصات"، غالبه البكاء، كان له صوت مسموع، وبكلمات خالطها البكاء قال "كانت أمي تصرخ بشدة جراء شظايا ورصاصات مزقتها، لم يكن هناك من أحد يأتي لإنقاذها، كنت خائفاً، وضعت رأسي تحت الفراش، سمعت صراخ أبي أيضاً". ويمضي عبد الرحمن مسترسلاً في حديثه ومتوعِّداً "عندما أكبر سأنتقم منهم، إني أكرههم"، نعم "أكرههم"، تلك هي كلماته الأخيرة، تلك هي البقية الباقية من ذاكرة طفل، شاهد أمه التي تصلي، تُقتل على سجادة الصلاة وقت الفجر.

    لم تكتف القوات الامريكية بهذه الأسرة، بل دخلت إلى منزل مجاور يعود ليونس سالم نصيف، حيث تم قتله بالإضافة إلي زوجته عائدة ياسين أحمد، وهي من مواليد 1965، وقد قُتلت وهي على فراش النوم، كونها خرجت من عملية جراحية بالبطن قبل ثلاثة أيام من الحادثة، وكانت الرصاصات التي أصيبت بها قد استقرت في منطقة الرقبة، فأردتها شهيدة. ولم يتوقف الأمر عند ذلك؛ بل قتل الجنود الأمريكيون جميع أولادهم، وهم محمد من مواليد 1997، ونوري من مواليد 1991، وسبأ من مواليد 1995، وزينب من مواليد 2000، وعائشة من مواليد 2003، إلى جانب الصبية هدى، وهي شقيقة الأم. ولم تنجُ من عملية التصفية سوى الطفلة صبا البالغة من العمر 13 عاماً، والتي تظاهرت بالموت عندما رأت ما رأت، فكتب الله لها حياة، ولكنها ولا شك أنها حياة، ليست كالتي كانت تحلم بها، بعد غياب الأب والأم والأشقاء أيضاً، وهي التي ستعيش وفي داخلها أبشع ما يمكن أن يحمله الإنسان من ذكرى.

    القوات الامريكية لم تكتف بذلك؛ بل هاجمت منزلين آخرين، بالإضافة إلى تنفيذ عملية إعدام جماعية بحق أربعة من طلبة المعهد التقني في حديثة صادف مرورهم من جانب تلك المنطقة.

    أطباء في مشفى حديثة أبلغوا مراسل وكالة "قدس برس" أنّ القوات الامريكية منعتهم في ذلك اليوم (19/11/05)، من نقل الجثث من داخل المنازل المدمّرة. وذكر أحد الأطباء رافضاً الكشف عن اسمه، أنّ جنرالاً أمريكياً حضر إلى المشفى وأبلغهم أنّ القوات الأمريكية سوف تعتقل كلّ من يدلي بتصريحات لوسائل الأعلام، موضحاً أنّ الجثث تم نقلها في نهاية ذلك اليوم من قبل بعض أهالي المدينة.

    وبعد نحو ثلاثة أشهر من تلك المجزرة، جاءت القوات الامريكية برفقة أحد أعضاء الكونغرس الأمريكي إلى المدينة، ومكثت في مشفى حديثة وأبلغت الأهالي عن رغبتها برؤية الأطفال الناجين من تلك المجزرة، وفعلاً جيء بهم وتم تسليمهم هدايا، وتسجيل إفاداتهم، كما قدّمت لهم مبالغ مالية "تعويضية" بلغت 2500 دولار عن كل ضحية، إلاّ أنّ ذوي الأطفال الناجين، أو المتكفلين برعايتهم، رفضوا استلام تلك المبالغ. ونقل أحد الحاضرين بأنّ أقارب هؤلاء الناجين أبلغوا الجنرال الأمريكي وعضو الكونغرس أنهم يطالبون بمحاكمة الجنود الأمريكيين المذنبين، في حين أبلغهم آخرون أنهم يرفضون حتى المحاكمة، ولن يقبلوا إلا "بالثأر من تلك القوات".

    أهالي حديثة الذين عاشوا المجزرة يترقبون المحاكمة التي يفترض أن تجريها الولايات المتحدة الامريكية لهؤلاء الجنود، ولكنّ أغلبهم لا يعوِّلون عليها كثيرا في الاقتصاص من هؤلاء القتلة، الذين جاؤوا لتحرير العراق، حسب تعبيرهم.
    (خدمة قدس برس)

  • #2
    الله اكبر

    لا تعليق

    تعليق


    • #3
      بسم الله الرحمن الرحيم
      ولم تنجُ من عملية التصفية سوى الطفلة صبا البالغة من العمر 13 عاماً، والتي تظاهرت بالموت عندما رأت ما رأت، فكتب الله لها حياة، ولكنها ولا شك أنها حياة، ليست كالتي كانت تحلم بها، بعد غياب الأب والأم والأشقاء أيضاً، وهي التي ستعيش وفي داخلها أبشع ما يمكن أن يحمله الإنسان من ذكرى
      .

      تعليق

      المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
      حفظ-تلقائي
      x

      رجاء ادخل الستة أرقام أو الحروف الظاهرة في الصورة.

      صورة التسجيل تحديث الصورة

      اقرأ في منتديات يا حسين

      تقليص

      المواضيع إحصائيات آخر مشاركة
      أنشئ بواسطة ibrahim aly awaly, يوم أمس, 09:44 PM
      استجابة 1
      11 مشاهدات
      0 معجبون
      آخر مشاركة ibrahim aly awaly
      بواسطة ibrahim aly awaly
       
      أنشئ بواسطة ibrahim aly awaly, يوم أمس, 07:21 AM
      ردود 2
      12 مشاهدات
      0 معجبون
      آخر مشاركة ibrahim aly awaly
      بواسطة ibrahim aly awaly
       
      يعمل...
      X