بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على سيدنا محمدوال محمد وعجل فرجهم
قال الرسول الاعظم (ص) : ( الولد الصالح ريحانة من رياحين الجنة )
عن الصادق (ع) قال : ( ميراث الله من عبده المؤمن ولد صالح يستغفر له )
وقال (ع) البنات حسنات والبنون نعمه فالحسنات يثاب عليها والنعمه يسأل عنها )
قال (ص) : ( نعم الوالد البنات المخدرات من كانت عنده واحده جعلها الله له سترا من النار
ومن كانت عنده اثنتان ادخله الله بهما الجنة وان كن ثلاثا اومثلهن من الاخوات
وضع عنه الجهاد والصدقه ).
كنت جالسة في غرفتي أحادث فتاتي
الصغيره, وأنا على وشك النوم
سمعت أصواتا غريبه وكأنها مصارعة في حلبة عنيفه
عاصفة هوجاء تعصف بالمكان حسبته
زلزالا يهز جدران المنزل ...
انصت قليلا لأسمع ما هذه الحركة الغريبه التي
تخرق أذني
ازدادت الأصوات المختلطة ناعمة وخشنه
صراخ وعويل يضج بالمكان واستغاثات
يوجع صداها القلب ,
فزعت من فراشي مرعوبة خرجت من غرفتي
الفتفت يمينا وشمالا أبحث عن مصدرالصوت
فرأيت نورا خافتا في غرفة كانت تقابل
غرفتي البيت هادئا عدا هذه الغرفة كان بابها
مفتوحا ... الأصوات تنبعث منها
أسرعت نحوها فكانت مفاجأة مرعبه ,
لم أصدق نفسي وأنا أنظر بداخل الغرفة
كأنها خربة قديمه
الأدوات مبعثرة والزجاج مكسر
والعراك شديد ,
كان المنظر رهيب ومخيف , أدهشني فدار رأسي
كاد يغشي علي
تعجبت وصحت ماذا هناك ؟!! ما الذي حصل ؟!!
ما الأمر ؟!!!
لم أسمع جوابا ,
دق قلبي نبضات سريعة وارتعشت فرائصي
تساءلت بعجالة ... كيف أحمي هذه الفتاة ؟
كيف أخلصها ؟
كان الأسد هائجا متوحشا على تلك سوسن
هي ناعمة صغيرة في العشرين ربيعا من عمرها
ضعيفة أمامه قوتها لا توازي قوته الصلبة
انقض عليها بأنيابه الحاده يتمنى افتراسها
وتقطيع لحمها الطري اللين بمخالبه الشرسه
حاولت الاقتراب منها لتخليصها من بين يديه
بكل عزم وما أملك من قوة
أسرعت نحوها لم أفكر ما الذي سيحدث لي
من هذا الأسد الثائر ولكن ....
فكرت في إنقاذها ونسيت عواقب الأمور
ولكنه كان قاهرا ظالما وقاسيا
لم يتوقف لحظة عن ضربها
ازداد صراخها وملأ المنزل ...
الجميع ينصتون خائفين وعلامات التعجب تتطاير
وتبحث عن سبب الوحشيه حذرين الأقتراب منه
أختها الصغرى كانت تقف بعيدة خارج الغرفة
خلف الباب وعيناها محمرتان مملوءتان بالدموع
ويدها على فمها تتألم لأختها
أما أخيها الأصغر فقد كان واقفا مرعوبا مترددا يخاطب نفسه ...
هل أقترب ؟ سؤال يتكرر , ما الذي حصل ؟؟
توسلت إليه أرجوك اتركها أخرج الآن
خطوت خطوات نحوه ..يكفي ضربا أرجوك ....
كانت الغرفة ضيقة و الجو حار والهواء محبوس
و العرق يتصبب من جسم الفتاة الذي لون
بألوان الطيف منه الأزرق مع الأحمر و الأخضر
كانت لطمات جريئة وقوية حقا ....
صار شعرها منشور وحالتها يرثى لها
وعيناها محمرتان تنظران هنا وهناك
تناجيه وتستغيث لعله يرحمها او تجدمن يعينها
وتحتمي به من هذا الأسد الجائع .
ولما رأتني قادمة وجهت أنظارها إلي و التي
أحرقت بها قلبي ... التجأت إلي خائفة
ازداد هيجانه وزأر بصوت عال
يريد نهش لحمها قطعا صغيره
قائلا : اخرجي من المنزل
لا أريدك هنا .............
حاولت الهرب منه إلى زاوية الغرفة
ولكنه أمسك بها وانهال عليها ضربا بحذائه الثقيل
ثم رماها بقوته على جانب المنضدة الحاده
التي كانت وسط الغرفه
سال الدم من رأسها ويدها
صاحت بكل قواها لم أعمل شئ !!!
ولكن لم يرد سماع صوتها .. لا رحمة لا شفقة
نظرات من الحيره والدهشه تنبعث من عينيها
حتى داهمتها أفكار عجيبه !!
و في وقتها الحرج تساءلت من يكون هذا ؟؟!!!
إنه يريد قتلي
ياليتني مت ولم أر قسوته
لم أعمل شيئا يستدعي ضربي هكذا
وتزداد علامات التعجب ..وترتسم على وجهها
التي لطخ بالدماء والكدمات الشديده
أحقا هذا أبي ؟ من هذا ؟؟ !!!
وفي لحطة هم بالخروج من الغرفه
بعد أن جالت جولاته وثار كسر الزجاج على أرجلها
حتى دميت وانهارت قوتها ولم تستطع الحراك
فقدت توازنها من شد الضرب
لما سمع بكاؤها وهي تدافع عن نفسها
قائلة : لم أعمل شئ والله
رجع لها ورماها بكل قواه على الحائط
مع ثم رفسها رفسة في بطنها ازدادت ألما وصراخا
توسلت إليه مرة أخرى ...
وقفت بينه وبينها فخرج وأقفلت الباب خلفه
فارتمت على حضني وبكت بكاء حرق قلبي
صيحات تلك الفتاة لا تزال في ذاكرتي
سوسن تحس بالخيبة وفقدان الأمل من الحياة السعيده
والآن اصبحت تنظر الى الدنيا
كـــ غابة لا يعيشها إلا الوحوش الضاريه والذئاب المستعره
المتوحشه التي لا ترحم
هل تساءلتم أيها الأعزاء لم هذا الضرب المبرح
والقتل البطئ مع التعذيب ؟؟!!
إنها وشاية من أخيه الذي يعيش حياة البطالة
حياة المراهقه غرته الدنيا وزيفها
هذا ( عمها ) الذي يصغر والدها بأعوام كثيره
جبارمتسلط يعيش حياة الترف على حساب
أخيه الأكبر .
ينظر الى المرأة نظرة جاهلية ليس لها حقوق
ولا كرامه
عزيزي القارئ عندما تقرأ كلماتي
تفضل برأيك وإرشاداتك لمثل هؤلاء الآباء
الذين يتصرفون بعيد عن الحكمة والوعي التربوي
الذي أمرنا به رسولنا النبي الاكرم (ص) واهل بيته الاطهار(ع)
والذين ينصتون لكل وشاية تنقل لهم
دون أن يتريثوا
لسماع الحقيقه من جميع الاطراف ..
نسألكم الدعاء ونسأل الله لهم الهدايه
10 / 5 / 1427 هــ
تعليق